روايات

رواية كفر صقر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الجزء الثالث والثلاثون

رواية كفر صقر البارت الثالث والثلاثون

كفر صقر
كفر صقر

رواية كفر صقر الحلقة الثالثة والثلاثون

ولجت مايسة إلى الطبيبة مرة أخرى فابتسمت فى وجهها وأخذت منها نتيجة التحاليل .
وعندما قرأتها نظرت لها بشفقة قائلة ”
مش عارفة أقولك إيه صراحة ؟
جحظت عين مايسة ودق قلبها بشدة وخرج صوتها بضعف……جصدك حوصل اللى كنتِ شاكة فيه ؟
هزت رأسها حنان اى نعم …..أنتِ حامل يا مايسة .
مبروك ولعله خير يمكن الحمل ده يكون سبب فى رجوع جوزك ليكِ .
وربنا بيقول ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم )
وضعت مايسة يدها على رأسها وانهمرت الدموع من عينيها .
فشهق والداها عمران وتنهد بألم ولكنه تحامل على نفسه حزنا على حالة إبنته .
فأقترب منها ووضع يده على رأسها بحنان قائلا….
يا بتى كل أمر ربنا خير وده رزق وربنا عالم إنك چبتيه بالحلال .
فنظرت مايسة لوالدها نظرة ألم موجعة وتمتمت…..بس يا ابوى هنروح دلوك البلد نجول إيه ؟
لما يشوفونى وبطنى هتكبر يوم عن يوم .
ثم دخلت فى نوبة بكاء هستيرى فولج على صوتها إسماعيل بوجه يرى عليه الفزع .
إسماعيل..فيه إيه يا حاچ ؟ هتبكى ليه إكده مايسة ؟
عمران …..عشان يا ولدى حامل وأنت عارف الباجى .
فسمع الحديث صهيب فتمتم ( لا حول ولا قوة الا بالله ) أنا ندمت دلوك جوى ٱنى شورت على ياسين إنه يچوزها .
ذنبها إيه دلوك البت المسكينة دى وكومان ولدها اللى چاى فى السكة .
أنا لازم ماسبهاش واصل واتجوزها عشان أنا السبب .
ثم جاء على فكره ( سمية ) فقال ( سامحينى يا سمية )
بس مش جادر أتحمل الذنب ده ، سامحينى يا حبة جلبى .
فولج إليهم صهيب وفى نفس واحد تقريبا تحدث صهيب وإسماعيل .
عمى الحاچ ، أنا رايد أجوز مايسة وابنها هيكون إبنى وأنا متكفل بيه .
نظرت لهم حنان بذهول وتسائلت ( يا ترى قصتك إيه ؟ وليه عايزين يجوزوا واحدة مطلقة وحامل ؟ )
نظر إسماعيل إلى صهيب بغيظ قائلا..
لا خلاص معدتش هسيبها تانى لحد أنا أولى بيها .
ومافيش حد هيحبها ويراعيها جدى .
وأنت كومان خاطب .
صهيب….بس أنا السبب ولازم أتحمل غلطتى ؟
إسماعيل ….ماحدش هيچوزها غيرى ، ريح نفسك .
فصاحت مايسة فى وجههم ….هو ده وجته !
حرام عليكم ، سيبونى فى حالى ، وأنا مش رايدة حد .
عمران بألم يعتصر قلبه …
بس يا بتى ، إحنا مروحين البلد والكل هيسأل كنتِ فين وبعدين الحمل هيظهر .
أنا خابر إنه من حلال ولكن الناس ماتعرفش حاچة .
ومش هنجدر نحكيلهم اللى حوصل.
فأنا من رأئيى يا بتى تچوزى إسماعيل حتى لو على الورج بس إكده .
وبعدين أنتِ حرة تكملى معاه أو لا ، بس أنا ناضره شاب زين ويعرف ربنا .
ابتسم إسماعيل لكلام الحاچ عمران .
ولكن مايسة رمقت أباها بنظرة مؤلمة قائلة….إكده ياسين هيصدج فعلا إنى بينى وبينه حاچة .
فنظر عمران للسماء قائلا…لله الأمر من قبل ومن بعد .
إفرجها يارب من عندك ، إحنا غلابة جوى وواجفين ببابك ، فلا تردنا خائبين .
فبكى الجميع ودمعت عين الطبيبة معهم .
صهيب……طيب يلا بينا يا چماعة عشان كده إحنا أخدنا وقت الناس اللى بره وتعبنا الدكتورة بحديتنا ده .
حنان…….لا أبدا _وربنا معاكِ يا مايسة وخدى رقمى أهو ولو احتاجتى لأى حاجة ماتردديش تكلمينى .
وأبقى طمنينى عليكِ.
فنظرت لها مايسة بإمتنان ثم قامت ولكن بقلب غير القلب .
لتتلمس بطنها بآسى…سامحنى يا ولدى ، إنى فكرت فى نفسى وحبى ومافكرتش فى اليوم اللى ممكن تيچى فيه ويسألوك هو مين أبوك ؟
بس هجول إيه ؟
ربنا يسامحك يا ياسين .
أوصلهم صهيب إلى موقف السيارات ليستقلوا ميكروباص يرجع بهم إلى الصعيد .
وأثناء الطريق حدث الحاچ عمران صهيب بما حدث وترتب عليه طلاق ياسين لـ مايسة .
فشهق صهيب بعدم تصديق قائلا…معجول كل ده يحصل ؟
وأكيد ده ترتيب العجربة سكينة بس عرفت كيف ٱنه مچوز ده مالحجش ؟
ومعلش يا حاچ سامحنى فى اللى هجوله …ياسين بيه معذور بردك .
وأى راچل فى مكانه لو شاف إكده ؟ كان ممكن كومان يجتلهم .
بس هو لازما يعرف الحجيجة ثم صمت للحظة .
وتابع بآسى ”
بس حتى لو عرف مش هيجدر يكمل معاها بدال عرفوا .
عشان دول ناس شياطين فى صورة إنسان .
وممكن يأذوها كومان.
أنا مش عارف كيف سى ياسين ناسب الناس دول .
عمران بغصة مريرة…نصيبنا يا ابنى إكده ، الحمد لله على كل حال.
وسواء عرف أو ماعرفش ، خلاص كل واحد ياخد طريجه .
صهيب……بص يا حاچ هو دلوك عشان تقدروا تعيشوا بسلام فى الكفر .
هتجولوا أن إنكم كنتم مثلا عند اخوالكم وجوزتوها هناك لـ إسماعيل عشان أهلها يفرحوا .
وبعدين ان شاء الله لما تولد يكتب عليها رسمى لأن عدة الحامل وضع المولود .
والولد يتكتب بإسم إسماعيل .
شهق عمران ….كيف ده ؟
ماأنت خابر أن التبنى حرام .
صهيب……خابر يا حاچ بس فيه حاچة اسمها الضرورات تبيح المحظورات ولو عرفت ثريا وسكينة .
إن الولد ابن ياسين مش هيسبوه فى حاله واصل وممكن يجتلوه .
فعشان كده ربنا غفور رحيم وعالم بجلوبنا ومطلع عليها وعالم إحنا ليه هنكتبه بإسم إسماعيل .
ها جولتم إيه ؟
وضعت مايسة يدها على بطنها بخوف على فلذة كبدها التى لم ترى النور بعد وهزت رأسها بآسى لتلعن الموافقة.
أما إسماعيل فرقص قلبه طربا محدث نفسه( معجول ربنا يجبر بخاطرى للدرچاتى وأتجوزها بعد ما كانت بالنسبالى حلم مستحيل يتحجج .
ياااه لو تحس بس بيه وتعلم إنى كيف بعشجها ، بس يا ترى هيفضل جوه جلبها ياسين مهما حوصل منه .
ولا فيه أمل تنساه وتحبنى ؟
ياااه ساعتها زى مايكون ملكت الأرض كلها بس جلبها يحن .
عمران……لله الأمر من قبل ومن بعد .
وبشكرك يا ولدى على وجفتك معانا .
صهيب…ماتجولش إكده يا حاچ.
انت زى أبوى ومايسة أختى .
وربنا يطمنا على ياسين بيه كومان .
فانتفض قلب مايسة من مكانه لمجرد ذكر اسمه رغم ما فعله بها وما عانته بسبب زواجه منها .
فصاحت……ماله فيه إيه ياسين ؟
تلك الكلمة التى كانت كفيلة بتحطيم أمال إسماعيل إنها تحبه يوما فنكس رأسه بآسى ولاذ بالصمت ليتجرع ألم الحب من طرف واحد بحسرة .
صهيب…….مش خابر _ من ساعة اللى حوصل وتليفونه مجفول ومش عارف أوصله ولا هو فكر يكلمنى .
ومش خابر أعمل إيه ؟
ومش هجدر اتنقل من إهنه غير لما ألاجيه ؟
تألمت مايسة لـ ياسين مع إنه صاحب الألم ولكن ما باليد فالقلب يعشق بدون عقل .
عمران…..ان شاء الله خير يا ولدى وهتلاجيه يتصل بيك وتتطمئن عليه .
صهيب…..يارب .
وأدينا أهو وصلنا الموجف وانا شايف أهو عربية جنا واجفة ومستنية أنفار .
أستقلت مايسة ووالداها وإسماعيل السيارة التى ستحملهم إلى قنا .
ولكن بقلب غير القلب التى تركوها عليها .
وسبحانه القائل ( كل يوم هو فى شأن ).
لتسير السيارة ويسير معها كل شىء تمنته أصبح كالسراب فى عينيها .
…………………
أما ياسين فكان راقدا فى فراش المستشفى لا يتذكر من حياته شىء حتى إسمه وألم جسده يعصف به من حين لآخر .
بجانب شعوره بالوحدة بعد مغادرة مجدى وصفوان
فمضى ليلته بألم جسدى وألم نفسى لإنه ليس بجانبه أحد يواسيه فى محنته ويطمئن عليه .
…….
رن هاتف صهيب فكانت سمية فتوتر صهيب .
وخشى أن تسئله عن ياسين بماذا سيرد عليها ؟
ولكن لابد من الإستجابة والرد حتى لا يصيبها القلق من عدم رده .
صهيب….السلام عليكم
أهلا يا زوجتى الحبيبة
سمية بضحك …..وعليكم السلام يا زوجى المستقلبى .
كيفك وكيف أخوى ياسين ؟
صهيب بصوت مهزوز …..الحمد لله بخير .
وانتم عاملين ايه ؟ وامى الحاچة ام ياسين زينة ؟
سمية…. بخير الحمد لله .
بس أمى مش عارفة مالها بتجولى إن جلبها موغوش على ياسين وجالتلى أتصل بيك أطمن ؟
صهيب حاول التلطيف بعض الشىء ….
.يعنى لو ماكنتش امى الحاچة جالتلك أتصلى ماكنتيش هتتصلى يا حبة جلبى.
تتطمنى عليه بردك ؟
هو أنا مش چوزك زى ماهو اخوك
مايسة بخجل…وبعدين معاك يا صهيب ،ماهتكسفنيش امال .
وأكيد يعنى هحب اطمن عليك بردك ، بس كلام أمى جلجنى وحبينا نطمن .
هو عامل ايه ؟ وهو معاك ولا ؟
عشان أنا عماله اتصل بيه وتليفونه مجفول .
صهيب…..لا هو مش معايا ، راح مشوار إكده .
وأكيد تلاجى تليفونه فصل شحن .
فإن شاء الله لما اشوفه هخليه يكلمكم .
متجلجوش وطمنى امى الحاچة .
سمية…..ربنا يطمن جلبك .
صهيب…..ربنا يخليكِ ليه .
( وياريت نبطل كلمة يخليك بس للأسف اللسان اتعود عليها عشان يخليك يعنى يتركك والأولى نقول يحفظك )
أغلقت سمية الخط لتُطمئن والدتها
بدرية……يارب يكون خير _ بس جلبى هيجولى إن فيه حاچة .
سمية…..يمه متجلجيش بجه خلاص .
بدرية…ربنا يطمن جلبى عليك يا ولدى..
…………………
مر الوقت ببطىء شديد على مايسة فى السيارة وتذكرت ياسين عندما أخذها للقاهرة كم مر الوقت بسرعة وكم كانت تسعدها نظراته لها فى المرآة.
أما الآن فلا ترى سوى وجهها الذى أصابه الذبول وهى مازالت فى ريعان شبابها ولكن ما أصابها جعلها كأنها فى الستين من العمر .
ومهما طال الطريق لابد من نهاية .
وبالفعل وصلوا مع شروق الشمس لفجر اليوم التالى .
كان قلب مايسة يدق بعنف ولم تتخيل إنها ستعود بهذه السرعة وكيف ؟
من غير ياسين حبة القلب .
وأستاذن منهم إسماعيل للعودة لمنزله للراحة على وعد بلقاء مرة أخرى الإطمئنان عليهم .
فأذن له عمران مع الدعاء له .
وبينما عمران يفتح الباب ومن ورائه مايسة إذ بصوت جهورى ورائهم أصاب مايسة بالفزع فأرتعدت أوصالها خوفا
وكان الصوت لـ صفية ….تلك الحية المدبرة لكل تلك الجرائم .
صفية بفحيح الأفعى….مايسة _ عاش من شافك يا حبيبتى .
ثم أقتربت لتقبلها بعين الشماتة ثم أبتعدت قائلة…
والله ليكِ وحشة يا بت .
مايسة بقهر……توحشك العافية يا خالة .
صفية بمكر….ألا كنتِ فين يا بت وليه اختفيتى فجأة إكده ؟
حاولت مايسة النطق ولكن قاطعها والدها الشيخ عمران بقوله ؛
عجبال ولادك يا بتى مايسة إتچوزت عند أخوالها عشان يفرحوا بيها هناك .
صفية بسخرية…..والله !
طيب يا وحشة مش كنتِ تجوليلى ؟
إكده برده تچوزى من غير ماتعرفينى ؟
ويا ترى من العريس ؟ حد نعرفه ؟
تلألأت الدموع فى عين مايسة وكأنها تريد أن تصرخ بإسمه ( ياااااااااااااااسين )
فتابع الحاچ عمران……تعرفيه يا بتى زين ( إسماعيل )
فضيقت صفية عيناها بخبث ثم لوت فمها بإستنكار …. إسماعيل ؟
يعنى الواد أكل شارب معانا وبعدين كنت اشوفه يغطس وأتاريه كان معاكِ .
شوفى الواد وشجاوته .
بس معلش عذراه ، ماهو أخد الجمر كلاته ( مايسة ) فلازما يخبى عشان مايتحسدش .
نكست مايسة رأسها بحزن ، لتتبع صفية بمكر .
وهو جابلك مكان إهنه ولا هناك عند أخوالك ؟
فرد عمران……لا هما هيعيشوا معايا عشان انتِ واعية ، أنا راچل كبير وماينفعش تهملنى لحالى .
صفية….ايوه عندك حج .
على العموم……..الف الف مبروك .
وعجبال لما نشيل عوضك إكده.
ويلا فوتكم بعافية….عشان ست ثريا مستنيانى ومجدرش أتأخر عليها .
ماأنتى خابرة يا بتى إنها حامل وتعبانة .
يلا عجبالك من إسماعيل عشان يلعب مع ولد ياسين .
ثم تركتهم بعد أن قضت على الروح المتبقية فى مايسة .
ولجت مايسة للداخل وهى تجر أذيال الخيبة .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
عمران……….ياااه أخيرا رچعنا بيتنا وحشنى جوى.
وفعلا المثل اللى هيجول( من خرج من داره اتجل مجداره )
ألمها مايسة كلمات والداها الغير مقصودة فأسرعت لفراشها باكية بُكاء السنين .
فتألم عمران لها وندم على التفوه بتلك الكلمات
فولج إليها وربت على ظهرها بحنان الأب .
عمران……وبعدين يا بتى ، سلمى امرك لله عز وجل .
وياعالم الخير فين ؟
لو ربنا رايدلك إنك كنتِ تكملى مع ياسين ماكنش فيه قوة فى الأرض أبدا تجدر تفرج بينكم .
بس أكيد ربنا عمل إكده لحكمة .
يمكن إحنا مش شايفنها دلوك ، بس اكيد بعدين هنعرف .
وهنحمد الله كومان.
وعايز أجولك حاچة ، فى مثل بيجول ( خدى اللى يحبك ماتخديش اللى تحبيه )
فعشان إكده إفتحى صدرك لـ إسماعيل يا بتى .
أنا حاسس إن ربنا عيعوضك بيه وهيجبر خاطرك .
لانه بچد هيحبك وراچل صوح ، أما ياسين ملناش غير إننا ندعيله بالهداية .
وأنا خابر إنك صعب تنسيه بسهولة بس مع الوجت إن شاء الله هتجدرى .
عشان أفضل نعمة ربنا عطاهلنا صوح هى النسيان فهتجدرى تنسيه إن شاءالله .
لم تستطع مايسة الرد على والدها فكان الحزن يملىء قلبها .
وآثر والداها أن يتركها لبعض الوقت لعلها تُلمم جراح قلبها .
فتركها لتستريح ولكنه قال قبل مغادرته ”
تذكرى قول الله على لسان سيدنا يعقوب( إنما أشكى بثى وحزنى إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون )
فأشكى لربنا يا بتى عشان هو وحدى اللى هيطبطب عليك ومحدش هيجبر بخاطرك غيره
فتمتمت مايسة بحزن يعتصر قلبها…….يااااااااااااااااااااب _ ياااااااارب
………………
أشرق الصباح على ياسين وعندما أفتح عينيه ببطىء وجد فى وجهه صفوان بإبتسامة مشرقة جميلة
ثم ما هى إلا لحظة ووجد أيضا دكتور مجدى أمامه .
صفوان….إزيك يا بطل النهاردة عامل ايه ؟
ياسين مبتسما…لا الحمد لله أحسن كتير .
نورتونى والله يا صفوان وأنت كومان يا دكتور مچدى .
مش خابر من غيركم صوح كنت عملت إيه ؟
دكتور مجدى……ماتقولش كده ، ده ربك بيسبب الأسباب .
المهم دلوقتى ربنا يتم شفاك على خير يا ياسين .
ياسين…..يارب .
ثم آتى الطبيب المعالج له .
مجدى……..ها اخبارك إيه يااااااا ؟
هو صح أسمك إيه ؟
فنكس ياسين رأسه بحزن…….فتحدث صفوان
هو عبدالله ان شاء الله
فابتسم مجدى……فعلا كلنا عباد الله .
الطبيب….طيب يا عبدالله ، أنت ممكن تخرج بكرة بس طبعا لازم الراحة التامة عقبال ماتخلص التلت أسابيع دول وبعدين تيجى تفك الجبس ونشوف الحال ، لو تمام ان شاء الله مش هتحتاج علاج طبيعى .
أما لو لسه شوية ، فهنعمل علاج طبيعى إن شاءالله.
صفوان…..إن شاءالله هيكون تمام التمام .
ده صعيدى وجامد
فضحك ياسين بالرغم من حزنه على إنه لا يعلم عن نفسه شىء ولا حتى إسمه .
ولكنه انتبه لكلمة الطبيب ، خروج غدا فأصابه التوتر قائلا……أخرج هروح فين ؟
الطبيب…ايوه انا اسف فعلا ، أنا نسيت انك فقدت الذاكرة .
بس مش عارف صراحة , إيه الحل للمشكلة دى ؟
فسارع مجدى بقوله….هتخرج لبيتى إن شاءالله .
ياسين بحرج كيف يعنى ؟
تدخل رجل غريب عندك البيت ؟
لا مليصحوش طبعا .
مجدى …..يا عم مغريب إلا الشيطان .
وأنت خلاص بقيت اخويا الصغير .
وان شاءالله هى فترة بس صغيرة ، عقبال ماترجعلك الذاكرة فى أقرب وقت إن شاءالله.
ياسين ……بس !
مجدى……خلاص قولت هتيجى عندى ، ده قرار نهائى .
ياسين بحرج….مش عارف صراحة أجولك إيه ؟
ولا ارد جمايلكم عليه إزاى ؟
صفوان……ماتقولش إكده إحنا إخوة فى الإسلام وواجب علينا مساعدتك .
مجدى……….ومتقلقش خالص .
أنا الحمد لله ساكن فى فيلا طويلة وعريضة مفهاش غيرى وبنتى ميار والشغالين اللى فيها .
بنتى ميار فى آخر سنة فى كلية الفنون الجميلة .
مبدعة وراسمة هايلة بس هددوشك فى الكلام .
لسانها طويل بشكل .
فضحك صفوان قائلا…….ربنا يباركلك فيها يا دكتور.
مجدى……….تسلم يا صفوان .
ومعلش هسبكم دلوقتى عشان اتابع شغلى فى المستشفى العسكرى .
بس إن شاءالله بكرة زى دلوقتى هعدى عليك وأخدك .
وماتقلقش فى الفيلا هتلاقى عم جلال هياخد باله منك لغاية ماتشد حيلك وتبقى تمام .
ياسين مبتسما بخجل ….إن شاءالله .
ربنا يكرم أصلك يا دكتور .
صفوان……..وأنا كمان تسمحلى اجى أوصله معاك يا دكتور مجدى .
وبالمناسبة السعيدة دى نشرب فنجان قهوه تمام من عندكم .
مجدى بضحك …..لا أنت كده داخل على طمع .
بس ماشى زى بعضه تعال عشان خاطر عبدالله بس .
ويلا اسيبكم على خير .
مجدى…. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفوان وياسين..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ثم غادر دكتور مجدى وترك صفوان مع ياسين
أقترب صفوان من ياسين ..
ايه يا بطل صليت فروضك ولا بقه مكسل وعامل نفسك تعبان ومجبس .
ياسين مبتسما بحرج …..لا ماصلتش بس هصلى كيف كده واتوضى كيف ؟
صفوان……أنا هوضيك يا سيدى ماتتحججش .
ولما أكون مش موجود ممكن تيمم عادى كده من الحيطة وتصلى عادى برموش عنيك .
لكن مفيش اى عذر خالص الواحد يسبب الصلاة مهما كان
ده الرابط بينا وبين الله عز وجل .
فقام صفوان بتوضيئه ومسح على الجبيرة فصلى ياسين ودعا الله بالشفاء وان تعود له ذاكراته .
ولو أدرك ما دعا الله به من عودة الذاكرة ما دعا فعودة ذاكراته هلاك اخر له .
وكأنه فقدان الذاكرة رحمة من الله عز وجل به حتى لا يجتمع عليه ألم الحادثة مع ألم فراقه عن مايسة .
ثم أخرج صفوان كتاب الله بعد إن انتهى ياسين من الصلاة وبدء يتلوا عليه بعض آيات الشفاء .
يوجد فى القرآن الكريم 6 آيات يطلق عليها ايات الشفاء، ويجب أن يداوم المريض على قرائتها أو تقرأ عليه سواء كان مرضه جسمانيا أو نفسيا أو روحيا، (سبع مرات), ويشفى بها الله تبارك وتعالى وباذنه ومشيئته:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ*وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
( التوبة :14- 15 ).
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )
(يونس : 57 ).
( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ*ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
(النحل : 68 , 69).
( وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً*وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً *وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً )
(الإسراء : 80 : 82 ).
(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ*وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ*وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
(الشعراء : 78 : 80 ).
( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ )
(فصلت : 44 ).
فاغرقت اعين ياسين بالدموع وخشع قلبه لذكر الله.
………….
يا ترى إيه هيحصل مع ياسين لما يروح الفيلا ؟
وإمتى هترجع له الذاكرة ؟
ومايسة هتقدر فعلا تحب إسماعيل ؟
ويا ترى هتفلت سكينة وصفية من العقاب ولا كما تدين تدان
وإبنها اللى جى ده هو الصقر اللى مستنينه من أول الرواية

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كفر صقر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى