روايات

رواية كفر صقر الفصل التاسع والستون 69 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الفصل التاسع والستون 69 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)

رواية كفر صقر الجزء التاسع والستون

رواية كفر صقر البارت التاسع والستون

كفر صقر
كفر صقر

رواية كفر صقر الحلقة التاسعة والستون

حمزة …..تصورى يا امى زميلتى بقالها سنين ويدوبك عارف ان اسمها رقية عبدون ومش عارف اسمها ثلاثى .
‌ألماس بخوف …..ربنا يستر ؟
حمزة…….مالك يا أمى ، شكلك اتغير كده ليه ؟
ألماس بقلق…..لا مفيش حاجة ،ربنا يسعدك يا قلب أمك .
أقترب حمزة منها ومسح على شعرها بحنان وقبل يديها ثم أجلسها بجانبه .
ونظر فى عينيها الحزينة التى تلمع بها الدموع .
حمزة بتنهيدة حارة …نفسى اعرف يا أمى سر حزنك الدايم ده ؟؟
ماتصوريش أنا قلبى بيتقطع قد ايه ؟
كل ماأشوف الحزن فى عينيكِ ومش عارف إزاى ؟ أو أعمل إيه ؟ يخليكِ تفرحى وتنسى الحزن ده .
ألماس وقد تساقطت دموعها رغما عنها …سيبك منى أنا يا حبيبى ، أنا خلاص اخدت نصيبى من الدنيا ودلوقتى هفرح لفرحكم أنت وأختك .
انتم دنيتى والبسمة الحلوة اللى فى حياتى .
ومعاكم بننسى كل حاجة وحشة حصلت فى حياتى .
حمزة……..بس أنا نفسى أشوفك تفرحى لنفسك أنتِ ، أشوف السعادة فى عينيك ِ .
ألماس….عدى العمر يا حبيبى خلاص .
حمزة…..ليه يا أمى ، أنتِ لسه شباب واللى يشوفك اصلا ميصدقش إنك أمى .
بالعكس سن الاربعين ده اجمل سن الستات بالذات قمة النضج والأنوثة والمشاعر الفياضة .
وحطى على ده كله الجمال وأنتِ قمر يا أمى.
فضحكت ألماس وشاكسته بقولها…لا أنت بتعاكس بقه يا واد يا بكاش أنت .
حمزة…….ايوه بعاكس عندك مانع ؟
ألماس بضحك..مش أنا اللى هيكون عندى مانع ، بس يمكن الأنسة رقية تمانع وتغير .
قطب جبينه حمزة متسائلاً……تغير ليه ؟
كل حب مختلف عن التانى خالص ، أنتِ أمى وليكِ حبك ومكانتك الخاصة وهى هتكون زوجتى وليها حبها ومكانتها وده مايتعارضش مع ده ابدا.
والعاقل هو اللى يعرف يوازن ومايسبش اى خلل فى العلاقتين أن حد فيهم يغير .
لأن لو حد غار فيهم معناه أنه ماقمش بواجبه وحسس طرف فيهم بالنقص .
نظرت ألماس لـ حمزة بإعجاب شديد لرجاحة عقله رغم صغر سنه وحدثت نفسها ….فعلا أنت وفارس صورة طبق الأصل من كل حاجة ، صقر بصحيح .
كأنك ولده ،مش ابن عبيد خالص .
بس الحمد لله على كل حال .
حمزة……..إيه روحتى فين يا مامتى يا حبيبتى ؟
ألماس….ربنا يحفظك يا قلب مماتك .
وأقوم بقه علشان اسيبك تخلص مذاكرتك ،علشان تفرحنى السنادى وتطلع الألفة زى كل سنة وتتعين معيد بقه واتفشخر إنى ام الدكتور الجامعى .
حمزة بضحك……ربنا يخليكِ ليه يا حبيبتى .
بس استنى يا امى لو سمحتى ، عايز ، اقولك حاجة ؟
ألماس…..نعم يا حبيبى ؟
حمزة……..هو فين أخوالنا وأعمامنا علشان اكيد لما أخطب هيسألوا فين أهلك؟؟
أمسكت ألماس برأسها وتوترت ولكنها حاولت التماسك قائلة….يا ابنى زى ماقلتلك زمان إننا مقطوعين من شجرة .
والمهم أنت عند العروسة هيفيد بإيه الأهل .
يلا خلى بالك من دروسك بس ملتكترش ونام بدرى علشان يومنا بكرة طويل مع اختك إن شاءالله .
وأنا هروح أنام .
تصبح على خير .
حمزة بآسى على حالها …..وأنتِ من أهله يا أمى.
…………
دكتور أحمد لـ حور …بقولك يا حوريتى .
حور بضحك.. …خلاص بقيت حوريتك .
أحمد بحب ….طبعا أنتِ حوريتى فى الدنيا وفى الجنة إن شاء الله .
حور …..بس أنا يعنى والله اعلم بسمع أن الراجل فى الجنة ليه حوريات كتير وجمال جدا ولو واحدة منهم سوارها ظهر فى الدنيا هتضىء الدنيا فما بال شكلها كله علشان كمان بيقولوا يرى ظاهرها من باطنها من كتر الشفافية .
أحمد……ده صحيح يا حوريتى بس تعرفى أن الست المؤمنة الصالحة فى الجنة هتبقى احلى من الحور العين ذات نفسها .
فأنا ليه هسيب حوريتى وهى الاجمل ؟
حور بخجل …….ربنا يخليك ليه يا ابو حميد ، أنا مش عارفة لولا ظهورك فى حياتى أنا كنت عملت ايه ؟
كان زمان ضعت بس الحمد لله يمكن علشان أنا نيتى كويسة وقلبى ابيض من جوه وكيوت وحلوة وكده يعنى .
مش بحب اشكر فى نفسى كتير.
فضحك احمد …..لا صح فعلا .
حور …ومالك بتقولها كده من غير نفس ؟
أحمد….إزاى من غير نفس يعنى ، لا دى بنفس ونفس .
وعلشان أنا نفسى مفتوحة على الآخر ، إيه رأيك نجيب المأذون بالمرة وتبقى خطوبة وكتب كتاب .
حور…….على طول كده كتب كتاب ، مش نسيب فرصة نتعرف على بعض الأول .
أحمد بمكر……..والله أنا خلاص عرفت بالنظرى ، إنك طيبة القلب ونيتك صافية وكيوت وحلوة ،فمش عايز أعرف حاجة تانى نظرى ، أنا عايز أعرف بالعملى كده .
وصراحة مش قادر أصبر فلازم ألم نفسى ونمشى فى السليم أحسن علشان الشيطان ميلعبش فى دماغى.
حور بعدم تفهم……قصدك ايه يعنى ؟
أحمد ضاحكا على برائتها الطفولية…بصى أنا مش هعرف أشرحلك دلوقتى يا حوريتى بالكلام ، لكن أن شاءالله بعد كتب الكتاب هديكِ مثال عملى .
حور بعفوية . …طيب بس لو فهمت ليه عندك باكو شيكولاتة كبير وايس كريم ويسلام لو لقيت اللوليتا كمان معاهم.
أحمد بتعجب …..إيه اللوليتا دى ؟
حور…..هى حاجة كده متلجة كنا بنحبها واحنا صغيرين نمصها وكانت بتجبلنا التهاب رئوى بس كانت لذيذة اوى صراحة .
أحمد…..وحضرتك عايزة يجيلك التهاب رئوى واحنا لسه بنقول يا هادى
لا كفاية عليكِ الشيكولاتة والايس كريم .
حور………ماشى الكلام .
بس قولى مين هيحضر الفرح من عندك ولا انت زينا كده معندكش قرايب .
أحمد بزفير حار……..هو اللى اتربى فى مدرسة داخلى عنده اهل برده ، ولو عنده بيبقوا مجرد اسم بس .
يعنى أنا عندى عمى اللى رمانى فى المدرسة الداخلية بعد ما بابا وماما ماتوا علشان يحط أيده هو براحته على ميراثى .
بس أنا خلاص كبرت وعديت السن القانونى وآن الأوان انى اقف قصاده واخد حقى منه على داير مليم .
علشان اقدر اشوف مستقبلى ونجوز .
حور بقلق ….. بس خايفة يأذيك ولا حاجة ؟
أحمد ……لا ماتخفيش ، أنا همشى قانونى وساعتها مش هيقدر يتكلم .
بس سيبك من السيرة دى دلوقتى .
تعالى بقه اوديكِ لبيوتى سنتر اللى بعت عليه فستان جميل ياريت يعجبك ذوقى.
لمعت عين حور من الفرحة قائلة …..بجد انت أنسان جميل يا أحمد .
أحمد…وأنتِ اجمل يا عيون أحمد .
……..
زينت قاعة المشفى بالزينات والبلالين والورود واصطف كثير من المرضى فى القاعة على حسب حالتهم الصحية أما من كان لا يستطيع مغادرة فراشه فسوف يأتى لهم العروسان بنفسهم لإدخال السرور عليهم وبث الأمل فى قلوبهم من جديد .
وبدأ الإحتفال والتصفيق بدخول العروسين
أحمد وحور وأشتغلت الأغانى المميزة للأفراح والتى بدأت بأسماء الله الحسنى ثم اتبعها
اغنية رومانسية
أنا كلي ملكك أنا كل حاجة حبيبي فيا بتناديك أنا، انا مش بحبك الحب كلمة قليل بالنسبة ليك انت فرحة جت لعندي بعد عمر من التعب في السعادة اللي بعيشها، يا حبيبي انت السبب ضحكتك، عقلك، جنونك، والحنان اللي ف عيونك هوصف ايه واحكيلك إيه .
اندمجت حور مع كلمات الأغنية ورددتها على لسانها معها ..
أحمد بمداعبة …..كملى هتحكيلى إيه تانى غير إنك بتحبينى ؟
فضغطت حور بحذائها على قدميه فتألم .
أحمد بغيظ ……يا مفترية ،كل ده حب .
حور بضحك…أنت لسه شوفت حاجة حب .
أحمد….لا شكلى لسه هشوف كتير .
ربنا يستر وفعلا الأغنية اللى بتقول ( والله يا واد وعرفت تنقى لايقة عليه خالص ).
حور……اه طبعا يا ابنى أنت أمك دعيالك .
فضحك الإثنان بحب ورومانسية .
عبيد أثناء الأغنية كان يسلط عينيه على ألماس التى ذهبت بلب عقله وقلبه وتمنى لو يعيش معها لحظة واحدة بحب ولكن للأسف مر العمر بدون فائدة والأدهى من ذلك إنها سيسرحها بمعروف كما وعدها .
فأى موت هذا وهو مازال على قيد الحياة ؟
أما ألماس فكانت فى عالم آخر بسبب تلك الأغنية فقد شردت فى فارس وذكرياتهما معا فى ليلة الزفاف وقبل الولوج إلى شقتهم.
فارس وهو يضغط على يديها برفق ….مش كفاية إكده يا ألماستى فرح ونطلع بجه على شجتنا نكمل الفرح فوج براحتنا .
ألماس…..لا أنا لسه عايزة أفرح مع صحابتى وكمان لسه البوفيه وأنا چعانة جوى يا فارس .
فارس بغيظ …..لا وكتاب الله المجيد ده مش شكل عروسة فى ليلة فرحها ، بوفيه ايه بس ، هو ده وجت وكل برده ؟
ألماس …..امال يعنى عايزنى ماأكلش فى فرحى وأسيبه للناس ده حتى مايصحوش واصل ؟
ده حتى وصيت امى بعد الفرح اللى يفضل هتشيله فى اكياس وتجيبه نتعشى بيه أنا وأنت .
فارس وهو يكز على أسنانه بغيظ …وليه أمك يعنى ، ماتلميه أنت ِ.
ألماس……والله ابغى بس أستحى علشان البرستيج وعروسة وكده يعنى .
فارس……اه يا غلبى يانى .
طيب بقولك ايه يا ألماستى ، أنا چيبلك فوج فى التلاجة فرخة مشوية چاهزة وتورتة ايس كريم بالفواكه غير البييبسى والجلاكسى والشيبسى.
فاتسعت عين ألماس وأخرجت لسانها بتلذذ قائلة…….الله عليك يا فارس يا حبيبى ، إكده أنا هحبك جوى جوى .
فارس بضحك….والله ماعارف صوح أنتِ هتحبينى ولا هتحبى بطنك اكتر .
لتفيق ألماس من شرودها على كلمات حمزة ..إيه يا امى مالك شاردة فى إيه ؟
ألماس …مفيش يا ولدى بتخيلك انت كمان فى الكوشة مع رقية ربنا يسعدكم .
وكانت جت النهاردة تحضر فرح أختك .
حمزة…لا يا امى هى مش بنت سهلة تروح وتيجى كده من غير مايكون فيه إرتباط رسمى بينا.
ألماس… ماشاءالله شكلهم ناس محترمين اوى وولاد أصول .
حمزة…..امى ماتروحى تقعدى جمب بابا شوية ، ليه ديما كده بتحاولى تبعدى عنه .
ألماس وقد تلألأت الدموع فى عينيها ….حاضر يا ابنى علشان خاطرك .
ثم ذهبت إليه بخطوات متثاقلة فنظرت له بألم ثم جلست بجواره بدون أن تتكلم .
عبيد بغصة مريرة ….ياه يا ألماس طيب حتى ابتسمى بس ولو من غير نفس ، فى ليلة زى دى ،واحنا بنفرح بولادنا .
ألماس …..ماهو بالخصوص الليلة دى مش قادرة ابتسم رغم فرحتى بيها لإنها بتفكرنى بأسوء ليلة مرت عليه فى حياتى .
عبيد….حرام عليكِ حاولى تنسى لو دقيقة واحدة .
ألماس….مين يقدر ينسى حبه وعمره الضايع وكسرة نفسه والتنهيدة اللى دايما تطلع من القلب بقهر .
عبيد…صدقينى لو قلتلك إنى ندمت ونفسى تسامحينى .
ألماس…أنا هسامحك فى حالة واحدة بس .
عبيد. إيه هى ؟
ألماس…إنك ترجعلى فارس ، ترجعلى دنيتى وحياتى .
نكس رأسه عبيد بحزن متمتم….ياارب رحمتك بعبد تاب وطمعان فى عفوك .
……
إنتهى الفرح بفرحة كل الحضور والمرضى اللى اتحسن كتير منهم نفسيا بعد الفرح وإدخال السرور عليهم .
أوصل حمزة والده ووالدته إلى المنزل أما احمد فقد أخذ حور للتنزه لبعض الوقت بعد أن أطمأنت نفسه بعد العقد عليها .
أحمد… …تحبى نروح فين يا حوريتى ؟
اختارى اى مكان هادى كده نعرف نتكلم فيه مع بعض بحرية.
حور….اه فعلا هنروح مكان مش نكلم فيه بس هنصرخ كمان ونضحك من قلبنا.
أحمد بذهول…….ده إيه المكان المرعب ده ؟
حور….الملاهى .
فأمسك احمد بقلبه…. …لا والله كده كتير .
يعنى حضرتك عايزانى ادخل الملاهى بالبدلة وحضرتك بالفستان .
ده هيكون شكلنا مسخرة والله والناس هتضحك علينا .
حور…….لا شكلنا هيبقى مميز أو وننبسط ونجرى ونضحك زى عبد الحليم و فى أغنية ضحك ولعب وجد وحب .
أحمد …….الله يهديكِ يا بنتى ، أنا أعرف الناس تروح فى ليلة خطوبتهم كافيه هادى كده على النيل ولا رستورنت يتعشوا فيه ويتكلموا بهدوء مش تقوليلى ملاهى وتصرخ .
فوضعت حور يدها فى جمبيها وزفرت بضيق……..بقولك إيه يا ابو حميد ، يا تودينى ملاهى يا خويا يا اما تروحنى البيت أنام واتخمد أحسن .
أحمد…اخويا واتخمد….أنا خاطب واحدة من المدبح ولا إيه ؟
هى دى حور البنت الظريفة الكيوت الهادية.
وأمرى لله أتفضلى حضرتك هنروح الملاهى .
حور بفرحة كالأطفال …….هييييييييييه ، كده بدأت اخد عنك فكرة كويسة إنك هتسعدنى حقا .
أحمد…حقا وصدقا ، أنا كنت عايش حياتى بس اعمل ايه ؟؟
ماهو برده زى مغنى عبد الحليم حافظ ضحك وجد ولعب
غنى برده ..وأنا مالى مكنت فى حالى متهنى بقلبى الخالى.
فضحكت حور وبالفعل ذهبت معه إلى الملاهى وقضت وقت رائع مع من أحبته من قلبها وابتسم احمد وضحك لضحاكاتها وسعد لسعادتها وكأنها أرجعت له طفولته التى لم يعشها وهو طفل بين جدارن المدارس الداخلية..
………………….
أما ذلك الفارس الحزين فقد ذهب رغما عنه لرؤية عروسه خديجة وجلس معهم وكأنه فى مأتم لم يتكلم بكلمة أو ينظر إليها إنما كان شارد الفكر فى ألماس .
نظرت له مايسة بألم وحدثت نفسها…يا عينى عليك يا ولدى ،حاسة بيك يا ضنايا ، ربنا يربط على قلبك وتفرح .
أما خديجة فحدثت نفسها…وبعدين فى الشارد ده ولا كأنه موجود بينا ولا حتى بيبصلى ، ده ماحسسنى… زى مليكون بنت وغصبينها على الجواز .
طيب هعمل معاه إيه ده ؟ وهخليه يحبنى إزاى ؟
ياسين ….تمام يا جماعة كده بجه نبجى اتفجنا على كل حاچة فنجرا الفاتحة بجه على بركة الله .
فنكزت سمية ليتخلص من شروده ويقرأ الفاتحة .
فقرأها وهو يدعو الله أن يجمعه بألماس
ثم غادروا بعد أن حددوا موعد للخطبة على أن تكون فى أول جمعة من الشهر المقبل بإذن الله .
أمنية اخت العروس ( خديجة )
أمنية……..يا حظك يا بت يا خوخة عريسك وسيم ووشيك اوى ومش باين عليه أبدا إنه فى الأربعينات ده بكتيره تديله تلاتين سنة .
فهزت خديجة رأسها بلا مبالاة قائلة…….اه اه .
أمنية …ومالك بتقوليها كده ، هو أنتِ فكرانى هحسدك ولا إيه ؟
خديجة بإبتسامة صفراء…تحسدينى على إيه ؟
على راجل قلبه مش معايا ، ولسه عايش فى الماضى .
أمنية……قصدك يعنى علشان موضوع مراته اللى ماتت فى حادثة .
بس دى خلاص ماتت ، أنتِ هتغيرى من واحدة ميتة ؟
خديجة بآسى…… هى ماتت بجسمها لكن روحها لسه معاه ، ومش قادر ينساها ابدا .
ماشفتيش كان قاعد إزاى فى قراية الفاتحة ، مش حاسس بااللى حواليه وشارد فيها .
أمنية……عندك حق .
بس دورك أنتِ بقه بشوية حب ودلع وهشتكة تنسيه كل حاجة وتخليه يحبك أنتِ.
خديجة…….تفتكرى هقدر ولا هفضل طول عمرى زى مايكون بجرى ورا سراب .
أمنية……..لا خلى عندك امل وبطلى نكد كده وافرحى يا بنتى ده أنتِ أتخطبتى لفارس بيه صاحب اكبر مصنع فيكِ يا مصر .
خديجة…..تصدقى لو قلتلك مايهمنيش ، أنا اللى يهمنى إنه بس اشوف نظرة حب فى عينيه ليه .
لكن الفلوس عمرها ماتشترى الحب .
أمنية….لا أنتِ بقيتى حكيمة امتى كده ؟
خديجة ….الحب علمنى كتير .
أمنية….ربنا يسعد قلبك يا حبيبتى .
خديجة…….يارب يارب
…………
وفى اليوم التالى ولج حمزة إلى والده وقبل جبينه
حمزة بحب….عامل ايه يا بابا ؟
عبيد….الحمد لله يا حبيبى ؟
بخير طول ماأنت واختك بخير.
حمزة بحرج….بابا كنت عايز أفاتحك فى موضوع كده .
عبيد……قول يا حمزة ولو إنى يعنى شايفه فى عينيك اللى بتلمع .
هى مين وبنت مين ؟
ابتسم حمزة…هى زميلتى فى الكلية وبنت ناس كويسين اوى وبعد إذنك هاخد ماما معايا النهاردة نتعرف بس عليهم.
وان شاء الله بعد كام يوم تكون حضرتك اتحسنت اكتر بعد جلسات العلاج الطبيعى اخدك علشان موضوع الاتفاقات كده وقراية الفاتحة .
عبيد…….ان شاءالله يا حبيبى ،ربنا يتمم بخير ويارب تعوضك عن الأيام اللى عشتها وأنت بعيد عن حضنى يا ابنى .
يارب تكون سامحتنى .
فتلألأت عين حمزة بالدموع قائلا…أنا نسيت كل السنين دى لما خدتنى فى حضنك فى اليوم اللى رجعت فيه البيت وربنا مايحرمنى من حضنك تانى ابدا يا حبيبى .
عبيد بدموع السعادة….وتعال دلوقتى فى حضنى تانى اشبع منك شوية .
فاحتضنه حمزة بحب ثم أبتعد عنه برفق قائلا..
هسيبك دلوقتى احضر نفسى للزيارة وان شاء الله لما ارجع هدخلك واحكيلك كل التفاصيل .
عبيد…تمام يا حبيبى ربنا يسعدك .
………
تجهز حمزة وتجهزت ألماس التى كانت تشعر بإضطراب فى جوارحها وقلبها يحدثها بإن هناك شىء سيحدث ولكن وجدت نفسها تبتسم حيث وجدت صورة فارس أمامها وكأنه يلوح لها من بعيد .
فارس…تعالى يا حبة جلبى ، وحشتينى جوى جوى .
أستنيتك سنين وسنين طويلة .
تعالى نعوضها بالحب ونعوض كل اللى فات .
نظر لها عبيد وهى واقفة أمام المرأة شاردة فشعر بغصة فى قلبه فتألم .
ثم وجد نفسه ينادى عليها …ألماس .
فاستافقت من شرودها على صوته .
ألماس…نعم يا عبيد فيه حاجة .
عبيد…ايوه ، تعالى قربى منى .
فزفرت ألماس بضيق وشعر بغضبها عبيد ولكنه تحامل على نفسه وقال بلطف .
معلش اعتبريها اخر مرة تقربى منى بس عايز اشوف عنيكِ كويس .
فأقتربت منه ألماس وجلست على طرف الفراش .
ونظرت إليه فوجدت فى عينيه الندم والآسى والحزن ولكن ما بيديها فهى تشعر بأضعافهم .
مايسة..ادينى قربت .
جاهد عبيد حتى لمس يديها وحاولت جذبها منه ولكنه أمسك بها بقوة .
عبيد…معلش ثانية بس ولأخر مرة صدقينى .
ثم قبلها بحنان وتركها وعينه بدأت بزرف الدموع وبصوت منبوح ….خلاص يا ألماس …اعتبريها اخر لمسة واخر بوسة .
وآخر نظرة أنا زى ماوعدتك زى ماخدتك غصب ، هسيبك برده غصب .
بس هو طلب واحد إنك تسامحينى .
ألماس …لو فعلا صادق ورميت عليه اليمين دلوقتى هسامحك..
أرتجف عبيد ونظر للسماء وكإنه يحدث نفسه …..سأتركها لك يا الله ،لعلك تعفو ، فأجرنى فى مصيبتى واخلفنى خير منها .
ثم ابتلع ريقه بصعوبة وردد…….أنتِ أنتِ أنتِ طااااااالق يا ألماس .
فابتسمت ألماس وسجدت لله شكرا أنه خلصها من هذا السجن وقررت أن تهب حياتها الباقية لأولادها .
ولكنها لا تعلم إنها على وشك لتبدأ حياتها الحقيقية .
……..
فهل آن الأوان للمستراح بعد سنين من العذاب ؟؟؟
هل آن لقلب أن يفرح بلقاء من أحب ؟؟
العاشقان ألماس وفارس ، قصة عشق لا تنتهى ❤️

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كفر صقر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى