روايات

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الفصل الثالث عشر 13 بقلم مريم غريب

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الفصل الثالث عشر 13 بقلم مريم غريب

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الجزء الثالث عشر

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك البارت الثالث عشر

كرسي لا يتسع لسلطانك
كرسي لا يتسع لسلطانك

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الحلقة الثالثة عشر

الفصل الثالث عشر _ عقدنا الصفقة _ :
أحس بالنار تسري في عروقه مسرى الدم.. و شعر بالغضب يكتسح كل مظاهر التحضّر لديه لتصدر عنه النسخة الأعنف.. الرجعية و الوحشية حين يتعلّق الأمر بعائلته و كل من يخصّونه ..
لم يدخل إلى البيت.. ظل واقفًا.. متأهبًا أمام مدخل البيت.. من خلفه وقف “صالح البحيري” و كأنه ظلًا له.. أما زوجة أبيه.. أرملته في الواقع تهالكت جالسة فوق إحدى الدرجات الرخامية الجانبية.. كان خوفها يتعاظم بمرور الوقت منذ أجرى “عثمان البحيري” اتصالًا بخاطف ابنتها ..
رغم ثقتها بأن “عثمان” أكثر من قادر على حماية ابنتها حتى و هي بعيدة عن متناوله.. لكنه لم تستطع التحكم بغريزتها الأمومية.. و هلعها الفطري على فلذة كبدها.. صغيرتها “شمس” التي خسرت كل شيء مقابل أن تكون أمًا لها.. إنها فعليًا كل ما تملك.. و أيّ مكروه قد يصيبها لن تتحمّله “رحمة”.. لن تتحمله مطلقًا ..
مضت حوالي نصف ساعة أو أقل.. مدة أقل من المهلة التي منحها “عثمان” إلى صديقه.. ها هو يظهر على بُعدٍ منه.. يشق الممر الحجري من بوابتيّ القصر بسيارته الفارهة ..
هبّت “رحمة” واقفة في الحال ما إن لمحت طيف ابنتها في الكرسي المجاور للسائق.. لم يحرّك “عثمان” ساكنًا.. إنما بقيت ملامحه الحادة متحفزة بالغضب الواضح و هو يوّجه أنظاره مباشرةً نحو صديقه ..
انتظره بمكانه عاقدًا يديه خلف ظهره.. راقبه و هو يصطف السيارة وسط الفناء الأمامي.. ثم يترجل بتأنٍ ملاقيًا عينيه.. لوهلةٍ اكتنفت نظراته تحدي صارخ.. كان سيمضي ليساعد “شمس” على الخروج من السيارة بدورها ..
لكنه لمح أمها.. عدوّته اللدودة.. و هي تندفع نحوها هاتفة باسمها.. فتحت لها باب السيارة و شدّتها من رسغها للخارج.. بكت “رحمة” رغمًا عنها و هي ترى ابنتها في حالةٍ يرثى لها.. بالكاد استطاعت الوقوف على قدميها ..
تعلّقت عينيّ “شمس” بعينا أخيها الآن.. تنظر إليه مقرّة بخزيها.. بينما تتركها “رحمة” مستندة إلى مقدمة السيارة.. هرولت تجاه “رامز” و الشرر يتطاير من عينيها صارخة :
-عملت إيـه في بنتـي يا حيـواان
يا واطـي !!!
بإشارة من يد “عثمان” اندفع “صالح” مسرعًا ليلحق بـ”رحمة” قبل أن تتهجّم على “رامز” الذي كان مستعدًا لها ما إن تلمسه فقط ..
تخبّطت “رحمة” في قبضة “صالح” متصايحة باهتياجٍ قبالة “رامز” مباشرةً :
-اوووعــى.. سيبـني.. سيبـني هاقتله
إللي يقرب من بنتي.. إللي يحاول يئذيها أشرب من دمــه.. أكلـه بسنــاني
عمـلت فيهـا إيـه يا كلب ؟؟؟
ابتسم لها “رامز” باستفزازٍ و لم يشفيها برد.. مِمّا أشعلها أكثر و أجبر “صالح” على زجرها بحدة :
-من فضلك.. إهدي شوية
كده ماينفعش !!
و كأنها لا تنصت.. لم تكف عن محاولة الوصول إلى غريمها بضراوةٍ شرسة ..
أمام نظرات كلًا من “عثمان” و “شمس” المتفرجة.. ازداد شحوب “شمس” و هي تقف عاجزة عن فعل أيّ شيء.. لم تتحمّل وضعها أكثر.. و استسلمت للاغماءة التي داهمت وعيها فجأة ..
ليقاطع سقوطها كل شيء.. العراك و الصياح.. أطبق الصمت.. و أطلقت “رحمة” صرخة واحدة و هي تتخلّص من قبضة “صالح” بسهولة بعد أن أفلتها بارادته ..
توقف قلب “رامز” عن الخفقان للحظة.. و كاد يتحرك من مكانه تجاه جسد “شمس” المسجى فوق الحجارة القاسية.. إلا إنه لم يستطع تخطّي “صالح” الذي وقف بوجهه كحائطٍ سدّ.. منيع …
-خد رامز لأوضة المكتب من فضلك يا صالح !
انتبه “رامز” لصوت “عثمان”.. رفع وجهه ليراه قد انتقل بطريقةٍ ما عند أخته.. إنحنى خلال لحظةٍ حاملًا إيّاها بخفة بين ذراعيه.. سار بها نحو البيت و هو يكمل بحزمٍ :
-مدام رحمة تعالي ورايا.. هاتقعدي جنب شمس لحد ما يجي دكتور يشوفها !
**
وصل “نبيل الألفي” إلى منزل شريكه في الثامنة إلا خمس دقائق.. بقي في سيارته لخمس دقائق أخرى و قد خابر “حسين” بوجوده في الخارج منتظرًا ابنته ..
أخبره عن وجهتهما و طمأنه بأنه سيعتني جيدًا بها.. ليرد الأخير مثقلًا إيّاها بثقته العمياء فيه.. ما حمل “نبيل” أكثر على تشديده للوفاء بالوعد الذي قطعه على صديقه.. “مايا” ستتم إعادة قولبتها من جديد.. حتى لو استخدم معها أشدّ الأساليب حرارةً و قسوة.. ليتمكن منها أولًا ..
لتقع في قبضته فقط و هو أكثر من مؤهل للقيام باللازم ..
تظهر “مايا” أخيرًا.. بعد مدة وجيزة من إرساله برسالة نصيّة لها.. يخرج من سيارته حالما يراها ..
يشعر بمزيد من الحماسة.. إنها تلعب معه إذن !
تقبل عليه مرتدية ذلك المعطف الذي حتمًا عمدت إلى إخفاء كارثة أسفله.. من واقع خبرته القليلة معها.. إلا إنه يفهم كيف تفكر و يفطن جيدًا إلى تصرفاتها.. من نظرة واحدة في وجهها المزيّن بشكل مبالغ فيه.. تأكد من حدسه ..
تهادت “مايا” في خطواتها الخيّلاء.. لا تستعجل و هي تسير نحوه فوق حذائها عالي الكعبين.. تنظر في عينيه مباشرةً و تبدو شديدة الثقة بنفسها.. ممّا يرسم ابتسامة مستخفة على ثغر “نبيل”.. لكن تصرفه لا يثبط شيئًا من ثقتها.. فقد أعدت نفسها له جيدًا …
-هاي !
تغلغل صوتها الناعم إلى مسامعه بانسيابيةٍ.. تلك البداية أعجبته كثيرًا.. الآن و قد توقفت أمامه ..
فاجأها بأن مال و حيّاها بقبلة على خدّها و هو يقول :
-إيه الحلاوة دي كلها !
انتي جميلة أوي إنهاردة يا مايا.
رغم طبقات المكياج التي تضعها على وجهها.. لكنه يُجزم بأن وجنتاها تتوّردان الآن.. و حصل على التأثير الذي أراده عليها من خلال رؤيتها تضطرب قليلًا و هي ترد عليه مجفلة :
-إنهاردة بس ؟
أنا طول عمري حلوة.
ضحك “نبيل” و أومأ قائلًا :
-آه طبعًا.. أكيد.. أنا واثق إنك كنتي حلوة
و لحد دلوقتي.. حلوة أوي.. أوي !
ابتلعت ريقها بتوترٍ طفيف إزاء نظراته الصريحة و كلماته.. بادرت قائلة قبل أن يتطوّر بهما الحديث هنا بمنزل أبيها و تصير ورطة :
-انت قلت هاتاخدني على فين بقى ؟
رفع حاجبه بحركة اعتيادية و هو يجاوبها :
-أنا قلت لك هانتعشى في مكان حلو.. أعرف ريسترانت ممتاز واخد أعلى تقييم السنة دي.. الشيف إللي ماسك المطبخ راجل مشهور بالمناسبة ..
و سكت حين لاحظ عدم تجاوبها.. ليقول بعد لحظاتٍ :
-لو عايزة نروح مكان معيّن قولي.. أنا تحت أمرك الليلة دي يا مايا هانم !
و انحنى بشكلٍ درامتيكي جعلها تطلق ضحكة عالية.. رقيقة.. ثم تقول :
-طيب نتحرك بس الأول.. و هقولك أنا نفسي أروح فين.
يرمقها “نبيل” بنظرةٍ طويلة ذات مغزى مع ابتسامة جانبية.. ثم يقول :
-أوكي.. يلا بينا !
يفتح لها باب سيارته.. تضحك من جديد بخفوتٍ بينما يغلق ورائها الباب ..
لا يعرف لماذا يزداد شعور الرغبة بالمزيد معها كلّما مرّ وقت أكثر بينهما.. رغم إنه يعلم بأنها تلاعبه كما يلاعبها.. لكنه يجد الأمر برمته ممتعًا.. شيء واحد فقط لم يكف عن بث أجراس الإنذار بداخله ..
و هو إلتزامه أمام نفسه.. و أمام صديقه.. لا يمكنه العبث مع “مايا”.. حتى لو جعلها تظن ذلك.. من جهة أخرى سيوفي بوعده إلى أبيها.. سيوفي به حرفيًا …
**
لم يترك “عثمان” أخته إلا بعد أن أتى الطبيب و فحصها.. أكد بأنها بخير تمامًا.. و لم يصبها أذى.. إن هي إلا صدمة عصبية تستوجب المواظبة على جرعة معيّنة من المُهدئ لبضعة أيام و شيء من الراحة ..
تركها “عثمان” بغرفتها في عهدة أمها.. ثم لحق بصديقه و ابن عمه بالأسفل.. توجه رأسًا إلى غرفة مكتبه …
-سيبنا لوحدنا من فضلك يا صالح ! .. قالها “عثمان” ما إن دخل إلى مكتبه
كانا كلًا من “صالح” و “رامز” يقفان قبالة بعضهما و لا يبدو أنهما قد خاضا أيّ حديث أو تبادلا حتى كلمةً واحدة.. أحس “صالح” بالامتنان فجأة تجاه ابن عمه.. كأنه كان يتوق لأن يغادر مسرعًا.. إذ لا شيء يخصّه هنا و تلك التي تدعى “شمس” هي في الحقيقة ابنة عمه ..
لكنه لا يزال مرتبكًا من حداثة الخبر.. و كحال الجميع.. يشعر بعدم تقبّله إيّاها.. بل و يستنكر كل ما يجري هنا.. ولائه الأول و الأخير لسيدة هذا القصر.. سيدته الوحيدة.. “فريال المهدي”.. الزوجة الوحيدة و المعترف بها لـ”يحيى البحيري” و لا غيرها ..
انسحب “صالح” من فوره مغلقًا باب المكتب ورائه.. لينفردا الصديقين ببعضهما أخيرًا ..
سار “عثمان” على مهلٍ تجاه مكتبه.. يولي ظهره إلى صديقه فيما يستلّ لفافةٍ من علبة سجائره المتموضعة فوق السطح الزجاجي.. كم هو بحاجة إليها.. إلى شيء يلهيه و لو مؤقتًا عن أذيّة “رامز”.. على الأقل ريثما يعقدا هذا الحوار.. حتى يعرف قبل أن يقدم على إيذائه أسباب مقنعة.. و لكي لا يُلام بعدها …
-سنة و لا سنتين ؟
إلتزم “رامز” الصمت و السكون التام حين بدأ “عثمان” حديثه بهذا السؤال ..
رآه يشعل سيجارة.. و لا يزال موليًا ظهره إليه.. يدخن بشراهةٍ و هو يعبث بقطعةٍ أثرية ثمينة فوق مكتبه.. يبدو إنه يتعمّد عدم النظر إليه.. و يسمعه يتابع بهدوء :
-مش قادر أجمع.. آخر مرة شوفتك إمتى
بقالنا أد إيه ماتقابلناش يا رامز ؟
رد “رامز” بدقة و بلهجةٍ ثابتة :
-آخر مرة اتقابلنا من سنتين و نص.. كنت عازمك على أول إفتتاح لشركتي
جيت القاهرة مخصوص عشان تحضره.
أومأ “عثمان” مستحضرًا هذا اليوم بتفاصيله.. ليس إنه قد نساه.. إلا إنه أراد أن يلمّح بشيء إلى ذاك الأخير.. هو لم يكن يومًا بالشخص العادي بحياة أيًّا من حوله ..
حتى “رامز الأمير” نفسه.. رغم مستواه المادي الرفيع.. و إنحداره من عائلة عريقة لم يتبقّى منها الكثير.. خاصّة بعد وفاة والديه.. لم يكن ليفلح بمفرده في تأسيس عمله الخاص.. أو حتى إستكمال مسيرة والده العملية الناجحة ..
لولا وقوفه إلى جانبه.. و إمداده بمساعدات على الصعيد المهني.. عرّفه إلى أبرز رجال الأعمال و حرص على توطيد علاقته ببعضهم لكي ينضم سريعًا إلى النادي.. لم يبخل عليه بالمشورة و لا بخبرته ..
كان “عثمان البحيري” دومًا نعم الصديق.. كان رجل المواقف بشهادة كل من عرفه.. كان و لا زال من أروع الشخصيات التي قد يعرفها أيّ إنسان ..
فماذا أستحق من صديقه في المقابل ؟
الخيانة.. نكران المعروف.. الطعن بالظهر ..
سؤال واحد هو الفيصل بينهما قبل أن يتخذ “عثمان” قرار لا رجعة فيه بشأن الصداقة التي ربطت يومًا بينه و بين “رامز الأمير”.. و هو ما لم يتردد على طرحه ..
الآن تمامًا سأله بذات الهدوء دون أن يغيّر من وضعيته شيء :
-انت كنت عارف إن شمس تبقى أختي يا رامز ؟
أجاب “رامز” بلا ترددٍ :
-أيوة.. كنت عارف.
سحب “عثمان” نفسًا طويلًا من سيجارته و تذرّع بمزيدًا من الصبر.. طرح عليه سؤالًا آخر :
-من إمتى و انت في علاقة معاها ؟
-من مدة طويلة.. حوالي 5 سنين.
-5 سنين !
ردد “عثمان” من تحت أنفاسه المحمّلة ببقايا دخّان التبغ الثقيل.. سحق عقب سيجارته بالمنفضة و هو يقول بصوتٍ مكتوم كابحًا شرّه المتأهب بمعجزة :
-طول المدة دي.. مافكرتش تيجي تقولّي.. مافكرتش لو أنا عرفت من حد غيرك
ممكن أعمل إيه !؟؟
صمت “رامز” لهنيهة.. يمعن التفكير بكلمات صديقه.. يحاول أن يتحرّى ما سيقوله ردًا عليه ..
أيصارحه بأنه لم يكن يعلم بحقيقة أن “شمس” تكون أخته نصف الشقيقة سوى قبل فترة قصيرة ؟
أم يكسب بعض الوقت ليختبر نظريته !!
يحسم “رامز” أمره قائلًا بصلابة :
-لو كنت جيت و صارحتك يا عثمان.. كنت هاتقبل بعلاقتي بشمس ؟
كنت هاترضى تجوزهالي ؟؟
يدير “عثمان” رأسه قليلًا تجاهه و هو يقول بضحكة خشنة قاصدًا كل كلمة قاسية خرجت من فاهه :
-انت بتهرّج يا رامز !
طيب حط نفسك مكاني.. واحد صعت معاه.. اتقاسمتوا الشرب و النسوان
و عارف عنه كل أسراره.. الأسرار إللي محدش غيري عرفها عنك يا رامز
متخيّل إني ممكن أوافق أحط إيدي في إيدك و أجوزك أختي !؟
هذا و بمنتهى البساطة ..
حققت كلمات “عثمان” هدفها تمامًا.. و لم يعد “رامز” ليشك بعد الآن برؤيته للأمر ..
ابتلع “رامز” كلمات صديقه المنتقصة منه لأول مرة على مر سنين صداقتهما.. ليقول بصوتٍ به نبرة سخرية :
-يا خسارة.. يعز عليا أخيّب أملك و الله يا عثمان
بس انت مضطر تقبل الواقع.. أنا و شمس لبعض.. سواء عجبك ده أو لأ.. شمس بقت تخصّني لو ده مفهومك عن الجواز و إنك تحط إيدك في إيدي.. للأسف انت جيت متأخر !
فجأةً.. ضرب “عثمان” لوح الأنتيك الزجاجي الذي يساوي ثروة ليسقط مففتًا في الحال ..
استدار بوجهٍ يعصف بالغضب نحو صديقه.. خطى خطوتين سريعتين تجاهه ..
وقف “رامز” بشكلٍ مستقيم كأنه لا يهاب شرّه المستوحش و الجاهز فعليًا للإنطلاق ..
غشت عينيّ “عثمان” سحابةٍ قاتمة و هو يحدق بوجه “رامز” بنظرة تهديد صِرف مدمدمًا :
-شمس.. أختي أنا.. مش هاتجّوزك انت يا رامز… سمعتني كويس ؟
و أحسن لك تبعد عنها و تنساها خالص.. ده لو لسا فيك ذرة عقل !
اشتدت عضلات فك “رامز”.. لم يتراجع لهذا التهديد المبطن.. لم يحيد حتى بناظريه عن صديقه طرفة عين.. في الواقع خطى خطوة نحوه و أغلق المسافة بينهما.. ثم قال بعداءٍ سافر :
-أنا ماكنتش عايز ألعب بالكارت ده حفاظًا على الصحوبية إللي كانت بينا يا عثمان.. و بقول كانت لأنك قطعت دلوقتي أيّ حبل ودّي كان بيربط بيني و بينك. كلمتك مالهاش أيّ قيمة بالنسبة لي.. لأن شمس أصلًا مراتي !!
جمدت ملامح “عثمان” و هو ينظر إليه بثباتٍ لعدة لحظات طويلة مضنية.. على ما يبدو أن صديقه لديه رغبة جديّة في الموت !!!
-إبقى اتغطى كويس يا رامز ! .. قالها “عثمان” بصوته الأجش
و لم يدخر جهدًا ليبدو اكثر سخريةً و هو يستطرد منتقصًا منه :
-حلم إن شمس تبقى مراتك ده مستحيل. أختي مش متجوزة و أوراقها الرسمية تثبت كلامي. يوم ما تتجوز أكيد مش هاتكون سيادتك سعيد الحظ.
إنبلجت ابتسامة متهكمة على ثغر “رامز”.. سحب محفظته من جيب سرواله الخلفي.. فتحها و أستل بإصبعيه ورقة بيضاء مطوية بعنايةٍ ..
فردها أمام عينيّ “عثمان” المرتابتان و هو يقول بلهجة متحديّة :
-شمس مراتي من 3 سنين و أكتر.. أنا و هي متجوزين… عرفي !!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كرسي لا يتسع لسلطانك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى