رواية كبرياء صعيدي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نور زيزو
رواية كبرياء صعيدي الجزء الحادي والعشرون
رواية كبرياء صعيدي البارت الحادي والعشرون
رواية كبرياء صعيدي الحلقة الحادية والعشرون
بعنــــــــــوان ” لدغة عقارب ”
كانت “عطر” جالسة على الفراش بغرفة “فيروزة” وتمسك طبق من الفاكهة تتناول منه الكثير و”فيروزة” تقف أمام المرآة ترتدي فستان أزرق اللون ثم أستدارت بفرحة تغمرها بسبب أقترب موعد زواجها وقالت:-
-ها أي رأيك فى دا؟
-أممم جميل ولونه عاجبني أوى
قالتها وهى تتناول الموز فتذمرت “فيروزة” على عدم اهتمام “عطر” وقالت بغيظ:-
-بطلى أكلي وركز ويايا شوية
أومأت إليها بنعم وحتى دق الباب بخفوت ثم دلف “عيسي” لتبتسم بسعادة من طلة زوجها، أتجه نحو زوجته مع حديثه الموجه إلى “فيروزة”:-
-ايه الجمر دا؟ مش ناجصك حاجة
تبسمت “فيروزة” بعفوية وسعادة تغمر قلبها فقالت بفرح:-
-لا تسلم يا أخويا
أومأ إليها بنعم ثم أخذ يد “عطر” بلطف ويقول بعفوية:-
-تعالى يا عطر عاوزك
وقفت معه بحيرة من رغبته بها وخرجت معه ليقف أمام الغرفة معها يحدق فى وجهها، كانت فتاته جميلة رغم أثر الحمل على أنتفاخ وجهها قليلًا وبطنها الصغيرة التى بدأت تعلو شيئًا فشيء مع مرور الأيام، رفع يده إلى جبينها بحُب يداعب خصلات شعرها الناعم وقال:-
-مش محتاجة حاجة أخلى عبدالجواد جيبهالك
هزت رأسها بلا بعفوية وعينيها تحدق به باسمة الشفتين من دلاله لها، فقال بحب شديد:-
-أنا هطلع هبابة ومعاوجش خلى تليفونك وياكي وتردي عليا أول ما أرن فاهمة يا عطر
أومأت إليه بنعم ويديها تهندم ملابسه من الصدر بحُب لتشعر بنبضات قلبه العاشق تحت يدها، نظر “عيسي” إلى يدها التى توقفت على صدره أو بالأحرى على قلبه فتمتمت بخفوت ونبرة لن يسمعها أحد غيرهما مهما أقترب منهما:-
-بيدق كدة عشاني؟
وضع يده فوق يدها الساكنة على قلبه ونظر بعينيها هائمًا بهذا العشق ثم قال بحب يغمره ونيرانه مُشتعلة بداخل قلبه:-
-ميعرفش يدج أكدة غير وياكي وعشانك يا عطري
تبسمت بحب يغمرها من تراقص نبضات قلبه، حدقت بعينيه ونبرته الدافئة تلمس قلبها وعقلها لم يتوقف عن السؤال كيف لهذا الرجل الدافئ أن يكون وحشًا بالخارج لتدرك ما يقوى العشق على فعله، فالعشق وحده من يقوى على تحول حجوده إلى لين فقالت بدفء:-
-وأنا مش عايزة حاجة فى الدنيا تانى غير القلب دا
قبل يدها بلطف ثم تحدث بجدية:-
-خليكي مع فيروزة ولو أحتجتوا اى حاجة كلمني وهخلي عبدالجواد يجبهالكم
أومأت إليه بنعم ليبتسم بلطف ثم غادر المكان، عادت إلى غرفة “فيروزة” تكمل ترتيبات ليلة الحنة الخاصة بها
ترجل “عيسي” للأسفل وكانت والدته مُنشغلة بتجهيزات الطعام للضيوف مع “حِنة” و”سكينة” أختها ليغادر دون أن يقاطعهما، خرج وكان “مصطفي” واقفًا بأنتظاره فنزل الدرجات الأمامية للسرايا ليقف أمام “مصطفى” وقال بجدية ووجه عابس:-
-هى فين؟
أشار إليه على الغرفة المستقلة خلف السرايا، سار الأثنين معًا إلى الغرفة، دق الباب قبل أن يدخل ثم دلف للغرفة وكانت “رؤية” بداخلها وفور دخوله قالت بأنفعال:-
-أنت حابسني ليه؟ معتقلني حضرتك
تبسم “عيسي” بهدوء ثم سحب المقعد وجلس عليه وهو يقول بحدة:-
-أقعدي
جلست “رؤية” على الفراش الحديدي الموجود بركن الغرفة وضربت يدها بالأخري ثم قالت:-
-أفندم
حك رأس نبوته بأنامله بهدوء شديد وعينيه ترمق “رؤية” بنظرات ثاقبة مما أثار قلقها وزاد من توترها بصمته ثم بدأ بالحديث بنبرة جادة:-
-أسمعي يا بت الناس، أنا مجتش جارك ولا كنت أعرفك وأنتش اللى جتي حد عندى وحدك أكدة، طلبتي حمايتي وأساعدك تخلصي من خالد عشان خايفة على فى البطن، حجك تخافي!! لكن مش حجك تلعبي بيا وتستجلي بيا، أنا كنت راجل وياكي وأديك الآمان ودخلتك بيتى اللى مكنتش تحلمي أنك تعدي بس من جصاده
تنحنحت بحرج مع حديثه ليتابع “عيسي” حديثه قائلًا:-
-جيتيني ليه؟ وجبل ما تجاوبي نصيحة منى فكري زين فى الجواب جبل ما تجوليه عشان على أساسه هتحاسبي على مشاريبك
رفع قدمه يضعها على الأخر وعينيه تحدق بها مُنتظر الجواب على سؤاله، يقتله الفضول لمعرفة سبب قدومها إليه، ألتزمت الصمت قليلًا تفكر فى حديثه وتهديد الأخير إليها وربما حرف واحد خطأ سيؤدي بحياتها فقالت بهدوء:-
-كنت خايفة فعلًا منه، لكن لما جيت هنا أكتشف أنك بتخوف أكتر منه وكأن الجبروت عرق ممدود فى عيلة الدسوقي
هز رأسه بالإيجاب موافقًا على حديثها فقال بثقة:-
-لا من ناحية الجبروت فعندك حج فعلًا ومن ناحية أنك اكتشفتي أنى بخوف أكتر برضو معاك حج، لكن تعرفي غلطي في حاجة خالد مبيخوفش معندوش جبروت وقوة عيلة الدسوقي
رمقته فى حالة من الصمت ليقول بجدية مُبتسمًا:-
-أنا بجي دورت! ما هو أنا مش مغفل عشان أصدج أى واحدة تخبط بابي أكدة، أنا دورت وراكي وعرفت أنك هربانة من أهلك وأنهم بيدوروا عليكي لا وكمان حامل من المحروس وهو لو عرف هيجطع خبرك فأنا طلعت جدع وياكي الصراحة وبعت له رسالة أنك حامل وبتحاولي تهربي منه عشان تأمني مستجبلك بالواد دا وأتصلت بأهلك وخبرتهم أنك حدانا وههملك تروحي لحالك وأنتِ ونصيبك اللى يوصلك الأول يجتلك، يا أمام خالد اللى أنتِ خونتيه وعرفتني مكان شجته وبسبب خيانتك له أتجبض عليه وكمان حملتي من وراءه يا أما أهلك اللى دخلوا البلد من نص ساعة وخلال دجايج هيكون جصاد باب السرايا
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة الجمتها ووقفت من محلها تصرخ بفزع من الأثنين:-
-أنت بتجول أي؟
تبسم “عيسي” بمكر ثم وقف من مكانه وقال:-
-هملها لحالها يا مصطفي
غادر الغرفة مُبتسمًا ليأخذها “مصطفى” إلى باب السرايا وتركها أمامه ثم أغلق الباب لتنظر “رؤية” حولها بفزع وبدأت تركض بعيدًا، سيقتلها “خالد” حتما بعد خيانتها له وتسليمها لأسرار زوجها إلى عدوه وحملها أم أهلها، الأحتمالان أفزع من بعض ومرعوبين لها، بدأت فى السير وحدها على الطرقات فقابلتها سيارة “خالد” قادمة نحوها مما جعلها تنتفض فزعًا وألتفت لتعبر الطريق من الفزع مما جعلها تخطأ ولم تنظر إلى الطريق فصدمتها سيارة مارة وسقط جسدها على الأرض تنتفض من قوة الاصطدام وبدأت الدماء فى بركتها تكبر، مر “خالد” بسيارته من جوار جثمانها والجميع حولها، نظر جواره على تجمع الناس فرأها مما صُدمه وجعله يضغط على المكابح فجأة وترجل من سيارته، تسلل بين الناس ليرى “رؤية” غارقة فى دماءها فأقترب أكثر بصدمة وجسدها تشنج من هول الصدمة والناس حولها يضربون كفوفهم ببعض من الشفقة على شبابها وقد فارقت روحها هذا الجسد، ظل واقفًا لم يقوى على الاقتراب منها، تسلل أحد الرجال من بين الجميع وغادر وهو يتصل بـ “مصطفى” وقال بجدية:-
-ماتت، عربية خبطتها على الطريق ي مصطفي بيه
أومأ “مصطفي” له بنعم وأغلق الخط ليخبر “عيسي” بالخبر و”عبد الجواد” يقود” السيارة بيهم ليقول “عيسي” بجدية صارمة:-
-خدت جزاءها، أنا رحمتها بس خوفها جتلها
نظر “مصطفى” للخلف حيث يجلس “عيسي” وقال بهدوء:-
-بالحج تليفون أستاذ عامر لسه مجفول ومعاودش من إسكندرية لحد دلوجت
رفع “عيسي” نظره عن التابلت الموجود فى يده بدهشة ونظر إلى ساعة يده وكانت الخامسة عصرًا فقال بأستغراب:-
-فرحه بكرة ولسه معاودش، أتصل بالمكتب اللى شغال فيه يا مصطفي ما دام تليفونه مجفول ولما يرد عليك جوله ميعوجش هناك الفرح بكرة ولا هو ناوي يجى من السفر لساعات على الفرح يعنى
أومأ “مصطفى” بنعم فتابع “عيسي” الحديث بنبرة قوية:-
-توصلني يا مصطفى وترجع على السرايا تقف على الدبيح بنفسك ومتنسش الأربع عجول بتوع الغلابة دول توزعهم الأول وتأخد الحجة الكبيرة وياك هى خابرة هتدي مين والعجول بتاعت المعازيم لوحدها
هز “مصطفى” رأسه بنعم، وصلوا إلى مقر الشركة المبني الزجاجى من الخارج وسط المحافظة، ترجل من سيارته يهندم عباءته ودلف إلى الشركة بتعجل لأجتماع مجلس الإدارة….
_________________________________
خرجت “هدى” من المطبخ تحمل فى يدها طبق حساء الدجاج وترتدي عباءة أستقبال سوداء فضفاضة وصوت أساور يديها الذهبية يرن بالمكان كلما حركتهم وتلف حجابها الاسود، أعطت الطبق إلى “عطر” وقالت:-
-كُلي يا بنيتي أنتِ حامل لازمك تغذية تقويك وبعدها تطلعي تلبسي وتجهزي حالك مع فيروزة ومتنزلوش لحد ما أرجع عشان النسوان اللى هيجيوا
أخذت منها الطبق وقالت بفضول:-
-هو حضرتك خارجك ي مرات عمي
أومأت إليها بنعم وقالت بهدوء:-
-اه خارجة هوزع اللحم اللى ادبحت دى مهعاوجش برا، جبل ما الضيوف يجوا هكون هنا مسافة ساعة زمن
خرجت من السرايا فجلست “عطر” على السفرة تتناول الطعام واحضرت “حِنة” لها بقية الطعام لتتغذى جيدًا من أجل جنينها وصعدت للأعلي وحدها، تناولت الطعام بلطف ويدها الأخرى تنظر فى الهاتف بملل حتى قاطعها مللها جلوس “فيروزة” على المقعد المجاور لها لتفزع “عطر” من ظهورها من العدم لتقول بغضب:-
-طب كحي حتى ؟!
تأففت “فيروزة” بضيق شديد ووجهها عابس وتقول بنبرة يائسة:-
-عامر تليفونه لسه مجفول يا عطر، أنا بدأت أجلج
تركت “عطر” الهاتف من يدها وحدقت بوجه “فيروزة” وقالت:-
-اي يا فيروزة؟ الموضوع مش مستاهل القلق دا كله، اى يعنى تليفونه مقفول تلاقيه خلص شحن عادي ، متأفوريش الموضوع وتكبريه، روقي كدة وأطلعي أجهزى
أومأت إليها بنعم وصعدت “فيروزة” للأعلي وقلبها تؤلمه غصته التى لا تدرك سببها وأختفاء “عامر” يرعبها لكنها أيقنت أن “عطر” تتحدث بالعقل حتما سيتصل قريبًا
________________________________________
تأففت “خضرة” بضيق شديد وهى جالسة على المقعد وتضع قدم على الأخري وتتحدث فى الهاتف مع “حامد”، سمعت حديثه لتقول بحدة صارمة:-
-وعرف عيسي منين أنى جيتك؟
صرخ “حامد” بها بأغتياظ شديد قائلًا :-
-مخابرش شوفي أنتِ هيعرف منين؟ ومين اللى بيوصلوا أخبارك
تحدثت “خضرة” بنبرة حادة غاضبة من حديثه:-
-لا عندك يا حامد بيه، أنا محدش يعرف أنى جيتك ولا حتى البت اللى شغالة عندي، لكن أنت كل اللى شغالين عندك فى الفيلا شوفني عندك، وبعدين أنت خايف من اى؟ ما تجوله انى جيتك أطمن على بنتى اللى كان خاطفها، هو مش أنت جوز بتك برضو ولا أنا غلطانة، يعنى انا حماتك وعادي أجيلك البيت
-ياسلاااام
تحدثت بضيق أكثر من سخريته فى الرد قائلة:-
-أنت مكبر الموضوع لي يا حامد بيه، وبعدين جمد جلبك أكدة؟ متحسسنيش أن عيسي كان سامع أتفجنا، وهملك من حديده اللى فى الهواء دا وخلينا فى أتفقنا ي جناب البيه
قالت كلمتها الأخيرة بسخرية وعينيها ترمق “فادية” وهى تضع لها مكعبات الفحم على النارجيلة فتمتمت “فادية” بنبرة خافتة:-
-تأمرينى بحاجة تانية يا ست الناس؟
هز رأسها بلا مُتابعة الحديث مع “حامد” بنبرة جادة وقالت:-
-أنا مهستلمش البضاعة ألا بعد ما ترمل يا حامد، وعجل بجي فى الموضوع دا، شد حيلك معايا امال عايزة أحصل على لجب أرملة بدرى بدري
دلفت “فادية” إلى المطبخ ووقفت خلف الحائط تسترق السمع لها حتى سمعت خطتها كاملة فأخرجت هاتفها وأرسلت رسالة بمخططها إلى أحدهما ثم مسحت الرسالة من هاتفها، أغلقت “خضرة” الهاتف معه وبدأت تنفث دخان سيجارتها بضيق وشاردة الذهن تفكر فى فشل مخططاتها، لم تنجح خطتها فى إجهاض “عطر” والآن قتل “ناجي” مما يُثير غضبها أكثر وأكثر ويجعلها تكاد تفقد أعصابها …..
________________________________________
دق باب مكتب “عيسي” ودلف “مصطفي” إليه مُرتدي عباءته الكحلية ويلف عمامته يحمل فى يده الهاتف، نظر “عيسي” إلى وجه “مصطفى” وكانت ملامحه تُثير الشك والقلق فقال بجدية:-
-خلاص نكمل بعدين
خرج المهندسين والمؤظفين من غرفة الأجتماعات المُتصلة بمكتبه ليقف “عيسي” من مقعده ودلف إلى مكتبه مُحدثًا “مصطفى:-
-ها يا مصطفى عملت أيه؟
-وصلت الحجة للسرايا وترتيبات الحنة جهزت كلها كيف ما أمرت لكن..
جلس “عيسي” على مقعده خلف المكتب بقلق وحدق بوجه صديقه وقال:-
-لكن أي؟
-أتصلنا بالمكتب فى إسكندرية وجالوا أن عامر مراحش المكتب النهارد ولا أمبارح والساعة داخلة على 8 أهى ولسه تليفونه مجفول والخالة سكينة متعرفش عنه حاجة ومعارفش هى كمان توصله
نظر “عيسي” إلى وجه “مصطفى” بقلق أكبر من أختفاء “عامر” هكذا وبليلة زفافه، تنهد بصعوبة بالغة ثم قال بنبرة جادة:-
-جهز العربية هنسافر على إسكندرية
وقف من مقعده وهو يأخذ قفطانه وتليفونه من فوق المكتب بضيق من هذا التصرف، مُتابع الحديث بضيق:-
-أنا هطلع على السرايا أغير هدومي وأتسبح ونتؤكل على إسكندرية عايزين نلحق نعاود قبل الصبح
أومأ “مصطفى” إليه بنعم ثم أنطلقا الأثنين معًا و””مصطفى” يتابع الحديث معه فى الرواق:-
-فى حاجة عايزك تشوفها
أعطاه الهاتف لينظر به، دلف “عيسي” إلى المصعد وهو يتنظر بالهاتف ويقرأ الرسالة فأعاد الهاتف إلى “مصطفى” وهو يقول بجدية ماكرًا:-
-أنا هقولك تعمل أي بالضبط وتعمله وتنفذه أول ما نوصل بكرة من إسكندرية
خرج من الشركة وأنطلق إلى السرايا، دلف وكانت السيدات يجلسون فى الصالون والأغاني تهلل فى المكان ويصفقون و”فيروزة” ترقص مع الفتيات، صعد للأعلى لتراه “عطر” فتسللت من بين النساء وصعدت خلفه، دلفت للغرفة لتراه يخرج من غرفة الملابس يحمل فى يده سترته بدلته الرمادية مُرتدي قميصه الأسود ووقف أمام المرآة يصفف شعره ، سألته بدهشة من تعجله قائلة:-
-بتعمل أى يا عيسي؟ أنت خارج؟
أومأ إليها بنعم بتعجل ويرتدي حذاءه جالسًا على المقعد:-
-اه رايح إسكندرية أشوف سي عامر اللى فرحه الصبح ومعارفنيش نوصله ولسه مجاش
هزت رأسها بقلق وأحضرت زجاج العطر، وقف من مقعده لتضع له عطره قرب عنقه وتتحدث بنبرة هادئة:-
-فيروزة قلقانة برضو من أمبارح مش عارفة توصله وتليفونه مقفول، أنا بدأت أقلق
أرتدت سترته بجدية ويحمل بداخله غضب سافر من تصرف “عامر” ثم قال بنبرة غليظ:-
-أطمن بس عليه وميكنش جراله حاجة ويبجى حسابنا بعدين، أنا رايح إسكندرية هجيبه من جفاه فى يدي ومتخلهمش يحسوا بحاجة يا عطر معاوزش فيروزة تجلج أكتر
أومأت إليه بنعم فقبل جبينها بحُب شديد وقال بنبرة دافئة كأن حاله تبدل لشخص أخر أمامها:-
-خلي بالك من نفسك من اللى فى بطنك، هى ليلة ومهتأخرش مسافة الطريج يا حبيبتي
هزت رأسها بنعم وقالت بقلق وعينيها ترمق عينيه مباشرة:-
-خلى بالك أنت من نفسك وأنت سايق على الطريق ومتزودش السرعة يا عيسي
تبسم “عيسى” وأخذ قفطانه فى يده وغادر الغرفة وهي معه، وصل للأسفل وهى فى يده ليقف أمام الدرج ثم ترك قبلة فى قلب يدها وغادر لتبتسم بقلق طرق باب قلبها من أختفاء “عامر” وخصيصًا حينما حسم “عيسي” أمره بالسفر إلى الإسكندرية فورًا مما يدل على حجم الكارثة التى حركت ساكنه للتو…
_________________________________
خرجت “خديجة” من غرفته مُرتدية بيجامة حرير سوداء اللون وشعرها مسدول على ظهرها فترجلت للأسفل لترى “كارما” جالسة فى الصالون فجلست هى الأخرى على الأريكة المقابلة لها ونادت على الخادمة تقول:-
-غادة
جئتها “غادة” لتقول بغرور:-
-أعمليلى كوباية كاكاو
نظرت “كارما” لها بغرور شديد وضحكت بسخرية ثم أغلقت الكتاب الذي تحمله فى يديها لتقول:-
-الشحات لما ربنا يدي له
رفعت “خديجة” حاجبها بضيق من كلماتها لتقول:-
-أتكلمى ويايا زين يا بت أنتِ، شحات مين يا معفنة أنت فاكرنى تربية شجة إيجار فى مصر ولا أي، دا أنا مولودة فى سرايات وعشت واتربيت فى سرايات وأمر ويكون أمرى مُطاع
وقفت “كارما” من مقعدها غاضبة من حديث “خديجة” وقالت:-
-معفنة !! يا تربية زبالة، تربية سرايات اي أكيد سرايات بير السلم، وحياة أبويا اللى دخلك هنا وعملك هانم يا عرة الستات ما أنتِ دايمة فيها طول ما أنا هنام ومبقاش بنت حامد الشبل لو خرجتك منها بفضيحة وسط البلد
ضحكت “خديجة” بسخرية من جراءة “كارما” هذه الفتاة التى لا تعلم شيء عنها، وقفت من مكانها لتقترب منها بخطوات ثابتة ثم قالت بمكر ونبرة هامسة:-
-بلاش، بلاش ي بنت الغالى تتحدينى أنا مش بنت الزمالك كيف ما بتجول عندكم ولا فرفورة هخاف وأكش من دا الوش، لا .. دا أنا نابي مفيش أزرق منه، أنا حية سموية مبتلدغش غير فى الوش ولدغتها بالجبر متستحملش بسكوتاية كيف
رفعت “كارما” يدها للأعلي لتصفعها وقبل أن تفعل صرخت “خديجة” بأعلى صوت لديها تصطنع الألم لتُصدم “كارما” من تصرفها وخصيصًا بعد أن خرجت “غادة” من المطبخ على صوت الصراخ لتري “خديجة” تدفع يد “كارما” بعيدًا وتركض للأعلي باكية بأنهيار، نظرت “كارما” إلى “غادة” بصدمة وهى لم تفهم شيء لتقول “غادة” بضيق:-
-ليه أكدة يا ست كارما، البيه الكبير هيزعل جوا لما الهانم تحكيله، دى عنده فرخة بكشك، مكنش ليكي حج أبدًا تمدي يدك عليها
فهمت “كارما” الآن سبب صرختها ومسك يدها، هذه الفتاة الماكرة صنعت شاهدة لها أمام والدها من اللاشيء، أصبح لديها شاهدة دون جريمة ……
___________________________________________
وصل “عيسي” فى السادسة صباحًا إلى شقة “عامر” وطرق الباب كثيرًا ولم يجد جواب فترجل مع “مصطفى” الذي دق على باب شقة البواب فى الطابق الأرضي ليخرج له، سأله بجدية قائلًا:-
-هو أستاذ عامر مش موجود فى شجته؟
-لا ، أنت مين؟
ألتف “مصطفى” دون أن يُجيب عليه فأستوقفه صوت البواب يقول:-
-أنت عيسي بيه
ألتف “مصطفى” إليه بدهشة من معرفة باسم “عيسى” فتحدث “عيسى” بضيق شدية قائلًا:-
-أنا عيسي
دلف البواب للداخل قليلًا ثم عاد يحمل فى يده ظرف وأعطاه إلى “عيسي” فتحه “عيسي فى طريق خروجه من البناية وصُدم عندما وجد بداخل الظرف قسيمة طلاق “فيروزة” أخته التى عُقد قرانها من أسبوع واحد، حين غادر البلد كان خائفًا أن يكون أصاب “عامر” شيء لكنه لم يتوقع أن يغدر به كهذا ولماذا؟ ماذا حدث ليطلقها دون أن يخبر أحد؟ وحتى لم يجرأ على ألغاء الزواج… أغمض “عيسي” عينيه من هول الصدمة حين تذكر الزواج، زواج أخته اليوم والبلد بأكملها تعلم هذا الشيء ومدعو الصغير والكبير لهذا الزفاف…
أقترب “مصطفى” منه حين رأى وجهه الصدمة التى شلت قدميه عن السير ليُصدم هو الأخر حين رأى قسيمة الطلاق وقال:-
-كيف دا؟ حصل أي؟
تحدث “عيسي” بغضب سافر يجتاحه الآن بفضل هذا الخائن:-
-أنا فى حصل اى؟ ولا فى اللى هيحصل؟ الفرح اللى بعد ساعات والبيه اللى أختفي حتى مموجودش أنى أتكلم وياه يحضر الفرح
توقف عن الحديث بصدمة ألجمته ثم قال:-
-لا، عامر لازم يظهر يا مصطفى، حتى لو هدفعه تمن عملته لازم يرجع ويحضر الفرح ويمنع الفضيحة اللى هتحصل لفيروزة بسببه
تحدث “مصطفى” بجدية رغم قلقه من غضب “عيسي” فى هذه اللحظة:-
-أعذرني فى كلامي، بس دا واحد خطط أنه يطلج ويهرب يوم الفرح، فضيحة أي اللى يمنعها، إذا كان هو اللى خطط للفضيحة دى
نظر “عيسي” إلى وجه “مصطفى” بغضب ناري وهو مُقتنع بحديث “مصطفى” وهو لديه كل الحق فى كلماته التى ستقتل “فيروزة” الآن إذا علمت بخيانة محبوبه؟ هذا الرجل الذي أحبته وأخترته عن الجميع، خذلها الآن وأمام الجميع؟ ليقول:-
-هروح أجولها أي؟ فيروزة هيجرالها حاجة؟ لا يا مصطفى حتى لو خطط لدا أنا هدمرله كل خططه، أنا خيتى مهتتفضحش وسط الناس
-معاش ولا كان اللى يفضح أنسة فيروزة ي عيسي، أنا هجلب إسكندرية عليه حتى لو أضطرت أنى أجلب كل محافظات مصر هجيبه من تحت الأرض
قالها “مصطفى” بجدية وغضب من تصرف هذا الرجل وألتف لكى يصعد بمقعد السائق ليستوقفه سؤال “عيسي” قائلًا:-
-تتجوز فيروزة يا مصطفى؟
ألتف “مصطفى” بصدمة ألجمته من السؤال حادقٍ بـ “عيسي” فى صمت ليقول “عيسي” :-
-مش وجت صدمات ولا مفاجأت يا مصطفى، خيتي هتتفضح بسبب حيوان نجس… تتجوزها؟!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كبرياء صعيدي)