رواية كارمن الفصل السابع عشر 17 بقلم ملك ابراهيم
رواية كارمن البارت السابع عشر
رواية كارمن الجزء السابع عشر
رواية كارمن الحلقة السابعة عشر
– بنتك مش هتعرف دلوقتي انها هتتجوز ابن عمها، ولما نحدد الفرح هنبقى نبعتلك تيجي تحضريه.
*****
جلس مع خالد صديقه يتناولون القهوة ويتحدث رشيد بغضب:
– هتجنن يا خالد.. مش هقدر استحمل انها تختفي تاني وملقهاش قبل ما اعرف منها الحقيقه!
تنهد خالد بحزن على حال صديقه واردف بهدوء:
– حاول تهدى بس يا رشيد واكيد هنلاقيها.
نظر امامه بتفكير وتحدث بحزن:
– انا مش عارف ليه بيحصل معانا كده! ليه حياتي معاها فيها عقد كتير ومسافات دايما بتبعدنا عن بعض! اوقات بفكر واقول يمكن احنا ملناش نصيب نكمل مع بعض وانا اللي لحد دلوقتي متمسك بالوهم وعايش فيه!
تحدث اليه خالد بقوة:
– وهم ايه اللي انت عايش فيه يا رشيد! كارمن مراتك واللي انت عملته ده مش اي راجل يقدر يعمله! انت رفضت تاخد قرار في لحظة غضب او ضعف.. رفضت تحكم عليها بالخيانه وانت مش ماسك في ايدك دليل قوي يثبت خيانتها لك.. انت تعبت واتعالجت بسبب انك رافض تصدق او تستوعب خيانتها.
تحدث رشيد بغضب:
– انا بتعذب يا خالد وانا مش قادر اعرف الحقيقه.. وانا مسافر كنت بحاسب نفسي في اليوم ١٠٠ مرة وأسأل نفسي انا عملت فيها ايه عشان تعمل فيا كده! كنت بحاول اقنع نفسي بخيانتها يمكن اقدر انساها وارتاح.. انا دلوقتي بدور على الحقيقه وانا خايف منها.. خايف تطلع خاينه فعلا وانا ظلمت نفسي معاها! وخايف تطلع بريئه وانا اللي ظلمتها طول السنين دي!
تحدث خالد بحيرة:
– مفيش حل غير اننا نعرف منها ايه اللي حصل بالظبط! هل هي فعلا اللي اتعاونة مع سعد بشار وكانت متعمده الشهادة ضدك؟ .. ولا في حد اجبرها تعمل كده.. ولا في حاجة تالته احنا منعرفهاش؟!
هز رشيد رأسه بتأكيد قائلا:
– المهم الاقيها واعرف هي راحت فين! مش هستحمل تختفي تاني وانا معرفش مكانها.
أومأ خالد برأسه مؤكدًا:
– هنلاقيها يا رشيد متقلقش.. انا هفضل معاك لحد ما نلاقيها.
أومأ رشيد برأسه بهدوء ثم شرد قليلا يفكر بها ويتسأل بداخله؛ اين ذهبت وماذا حدث معها؟!.
*****
بداخل الغرفة التي تجلس بها كارمن تنتظر والدتها.
اكثر من ساعتين منذ ترجلت والدتها الي الاسفل لكي تتحدث مع الحاج عبد الرازق ولم تعود. كانت كارمن تدور بداخل الغرفة ذهابً وايابً تنتظر والدتها بقلق.
بعد دقائق دلفت والدتها الي داخل الغرفة ووجهها يشع بالسعادة والحماس. اقتربت منها كارمن بقلق وتحدثت إليها بفضول:
– اتأخرتي تحت اوي يا ماما! ايه اللي حصل؟!
نظرت اليها والدتها بسعادة واجابة بحماس:
– كل اللي فكرت فيه واتمنيته حصل وهيحصل.
نظرت اليها كارمن بستغراب وتحدثت بفضول:
– قصدك ايه يا ماما؟ يعني هناخد منهم حق الارض ونرجع؟!
ابتسمت والدتها بسعادة واردفت بحماس:
– احنا مش هناخد حق الارض بس..
نظرت حولها بطمع واضافة:
– احنا هناخد كل اللي هما عايشين فيه ده.
حدقت كارمن بوالدتها بستغراب، لم تفهم ما تقصده والدتها. اقتربت منها والدتها وامسكت بذراعيها وتحدثت بتأكيد:
– الفرصة اللي جاتلك دي مستحيل تضيعيها يا كارمن.
شعرت كارمن بالخوف وهتفت بقلق:
– فرصة ايه يا ماما مش فاهمه؟!
نظرت اليها والدتها بتفكير، لم تريد اخبارها بما اتفقت عليه مع الحاج عبد الرازق حتى لا تعترض كارمن على الزواج من فراج وتهدم احلامها الطامعه في الحصول على اموال عائلة الهوارى بعد زواج ابنتها من الوريث الوحيد للعائلة، اتفق معها الحاج عبد الرازق بعد ان اخذت حقها في الارض على عدم اخبار ابنتها بشئ، وتعود من حيث اتت وتترك ابنتها مع عائلتها.
ابتعدت عنها والدتها واتجهت الي حقيبتها لكي تبدل ثيابها وتذهب، نظرت اليها كارمن بدهشة وتحدثت بقلق:
– ماما انا مش فاهمه حاجة.. خلينا نرجع احسن انا مش عايزة منهم حاجة.
التفتت اليها والدتها وتحدثت بارتباك:
– كارمن انتي هنا وسط اهلك.. دول عيلتك ولازم تعيشي معاهم.
حدقت بها كارمن بصدمة:
– قصدك ايه يا ماما مش فاهمه!
اجابتها والدتها بتوتر:
– مش قصدي حاجة.. بس انا مضطره ارجع القاهرة النهارده وانتي مش هينفع ترجعي معايا.
حدقت بها كارمن بصدمة وارتجف جسدها بذهول قائلة:
– يعني ايه يا ماما! يعني ايه مش هينفع ارجع معاكي؟! انتي اللي جبتيني هنا.. ازاي عايزة تمشي وتسبيني مع ناس معرفهمش!
تحدثت اليها والدتها بحدة:
– دول عيلتك يا كارمن.. وبعدين انتي عايزة تسيبي كل ده وترجعي القاهرة تعملي ايه!
تحدثت كارمن بصدمة:
– انا مش عايزة حاجة من هنا يا ماما.. انا عايز ارجع القاهرة وبس.
نظرت اليها والدتها بتفكير ثم تحدثت اليها بمكر:
– اسمعيني كويس يا كارمن.. جدك رفض يدينا حقك في الارض وحط شرط انك تقعدي معاهم هنا فترة عشان يديكي حقك.
صرخت كارمن ولمعت عيناها بالدموع:
– انا مش عايزة حاجة منهم يا ماما.. انا اصلا مكنتش عايزة اجي هنا وحضرتك اللي اصريتي.. دلوقتي عايزة ترجعي وتسبيني مع ناس معرفهمش!
صرخت بها والدتها بقوة:
– الناس دول عيلتك وانتي ليكي حق هنا ولازم تاخدي حقك.
وقفت كارمن تبكي وتهتف باصرار:
– انا مش هفضل هنا.. انا لازم ارجع معاكي.
تبدلت ملامح والدتها الي الجمود وتحدثت بقسوة:
– وانا مش عيزاكي ترجعي معايا.. انا عايزة ارتاح اللي باقي من عمري.. مش هفضل شايله همك طول حياتي.. كفايه عمري اللي ضيعته عليكي! سبيني اشم نفسي شويه وانتي بعيد عني.
كلمات والدتها القاسيه جعلتها في حالة من الصدمة والذهول، توقفت عن الحديث وعيناها لم تتوقف عن ذرف الدموع. لم تهتم والدتها بصدمتها وتابعت تبديل ثيابها واخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة دون التحدث اليها. اغمضت كارمن عيناها بحزن، لا تعلم ماذا ستفعل هنا! وكيف تعيش مع هؤلاء! تمنت لو يأتي اليها رشيد ويأخذها من هنا. هتفت اسمه بداخلها وهي تبكي وتدعوا الله ان يخرجها من هنا.
*****
بعد مرور اسبوع..
لم تخرج كارمن من غرفتها بمنزل الهوارى، امتنعت عن تناول الطعام لمدة يومين بعد ذهاب والدتها، حتى فقدت الوعي وجاءت الطبيبه من اجلها، منذ ذالك اليوم وازهار تهتم بها دون ان تعرف بترتيب جدها بزواج كارمن من زوجها فراج. حتى جاء اليوم وطلبها جدها الي القاعة التي يجلس بها هي ووالدتها وداد.
دلفت ازهار الي داخل القاعه ولم تتوقع سبب طلب جدها لها. خطت بقدميها واقتربت من جدها ووالدتها، نظرات عين والدتها الدامعه لم تبشر بالخير، خفق قلبها بقوة بعد استماعها الي صوت جدها القوي:
– تعالي يا ازهار اقعدي هنا، عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم.
جلست امامه وهي تنظر الي والدتها بفضول، اعين والدتها اللامعه بالدموع كانت تخبرها بشئ لم تستطيع قوله. صوت جدها اخرجها من شرودها وجعلها تنتبه لحديثه اليها:
– انا كنت بتكلم مع امك دلوقتي يا ازهار في موضوع يخصك انتي وفراج.. انتوا دلوقتي متجوزين بقالكم سنتين، وانا نفسي افرح بحفيد يشيل اسم العيلة واطمن عليكم قبل ما اموت.
توترت ازهار وارتبكت كثيرا، نظرت الي والدتها وتحدثت بتلعثم:
– ربنا يخليك لينا يا جدي.. وانا كمان نفسي ربنا يرزقني بالخلف، بس هنعمل ايه! حكمت ربنا.
تحدث جدها بقوة:
– ونعم بالله يا ازهار.. بس ربنا يا بنتي ادا لجوزك رخصه للظروف اللي زي دي.
عقدت ما بين حاجبيها بصدمة وتحدثت بدهشة:
– رخصة ايه اللي تقصدها يا جدي؟!
خفضت وداد وجهها ارضًا بحزن على ما يحدث مع ابنتها، لا يمكنها التصدي لوالدها ومنعه من ما ينوي فعله، صمتت وقلبها يخفق بحزن وهي تستمع الي حديث والدها مع ابنتها:
– قصدي ان جوزك من حقه يتجوز ويجرب حظه مع واحدة تانيه.
شهقت بصدمة وانتفضت من مكانها، رفعت والدتها وجهها ونظرت اليها بحزن، وقفت ازهار تردد حديث جدها بصدمة:
– يتجوز واحدة تانيه ازاي! ازاي يا جدي عايز فراج يتجوز عليا؟!
اجابها جدها بقوة:
– عشان مصلحة العيلة يا ازهار. العمر بيجري وعيلة الهواري لازم يتمد عودها باحفاد كتير.
بكت ازهار وتحدثت بانهيار:
– بس انا مقصرتش يا جدي! انا عملت كل اللي عليا! روحت لدكاتره وخدت علاج وبعمل كل حاجة يقولوا عليها، قولي اعمل ايه اكتر من كده وانا اعمله؟
اجابها جدها بقوة:
– متعمليش حاجة يا ازهار.. انا عارف ان انتي عملتي اللي عليكي ومفيش فايده، وعشان كده قررت اجوز فراج واحدة تانيه.. وانتي هتفضلي على ذمته وليكي حقوقك كامله.. ولو يوم فراج قصر معاكي انا اللي هقف له.
بكت بحزن ونظرت الي والدتها وهتفت ببكاء:
– قولي حاجة يا امي.. سامعه جدي عايز يعمل فيا ايه؟!
وقفت والدتها واقتربت منها وعانقتها بقوة وهي تبكي هي الاخري وتحدثت الي ابنتها بحزن:
– جدك كبير العيلة يا ازهار وهو ادرى بصلحتنا ومصلحة العيلة.
بكت ازهار بداخل حضن والدتها، ربتت والدتها علي ظهرها وهي تنظر الي والدها الحاج عبد الرازق بحزن، لم تتبدل ملامح الجمود الذي رسمها الحاج عبد الرازق على وجهه، كادت ان تأخذ وداد ابنتها وتخرج من القاعه، لكن ازهار توقفت وهي تبكي ونظرت الي جدها وتحدثت اليه بصوت مبحوح من شدة البكاء:
– ومين العروسة اللي اختارتها عشان تجوزها فراج يا جدي؟!
صمت جدها قليلا وهو ينظر إليها بهدوء ثم اجابها بصوت قوي:
– كارمن الهواري.
ارتجف جسدها بصدمة مع استماعها للاسم، انهارت وجن جنونها وتحدثت بصراخ:
– قولوا كده بقى من الاول! يعني انتوا كنتوا متفقين من الاول وعشان كده جت مع امها وبعدين امها سابتها ورجعت لوحدها! كنتوا متفقين على الجوازة دي من بدري وانا الهبله اللي معرفش حاجة!
نظر اليها جدها بصدمة، لم تعطيه فرصة للرد عليها وابتعدت عن والدتها وركضت الي خارج القاعة وصوتها صدح عاليا بالمنزل:
– انا هعرفها خطافة الرجاله دي اللي جت عشان تخرب عليا حياتي وتسرق مني جوزي.
ركضت والدتها خلفها وهي تنادي اسمها بصراخ لكي توقفها، دلف فراج الي داخل المنزل وهو يستمع الي صراخ عمته بأسم زوجته، صعدت ازهار الدرج بخطوات واسعه وركضت الي غرفة كارمن.
لم تستطيع والدتها الامساك بها، صرخت والدتها بأسم فراج عندما رأته بالمنزل:
– الحق يا فراج ازهار لتعمل حاجة في بنت صادق!
نظر اليها فراج بصدمة ثم صعد الدرج بخطوات مسرعة لكي يلحق بها.
ركلت ازهار باب غرفة كارمن بقدميها وهجمت عليها بعدوانية. لم تفهم كارمن ماذا حدث لكنها حاولت التصدي لهجوم ازهار المفاجئ وهي تسألها بصدمة:
– في ايه يا ازهار؟!
اجابتها ازهار بعنف وهي تحاول اقلاع شعرها بيدها:
– بقى انتي مش عارفه في ايه يا خطافة الرجالة.. بقى من كل الرجالة اللي في مصر دول ومش لاقيه غير جوزي وجايه تخطفيه مني وعايزة تتجوزيه!
صرخت كارمن وهي تحاول تخليص خصلات شعرها من بين يديها:
– جوزك مين اللي اتجوزه انتي اتجننتي!
دلف فراج الي داخل الغرفة وركض اليهما لكي يخلص كارمن من يدي ازهار، كانت كارمن تصرخ بين يديها وازهار تتمسك بخصلات شعر كارمن بقوة، وفراج يحاول فك قبضة ازهار القوية.
دلفت وداد الي داخل الغرفة وحاولت مساعدة فراج في ابعاد ازهار عن كارمن، تخلصت كارمن من يدي ازهار بصعوبه بعد أن انتزعت ازهار بعد خصلات شعر كارمن بيديها. وقفت كارمن تبكي وتتألم بعد اقتلاع بعض الخصلات من شعرها على يد ازهار. اقتربت منها وداد واخذتها بعيدا عن ابنتها، امسك فراج بزوجته وحاول حملها بعيدا عن كارمن حتى استطاع أخذها الي خارج الغرفة.
وقفت كارمن تبكي وجسدها يرتجف بخوف وتردد ببكاء:
– انا معملتلهاش حاجة.. ليه عملت فيا كده!
رمقتها وداد بقسوة واجابة عليها بحدة:
– كل ده ومعملتلهاش حاجة! عايزاها تعرف انك هتتجوزي جوزها وتسكت!
نظرت كارمن الي عمتها بصدمة:
– جوزها مين اللي اتجوزه!
حدقت بها وداد بفضول وبدأت تشعر ان الفتاة لا تعلم شئ! صمتت قليلاً ثم اجابتها بنبرة حادة:
– هو انتي مش جيتي من مصر عشان تتجوزي فراج وتخطفيه من مراته؟!
شهقت كارمن بصدمة وصرخت بصوت مرتفع:
– فراج مين اللي جيت اتجوزة! انا مستحيل اتجوز فراج او اي حد غيره.. انا جيت هنا غصب عني عشان ماما.
رمقتها وداد بغضب وتحدثت بنبرة ساخرة:
– ولما انتي جيتي عشان ماما! ليه مرجعتيش معاها!
انهارت كارمن في البكاء واجابتها بحزن:
– عشان هي مش عايزاني بعد ما خدت حقها وجدي رفض يديها حقي! ماما الفلوس عندها اهم مني ومن حياتي.
نظرت اليها وداد بصدمة، ارادت ان تربت عليها بعطف لكنها تراجعت بعد ان تذكرت انها ابنة صادق الذي تركها في الماضي وتزوج من أمرأة اخري، همست بنبرة ساخرة:
– فين صادق يجي يشوف اللي سبني واتجوزها! يجي يشوف بتعمل ايه في بنته.
نظرت الي كارمن بسخرية وتحدثت بقسوة:
– امك اتفقت مع جدك عبد الرازق علي جوازك وبعتك ليه بالرخيص.. مبروك عليكي جوازك من ابن اخويا.
وقفت كارمن تبكي بانهيار، تفكر بصدمة ماذا عليها ان تفعل الان؟..
نظرت اليها وداد بتفكير لبعض الوقت، ثم التفتت الي باب الغرفة واغلقته عليهما من الداخل حتى لا يستمع احد الي حديثها مع كارمن، اقتربت من كارمن وتحدثت اليها بهدوء:
– يعني انتي حقيقي متعرفيش ان جدك اتفق مع امك على جوازك من فراج وان الجواز هيكون كمان يومين؟!
نظرت اليها كارمن وهي تبكي بانهيار وتحدثت بصوت متقطع من شدة البكاء:
– انا معرفش اي حاجة.. ولو كنت اعرف حاجة زي دي كنت هربت من هنا ومقعدتش هنا لحظة واحدة.. انا مستحيل اتجوز اي حد غير رشيد.
نظرت اليها عمتها بصدمة وهتفت بفضول:
– ومين رشيد ده؟!
اجابتها كارمن وهي تبكي:
– رشيد كان جوزي، بس هو طلقني وانا مستحيل اتجوز غيره.
شهقت عمتها بصدمة قائلة:
– هو انتي كنتي متجوزة كمان!
أومأت برأسها وهي تبكي، ثم رفعت وجهها وتحدثت اليها برجاء:
– ارجوكي ساعديني عشان امشي من هنا.. انا مستحيل اتجوز اي حد.. لو ده حصل انا هموت نفسي ارحم.
نظرت اليها بتفكير ثم تحدثت اليها بصوت منخفض:
– يعني انتي فعلا مش عايزة تتجوزي فراج؟
اجابتها كارمن بصدق واصرار:
– اه والله العظيم انا مش عايزة ومستحيل اتجوزه.
أومأت عمتها برأسها وتحدثت اليها بهدوء:
– انا ممكن اساعدك تهربي من هنا والجوازة دي متحصلش.. بس بشرط.
أومأت كارمن برأسها وتحدثت بلهفة:
– موافقه علي اي شرط.
تحدثت وداد بتأكيد:
– مش لما تعرفي ايه هو الشرط الاول!
اجابتها كارمن بتأكيد:
– انا موافقه اعمل اي حاجة بس امشي من هنا.
ابتسمت وداد بداخلها وتحدثت اليها بمكر:
– حتى لو قولتلك ان الشرط بتاعي عشان اساعدك، انك تتنازلي ليا عن الارض بتاعك وتبقى بأسمي.
تحدثت كارمن بثقة دون تردد:
– انا اصلا مش عايزة ارض وموافقه على الشرط بتاعك ومستعدة امضي على التنازل دلوقتي حالا بس ارجوكي ساعديني.
ابتسمت وداد بثقة، هكذا تشعر ان حقها وكرامتها ردت اليها بعد رفض صادق لها بالماضي، الان ستأخذ ارضه رد حق بعد ما فعله بها. أومأت برأسها بالايجاب وتحدثت بتأكيد:
– يبقى اتفقنا.. بس المهم دلوقتي انك متبينيش لاي حد انك رافضه الجواز من فراج، عشان لو جدك عرف يبقى هيشدد الحراسه على الدوار عشان متعرفيش تخرجي منه.
نظرت اليها كارمن بقلق:
– يعني ايه الكلام ده! يعني هقول اني موافقه؟!
ابتسمت وداد بنبرة ساخرة واجابتها:
– محدش هياخد رأيك عشان تقولي انك موافقه ولا رافضه.. خلاص جدك قرر جوازك من فراج وحدد كتب الكتاب والفرح هيكونوا اخر الاسبوع ده.. يوم الخميس اللي بعد يومين.
شهقت كارمن بصدمة وتحدثت بصراخ:
– انا مستحيل اوافق على المهزله دي! ازاي جدي يقرر ويحدد مصيري من غير ما ياخد رأيي! انا مستحيل هوافق على الجوازة دي.
تحدثت وداد بصوت منخفض:
– اهدي يا بنت صادق واسمعيني.. العناد مش هيفيد مع جدك، هتلاقي نفسك متجوزة فراج ومقفول عليكم باب واحد وغصب عنك مش بمزاجك.
نظرت اليها كارمن بصدمة، اضافة وداد بثقة:
– الحل الوحيد انك تسمعي كلامي.. في اليومين دول لازم تبيني انك راضيه وموافقه.. وليلة الفرح الدار بتبقى زحمه وكل اهل البلد داخلين طالعين وساعتها هقدر اهربك من الدار وانتي وشطارتك بقى تبعدي عن البلد على قد ما تقدري.
استمعت كارمن الي خطتها باهتمام، قلبها كان يخفق بخوف، ليس لديها حل اخر غير ان تثق بعمتها. صوت وداد اخرجها من شرودها وهي تضيف بتأكيد:
– وفي اليومين دول هكون انا روحت للمحامي وخليته يجهز ورق التنازل عن الارض.. عشان تمضي عليه قبل ما اهربك.
أومأت كارمن برأسها بالايجاب وهي تفكر بداخلها؛ اين ستذهب بعد هروبها من هذا المنزل؟!.
*****
مساء اليوم التالي.
بأحدى الحفلات الخاصة والتي تقيمها احدي الجمعيات الخيرية بقيادة عددً من سيدات المجتمع الراقي.
دخلت سهير الحفل بكل ثقة وهي ترتدي ثوب جديد من افخم الماركات، ارادت العودة الي حياتها الطبيعيه بعد حصولها على النقود مقابل حقها في ارض زوجها وترك ابنتها. كانوا جميعا يلتفتون وينظرون اليها بدهشة، بعد غيابها الطويل عن حضور مثل هذه الحفلات وعدم ظهورها بهذا الوسط. كانت تسير بثقة وهي تستمع الي همسات الجميع وهم يتطلعون اليها بدهشة ويتساءلون؛ اين اختفت كل هذه الاعوام!
اقتربت من بعض السيدات وانضمت الي الطاوله التي تجمعهم وتحدثت اليهم بثقة:
– وحشتوني اوي.. مقدرتش اعرف ان في حفلة خيرية زي دي ومحضرهاش.
نظروا اليها جميعا بدهشة وسألتها احدي السيدات:
– انتي كنتي فين يا سهير كل الفترة دي؟!
اجابتها بثقة:
– كنت مسافرة باريس.. متعرفوش الحياة هناك ممتعه قد ايه، لدرجة اني كنت بفكر مرجعش مصر تاني.
ابتسمت احدي السيدات بنبرة ساخرة:
– بس احنا كنا سمعنا ان جوزك الاخير نصب عليكي واخد كل فلوسك وسابك فقيرة ومعندكيش اي فلوس.. ازاي قدرتي تسافري باريس!
كتمت سهير غيظها واجابة عليها ببرود:
– معرفش مين اللي طلع الاشاعة دي! انتوا عارفين ان اللي بيغيروا مني كتير واكيد واحدة فاضيه طلعت الاشاعة دي عشان ترضي غيرتها!
تبادلت النظرات بين السيدات، وقفت سهير ترفع رأسها بتكبر غير مباليه بنظراتهم وهمساتهم التي تلاحقها.
بإحدى الطاولات القريبة من الطاولة التي تجلس عليها سهير سالم. كانت سما صديقة كارمن تجلس بجوار والدتها، شهقت بحماس عندما رآت والدة صديقتها كارمن، وقفت من مكانها وذهبت اليها لكي تسلم عليها وتسألها عن كارمن.
كانت سهير تجلس بغرور وغير مباليه بأحد، تحاول استرجاع كبرياءها وغرورها امام الجميع. اقتربت منها سما وهي تتحدث بسعادة لرؤيتها بالحفل:
– طنط سهير!
نظرت اليها سهير بتكبر وتحدثت ببرود:
– اهلا يا سما.. انتي موجودة هنا!
اجابة سما بحماس:
– اه يا طنط جيت مع ماما.. هي كارمن فين؟ هي مجتش مع حضرتك؟!
استرخت سهير فوق مقعدها واجابة على سؤال سما بصوت مرتفع وفخر لكي ينتبه اليها الجميع:
– كارمن اتجوزت رجل اعمال غني جدا وعايشه معاه في اوروبا.
– كارمن اتجوزت رجل اعمال غني جدا وعايشه معاه في اوروبا.
انتبه الجميع لحديثها، حتى نظرت اليها إحدى الفتيات بالحفل بستغراب بعد ان استمعت الي اسم كارمن، كانت تجلس بجوار والدتها بالطاولة المجاورة لطاولة سهير، نظرت الفتاة الي والدتها وهمست اليها بفضول وهي تشير اتجاه سهير قبل ان تعرف من هي:
– ماما انتي تعرفي الست دي؟!
نظرت والدتها الي سهير بشمئزاز واجابة علي ابنتها بهمس:
– دي سهير سالم.. ست مغروره وشايفه نفسها وتقريبا بتتجوز في السنه اربع او خمس مرات!
شهقت ابنتها بصدمة وتحدثت بزهول:
– يعني دي تبقي مامت كارمن بجد زي ما توقعت!
نظرت اليها والدتها بستغراب:
– وانتي تعرفيها منين يا “نهى” هي او بنتها؟!
اجابة على والدتها:
– كارمن بنتها تبقى مرات رشيد صاحب خالد يا ماما.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كارمن)