روايات

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الفصل الثلاثون 30 بقلم مريم غريب

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الفصل الثلاثون 30 بقلم مريم غريب

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الجزء الثلاثون

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك البارت الثلاثون

كرسي لا يتسع لسلطانك
كرسي لا يتسع لسلطانك

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الحلقة الثلاثون

الفصل الثلاثون _ هذه فتاتي _ :
بالكاد أنهى المكالمة التي يجريها مع مكتب مساعدته الخاصّة.. عندما أحسّ بيدٍ صغيرة تحطّ على كتفه من الخلف ..
سحب نفسًا عميقًا.. و استدار لتقع عيناه على الشخصية النسائية المعروفة التي تقف أمامه …
-لارا الصفدي ! .. قالها “عثمان البحيري” بابتسامةٍ فاترة و رحب بضيفته :
-أهلًا يا لارا.. نوّرتي مصر.. و الإسكندرية كلها.
ابتسمت المرأة الشقراء ذات القوام الممشوق المثير و مدت يدها لتصافحه قائلة بلكنتها الشامية :
-مصر منوّرة بأهلها عثمان.. يا الله شو حليان
من مدة كبيرة ما شوفتك !!
و همّت بقطع المسافة بينهما لتعانقه.. إلا إنه قد جمدها بمكانها ممسكًا بكتفيها بلطفٍ و هو يقول بحزمٍ :
-شكرًا يا حبيبتي لذوقك.. بس على فكرة محدش حليان غيرك انتي و الله
مش عارف أشكرك إزاي لأنك لبّيتي دعوتي و وافقتي تشاركي في الدفيليه بتاع سمر مراتي.
امتقع وجه الأخيرة من جفائه غير المتوقع.. فهو لم يكن هكذا في السابق.. كان أكثر مرونة حتى في وجود زوجته ..
فما باله الآن !؟؟
ردت “لارا” بلهجة أكثر جديّة :
-تكرم عينك حبيبي.. أهم شي انه البزنس و الديل تبعك انت و إلا ما إجيت.
أومأ “عثمان” قائلًا :
-أنا و سمر واحد فعلًا.. عشان كده لما تعبت شوية أنا مسكت عنها شغلها
و ماتقلقيش قيمتك بالذات هاتكون أهم حاجة عندي و إللي تطلبيه هاتاخديه يا لارا.
لارا بدهشةٍ : باينه هـ الدفيليه كتير مهم بالنسبة إلك.
عثمان بإقرار : و من بداية تنفيذ الـColliction.. سمر غابت عن شغلها مدة و حابب لما ترجع تلاقي كل حاجة مشيت زي ما هي عايزة و أحسن ..
ثم قال مشيرًا لها للأمام :
-اتفضلي معايا.. هانمضي العقود الأول و أسلّمك الـCheck بتاعك.
**
أصابع دافئة تمر جيئة و ذهابًا فوق وجهها و جبينها.. بلمساتٍ خفيفة و ناعمة كالريشة.. نوعًا ما ..
أحبّت ذلك !
لكنها أحسّت بالغرابة.. فهذا غير معتاد.. ترى ما الذي يحدث !؟
دفعت نفسها لتزيح جفناها.. لكنهما ثقيلان جدًا.. لا بد إنها لم تنم جيدًا.. الشيء الوحيد الذي يُبرر هذا هو اعتيادها قضاء معظم لياليها في البكاء.. لا بد إنها قضت ليلة مزرية أسرفت خلالها في الدموع حتى وقتٍ متأخر ..
و لكن لماذا ؟ .. ماذا حدث !؟؟؟
كررت السؤال بعقلها و قد تطلّب الأمر منها لحظاتٍ إضافية لتوقظ وعيها من غياهب السُبات …
-آااعععااااااممممم !!!
ندت عنها تلك الصرخة ما إن فتحت عيناها لتصطدم برؤية “نبيل الألفي” الذي كمم فاها في الحال قبل أن تملأ جنابات الغرفة صراخًا …
-صباح النور !! .. قالها زاجرًا و صدره يجثم فوق صدرها تقريبًا
تلوّت “مايا عزام” بعصبيةٍ أسفله و حاولت نزع كفّه عن فمها عبثًا.. فقال بهدوءٍ خطر :
-انتي فايقة صح ؟
لو شلت إيدي و صرختي هاتزعلي !
اتسعت عينيها غضبًا و حاولت مرةً أخرى دفعه عنها كليّةً ..
استجاب هذه المرة لصدّها متحفزًا.. لكنها لم تصرخ ثانيةً.. إنما تزحزحت بعيدًا عنه قدر استطاعتها حتى إلتصقت تقريبًا بحائط الفراش ..
كان “نبيل” يشملها الآن بنظراته.. لا يعبأ لنظرة المقت بعينيها.. و لكن علّق باستجهانٍ :
-معقول نمتي بفستان الفرح ؟ .. أد كده كبريائك منعك تطلبي مني المساعدة !!
لم ترد عليه ..
فتنهد و هو يهز رأسه أسفًا على حالها.. مكياجها الذي خرّب من البكاء.. و الكحل الذي لطّخ عيناها.. كان وضعها سيئ حقًا.. فلم يناقشها بهذا أكثر ..
و قال مشيرًا بإبهامه صوب باب الغرفة :
-أبوكي جه برا.. عايز يطمن عليكي
مش هاتطلعي تقابليه ؟
خرج صوتها الآن حادًا و متحشرجًا من أثر النوم :
-اتفضل اخرج انت الأول.. و أنا جاية.
عبس مستوضحًا : هاتعرفي تفكي الفستان لوحدك ؟
مايا بحدة أكبر :
-قبل ما بابا يمشي هاطلب منه يساعدني.
-نعـم ياختي ؟؟؟ .. صاح “نبيل” مستنكرًا
و قد بدا غير نبيل على الإطلاق.. كان مجرّد رجل شوارع.. بربري و هو يقوم واقفًا و مستعرضًا ضخامته عليها لدرجة أرعبتها من الداخل لكنها حرصت على ألا يستشف منها خوفًا …
-بقى عايزة تقابلي أبوكي بفستان الفرح ؟ .. عشان يقول إيه ؟
و يفكرني كنت بعمل إيه بقى طول الليل.. أكيد ماشربتش اللبن و نمت زي الشاطر !!!
رفت عيناها و هي تسأله بصوتٍ به رجفة :
-انت عايز إيه ؟
نبيل بصرامة : عايزك تقومي تقفي قدامي عشان أفك لك الفستان ده.. و بعدين تلبسي حاجة شيك كده زيك زي أي عروسة محترمة و تخرجي تقابلي أبوكي.
ازدردت ريقها الجاف بصعوبة و هي تحدق فيه بدورها.. كان يرتدي بيجامة من نسيج الحرير الأسود.. و قد ترك أزرارها العلوية محلولة.. كان يتظاهر و كأنه عريسًا حقيقيًا على أكمل وجه ..
في الأخير لم تجد “مايا” بدًا من الإذعان له.. تحرّكت بحرصٍ مرغمة نفسها على إطاعته.. نزلت من السرير و وقفت أمامه.. استدارت ببطءٍ حتى أولته ظهرها ..
أغمضت عينيها كاتمة شهقة حين شعرت بيديه و هما تتحركا بسرعة فوق ظهرها.. أصابعه تلامسها من جديد و بشكلٍ مباشر.. أحيانًا يوخرها و هو يقسو بدون قصدٍ لحل أربطة الفستان المعقّدة ..
و بعد مرور ثلاثة دقائق تقريبًا.. انتهى عمله …
-أنا خلصت !
كانت تعلم هذا.. لأنها في نقطةٍ قريبة أحسّت و كأن الفستان سيسقط من حول جسمها.. فتشبثت بأطرافه بيديها بقوةٍ ..
بقيت مغمضة العينين.. لا تود أن تواجهه أكثر من ذلك.. فسمعته يقول و هو يبتعد عنها بالفعل :
-هاخرج أستنى مع أبوكي.. متتأخريش.
سمعت صوت إغلاق الباب ..
لتطلق أنفاسها المحبوسة.. و تفلت الفستان ليسقط من حولها أخيرًا …
**
كان اجتماعًا بالمبنى ذي الطابق الواحد المجاور للقصر.. جلس “عثمان البحيري” خلف مكتبٍ زجاجي.. أمامه كلًا من عارضة الأزياء الشهيرة “لارا الصفدي” و مساعدة زوجته الخاصة “رانيا محفوظ” ..
دفع ببعض الأوراق نحو “رانيا” قائلًا بلهجةٍ عملية :
-اتفضلي يا رانيا.. ده File تسويق الـLine الجديد.. معمول عليه دراسة مظبوطة جدًا أنا بنفسي قررته و راجعته كمان بعد ما خلص.. أول ما يخلص الدفيليه تاني يوم علطول هاتتواصلي مع الـClients إللي أساميهم عندك هنا و هاتوّردي الكمّيات إللي حدّدتها لكل واحد.
تصفّحت “رانيا” بعض الوراق التي تهمها بالملف.. ثم تطلّعت إليه و قالت بابتسامة هادئة :
-تمام يافندم.. بس حضرتك مش شايف ان في تعديلات مش هاتناسب بعض الـClients الأساسيين بتوعنا ؟
تنهد “عثمان” مدركًا قصدها و قال بفتورٍ :
-فاهم عايزة تقولي إيه.. انتي قصدك ان الـFashion House بتاع سمر متخصص لأزياء المحجبات.. و الـNew Colliction في Designs مالهاش علاقة بالحجاب أصلًا صح ؟
أومأت “رانيا” مقرّة بصحة كلماته.. فأردف ناقرًا بقلمٍ فوق سطح المكتب :
-سمر قبل ما تعمل الحادثة مضت عقد قوي جدًا مع الشركة الإماراتية إللي انتي عارفاها.. انتي حضرتي معاها الـMeeting و عارفة العقد ده بنوده عاملة إزاي و لو حصل خلل أو تأخير الخسارة هاتطول اسمها في السوق جامد و دي حاجة أنا ماقبلش بيها طبعًا.. للأسف أنا لما بصيت على شغلها لاقيته لسا ماكملش و إللي كمل فيه مش كتير و مايغطيش الـColliction كله.. ف بالصدفة لاقيت شغل فريال هانم.. كانت عاملة Designs من زمان و مركونة.. تقريبًا هي نفسها نسيتها.. قلت ده حل جالي في وقته و اعتمدته بجانب إللي خلص من شغل سمر.. الـNew Colliction هايضم شغل فريال هانم و شغل سمر.. و كل واحدة فيهم ليها روّادها يا رانيا.. فهمتي ؟
تدلّى فك “رانيا” من قوة الإدراك المباغت.. و همهمت و هي ترمق عارضة الأزياء “لارا الصفدي” بنظرةٍ خاطفة :
-آااااااه.. عشان كده حضرتك طلبت مني أجمع لك مودلز معينين !
ابتسم “عثمان” كإجابة صامتة و لم يرد ..
هزت “رانيا” رأسها و قالت و هي تجمع أشيائها بحقيبة عملها :
-تمام يافندم.. أنا هاتمم كل الشغل ده و هابلّغ حضرتك بالجديد أول بأول
تحب أخد المودلز معايا و أمضّيهم و لا حضرتك عاوز تشوفهم كويس ؟
لوّح “عثمان” بيده قائلًا :
-لا لا شوفتهم خلاص.. خديهم و هاتلاقي في الـFile إللي معاكي Check لكل مودل
بس اتأكدي ان كل واحدة مضت عقدها.
-أوكي يافندم.. عن إذنك.
و قامت متهيأة للرحيل ..
لتسمع صوت أشبه بالاقتحام فجأةً.. تلتفت.. لترى رئيستها.. “سمر حفظي” بنفسها ..
تقف على أعتاب الباب.. محيّاها الطفولي عادةً قد سبغ بأطنانٍ من الحمرة العدائية.. و قد بدت و كأنها تتوق لإرتكاب جريمةٍ …
**
أعد “نبيل الألفي” قدحيّ قهوة له و لحماه ..
أخذ صينية التقديم و توّجه نحو الصالون الفخم حيث يجلس “حسين عزام”.. قدّم له قدحه.. شكره الأخير.. و جلس “نبيل” قبالته قائلًا :
-بس انت ماقولتليش انك هاتسافر.. معقولة جت فجأة يعني ؟
أخذ “حسين” رشفةً من قهوته.. ثم نظر إلى صديقه الصغير و زوج ابنته و قال :
-صدقني جت فجأة.. أنا لسا عارف من ساعة بالظبط ان حفيدتي في مصر.. دي فرصتي يا نبيل.
نبيل مشدوهًا : حفيدتك في مصر بجد.. طيب دي أخبار حلوة
أخيرًا هاتشوفها !
رد “حسين” و قد إلتمعت عيناه بدموعٍ طفيفة :
-أيوة أخيرًا.. انت عارف بقالي أد إيه ماشوفتهاش يا نبيل ؟
أومأ له “نبيل” و هو يقول بلهجةٍ متضامنة :
-عارف.. عارف يا حسين.
أجابه “حسين” رغم ذلك :
-من لما كان عمرها 3 سنين.. و هي دلوقتي ما شاء الله
بقت أنسة.. 16 سنة.. يعني بقالي 13 سنة ماشوفتهاش وش لوش يا نبيل.. لمى دي.. هي الحاجة الوحيدة إللي باقيالي من ريحة سيف إبني..مش فاهم ليه أمها مصممة تحرمني منها !!
تأثر “نبيل” كثيرًا لحزن صديقه العجوز العميق.. ليس حزنًا على ابنه فقط.. بل على قطعةً منه على قيد الحياة و لا يمكنه رؤيتها ..
كان الأخير على شفى الانهيار في البكاء دون تحفّظٍ أمامه كالعادة.. لولا ظهور ابنته في هذه اللحظة ..
انتبه إليها “حسين” أولًا.. استعاد رباطة جأشه في الحال و وضع القهوة ليقوم مستقبلًا إيّاها بأحضانه :
-أهلًا أهلًا.. حبيبة أبوها يا صباح الورد ..
في جهةٍ أخرى.. لا يزال “نبيل” جالسًا.. يبتأمل برضا ما ترتديه زوجته.. ثوب للنوم مخصص للعرائس.. أبيض اللون.. يعلوه روبًا صقيلًا من اللون لا يشف و لا يصف ما تحته ..
