رواية كريم الفصل الثالث 3 بقلم آية محمد
رواية كريم الجزء الثالث
رواية كريم البارت الثالث
رواية كريم الحلقة الثالثة
” يادي الواقعه السودا !!! ”
تحـرك أدم مبتعـدا عن ذلك المكـتب، لم يود التدخـل بالأمر نهائيـا وتركها لمصيرها ولكنـه لم يستطـع إلا أن يقف أمام الشركـة ينتظر خـروجهـا و بالفعـل وقف أمـام السيـارة حتي تسمـرت مكـانها من صدمـتهـا لرؤيتـه، اقتربت تقول بسخريـة:
” مش معقول!! اخوك كان جاي يخطبني امبارح و انت ماشي ورايا النهاردة؟ “..
نظر لها بتقزز وقال بضيق:
” اركبـي، أنا رايح عند بابا هوصلك في طريقي “..
قالت بضحكه:
” مش باين علي اللحية بتاعتك يعني انك ليك في الحركات دي “..
ضـرب بيده بغضب علي السيـارة و قال بحده و هو يتحاول التحكم بغضبـه:
” أنا بقول تقعـدي و تستريحي علشان البيبي ميحصلوش حاجه “..
فتحـت عينـيهـا بصدمـة، صدمه ألجمتعها و منعتها عن الحـديث و قد بدأ القلق والتوتر يسـري بكـل جسدهـا، ونظرا لحدة حديثه وغضبه لم يكـن هناك مجال للإنكـار أو المراوغـة فتحـركت ببطئ تجـلس بداخل السيـارة فأغلق الباب بضيق ثم التف ليجـلس بكرسيـه..
” أنتي الكـلام معاكي مفيش منه اي فـايدة “..
قالت بضيق:
” كويس انك عارف “..
صرخ بها غاضبا:
” يا بنتي انتي اي!!! انتي مستقبلك بيضيع و هتتفضحي!! هو انت مفكـره انه هيتجـوزك!! تبقي بتحـلمي “..
” علفكرا انا مطلبتش رأيك و لا طلبت مساعدتك، أنا أقدر أحل مشاكلي بنفسي “..
” انتي بجـد معندكيش ذرة ندم!!! مش مكسوفـه من نفسك!! مش خايفـه علي أمك ولا علي الراجل اللي رباكي!! مش خـايفـة من ربنـا ازااي!! ”
“بقـولك اي يا كريم، خرج نفسك من مشاكـلي و بلاش تعمـل عليا دور الأخ دا مش لايق عليك، انا سبق وخرجتك قبل كدا من حياتي بطريقتي، بـلاش المره دي كمـان أعملك مشكلة أكبر من اللي فاتت…
لو حابب توصلني أوي يبقي وصلني الجامعـة علشان عندي محاضرة “..
” تصدقي عندك حق!؟ انا فعلا ميشرفنيش أكون أخ لواحده زيك و لا تستاهلي أدخلك في المشكـلة، يا شيخـة دا أنا فكرتك هتستنجـدي بيا بس واضح الموضوع علي هواكي أوي “..
” صح، معاك حق “..
نظر لهـا بتقـزز و كاد يوقف السيـارة و يطردها و يبتعـد عنها و عن مشاكـلها ولكن لم يسمح له ضميـره فهـو يري الخوف واضحا في عينيها ولكنهـا تنكره وبشده، فتحرك بهـا لجـامعتهـا وأوقفـته أمام كلية الطب:
” شكـرا.. سلام “..
نظـر لها بتعجـب و هي تدلف لداخل مبني الكليـة و راقبهـا من بعيد و هي تقف مع زميـلة لهـا تربت عليهـا بهـدوء ثم سحبتهـا للداخل بعيدا عن رؤيتـه…
فتحـرك للداخـل خلفهم ولحسن حظه لم يمنعـه أحد ليجـدها تجـلس بزاويـة ما وبجوارها تلك الفتاة ممسكه بيدهـا:
” خلاص يا علياء هو كدا كدا مش فارق معاكي “..
” مكنتش عاوزة الموضوع يتعرف، كنت هلمه بنفسي و خلاص، بس لا دا هيعملي فيها الأستاذ الفاضل و يقول لأبوه و لأمي طبعـا و هيكبـروا الموضوع “..
” بس الموضوع كبير أصلا يا عليـاء “..
” مهما كـان كبيـر، أنا عارفه اني مليش حـد يساعدني، بس لو أخر واحد في الدنيا كريم دا بالذات لا، مش هقبل منه المساعدة”…
هي بحـاجه لمسـاعدته ولكنهـا تُكـابر، وماذا تقصد بعدم وجود اشخاص لمساعدتهـا!!!؟
انتبـه علي حديث صديقتها من جديد:
“طيب اهدي و استنيني هنا هروح أجيبلك مايـة”..
تحـركت الفتـاة للخارج فتحـرك خلفها متردد بين التدخـل أو الإبتعـاد ولكنـه بالنهايـة اختار مساعدتهـا حتي وان لم تقبل مساعدته تلك..
” لو سمحـتي يا آنسه! “..
” مين حضرتك!! “..
” أنا.. كريم ابن زوج والدة علياء.. انا عارف انك سمعتي عني اوي هي كلمتك هنا لأني لسه سامعكم من شويـة وانتم بتتكلموا “..
سألته بقلق:
” طب وأنت عاوز مني أنا اي!! ”
“أنا عاوز اساعد الغبية اللي ضيعت نفسها دي، بس قبـل ما اتصرف معـاه لازم افهم منها كل حاجه و هي مبتعملش حاجه غير انهـا بتزعق”..
” معلشي هي بجد في موقف صعـب.. أنت، بجد عاوز تساعدها!! “..
” اه أنا في مقام اخوها “..
” طيب أنا… أنا هحكيلك كل حاجه “..
كانت تدعي سـارة و اختـارت ان تجـلس معـه في كافتيريـا الجامعـة لتخبره ما يريد معرفته و سمـاعه، ولكنه لم يتوقع ايا من حديثها..
” علفكـرا علياء مغلطتش في حاجه “..
نظر لها كريم بضيق:
” مغلطتش ازاي يعني!! ولا تكون متجـوزاه! “..
قالت الفتاة بحرج:
” عليـاء مكانتش في وعيهـا، كان مديهـا مخد’رات.. “.
نظر لها كريم بصدمه فتابعت الفتاة:
” أخو مازن يبقي زميلنا هنا في الجـامعة، ومازن أوقات كتير بيجي هنا و أعجب ب عليـاء، هي بصراحه كانت معجبه بيه بس اللي هو العادي حتي محصلش انها خرجت معاه أو وقفت معاه لوحدهم، لحـد ما كلمها انهم يتصاحبوا وهي رفضت.. وطبيعه علياء انها يا بتكون لطيفـة وكويسه يا بتكون عدوانيـة أوي مع الشخص و لما مضايقات مازن كترت بقت عدوانية معاه أكتر، علشان كدا هو قالها انه هيتقدم وانه هيبعد عنها لحد ما يروحلها بشكل رسمي يعني ف هي هديت وبقت تتعامل عادي، جه في مره جابلهـا هديـه و للأسف في اليوم دا أنا مكنتش معاها، كان جايبلها بوكيـة ورد و بعته مع ولد صغير من بعيد فهي ولأنها من الأساس كانت معجبه بيه قبلت الهدية بهدوء.. بس الورد دا كان هو المخدر، اول ما شمته بدأت تدوخ و هو طبعا الشهم اللي اتدخل وساعدهـا “…
” دي جريمـة!! “..
” بالظبط، أخدها عنده والله أعلم خلاها تشرب اي مكانتش في وعيها و مكنتش هتقدر تثبت ان في تعدي حصل عليها، هي يا حبيبتي كانت عارفه ان محدش هيصدقهـا أبدا، وأنا لولا اني واثقه فيهـا مكنتش هصدق،أنت مثلا عمرك ما كنت هتصدقهـا علشان اللي هي عملته معاك زمـان “..
” وبعدين، اي اللي حصل؟ “..
” بتحـاول تزن عليـه طبعا انه يتجـوزها و هو لسه بيمثل دور الحب وانه ندمان “..
” وهيمثل عليها ليه ما خلاص!! “..
” بيستغلهـا، أصل هي خلاص معندهاش اللي تخسره، فاهمني!! ودا طبعـا مع وعد انه كدا كدا هيتقدملها، بس علياء رفضت دا، علشان كدا هي كدبت عليه وقالت انها حامل “..
” يعني هي مش حامل؟! “..
” لا هي قالت تقول كدا يمكـن يوافق علي موضوع الجواز، علياء عارفه ان محدش هيصدقهـا وحتي انت دلوقتي مش مصدقني، بس أنا مصدقاها و هقف معاها للأخر “…
” صعب بصراحه اني اصدقهـا، دي المفروض متبقاش طايقة تبص في وشه مش تروح تترجـاه يتجوزها!!، اللي زي دي لما بيكون ليها حق عمرها ما بتسيبه أبدا “..
” اللي بتمر بيه صعب، صدقني فوق طاقتهـا كتيـر.. أنا حكيتلك علشان أنت قولت انك هتساعدها وانك في مقام أخوها وعلشان انا عارفه اني اخري أطبطب عليها، لكن لعل وعسي انت تقدر تعمل حاجه “..
” حتي لو هي غلطانه، هساعدها ان شاء الله “..
……………………………….
وضعت وفـاء الطـعام بضيق علي السفـرة ثم خرجت لتنـادي زوجـها و ابنه الذي يجـلس بمنزلها منذ أكثر من ساعـة ويبـدو انه يخطط للعودة و تعود هي لخدمته من جـديد…
” تسلم ايـديكي يا طنط “..
” تسلم يا ابني اتفضـل اقعد أنا هروح أجيب مايـة.. اهي علياء جت اهي “..
نظـرت علياء لتجده يتوسط السفـرة فسـري القلق بداخلهـا إلا أنها احتفظت بثباتهـا الخارجي:
” مساء الخيـر “..
قالت وفاء بإبتسامة:
” اقعدي يا حبيبتي اتغدي “..
” لا أنا مليش نفس، أنا جاية أخد كتبي علشان هذاكر عند واحده زميلتي “..
قال عبد الرحمن بحده:
” أنا قولت قبل كدا مفيش مذاكره برا البيت “..
أجابته بضيق:
” هو اي تحـكم وخلاص؟! أنا مبحبش أذاكر في البيت، من أول ما دخلت الكليـة و أنا كدا و خلاص هتخرج و حضرتك بردو بتضايقني في نفس الموضوع!!! “..
قال عبد الرحمن ببعض اللين:
” يا بنتي أنا خايف عليكي! بترجعـي البيت متأخر، الناس تقـول عنك اي!؟ “..
قالت بضيق:
” أنا مبيهمنيش كلام حـد، واه بالمناسبة يا ريت تبلغوا العريس بتاع امبـارح اني مش موافقـة.. بعد اذنكم “..
قـال أدم بهدوء:
” لا أنا كنت عـاوز اتكلم معاكي بعد الغداء لوحدنا.. دا بعد اذنك يا بابا “..
اومأ له عبد الرحمن أما هي فنظرت له بضيق ثم ذهبت لغرفتهـا وبدلت ثيـابهـا بإسدال الصلاة الخاص بها ثم عادت للجـلوس علي طـاولة الطـعام و تنـاولت الطعام بهدوء….
……………………………………..
” وحشتنـي القاعدة في بلكـونة بيتنا.. لسه كل حاجه زي ما هي “..
” أنت عاوز اي بالظبط يا كريم!! أوعي تفكر تتكلم في الموضوع هنا “..
” أنا شايف إنك لازم تقولي لوالدتك و لبابا “..
قالت بحده:
” ملكش دعـوة، بص ريح نفسك واعمل انك معرفتش حاجه، انا مش فاهمه انت شاغل دماغك ليـه، ريحني يا اخي مكنتش ناقصاك انت كمان “..
قال بضيق:
” أنا عاوز اساعدك، أنتي مش هتعرفي تقفي ليه لوحدك، لازم حد معاكي يعرف يتصـرف.. بتكـابري في اي!! بقولك اي يا علياء انا عارف ان زمان والدتك هي اللي خلتك تعمـلي فيا كدا “..
قالت بضيق:
” وانا كمان كنت عاوزة كدا، مكنتش عاوزاك هنا ولسه مش عاوزاك و لو مبعدتش عني والله لأتبلي عليك وأقول للكل انك انت ابو اللي في بطني دا “..
قال بغضب:
” أنتي بجد مشوفتيش تربيـة، أنا فعلا غلطان اني قررت اساعـدك “..
قالت بسخرية:
” كويس انك عرفت غلطك من بدري علشان تريحني وتحـل عني “..
نهـض كريم يأخذ مفاتيـح سيـارته وخرج ليجد والده يجـلس بالخـارج ينظر لـه بإبتسامة:
” تعـالا ننزل نروح لعمك توفيق، كان نفسه يشوفك زي وأكتر كمـان “..
” لا أنا لازم أمشي علشان عنـدي مشوار مهم “..
” ليه يا ابني دا أنا فكرتك هتقضي معانا باقي اليـوم “..
قال بضيق:
” والله وانا كان نفسي، بس متدبس في عروسه “..
سأله عبد الرحمن بتعجب:
” عروسة اي!؟ “..
” ماما جيبـالي عروسه، هنروح النهـاردة قعدة تعارف كدا و يعنـي اللي فيه الخير يقدمه ربنا “..
لمعـت أعين عبد الرحمن بسعادة يسأله بلهفه:
” هتتجوز؟! “..
” لا لسه بـدري اوي انا معرفش البنت لسه حتي، احنا اساسا مش رايحين نتقدم رسمي، دي عزومة كدا، انا بصراحه مش عاوز أروح بس مينفعش اصغر ماما قدامهم “..
” ماشي يا حبيبي روح، ربنا يجـعلك الخير في طريقك يا رب و يرزقك ببنت الحـلال “..
قال أدم بإبتسامة:
” بكـرا هخلص شغلي في الورشة وأجي لحضرتك نروح بقي لعمي توفيق “..
ابتسم له عبد الرحمن ثم ودعـه فأنطـلق أدم بسيـارته عائدا لمنـزلـه…
دق البـاب ففتحت لـه رهف بعد قليل تقول بحماس:
” أنا جبت امتيـاز في المشـروع بتاعي يا أدم، عاوزة هديتي زي ما وعدتنـي بالظبط “..
” والله اشوف بنفسي، ماما هنـا!؟ “..
” لا ماما نزلت تشتري طلبات للبيـت، و محمود و بابا مش هنا “..
” طيب أنا هروح أوضتي بس بالله عليكي تكويلي القميص الأبيض هتلاقيـه علي الحبل “..
قالت بضيق:
” بقولك جبت امتياز تقولي اكويلي القميص!! “..
” يا بت متقلبيش كدا، ما أنا عارف انك هتجيبي امتياز و مجهـزلك هديتك من أول ما بدأتي المشـروع وماما حطتها في جهازك “..
” يادي الجهاز اللي قارفني في عيشتي، أنا كنت عاوزة حاجة ليا دلوقتي، يا تري بقي جبتلي اي طقم حلل!! “..
” بطلي لماضه، حاضر هجيبلك اللي انتي عاوزاه”
ذهـب لغرفتـه يبدأ في استعـداده ولكن قاطـعه صوت رنين هاتفـه برقم والده:
” السلام عليكم “..
” كريم الحقنـي يا ابني، تعالا بسرعـة..
” في اي يا بابا انت كـويس!!! ”
“وفـاء.. وفاء بتموت”
بعـد دقائق كـان يقف أمـام منزل أبيـه في وقت وصول سيـارة الإسعاف التي طلبهـا هو بنفسه لإنقـاذ الموقف، دلف للداخـل ليجـدها علي الأرض تنازع للحيـاة فأخذها رجـال الإسعـاف..
وفي زاوية الغـرفـة كانت تقف منزوية علي نفسهـا تنظر لوالدتها بأعين متسعـه، تبدو كأنها بعـالم أخر و عبد الرحمن أمامها يسألها بصوت متعب:
” يا بنتي قوليلي اي اللي حصل!! “..
اقترب أدم يقول بهدوء:
” بابا روح أنت مع طنط في الاسعـاف و أنا هجيب علياء وأجي وراك “..
خرج عبد الرحمن خلف زوجـته بينمـا تبقي أدم معها، اقترب منها بهدوء ينادي اسمها:
” علياء! أنتي سامعاني!؟ “..
لم تخرج من صدمتهـا بعد فأقترب أكثر منهـا يحاول استيعاب موقفها:
” علياء متقلقيش، طنط هتبقي كويسه.. ردي عليا و فهميني اي اللي حصل!! “..
نظرت لـه بأعيـن دامعه ثم مدت يدها التي ضمتها لصدرها تفتح قبضتهـا ليظهـر من خلفهـا اختبار للحمل تقول بهذيان:
” كان مزيف.. جبته علشان أوريهوله هو، مكانش لازم هي اللي تشوفه “..
” طيب اهدي.. اهدي واحنـا هنفهمها ان مفيش حمل ولا حاجه وهنخلي الدكاترة يأكدولها.. أنا عارف كل حاجه و هساعدك، هجيبلك حقك من الكلب دا وعد مني “..
صرخت ببكاء هستيري:
” مكانش لازم تعـرف، مكانش لازم حد يعـرف حاجه، محدش هيصدقني أبدا، أنا عمري ما كنت ضعيفـة، مش هتذل ولا هتكسـر بسبب الحقير دا.. مش هستحمـل نظرات الناس ليا، مش هستحمل الشفقـة منك، مش عـاوزة دا يحصل معايا، اشمعني انا يحصل معايا كدا، انا مفيش حاجه اخترتهـا في حيـاتي، عيشت عمري كله في بيت غريب عمري ما حسيت انه بيتي، اب عمري ما حسيت ناحيته غير بالغـربة، وأم مكانش همها غير راحتها وبس وراحة بنتـها كانت اخر حاجه عندها، هي اللي قالتلي اني مش هرتاح غير لمـا أنت تسيب البيت وتمشي، هي اللي خلتني أعمل كدا فيك و اتهمك بالباطـل، أنا مش ندمانه علشان اللي حصل دا هو اللي قساني وخـلي قلبي دا حجر مبيشفقش علي حد.. صح أنا مبيهمنيش حد و لا في حاجه بتفرق معايا، أنا مش هتكسر لا، لا مش قبل ما أخد حقي منـه وبنفسي، أنا مش عـاوزة منك حاجه، لا منك ولا من غيـرك… وامشي من هنا بقي، يـلا امشي من هنا “..
قـالت كـلماتهـا الأخيـرة بصـراخ و هو تابعهـا بشفقـة و هو يراهـا تمسح دموعها و تعـود ملامحها المتمردة من جديد تقول بغضب:
” مش قولتلك امشي!!! “..
اقتـرب أدم منهـا بغضـب فتراجـعت للخـلف حتي اصطدمت بالحـائط، نظر له ولإقترابه منها بشر و رفعـت يدها لتصفعه ولكنه أمسك بيدهـا غضـبا قائـلا بحده:
” أنا من النهـاردة اللي مسؤول عن الموضوع دا، بمزاجك أو غصب عنك يا علياء، اقعدي و اتفرجـي اخوكي هيعمل فيه اي “…
” قولتلك أنا مش محتاجه شفقتك عليا، وأنت مش أخويا “..
” أوقات بيكون في علاقات أقوي بكتير من علاقات الدم”..
“وأنا مش عاوزة شفقتك عليا، لو أنت اخر واحد في الدنيا مش عاوزاك تساعدني”…
كان يقبض بغضب علي يديهـا وهي تتألم تحـاول نزعهـا منه فتركـها ثم تحـرك للخارج متجـها للمشفي حيث والده….
وجـده بعد فترة لا بأس بها من البحث يجـلس بجوار زوجتـه ممسكا بيدها..
” اي يا بابا الدكـاترة قالوا اي؟! “..
” بيقولوا حالتها مستقـرة بس مش راضيه تفـوق، بيقولوا الموضوع نفسي مش عضوي، انا مش فاهم حاجه يا كريم ولا عارف المفروض أعمل اي “..
” متقلقش يا بابا.. خليك جمبها انا هروح أجيبلك ازازة ماية “..
خـرج أدم يتحرك في طرقات المشفي ثم تفاجأ بهـا تقف في زاوية ما فتحرك تجـاهها يقول بجديه:
” والدتك في ال……… علياء!! “..
كـان أنفها يسيـل د’ما ولكنها لم تنتبـه لذلك بل قالت بتيـه و دوار:
” الحقني يا كريم! “..
ثم سقطت بين يديه فاقدة للوعي…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كريم)