روايات

رواية كبرياء صعيدي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نور زيزو

رواية كبرياء صعيدي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نور زيزو

رواية كبرياء صعيدي الجزء الرابع والعشرون

رواية كبرياء صعيدي البارت الرابع والعشرون

كبرياء صعيدي
كبرياء صعيدي

رواية كبرياء صعيدي الحلقة الرابعة والعشرون

بعنــــــــــوان ” للقلب دقات مُختلفة ”
فى الصباح اليوم التالي، أخترقت أشعة الشمس نافذة الغرفة المُطلة بزواياها على الحديقة والهواء الطليق يخترقها، فركت “عطر” عينيها بتعب مُنزعجة من ضوء الشمس الذى يقظها من نومتها فى العاشرة صباحًا، ألتفت بجسدها فى الفراش مُتذمرة على هذا الضوء حتى سمع صوت أغلاق الستائر تجحب الضوء وثواني معدودة وشعرت بقبلته الدافئة على شعرها ودفء جسده خلفها، همس فى أذنيه بخفوت:-
_ أنا طالع يا حبيبي، لما تصحى كلمينى
أومأت إليه بنعم ليغادر “عيسي” الفراش وتوجه إلى باب الغرفة مُستعدًا لبدء يوم عمل طويل لكن أستوقفته “عطر” بنبرة صوتها الخافت تقول:-
_ عيسي لو قابلت حِنة تحت أبعتهالي
_ حاضر يا حبيبتى
قالها بهدوء مُغادرٍ الغرفة، ترجل للأسفل ووجد “هدى” جالسة على السفرة تتناول الإفطار مع “مصطفى” فأقترب “عيسي” منهما ليسمع جزءٍ من حديثهما ووالدته تقول:-
_ معلش يا ولدى تعالى على نفسك شوية وحاول تخرجها توديها فى أى مكان تفك عن نفسها شوية بدل حسبة الأوضة دى، أنا خايفة عليها جوى
أومأ “مصطفى” لها بنعم، قبل “عيسي” رأس والدته وهو يقول:-
_ صباح الخير يا أمي
_ صباحك رضا وهنا يا حبيب جلب أمك، أجعد أفطر ويانا
قالتها بسعادة وهى تربت على يده بحُب، جلس على مقعده وحدق بوجه “مصطفى” ليشير له بلا ففهم “عيسي” أن “مصطفى” لم يُحدثها فى موضوع العمل بالشركة ليقول بجدية:-
_ دهب!! يا دهب
جاءته الفتاة بتعجل من سماع صوته القوي فقال بحدة:-
_ أطلعى جولى يا ستك فيروزة أنى عاوزها
رمقته والدته بحيرة من رغبته فى الحديث معها مُنذ زواجها وحادثة حفل الزفاف، دقائق معدودة وترجلت “فيروزة” خلف “ذهب” فنظر “عيسي” إليها مُندهشٍ من حال أخته وتحدث بتلعثم:-
_ وااو مالك خسيتى النص أكدة ليه؟ كل دا على واحد خسيس زى عامر
تنحنحت “فيروزة” بهدوء تكبح ألمها أكثر بينما هو يزيد من جرحها بضغط حديثه على قلبها المُنهك من الوجع لتقول:-
_ أكيد مش منزلني من فوج أكدة عشان تتكلم على خسيس ولا لا
_ صُح، أجعدي عاوزك فى حاجة
قالها بضيق بينما يعتدل فى مقعده ليتناول فطاره، جلست “فيروزة” بجوار والدتها بفضول عما يُريد رغم كونها باهتة وحزينة لكن قلبها ما زال عالقًا فى بئر وجعه، رمقها “عيسي” قبل أن يتحدث بوجه جاد وقلبه يتألم لرؤية أختها بهذه الحال وتشبثها برجل تخلى عنها، تحدث بنبرة قوية:-
_ أسمعى يا فيروزة، أنتِ كنتي فتحتي موضوع الشغل وجت ما أتخرجتي وأنا رفضت
نظرت “فيروزة” له بدهشة من حديثه عن العمل ليتابع حديثه بنبروة قوية:-
_ أنا موافج تنزلى تشتغلي فى الشركة ويانا، شوفي لو تحبي أخلى مصطفى يشوفلك وظيفة مستريحة
_ كنت عاوزة أشتغل يا عيسي ودلوجت معاوزاش حاجة
قالتها بنبرة واهنة وعينيها مطفأة وباهتة بعد أن أصاب بشرتها الأصفرار ثم وقفت من مقعدها وغادرت من أمامهم، حدق “مصطفى” بها ثم غادر هو الآخر المكان فتأفف “عيسي” وقال بهدوء:-
_ أمي عجلى بنتك، مصطفى فى الأول وفى الأخر راجل وهى مرته وميصحش أكدة وأنا لو مكانه مهسكتش كتير … عن أذنك
أتجه إلى باب السرايا كي يُغادر للعمل فصعد إلى سيارته وأنطلق “عبدالجواد” معه وبصحبته “مصطفى” الذى بدأ يتحدث بنبرة قوية:-
_ لحد دلوجت الحج ناجي مأخدتش خطوة، تفتكر كان عنده علم باللى بيحصل من البداية
صمت “عيسي” قليلًا يفكر فى الحديث ثم قال:-
_ خلى عينيك عليه بس معاوزش أتحرك فى كل الإتجاهات مرة واحدة عشان مغلطش، خلينا دلوجت فى عامر وبعدها نوفج بجى لعمى ومرته وبلاويهم
أومأ إليه بنعم وأوصله إلى الشركة بينما ذهب “مصطفى” إلى التجار يستلم منهم الشيكات حتى رن الهاتف يقاطع عمله الشاق باسم “فيروزة” مما أدهشه اتصالها الآن فخرج من وكالة الفاكهة ليقف أمامها ثم وضع الهاتف على أذنه يقول:-
_ ألو
_ مصطفى، كنت عاوزة منك خدمة كدة
قالتها “فيروزة” بصوت مبحوح هادئ فهز “مصطفى” رأسه بنعم ولسانه يتفوه بالحديث:-
-عيني ليكي يا أنسة فيروزة
ضحكت هذه المرة من قلبها حقًا بعفوية جعلت قهقهتها تسلل إلى قلبه الهادئ تشعل به فتلة الإعجاب مُتمتمة بعفويتها وسط ضحكاتها القوية:-
-برضو أنسة فيروزة!! أنت مش مصدج نفسك يا مصطفى ولا أي
تنحنح بهدوء ثم جمع شجاعته ليُحدثها بما لا يقوى على البوح به أمام عينيها يقول:-
-عايزة الصراحة ممصدجش حالى فعلًا، ممصدجش أن مصطفى اللى شغال عندكم أتجوز الأميرة، الأميرة اللى ميجرأش أكبر شنب فى البلد يرفع عينيه فيها ويتمنى نظرة واحدة منها، لا مجادرش أستوعب أن ست البنات اللى حفى وراها رجالة البلد كلتها بجت مرتي أنا وبعد ما كنت بخدم على طلباتها وأنفذ أوامرها بجيت أنا الوحيدة اللى ليا كلمة عليها، مش جادر أتخيل أن جوهرة البلد كلتها بجيت ملكي أنا وحدي
توقفت “فيروزة” عن الضحك تسمع كلماته مُندهشة من جمال حديثه ووصف لها بأميرة ونظرت إلى “عطر” التى تجلس جوارها على الأريكة تستمع للمكالمة، أبتلعت لعابها بلطف وقالت:-
-كنت محتاجة كام كتاب أكدة، ينفع تجبهملى وأنت جاى عشان مش جادرة أخرج خالص الفترة دى
أومأ إليها بنعم وقال:-
-طبعًا، جوليلى أساميهم أيه ويكونوا عندك النهار دا
_ شكرًا يا مصطفى، هبعتهم لك على الواتس
أغلقت الخط معه ونظرت إلى “عطر” مُندهشة فقالت “عطر” بهدوء:-
-شوفتي الموضوع بسيط أزاى، سمعتي بودنك بقى أنتِ أيه يا فيروزة، أنتِ جوهرة وست بنات البلد دى وأنا لو مكانك هدوس على قلبي دا وأبنى حياتى مع مصطفى عشان بس أقهر عامر وأعرفه أنه خسر جوهرة زى ما مصطفى قال
تنهدت “فيروزة” بهدوء مقتنعة حديث “عطر” هذه المرة، ربتت “عطر” على يدها بلطف وقالت:-
-يلا أدخلى على النت وشوفى كام كتاب كدة وأبعتهم له، ولا أقولك والله فكرة أدخلى دورى على كُتب للتعافى من العلاقات المؤذية والسامة وخلى مصطفى يجبهم لك وهو جاى
-جرا أي يا عطر أنا سمعت كلامك لما جولتى كلميه عشان تشكريه على اللى عمله أمبارح
قالتها “فيروزة” بتذمر من “عطر” التى تسعى لفتح أبواب قلبها إلى “مصطفى” وبناء علاقة قوية بينهما، ضربتها “عطر” بقوة على قدمها بغيظ من عناد “فيروزة” التى تشبه أخاها جدًا وقالت بجدية ولهجة غليظة:-
-أسمعى الكلام أمال، وبعدين أنا مسمعتش ولا كلمة يعنى فيها شكرًا ولا تسلم أيدك على الأكل، يلا بلاش دلع بنات أبعتي لجوزك زى ما فهمتك
كادت “فيروزة” أن تعترض على الحديث لترفع “عطر” حاجبها بتهديد واضح وأتسعت عينيها بنظرة ثاقبة حادة مما أربك “فيروزة” ونفذت ما طلبته “عطر”، تبسمت “عطر” بسعادة من نجاح أول خطوة فى خطتها ثم وقفت من فوق الأريكة تقول:-
-يلا قومي كدة حركي نفسك وأعملينا شوية فشار وكوبايتين عصير عشان نتفرج على فيلم، وأنا هروح أغير هدومي دى
هزت “فيروزة” رأسها بنعم ثم نزلت للطابق الأول ودلفت إلى المطبخ تصنع الفشار ويتردد فى أذنها حديث “مصطفى” عنها، هى الفتاة التى تمناها رجال البلد جميعهم وسعوا جاهدين للحصول على موافقتها من الزواج لكن بسذاجتها تعلقت بأسوءهم والوحيد بينهم مُنعدم الرجولة، ظلت تفكر فى كل شيء شاردة الذهن ليقاطعهم صوت “ذهب” تقول بهلع:-
-عنك يا ست فيروزة …
نظرت “فيروزة” للبوتاجاز ورأت الفشار أحترقت منها فدمعت عينيها من الحزن لتربت “ذهب” على كتفها بلطف وقالت بنبرة خافتة:-
-متزعليش نفسك، أنا هعملك غيره والله يا ست البنات، ممستاهلش دموعك دى
-ربنا يخليك يا دهب، أنتِ طيبة جوى
قالتها بلطف مع بسمة خافتة ووقفت بجوار “ذهب” التى بدأت تعد الفشار لها ففتحت “فيروزة” هاتفها وهى تجلس على المقعد على السفرة الصغيرة الموجودة داخل المطبخ وبحثت بالفعل عن كُتب كثير للتعافي من العلاقات وكيفية التخطي ثم أرسلتهم “مصطفى”، أتاها صوت “ذهب” من خلفها تقول:-
-وجلب
ألتفت “فيروزة” بدهشة من كلمتها ثم قالت بذهول:-
-نعم!!
جلست “ذهب” بجوارها وبدأت وصلة حديثها المبالغ تقول:-
-أيوة أبعتي وياهم جلب، البنات اليومين دول بيعملوا أكدة حطي جلوب جلوب كتير جوى ، أنتِ متعرفيش البنات التانيين بيبعتوله أي؟
أتسعت عيني “فيروزة” مُندهشة ثم أبتلعت لعابها وهى تضع خصلات شعرها خلف أذنها بقلق طرق باب عقلها بهذه اللحظة فتمتمت بحرج:-
-لا، مصطفى ميعملش كدة… أستني يا دهب هو ممكن يكون عنده بنات ؟
-طبعًا مش راجل كيف بجية الرجالة، وسي مصطفى مش أى حد دا كيف الجمر وطلته أكدة ترد الروح ، دا البنات بتشوفه فى السوج معدي بعربيته بيغمي عليهم
أجابتها “ذهب” بجدية مما أدهش “فيروزة” وهذه الفتاة تخبرها أن الرجل الذى ترفضه رفض قاطع تتمناه الفتيات وربما يسرقوا منها، أغتاظت “فيروزة” بشدة من حديثها فضربت الطاولة بيديها غاضبة وتصرخ بـخادمتها قائلة:-
-جومي يا دهب، جومي من خلجتي لأرتكب فيكي جناية دلوجت وأطلع كل اللى جوايا فيك، ولا أجولك أنا اللى جايمة ومهملكي لحالك
غادرت المطبخ فتبسمت “ذهب” بسعادة وأنتصار ثم اخذت كوب من الشاى الأخضر وصعدت إلى غرفة “هدى” تقدم لها الشاى وقالت بسعادة:-
-عملت كيف ما جولتي يا ستي، مهملتهاش ألا وهى بتصوت فيا
أخذت”هدى” كوب الشاى فى يديها وتبسمت من حديث “ذهب” بسعادة تغمرها ثم قالت بحماس:-
-جدعة يا بت يا دهب، تربيتي.. ، عاوزكي كل ما تشوفيها تدوسي أكتر ولما تطلعي السوج ترجعي تألفي عليها أى حوار أن واحدة سألتك عنه متجوز ولا لا، واحد جايبله عروسة، عاوزة تعرف جيمة الراجل اللى وياها وتفكر كيف تحاجي عليه لواحدة تانية تلهفه منها
تبسمت “ذهب” وهى تضع البخور فى المبخرة ثم قالت بحماس:-
-متجلجيش يا ستي هدى، أنا وراها وأنتِ خابراني زين بموت فى الرغي
-هتجوليلى، خابرة عشان أكدة طلبت منك الطلب دا
قالتها “هدى” بسعادة وهى تقدم مبلغ من المال إلى “ذهب” فتبسمت الثانية بسعادة تغمرها وغادرت الغرفة…
__________________________________________
فى منزل “خضرة”
دلفت “خيرية” إلى غرفة أخاها “خالد” لتراه حزين مهمومًا على فراشه بعد موت “رؤية” كأنه كُسر أو سبلت الروح منه، يدخن بشراسةٍ مُنهكٍ فسألته بنبرة خافتة:-
-خالد، ما لك يا حبيب خيتك؟
-مفيش
قالها بنبرة باردة فتمتمت بهدوء قائلة:-
-طب متعرفش نصر فين؟ مختفي من ساعة ما طلعتوا من المحكمة وأنا محتاجاه ضروري
نظر إلى أخته مُندهشًا من تغيب أخاه و”نصر” الوحيد الذى لم يختفي يومًا أو بقى خارج المنزل لليالي ، لطالمًا كان مُنضبطًا لينافس “عيسي” فى صلاح الحال حتى أنه لم يترك فرضًا من صلواته، تحدث بتلعثم شديد:-
-نصر مُختفي، أول مرة يعملها؟
ضربت كفيها ببعضهما وقالت بحيرة:-
-ودا اللى جلجني عليه، مش من عوايده يبات برا البيت وبكلمه مبيردش وشوية وتليفونه يتجفل، جلبي بدأ يجلج عليه
تنهد بضيق من فراق “رؤية” وهو لم يقوى على البوح للجميع أن زوجته توفيت ويكبح حزنه وتعاسته بقلبه وحده، هز رأسه بنعم يقول بحيرة:-
-حاضر هبجى أدور عليه عند أصحابه
_ اللهى يستر يا خالد دنيا وأخرة
قالتها بجدية ثم غادرت ليضحك بسخرية من أخته التى لم تبالى بحاله ولم تسأل عن حالته وحزن قلبه وتهتم فقط بـ “نصر” ….
_____________________________________
ترجلت “عطر” الدرج وهى تُحدثه فى الهاتف بنبرة دافئة قائلة:-
-وأنت كمان وحشتني يا حبيبي، هترجع أمتى؟
-وحشتك جوى يعنى
أومأت إليه بنعم وتابعت الحديث بنبرة هامسة خجلًا من أن يسمعها أحد:-
-أوى يا عيسي أنا ….
شهقت “عطر” بدهشة حين سحبها من ذراعها للخلف، نظرت إليه مذهولة من تصرف زوجها الذي يترأس عائلة كاملة ويسحبها لأسفل السُلم كالمراهق، رمقته بعيني واسعة وفمها يتحدث بجدية بعد أن شعرت بيديه تحيط بخصرها قائلة:-
_ جرا أي يا عيسي ما لك؟ قالب على عيل صغير كدة ليه؟
أخذ خطوة واحدة نحوها بعينيه الهائمة ببحر عينيها الزرقاء ونبضات قلبه تتسارع بجنون كأنه داخل سباق ويهرع حتى يفوز بقلبها الصغير رغم علمه إن هذا القلب الذى يصبو إليه عاشقٍ له، أبتلعت لعابها خجلًا من تصرفاته كمراهق رغم سنه وهيبته الذي يخشاها الجميع لكن أمامها الآن هذا الأسد غارقًا بعشقها، رفعت يديها حين أقترب تضعهما على صدره تقاوم قُربه أكثر مُتمتمة بنبرة خافتة يكاد يسمعها:-
_ أعقل يا عيسي مش كدة، حد يشوفني ..
أنتفض جسدها برجفة العشق حين لمس عينيها بسبابته يداعب رموشها الناعمة كأنه يسلبها ما تبقي من وعيها أمامه ويغرقها فى بئر عشقهما، دون أن يستمع لحديثها، تبسم على نعومتها ورقة قلبها فهمس بها:-
_ أتوحشتك يا عطري
رفعت رموشها للأعلى مع نظرها به وتشعر بيديه تتسلل من عينيها إلى صدره يجذب يديها التى تقاومه لتتشبث به أكثر مانعة إياه بقولها الحادة:-
_ وبعدين معاك يا عيسي، يلا روح شوف وراك أى وسيبني أخلص أنا كمان اللى ورايا، بلاش شغل مراهقين وأعقل كدة دا أنت هتبقى أب
لم يقوى على ترويض بريته الجميلة رغم عشقه فهندم عباءته مُتذمرًا على حدته معه وألتف كي يغادر من أمامها لكن استوقفه يدها تمسك كُم عباءته ودُهش حين وضعت قبلة على وجنته بلطف ببسمة خافتة وقالت بدلال:-
_ متتأخرش بليل
تنحنح بأرتباك مُبتسم على نيل قبلة منها فأقترب أكثر منها بسعادة تغمره ليوقفه هذه المرة صوت أخته من الخلف تقول:-
_ دا مبجاش بير سلم سرايا….
خجلت “عطر” من كلمتها بينما غادر “عيسي” مُحرجًا من أخته ووجنتيه توردت وعينيه تتجول هنا وهناك مُتحاشيًا النظر إلى أخته فضحكت “عطر” عليه أكثر لتُحدث “فيروزة” قبل أن يخرج من باب السرايا هاتفة:-
_ مش أكدة يا كبير ناسك
لم يبالى لكلمتها وغادر فأقتربت “عطر” منها بلطف بوجنتها المتوردة خجلًا ثم قالت بمرح:-
-حد يخش على حد كدة
-يا أختى وأنا كنت دخلت، أبجى جوليله يتحشم دا كبير العيلة، عيب يجف أكدة فى بير السلم
قالتها “فيروزة” بغيظ شديد مما أضحك “عطر” عليها ثم قالت بلطف:-
-والله أنتِ دمك خفيف، جوليلى بجي عملتى أي النهار دا
-ولا حاجة
قالتها “فيروزة” ببرود شديد لتضربها “عطر” على ظهرها بغيظ يقتلها من برود هذه الفتاة لتقول:-
-مبتفهميش وهتفضلى كدة دبشة، وهتيجي واحدة تانية تسرقه منك وتقف معاه فى بير السلم تغنيله أنا بحبك يا مصطفى …كتك نيلة، أمشي من وشي
تركتها “عطر” وخرجت إلى الحديقة لتبتلع “فيروزة” لعابها بحرج من حديثها، ظلت واقفة محلها تفكر فى حديث “عطر” حتى قاطعها صوت خطواته على الدرج فألتفت وكان “مصطفى” مُستعد للخروج فتحدثت بغضب قائلة:-
-مصطفى
التف إليها وحدق بها كانت تقف أمامه مُرتدية بيجامتها الخضراء وترفع شعرها على شكل ذيل حصان لتقول بهدوء:-
-أنا عايزة أخرج أشتريت حاجات
-طيب روحي كيف ما تحبي
قالها بهدوء لتتحدث بنبرة قوية غليظة، مُستشاطة غيظًا من بروده وموافقته على كل شيء قائلة:-
-أنا مبأخدش أذنك، انا بسألك هتوصلنى زى المعتاد ولا أخد حد من الرجالة
تنحنح بهدوء شديد ثم قال مُتنهدًا بشجن:-
-عينيا ليكي يا أنسة فيروزة
أغمضت عينيها غاضبة من كلمته المعتادة وهو لا يقوى على نطق اسمها كالبقية، صعدت الدرج للأعلى كى تبدل ملابسها …….
______________________________________
فى منزل “حامد”، كان جالسًا مع “خضرة” يتحدثان بهمس شديد فقال بجدية:-
-البضاعة هتوصل بليل وكيف ما أتفجنا هنسلمها وراء الجبل بعيد عن العين
تبسمت “خضرة” بسعادة والآن ستجني الكثير من الملايين وستصبح أغنى من “ناجى” فقالت بحماس:-
-أتفجنا على ميعادنا وأنا كيف ما جولتلك نصيبي أنا اللى هشيله ومالكش صالح به أخزنه كيف ما أحب وأبيع كيف ما أحب
-على راحتك أنا همي عليكي، دى شيالة كبيرة جوى
قالها “حامد” بتوعية لفكرها وهى ترى تجارة الأثار سهلة ويمكنها السير بسيارتها وبداخلها أثار وسط البلد، تحدثت “خضرة” بنبرة جادة قائلة:-
-لا متشلش همي، أنا ست ومحدش واصل هيشك فيا وخصوصًا أنها أول مرة يعنى الحكومة مش بتشمشم ورايا كيف ولا أسمى عندهم
أومأ إليها بنعم فوقفت لكى تغادر بسعادة تغمرها مُنتظرة هذه اللحظة بشدة، قالت بنبرة هادئة:-
_ أشوفك بليل يا جوز بنتي
غادرت الفيلا دون أن تنتبه إلى “كارما” التى تختبي خلف الدرج بعد أن سمعت الحديث الذي دار بينهما وشردت فى الفكر وهى تستمع إلى “حامد” الذى تحدث مع “عز” قائلًا:-
_ خضرة هتروح وياكم فى التسليم وتديها نصيبها، وبتوعنا طبعًا عارف هيروحوا فين؟ وأنا هروح أسهر برا وجتها مع خديجة عشان محدش يشك فيا
تبسمت “كارما” بمكر وقد فكرت فى الإنتقام من “خديجة” بطريقة خبيثة عن طريق الإبلاغ عن والدتها بعد أن تأكدت من عدم ذهاب والدها……..
______________________________________
جمعت “سكينة” أغراضها فى الحقيبة وتسللت من منزلها ليلٍ خوفٍ أن يراها أحد أو يترصدها رجالة “عيسي” وأخذت أول سيارة قابلتها إلى محطة القطار….
وقفت “فيروزة” فى محل الأحذية حائرة ماذا تختار؟ و”مصطفى” يقف فى الخارج ينتظرها بملل فجاءت فتاة إليه تُحدثه و”فيروزة” ترمقهما من الداخل بغضب سافر لتترك الحذاء وخرجت لهما تقول بنبرة حادة:-
-مصطفى
ألتف إليها مُندهشًا من نبرتها العالية فأقتربت لتقف جواره وترفع حاجبها للأعلى بغرور قاتل ترمق الفتاة من الرأس لأخمص القدم فقال “مصطفى” بهدوء:-
-أجبلك حاجة يا أنسة فيروزة
ضغطت على قدمه بغيظ شديد من كلمته بحذاءها ذى الكعب العالي مما أدهشه وكبح ألمه بينما يقول:-
-فيروزة مرتي
-اه أهلا وسهلا يا مدام…
قاطعهم صوت رنين هاتف “مصطفى” فأجاب بتعجل حين رأى اسم المتصل وقال:-
-ايوة
-الست سكينة خرجت من دارها ومعاها شنطة سفر وفى طريقها لمحطة القطار
قالها الرجل عقد “مصطفى” حاجبيه بسعادة ممزوجة بالغضب القاتل وقد حدث ما أنتظره لأسبوعين كاملين مُنذ أن تزوجها حتى يقبض على هذا الخائن الذى غدر بقلبها وبسبب لأول مرة يرأى “مصطفى” دموعها، تحدث بنبرة قوية:-
-وراها، إياك عينيك تغيب عنها، تتصرف وتركب القطار معاها فاهم ، شوفها هتوصل فين وتبلغني ولو لمحت عامر تعرفني؟
نظرت “فيروزة” له بصدمة لجمت عقلها وأشعلت نيران قلبها التى أحترقته من ذكر أسمه، أوقفته قبل أن يصعد بسيارته وقالت:-
-مصطفى
نظر إليها بهدوء لتتابع الحديث بنبرة خافتة وعينيه تترجاه بأستماتة:-
-خدني معاك
نظر لها كثيرًا ولا يملك جواب يرضيها ويرضيه فى آن واحد لتقول “فيروزة” بنبرة واهنة وقد تجمعت الدموع فى عينيها من الألم:-
-أرجوك
أبتلع لعابه بحيرة ورؤية دموعها تمزقه لطالما تساءل عقله هذا الوغد يستحق دموعها هذه؟ أومأ إليها بنعم ثم فتح باب سيارته ليأخذها معه خائفًا من هذه اللقاء الذي سيجمعهما معًا وكيف ستقابله؟ وربما تكون عائقًا فى انتقام “مصطفى” به ………….
____________________________________________
أستيقظ “عيسي” فجرًا على صوت صراخ “عطر” القوي جواره، فتح الضوء وهو يرمقها بذعر ويقول:-
-ما لك يا عطر؟
لم تتوقف عن الصراخ وهى تضع يديها على بطنها بألم شديد وتكاد تتمكن من التنفس من شدة الألم الذى أصابها، أتكأت بيدها اليمنى على ذراعه من الألم وتقول:-
-ألحقنى يا عيسي… اااااااه …. أنا حاسة البيبي بيخرج
أتسعت عينيه من هول الصدمة وإحساسها بخروج طفلها وهى فى شهرها الخامس، خرج من الغرفة مُسرعًا ينادي على والدته و”حنة” فسمع صرخة قوية منها من الغرفة، أيقظت صرختها الجميع بفزع من منامهم …………..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كبرياء صعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى