رواية كبرياء صعيدي الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور زيزو
رواية كبرياء صعيدي الجزء الخامس عشر
رواية كبرياء صعيدي البارت الخامس عشر
رواية كبرياء صعيدي الحلقة الخامسة عشر
كبرياء صعيدي
الفصل الخـامـس عشر (15) بعنــــــــــوان ” ثقبًا بالقلب”
فتحت “عطر” عينيها بتعب لتجد “حِنة” بجوارها وتمنعت النظر للغرفة فأدركت أنها ما زالت بهذه الشقة، تلهفت “حِنة” لرؤيتها وقالت بذعر:-
-حمد الله على سلامتك يا عطر، خوفتني عليكي
تذكرت سقوطها عن الدرج ففزعت مرعوبة على طفلها ان يكن أصابها شيء فقالت:-
-ابني..
ربتت “حِنة” على ذراعها تهدأ من روعتها وقالت بنبرة هادئة:-
-أهدئي يا عطر أنتِ كويسة، عيسي قالي أنه لحقك على السلم قبل ما تقعي الحمد لله ربنا ستر
سمعت أسمه لتتذكر ما حدث وضربه لها وأتهامها بالخيانة،ى ترجلت من الفراش غاضبة وهى تتحدث بأستياء مُشمئزة من ذكر أسمه وقالت:-
-عيسي، والله كتر خيره بعد كل اللى عمله
وقفت “حِنة” من مكانها بهدوء خصيصًا بعد أن أخبرها “عيسي” أن زوجته تخونه فقالت بهدوء شديد:-
-أهدئي يا عطر وكل مشكلة وليها حل، أنا ممكن أعمل زى أى أم فى الدنيا وأقولك لازم تتطلقي دا واحد بيتكلم فى شرفك ورفع أيده عليكي لكن أنا عايزة أسمع منك يا عطر ، ايه اللى يخلي عيسي يشك فيكي بالشكل دا ويرفض رفض قاطع انه يقبل الحمل ويكون بيتكلم بالثقة دى أن الطفل دا مش أبنه
جلست “عطر” على حافة الفراش بضيق وهى تفكر فيما حدث لتقول بهدوء شديد:-
-معرفش دا كان كويس وبيقولي بحبك وخرجني يفسحنى، دا كان بيجبلي الحاجة قبل ما أطلبها يا حنة معرفش أي اللى قلبه فجأة كدة، دا كأنه كان واحد تانية، أنتِ أتسرعتي يا حِنة أنا قولتلك بلاش تقوليله على الحمل وسيبيني أنا أقوله
أندهشت “حِنة” من حديثها كأنها صعقتها بالكهرباء فقالت بتلعثم:-
-أنا مقولتلوش حاجة
أتسعت عيني “عطر” على مصراعيها من هول الصدمة التى حلت بها وتذكرت ما حدث أمس وقالت بثقة:-
-عيسي كان عارف أنى حامل ، دا هو اللى قالي أنتِ حامل ؟ أنا قولت أنك قولتله
هزت “حِنة” كتفيها بلا مبالاة وقالت بهدوء:-
-محصلش يا عطر ، محصلش
تعجبت “عطر” مما يحدث وكيف علم “عيسي” بخبر حملها أذن، تركتها “حِنة” تفكر وحدها وخرجت إلى الخارج تعد لها بضع من الطعام لأجل صحتها، راته جالسًا على الأريكة ورائحة المكان معبأة بالسجائر التي ينفث دخانها وكأنه يحرق غضبه مع حرق هذه السجائر، تركت الطعام على السفرة وذهبت نحوه، جلست أمامه ليرمقها “عيسي” بعيني ثاقبة ثم قال:-
-جولى
تنحنحت “حِنة” محاولة كبح غضبها مما فعله بـ “عطر” ثم قالت بجدية صارمة:-
-سؤال واحد شاغل بالي، أنت عرفت منين أن عطر حامل؟ محدش يعرف بحملها غيري وأنا مقولكش
تنهد بهدوء ينفث دخان سيجارته ببرود ثم فتح هاتفه وأعطاه إلى “حِنة” مما أدهشها رد فعله وأخذت الهاتف بفضول ممزوج بالأستغراب لهذا الرد لتُصدم عندما رأت محادثة من رقم مجهول على لسان رجل وبدأت المحادثة بكلمة تقتل أى رجل محله
-عطر بتخونك
رفعت رأسها إلى “عيسي” بصدمة ألجمتها ليقول ببرود شديد وهو يعود بظهره للخلف بأسترخاء:-
-كملي مصدومة ليه؟
نظرت إلى الهاتف ليتذكر “عيسي” حين وصل للمنزل معها ودلف إلى الغرفة وحده ، أخرج من عباءته علبة قلادة أشتراها لها خلسًا دون أن تراها وتبسم بعفوية وأوشك على الخروج من الغرفة لكن أوقفه صوت الهاتف يعلن عن أستلام رسالة فتحه ليُصدم بهذا الحديث، وتابع الرجل ارسال رسائله الخبيثة وخصيصًا أنه أرفق صورة للتحليل باسمها، تنفس “عيسي” بهدوء ليهدأ من روعته ويحاول أن يفهم الموقف وعقله لا يستوعب هذا الحديث وقلبه واثقًا بمحبوبته المدللة وأنها لن ترتبك أمر كهذا، نظر إلى الوقت والتاريخ المحدد بالصورة وبدأ يبحث فى كل مكان حوله من الأدراج والحقائب ليُصدم عندما وجد تحليلها فى حقيبتها وكان بنفس التوقيت واليوم ونفس المعمل، الصورة التى جاءته هى نفسها التى بين يديه الآن، شعر بقلبه يتمزق لإشلاء بداخله وكأن “عطر” طعنته بخنجر مسموم فى قلبه أوقفه عن النبض، جلس على الفراش ووضع رأسه بين يديه مخذولًا ومكسورًا لا يعلم سبب فعلتها لذلك وهو قدم لها كل شيء، يفكر كيف يواجهها الآن؟ ليقاطعه صوت هاتفه يستلم رسالة جديدة كانت تحمل النهاية بين طياتها بكلماتها البسيطة (أنا مش هتنازل عن ابني اللى هيتكتب باسمك)
خرج من الغرفة كالمجنون ليقتلها وقلبه قد توقف عن النبض لكنه توقف لوهلة فى البهو خائفًا من رد فعله عليها وإذا رآها الآن سيقتلها حتمًا وقف فى الشرفة حتى جاءته بصوتها الدافئة تزيد من ناره ….
رفعت “حِنة” نظرها عن الهاتف وقالت:-
-لا، مستحيل دا كدب
تحدث “عيسي” بسخرية وإنكسار قائلًا:-
-أنا كمان جولت كدب وعطر متعملش فيا أكدة لحد ما لاجيت التحليل فى شنطتها بنفسي
أخرج ورقة مطوية من جيبه وألقي بها فى وجه “حِنة” بأشمئزاز ووقف يقول بحدة:-
-ياريت عرفتي تربيها صوح وتعرفيها قيمة الخمار اللى لابساه وربنا اللى بتصلي وتدعيه كنتِ علميها تخاف من ربنا .. أنا هطلجها و…..
وقفت “حِنة” بهلع من مكانها وتشبثت بيد “عيسي” بترجي وقالت بأنهيار وبدأت تبكي:-
-بالله عليك يا عيسي تسمعها الأول، عطر مستحيل تعمل كدة أعقلها كدة بعقلك ، دى واحدة حامل فى شهرين ومن شهرين كانت فى البلد هتخون أمتي ؟
ضحك بسخرية من حديث “حِنة” وقال بهدوء:-
-أيوووة صح كانت فى البلد بس بالله عليكي لما تيجي تداري عليها تفكري زين ، ولا نسيتي أن عطر سابت البلد فى الصباحية
خرجت “عطر” من الداخل غاضبة بعد أن سمعت حديثه كاملًا مع “حِنة” ودموعها تسيل على وجنتيها ووجهها أحمر كاللهب من البكاء وقالت بعناد صارخة بيه:-
-قطع لسانك أنا أشرف من بلدك كلها ومش محتاجة حد يداري عليا
كز على أسنانه بانفعال من جراءتها وعنادها رغم هذه الكارثة التى حلت بها فقال بعناد هو الأخر:-
-أتكلم زين ويايا ولا البجاحة وقلة الحياء جمدوا جلبك، ورحم أبويا لو مظبطي حالك ويايا يا عطر لأجتلك وأسجي البلد كلتها من دمك وأجولهم أنا غسلت عاري بيدي
أقتربت منه غاضبة وأسرعت “حِنة” نمسكها من يديها لتهدأ من روعتها وهى تقول:-
-بالله عليكم دا مش أسلوب نقاش
رفعت “عطر” رأسها بوجهها بشجاعة دون خجل وقالت بحدة:-
-دى مش بجاحة دى قوة ، عشان أنا عارفة نفسي وصاحبة حق ومظلومة ومصير ربنا يظهر الحق فى يوم بس ورب الكون اللى خلقني وخلقك يا عيسي ورحم أبوك اللى حلفت بيه وأمي اللى موعتش عليها ليجي يوم وتركع عند رجلي وتتمني أنى أغفر ضربك ليا وأنسي كل كلمة وجعتني بيها ويومها مش هتلاقي مني غير القسوة والذل والكسرة اللى أنت أديتهملي دلوقت ، لأن الحق لازم يبني أنا طول الوقت بقول أنا ماليش ضهر بس ليا رب أسمه كريم وعادل ومبيرضاش بالظلم أبدًا وأنت ظلمت وأستقويت عليا وعمري ما هسامحك…. غور
أنهارت فى البكاء أمامه وبدأت تضربه فى صدره وتتدفعه بعيدًا وهى تصرخ قائلة:-
-غور … غور من وشي مش عايزة أشوف وشك تاني ، أنا بكرهك … أمشي يا زبالة ورحمة أمي لأدفعك الثمن غالي يا عيسي
رفع يده ليصفعها من جديد قائلًا:-
-أنا زبالة يا زبالة…..
لم يقوي على صفعها رغم كل شيء فعلته، تشنجت يده فى الأعلى وعينيه تحدق بوجهها، نظرت لعينيه بعينيها الباكية ودموعها تزداد بين جفونها وتصرخ هذه العيون من الألم وتترجاه ألا يفعل ويصفعها من جديد، شعر لوهلة بفراغ فى عقله لا يعلم كيف يعقل هذا الأمر وإذا كانت بريئة كيف حصل هذا المجهول على تحليل حملها ذاته؟ وإذا كانت خائنة كيف عينيه تلتهب من الألم ونظرة الإنكسار هذه؟ أنزل يده غاضبًا من عجزه أمامها أكثر وكأنه ضعيفًا ليمسك ذراعها بقوة وجذبها إليه وعينيه حادقة بها بغضب سافر ثم قال:-
-أنا هوريكي الزبالة دى هيعمل أي؟ ومين اللى هيدفع التمن يا عطر
دفعها نحو “حِنة” بقوة لترتطم بجسدها فتشبثت بها بأحكام مصدومة مما دار بينهما وكلا منهما يجرح فى الأخر، قال بغضب سافر:-
-خليها تلبس عشان نعاود الصعيد مهتجعدش أهنا دجيجة واحدة تانية
أرتجفت بفزع والغيظ يأكلها من الداخل لتقول بتذمر:-
-أنا مش هسيب الجامعة دى أخر فرصة ليه أنا بقالى سنتين فى تانية والثالثة هأخد فصل نهائي أرحموني بقي
أقترب أكثر يُثير غيظها وأستفزازها أكثر ليقول بتهديد:-
-هتعاودي الصعيد يا عطر، عشان طولة لسانك اللى عايز جصه دا وعشان تتعلم الأدب وتعرفي كيف تتكلمي وي جوزك
كادت أن تتحدث بغيظ أكبر لتضع “حِنة” يدها على فم “عطر” تمنعها من التعجل فى الحديث والتسرع الذي سيندم عليه الأثنين لتقول بضيق:-
-خلاص يا عيسي، خلاص
ذهب إلى الخارج لتنظر “عطر” إلى “حِنة” التى نصرته عليها فقالت:-
-أسمعي مني يا عطر، عيسي راجل وراجل صعيدي عارفة يعنى، يعنى أقل ما فيها لما يتقوله مراتك خاينة ويشك يدفنك حية، أهدئي كدة وفكري فيها مين اللى له مصلحة يخرب ما بينك وبين جوزك ، ما هو مش معقول حد يوقع ما بينكم بالطريقة دى ونقول صدفة؟ فكرى يا عطر لأن فى حد بيخرب عليكي وبيسرق جوزك وسعادتك منك؟ حد قهرته فرحتك وسعادتك مع عيسي ودلعه ليكي وقرر يسرقها بأزبل طريقة منك
نظرت “عطر” إليها وبدأت عقلها يفكر فيما حدث؟ تذكرت سعادتها وكيف كان شعورها بصحبتها أثناء تسكعها معه ومحاولاته فى فعل أى شيء لرؤية بسمتها، تذكرت كيف أعترفت بحبها له وطلبت مسامحته على قرار الأنفصال عنه؟ عناقه حين جاء إليها، ضمها بكل قواته كأنه أخر عناق بينهما، شعرت بحرارة العشق ولهيبه فى هذا العناق، جلست “عطر” على أقرب مقعد بتعب من التفكير لتقول بحيرة:-
-أنا مأذتش حد يا حِنة هنا عشان يفكر يأذيني كدة، عارفة لو كنت هناك كنت فكرت فى خديجة عشان بتحبه وأكيد عايزة تفرق بينا من الغيرة؟ أو أمها ما هي مش جديدة عليها؟ لكن هنا فى القاهرة مين بفكر يأذيني كدة… بعدين أى كأن اللى حصل ومين ؟ أنا لا يمكن أفضل على ذمته لازم يطلقني دا شك فيا وضربني، أنتِ مشوفتهوش وهو بيضربني يا حِنة أنا كنت هموت فى أيده
ربتت “حِنة” على ظهرها بلطف وإشفاق على حال هذه الفتاة لتقول:-
-معلش يا عطر، عيسي معذور أنا لسه بقولك دا راجل وناره حارقاه يا عطر حطي نفسك مكانه
صرخت بأنفعال شديد وهى تقف من مكانها من الغيظ:-
-وأنا مين يحط نفسه مكاني؟ أرحموني بقي
دلفت إلى غرفتها باكية بأنكسار وقلبها قد فتت لأشلاء ولا تقوي على الصمود أكثر، بطنها تؤلمها كأن هذا الطفل الذي لم يكبر بعد يشعر بحزن والدته….
____________________________
جلست “خديجة” بغرفتها باكية بأنهيار مُرتدية فستان أبيض اللون وعلى رأسها تاج فضي جميل ووضعت مساحيق التجميل، ربتت “خيرية” على ظهرها بحزن حادقة بها وأختها تبكي بأنهيار ودموعها لم تجف ولوثت وجهها الجميل فقالت بهدوء:-
-وبعدهالك يا خديجة، كفايكي بكي أمال.. دى رابع مرة نعيد الميكاج بسبب دموعك، خلاص بجي
تحدثت “خديجة” بضيق شديد قائلة:-
-جربي تحطي نفسك مكاني قبل ما تتكلمي عن البكي، أنا أهون عليا الموت من الجوازة دى
تنهدت “خيرية” بحزن وخرجت من الغرفة وتركت أختها وحدها لتري “خضرة” تقف أمام باب الغرفة فقالت بضيق:-
-ها خيتك خلصت
-خلصت بس مجطعة حالها من البكى يا حبة عيني
قالتها بحزن شديد على حال أختها الصغري فقاطعها صوت “ناجي” من الخلف يقول:-
-هملها تبكي شوية وتروح بيت جوزها وتبطل بكي، دا دلع بنات ماسخ
دلف إلى الغرفة بدفتر المأذون لتلتف إليه “خديجة” بذعر وهى تخفي يدها خلف ظهرها، رأت والدها يقف أمامها لم يعلق على بكاءها أو فستانها ولم يبارك لها، بل تحدث بحدة باردة قائلًا:-
-تعالي أمضي ولا تحبي نمضي إحنا
تنهدت بأختناق وهى تغلق قبضتها على السكين الموجود فى يدها خلف الفستان وقد عزمت أمرها على الموت فأقتربت بهدوء خائفة من والدها وقدميها ترتجف بألم شديد وخوف ووقعت على عقود الزواج ليستدير والدها ويتجه نحو الباب ثم ألتف إليها وقال:-
-خليكي عاجلة وأمسحي دموعك دي عشان تروحي دار جوزك
أبتلعت لعابها بحسرة من قسوة والدها وما يفعله بها، كيف جمد قلبه عليها هكذا؟، لم يشعر بألمها ولم يؤاسي قلبها وروحها المذبوحة بداخلها، أغلق باب الغرفة لتهرع نحوه وتغلق الباب بالمفتاح من الداخل وجلست على الأرض تجهش فى البكاء بألم وتضرب قلبها بقبضتها، لطالما أحبت “عيسي” وحلمت باليوم الذي ترتدي هذا الفستان لأجله لكن اليوم قد كُتب القدر لها أن ترتدي الفستان لرجل بعمر والدها وهى تُباع له كسلعة من أجل أخواتها وبراءتهما، نظرت للسكين الموجودة بجوارها على الأرض فحملتها بين أناملها الصغيرة ونظرت إليها بقوة وقد توقفت عن البكاء وهى تسمح دموعها بيدها الآخري….
___________________________
دلف “عيسي” إلى منزله وخلفه “حِنة” و “عطر” فهرعت “هدي” إليها تعانقها بشوق وقد أشتقت حقًا إلى هذه الفتاة الجميلة ، بادلتها “عطر” العناق وبعد أن فصلوا العناق قالت “هدي” بحماس:-
-دهب.. بت يا دهب حضري العشاء لأجل الجميلة مرت الغالي
تحدثت “عطر” بضيق بعد أن جلبها “عيسي” إلى هنا رغمٍ عنها قائلة:-
-مش جعانة، ماليش نفس
-ما عنك ما طفحتي
قالها “عيسي” بضيق قبل أن يفتح باب المكتب مما أثار غضب “عطر” لتقول بغلاظة مُنتقمة من حديثه بالكلمات ووضعت يدها على بطنها:-
-ااااااه …يالهوي على الحمل تاعبني أوي يا مرات عمي
أندهشت “هدي” من خبر حملها وبدأت تزغرد بعفوية وفرح من حصولها على حفيدها الأول، مما أغضب “عيسي” أكثر وحدق بوجه “عطر” ثم “حِنة” التى نظرت إلى “عطر” بغضب خصيصًا أن “عيسي” أمرها بألا تخبر أحد عن حملها فى الطريق، أقترب منها بخطواته لتتشبث “عطر” بذراع “هدي” بمكر وعينيها تطلق نظرات الإنتقام إليه وقالت بألم مُصطنع:-
-ااااه بطني وجاعني أوى يا مرت عمي ، تعبت من السفر
كز “عيسي” على أسنانه غيظًا منها لتبتسم هى أكثر وأقتربت منه لتمسك ذراعه بدلال مُفرط وقالت بخباثة:-
-عيسي ، نفسي فى الرنحة
دفعها بقوة ولم يتحمل خباثتها أكثر وقال بأختناق مُنفعلًا:-
-يا بجاحتك
شعرت بغصة فى قلبها من حدته وقسوته عليها لتدمع عينيها مما أدهش “هدي” فقالت “عطر” بغضب:-
-قولتلك مش بجاحة أنا عيني قوية لأني صاحبة حق
دفعها إلى “حِنة” بضيق تحت أنظار والدته المُندهشة من معاملته لزوجته لتجهش “عطر” فى البكاء أكثر حين قال:-
-شلوها من جصادي بدل ما أطخها عيارين وأخلص منها
لم تتمالك “عطر” أعصابها من كم الضغوطات النفسية التى تتعرض لها، كانت ذابلة وشاحبة ودموعها لا تجف محلها لتقول:-
-طخني عيارين وخلصني يا أخي
أقترب منها بخطواته لكن وقفت “هدي” بالمنتصف تمنعه من لمس هذه الفتاة ليقول بحدة:-
-بعدي يا أمي… بعدي
أبتلعت “عطر” لعابها من الخوف بسبب قربه وخصيصًا عندما رأته يقترب أكثر وأكثر منها فقالت بغضب:-
-والله يا عيسي لو مدت ايدك عليا تاني….
وقف أمامها مباشرة بغضب سافر وعينيه تلتهمها كالصقر الذي حصل على فريسته للتو، تمتمت بخفوت مُتلعثمة من قربه:-
-أنا بقولك أهو إياك تمد أيدك عليا أنا مش جارية عندك ولا…….
شعرت بدوران فى رأسها وهبوط بجسدها لتتشبث بذراعه دون وعيه، أندهاش من جرأتها وهى تتكئ عليه رغم خصامهم وما اتهمها به وكاد أن يسحب ذراعيه منها بضيق مُشمئزًا من لمستها لكن للقدر رأي أخر فبدلًا أن يسحب ذراعيه منه طوقها بلهفة بكلتا ذراعيه حين فقدت وعيها كليًا ليتشبث بها بلهفة وذعر قبل أن تسقط، لا يعلم ماذا أصابه ليضمها هكذا رغم خيانتها له وطفلها الموجود فى رحمها من رجل أخر، أى رجل سيقبل بما قبل به قلبه…
حملها على ذراعيه ووضعها على الأريكة لتسرع والدته و”حِنة” إليها فأبعدت هو عنها ينظر لوجهها من بعيد وهما يحاولان إفاقتها لتعود ذاكرته للخلف حين رأها لأول مرة، ما زال قلبه لا يصدق أن هذه الفتاة ضئيلة الحجم البريئة تخونه؟؟
كنت “هدي” حائرة من الحدة بينهما وقسوة ابنها عليها ألا يجب أن يسعد بخبر حملها فقال “عيسي” بهدوء:-
-أنا طالع
ألتف “عيسي” لكي يغادر لكنه توقف عندما سمع صوت صراخ “عطر” وألتف فرآها تضعط يدها على بطنها بألم شديد مما أفزع “هدي” و”حِنة” وزادت هلعه عندما صرخت “حِنة” بهلع باسمها:-
-عطر
أسرع نحوهما بقلب منقبض من الفزع ويخشي الألم عليها أو أن يُصيبها مكروه ليُصدم عندما رآي الدماء تلوث فستانها الأصفر وهى تتألم بذعر وقوة وتتلوي فى محلها، لم يقف ساكنًا وحملها على ذراعيه بذعر وأخذها إلى سيارته وهى تبكي من الألم وتتألم بين ذراعيه ………
_______________________
دقت “خضرة” على باب الغرفة كثيرًا ولم تجد جوابًا، جاء “ناجي” بعد أن ناديته “خضرة” وبعد محاولات كثير فى كسر الباب نجح فى كسره ليُصدم الجميع عندما وجدوا “خديجة” على الأرض وقطعت شرايين يدها والدماء تسيل على فستان زفافها الأبيض وقد أصبحت ضحية لأطماع والدها وجشعه …..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كبرياء صعيدي)