رواية كانت أنثى الفصل الرابع 4 بقلم لولي سامي
رواية كانت أنثى الجزء الرابع
رواية كانت أنثى البارت الرابع
رواية كانت أنثى الحلقة الرابعة
يظنون أن حياتي جميلة وسلسلة
لمجرد أنني لم اشكو لهم يوما
ولا يدركون كم عانيت لتبدو أمامهم هكذا
ولكني أردت تثبيت هذه الصورة بذهنهم
فإن لم تكن الحقيقة فيكفي أن ظاهرها جميل.
تتابعت الحياة على نفس الوتيرة استيقظ مبكرا واوقظ ابنائي لاعدهم للمدرسة.
ثم اذهب للعمل ليستغلني زملائي الذين يدعون عدم تمكنهم من اللغة ،
إذا كيف كانوا يكملون عملهم قبل أن انضم إليهم ؟
ولكن هذه ليست مشكلتي ماداموا يتركون لي قليل من الوقت لاتابع مشكلة هناء……
أو على حد علمهم لاستطيع تجميع قدر وافي من المعلومات والتي سأعود بها قريبا لمنصبي وحينها ساتركهم بلا هوانه….
بدأت بالفعل تنفيذ فكرتي وهى ان اتواصل مع زميلة لي بقسم الشكاوي لأطلب منها كل الشكاوي الذي تتعلق بتيهة المرأة عن ذاتها ..
ليست شكاوي تسال عن رأي الشرع أو القانون فهذا القسم لهم المسؤولون عنه .
تفهمت دعاء الأمر وبدأت بتصنيف الشكاوي لديها وبدأت انا باستلام بعض منها وبالكاد استطيع اللحاق بساعة اقرا بها باقي مشكلة هناء وادون ملاحظاتي مع كل جزء.
ولا اخفي عنكم أمرا احيانا كانت شكواها تمسني شخصيا ….
فحياة المرأة العاملة ذو الدخل الضعيف أو المتوسط تقريبا متشابهه …..
بدأت بعد يوم مضني الوصول لمكتبي والاختباء بذاتي قليلا وأخرجت دفتري لادون به ملاحظة عن الجزء السابق / هناء مثلها كمثل اي موظفة!!
وقتها ليس ملكها فما دام ارتضت بالعمل فلترضى بمتسلطين آخرين غير زوجها ….
يمارسون عليها سلطاتهم…
وليس بيدها سوى محاولة التوفيق بين أوامر السلطات مع اختلاف مراكزهم .
ثم بدأت باستكمال قراءة الخطاب …
………………
بعد أن حاولت التصرف في حال الأبناء جلست وانا اشعر بضيق شديد واختناق من كم الأصفاد التي تكبل عنقي
بينما عادل بعد أن أغلق معي شعر أنه كان عصبي أكثر من اللازم…
فلو كان فكر قليلا لتوصل الي أنه من الممكن التأخير عن ميعاد الحصه ولو قليلا …
ويحضر الاطفال ويودعهم عند جدتهم لحين حضور والدتهم لهم.
لذلك اجري اتصال بهناء يخبرها أنه سيذهب للاطفال وان لا تقلق…
فور اتصاله بها فتحت الخط دون أن تدري أنه زوجها فقد اعتقدت أنها والدتها وارادت طمانتها ولكن فور سماع صوته رفعت الهاتف عن أذنها ناظره
للشاشه التي تحمل اسمه وصورته فزمت شفتيها موبخه ذاتها أنها لو كانت علمت أنه المتصل ما كانت أجابت من الأساس فقالت له بنبرة يبدو عليها الغضب / خير يا عادل عايز ايه؟
تنحنح عادل وحاول التحدث بصوت حاني ربما اصلح ما أفسده منذ قليل / حقك عليا يا هناء ……
اتعصبت عليكي شوية .
ثم حاول تقديم مقترحاته قائلا / بصي انا هروح اجيب الاولاد واوديهم عند والدتك وهرجع شغلي علي طول ان شاء الله.
اغتاظت هناء أكثر فهذا الاقتراح الهائل لم يحتاج منه كل هذا الوقت من التفكير فقالت بلهجة حادة/ لا الف شكر لسيادتك..
انا اتصرفت خلاص…
وماما راحت تجبهم.
زم عادل شفتيه وتعجب من سرعة تصرفها فلم يتعدى سوي عشرة دقائق!!
كيف فكرت وقررت ونفذت ما توصلت إليه في هذه المدة القليلة؟؟
فقال بعدم تصديق/ ليه كدة يا هناء ده والدتك تعبانة!؟
ويا ليته لم يبدي ملاحظته وكأنه فتح بتعجبه وسؤاله الاستنكاري ابواب غضبها لتنطلق قائلة بغضب/ مش انت اللي قولتلي ولادك ومسؤوليتك واتصرفي ؟؟
واديني اتصرفت يا استاذ …
كنت عايزني استنى لما سيادتك تهدى وتفكر هنعمل ايه في الاولاد واسيبهم واقفين في الشارع ؟؟
وللاسف مكنش قدامي غير اني اسيب ولاد الناس وحد فيهم يحصله حاجه واروح في داهية علشان اروح الحق أولادي …
يا اما اخر حاجه أني اتعب حد من اهلي علشان يجبوهم بدل ما اسيبهم في الشارع …
اصل ابوهم قالي دول مسؤوليتك وكأنهم مش مسؤولين منه برضه.
استمع عادل لحديثها بل لخطبتها التي نهرته بها ولكنه لم يعترض فهو يعلم أنه أخطأ بحديثه هذا….
ليحاول مرة أخرى أن يهدأها فقال لها/ حقك عليا مرة تانية كنت متعصب ومش عارف بقول ايه.
لم تجيبه بل ظل الصمت بينهم ليبادر هو بالاعتذار ثانية مع تقديم مقترح صغير قائلا / خلاص بقي متزعليش….
ويا ستي لو عايزاني اروح اخدهم واعملهم اكل هعملها.
تعلم هناء أنه قال ذلك من باب المجاملة ولم يقصد فعلها نهائي لذلك أرادت أن تنحيه من الحرج فقالت له/ خلاص يا عادل الاولاد زمانهم وصلوا عند ماما واكيد هتاكلهم …..
شوف شغلك انت وعن اذنك علشان اشوف شغلي.
وأغلقت الهاتف قبل أن تستمع لرده…
أرادت أن ترد له فعلته ولكنه لم يهتم لهذه الحركة فقد اعتقد انها لم تقصد أن ترد له ما فعله وأكمل يومه الطبيعي.
اطمأنت هناء على الاولاد أنهم وصلوا إلى منزل جدتهم فهدات قليلا حتى بدأت مدرستها بتقديم عرضها والتي كان عرض على اغنية (البنات الطف الكائنات )
وبدأت البنات تتراص على المسرح وعند استماع هناء لاسم الأغنية ضحكت ساخرة ثم قالت متمتمة بصوت هامس/ ماهم مبيفضلوش لطاف بيتحولوا مع ضغوط الزمن.
بدأت الموسيقي تصدح بالارجاء لتعود هناء بالزمن وهي طفلة بريئة لم تعي معنى المسؤولية أو عناء الحياة فبدأت تداعبها الذكريات بعدة مواقف واحداث بطفولتها فلطالما كانت تحب هذه الأغنية وتتغني بها في طفولتها ..
والأمر التي ينخر بعقلها أنها كانت مقتنعة بها اقتناع كامل بل وتتفاخر كلما تسمع من الأغنية جملة (البنت زي الولد).
بدأت تنسجم مع موسيقي الأغنية بل وتتفاعل معها فبدأت أقدامها تدبدب بنفس وتيرة الأغنية ووجهها يبتسم تلقائي ولكن عندما استمعت لجملة/ البنت زي الولد مهياش كمالة عدد في الاحتمال والجلد .
ضحكت ساخرة ثم تمتمت قائلة/ من ناحية احتمال وجلد عدناهم والله…..
لكن زي الولد ده معتقدتش دانا نفسي متمرمطتش زيه ويكون همي شغلي وبس.
ثم بدأت تنسجم مرة أخري مع الاستعراض ولكنها الآن تستمع للأغنية باذن متغيرة عن ما كانت تستمع لها وهي طفلة …
فالان هي ناقدة للمفهوم الخفي بالأغنية فالود ودها أن تصعد على المسرح وتنصح كل من يستمع للأغنية.
فتخيلت نفسها تصعد على المسرح وتمسك مكبر الصوت قائلة/ لازم تعرفوا يا بنات أن ده عباره عن أغنية حماسية ليس إلا ،
بمعني أنها اتعملت لهدف ولزمن معين زمن كانوا الناس بيستعروا من خلفة البنات ….
والبنات نفسها كانت بتحس أنها غلطة لمجرد أنها اتولدت بنت…
فكانت الأغنية ده بمثابة دعوة أن محدش يخجل أو يستعر أنه خلف بنت لأن وقتها كانت خلفة البنات عار ….
فكان للاعلام دور انها تقول ان البنت ممكن تشرف اهلها،
لكن مش مقصود من الأغنية انك تقحمي نفسك بالمشاكل علشان تبقي زي الراجل ،
لان ببساطة في فرق بدني ..
وتحمل المشقة احنا ممكن نستحملها…
لكن مش مجبرين نتحملها الا للضرورة القصوى…
غير كدة البنت لازم تفضل رقيقة ومتضغطش على نفسها ومش لازم تقلد الرجالة وتنافسهم علشان تثبت ذاتها،
بالعكس البنت ممكن تثبت ذاتها في رقتها وجمالها…
وادابها وتعليمها لأولادها …
مش أنها تبقي زي الراجل
لأنها هتتصدم لما تلاقي أن اللي بتعمله ده كله علشان تعجب الراجل وتثبتله أنها اد المسؤولية …
هتلاقي نفسها حملت نفسها اكتر من اللازم وهتنسي أنها بنت وكمان الراجل هيسيبها ويدور على انثى بجد مش متشبه بالرجال.
فاقت هناء علي يد تهزها فكانت زميلتها قائلة/ ايه يا بنتي كنتي سرحان في ايه ؟
عماله اقولك يالا الاستعراض خلص والبنات اتكرموا ،مش كنتي مستعجلة.
اومأت هناء بصمت ثم استقامت تحمل حقيبتها وبدأت في رحلة العودة وتسليم التلاميذ لاهاليهم ثم اتجهت إلى منزل والدتها ..
لاستلام أطفالها متجهه الي منزلها مع اذان المغرب.
ولأن الوقت قد انقضي كما انقضت طاقتها فقد ابتاعت طعام جاهز ولكن بمستوى معيشتهم أكلة شعبية يطلق عليها اسم ( كشري ) قبل صعودها للمنزل وقدمته لاطفالها ….
كما تركت علبة لزوجها بينما اعدت لذاتها فنجان من القهوة فهي لم يعد لديها أي شهية للطعام .
حاولت استجماع طاقتها وجلست مع أبناءها تحاول أن تستذكر لهم بعض الدروس المتاخرين بها حتي انتهت كما انتهت طاقتهم مستجيبين للنوم .
واذا بعادل يصل متأخرا فاستقامت تعد له علبة طعامه بوجه مقتضب ولكنه حاول مصالحتها فامسكها قائلا/ رايحه فين؟
هناء بوجه عابس/ رايحة اجبلك الاكل مقدرتش اعمل اكل علشان روحت متأخر فاشتريت كشري .
زم عادل شفتاه فهو يقضي كامل يومه على طعام الشارع على أمل أن يعود ويجد طعام بيتي يمده بالطاقه …
ولكنه لم يريد أن يوبخها اليوم فيكفي ما صدر منه بالصباح ليقول لها بعد ما حاول الابتسام بصعوبة قليلا/ ولا يهمك المهم انكم بخير.
قضبت هناء حاجبيها بتعجب واندهاش وفكرت أنه يقصد هدف ما فقالت له/ عادل لو عايز حاجه بعد الاكل انا مش قادرة بجد مرهقة جدا وجسمي مكسر…
وكمان مش هقدر اصحي بدري عن ما بصحي علشان اتشطف واسرح شعري ..
فلو سمحت سيبني انام والحق اريح جسمي الساعتين دول قبل ما ادخل في المفرمة من جديد.
قبل عادل جبينها قائلا/ لا يا حبيبتي مش عايز حاجه انا بس مضايق من نفسي من اللي قولته الصبح فقولت اعتذرلك لو لسه زعلانة.
التوي ثغر هناء مندهشا ثم قالت /ولا يهمك يا عادل انا تقريبا اتعودت ،تصبح على خير.
ثم توجهت إلى فراشها وهي تفكر كيف يهدأها بهذه الطريقة من مجرد اعتذار هل هي طيبة ام ساذجة وهل هو يستغل هذه الطيبة أو السذاجة أم أنه يتعامل بطبيعته.
لكم أخطأ بحقها الالاف المرات وينهي كل موقف باعتذار….
وللحق يبدو عليه التأثر وهو يعتذر لتصدقه وكأن شئ لم يكن….
ولكن اكتفت وطفح الكيل فلم تعد تتحمل حتى الاعتذار بدون تغيير فليس له داعي.
لم تستطيع التفكير طويلا فانهاك جسدها جعلها لا تشعر متي غفت أو كيف غفت …..
انتهي يومها الملئ ليستعد جسدها لاحداث يوم اخر ملئ أكثر بالاحداث المختلفة.
………………………………
أنتبهت علي من يوكزني فقد اصبحت العادة أن تمر دعاء تخبرني بانتهاء ساعات العمل بعد أن كنت أنا من أخبرها بل واسحبها خلفي نهرول سويا .
عدت بشمس ابنتي التي فجأة ادعت الإرهاق لتجبرني على حملها ،
بالكاد حملتها وصعدت بها الدرج وانا الفظ انفاسي الأخيرة
وصلت وارتميت بأقرب مقعد ثم بدأت انفاسي تهدأ لابدا بالكاد لملمة الفوضى بالمنزل سريعا ….
لحين وصول الاولاد انشغلت قليلا بالتنظيم ولم اشعر بالوقت لأجد الوقت قد مر والاولاد لم يعودا بعد.
بدأ القلق يتسرب لقلبي لامسك بهاتفي واحادث مشرفة الحافلة ولكنها لم تجيب علي ….
تعجبت وقلقت أكثر لاهاتف سائق الحافلة ربما من ضجيج الاولاد بالحافلة لم يستمع لاتصالي .
بعد محاولة أخرى التقطت انفاسي حين أجاب علي السائق وبعد التحية والسلام سألته / اتاخرتوا ليه يا عم خالد ؟ انتوا فين دلوقتي ؟
سمعت تعجبه من نبرة صوته قبل كلماته / انتوا فين!!
انا روحت بيتي بقالي ربع ساعة
هو مش حضرتك اخدتي الاولاد !؟
توقف الهواء حولي كما توقفت قدماي عن التحرك…
فلم أجد الأكسجين لاتنفسه وربما توقفت الرئة علي استخلاصه ….
ولكن كل ما شعرت به هو ان قلبي اصبح في الهاوية فقد انقطعت عنه كل سبل التنفس .
رمشت باهدابي عدة مرات ربما استمعت خطأ لاكرر سؤالي / هو الاولاد مش معاك يا عم خالد .
ليتحدث بكل ثبات / يا استاذة شروق بقول لحضرتك انا روحت ومفيش حد في الباص حضرتك ممكن تتاكدي من والدهم يكون اخدهم وانا هكلم المشرفة تاني يمكن افهم منها .
هاجت اعصابي وتتابعت انفاسي لاهدر به وانا أدلف لغرفتي ارتدي ملابسي على عجل قائلة / يعني ايه روحت؟…
يعني ايييه ؟…
مش واجبك تمم علي الاولاد اللي معاك قبل ما تمشي .
_ حصل يا استاذة والله حصل…
وانا فاكر كويس أن انا وسماح دورنا عليهم كويس ولما ملاقنهمش قلنا إن سيادتك اخدتيهم …..
حتى سماح كانت مضايقة جدا أن حضرتك اخدتيهم من غير ما تبلغيها .
_ بأعلى صوت لدي نهرته قائلة / ومتصلتش ليبيه تتاكدوا قبل ما تمشي من المدرسة ؟؟
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم…
والله لو الاولاد حصلهم حاجه والله العظيم كمان مرة ما هرحمك لانت ولا المشرفة .
حاول تهدأتي برغم صوت القلق الصادر منه / اهدي يا استاذه شروق ….. وان شاء الله خير……. ويكون والدهم أخدهم …
… انا بس عايزك تتاكدي من والدهم وانا هرجع المدرسة حالا علشان اتاكد من الموضوع.
لم انتظره ينهي المكالمة بل أغلقتها لأحادث مازن وانا امسك بحقيبتي وشمس ابنتي واقف على باب الشقة انتظر رده وأدعو بل اتمنى أن يجيبني هذه المرة فقط …
حتى اعرف ما يجب علي أن اتصرف هل الاولاد معه فعلا ام احاول إنقاذ الكارثة .
كل هذا وانا احاول طمأنة قلبي الملتاع وأهدأ حالي أنهم بخير .
لم يجيبني لاتخذ قراري ويبدا عقلي بالتفكير سريعا جدا ….
فلم يعد هناك متسع من الوقت لانتظار إجابته فكل دقيقة تمر معناه الخطر يزداد على اولادي.
فكرت انني احتاج كامل طاقتي وسرعتي…
وابنتي تعيقني فتوصلت إلي أن أودع ابنتي لدى جارتي لاستطيع التحرك سريعا…
برغم أنني لم اعرف الي اين ساتحرك ولكن ليس هذا ضروري الان الاول اخفف حمولتي وسازرع بقاع الأرض ذهابا وإيابا .
بالفعل أودعت ابنتي لدى جارتي وانطلقت اهرول على الدرج وانا اكرر الاتصال بمازن والحمد لله أجابني بعد المرة الثالثة ربما استشعر من تكرار الاتصال بقلق لذلك أجاب علي / خير يا شروق عندي ش….
لم انتظر جملته لاساله واخبره بشكل سريع/ عندك شغل !! يعني الاولاد مش معاك ؟؟
الاولاد مرجعوش من المدرسة يا مازن.
نطقت باخر جملتي بصرخة تزامنا مع خروجي من الشارع متحاشية نطق مصطلح اخر غير كلمة لم يعودوا .
فور استماع مازن لجملتي وكاني تصورت حاله بأنه توقف عن ما يفعله واستقام مكانه يلملم متعلقاته قائلا لي / يعني ايه مرجعوش ؟؟ الباص مجبهمش ليه ؟
لم اجد ردا مناسبا غير كلمة / معرفش معرفش .
نظرت يمينا ويسارا لابحث عن سيارة أجرة ….
فإذا بسائق حافلة اولادي يتصل بي لاغلق مع مازن وأخبره بأن عم خالد يحادثني .
أجبت على عم خالد الذي طمأنني قليلا / خلاص يا استاذة شروق لقناهم في المدرسة ….
اتصلت بالبواب وقالي أن في واحد اسمه مروان بيلعب في الحوش….
خليكي انتي انا اصلا رايحلهم وقربت اوصل .
لم أنكر أن اعصابي هدأت قليلا ولكن بداخلي قلق لا اعرف مصدره .
حاولت تهداة حالي بان السائق وجدهم وخلال ربع ساعة علي الاكثر ساحدثهم لاطمئن…
ولكن مازال القلق يعتريني لاقرر عدم الصعود للمنزلي الا بأولادي….
فسأنتظر مجيئهم بالشارع..
لم أكاد التقط انفاسي لأجد مازن يحدثني / خير يا شروق عم خالد قالك ايه ؟
ابتلعت لعابي وأخبرته أنه وجدهم وذهب لاحضارهم لأجد أنفاسه تباطأت قليلا وقال / علي العموم انا جاي في الطريق ولو عايزاني اروح المدرسة اجيبهم انا مفيش مشكلة .
_ لا خلاص يا مازن عم خالد راح وانا مستنياهم بالشارع مش هطلع من غيرهم .
أخبرته بمخططي وأنا أكاد أشعر أن قدمي لم تعد تحتملني بعد….
لأعود للخلف واستند على سيارة مصطفة بالطريق احاول تهداة انفاسي وضربات قلبي التي بالكاد بدأت أشعر أنه عاد ينبض من جديد…..
أغلقت مع مازن وفور قضاء عشرة دقائق أعدت الاتصال بالسائق لأجد الكارثة / مروان اللي هنا يا استاذة مش مروان ابنك وانس مش موجود …….
الاتنين مش موجودين في المدرسة خالص……
…………………………
مين فاكر اغنية البنات الطف الكائنات ؟؟
وايه رايكم في رأي هناء الناقد للأغنية ؟؟
تفتكروا الاولاد راحوا فين أو حصلهم ايه ؟؟
وهل هيلاقوهم ولا لأ ؟؟
للعلم المشهد ده وانا بكتبه تقريبا بكيت لانه مشهد واقعي وحقيقي وحصل معايا ومع اولادي حرفيا ومتمناش يتكرر تاني لاي حد لما له من ذكرى مؤلمة بجد مقدرش انسى حالي وقتها كان إزاي ..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كانت أنثى)