وجهها كان نظيفًا.. و قد اكتفت بحمرة خفيفة على وجنيها و فمها.. بدت الآن كعروسٍ حقيقية.. و هذا أرضاه كثيرًا ..
تستقر “مايا” بين أحضان أبيها بآلية.. و تستمع لصوته اللطيف يداعبها بعاطفةٍ أبوية :
-صباحية مباركة يا عروسة.. إيه الحلاوة دي بس
هو الجواز بيحلّي كده ؟ .. ده أنا أروح اتجوز بقى ..
و ضحك بانطلاقٍ.. يشاركه “نبيل” الضحك قائلًا بمزاح :
-و ماله سيبلي أنا الموضوع ده و أنا أنقي لك واحدة على أد سنك.. مش ناقصين تاخدها صغيرة و تقطع لنا نفسك يا راجل.. احنا لينا غيرك يعني.
ضحكا الرجلان أشدّ.. بينما تخضبتا وجنتيّ “مايا” من الخجل بسبب حديثهما و إلتزمت الصمت خلال الثوانِ التالية …
-تعالي يا حبيبتي أقعدي جنبي ! .. قالها “حسين” و هو يشدّها بلطفٍ لتجلس بقربه فوق الأريكة
ندت عن “نبيل” نهدة و هو ينهض قائلًا :
-طيب عن اذنكوا.
حسين بدهشة : رايح فين يا نبيل ؟
-هاسيبكوا لوحدكوا شوية.. ماتقلقش مش هابعد.. هادخل أعمل مكالمة شغل.. مش هتأخر.
و مضى للداخل تاركًا إيّاهما على إنفرادٍ …
-عاملة إيه يا حبيبتي ؟
ردت “مايا” على سؤال أبيها دون أن تنظر إليه مباشرةً :
-الحمدلله.. كويسة.
-مبسوطة مع نبيل ؟ .. بيعاملك كويس يعني ؟
-آه.. بيعاملني كويس.
ابتسم “حسين” باطمئنانٍ.. ثم قال :
-طيب الحمدلله.. طمنتيني.. و لو ان انا عارف أصلًا
نبيل هايشيلك جوا عنيه.. ماكنتش وافقت أجوزك له.
أسرّت “مايا” سخريتها في نفسها.. ليتابع “حسين” :
-أنا مسافر يا مايا ..
و هنا نظرت إليه :
-يعني إيه مسافر ؟؟
-نازل مصر.. لمى.. بنت أخوكي هناك
هانزل أشوفها و راجع تاني.
صمتت “مايا” تمامًا.. فقال “حسين” يطمئنها :
-ماتقلقيش.. انتي مش لوحدك هنا.. معاكي جوزك.. و كمان أخوكي مالك موجود
و أنا مش هتأخر.. بس أشوف بنت أخوكي و أطمن عليها.. و بعدين أرجع لك علطول.
مايا بوجوم : انت حر.. انت طول عمرك حر و محدش ماسكك
أعمل إللي انت عايزه.
نظر لها “حسين” بأسى مدركًا ما ترمي إليه بكلامها.. فهي لا تزال تلومه على هجره لهم حتى و لو لم تقولها صراحةً.. فتح فاه يريد الدفاع عن نفسه لأول مرة أمامها ..
لكنها بادرت قائلة بابتسامة مصطنعة :
-متهيألي قهوتك بردت.. تحب أعملك غيرها !
**
الآن و قد خلت الغرفة الواسعة لكليهما ..
كان بإمكان “عثمان” من حيث يجلي أن يرى البخار يتصاعد من رأس زوجته.. و تقريبًا كان يدرك السبب.. لكنه آثر الادعاء بالجهل …
-إيه يا بيبي.. شكلك متعصبة أوي كده ليه ؟
انت حتى ماردتيش السلام على رانيا.. صاحبتك و الـAssistant بتاعتك.. بصراحة أحرجتيها أوي يا سمر !
سمر بحدة سافرة :
-معلش.. كان لازم أضرب لها سلام خصوصي !!
عبس “عثمان” قائلًا ببرود :
-مالك بس يا حبيبتي ؟ .. إيه إللي مضايقك أوي كده ؟
أنا عملت حاجة زعلتك و أنا مش واخد بالي !؟
-انت كمان عايز تطلّعني عبيطة !!؟؟؟ .. انفجرت صارخة بوجهه
ليكفهرّ وجهه بلحظةٍ و هو يقول بهدوءٍ مرعب :
-صوتك.. إوعك صوتك يعلى عليا
انتي فاهمة يا سمر ؟
سمر بعصبيةٍ شديدة :
-لأ مش فاهمة.. أنا صفتي إيه في البيت ده ؟
صفتي إيه في حياتك أصلًا ؟؟؟
يرفع حاجبه في تحذيرٍ قائلًا :
-قلت صوتك.. مايعـلاش !!
أغاظها تسلّطه أكثر لترد بانفعالٍ أشدّ :
-بأمارة إيـه ؟ .. انت حتى لو كنت جوزي.. لو كنت حبيبي زي ما الكل بيقول أنا مستحيل أكمل معاك.. يا خاين !!!
أشار “عثمان” لنفسه معقّبًا ببراءة :
-أنا يا بيبي ؟ أنا أخونك.. بقى ده جزائي سايب شغلي و ماسك شغلك لحد ما تروقي و ترجعي تستلميه من تاني.. بتتهميني بالخيانة ؟ بعد كل إللي بينا ..
سمر باستجهانٍ : شغلي ؟ شغل إيه ده إللي كله مسخرة و قلّة أدب ؟ لما راجل زيك يكون وسط بنات كلهم قالعين !!
ابتسم “عثمان” بخبثٍ و قال :
-و الله لو كنتي لسا بعقلك كنتي فهمتي إن دي طبيعة شغلك.. انتي واقفة في Dressing Room ..
و أشار إلى الجهة المقابلة التي احتلتها زاوية دائرية محاطة بستارٍ سميك.. و أردف :
-و دول مودلز لازم أختارهم بنفسي بدالك عشان يمثلّوا الـNew Collection بتاعك.. أومال إيه يا بيبي.. مصلحتك دي أهم حاجة عندي !
لم تتحمل “سمر” كل هذا الكمّ من استفزازه لها فوق مشاعر الغيّرة الحمقاء التي تنهش قلبها بلا مبررات.. أو بمررات !!!
صرخت بقهرٍ و هي تندفع محطّمة و مطيحة بأيّ شيء في هذه الغرفة :
-مش عايزة الشغل ده.. ده مش شغلي.. ماعرفش عنه حاجة.. مش عايزاااااه.. مش عـااايـزااااااااااااااااااااااااه …
يلحق بها “عثمان” قبل أن تؤذي نفسها و حملها بالفعل بسبب نوبة الغضب العنيفة هذه.. أتى من خلفها مطوّقًا خصرها بساعديه.. صرخت بذعرٍ بينما يحملها إلى المكتب ..
أدارها ليضعها بحرصٍ هناك فوق السطح الزجاجي …
-اعقلي يا مجنونة !! .. هتف “عثمان” بخشونةٍ
كان قد أمسكها بإحكامٍ مكبلًا يديها في قبضتيه.. و مثبتًا جسدها تحت ثقل جسده الصلب ..
تشنّجت محاولة الإفلات منه و هي تهسّ بشراسةٍ :
-انت كداب.. انت مابتحبنيش.. انت عمرك ما حبتني ..
زم فمه بقوةٍ و هو يحدق فيها بقساوةٍ.. بينما يجد ضعفٌ مفاجئ ثغرةً إلى أعماقها.. فتطل الدموع من عينيها الآن و هي تستطرد بصوتٍ مخنوقٍ كالأنين :
-انا تعبت.. تعبت منك.. سيبني بقى و ريّحني.. أنا مش قادرة أستحمل الحياة دي ..
تغضّن وجه “عثمان” بشدة.. كم كره أن يراها في وضعٍ كهذا.. و قد عادت إلى نقطة الصفر في بادئ علاقتهما.. لا تثق به.. و تشك به ..
متى ينتهي هذا ؟ .. متى تعود إليه حبيبته ؟ .. أيّ شيء لعين يمكن أن يفعله ليجعلها تصدق مشاعره تجاهها !؟؟؟
-سمـر ! .. غمغم “عثمان” بخفوتٍ
فأنبثقت الكلمة من بين شفتاها لا شعوريًا :
-أنا بحبـك ..
خطفت أنفاسه بنطقها لهذه الكلمة ..
هذه الكلمة التي طال عهده به.. و لم يسمعها منذ مدةٍ ليست بالقصيرة.. راح ينظر إليها مليًّا دون أن يقول شيئًا ..
لو لا إنها انتحبت فجأةً.. ممّا دفعه لضمها دون لحظة ترددٍ.. أخذ يحتضنها بقوةٍ.. و ظلّت متجمّدة لثوانٍ طويلة بين ذراعيه.. ثم بدأت تسترخي ببطءٍ و هي تطلق تنهيداتٍ عميقة محاولة عبثًا السيطرة على نشيجها ..
حاولت لمرةً واحدة رفع يدها لتلكم صدره.. و بعدها خارت قواها تمامًا.. ضغطت رأسها في حضنه و أجهشت بالبكاء.. لذا أحتضنها بشدة.. بكل ما عنده من قوة لدرجة إنه خاف أن يؤذِها.. فخفف عناقه عليها و هو يهمس في أذنها مغمضًا عينيه :
-و أنا بحبك يا سمر.. بحبك.. فوق ما تتخيّلي
انتي حبيبتي.. انتي و بس ..
شعر بذراعيها تحيطان عنقه تاليًا.. و فمها يلامس جانب صدغه ..
بعد ذلك جاء كل شيء بدون ترتيبٍ كالمعتاد.. عشوائي.. فوضوي ..
بطريقةٍ ما عثرتا شفاههما على بعضهما.. و تمازجتا في قبلةٍ طويلة.. محمومة.. كانت كفيلة لدفعه إلى التفكير جديًا بأخذها هنا.. في هذه الغرفة.. على مسمعٍ من أيّ عابر قد يمر بالجوار ..
الأرجح إنه لم يهتم.. كانت فاتنة.. في أقصى مراحل ضعفها و قمّة أنوثتها الفطرية التي يعشقها ..
تأوهت “سمر” عندما ضغط جسده عليها.. و كان هذا المطلوب.. أن يستمع لصوت آهاتها ليُسكت أيّ صوت آخر في رأسه ..
أزال حجابها بسهولةٍ.. ثم أنزل يديه و رفع تنورتها بتهملٍ.. مرر كفيّه على فخذيها مخللًا أصابعه بسروالها دون أن يتوقف عن تقبيلها ..
كان الأمر وشيكًا.. جدًا.. و فجأة …
-عثمان بيه ! .. صاح الصوت الرجولي من الخارج بعد ثلاث طرقات متتالية
قطع “عثمان” القبلة مرغمًا.. زفر بضيقٍ و هو يهتف بحدة من مكانه :
-عايز إيه يا إكرامي ؟
-صالح بيه واقف برا على البوابة.. و عندنا أوامر من حضرتك مايدخلش.. تؤمر بإيه ؟
فترت الرغبة لديه بغتةً ما إن سمع اسمه.. ابن عمه.. لقد عاد كما توقع ..
لم يحِد بعينيه عن عينيّ زوجته طوال هذا الوقت.. و كانت تناشده بصمتٍ ألا يتركها.. لكنه صاح بحزمٍ :
-محدش يتحرك من مكانه.. أنا جاي !
**
لأول مرة منذ غادرت القصر.. قصرها بلا رجعةٍ.. تبارح الغرفة التي نزلت بها هنا ..
لا تصدق بأنها باتت تقيم بالفنادق الآن.. لا تصدق بأن أقبح و أكبر كوابيسها قد تحقق و إنها تقريبًا صارت وحيدة ..
فوق الوحدة التي تستشعرها مؤخرًا.. فهي قلقة.. هناك قلق لعين يستفحل بصدرها.. يؤرّق نومها و يجعل المكوث بالغرفة وحدها مميتًا ..
لذلك اتخذت قرارها من بكرة الصباح و نزلت لتأخذ فطورها بالمطعم الرئيسي ..
اختارت طاولة قرب الترّاث المفتوح.. حيث الهواء الطلق.. و الإطلالة الساحرة قبالة البحر مباشرةً ..
و رغم قلّة شهيّتها.. أجبرت نفسها على تناول بعض لقيماتٍ من الخبز المحمّص و أصابع الجبن المطهّي.. قبل أن تحتسي قهوتها الداكنة كالمعتاد ..
تنهدت بحدةٍ عندما ظهر نفس الرجل الذي لاحظته يتبعها مؤخرًا لكل مكانٍ تذهب إليه.. و فطنت على الفور من المرة الثانية و من طريقته في النظر المتوارب إليها و تظاهره بأنه محض غريبًا ..
إنه يعمل تحت إمرة ابنها بالطبع.. هو الذي أرسله ورائها ليأتي له بأخبارها.. لو لا إن طاقتها قد استنزفت فعلًا لقامت إليه و تسببت له بالمتاعب ..
لكنها لا تشعر بأنها بخير.. و لم تعد بقادرة على هدر مزيدًا من جهدها سُدى.. تعبت …
-فريال هانم !
تطلّعت “فريال المهدي” نحو الصوت الأنثوي الذي ناداها ..
و تسمّرت فور أن رأتها.. هي بنفسها.. لا يمكن أن تنساها ..
لم تنطق بحرفٍ و بقيت ترمقها فقط بنظراتٍ خالية من التعابير.. بينما تبتسم الأخيرة بشيء من الاضطراب.. و تقول بصوتها الرقيق :
-أنا رحمة.. رحمة جابر
أكيد انتي عارفاني.. أنا سيبت القصر و نزلت هنا في الفندق بالصدفة.. صدقيني ماعرفش نهائي إنك نازلة فيه.. و شوفتك دلوقتي بالصدفة.. انا قاعدة مع خطيبي في الترابيزة إللي هناك دي ..
و أشارت لها صوب طاولة بمنتصف قاعة الطعام.. ألقت “فريال” نظرة واحدة تجاه الرجل الضخم الذي جلس مراقبًا باهتمامٍ ما تقوم به رفيقته.. ثم نظرت إليها ثانيةً ..
سحبت “رحمة” نفسًا عميقًا.. و قالت :
-أنا مش حابة أضايقك.. و لا جيت عشان أسبب لك أي ازعاج.. بس كنت محتاجة أتكلم معاكي شوية.. تسمحيلي أقعد ؟
لم ترد “فريال”.. فاعتبرت “رحمة” صمتها قبول ..
شدت كرسي و جلست قبالتها.. لم تتكلم في الحال.. تركت بعض الثوانٍ لتمر في صمتٍ.. ثم استهّلت حديثها بلطفٍ :
-تعرفي ان طول عمري بحسدك ؟ .. من أول ما عرفتك و أنا حسداكي
كل الناس.. كلهم اتفقوا على حبك.. و على إنك ست جميلة.. أيقونة زي ما بيقولوا.. مافكيش غلطة.. أنا عارفة ان انا حلوة.. بس الأكيد عمري ما كنت و لا هكون حاجة جنبك لا في جمال و لا حتى في أصل.. صدقيني اتأكدت من ده من زمان أوي ..
كانت “فريال” تستمع إليها و هي تكتم بداخلها حسرتها.. حقيقة إن هذه المرأة كانت تشاركها زوجها.. لسنواتٍ كان زوجًا لها.. و قد أنجب منها ابنته الثانية ..
لم ينقصها إلا هذا العذاب أيضًا.. عذاب لا يُضاهيه أيّ عذاب آخر مرّت به.. خيانة زوجها و حبيبها تتجسد أمامها الآن.. و ترى كما لو بمعجزة كم و كيف كان يخونها ..
انتبهت “رحمة” للصراع الذي يدور بأعماق السيدة الجميلة.. المجروحة بكبريائها و قلبها ..
أحسّت بحزنٍ حقيقي عليها.. و هي التي لم تتخيّل أن تتضامن معها بحياتها و لا بأيّ شكلٍ من الأشكال …
-كنتي اختياره الأول و الأخير ! .. تمتمت “رحمة” من تلقائها
لم تهتز شعرة واحدة من “فريال”.. بينما تستطرد الأخيرة دامعة العينين :
-ماكنش بيحب غيرك.. من أول يوم قالّي كده.. و فضل على كده سنين
بعد ما عايّشني مرار كتير و سعادة قليلة.. ماتفكريش إني كنت مبسوطة في حياتي معاه.. أنا حبيته.. و استحملت.. و اتنازلت عن حاجات كتير جدًا مش ممكن تتخيّليها.. أولهم كرامتي.. لكن أقولك الحق.. هو مع الوقت حبّني.. يحيى حبّني.. رغم اني من ساعة ما اتجوزته عمري ما تخيّلت ان ده يحصل بسببك.. بس.. لو كان جه يوم و لازم يختار… كان هايختارك انتي !
لم تنتبه حتى تساقطت دموعها فوق ظاهر يديها بأنها كانت تبكي فعليًا ..
أخفضت رأسها مخفية وجهها بشعرها ريثما تسحب محرمًا من حقيبتها الصغيرة.. كفكفت دموعها لبرهةٍ.. ثم نظرت إليها محتقنة الوجه.. ابتلعت غصّتها و قالت باقتضابٍ متمالكة أعصابها :
-فريال هانم.. صدقيني أنا ماكنتش حابة أتحط قصادك في أي مواجهة
من يوم ما مات يحيى مافكرتش أقرب من عيلتك و لا حدودك.. بس غصب عني.. بنتي مقدرتش أمنعها.. طول عمرها نفسها تقرب من أخواتها.. و للأسف أنا اتكتب عليا مايكونش عندي غير شمس.. عثمان و صفيّة ولادك هما أخواتها.. أنا برجوكي.. ماتاخديش ولادنا بذنب أبوهم.. لو عليا أنا مش هقرب منك تاني و لا هاتشوفيني.. بس شمس.. شمس محتاجة عيلة.. و ماتستاهلش تعيش وحيدة زي ما أنا عشت.. على الأقل أنا ماليش حد في الدنيا دي كلها غيرها.. لكن هي حرام تتحرم من عيلتها.. و هما عايشين على وش الدنيا.. لأخر مرة بترجاكي.. أقبلي شمس في حياة ولادك.. شمس مالهاش ذنب.
و ندت عنها نهدة مطوّلة.. انتظرت حتى تمكنت من استعادة السيطرة على نفسها كليًا.. ثم نهضت ممسكة بحقيبتها ..
و قبل أن تتحرك مبتعدة عنها قالت :
-على فكرة يا فريال هانم.. يحيى كلّمني.. بعد الحادثة
و هو بيموت.. و طلب مني أخد شمس و أرجع بيها مصر.. طلب مني أخدها لأخوها.. و ماحطش ثقتي في أي حد غيره.. أنا مافهمتش كلامه إلا لما شوفت عثمان.. عثمان طلع راجل بجد.. و حقيقي تسلمي على تربيتك… عن اذنك !
و تركتها عائدة إلى طاولتها.. حيث يجلس خطيبها بانتظارها ..
أما “فريال”.. لم تكن تفكر في أيّ شيء الآن.. سوى آخر ما أدلت به “رحمة” ..
لقد اتصل بها “يحيى” قبيل وفاته بلحظاتٍ ليخبرها بأن تأخذ ابنتها و تذهب إلى “عثمان”.. و الأغرب من هذا.. يطلب إليها ألا تثق بأيّ أحدٍ سواه ..
لماذا ؟ .. ماذا عرف “يحيى” قبل وفاته ؟ .. ما الذي دفعه لقول هذا ؟
هل كان حادثه مدّبرًا ؟ .. ترى ما سر اللحظات الأخيرة من حياة “يحيى البحيري” !؟؟؟
**
-بقى دي أخرتها يا عثمـان ؟؟؟؟
كان “عثمان البحيري” يستمع بالفعل من على بُعد أمتارٍ إلى صياح “صالح البحيري” ..
إلتزم “عثمان” هدوء الأعصاب و هو يُقبل نحو بوابة القصر العملاقة.. لم يعطِ أمرًا بأن تُفتح بعد.. إنما وقف ينظر لابن عمه من خلال السيّاج القاتمة.. يرى نسخة باهتة عنه.. و ليس “صالح” الذي يعرفه ..
فهذا الذي أمامه أنحف قليلًا.. مشعث.. و يبدو و كأنه يُعاني من نوبات اكتئابٍ حاد.. لكن كل هذا لم يحرّك ذرة من تعاطفه.. ليس بعد الذي فعله بشقيقته …
-جاي عايز إيه يا صالح ؟ .. سأله “عثمان” بهدوء
صالح بتبجّح : إيه إللي جاي عايز إيه ؟ .. جاي بيتي يا عثمان.. أخرتها موقفلي رجالتك يمنعوني أدخل بيتي !!؟؟؟
عثمان بحزمٍ : مابقاش بيتك يا صالح.. و انت عارف ده بيت مين دلوقتي.
انتصب شعر “صالح” من شدة الغضب و يقبض على السيّاج فجأة هاتفًا :
-يعني هو ده إللي كنت بتخطط له من الأول.. و خلتني أمضي لك تنازل عن البيت عشان يبقى ليك الحق تمنعني أدخله.. يا ترى كنت مطبّخها مع أختك و قرتصتوني انتوا الاتنين.. و كنت عارف إنها بتخونّي و ساكت ..
-صـالـــــح !!!! .. صاح “عثمان” بغضبٍ شديد
أحمّر وجهه بخطورةٍ من قمّة الغضب و هو يرد عليه :
-لو نطقت كلمة تانية في الموضوع ده.. ماتلومش غير نفسك.. مش هاعمل حساب لأي حاجة !
عبس “صالح” بشدة و لم ينبس ببنت شفة لدقيقةٍ كاملة ..
ثم فجأة.. إنهار تمامًا.. و سطعت الدموع بعينيه و هو يقول بلهجةٍ محطّمة :
-عثمان.. أرجوك ساعدني.. أنا مش عارف أعيش.. مش عارف أعيش منغير صافي
أعمل أي حاجة.. أسألها طيب أنا عملت إيه.. عايزة تسيبني ليه ؟
أنا مش مصدق إني عملت فيها كده.. هي إللي اضطرتني.. أنا مستعد أعمل أي حاجة عشان تسامحني.. مستعد أبوس على إيديها و رجليها كمان.. بس أعرف إيه إللي عملته و غيّرها عليا كده.. أنا هاتجنن يا عثمان.. ماتعملش زيها و تخلي عقلي يقف من التفكير.. إللي بينا مش ماينفعش ينتهي كده.. ماينفعش ينتهي أصلًا يا عثمان !!!
سكت الغضب عن “عثمان” عندما شهد انهيار ابن عمه إلى هذا الحد.. و ترك الآن حيّزًا للتفاهم بأن يحلّ بينهما ..
أشار برأسه لفرد من أفراد الحراسة.. لتنفتح البوابة خلال لحظاتٍ.. لم يعد هناك أي حاجز بينهما.. فلم ينتظر “صالح” لحظةً أخرى ..
تعانق و ابن عمه عناق الأخوة و المواساة.. استمع “عثمان” إلى نهنهات “صالح” المكبوتة.. فقال بصوتٍ أجش يطمئنه :
-خلاص يا صالح.. أنا هاتصرف.. سيب لي الموضوع ده
أنا هاعرف أجيب أخره.. خلاص !

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كرسي لا يتسع لسلطانك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى