رواية كارمن الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ملك ابراهيم
رواية كارمن البارت الثالث والثلاثون
رواية كارمن الجزء الثالث والثلاثون
رواية كارمن الحلقة الثالثة والثلاثون
– انت ساعدتنا نعرف مكانهم بسهوله يا رشيد.. وانا متأكد ان انت هتساعدنا في تحرير الاطفال والقبض على المجرمين بدون خساير.
تحدث رشيد باصرار:
– انا لازم اتحرك مع القوة دلوقتي.. بعد إذن حضرتك.
نظر اليه مساعد وزير الداخلية بتفكير. تحدث رشيد مرة أخرى باصرار:
– لو سمحت يا فندم.. ابني مع الاولاد المخطوفين وحضرتك عارف ان انا اكتر واحد هقدر انقذ الاطفال دول.
تحدث مساعد وزير الداخلية بثقة:
– تمام يا رشيد.. ربنا معاكم.
ذهب رشيد ولحق بالقوة المكلفه بتحرير الاطفال.
*****
في مكان اخر جمع مدراء الشركة وهم ينتظرون معا مكالمة الخاطفين.
تحدث المدير المالي بتوتر:
– كده الموضوع طول اوي واحنا لازم نلاقي طريقه تانيه ننقذ بيها نفسنا.
نظر المدير التنفيذي الي هاتفه وتحدث بغضب:
– الاغبيه قافلين تليفونتهم ومش عارف اوصلهم.
تحدث واحد اخر بخوف:
– يا جماعه الوقت اللي احنا بنضيعه ده مش في صالحنا.. احنا لازم نتحرك بسرعه قبل ما رشيد يقدم الورق للنيابه.
تحدث المدير المالي هو الاخر:
– فعلا.. احنا لازم نتحرك اسرع من كده ودلوقتي مفيش قدامنا غير الخطه التانيه.
تحدث المدير التنفيذي بغضب:
– تقريبا مقدمناش دلوقتي غير الحل ده.
*****
جلست كارمن بداخل منزل رشيد تنتظر عودته اليه هو وابنها، لم تتوقف عن البكاء منذ ذهابه. لم تجد شئ بيدها يمكنها فعله غير الدعاء لهما. استعدات للصلاة بالوضوء وهي تبكي وتدعي الله من قلبها ان يحفظهما ويعديهما اليها بخير.
*****
بعد غروب الشمس.
بداخل الباص المخطوف.
وقف اثنان من الخاطفين بداخل الباص وهما ينظران بملل إلى الاطفال وهم يبكون بخوف، ثم ترجل الاثنان من الباص وذهبوا إلى زعيمهم وتحدث احدهم بملل:
– وبعدين في العيال الزنانه اللي مبيفصلوش عياط دول.. احنا دماغنا وجعتنا.
نظر زعيمهم الي زميله الثاني وتحدث:
– هنفتح تليفون ولد تاني ونكلم اهله ونهددهم لو مبعتوش الفلوس دلوقتي هنفجر الاتوبيس بعيالهم.
تحدث احد الخاطفين:
– بس الخوف ليكونوا بلغوا البوليس؟
تحدث زعيمهم بنبرة ساخرة:
– وانت فاكر ان لسه البوليس معرفش لحد دلوقتي!!
نظروا جميعا الي بعض بقلق وتحدث أحدهم:
– شكل الموضوع هيكبر واحنا مش قده.. كنا خطفنا الولد اللي الجماعه قالو عليه وخلاص.
تحدث زعيمهم بغضب:
– خطف بخطف ونطلع كسبانين كام مليون، مش احسن من الكام الف اللي كانوا الجماعه دول هيدهملنا وفي النهايه هتبقى قضية خطف برضه!
صمتوا جميعا للحظات ثم تحدث احدهم:
– عندك حق بس كده الموضوع كبر والليل دخل علينا واحنا لسه مش عارفين هنعمل ايه!
اجاب زعيمهم بثقة:
– انا عندي خطه متقلقوش.. اكيد ابو الولد اللي كلمناه الصبح كلم باقي اهل العيال عشان يجهزوا فلوسهم.. انا دلوقتي هفتح تليفون عيل تاني وهكلم ابوه واحددله المكان اللي هيسلمني فيه ال٣٠ مليون وانا هروح اقابله وافهمه انكم جوه الاتوبيس وممكن تفجروه لو انا مرجعتش بالفلوس واول لما اتصل عليكم اطمنكم ان الفلوس معايا وكل حاجة تمام تتحركوا وتسيبوا المكان هنا وانا هجيلكم على المكان بتاعنا ومعايا الفلوس.
نظروا اليه بتفكير واعينهم تلمع بلهفة لرؤية النقود، أومأ احدهم بالايجاب قائلا:
– اتفقنا.. هجبلك تليفون من بتوع العيال وافتحه نعمل المكالمة واتفق مع ابو الولد على المكان وحاول تستعجله عشان نخلص.
وبعد لحظات قليله عاد اليه بأحد الهواتف وقام بفتحه واعطاه الي زعيمهم وتحدث الي والد الطفل وطلب منه ان يقابله بعد ساعتين ومعه ال30 مليون جنيه.
*****
قبل اقتراب سيارات الشرطة من موقع الباص توقفت السيارات بأمر من رشيد وتحدث رشيد الي زملاءه:
– احنا مش هنقرب اكتر من كده عشان ميشوفوش العربيات.. لازم نكمل الطريق على رجلينا وكويس اننا في الليل دلوقتي عشان نقدر نتحرك ونقرب منهم من غير ما يشوفونا.
اوقفه احد الضباط وهو يستمع الي الإشارة التي اتته من مديرة الأمن الان:
– لحظة يا رشيد.. في إشارة جات من مدرية الامن دلوقتي.. الخاطفين كلموا واحد من الاباء وطلبوا منه يجهز الفلوس في خلال ساعتين ويقابلهم.. وهددوه ان الباص فيه متفجرات واي تدخل مننا هيفجروا الباص بالاولاد.
توقف رشيد بصدمة بعد ان ارتجف قلبه قليلاً بخوف على ابنه الوحيد، شعر بالغضب الشديد من هؤلاء ومن حالة الرعب والفزع التي تسببوا فيها لهؤلاء الاطفال الصغار.
فكر للحظات ثم تحدث اليه بثقه:
– وصلني بالمديرية دلوقتي حالا.. لازم اتواصل مع والد الطفل اللي كلموه.. عايزينه يطلب منهم ان تسليم الفلوس يكون في موقع الباص بهدف انه يطمن على الأولاد الاول.
أَومأ له الضابط بالايجاب واعطاه اللاسلكي ليتواصل مع الضباط بمديرية الامن ليخبروا والد الطفل ماذا عليه ان يفعل الان.
*****
في موقع الباص بعد دقائق قليله.
تحدث زعيم الخاطفين بحيره:
– والد الطفل كلمني دلوقتي وقالي ان الفلوس جاهزة معاه بس أهالي الاطفال عايزينه يسلمني الفلوس هنا بعد ما يطمن على الأولاد الاول عشان يتأكد ان الاولاد فعلا معانا.
تحدث احد الخاطفين:
– كلامهم منطقي.. اكيد عايزين يطمنوا اننا فعلا اللي خاطفين الاولاد مش حد بيشتغلهم وبيستغل اللي حصل.
فكر زعيمهم بقلق ثم تحدث:
– يعني ارد عليه واقوله موافقين؟
اجاب احدهم:
– ايوه كلمه وهو لما يوصل هنا احنا هنكون عاملين حسابنا وهنعرفه اننا حاطين متفجرات في الباص واي غدر منه هيفجر الباص بالاطفال.
تحدث واحد اخر:
– يا جماعه ولا هيحصل غدر ولا حاجة.. الناس دول عندهم الملاين كتير ومليون من كل واحد فيهم قصاد حياة ابنه مش هتفرق معاه في حاجة.
تحدث اخر بتأكد:
– بالظبط كده.. خلينا نخلص بقا من العمليه اللي دبسنا نفسنا فيها دي.. الليل دخل علينا والعيال خلصوا الاكل اللي كان معاهم ومش عارفين لو طلع علينا النهار هيحصل ايه!
أومأ زعيمهم بالايجاب وتحدث بالهاتف مرة أخرى واخبر والد الطفل بموافقته وأخبره بالموقع الذي يقف به وينتظره وهدده بوجود متفجرات بالباص كما اتفقوا.
*****
استمع رشيد الي الإشارة التي اتتهم الان من مدرية الأمن واخبروهم بموافقة الخاطفين على استلام النقود بموقع اختطاف الباص.
توقف رشيد ومعه قوة كبيرة من رجال الشرطة ساعة اخري في انتظار وصول حقيبة النقود.
وصل والد الطفل بسيارته الي الموقع الذي يقف به رجال الشرطة في انتظاره. اقترب منه رشيد وتحدث اليه:
– هستأذنك اخد عربيتك عشان اوصلهم انا الفلوس.
تحدث والد الطفل بقلق:
– انا خايف ينفذوا تهديدهم ويفجروا الباص بالاولاد لو حاسوا بأي قلق.. الفلوس مش مهم خليهم ياخدوها المهم الاولاد.
تحدث اليه رشيد باصرار:
– لازم تعرف ان ابني الوحيد في الباص مع اولادكم واكيد انا مش هعرض حياتهم للخطر عشان الفلوس! بس برضه لازم المجرمين دول يكونوا عبره لغيرهم والا كل يوم هنلاقي حالات اختطاف زي دي كتير.
نظر اليه والد الطفل بتفكير ثم أومأ برأسه بالايجاب:
– حضرتك معاك حق.. اتفضل العربيه والفلوس.
تحدث اليه رشيد بثقه:
– ان شاء الله الاولاد هيكونوا بخير صدقني.
أومأ والد الطفل برأسه وترجل من السيارة بقلق، تحدث رشيد الي الضباط واخبرهم بخطته في القبض على هؤلاء المجرمين والحفاظ على حياة الاطفال.
صعد رشيد الي داخل السيارة وتحرك بها في الطريق الي موقع الباص ووقف والد الطفل مع رجال الشرطة في انتظار اشارته.
*****
تحدث احد الخاطفين وهو يشير الي السيارة التي تقترب منهم:
– في عربيه بتقرب مننا.. شكله ابو الولد اللي كلمناه ومعاه الفلوس.
نظر زعيمهم الي السيارة وتحدث اليهم بسرعة:
– اتحركوا كلكوا واركبوا الاتوبيس.. مش لازم يعرف احنا عددنا كام.
تحركوا بسرعه الي الباص ووقف زعيمهم في انتظار سيارة والد الطفل وهو يرسم على ملامحه القوة والشر.
اقترب منه رشيد بالسياره وحاول اتقان دور الاب الخائف على ابنه وترجل من السيارة وهو يحمل بيديه الحقيبه.
اقترب منه زعيم الخاطفين وهو ينظر اليه بتركيز، نظر رشيد الي الباص وتحدث بتوتر تعمد اظهاره:
– الاولاد كويسين.. عايز اطمن عليهم.
تحدث اليه الاخر بصوت قوي:
– الفلوس جاهزة؟
اجاب عليه رشيد وهو يتعمد إظهار التوتر والقلق:
– اه جاهزين زي ما طلبت.. المهم اشوف الاولاد واطمن عليهم.
تحدث الاخر بقوة:
– بلغت البوليس؟
اجاب رشيد وهو يدعي الخوف:
– بوليس ايه بس.. احنا اللي يهمنا الاولاد ومش مهم اي فلوس.
شعر الاخر بالراحة وتحدث بثقة:
– هتطمن على الأولاد.. بس المهم اطمن انا على الفلوس الاول.
اخذ منه الحقيبه وقام بفتحها وتأكد من وجود النقود بداخلها بالكامل ولمعت عيناه بسعادة وهو يلمس بيديه هذا المبلغ الكبير من المال. تابعه رشيد بتركيز وتحدث الخاطف بسعادة وهو يمسك بحقيبة النقود:
– احنا هناخد الفلوس ونتحرك دلوقتي وهنسيبلك الاتوبيس وفيه العيال.. بس لو حاسينا بأي غدر هنفجر الاتوبيس والعيال فيه.
هذا المشهد ذكره بمشهد مشابه منذ عشرة اعوام، عندما أتى لتحرير باص مدرسه به عدد كبير من الفتيات. تذكر عندما رأى كارمن لأول مرة. ابتسم بداخله ثم نظر الي الخاطف بثقه وتحدث:
– متقلقش.. انا اللي يهمني ان الاولاد يكونوا بخير.
شعر الخاطف بالأمان وتحرك بخطوات مسرعه الي الباص وتحدث الي زملاءه وتحركوا بخطوات مسرعه الي سيارتهم وصعدوا بداخلها وانطلقوا بها بسرعه.
تابع رشيد تحركهم بالسياره بثبات ثم ركض الي الباص وهو يتحدث الي زملاءه عن طريق اللاسلكي:
– اتحركوا في الطريق اللي قولتلكم عليه.. عايزكم تكونوا في استقابلهم وابعتولي عربيات اسعاف هنا بسرعه.
صعد بداخل الباص وتفاجئ بنوم عدد من الأطفال، تحرك بداخل الباص وهو يبحث بعينيه عن ابنه.
كان عمر يجلس بمنتصف الباص مستيقظا ويظهر على وجهه اثار الدموع. اقترب منه رشيد وهو ينظر اليه بلهفة:
– عمر انت كويس؟!
ثم جذبه من مقعده وعانقه بقوة. شعر عمر بالخوف وارتجف بداخل حضن والده. ابتعد عنه رشيد وهو يتأمله باهتمام وتحدث اليه بقلق:
– حبيبي انت كويس؟
نظر اليه عمر بخوف وأومأ برأسه بالايجاب، تحدث اليه رشيد وهو يمسك بيديه وينظر اليه بحنان:
– عمر انت مش عارفني.. انا بابا.. انا رجعت من السفر النهارده وكلمتك في التليفون.
ابتعد عنه عمر بخوف وتحدث بصوت منخفض:
– بس انت مش بابا.. انت اللي كنت مع الظابط عند الالعاب بتاعنا.
نظر اليه رشيد بصدمة واستغرب من ذكاء ابنه وذاكرته القويه. استمع الي أصوات سيارات الشرطة والاسعاف وصعود عدد من رجال الشرطة الي الباص وتحدث احدهم الي رشيد:
– عربيات الإسعاف وصلت.. خلينا نخرج الاطفال من هنا بسرعه.
نظر رشيد الي ابنه ثم نظر الي الاطفال وتحدث الي رجال الشرطه:
– براحة على الاطفال اللي نايمين عشان ميخافوش..
ثم عاد ببصره الي ابنه وتحدث اليه:
– تعالى معايا يا عمر..
ابتعد عنه عمر بخوف وتحدث ببكاء:
– انا عايز اروح لماما.
حزن رشيد من خوف ابنه منه وتحدث اليه بهدوء:
– حاضر يا عمر.. انا هرجع لمامتك.
اقرب منهم احد الضباط وهم يأخذون الاطفال خارج الباص. اراد رشيد الإمساك بيد ابنه لكن عمر جذب يديه من يد رشيد بخوف وذهب مع احد الضابط.
وقف رشيد يتابع ما فعله ابنه بحزن، اقترب احد الضباط من رشيد وتحدث اليه:
– في خبر وحش يا رشيد.. للأسف الخاطفين قدرو يهربوا من رجالتنا.
نظر اليه رشيد بصدمة ثم نظر الي ساعة يديه وتحدث باصرار:
– مش لازم يهربوا..
تحرك رشيد وترجل من الباص واقترب من احد سيارات الاسعاف ووقف ينظر الي ابنه بداخل سيارة الاسعاف والطبيب يطمئن عليه بالكشف الطبي، صعد رشيد الي داخل سيارة الاسعاف وتحدث الي الطبيب بقلق:
– طمني يا دكتور الولد كويس؟
تحدث الطبيب بثقة:
– اطمن يا فندم الاولاد كلهم بخير.
نظر رشيد الي ابنه، نظر عمر اليه بخوف وابتعد بعينيه عن رؤيته، اقترب منه رشيد وقبل أعلى رأسه وتحدث اليه بحنان:
– عايزك تعرف ان انا بحبك اوي.
نظر اليه عمر بدهشة، ابتسم له رشيد وتحدث مرة أخرى:
– وماما كمان بتحبك اوي.. خلي بالك منها.
شعر عمر بشئ بداخله يجذبه اليه، لكنه لا يصدق انه والده حقا. ابتعد عنه رشيد وهو يبتسم اليه وترجل من سيارة الاسعاف ووقف ينظر الي ابنه وينظر اليه عمر، حتى اغلق الطبيب باب سيارة الاسعاف وانقطعت نظراتهم، وتحركت سيارة الاسعاف مبتعده عنه.
جاء صوت من خلفه قطع تركيزه مع ابتعاد سيارة الاسعاف التي تحمل ابنه:
– كل الأطفال بخير الحمدلله يا رشيد.. كده نص مهمتنا نجحت.. باقي نجاح النص التاني من المهمة والقبض على العصابه اللي خطفوا الباص.
نظر رشيد الي ساعة يديه مرة أخرى وتحدث بثقة:
– هنقبض عليهم متقلقش.
نظر الضابط الي ساعة يد رشيد بدهشة قائلا:
– ايه حكاية الساعة كل ما اكلمك تبص فيها؟!
اجاب عليه رشيد وهو ينظر الي ساعة يديه باهتمام:
– دلوقتي هنعرف مكان المجرمين دول.
عقد الضابط ما بين حاجبيه بستغراب قائلا:
– ازاي يعني؟!
ابتسم رشيد وهو يشير الي ساعة يديه:
– شنطة الفلوس اللي العصابه خدوها فيها جهاز تتبع متوصل بساعة ايدي.
حدق به الضابط بصدمة، ابتسم رشيد بثقة وتحدث وهو ينظر الي ساعة يديه:
– قدرت احدد مكانهم فين دلوقتي.. لازك نتحرك بسرعه والقضيه دي تتقفل قبل بكره الصبح.
ابتسم الضابط وتحدث اليه:
– حقيقي وزارة الداخلية خسرتك يا رشيد.
تحدث رشيد بثقة:
– كل شئ نصيب وانا راضي بلي وصلتله في شغلي.
ابتسم الضابط وتحدث بفضول:
– هنعمل ايه دلوقتي وازاي هنقبض على المجرمين دول؟!
نظر رشيد امامه بتفكير للحظات ثم تحدث:
– خلينا نتحرك على المكان اللي حدده جهاز التتبع.
أومأ الضابط برأسه بالايجاب وذهب مع رشيد.
*****
بعد ساعة بداخل منزل عائلة رشيد.
مازلت كارمن تنتظر عودته هو وابنها وتبكي وتدعي الله من قلبها ان يعودا اليها بخير.
دقائق قليلة ورن جرس الباب، ركضت كارمن بلهفة وفتحت الباب، ابتسمت بسعادة عندما رأت عمر ابنها يقف امامها وخالد صديق رشيد يقف خلفه.
عانقت ابنها بقوة وحملته عن الأرض وهي تقبل فيه بكل سعادة والدموع تنسال من عيناها. بكى عمر بداخل حضن والدته وتحدث اليه بخوف:
– انا مش هروح رحلة تاني عمري يا ماما.
بكت كارمن وتحدثت اليه وهي تعانقه بقوة:
– وانا مش هبعدك عني تاني يا حبيبي.. اي مكان تروحه لازم اكون معاك.. مش هسيبك تبعد عني تاني ابدا.
تحدث اليها خالد وهو يقف أمام الباب:
– رشيد كلمني وقالي اجيب عمر لعندك، ومتقلقيش على عمر في دكتور شافه واطمن عليه قبل ما اجيبه لهنا.
نظرت اليه كارمن وتحدثت بقلق:
– وفين رشيد؟
نظر خالد الي عمر بحزن ثم اجاب عليها:
– رشيد لسه مهمته في القبض على الخاطفين مخلصتش.. ادعي ربنا يرجع بالسلامة.
خفق قلبها بقوة وتحدثت بقلق:
– يعني ايه؟.. قصدك ان حياة رشيد في خطر؟!
تحدث خالد بحزن:
– رشيد كل اللي يهمه انه يحافظ علي حياتك وحياة ابنه وعمره ما فكر في حياته.. رشيد ضيع من عمره عشر سنين في حبك.. مقدرش يحب غيرك ومقدرش يكمل حياته هنا من غيرك.. رشيد محزنش على خسارته لشغله قد ما حزن على خسارته ليكي.. رشيد حبك بجد وكان مستعد يضحي بحياته كلها عشانك ولما جات فرصه انه يضحي بحياته عشانك انتي وابنه مترددش لحظة.
لمعت عيناها بالدموع وشعرت بألم قوي بقلبها وتحدثت بخوف:
– كلامك ده معناه ايه؟ رشيد جراله حاجة؟
ابتسم خالد بداخله عندما شعر بخوف كارمن على رشيد وتحدث بثقة:
– الله اعلم ايه اللي جراله.. بس كل اللي اقدر اقولهولك ان رشيد حياته في خطر دلوقتي.
بكت كارمن وتحدثت بهلع:
– انت بتقول ايه! انا عايزة اروح لرشيد دلوقتي حالا.
تحدث خالد برفض:
– للاسف مش هينفع تتحركي من هنا دلوقتي.. رشيد طلب مني احميكي انتي وابنه لحد مايرجع.
بكت كارمن بخوف وتحدثت بحزن:
– قلبي بيوجعني.. حاسه ان رشيد جراله حاجة وانت مش عايز تقولي الحقيقة.
تحدث خالد:
– ادعيله يا كارمن.. ادعيله ربنا يحفظه ويقدر يقبض على المجرمين دول بأقل الخساير.
*****
بداخل مكان شبه مهجور.
كان هناك مبنى مكون من طابق واحد فقط. هذا المكان الذي اشار اليه جهاز التتبع بوجود حقيبة النقود فيه.
وصل رشيد بداخل سيارة الشرطة وخلفه العديد من سيارات الشرطه واقتحموا المبنى الذي اجتمع به الخاطفين.
تفاجئ الخاطفين من وجود رجال الشرطة خلفهم بهذه السرعه وسرعان ما حدث تبادل لضربات النار بين رجال الشرطة والخاطفين.
*****
بداخل منزل عائلة رشيد:
كانت كارمن تجلس وهي تضم ابنها اليها وتبكي وتدعي الله من قلبها ان يحفظ رشيد.
نظر اليها ابنها وتحدث اليها بخوف:
– ماما هو الظابط اللي جه معايا ده يبقا صاحب بابا؟
اجابة عليه كارمن بحزن:
– اه يا حبيبي.
تحدث عمر بدهشة:
– مش الظابط ده يبقا بابا الولد اللي ضربته واحنا بنلعب؟
أومأت برأسها بالايجاب وهي تبكي.
كان خالد يجلس في منزل عائلة رشيد ويقوم بحماية كارمن وابنها كما طلب منه رشيد. تحدث خالد الي عمر:
– وباباك اللي كان معايا يا عمر وهو اللي انقذك النهارده.
نظر عمر الي والدته، أومأت له والدته وهي تبكي وتحدثت:
– اه يا عمر.. بابا رشيد هو اللي انقذك النهارده.. بابا بيحبك اوي يا عمر.
ابتسم عمر وتحدثت اليها:
– بابا قالي كده النهارده وقالي كمان ان انتي كمان بتحبيني اوي.. انا اسف يا ماما عشان كنت خايف من بابا.. انا فرحان اوي عشان شوفته النهارده وخايف يكون زعل مني.
تحدث اليه خالد:
– باباك عمره ما يزعل منك يا عمر.. باباك اكتر انسان بيحبك في الدنيا كلها.
تحدثت كارمن هي الأخرى:
– لما بابا يرجع هيفرح اوي لما تقوله ان انت بتحبه يا عمر..
ابتسم عمر بسعادة، قطع حديثهم صوت رنين هاتف خالد، نظر خالد الي الهاتف بتوتر واجاب بتردد. تابعته كارمن بعيناها بقلق. انتفض خالد من مكانه بفزع قائلا:
– ازاي ده حصل! ورشيد عامل ايه دلوقتي؟
انتفضت كارمن من مكانها هي الاخري وخفق قلبها بقوة كبيرة قائلة:
– رشيد جراله ايه يا خالد؟!
اجاب عليها خالد بحزن:
– رشيد اتصاب وحالته خطيره.
صرخت كارمن بانهيار، بكى عمر وهو ينظر الي والدته، لم تتوقف كارمن عن الصراخ حتى تحدث اليها خالد مرة أخرى:
– انا هروح المستشفى بسرعه اطمن عليه.
اوقفته كارمن وهي تبكي:
– خدني معاك يا خالد.. انا لازم اطمن على رشيد.
تحدث عمر ببكاء هو الاخر:
– وانا كمان عايز اشوف بابا يا ماما.
تحدث اليهم خالد وهو يتجه الي الخارج بخطوات مسرعة:
– تعالوا معايا بسرعه.
خرجت كارمن وابنها بيديها وهم يبكون بخوف على رشيد، صعدوا بداخل سيارة خالد وانطلق خالد بسيارته سريعا الي المشفى.
*****
بداخل المشفى.
وقف الطبيب يتحدث اليه بابتسامه:
– حمدلله على السلامه يا بطل.. نحمد ربنا الاصابه كانت سطحيه.. بس دراعك لازم يفضل في الجبس شهر على الاقل.
أومأ برأسه بالايجاب.
دلف خالد الي الغرفة وخلفه كارمن وابنها. انهارت كارمن وهي تركض اليه وتتحدث اليه ببكاء:
– رشيد ايه اللي حصل؟ رشيد انت كويس.. طمني عليكي.. لو جرالك حاجة انا هموت من غيرك.
تحدث عمر ايضا وهو يبكي:
– بابا انا اسف متزعلش مني.. انا بحبك اوي يا بابا.
نظر اليهما رشيد بدهشة، وقف خالد يبتسم من بعيد، تحدث الطبيب الي كارمن بهدوء:
– اطمني يا مدام جوز حضرتك بخير.. ده مجرد اصابه بسيطه جدا.
حدقت كارمن برشيد وتحدثت وهي تدقق النظر بذراعه المصاب:
– اصابه بسيطه !!
أومأ الطبيب برأسه وتركهم وذهب من الغرفة، ابتسم خالد وخرج من الغرفة خلف الطبيب.
شعرت كارمن بالخجل ووقفت بعيدا عنه، ابتسم رشيد وفتح ذراعه الي ابنه وتحدث اليه بلطف:
– طمني يا عمر انت كويس دلوقتي؟
ابتسم عمر واجاب عليه بسعادة:
– اه يا بابا كويس.. عمو قال لماما ان انت تعبان اوي وخوفنا عليك.
نظر رشيد الي كارمن وتحدث الي ابنه:
– وماما خافت عليا؟
اجاب عمر بصوته الطفولي:
– انا وماما كنا خايفين عليك اوي يا بابا.. احنا بنحبك اوي وعايزنك تبقا معانا على طول.. عشان خاطري يا بابا مش تسافر وتسبنا تاني.
ابتسم اليه رشيد وقبل مقدمة رأسه وهو يتحدث اليه:
– وانا بحبك انت وماما اوي ونفسي اعيش معاكم على طول.
خفق قلب كارمن بقوة ونظرت الي رشيد بخجل، وقف رشيد واقترب منها وهو يمسك بيد ابنه وتحدث اليها بصوت هادئ:
– الحمدلله قدرت ارجعلك عمر بالسلامة زي ما وعدتك.
نظرت اليه كارمن بخجل وتحدثت بصوتها الرقيق:
– انا اسفه.
ابتسم رشيد وتحدث اليها بمراوغة:
– وانا كمان اسف.
تحدثت بخجل:
– اسف على ايه؟!
اجاب عليها وهو يتعمق بالنظر إلى عيناها:
– اسف عشان سافرت وسبتك انتي وعمر كل السنين دي لوحدكم.
تحدثت بخجل:
– يعني مش هتسافر وتسبنا تاني؟
اجاب عليها وهو يبتسم اليها بعشق:
– انا جربت كتير اعيش من غيرك ومقدرتش.. وبفكر لو ناخد فرصة تانيه يمكن ننجح المرادي.
نظرت اليه كارمن بخجل وابتسمت. تحدث عمر بحماس:
– بابا احنا هنرجع بيتنا امتى؟
تحدث اليه رشيد بمكر:
– أسأل ماما..
نظر عمر الي والدته قائلا لها:
– ماما احنا هنرجع بيتنا امتى؟
اجابة عليه كارمن وهي تنظر الي رشيد بخجل:
– لما بابا يخف يا حبيبي هنرجع بيتنا مع بعض.
تحدث عمر الي والده:
– خف بسرعه يا بابا عشان نرجع بيتنا.
تحدث رشيد وهو ينظر إلى كارمن:
– هنرجع يا حبيبي ان شاء الله.
خجلت كارمن وخفضت وجهها ارضا. اقترب رشيد من ابنه وتحدث اليه بنبرة مرحة:
– عمر ينفع تطلع تقول لعمو خالد يخلص إجراءات خروجي من المستشفى.
تحدث عمر بحماس:
– اه يا بابا هطلع اقوله بسرعه.
تحدثت كارمن وهي تتجه للخروج من الغرفة:
– متقلقش هطلع اقوله انا.
امسك بيديها سريعا ومنعها من الحركة، ركض عمر خارج الغرفة بحماس واغلق الباب خلفه. توترت كارمن كثيرا وارتجف جسدها بقوة مع لمسة يديه ليدها، ابتسم رشيد وتحدث اليها بهدوء:
– لسه جسمك بيرتجف اول لما بلمس ايديكي زي زمان.
خجلت كارمن وتحدثت بتوتر:
– رشيد انت بتوترني على فكرة.
اقترب منها اكثر وهو يتأملها بنظرات عاشقه:
– كارمن موافقه نبدأ حياتنا مع بعض من جديد؟
نظرت اليه بعمق وتحدثت بتوتر:
– خايفه منقدرش نكمل تاني.
تحدث اليها بثقة:
– احنا دلوقتي اتنين غير اللي اتقابلوا من عشر سنين وانا واثق اننا هنقدر نكمل المرادي.. المهم الصراحة والثقه يا كارمن.. الصراحة والثقة اهم اسباب نجاح اي علاقه.
تحدثت كارمن بالايجاب:
– بس انا اتغيرت كتير عن الاول يا رشيد.. مبقتش البنت اللي انت حبيتها زمان.
تحدث اليها بفضول:
– المهم لسه ليا مكان في قلبك ولا لأ؟
اجابة بدون تردد:
– قلبي كله ملكك من اول ما عرفت ايه هو الحب ومشاعري اتجاهك عمرها ما تغيرت.
ابتسم بسعادة قائلا:
– يعني موافقه؟
أومأت برأسها بالايجاب وهي تخفض وجهها بخجل.
*****
بعد مرور ستة أشهر.
بداخل شركة وجيه الجبالي بمصر.
جلس رشيد امام مكتبه يتحدث الي والده بالهاتف:
– متقلقش يا بابا كل الفلوس رجعت والحمدلله الشركة رجعت تنافس بقوة تاني وقدرنا نقف علي رجلينا.
تحدث والده عبر الهاتف:
– كويس ان الحراميه دول خدوا عقابهم واتحكم عليهم بالسجن.
تحدث رشيد بثقة:
– اطمن يا بابا مفيش حق بيضيع والحمدلله ربنا عوضنا عن كل الخساير اللي اتسببوا فيها.
دلف عمر وهو يركض الي غرفة مكتب والده في شركة جده بحماس. استقبله رشيد بسعادة وهو يتحدث بالهاتف:
– البطل بتاعنا وصل اهو..
تحدث وجيه الجبالي بسعادة:
– عمر عندك؟
اجاب رشيد:
– اه لسه واصل حالا..
ثم تحدث الي عمر:
– تعالى يا عمر كلم جدو..
ركض عمر الي والده واخذ منه الهاتف وتحدث الي جده بسعادة.
دلفت كارمن الي غرفة المكتب، وقف رشيد واستقبلها وهو يعانقها بحب قائلا:
– ايه المفاجأة الحلوة دي.
تحدثت كارمن بابتسامه:
– عمر مصمم انك تعزمنا على الغدا برا النهارده.
تحدث رشيد بحنان وهو يغازلها بنظراته:
– انا عيوني لعمر ومامت عمر.
ارتجف جسد كارمن بخجل وخفضت وجهها أرضا، اغلق عمر الهاتف بعد انتهاء المكالمة مع جده واقترب من والدته ووالده وتحدث اليهما بحماس:
– يلا عشان نتغدا برا يا بابا.
انحنى رشيد قليلا وقام بحمله بيديه وتحدث اليه بمزاح:
– والباشا عايز يتغدا فين النهارده؟
اجاب عمر بحماس:
– اي مكان ماما تختاره بس بعد الغدا لازم تشتريلي بدلة الظابط اللي انت وعدتني بيها.
تحدث رشيد وهو يبتسم:
– انت مصمم على بدلة الظابط دي اوي يعني؟
اجاب عمر بحماس:
– اه يا بابا مصمم عشان انا عايز اكون ظابط لما اكبر.
ابتسم رشيد وهو ينظر الي كارمن وتحدث بنبرة مرحة:
– تقريبا كده اسم عيلة الجبالي هيفضل في الداخليه العمر كله.
تحدثت كارمن وهي تبتسم بسعادة:
– عمر رشيد الجبالي.. ان شاء الله هيكون احسن ظابط في وزارة الداخلية.
تحدث رشيد وهو يبتسم ويغمز لـ ابنه بمرح:
– اهم حاجة لو في يوم عرفت ان في باص مدرسة بنات اتخطف اوعا تنقذهم.. هتلاقي فجأة حياتك كلها اتقلبت.
تحدثت كارمن بغيظ:
– وحياتك اتقلبت للأحسن ولا الاسوء؟
اجاب عليها وهو ينظر اليها بعشق:
– للأجمل.. كانت اجمل حاجة حصلت في حياتي لما قابلتك وبدأتنا حكايتنا والحمدلله انها انتهت بالسعادة وان شاء الله نفضل مع بعض لاخر العمر❤️ كارمن ورشيد❤️
النهاية.
تمت بحمد الله ❤️
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كارمن)