رواية كانت أنثى الفصل السابع 7 بقلم لولي سامي
رواية كانت أنثى الجزء السابع
رواية كانت أنثى البارت السابع
رواية كانت أنثى الحلقة السابعة
برغم أنها امرأة قوية العزم والعزيمة …
إلا أنها كانت تحتاج للاحتواء …
تحتاج للسند الذي يشعرها أنه يشاركها الرأي والقرار وتبعياته .
نعم أدرك أن الاستقلالية والاعتمادية شئ رائع جدا…
ولكن لكل شيء حدود….
إذا تخطناها فقد تخطينا جمالها ……
وهذا ما شعرت به هناء برغم ادعاءها السعادة باستقلاليتها ….
وارغام ذاتها بعدم الإقرار بالهزيمة ….
إلا أنها الان خارت قواها ونفذت جعبتها….
لتستسلم داخليا ولم ينقصها سوى الاستسلام الظاهري …..
هذا ما دونته بملاحظاتي وما استخلصته من كل ما قرأته من مشكلة هناء .
والتي بدأت الاحظ أنها تشبه حالتي كثيرا….
بل والاكثر من هذا أنها أشارت بدون قصد على الشرخ المتواجد بحياتي الزوجية …..
فزوجي أيضا يثق بي وبقدراتي …
ويترك لي كامل الحرية في التصرف في شئوني وشئون الاولاد ….
لدرجة جعلته ينزع يده تماما ولا يشغل باله بما يدور معنا .
لفترة كنت أرى أن هذا حرية اتمتع بها …
ولكن عند الامعان بمشكلة هناء أشارت لي أن لابد من المشاركة في الرأي والقرار…
مهما كنت اتمتع بشخصية اعتمادية ومستقلة..
ولكن بوقت الأزمات ستظهر أهمية هذه المشاركة
والتي شعرت بها بالفعل في مشكلة فقدان اولادي …
جلست شاردة الذهن لفترة قليلة افكر كيف اجد لها حل مشكلتها ؟
فالحل يكمن في العودة للسبب الاصلي ….
ولذلك أمسكت بهاتفي ودونت به رقم هاتفها الذي دونته هي على ظرف الخطاب وضغطت على زر الاتصال منتظرة إجابة الطرف الآخر .
سمعت صوتها فقد ميزته سريعا من نبرة حزنها لاسألها بتشكيك / الأستاذة هناء معايا.
تبدلت فجاة نبرة الحزن لنبرة السعادة
وكأنها وجدت ضالتها لتشهق سائلة بسعادة/ الأستاذة شروق الصحفية ؟؟
اومأت برأسي وانا اجيبها / أيوة يا فندم…
انا بالاول بعتذر عن تأخري في الرد بس حصلي شوية ظروف ك…
لم تمهلني فرصة التبرير بل أسرعت بالرد تحاول إزالة أي شعور بالتقصير من ناحيتي / بتعتذري ايه بس….
دانا مكنتش حاطة امل انك تتواصلي معايا اساسا…
وقولت اكيد هتقولي ده واحدة بتعارضني والسلام …
_ لا ازاي يا فندم بالعكس رأي حضرتك يحترم طبعا..
وناشئ عن تجربة واقعية ….
وبالعكس كمان دانا مدينة لك بانك وجهتي تفكيري لنقطة كانت غافلة عني…..
واحتمال كبير كمان بسبب رسالتك وزيارتك ده اغير نشاطي من الأساس ….
بالطبع كان هذا حديثي لهناء والذي من المفترض أنه لا يهمها على الاطلاق…
فأنا حتى الآن لم أتطرق في الحديث لمشكلتها ولذلك بدأت اتفق معها مبدأيا على مقابلة ضرورية في مكتبي بالغد ما إذا كانت المشكلة مازالت قائمة لتجيبني بتلهف / ياريت بجد انا اللي محتاجة اقابلك لاني حاسة أن روحي بتتسحب مني وانا واقفة في مكاني مش عارفه اتصرف….
والمدير اداني فرصة عشرين يوم احاول اجهز فيهم حالي….
وأبلغه بموافقتي وانا معايا باسبور السفر أو الاعتذار نهائيا .
_ خير أن شاء الله يا استاذة هناء وباذن الله هنلاقي حل مع بعض لما تشرفيني بكرة بمكتبي منتظرة حضرتك….
حاولت طمأنتها وانا لست بيقين أن المشكلة ستحل….
انتهت المحادثة ولكن قبل أن أغلق الهاتف وجدتها تنادي باسمي حتى لا أغلق الهاتف / استاذة شروق …
_ نعم أنا معاكي مقفلتش متقلقيش …
_ انا اسمي زهرة مش هناء .
ابتسمت دون أن أعلق ببنت كلمة فمعنى أنها أخبرتني باسمها هذا يدل على أنها وثقت بي حتى قبل أن ارشدها للحل .
اغلقنا كلانا المكالمة وكل طرف منا يفكر في نتيجة المكالمة ….
فمن جهة هناء او زهرة شعرت بسعادتها من مجرد اهتمامي بقراءة مشكلتها…..
بل شعرت من طريقة ختامها للمكالمة بمدى الطمأنينة التي شعرت بها …
مما أكد لي صحة استنتاجي للسبب الحقيقي لمشكلتها وهو الاهتمام .
كما أن اسمها كان بمثابة إشارة لحالتها ومشكلاتها وحلها أيضا ….
فمن الممكن أن تزهر الزهرة في بيئة صعبة …..
بل من الممكن أن تشق الصخور الصلبة وتتحدى طبيعتها الخشنة لتخرج من بين ثناياها بألوانها الخلابة وجمالها الساحر ….
بل وتتخذ من الأشواك سبيلا للحفاظ على ذاتها ….
ولكن إذا لم تجد الاهتمام والرعاية المناسبة فمن المؤكد لن يطول عمر بقاءها وسيذهب صراعها مع البيئة هباءا منثورا …..
بل وستختفي الوانها الزاهية ويحل محلها الوان باهتة خافتة.
وتجف أوراقها النضرة فتصبح جافة حتى السقوط….
هكذا حال زهرة او حال الانثى عامة .
انهيت المحادثة وارتاح تفكيري قليلا تجاه مشكلة زهرة لابدا بالتفكير في معضلتي وكأن عقلي لا يجب أن يهدأ قليلا.
فتحت الحاسب المحمول الخاص بي لاتفقد بعض التطبيقات التي من خلالها استطيع الوصول لهاتف زوجي .
وجدت الكثير منها ولكن جميعهم يتوقف على معرفتي بكلمة المرور الخاصة بالهاتف .
وكلمة السر الخاصة بحساباته بتطبيقات الهاتف
لاقف متحيرة في طريقة الوصول لكلمة السر…..
والتي من المؤكد أنها بمرتبة الاسرار الحربية لدى زوجي .
حضر بعقلي فكرة مجنونة وهي إعطاء بيانات زوجي لاي مخترق حسابات أو لمهندس كمبيوتر من مهندسي الجريدة….
ولكن عنفت ذاتي على هذه الفكرة فالمخترق قد يستغل أسرارنا والمهندس قد يوشي بأسرار زوجي….
لذلك وأدت الفكرة في مهدها ….
وبدأت في التفكير في طريقة أخرى لتنفيذ مخطط وصولي لهاتف زوجي الذي فيه كل الاسرار التي يستوجب أن اعلمها قبل اتخاذ أي رد فعل .
ظللت افكر طوال رحلة عودتي للمنزل وطوال مذاكرتي لأولادي وطوال اعدادي للطعام ….
حتى أضاءت بعقلي فكرة ما…..
لا تقل جنونا عن سابقيها ولكنها أمن وافضل….
لاقرر البدء في تنفيذها بعطلة الاسبوع .
عاد مازن من العمل وكالعادة بدأ بالاغتسال تزامنا مع اعدادي للطعام له خرج وبدأ بتناول طعامه والصمت الذي اعتدنا عليه يخيم علينا …..
فلا انا املك الرغبة في أخباره شئ عن يومي أو يوم اولادنا ولا هو لديه الشغف في السؤال ومعرفة احداث يومنا ….
فأصبحنا نلبي احتياجات بعضنا بالصمت ….
اعلم أنه يريد الطعام فور عودته لاعده دون ان اساله .
كما اعلم ماذا يريد بلمسة واحدة فور دلوفنا لغرفتنا…
ولكن الأمر تغيير قليلا هذه الأيام فأصبح يطيل بفترة تناوله الطعام وهو يتابع شئ ما بهاتفه ..
لادلف انا الغرفة واتسطح بالفراش افكر في حالنا وكيف وصلنا لهذا .
لم افكر في هذا مطلقا من قبل فكانت الحياة تسير بوتيرة واحدة …..
دون شعوري بأننا بهذه الطريقة نسقط بالهاوية ….
حتى جاءت مشكلة زهرة التي أيقظت فكري لالاحظ الي اي مستوى وصل الحال بيننا .
ظللت بفراشي افكر في شخصية مازن هل هو انسان سئ ؟؟
لأجد الإجابة سريعا ،
هو انسان هادئ، متزن، طيب المعشر ،صبور علي لحظات غضبي لدرجة تشعرني أنه بارد كلوح الثلج.
وككل البشر لديه عيوب ولكن عيوبة ليست بالفاجعة…..
فكما ذكرت ربما بددت ردود أفعاله تتسم بالهدوء أو بالأحرى البرود لارى فيما بعد أن عدم التسرع والهدوء احيانا يكونا حلا للمشكلة
كما أن شخصيتي المتسرعة والعصبية لا يناسبها الا مثل هذا الشخص حتى يستطيع أن يمتص غضبي….
ولكن السؤال الذي اهرب منه في عقلي هل هو متحمل المسؤولية أم أنه متخاذل ومتهاون !؟
وهنا توقف عقلي قليلا فلم أجد الإجابة المناسبة !!
كل هذه السنوات بيننا …
ولم أراه في موقف واحد يحسم إجابة هذا السؤال..
ربما لأنني اتسرع بحل كل المشاكل التي تواجهنا ولم أترك له الفرصة لإثبات قدراته !
وهنا عدت لنقطة البداية وهي أن تسرعي ومحاولة إثبات قدراتي جعلته يتنحى قليلا للخلف !
وربما شعر بمحاولة مني في تنحيه فاذعن باختياري تاركا الساحة بأكملها لي .
………………………………………..
………………………………………..
شعرت بتأخره في الدلوف للغرفة لانهض بهدوء وامشي على أطراف أصابعي لاتلصص عليه فاجده منتبه وبشده للهاتف والإبتسامة تزين ثغره .
شعرت بالدماء تفور كالتنور برأسي والأفكار الهوجاء تضرب بعقلي لينتابني فكرة الهجوم عليه وسحب الهاتف من يده بغته لارى ما يجذب انتباهه لهذا الحد وكادت قدمي تتحرك بتلقائية لولا انتبهت لغضبي وحاولت السيطرة عليه فإذا فعلت ذلك ربما ازدادت فجيعة المشكلة ولم اصل بالنهاية لغرضي في معرفة شئ لذلك توقفت مكاني واتخذت قراري بتفيذ ما انتويت عليه بنهاية الأسبوع ولكن مع تعديل الفترة فستكون بالغد فلم استطيع الصبر أكثر من هذا .
عدت إدراجي الي الفراش تتأكلني نيران الفضول والثأر لذاتي إذا ما كانت خيانة .
فور استماعه لخطوات قدومه أغلقت عيوني ودثرت نفسي بالغطاء جيدا مدعية الشعور بالبرودة .
تمدد بجانبي وأخذ يمسد على ذراعي دون أن ينطق بدأت يده تزيل الغطاء من فوق راسي ويطلع قبلاته الحارة على وجنتي مع شعوري بالاشكئزاز حياله فلم اطيق اقترابه بالإضافة إلي أنني لم أريده أن يشعر بتغير لاطقطق بشفتي مدعية النعاس والاجهاد قائلة / بس يا مازن انا تعبانة اوي بجد وبردانة .
نكزني بكتفي لينفث عن غضبه قائلا / هو انا كل ما اقرب منك تقوليلي تعبانة انا زهقت بقى .
لم اطيق الصبر أكثر من هذا ولم استطيع السيطرة على اعصابي لاعتداء فورا ووجهي يملؤه الغضب وتحدثت بعصبية قائلة / هو انت تقعد على الموبايل بالساعة والمفروض انا افضل مستنياك بالسرير منتظرة السلطان يحن عليا ويجي يدفي فرشتي!؟
هو في ايه بالظبط انا اللي عايزة افهم؟
يعني ايه بقالك برة ساعة وجاي دلوقتي تتكلم وتزعل لا والمفروض كمان اكون جاهزة ومستنياك ومعترضتش انك حتى مبتحاولش تفوقني بكلمة أو حتى تسال عليا لا داخل عايز غرضك وخلاص!؟
هتخليني اتكلم ليه كلام ملوش لازمة دلوقتي.
تحدثت كثيرا والأغرب أنه لم يحاول ايقافي أو حتى تصحيح ما تفوهت به بل على العكس حاول تهداتي بحجة أنه مجهد قائلا / طب اهدي اهدي انا كنت قاعد برة بريح رجلي وجسمي وكنت فاكرك سهرانة معرفش انك تعبانة خلاص حقك عليا.
ثم ربت على كتفي قائلا بهدوء غريب / انتي فعلا بتتعبي طول اليوم ريحي يا حبيبتي ولا يهمك.
هدوءه هذا اثار لدي الشكوك أكثر فحديثي كان بمثابة إثارة غضبه ربما اراحني واراني ما كان يشغله عني ولكني وجدته يحاول إنهاء الأمر مما جعلني أصر على معرفة ما يحاول أن يخفيه لذلك لم أكثر بالحديث فالكلام هنا لم يجدي لاتمدد مرة أخرى معطيه له ظهري دون تغطية رأسي هذه المرة فلم احتاج الآن للاختباء منه.
………………..
في الصباح أتممت روتيني وانا متحفزة لنهاية اليوم لاتمام ما نويت عليه فلابد من معرفة كل شيء واليوم والا لن يكون لدي مخزون من الصبر أكثر من ذلك.
ذهبت للعمل وقبل الدلوف وجدت زهرة تنتظرني وكنت اعتقد انها ستتاخر قليلا ولكن واضح ان القلق يأرق مخدعها لذلك أتت مبكرا .
ألقيت عليها التحية وخلفت مكتبي وهي تتبعني لاخبر العم مصيلحي بإعداد القهوة وعصير الليمون لزهرة .
بعد التحية بدأت القي عليها بعض الاسيلة حتى تكتمل الصورة لدي قبل أن اخبرها بالحل / قوليلي يا زهرة انتي جربتي تستعيني بجوزك في أي مشكلة قبل كدة ؟
ضيقت عيونها كالتي تحاول تذكر حدث ما ثم بدأت بالتحدث / هو مش بالظبط بمعنى اني كنت ببداية جوازنا بحاول احكيله عن يومي بس مكنتش بحس انه بيهتم أو حتى بيعلق علي اللي بقوله ،
ولما كنت اطرح عليه موضوع محيرني كان كلمته بتحبيني اكتر ، كان يقولي اعملي اللي يريحك ، ميعرفش اني بساله لاني محتاره مانا لو عارفه اللي يريحني كنت عملته ، فاضطريت افكر لوحدي واقرر لوحدي واتصرف كمان لوحدي ولما كنت بحكيله عن المشاكل واعاتبه علشان كنت عايزاه معايا يرد رد عادي جدا يقولي برافو انا واثق فيكي وعارف انك بتتصرفي.
طرقعت باصابعي بوجه زهرة وكأني بهذه الطريقة أسلط الضوء علي المشكلة لاقول لها / هو ده ، انتي وصلتيه أنه واثق لدرجة مش شاغل باله بيكي ولا بالاولاد عارف انك في كل الحالات هتتصرفي حتى موقف حفلة المدرسة اتصرفتي ومستنتيش بالرغم أن لو كنتي استنيتي خمس دقايق بالظبط كان هو هيتصرف .
تسرعك في كل المواقف واتخاذك للقرارات وتنفيذها خلاه شالكم من باله خالص وانتي مع ثقل المسؤوليات بدأتي تحسي بالخنقة لحد ما وصل الحال انك بتفاضلي ما بين انك تدفني نفسك وتكملي تضحية أو تلغي كل اللي فات وتلتفتي لحالك بس .
تحدثت وشعرت كأنني اتحدث عن ذاتي فأنا أيضا أسير بنفس الدرب فقد أشعرت زوجي انني قادرة على كافة الظروف والمشاكل واستطيع التصرف بدونه .
انتبهت على سؤال زهرة وهي تقول / طب والحل ؟
نظرت لزهرة وانا اتخيل ذاتي انظر بالمرآه وتحدثت فائلة / لازم جوزك يعيش مشاكلك ومشاكل الاولاد ، لازم تقحميه بالذوق او حتى بالعافية في حياتكم علشان الحياة الزوجية مشاركة مش كل واحد يحاول يحسس التاني انه قدها لازم كل واحد يحتاج التاني في نقطة ما ولازم تحسسيه انك محتاجاه علشان يحس انه له لازمة بحياتكم فيشغل تفكيره بيكم قبل ما حد تاني بجي ويشغل فكره الخالي ده .
قطبت زهره حاجبيها تسال بغير وعي / نعم مش فاهمة مين هيشيل باله.
أدركت حينها اني خلطت الأمور ببعضها ولكن لا يهم فهي أيضا تستحق النصيحة لاكمل حديثي / اقصد يا زهرة الراجل بطبعه بيحب يحس انه مسيطر وده مش هيحسه معاكي لو لقى انك ركناه وبتتصرفي ساعتها ممكن ينشغل بواحدة تانية تشغل وقته وفكره فاشغليه حتى لو مش بيسمعلك حاولي تقحميه بمشاكلكم حاولي تحسسيه انك مش عارفة تتصرفي وهو المنقذ ساعتها هيتصرف مهما كان الموضوع .
رمشت زهرة باهدابها تحاول أن تتفهم ما تريد شروق قوله لتسال قائلة / قصدك أقوله على مشكلتي وممكن يلاقي حل؟
ابتسمت لادراكها مغزى حديثي لاستطرد قائلة / بالظبط وياريت وانتي بتقوليله شيلتي ماسك الجدية وتحمل المسؤولية من على وشك وتحاولي توصليله تعابير الضياع اللي واضحة علي وشك ده وشوفيه هيعمل ايه ؟ وطبعا ده معناه أنه لة موافقش زي مانتي متوقعه مقدرش اقولك سبيه لانه اكيد عنده ميرره لكن باكد عليكي بلغيه بالمشكلة بنفس حالتك دي وعرفيه أن كل حيلك انتهت ومنتظرة الحل منه هو .
انتهت مقابلة زهرة بالاتفاق علي التواصل لمعرفة الي ماذا وصل الأمر .
كما تم استأذنها في نشر قصتها بالجريدة حتى تعم الفائدة ولكن تحت اسم مستعار حفاظا علي سرية حياتها رحبت زهرة بالفكرة من أجل استفادة الآخرين وبالفعل بعد أن انصرفت شرعت في كتابة المشكلة والحقتها بالحل المطروح من جهتي ، ثم ارسلتها لرئيس التحرير الذي وافق عليها سريعا واعطى أمر نشرها بعدد الغد .
بعد أن انهيت كل ذلك شرعت بالبحث عن مشكلة أخرى ولكني أردت الجلوس قليلا بمفردي لارتب افكاري واتذكر ما تحدثت به مع زهرة وهل انفذ شئ منه ام لا ؟!
وجدت انني لم انفذ اي شئ ووقعت بخديعة الاستقلالية لارى الناتج وهو رفع يدي مازن عن كل شي يخصني أو يخص الاولاد بحجة أنه واثق بي وفي الحقيقة هو أراد لنفسه ولفكره الراحة فإذا ارتضيت انا بالمشقة فليتخذ هو الجانب المريح هكذا توصل تفكيري ولكني قررت بعدم الاستمرار بالأمر وسأصلح كل ما تم لاعود وارتب اولياتي من جديد حسب منظوري الجديد لشخصية الرجل والمرأة ولكن يجب ان اصل للحقيقة قبل أن ابدي اي تنازل .
بعد أن فكرت قليلا شرعت بتقديم طلب اذن للخروج مبكرا عن موعد انتهاء عملي وتوجهت لاقرب صيدلية أبتعت منها عقار مهدأ قليلا وباسط للعضلات كام الطبيب يعطيه لي حين اشكوا من ألم برقبتي ولكن طلبت التركيز الأعلى له ليسألني الطبيب بالصيدلية / حضرتك واخدة العلاج ده لي ؟
لاجيبه بكل بساطة / عندي غضروف برقبتي والدكتور كتبهولي بس الروشتة بالبيت وقولت اشتريه قبل ما اطلع.
أراد الصيدلي أن يلفت انتباهي لاعراضه قائلا / طب حضرتك عارفة استخدماته علشان ده بينيم يعني مينفعش تاخديه وانتي سايقة أو وانتي بتعملي الاكل مثلا .
ابتسمت بكل اريحيه واخبرته قائلة / طبعا عارفه انا مش اول مرة استعمله متقلقش باخده بالليل قبل ما انام.
اخيرا قدمه لي الطبيب وتوجهت للمنزل بعد أن اشتريت مستلزمات الغداء لاعده لحين حضور الاولاد فاليوم قد عدت مبكرا ويجب أن اعد لهم وجبة شهية تعجبهم وتحوذ على إعجاب زوجي الحبيب .
شرعت بعمل أكثر الأكلات المحببة لديه الا وهو المحشي فقد اشتريت الكوسة والباذنجان جاهزين للحشو والفلفل بسيط اعدت الخلطة ووضعت الدجاجة بالماء المغلي بعد أن اضفت بعض النكهات للماء حتى يصبح الحساء الذ مما يمكن ولحين اكتمال نضج الدجاجة كنت انا قد انهيت الحشو لابدا في طهو المحشي وإعداد حساء اللسان عصفور .
انهيت كل شئ ولا اعرف لماذا هذا الشعور بالراحة برغم أن هذا الطعام ينهكني للغاية .
حضر الاولاد وقدمت لهم الطعام بكل حب وشرعت معهم بعمل الواجبات المنزلية بذهن مشتت فقد انتابني بعض الاحساس بالرهبة ، ماذا لو لم يتحمل جسد مازن هذا المهدا وحدث له مكروه .
بدأت الهواجس تلعب بعقلي لانفض عن فكري هذا الجنون ولكني تذكرت حين كان يشعر بتصلب في عضلة رقبته حيال نومه الخاطئ بيوم من الايام وطلب مني قرص من عقاري حينها أخذ القرص ولم يحدث اه شئ سوى أنه غط في نوم عميق لابتسم مجددا ويرتاح قلبي إذا ساعطيه من عقاري ولا احتاج للعقار الأعلى تركيزا فلا اعلم مدى تأثيره وليريح رقبته قليلا ولاريح انا قلبي كثيرا .
انتهى اليوم وجلست انتظره كما اعدت لذاتي قدح من القهوة لازيد من تركيزي وابحث جيدا .
حضر مازن وكعادته مؤخرا دلف للمرحاض بهاتفه وبدأت انا بإعداد الطعام ثم وضعت بطبق الحساء الخاص به قرص واحد من العقار الخاص برقبتي ثم طرقت علي باب المرحاض لاخبره بأن الطعام قد أعد وأنه يجب تناوله ساخنا .
خرج مازن بوجه مبتسم وحين رأى طعامه المفضل نظر تجاههي بسعادة بالغة وهو يمدح بي / ايه الجمال ده محشي وشوربة وفراخ لا دانتي راضية عني بقى .
ابتسمت له ابتسامة واسعة من أثر تعليقه الاخير وانا أعلق قائلة / طبعا بة حبيبي راضية عنك ومش اي رضا ، يالا كل اكلك عقبال ما ادخل البس ناوية اسهر معاك النهاردة.
فرك كفيه ببعضهم ثم صفق مهللا / كمان لا ده كدة النهاردة يوم سعدي .
وبدأ بالطعام سريعا والتفت انا لادلف لغرفتي وهو ينتابني شعور غريب فللوهلة شعرت بالخزي من نفسي فبشئ قليل استطعت أن اغير من اسلوبه الجاف بل واشعرته بالسعادة ليصلني عدوى السعادة من خلال ضحكته لاقرر التراجع عن مخططي فمن الممكن أن اجذبه الي مرة أخري بدون أن ازرع بذرة الشك بيننا لالتفت وأعود سريعا لأخذ طبق الحساء تحت أي مبرر فأنا اعلم أنه لا يشربه في بداية طعامه .
خرجت إليه مجددا وقبل أن انطق وجدته قد انتهى من طبق الحساء كله عاقدا جبينه وهو ينظر لي سائلا/ في ايه يا شروق جعانة هتاكلي معايا ؟
اذرأ ريقي ورميت باهدابي وانا انفي برأسي ثم سحبت مئزرا ورقيا من جواره وانا اقول / كنت محتاجة منديل ، بالهنا والشفا.
وعدت ثانية الي غرفتي يتاكلني الشعور بالذنب فلماذا لا افكر في هذه الطريقة السلمية من قبل واستغلتها لعودة الحياة مرة أخرى بيننا أو لفتح باب المناقشة عن سبب نفوره وتغيره تجاهي !؟
ولكني أقنعت حالي بأنه لا يصدقني القول اذا ما كانت هناك أي نزوة قد وقع بها لاحسم أمري بأن ما حدث قد حدث ويجب استغلاله الآن لاستقيم وارتوي قميص باللون الارجواني حتى وجدته قد اتي للغرفة والابتسامة الحالة تزين ثغره وهو يمسك بكف يدي ويديرني كالعصفورة بيده متغزلا بكل أريحية/ يااااااه وحشني الجمال ده اوي ، وحشني القمر ده يكون بين ايديا ، وحشتيني اوي يا شروق .
شعرت بخفقان قلبي يزداد فمنذ زمن لم تطرب اذني بعذب كلماته .
كاد ان يقترب مني ليقبلني ولكنه فجأة أغلق عيونه ضاغطا عليها بشدة اضطربت قليلا لاسأله / مالك يا مازن .
امسك برأسه وهو يقول / مش عارف حسيت بدوخة بس .
أوصلته للفراش فأنا اعلم ما ينتابني حين التقط هذا العقار وساعته في التسطح علي الفراش وانا اقول له / ريح شوية عقبال ما اشيل الاكل وارجعلك.
وقد كان فهو لا يحتاج سوى دقيقة واحدة من أن يسلم عقله للنوم ويقوم العقار باستكمال الأمر.
خرجت لازال بقايا الطعام وغسلت الأطباق الخاصة به وعدت للغرفة لاجده في سبات عميق وقفت أمامه لحظات استرجع ذكرياتنا معا وكيف كان معجبا بي بشدة ومعجب بشخصيتي القوية ،
ظللت اهيئ عقلي بما سأراه فقد شعرت بالسعر لمجرد اكتشاف لحقيقة خيانته .
جلست بجواره اتحدث إليه/ طب لو طلعت خاين فعلا هل هقدر اسامحك ؟
طب تفتكر ادور وارتاح ولا اخذيني زي مانا محتاره وفي شك دايما .
ثم توقفت ثواني اراجع ما قلته لاستطرد قائلة وكاني احدثه ويجيب علي / بس على فكرة في الحالتين مش هرتاح بس علي الاقل اعرف لاي مستوى كنت مغفلة .
عقدت العزم لامسك هاتفه بأيدي مرتعشه خوفا من الصدمة ثم أمسكت يده ووضعت اصبعه محل البصمة ليفتح الجهاز امامي بكل أريحية.
بالكاد ابتلعت لعابي وانا اجلس وممسكة جهاز زوجي مفتوح بين يدي ، امامي الفرصة التي تجعلني التقط دليل خيانته ولكن ثم بعد؟ لم اجد إجابة لسؤالي وع ما علي ترك الإجابة هذه لحين الوصول للدليل فعلى حسب مدى خيانته سيتم اتخاذ القرار .
ولكني الان لم استطيع ان اتفقد هاتفه بجواره لاتخذ قراري بالخروج للردهه حتى أشعر بالراحة قليلا واستطيع التصرف بعيدا عن هيئته المثيرة للإحساس الذنب لدي .
فور أن استقمت انتفضت على إثر ………..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كانت أنثى)