رواية كانت أنثى الفصل الثامن 8 بقلم لولي سامي
رواية كانت أنثى الجزء الثامن
رواية كانت أنثى البارت الثامن
رواية كانت أنثى الحلقة الثامنة
بعد أن عادت زهرة لمنزلها بعد أن انتهت من مقابلة شروق والاتفاق على ما سيكون وانتهت من يومها ومهامها العملية لتنطلق الي مهام امومتها لتذهب لابناءها وإحضارهم للمنزل….
وقامت بكل مهامها من اعداد الطعام واستذكار الدروس بذهن شارد تحاول ترتيب حوارها والوصول لحل إذا ما اعترض زوجها ….
حتى غفت الأبناء وحضر زوجها فرحبت به وقامت تعد له الطعام فتعجب عادل من حالتها فكل يوم يعهدها مقتضبة تعبة ولكن اليوم حالها به تغير غير معتاد…….،
دلف خلفها المطبخ ووقف على عتبته عاقدا ذراعه وساندا بكتفه على الحائط خلفه ناظرا لها سائلا إياها/ عايزة تقولي ايه؟
نظرت له ويبدو عليها التوتر ثم نظرت لما تفعله بيدها قائلة بصوت هامس/ لما تاكل نبقي نتكلم.
اقترب منها وأمسك يدها لتترك كل ما بيدها وادارها لمواجهته قائلا/ وانا مش عايز اكل وانتي كدة….
تكشري وتضايقي وتزعقي اه لكن تكوني مهمومة بالشكل ده مش هرضى.
نظرت له وبدأت الدموع تترقرق بحدقتيها ثم ارتمت باحضانة تبكي كما لو لم تبكي من قبل.
وكأن ببكاءها هذا ترثى وفاة أحد ولما لا؟
وهي تشعر أنها تودع كل أحلامها التي لطالما حلمت بها وتدفن طموحاتها بلا رجعة……
شعر عادل أنها تبكي وتنتحب بحرقة وبطريقة لم يعهدها منها من قبل…..
اخذها وما زالت باحضانه الي اقرب اريكه وجلسا عليها…..
وبقلق عارم بدأ يسألها/ مالك يا زهرة في ايه لده كله؟
وقعتي قلبي يا بنتي قوليلي ليه كل ده؟
حاول أن يفهم منها سبب انهيارها هكذا فأكمل أسئلته قائلا/ الاولاد حد منهم حصله حاجه؟
اومأت بالنفي ومازالت مستمرة بالبكاء.
فأعاد بسؤاله مرة أخري/ مامتك أو باباكي حد فيهم تعبان؟
اومأت بالنفي مرة أخري فأخرج وجهها من صدره وأمسك ذقنها يرفع وجهها أمامه وسألها/ مالك طيب قوليلي فيكي ايه؟
مينفعش تسبيني قلقان كدة!
بدأت تتحدث ولكن بكلمات متقطعة من أثر البكاء فلم يفهم ما قالته ليحاول تهدأتها قائلا/ ممكن نهدى شوية انا مش فاهم بتقولي ايه؟
قالت بتلعثم /جاتلي….. بعثة…… بدبي
قضب جبينه سائلا بتعجب واندهاش/ كل العياط ده علشان جاتلك بعثة!؟
اومأت برأسها نافية ثم قالت/ علشان كل احلامي ضاعت.
وكأن بسؤاله لها أتاح لها فرصة التعبير عما يجوب بخاطرها فقالت /من وانا بنت صغيرة كنت شايفة اني موهوبة….
وكنت بحب الرسم اوي وعلى طول كنت حاسه اني هبقي حاجه.
كنت دائما حاسة اني بنت جميلة وفنانة وجوايا طاقة كبيرة اوي ….
كنت كل لما برسم لوحه افضل ارقص قدامها فرحانة بيها وبنفسي …..
لحد ما بدأت اصحي من احلامي واحدة واحدة …
في الاول فوقت على نتيجة تنسيق الثانويه العامه وبرضه مستسلمتش …..
وبعد كده اتجوزت وحسيت اني القيود بدأت تزيد والظروف بقت اصعب …..
وبعدها جم الاولاد اللي طبعا شغلوني معاهم…..
انا بحبهم وبموت فيهم كمان ولو حد منهم حصله حاجة ببقي هتجنن بس برضو حسيت اني ببعد اوي عن تحقيق حلمي….
وهو اني اكون فنانة معروفة.
سحبت نفسا عميقا لتكمل بينما هو يستمع إليها بكل اهتمام يفكر بكل ما تحمله من ضغوط ….
كان يظنها من ضغوط الحياة ولكنها كانت تصارع أحلامها وطموحاتها بل وأنوثتها احيانا.
بدأت تسطرد في حديثها قائلة/ ده غير الشغل اللي بيحسسني اني بقتل الفن جوايا …..
وكأن مهمتي بالحياة ادخل احتياطي واسكت في العيال عقبال ما يجلهم مدرس لمادة شايفين انها اكتر أهمية ….
متتخيلش كنت بحس بالدنو ازاي.
لحد ما المدير عرض عليا يرشح اسمي في بعثة لدعم المواهب بدبي …..
كنت فاكراها شهر ولا شهرين كبيرها ثلاثة….
بس فوجئت وهو بيحيي جوايا الامل من تاني لاقته قتله في لحظتها لما قالي أن البعثة ممكن تكون سنة أو اتنين وممكن توصل لتلاتة……
ساعتها حسيت زي ما يكون قتلني مبقتش عارفه اعمل ايه؟
لا انا عارفه هعمل ايه !
انا لا يمكن اختار طموحي على اني ابعد عن ولادي.
وبدأت في الانتحاب مرة أخري واستطردت مكملة/ فكرت اقولك نسافر كلنا بس هنضمن منين نلاقي شغل ومعانا الاولاد ليهم مصاريفهم والتزاماتهم ….
من ساعة ما رجعت وانا بفكرلها في حل بس للاسف مفيش غير أتنازل عن البعثة واموت اي طموح جوايا مفيش غير كدة….
مفيش.
واجهشت بالبكاء ثانية واضعة يدها على وجهها ولكنه ظل أمامها يفكر بكل ما قالته ،هو يعلم مدى حبها للرسم،
كما أنه يؤمن بموهبتها بل واحيانا كان يدعمها ،
نعم هو قليل الكلام ولكنه يشعر بها فلطالما كانت له أحلاما وطموحات قام بقتلها بيده ويعلم مرارة هذا الشعور،
فاق من تفكيره ليجدها مازالت تنتحب فضمها الي صدره محاولا تهدأتها وقال/ ممكن تهدي شوية يا زهرة….
انتي فكرتي وملقتيش لها حل سيبيني افكر فيها يمكن الاقي انا!؟
مسحت دموعها ونظرت له بفخر وندم كانت دائما تراه الجانب الصامت السلبي …..
الذي لا يشعر بها ولكنه الآن تراه يشعر بها وبشكل إيجابي اكثر مما تعتقد…..
بل وسيفكر بحل ……
ظلت تنظر بداخل عيونه وهي تبتسم حتي تعجب من نظراتها فسألها/ ايه اول مرة تشوفيني؟
اومأت برأسها فرحة فهي اليوم تراه كما لم تراه من قبل ….
ارتمت باحضانه واحاطت عنقه بيدها ثم قبلته من وجنته ليزداد تعجب عادل قائلا/ كل ده علشان قولت هفكر امال لو لاقيت فكرة هتعملي ايه؟
رفعت كتفيها خجلا فأكمل قائلا/ لا مانا لازم استغل الأمر بما انك فرحانة بالتفكير….
واخد حافز يخليني افكر بجديه.
ثم هب واقفا وانحني عليها واضعا يدا تحت قدمها ويدا أخري خلف ظهرها وحملها لتصدر منها شهقة طويلة ثم دست رأسها باحضانه وهو متوجه بها لغرفتهم وكأنهم عريسان جداد حان وقت إتمام زواجهم.
بعد فترة كانت زهرة قد غفت من أثر الهم والبكاء والتفكير طوال اليوم بينما ظل عادل يفكر بالأمر وقد عزم أمره على شئ ما حتي أنه لم يشعر بحاله وهو يغفو بجوارها.
…………………………………..
فور أن استقمت انتفضت على إثر غلق الهاتف مرة أخرى ….
لانظر تجاه زوجي لاجده يتقلب للجهة الأخرى….
فوضعت يدي علي صدري لاهدأه قليلا وأمسك بيده مرة أخرى افتح الهاتف واتوجه سريعا للخارج لاتفحصه.
جلست بالاريكة وبدأت بتطبيق الواتساب تفقدته كله فلم أجد اي شخص غريب عني …..
الا مجموعات العمل ومن خلال الرسائل المرسلة للتو لهذه المجموعة يؤكد على أن المجموعة للعمل فقط حقا ….
وفعلت نفس الشئ بتطبيق تليجرام ونفس النتيجة اذًا زوجي لا يراسل أو يتلقى رسالة من شخص معين وعلى صلة .
بحثت بصور هاتفه والمحذوفات فلم اجد ما يثير شكوكي ….
حتى انتابني للوهلة الأولى الشعور بالخزي من حالي وكدت أغلق الهاتف …..
حتى تذكرت وسائل التواصل الاجتماعي الأخري لاقرر تفقدها كبحث سريع وكأني اقنع نفسي أنني قد فعلت كل ما علي.
بالفعل دخلت لمحادثات الماسنجر لتتسع حدقتي مما أراه …….
فهو لم يتحدث لفتاة بعينها ولكنه يعلق على قصص لفتيات بعضها تتمايل يمينا ويسارا ….
ليعلق عليها ( جامدة جدا ) .
وآخري تتلفت لتظهر بقصتها جمالها الاخاذ وقوامها الممشوق لاجده معلقًا ( جمال بعد كدة مفيش ).
وآخري تتساءل من أمام المرآه هل انا جميلة ؟
لاجده معلقا ( انتي عديتي مستوى الجمال بمراحل )
واخرى تشكي أنها تعامل من زوجها معاملة سيئة فهل تستحق ذلك لاجده معلقا ( دانتي أميرة وتتشالي علي كفوف الراحة)
والاغرب من كل هذا كم التعليقات التي تتوالى على هؤلاء الفتيات ….
اذًا ليس بزوجي فقط بل هو إتجاه عام للرجال .
أمسكت بقمة رأسي لا انكر ان كل من يعلق لهن جمالهن فائق ….
ولكني انا لم أقل عنهم كثيرا …
كما أنني أتعجب فتفكير مازن لا ينظر للمرآه بجمالها فقط….
اتذكر جيدا أن أكثر ما جذبه لدي هو قوة شخصيتي وعقلي…
فلما الآن ينظر للجمال والرشاقة فقط .
خرجت من هذا التطبيق لادخل تطبيق اسمه كيواي لارى نفس الموضوع يتكرر مع فتيات جديدة باوضاع ومواقف مختلفة ولا يخلو كل تسجيل من تعليق زوجي المشجع والدعم لهن.
وهكذا بتطبيق التيك توك لاغلق الهاتف واضعه بجواري وانا افكر ماذا يريد زوجي من كم هذه التعليقات !
هل ينتظر إجابة من احداهن ليبدا معها علاقة ؟
وهنا اتسعت حدقتي فمعنى هذا أن زوجي لا يخونني لتعلقه بفتاه محددة.
أو أنه إنساق خلف نزوة ما …
ولكنه يخونني لمجرد الخيانة أيعقل هذا !
أنها كارثة.
انتفضت من مكاني لمجرد بزوغ الفكرة بذهني لاتوجه مباشرة لزوجي احاول افاقته ،
اخذت أهزه بل اخذت الكمه بكتفه ولكنه لم يشعر بي ولا بكم النيران المشتعلة بصدري.
حين فشلت في ايقاظه جلست انظر له وعقلي يتساءل لما فعل هذا ؟
ما هو التقصير الذي دفعه لذلك ؟
هل من الأفضل مصارحته ام الانتظار لحين الوقوع في الخطيئة الكبرى وحينها تحدث المواجهه .
ولكن ستكون الخسائر وخيمة .
ظللت على حالي هذا حتى صدوح اذان الفجر لاتوضأ واصلي لعلي اصل للطريق الصحيح .
بعد أن انهيت صلاتي كانت قوايا قد خارت لاتسطح بجواره على الفراش انظر له عن قرب واخر ما طرأ ببالي ما الذي تغير لنصل لهذا المفترق؟
ولم انتبه بعد ذلك الا بصدوح هاتفي معلنا عن ميعاد الاستيقاظ للذهاب للعمل .
بدأ مازن يتململ بالفراش ليستيقظ اخيرا وهو يشعر بالراحة فالعقار قد عمل علي تبسيط عضلاته واسترخاء جسده وكأني قد اهديته هدية جراء الشقاء الذي يقوم به .
بينما انا بالمطبخ أعد شطائر مدرسة الاولاد وجدت من يحتضنني من الخلف ويقبل رأسي معتذرا / حقك عليا يا جميل ، راحت عليا نومه معرفش ازاي !!
بس الظاهر تقلت بالأكل اصلك كنتي عاملاه حلو اوي تسلم ايدك بجد .
حاولت الابتسامة لاجيب على اطراءه العجيب واعتذاره الاغرب منه / الف هنا يا حبيبي ولا يهمك تتعوض المهم ان جسمك ارتاح.
اخذ يتمدد بجسده كله وهو يعلق براحة / جدا يا شروق ….
بجد مش عارف ازاي صاحي جسمي مرتاح كدة!؟
بقالي فترة بصحى مهدود وتعبان بس النهارده صاحي كويس اوي…..
ثم توجه للمرحاض بينما انا صدرت مني ضحكة متهكمة وانا اتمتم لذاتي / دانا فوقته كمان !
بس انا كمان فوقت معاه من غفلتي،
اصبر عليا يا مازن .
ظل كلانا على صمته حتى توجه كلا منا لوجهته المعتادة .
وصلت للجريدة وانا شاردة الذهن افكر في كيفية المواجهه ، فلم أجد سبيل غيرها
…………………………………
باليوم التالي ذهبت لعملها بوجهه مقتضب وملامح يائسة وصمت رهيب غير راغبة باي شئ.
تفعل ما يملى عليها من مهام مهما كثرت وتفاقمت عليها.
فقد سلمت أمرها أن لا مفر أمامها سوى الانصياع لمشيئة القدر .
فقد حسمت أمرها فلم يعد أمامها سبيل سوى أولادها فإما ابناءها وإما أحلامها وهنا لم يعد اختيار.
فالخيار محسوم يكفيها أنها اكتشفت شخصية جديدة بزوجها كانت تظن أنها غير موجودة .
كما أسعدها نظرة الحب والاهتمام التي لمستهم بحديثه فيكفيها هذا….
وتعتبر ذلك تعويضا عن كل ما حلمت به.
قضت يومها ثم أتممت رحلة إرجاع ابناءها من مدرستهم.
وتوالت مهام منزلها بنفس الصمت الرهيب وكأنها بهذه الطريقة توأد أحلامها بقبرها …..
داخل أعماق قلبها ….
وتغلق عليها الف باب وباب …..
وتوصده بمفتاح تحاول التخلص منه.
حاولت إشغال نفسها بمهامها تحاول مرارا وتكرارا عدم الانسحاب بتفكيرها خلف ما تريده….
فانهت اعداد الغداء لتنادي على اطفالها للشروع في المذاكرة لتجد عادل قد أتى بموعد غير موعده المعهود ……
تعجبت و انزوى ما بين حاجبيها وهي تنظر له متسائلة / ايه ده اول مرة ترجع بدري كدة ؟
في حاجة ولا ايه؟
وقف عادل أمامها قائلا/ اه طبعا في ….
دانا كنت عايز اجي بدري عن كدة كمان علشان اقولك على المفاجأة…..
بس لولا اني عملت كذا مشوار كنت رجعت بدري عن كدة ،….
لكن انا حاولت اتصل بيكي بعد ما خلصت الشغل على طول في البيت بس محدش كان بيرد معرفش انك بتتاخري كدة علشان تجيبي الاولاد.
ثم اوقفها لتصبح أمامه ومسد علي كتفها بحنان وهو يقول بتأثر / مكنتيش بتقولي حاجه ولا بتشتكي ….
اه كنتي بتبقي مكشرة بس مكنتش متخيل انك متبهدلة كل ده.
ابتسمت هناء ثم قالت/ ولا يهمك المهم اللي قادر يعمل حاجه يعملها علشان الحياة تكمل ….
مش هنقف لبعض مين عمل ومين معملش.
اقترب منها مجددا وقبل جبينها قائلا/ ربنا يخليكي لينا يارب.
سألته قائلة/ مقولتش ايه هي المفاجأة؟
ابتسم قائلا/ مش انا قولتلك هفكر؟
رمشت باهدابها وازاد ضربات قلبها سائلة بريبة / قصدك علي موضوعي ؟
اومأ برأسه والابتسامة تزين ثغره فاكملت بحماس / ووصلت لحل؟
جلس بالمقعد واضعا قدما فوق الأخري قائلا بفخر/ انتي شاكة في قدراتي ولا ايه؟
هرولت لتجلس بجواره والفرح يتطاير من عيونها وقبلته قائلة/ ابدا يا حبيبي عمري ما شكيت في قدراتك ابدا.
نظر لها مبتسما ثم قال/ وانا علشان الفرحة اللي في عيونك ده…..
وكلمة حبيبي اعمل المستحيل.
اتسعت ابتسماتها غير مصدقة لما تسمعه بينما هو يكمل حديثة بتفاصيل يعلم أنها تسعدها قائلا/ روحت قدمت في إعارة بالادارة واخترت اروح دبي……
وعلشان مقدمتش في إعارة قبل كدة قالولي فرصتي بالموافقة كبيرة وان شاء الله نكون قريبين من بعض أو لو حتى بعاد هجيلك كل اسبوع يعني أن شاء الله هنتصرف متشليش هم …..
التمعت نظراتها واغروقت عيونها بدموع الفرحة لتنظر له بفخر واعتزاز به قائلة/ حتي لو ربنا مارادش، ومسافرناش مش هزعل…..
علشان انا لا يمكن هسافر من غيرك …..
أنا يكفيني محاولتك ده لانك انت هتكون عوضي في الدنيا عن كل احلامي وطموحي…..
ويكفيني اكون جنبك في اي مكان.
ارتمت باحضانه وهي تشعر بسعادة تغمرها برغم احتمالية خسارة حلم عمرها الا أنها شعرت أن العوض يستحق السعادة مهما كانت خسارتها …..
فما وجدته يكفيها وكأنها كوفئت علي كل معاناتها .
احيانا تأتي الأزمات لتظهر معادن من حولك
قبل أن تسلط الأضواء علي المشكلة الحقيقية .
ليتضح بعد ذلك أن المعضلة وحلها يكمن في من حولك فقط .
…………………………………………..
عدت من عملي وانا أعقد النية عن المواجهة الحتمية اليوم ……
فعقلي برغم انشغالي في العمل وفي مهام بيتي واولادي الا ان فكرة الشجار لا تنفك عن ذهني….
بل ظللت اعيد الحوار بعقلي لمائة مرة واضيف لقاموس السباب لدي واتوقع ردود أفعاله وشعوره بالخزي من أفعاله وادرب عقلي وقلبي أن لا ألين مهما حاول من استمالة عواطفي .
انتهت مهام يومي العملية والمنزلية تزامنا مع نوم الاولاد لابدا بتجهيز حالي لما هو قادم وانتظار عودة مازن بفارغ الصبر فنيران الغضب تتأكلني حتى اضاءت بعقلي فكرة يستحسن تنفيذها قبل المواجهه .
فالمواجهة قائمة على مبدأ (ماذا لو )
ماذا لو استجابت إحدى هؤلاء الفتيات لرسائله؟
ماذا لو حاولت إحدى هؤلاء الفتيات استدراجه هل سينصاع لاشارتها ويهرول خلفها ؟
ظللت افكر في كم الاسئلة الذي ساطلقها عليه بهذه المواجهه والتي تعبث بعقلي فساداً ….
وجدت أن كل الحوار سيدار علي هيئة افتراضات من الممكن أن يتهرب منها بأنها لم تحدث بعد….
وهنا صدح عقلي بسؤال يحوي الإجابة….
لماذا تدور المواجهه حول فكرة ماذا لو؟
لما لا اجعلها واقع استطيع أحكام الخطأ عليه ؟
وعليه أمسكت بهاتفي وشرعت بفتح حساب جديد يحمل نفس اسم حساب إحدى الفتيات الذي أعجب بهن…..
والذي يكون محفز للخلايا الذكورية ……
وانزلت بالهاتف إحدى التسجيلات الخاصة بإحدى الفتيات الذي أبدى لهن الإعجاب عليه لارسله برسالة خاصة له عبر تطبيق الدردشات الخاص بإحدى وسائل التواصل الاجتماعي( الماسنجر ) والحقه برسالة نصية مدون بها / هاي بيبي ، تعليقك القمر وصلني وشجعني ارد عليك خاص وقولت لازم اشكرك بنفسي ، …
وادخلك من حسابي الخاص …..
الخاص جدا واقولك انا بالخدمة في أي وقت لو عايز تتكلم أو تتصاحب أو حتى نتقابل ،انا ملك ايدك يا قلبي )
أغلقت الهاتف بعد أن ارسلت الرسالة تزامنا مع دلوفه من باب المنزل ليلقي التحية ويتوجه للمرحاض كعادته، لابدأ بإعداد الطعام وانا اتفقد الهاتف بين الحين والآخر وانا اتتبع ردود فعله حيال الرسالة الذي سيتلاقاها حالا .
خفق قلبي رعبا من رد فعله إذا وافق على عرضها……
تمنيت لو اني لم ارسلها فاحساس الخيانة صعب جدا…
فقد شعرت بنار تتأكلني فور شعوري بتغزله في انثى غيري…..
فما بالك لو وجدته يتمادى بمعرفته معها .
عقدت العزم على إزالة الرسالة بل إزالة الحساب باكمله لافتح الحساب وادخل بالرسائل لاجده قد تسلمها بالفعل بل وظاهر امامي أنه يدون شئ ما لتتلبسني نار الغيرة والفضول معا ….
لاستعد لملاقاة اول صفعة مع أول هزيمة لقلبي ….
انتفضت فور دلوف شمس ابنتي الغرفة تبكي حتى سقط الهاتف من يدي اثر انتفاضتي واغلق تماما نتيجة ارتطامه بالأرض…..
أستقمت لالتقط الهاتف ثم توجهت لابنتي لاحملها واحاول تهدأتها وعدت بها مرة أخرى بالفراش وانا اسألها عن سبب خوفها وبكاءها لتجيب علي من وسط نحيبها وهي تحاول تنظيم أنفاسها/ حلمت… حلم ….وحش….. يا ماما ، احضنيني .
نظرت إليها ونظرت لهاتفي ثم احتضنتها لافكر هل هذه إشارة تنبأ بخطر لهذا المنزل؟؟؟
فهم يقولون ان الاطفال اول من يشعروا بالخطر وقد تاتيك الإشارة من خلال أحلامهم.
وضعتها علي قدمي وظللت اهزها وانا شاردة الذهن حتى فوجئت بمازن يسألني / مالها شمس ؟
بتعيط ليه ؟
رفعت اكتافي وقولت بتعجب / معرفش بس بتقول حلمت حلم وحش وعايزاني انيمها واحضنها .
ذم شفتيه ثم اقترب مني حاملا إياها وهو يقول / طب هاتيها هي نامت اهي .
طب ما تسيبها نايمة وسطنا النهارده علشان متتفزعش.
استدار ينظر لي وهو على أعتاب الغرفة ثم قال بصوت يغلفه الشوق والتوسل والهموم معا / عايزك النهارده، ارجوكي .
ثم توجه لغرفة البنت لاتعجب من حالته واسأل ذاتي يا ترى ماذا دون بالرسالة ؟
ترددت في أن افتح الهاتف ولكن من فضولي العارم فتحته لأرى إجابته التي تتنافى مع ما توقعته نهائيا .
دلف للغرفة بعد قرأتي لرده مباشرة لانظر له باندهاش وكأنه أراه للمرة الأولى .
اقترب منى باشتياق افتقدته منذ وقت طويل …..
تودد الي بلطف جارف حتى ظننت أنها ليلتنا الاولى التي يخشى علي فيها من اي أذى .
طبق المعنى الحرفي للعناية بقارورة من الزجاج الهش الذي يخشى على خدشها حتى كاد أن يسحبني معه بعالمه السحري لولا تذكرت أمر رسالتي ورده عليها حينها
ظللت انظر له وكل جوارحي تريد أن تثور بوجه .
تريد أن تعنفه على ما يقترفه من اخطاء .
والاهم من كل ذلك تريد أن تسأله كيف يفعل ذلك ؟
كيف يوجد به شخصان متناقضان لهذا الحد؟
كيف يتعامل وتتعايش روحه مع هذا الكم من التضارب والتناقض العجيب؟
انتهت لحظاتنا الحميمية التي كانت مختلفة كليا عن أي مرة سابقة .
فكان يملؤها هذه المرة الاشتياق والشغف الجارف وكأنه يبحث عن شئ مفتقده بكل جدية .
بعد أن غفى بجواري أمسكت هاتفي مرة أخرى لافتح الرسالة مرة أخرى لاعيد قراءة الرسالة مرارا حتى حفظتها عن ظهر قلب، وبعد كل مرة انظر له وهو نائم حتى رفعت نظري للسقف وكأني اتلذذ بتكرار الجملة واكررها على الغيب ( يا انسه ولا يا مدام ده كان مجرد تعليق وانا راجل متجوز وبحب مراتي ولا يمكن اخوانها في يوم من الايام ، أما بالنسبه لواحدة زيك كبيرها معايا لايك ولا كومنت مش اكتر من كدة.)
وكمان عملي بلوك .
نطقت بآخر جملتي وانا انظر لوجهه الذي كان بمثابة طفل برئ قد فعل الافاعيل بيومه ليغفو بكل براءه وراحة بال وكأنه لم يفعل شىء معلقة / اكيد عانى وهو بيرفض عرض سخي زي ده .
اتسعت ابتسامتي وانا احدث نفسي قائلة / كتب أنه بيحبني ولا يمكن يخوني .
كدت أن ارقص بجواره من شدة سعادتي جراء هذا الاعتراف لالتفت إليه فجأة وانا عاقدة الجبين متسائلة / هو انت إزاي كدة ؟
تخوني وترجع تقول لا يمكن اخون !؟
اتسعت حدقتي فور أن إلتمع عقلي بفكرة ما / ليكون عرف أن أنا اللي بعتله .
أطبقت بكفي علي شفتي وانا أتساءل نفسي / وده هتاكد منها إزاي ؟؟
المواجهة .
هكذا كانت إجابة عقلي .
فلابد من المواجهة لتكن هي النقطة الحاسمة .
………………….. ………………
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كانت أنثى)