رواية كارمن الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ملك ابراهيم
رواية كارمن البارت الخامس والعشرون
رواية كارمن الجزء الخامس والعشرون
رواية كارمن الحلقة الخامسة والعشرون
(ملخص قصير لأخر الاحداث قبل توقف الرواية في شهر رمضان) وقفنا للفصل 24 لما كارمن افتكرت اللي حصل معاها في بيت مامتها من 4 سنين، لما شخص اتصل عليها وقالها ان مامتها تعبانه وهي راحت بيت مامتها والشخص ده حاول يغتصبها وهي قتلته في الدفاع عن نفسها ومامتها وجوز مامتها بيرجعوا البيت ويعرفوا اللي حصل مع كارمن وسهير بتشك ان جوزها هو اللي رتب لكل ده وبتحصل مواجهة بين سهير وجوزها لما يعترفلها انه قاصد ينتقم من رشيد وهيطلب مساعدة سهير في انتقامهم من رشيد.
#بداية_الفصل 25
حدقت به سهير بذهول قائلة:
– يعني انت اتجوزتني عشان تصفوا حساباتكم مع جوز كارمن؟!
ابتسم بمكر وهو يقترب منها واجاب:
– مين قال كده يا سوسو.. انا اتجوزتك عشان حبيتك..
عقدت ما بين حاجبيها وهي تتعمق بالنظر اليه.. غمز لها بطرف عينيه واضاف:
– بس حبي ليكي اكيد مش هيمنع اننا ننتقم من جوز بنتك وبرضه هيكون لكي الحلاوة.
حدقت به بدهشة وهي تفكر في عرضه عليها الغير مباشر لكي تشاركه ما يريد فعله في زوج ابنتها، التفتت تنظر الي غرفة ابنتها وتحدثت اليه بصوت منخفض:
– يبقى خلينا نوصل كارمن بيت جوزها الأول عشان جوزها ميحسش بحاجة، ولما نرجع نبقا نكمل كلامنا ونتفق.
ابتسم زوجها وهو يتحدث بثقة:
– هنتفق انا متأكد انك ذكيه ومستحيل تضيعي فرصه زي دي.
أومأت برأسها وهي تتجه الي غرفة ابنتها لكي تراها. وقف زوجها يزفر بغيظ عقب ابتعادها عنه وهمس بصوت منخفض:
– قد ايه انتي حقيره يا سوسو!
دلفت سهير الي غرفت ابنتها واقتربت منها تتحدث اليها ببرود:
– ايه يا كارمن؟ حاسه بإيه دلوقتي؟!
كانت كارمن مازالت تبكي بخوف، همست بصوت ضعيف واجابة علي سؤال والدتها:
– انا خايفه اوي يا ماما.. الراجل مات خلاص؟
زفرت سهير بغضب وتحدثت اليها بقوة:
– ما يموت ولا يولع انتي شاغله نفسك بيه ليه؟! قومي اقفي علي رجلك وانسي كل اللي حصل هنا ومش عايزة حد يعرف اي حاجة عن اللي حصل.. وخصوصا جوزك يا كارمن اظن انتي فهماني.
تحدثت كارمن بخوف:
– يعني هو مات؟
اجابة والدتها بقسوة:
– ايوه مات يا كارمن.. كده ارتحتي؟!
شهقت كارمن وبكت بانهيار:
– يعني انا قتلت.. هيعدموني يا ماما.
جلست سهير امامها وتحدثت اليها بقوة:
– لو سمعتي كلامي مش هيعدموكي ولا حاجة يا كارمن.. مش لازم حد يعرف بلي حصل وخصوصا جوزك.
نظرت اليها كارمن وهي تبكي، اضافة والدتها بثقة:
– رشيد ظابط يا كارمن وشغله اهم حاجة في حياته ولو عرف اللي انتي عملتيه هو اول واحد هيلف حبل المشنقه حوالين رقبتك.
ارتجف جسدها وهي تستمع الي حديث والدتها، ربتت سهير علي ظهرها واضافة:
– انتي لازم تهدي وتنسي كل اللي حصل وانا هوصلك بنفسي دلوقتي بيت جوزك عشان ميحسش بتأخيرك ويشك في حاجة.
أومأت برأسها وهي تجفف دموعها وهمست وجسدها يرتجف بشدة:
– انا خايفه اوي يا ماما.. انا قتلته غصب عني والله.. كنت بدافع عن نفسي.
أومأت سهير برأسها وتحدثت بجمود:
– انسي كل اللي حصل يا كارمن.. وخلينا نوصلك بيت جوزك ولأخر مرة احذرك اوعي تغلطي قدامه او يشك فيكي.. رشيد لو عرف اللي انتي عملتيه صدقيني هو اول واحد هيحطك في السجن.
هزت كارمن رأسها بالايجاب وهي تستمع الي حديث والدتها بخوف. ساعدتها والدتها علي الوقوف وأخذت يديها وقامت بمساندتها الي خارج الغرفه ومنها إلى السيارة، جلست كارمن بداخل السيارة وهي تبكي بخوف، انطلق بهما زوج سهير الي حيث مسكن كارمن مع زوجها رشيد وساعدتها سهير على الصعود الي شقتها ثم تركتها بمفردها بعد تأكيدها عليها للمرة الاخيرة ان لا تخبر رشيد بما حدث معها وحذرتها من رشيد واستمعت كارمن لتحذير والدتها وجلست بداخل غرفة النوم تفكر بخوف ماذا سيحدث اذا علم رشيد بما فعلته وقتلها لهذا الرجل؟! كل ما حدث معها منذ ذهابها الي منزل والدتها حتى عودتها الي منزل زوجها الان كان مثل الكابوس وكأنها تشاهد احد افلام الرعب! لا تصدق ان يديها اصبحت ملطخة بدماء بشر!
لم تتحرك من الغرفة حتى المساء، كانت تعانق جسدها وتبكي ثم تصمت وتجفف دموعها وتحاول رسم الهدوء المصطنع حتى تستطيع مواجهة رشيد بعد عودته من عمله لكنها كانت تفشل في كل مرة وتعود للبكاء مرة اخري حتى عاد رشيد من عمله واتجه الي غرفة النوم يبحث عنها لكنها سرعان ما جففت دموعها وادعت النوم امامه.
اقترب منها رشيد وجلس بجوارها فوق الفراش يداعبها ويتحدث اليها بمرح لكي تستيقظ لكنها اخبرته بصوت ضعيف انها مريضه وتحتاج للراحة وعندما طلب ان يأخذها للطبيب رفضت بشدة واخبرته انها تريد النوم فقط في هدوء، لم يستغرب رشيد من شئ واعتقد انها مريضه حقا.
تبدلت كارمن كليا بعد هذا اليوم، لم تعد كارمن الفتاة التي تزوجها منذ ثلاثة اشهر! دائما صامته، شارده، دموعها تتساقط في بعض الاحيان دون ان تشعر بها، كلما اقترب منها كان جسدها ينتفض بين يديه وتحدق به بذعر وتبتعد عنه سريعا، حاول الكثير من المرات معرفة سبب حزنها وخوفها لكنها كانت تتحدث معه بعدوانيه كلما سألها ماذا بها… ✋
عادت من ذكرياتها المؤلمة وهي تجفف دموعها وتعانق جسدها، حاولت الهروب من تلك الذكريات بالنوم واغمضت عيناها، لم تتحمل كل هذا الضغط العصبي والنفسي الذي تمر به.
بخارج الغرفة كان يجلس رشيد فوق الاريكه يفكر في حالة كارمن ويشعر ان هناك شئ تخفيه كارمن عنه وتخاف ان تخبره به، شعر ببتعادها عنه رغم وجودها معه في نفس المنزل، هناك شئ يقف بينهما وكأنه حاجز يريد تفريقهما، تنهد بتعب وهو يتمدد فوق الاريكة ويفكر من اين يبدأ لكي يعلم الحقيقه.
*****
صباح اليوم التالي.
استيقظ رشيد علي صوت جرس الباب، كان نائما فوق الاريكة منذ ليلة امس. اعتدل فوق الاريكة وهو يحاول فتح عينيه بتعب، وقف واتجه الي الباب وفتحه.
ابتسمت مايا وهي تحمل بيديها كوبان من القهوة الساخنه وتضعهما امامه وتتحدث بمرح:
– صباح الخير.. انا قولت اجي اشرب قهوتي معاك النهارده.. موافق ولا هتحرجني؟
نظر اليها بستغراب وتحدث بهدوء:
– اتفضلي.
تقدمت الي الداخل وهي تحمل كوبان القهوة وتنظر حولها باهتمام حتى رأت الغطاء فوق الاريكة وعلمت انه كان نائما هنا، ابتسمت بثقة ثم التفتت اليه وتحدثت بنبرة مرحة:
– ايه رأيك نشرب القهوة هنا ولا في البلكونه احسن؟
فرك بيديه فوق شعره بنعاس ثم اجاب عليها بهدوء:
– انا محتاج افوق بس لاني نايم في وقت متأخر.. هروح اغسل وشي واغير وارجعلك.
اومأت برأسها وهي تبتسم بسعادة، تركها وذهب الي غرفة النوم لكي يبدل ثيابه ويعود اليها. وقفت مايا تنظر الي الاريكة والغطاء فوقها وهي تبتسم بثقة بعد ان تأكدت من نومه هنا انه يعيش وحيد بالشقه ولم تشاركه زوجته الشقه كما اخبرها سابقاً، تحركت من مكانها سريعا واتجهت الي المطبخ لتعد له وجبة افطار خفيفه بجانب القهوة.
بداخل غرفة النوم.
استيقظت كارمن منذ استماعها الي صوت جرس الباب ثم استماعها الي صوت فتاة تتحدث اليه في الخارج ثم دخوله الغرفة.
اعتدلت فوق الفراش مع دخوله الغرفة وإغلاقه الباب من الداخل حتى يبدل ثيابه، نظرت اليه بدهشة قائلة:
– هو في ايه؟!
نظر اليه وهو يتجه الي خزانة الثياب واجاب عليها بهدوء:
– مفيش حاجة.
حدقت به واردفت بستغراب:
– انا سمعت صوت بنت بتتكلم معاك برا دلوقتي.. مين دي؟
اجاب دون اهتمام وهو يأخذ الثياب من الخزانة:
– دي صديقه ليا من زمان وجايه تشرب القهوة معايا.
اعتدلت فوق الفراش اكثر بصدمة قائلة بنبرة حادة:
– نعم.. يعني ايه صديقه لك وجايه تشرب معاك القهوة هنا؟ ومن امتى انت عندك أصدقاء بنات وبيجولك الشقه هنا؟!
توقف للحظات ينظر اليها واستغرب صدمتها ونبرت صوتها الحادة وغيرتها الواضحة، لم يتوقع انها سوف تغار من مايا، فهو لم يرحب بوجود مايا وبما فعلته الان ومجيئها الي بيته بمفردها ولكنه لم يريد احراجها.
غضبت اكثر عندما حدق بها بصمت ولم يجيب عليها، صدح صوت مايا خارج الغرفة تتحدث اليه:
– رشيد انا جهزتلك فطار مع القهوة.. يلا متتأخرش عليا القهوة هتبرد.
نظر رشيد الي باب الغرفة بصدمة وهو يستمع الي حديث مايا، حدقت به كارمن بصدمة وتحدثت بذهول:
– فطار وقهوة!.. دا انا عمري ما عملتلك فطار وقهوة! وتقولي أصدقاء!!
نظر اليها رشيد وتحدث ساخرًا:
– للأسف الاصدقاء هما اللي بيعملوا فطار وقهوة دلوقتي.
لمعت عيناها بالدموع وتحدثت بحزن:
– مين دي بجد يا رشيد؟
اجاب عليها ببرود وهو يأخذ ثيابه ويتجه الي المرحاض:
– قولتلك صديقة.
دلف الي المرحاض ونظرت كارمن امامها بحزن ثم نظرت الي قدميها بعد ان شعرت باستعادت الشعور بهما من جديد، حاولت الوقوف علي قدميها لكي تذهب وترى من هذه الفتاة التي جاءت الي منزل زوجها وتعد له الفطار والقهوة، تعلم جيدا ان ما تفعله لم يكن بدافع الصداقه كما يخبرها رشيد انها مجرد صديقه.
اقتربت من باب الغرفة وفتحته بهدوء فتحه صغيره لكي تراها ولكنها عجزت عن رؤيتها.
خرج رشيد من المرحاض بعد ان بدل ثيابه وتفاجئ بوقوف كارمن امام الباب تحاول رؤية من في الخارج، ابتسم بسعادة عندما رأها تقف على قدميها. اقترب منها ووقف خلفها وهي تقف امام الباب، اغلق الباب بيديه من خلفها، شهقت كارمن بخوف لانها لم تشعر بخروجه من المرحاض بسبب تركيزها علي رؤية الفتاة بالخارج.
التفتت تنظر اليه بعيناها اللامعه وتحدثت اليه بتلعثم:
– مين البنت دي يا رشيد؟ انت بتحبها؟
استغرب سؤالها وتحدث بدهشة:
– بحبها!!
نظرت اليه كارمن بخوف، زفر رشيد بغضب ثم امسكها من معصمها وفتح باب الغرفة وخرج بها. شهقت كارمن وتفاجأت عندما اخذها من يديها وخرج بها وتوقف امام الفتاة التي كانت تضع بيديها الزهور على طاولة الطعام وكأنه منزلها.
اتصدمت مايا عندما رأت رشيد ومعه فتاة بجواره يمسك بيديها. احاط بيديه خصر زوجته وتحدث الي مايا بهدوء:
– معلش يا مايا اتأخرت عليكي اصل مراتي كانت لسه نايمه وكان لازم اصحيها عشان حابه تتعرف عليكي.
جف حلق مايا من الصدمة وشعرت كارمن انها علي وشك الاغماء من شدة التوتر والاحراج. حدقت مايا في زوجته وتذكرتها علي الفور، هي نفس الفتاة التي تقابل معها رشيد بالحفل وجرحت يديها، تتذكرها مايا جيدا، استرسل لها عقلها سريعا؛ كيف ومتى تزوج هذه الفتاة!
بللت لعابها وهي تحدق بزوجته ثم مدت يديها اليها وتحدثت بتلعثم:
– اهلا بيكي..
نظرت كارمن الي يديها بعض اللحظات قبل ان تبادلها السلام، ثم رفعت يديها بهدوء وبادلتها السلام، ضغطت مايا على يديها واضافة بمكر:
– بس انا متهيألي اننا اتقابلنا قبل كده بس مش فاكرة فين!
سحبت كارمن يديها من يد مايا سريعا، ضغط رشيد على خصر كارمن وقربها اليه اكثر واجاب علي مايا بهدوء:
– اكيد شوفتيها معايا يا مايا.
نظرت مايا بغيره الي يديه التي تحيط بخصر زوجته ثم نظرت الي الاريكه التي كان ينام عليها بعيدا عن غرفة نومه وأمأت برأسها قائلة:
– اكيد..
تحدث رشيد بهدوء:
– خلونا نفطر مع بعض.
تحدثت مايا بتوتر:
– لا اعذروني انا اتأخرت ولازم امشي حالا.. عن اذنكم.
تحركت سريعا واخذت حقيبتها واتجهت الي باب الشقه وخرجت منه مسرعه. ترك رشيد خصر كارمن عقب خروج مايا وابتعد عنها قليلاً.
حدقت كارمن في الفراغ للحظات عقب ذهاب مايا وتتذكر عندما تقابلت معها في الحفل وكانت هذه الفتاة بصحبة رشيد، اعتقدت ان هناك علاقة قويه تجمعهما، شعرت بالغيرة الشديدة وتحدثت اليه بنبرة حادة:
– واضح ان وجودي قطع عليكم الفطار الرومانسي ده.. ياترى بقا هي متعوده تيجي تفطر معاك كده على طول من امتى؟
رمقها بنظرات غامضة ثم تحدثت اليها بغضب:
– واضح انك نسيتي ان انا اصلا مش بحب افطر.
حدقت به بصدمة، رمقها بغضب وابتعد عنها وهو يضيف:
– ادخلي اجهزي عشان هنروح للدكتور.
تركها واتجه الي الشرفة وهي تقف مكانها تحدق بالفراغ بصدمة، تذكرت انه حقا لا يتناول وجبة الافطار وقد اخبارها بذالك عندما تزوجا، اغمضت عيناها بحزن وتنهدت بتعب.
*****
بداخل شقة سهير.
جلست سهير تفكر ماذا تفعل الان بعد تهديد زوجها السابق لها، لم تفكر في حل سوى كارمن وارثها. اخذت هاتفها وتحدثت الي هاتف ابنتها ووجدته مغلقا، اخذت تفكر قليلاً ثم قررت التحدث الي الحاج عبد الرازق وسؤاله عن كارمن.
اجاب عليها الحاج عبد الرازق بعد عدة محاولات منها بالاتصال به، تحدثت اليه بتوتر عقب استماعها الي صوته الحاد:
– السلام عليكم.. ازيك يا حاج اخباركم ايه.. انا سهير مامت كارمن.
استمعت الي صوته الحاد وهو يجيب:
– عليكم السلام.. خير يا ست سهير؟
بللت لعابها وتحدثت بتوتر:
– كنت عايزة اطمن علي كارمن تليفونها مقفول.. ممكن تخليها تكلمني لو سمحت.
اجاب عليها بصرامة:
– بنتك بخير وفي حماية جوزها وميتخفش عليها.. ابعدي عنها وسبيها في حالها.
توترت سهير قائلة:
– جوزها مين؟
اجاب بنفاذ صبر:
– جوزها اللي انتي قولتي انه طلقها!
شهقت سهير وتحدثت بقلق:
– يعني كارمن دلوقتي مع رشيد؟
اجاب عليها بصرامة:
– قولتلك ملكيش صالح بيها وسبيها مع جوزها وابعدي عنهم.
توترت سهير من صوته الحاد القوي وتحذيره لها واغلقت المكالمة. نظرت الي الهاتف وشردت قليلا وهي تهمس بنبرة حائرة:
– اعمل ايه دلوقتي وازاي هوصل لـ كارمن.. اكيد رشيد خدها شقتهم اللي اتجوزوا فيها.
*****
اخذ رشيد كارمن الي عيادة الطبيب الذي رشحه له طبيب العائلة لمتابعة حالتها ومعرفة سبب هذا الشلل المؤقت الذي يحدث لها كلما تعرضت للخوف او ضغط عصبي!
جلست كارمن امام الطبيب وجلس رشيد مقابلا لهما يتابع حديث الطبيب معها.
رحب الطبيب بها وبدء الحديث معها وسؤالها بعض من الاسئلة ومدونة اجابتها امامه.
الاسم والسن والحالة الاجتماعية والمؤهل الدراسي وكل شئ خاص اراد الطبيب معرفته عنها حتى يعلم عنها كل شئ قبل بدء المتابعه معه.
تفاجئ رشيد من ردودها علي الطبيب عندما اخبرت الطبيب بالمؤهل الدراسي واكتشف رشيد انها اتمت دراستها بالخارج.
اصبح على علم الان اين اختفت كارمن تلك السنوات، كانت تدرس بإحدى الدول الأجنبية برفقة والدتها.
تابعها رشيد باهتمام عندما سألها الطبيب:
– متجوزة بقالك قد ايه؟
اجابة بتوتر وهي تنظر الي رشيد:
– حوالي اربع سنين او اكتر شويه.
دون الطبيب اجابتها وسألها مرة أخرى:
– في اطفال؟
شحب وجهها بخوف وتوترت بشدة ثم نظرت الي رشيد بخوف واجابة بتلعثم:
– لا مفيش.
سألها الطبيب مجددا:
– واخدين قرار بتأخير الحمل؟ ولا في مشكله صحية تمنع حدوث الحمل؟
شحب وجهها بشدة اكبر وهي تنظر الي رشيد بخوف وتوتر. حدق بها رشيد بستغراب. بللت لعابها واجابة بخوف وتلعثم:
– حصل حمل مرة في اول جوازنا.
انتفض رشيد من مكانه يحدق بها بصدمة وهتف بذهول:
– انتي بتقولي ايه؟ حصل حمل امتى؟!
تكومت بجسدها بخوف وهي تنظر اليه بهلع، وقف الطبيب مسرعا امام رشيد وتحدث اليه بهدوء:
– لو سمحت ممكن تهدا.
نظر اليه رشيد بصدمة وتحدث بجنون:
– حضرتك سمعت هي قالت ايه دلوقتي!! انا اول مرة اعرف دلوقتي ان مراتي كانت حامل ومش عارف حتى ايه اللي حصل في الحمل ده!
ثم نظر اليها وتحدث بغضب:
– الحمل ده حصل امتى؟
اجابة عليه بخوف:
– اول لما اتجوزنا.
حدق بها بصدمة وتحدث بلهفة:
– وانا ازاي معرفش؟ وحصل ايه في الحمل؟
بكت بخوف واجابة وهي تخفض وجهها ارضً:
– حصل اجهاض في الشهور الأولى.
تجمد جسده وهو يتأملها بصدمة ثم حاول الاقتراب منها لكن الطبيب منعه وطلب منه مغادرة الغرفة لكي يستطيع متابعة الحديث معها. اصر الطبيب على خروجه من الغرفة لكي يتابع الحديث مع كارمن، بكت كارمن بخوف وهي تتكوم وتعانق جسدها بخوف، استغرب رشيد من خوفها منه المبالغ ولم يفهم سبب خوفها الشديد منه! استمع اخيرا الي حديث الطبيب وخرج من الغرفة وهو على وشك الجنون.
عاد اليها الطبيب مرة أخرى وتحدث اليها بهدوء:
– مدام كارمن.. ممكن تهدي ومتخافيش من حاجة.
اعطاها كوب من الماء واضاف بهدوء:
– اتفضلي اشربي وحاولي تهدي ولازم تبقي متأكدة ان هدفي الاساسي هو اني اساعدك.
اخذت كوب الماء وارتشفت منه القليل ثم وضعت الكوب امامها بيد ترتجف من الخوف وتحدثت الي الطبيب ببكاء:
– انا مش محتاجة مساعدة، انا لو مُت كلهم هيرتاحوا..
حدق بها الطبيب بصدمة. بكت بحزن واضافة:
– انا مبقتش عايزة اعيش.. الموت هو الحل الوحيد عشان اهرب من كل مشاكلي؟
تحدث اليها الطبيب بهدوء:
– طب ممكن بهدوء تحكيلي مشكلتك يمكن اقدر اساعدك.
بكت بحزن واجابة:
– مفيش حد هيقدر يساعدني غير الموت.. اكيد لما اموت ماما هترتاح ورشيد كمان.. انا وجعت رشيد وظلمته كتير وهو ملوش ذنب، كل ذنبه انه ربط حياته بحياتي..
وضعت يديها فوق بطنها بحزن واضافة:
– حتى الطفل اللي اتخلق جوايا وكان هيبقى حته مني ومن رشيد، مقدرش يكمل معايا ومات جوايا.. انا تعبت من الحياة ومش عايزة اعيش فيها اكتر من كده.. انا تعبت واتوجعت ومش عايزة اعيش تاني.. انا عايزاهم هما يبقوا مبسوطين في حياتهم ومرتاحين وده مش هيحصل وانا عايشه.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كارمن)