روايات

رواية كبرياء صعيدي الفصل العشرون 20 بقلم نور زيزو

رواية كبرياء صعيدي الفصل العشرون 20 بقلم نور زيزو

رواية كبرياء صعيدي الجزء العشرون

رواية كبرياء صعيدي البارت العشرون

كبرياء صعيدي
كبرياء صعيدي

رواية كبرياء صعيدي الحلقة العشرون

الفصل العشــــــرون (20) بعنــــــــــوان ” إنقلاب السحر على الساحر”
مسحت “عطر” على رأسه بلطف بعد أن غاص فى نومه العميق بصعوبة من ثقل قلبه على تحمل وفأة “منصور” مساعده، وقفت لكي تغادر لكن أستوقفها بيده حين تشبث بها جيدًا وقال:-
-خليكي جاري يا عطر
دق باب الغرفة لتنظر “عطر” بحيرة بين زوجها والطارق فقالت بهمس:-
-بس فيروزة كانت عايزنا نروح نجيب الفستان…
لم تقوي على تركه وحده بهذه الحال وظلت جواره فتمتم بخفوت وعينيه مغمضتين:-
-أستن لما أنام وروحي يا عطر… خليكي بس جاري
أومأت إليه بنعم وظلت قربه تربت على رأسه وتقرأ القرآن بصوت خافت حتى بات نائمًا تمامًا، تسللت من جواره وأخذت ملابسها وهى تستعد للذهاب إلى مع “فيروزة”، أرتدت فستان بحمالة وفوقه قفطانه الفضفاض بنفس اللون الأخضر ولفت خمارها الأبيض به أوراق شجر خضراء، أرتدت حذاء رياضي مُريحة خصوصًا مع حملها، أخذت حقيبتها البيضاء وترجلت للأسفل مع “فيروزة” التى كانت ترتدي تنورة من الجينز وتي شيرت أبيض اللون فضفاض وتلف حجابها الأزرق، أوقفتهما “هدى” بحذر تقول:-
-أستني أنتِ وهى، تطلعوا من أهنا تشوفوا الفستان واللى ناجص من عفشتك وتعاودوا طوالي وإياك تعوجوا برا، مصطفي هروح وياكم وحذارى تتحدد وي حد غريب فاهمين
تبسمت “فيروزة” على قلق والدتها وقالت:-
-فى أي يا أمي أول مرة تتكلمي كدة، وبعدين دى مش أول مرة نطلع والأهم الناس كلتها خابرين زين إحنا مين وضهرها مين، دا عيسي الدسوقي
كزت “هدى” على أسنانها غيظًا من حديث أبنتها التى لا تبالي لأي شي وقالت:-
-سمعتيني جولت أي يا فيروزة، منصور لسه دم مبردش فى جبره، ولا تكوني نسيتي اللى جتل أبوكي وحاول يجتل أخوكي ومرته، أسمعي هى كلمة يا اللى أجوله يتنفذ يا أما تغوروا تطلعوا فوج ومفيش طالعة، وبعدين يا ختى ما تعملي كيف البنات وتطلبي اللى عايزاه من المحمول… معاكي مرت اخوكي أهى متنورة ومتعلمة ومن مصر وخابرة كيف تطلبي كل حاجة وأنتِ فى سريرك
ضحكت “فيروزة” عليها أكثر وقالت:-
-لا كدة كتير… حاضر مهنعوجش برا ومهنتكلمش وي حد واصل… سلام يا ست الكل
سحبت “عطر” من يدها لتهرب من حديث والدتها الكثير لتتحدث “هدى” بقلق وهما يهربون منها:-
-على مهلك عليها يا بنيتي دى حابل… ولا كأني بتكلم
ألتفت لترى “حِنة” مُبتسمة على قلقها الزائدة وقالت:-
-روقي يا ست هدي، عطر واعية وفاهمة ومبتخافش عليها
-الناس هنا مش كيف ما عندكم
قالتها “هدى” بقلق وهى تجلس على الأريكة لتبتسم “حِنة” أكثر وجلست جوارها وهى تقول:-
-أنتِ بتقولي كدة عشان مشوفتش اللى هناك، على الأقل هنا الناس طيبة وبيخافوا علي بعض وعارفين بعض، يعنى لو حد اتعرض لهم زى ما بتقولي هتلاقي ألف واحد فى الشارع يقف معاهم لكن هناك فى مصر الناس بقوا فى حالهم ولو شافوكي بتقتلي واحد قصادك كل اللى هيعملوا هيطلعوا التليفونات يصوروا ويشيروا على النت
ضربت “هدى” على قدميها بقلق وقالت:-
-ربنا يستر، جيب العواجب سليمة يا رب.. جلبي مش مرتاح …
___________________________
خرجت “فايدة” من غرفتها مُستعدة للخروج وقالت:-
-أنا هروح أجيب وكل للحمام والبط وهعدي على الخياط أشوفه جاب الجماس اللى جولتي عليه ولا لا يا ست الناس… تأمرنيش بحاجة تانية
أجابتها “خضرة” وهى تضع الألوان على أظافرها ببرود مُنتظر الخبر السعيد بمهاجمة “عطر” قائلة:-
-لا معاوزش بس عدي هاتلي معسل وأنتِ جاية
أومأت “فايدة” بنعم ثم غادرت وهى تضع الملاس الأسود فوق رأسها، ذهبت إلى محل بقالة وهى تضع النقاب على وجهها وقالت بحذر:-
-ممكن تليفون
أعطاها البائع الهاتف الجوال لتطلب رقم مجهول تحفظه بداخل ذكرياتها فقطوفور الجواب أبتعدت خطوة عن البائع حتى لا يسمع حديثها وقالت بحذر:-
-زينة متجلجش عليا يا أبويا بس بجولك أي عشان معنديش وجت، أسمع الست خضرة طلعت بليل وراحت بشنطة مليانة فلوس على سراية حامد الشبل ورجعت من غيرها وأجرت 3ستات من الغجر اللى فى المولد اللى موجودين فى البلد اللى جارنا عشان يسقطوا الست عطر ودفعتلهم مجدم كبير جوي، خلى بالك وأوعي الست عطر تطلع من السرايا اليومين دول لأحسن الست دى جنت على الأخر وحالفة لتجتلها هى واللى فى بطنها وتنتجم من عيسي بيه وتحرج جلبه … نهار مفيتش كيف تطلعها من السرايا … أتصرف أنا معرفاش هموا هيسجطوها كيف ولا فين.؟ يا واجعة طين… ماشي ماشي وابجي طمنى عملت أي.. فى حفظ الله وخلى بالك من نفسك يابويا أنا ماليش غيرك يا ضي عينى
أغلقت الخط وعادت للبائع دفعت تكلفة المكالمة وأشترت القليل من البقالة ثم غادرت…..
_________________________
كانت “عطر” واقفة أمام غرفة تبديل الملابس تنتظر “فيروزة” حتى قالت بضيق:-
-شدي حيلك يا فيروزة دا سابع فستان تقيسيه وميعجبكيش، الوقت بيمشي وكدة هنروح قبل ما نخلص
خرجت “فيروزة” بعد أن بدلت ملابسها وقالت للعاملة بحماس:-
-خلاص أنا هأخد تاني فستان جيسته
رفعت “عطر” يديها قرب عنق “فيروزة” بنفاد صبر وقالت بضيق:-
-ااااه منك ما أنا قولت كدة من الأول، لازم تغلبيني زى اخوكي.. يلا عشان تعبت وجوعت
تمتمت “فيروزة” بضيق وهى تدفع الحساب عابسة:-
-ماشي مع ست عجوزة يا ربي..
تأففت “عطر” بضيق من برود هذه الفتاة المُدللة وقالت بغيظ وهى تغادر المكان:-
-جعانة، حامل وبأخد أدوية يا بعيدة …ي يلا يا بت أنا جوعت
تأففت “فيروزة” وهى تأخذ الفستان من يدها وكان ثقيلًا جدًا مع الحقائب الكثيرة التى تحملها كلا منهم، ذهبوا إلى الطابق الأول من المركز التجاري حيث منطقة المطعام وجلسوا على الطاولة، فقالت “فيروزة” بحماس:-
-أنا هطلب بيتزا وأنتِ
نظرت “عطر” إلى القائمة وبدأت تحدد طعامها بحماس وشهية:-
-عايزة واحد تشكين وبيتزا فواكة بحر وأطلبي صوابع موتزريلا وريزر…..
قاطعها “فيروزة” باندهاش من كم الوجبات التى تطلبها قائلة:-
-أيه… هتودي كل دا فين؟
-قري بقي عشان أفطس أنا والواد
قالتها بعبوس لتضحك “فيروزة” عليها وذهبت لكي تطلب الطعام، فتحت “عطر” حقيبتها لتأخذ أدويتها لكنها لم تجدها فنظرت إلى “مصطفي” الذي جلس على طاولة بعيدة عنهما بقليل فقالت بحرج:-
-معلش يا أستاذ مُصطفي، أتعبك معايا أنا نسيت الدواء فى العربية تجيبهولى عشان لازم أخده بل الأكل
وقف بهدوء وهو يقول:-
-لا تعب ولا حاجة يا ست عطر
-معلش خد الفستان وشوية شنط من دول معاك
قالتها بلطف ليؤمأ إليها بنعم ثم ذهب بعد أن حمل الكثير من الأغراض، جاءت “فيروزة” إليها وجلست تنتظر الطعام معها حتى وقفت “عطر” من مكانها وقالت:-
-أنا هروح التوليت… خليكي هنا عشان مصطفي لما يرجع ميقلقش ويعمل زى أخر مرة.. مش هتأخر
أومأت “فيروزة” لها لتغادر “عطر” وتركت حقيبتها مع “فيروزة”…..
__________________________
صرخ “عيسي” بذعر من نومه بعد ما سمع هذا الحديث من “مصطفي” وقال:-
-أختفت كيف؟ ، أجلب الدنيا على عطر يا مصطفي… أنا جايلك
هلع من مكانه وهو لا يصدق أن زوجته اختفت خصيصًا بعد أن علم بمكيدة “خضرة” لقتلها هى وطفلها، قاد سيارته كالمجنون إلى هذا المكان وقبل أن يدخل قابل “مصطفى” فى طريق الخروج ليقول:-
-من خمس دجايج فى أتنين من الحريم خدوا من الطريج دا
ركض “عيسي” مع “مصطفي” إلى المنطقة الخلفية للمركز التجاري حيث مرأب السيارات، بنفس اللحظة التى وصلها فيها للمرأب كانت “عطر” ترتجف من الخوف وهى تختبي من هؤلاء النسوة خلف أحدى السيارات وتضع يديها على بطنها بخوف من فقد هذا الطفل لتقول أحد السيدات:-
-متحاوليش كتير
هزت “عطر” رأسها بخوف وهى تلهث بخوف أن يعلي صوت أنفاسها ويدركون مكانها وقالت فى باطنها:-
-لا مستحيل أسمح لحد يأذيك، مستحيل… عيسي يا عيسي
-عطر
قالها “عيسي” بصوت مرتفع باحثًا عنها بقلق ويركض بهلع إلى داخل المكان، سمعت صوته لتتنفس بإريحية بينما فزعت السيدتين من وجوده وهرعوا إلى هذا الشاب الذي ينتظرهما فى التوكتوك، خرجت “عطر” من مخبأها ووقفت بالمنتصف تبكي بألم من الخوف الذي أصابه أرجاء جسدها ليراها “عيسي” فى نهاية المكان وتحتضن بطنها بكلتا يديها، سقطت أرضًا على ركبتيها من ضعف قدميها، هرع إليها وذهب “مصطفي” يحضر السيارة، وصل إليها ليجثو على ركبتيه لأجلها وأخذ وجهها بين راحتي يديه بقلق:-
-أنتِ زينة؟
نظرت للأسفل بضعف وهى تجهش فى البكاء لا تصدق أنها نجت بطفلها من مكر هؤلاء النساء، تمتمت بضعف وهى تتكأ بيديها عليه:-
-عيسي، أنا …
ربت على ظهرها بلطف وهو يقول:-
-بس يا عطر، بس يا روحي اهدئي ولا يهمك ي حبيبتي
تشبثت به بضعف والخوف استحوذ على جسدها وعقلها، باتت ترتجف بذعر كطفلة صغيرة وقالت بتلعثم شديد:-
-كنت هموت ي عيسي
طوقها جيدًا بذراعيه وهو يمسح على ظهرها بلطف وقال بحب شديد:-
-بعد الشر عليكي يا حبيبة جلبي من جوا، والله لأحرج البلد كلتها فداء ضفرك أنتِ وولدي، هعيشهم فى جحيم ونار وأخليهم يتمنوا الموت ومهيحصلوش عليه
جهشت باكية ويدها تترك عباءته وتلمس بطنها بحزن شديد وتمتمت بعجز:-
-ابني، ليه ابني يا عيسي؟ عشان الفلوس والورث، ما تتحرق الفلوس والورث اللى قصادهم حياتي وابني اللى……
لم تقوى على متابعة الحديث وزادت فى البكاء أكثر فجفف دموعها بأبهامه ثم حملها على ذراعيه ليغادر بها وعقله ما زال لا يستوعب قذارة هؤلاء البشر وكيف تجرأوا على قتل طفل لم يخلق بعد وهو فى رحم أمه، من أين جاءوا بالجراءة على إجهاض طفل ما زال نطفة فى أحشاء أمه لأجل المال والورث؟، وصل “مصطفي” بالسيارة وكانت “فيروزة” بداخلها، أدخل “عطر” جوارها فى الخلف وجلس هو بجانب “مصطفي” ليعود للسراية…
رن هاتفه فى الطريق برقم “حامد” ليجيب عليه بضيق:-
-نعم
-البقاء لله انا جولت لازم أعزيك بنفسي
كز “عيسي” على أسنانه وهو يقدم التعازي فى “منصور” الذي قتله، تحدث “عيسي” بجحود ونبرة مُرعبة:-
-ونعمة بالله، أنا بس كنت عايز أخبرك أني ممكن اخد روحك وأنت فى بيتك عادي لتكون فاكر أن السور اللى محاوط بالرجالة يمنعني منك
-أنا رجعت مرتي ودا حجي
قهقه “عيسي” ضاحكًا على حديثه ثم نظر للنافذة وهو ينقل الهاتف على أذنه الأخر ويتكأ بذراعه على النافذة ثم قال ببرود:-
-مش بجولك غبي، ومرتك اللى خدتها دى تستاهل أنك تعادي عيسي الدسوقي عشانها ولا الفلوس اللى سحبتها من الحرباية امها جوتك وجوت جلبك عشان تتصل بيا
أتسعت عيني “حامد” على مصراعيها من هول الصدمة وكيف عرف بمقابلته مع “خضرة” ليقول:-
-أنت..
ضحك “عيسي” أكثر من غباء هذا الرجل وقال بثقة وكبرياء قاتل:-
-أي مستغرب لأني أعرف، مش بجولك أنك غبي وحشرة كيفك مهتعرفش تكون خصمي ولا تجدر تجف جصادي، تحب أجولك خضرة هانم بنت الناس طلبت منك أي مجابل الفلوس دى… ولا مأنتش محتاج تعرف، أعجل يا حامد أجعد واحسبها زين وي نفسك.. لا أنت جد عداوتي ولا جد اللى هتخسر لو وجفت فى طريجي تاني، ولو على مرتك هى أكدة أكدة ميتة نصيحة منى طلجها بدل ما تترمل
أنهي الأتصال فور أنتهاء حديثه ليأخذ نفس عميق ونظر إلى الخلف حيث زوجته الجالسة تستمع مع “فيروزة” حتى وصلوا للسرايا فترجلت “عطر” مع “فيروزة” وقبل أن يغادر “عيسي” نظر إلى “مصطفي” وقال:-
-عملت أي فى الرقم اللى خدنا من مرت السواج
-هروح النهاردة أشوف الواد عمل فيه اي
اومأ إليه “عيسي” بنعم ثم ترجل من السيارة ليغادر “مصطفي” نهائيًا ….
_________________________
فى المساء كان “عامر” جالسًا فى الصالون مع “عيسي” ووالدته ويرتشف “عيسى” الشاي مُستمتعًا بشجار والدته مع “عامر” فتحدث “عامر” بجدية قائلًا:-
-معلش يا خالتي خلينى على راحتي أكدة
تأففت “هدى” بضيق شديد وهى تضرب يديها ببعضهما من عناده، تبسم “عيسي” بعد أن ترك كوب الشاي من يده وقال بعفوية:-
-همليه على راحته يا ست الكُل
-بس يا عيسي
قالتها بتذمر على موافقة “عيسي” على سفر أخته للإسكندرية بعد الزواج فقال بجدية:-
-همليه يا حجة الأصول بتجول الست تجعد مكان جوزها، مش معجول يتجوز وبرضو يفضل فى الغربة لحاله وهى جاعدة أهنا وياكي يبقي لازمتها أيه يتجوز ما هي اكدة وأكدة جاعدة وياكي… همليهم يا حجة وباركي جوازتهم
قوست شفتيها للأسفل بضيق وقالت:-
-أمري لله
تبسم “عامر” بلطف ليقف “عيسي” يهندم عباءته وصعد للأعلي ليري “عطر” نائمة على الأريكة بجوار “حِنة” و”فيروزة” فتبسم على أخته التى تسترق السمع من الأعلى وقال:-
-مبروك يا بت… والله وكبرتي وهشوفك عروسة
ضحكت “فيروزة” بخجل من كلماته ليقبل جبينها بلطف ثم أقترب إلى الأريكة وحمل زوجته المُدللة وذهب بها إلى غرفتهما بنهاية الرواق الطويل، وضعها بالفراش برفق لتقول بصوت مبحوح:-
-عيسي
نظر إليها بعد أن جلس قربها ويمسح على رأسها مُبتسمًا، فتحت “عطر” عينيها لتراه جالسة أمام ناظرها فتبسمت بخفة عليه وقالت:-
-أنت اخ جميل أوى يا عيسي
ضحك على كلماتها وهو ينزع عمامته وضرب جبينها بجبينه وقال:-
-طب وزوج، أخباري أي كزوج؟ جميل!!
ضحكت عليه بخجل شديد وتوردت وجنتيها خجلًا ليقترب أكثر منها فسحبت الغطاء بسرعة وأخفت رأسها تحته مما أضحكه بقوة وذهب إلى المرحاض يبدل ملابسه وأرتدي تي شيرت أسود وبنطلون أزرق اللون من القطن وخرج يجفف شعره المبلل الطويل بالمنشفة، جلس على الأريكة يجفف شعره بيده اليسار وترك المنشفة ليفتح علبة السجائر ووضع واحدة بين شفتيه وهو يشعلها بقداحته لكن قاطعه جلوس “عطر” على قدميه كطفلة وسحبت من شفتيه السيجارة، نظر إليه بصمت ويده اليمني تلف حول خصرها كانت جميلة جدًا هذه المرأة الصغيرة ولا يعلم كيف كهذه الفتاة الصغيرة بحجمها وضألتها وجمال ملامحها الطفولية أن تكن امرأة وقريبًا ستحصل على لقب أخر بعد ولادتها، كيف صغيرته ستكون أمًا؟، تحدثت “عطر” بلطف رغم عبوس وجهها الملاكي:-
-عيسي قولتلك بلاش سجاير فى الأوضة حقيقي بتتعبني وكمان غلط على البيبي
أومأ إليها بنعم وأغلق قداحته ثم قال بهدوء:-
-حاضر عشان خاطرك أنتِ والبيبي يا ست الحُسن
ضحكت بعفوية وأصابعها تغلغل بين خصلات شعره المبللة لتشعر برطوبة المُنعشة ثم قالت بنبرة دافئة:-
-وعشان صحتك ي حبيبي، أنا ماليش غيرك
رفع يده الأخري إلى وجهها لتغمض عينيها باستسلام لهذا الشعور البارد وجسده البارد من الأغتسال ينعش قلبها وجسدها الدافئ، شرد “عيسي” بجمالها وعينيها مُغمضتين ورائحة عطرها الفرنسي جميلة تغتصب أنفه وتُثير قلبه النابض لأجلها فقال بخفوت:-
-أنتِ أغلي حاجة عندي يا عطر
فتحت عينيها إليه لتفقده ما تبقي من وعيه بعينيها الزرقاء التى ألقت تعويذتها عليه فتحدث بعفوية:-
-أغلى وأجمل ما رأت عيني يا عطري، أنتِ جميلة جوى يا عطر
لمست لحيته باناملها الصغيرة ومررتهم عليها ببطء شديد وعينيها تعانق عينيه بعناق طويل عميق ودافئ وهمست بصوتها العاذب قائلة:-
-أنا جميلة عشان معاك يا عيسي، عشان ربنا رزقني بأحن راجل فى الدنيا حتى لو كل الناس بتخاف منه ومش عايزين يقربوا منك أنا هنا مش أطلع من حضنك أبدًا ، خليك حاببني على طول يا عيسي.. صحيح أنت بتحبني قد أي؟
تبسم إليها وهو يحملها من خصرها بيديه ويقف فضحكت على قطعه للحظتهما الرومانسية وقالت بعفوية مُندهشة:-
-اي فى أي بكلمك يا عيسي .. فصلتني
همس فى أذنيها وهو يشد بيده على خصرها قائلًا:-
-مهطلعكيش من حضني.. مش جولتي أكدة، وبعدين جواب سؤالك مبيتجالش كدة
أستغربت حديثه وعقدت حاجبيها رغم قدميه لم تتوقف عن السير فسألت بفضول:-
-سؤال أي؟..
همس فى أذنيها بعد أن طبع قبلة على عنقها قائلًا:-
-بحبك جد أي…
أنفجرت ضاحكة عليه وهى تحاول الفرار ن قبضة يديه لكن سرعان ما سكنت هادئة كأن قبلاته الدافئة كالسحر الذي ألقي عليها ……..
_________________________
نظر “مصطفي” إلى الورقة التى حصل عليها من موظف الشركة بصدمة ألجمته مما يراه وقال:-
-ربنا يستر على اللى جاي…. عيسي بيه ميهفوتهاش المرة دى، دى نار وهتحرج البلد كلتها ……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كبرياء صعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى