رواية قلوب منهكة الفصل السابع عشر 17 بقلم جهاد وجيه
رواية قلوب منهكة الجزء السابع عشر
رواية قلوب منهكة البارت السابع عشر
رواية قلوب منهكة الحلقة السابعة عشر
لقت فشلت كلماتي عن المواساة وبقيت مُعلقة بين الندبات، أصبحت كشجرة أصاب جذعها سمٍ قاتل وبقيت فروعها فارغة الأوراق والحياة، بِتُ مُظلمة من الداخل، فقدت رونقي!
انكمشت بعنف حول نفسها تلملم ثوبها، شهقاتها كانت تعلو شيئًا فشيء وجسدها يرتعش مع كل شهقة تصدر عندها، احتضنت نفسها جيدًا محاولة تخفيف وجعها الداخلي، أصابعها المرتجفة تقبض بقسوة على ذراعها ضاممة قدميها لصدرها، تصغط بركبتها أعلى يسار قفصها الصدري لعلها تخفف ألم خافقها النازف، لم تقصد بالمرة الظهور أمامه هكذا ولكن لم تجد بالمرحاض أية ملابس لها ومن توترها نسيت ثيابها بالخارج ووجدت هذا القميص الذي لا يصلح للإرتداء ولكنها لم تجد مخرج من تلك المعضلة بغير ذلك، ظنت أنه غادر الغرفة لأخرى ليبدل ثيابها ولكنها مثله تفاجأت به يتطلع لها بمثل تلك الطريقة التي ودت لو كانت لها !!
_ سلمى أنا …أنا
ابتسمت بسخرية وسط سيران دموعها مُبللة جفاف شفتيها الدامية، هل لديه عذرًا عن جريمته بحقها!؟ هل يظن أنها ساذجة لتلك الدرجة!؟ قبلت بعدم حبه ولكن ليس والمقابل كرامتها وأنوثتها! فكت جسدها بصعوبة وألم من تيبس عظامها فهي ظلت لوقتٍ طويل محتضنة ذاتها تبكي وهو مُنكس رأسه جوارها، توقفت بصعوبة مغطية جسدها بأغطية الفراش، فتحت الخزانة وأخرجت ثيابًا ملائمة لها و سارت للمرحاض وقبل إغلاقه ألقت نظرة ساخرة عليه وأغلقت الباب خلفها بهدوء!!!
******************************************
حاولت بصعوبة فتح عينيها حتى تعتاد على قوة الضوء من حولها، دارت قزحيتيها بالغرفة من حولها، هذا ليس بيتها ولا غرفتها، إذن أين هي!؟ ضربت ذكريات صباح اليوم عقلها، عندما اصطدمت بحائطٍ بشري بمنتصف شارعها تتفرع وشومه بدءً من ذراعيه مارًا بعنقه ومن الواضح أنه تشكل كامل جسده الضخم، رأته يعترض طريقها ويعطي لها حقيبته متعللًا بأنه يريد الذهاب للشارع الخلفي لجلب شيء لن يستطيع حمله مع حقيبته! ويخاف ترك حقيبته مع أحدهم ومن حسن حظه وسوء حظها كان الوقت مبكر ولا يوجد غيرهم بالطريق، شدد عليها بأمان الحقيبة لأنها تحتوي على سندات هامة له، يالسخرية فبعد إمساكها الحقيبة ومغادرته المزعومة أتتها حكة طفيفة بأنفها ومن ثم داهمها دوار وصداعًا قارص برأسها ولم تشعر بنفسها سوا الآن !!
_ أتمنى تكون استضافتنا أعجبتك
ظهر لها مصدر الصوت بعد ثوانٍ قليلة وليته لم يظهر، وجهه مليء بالكدمات التي تدرج لونها للأزرق القاني وشفتيه دامية هو بالكامل يخيفها وكيف لا وهو مصدر كابوس ومعاناة صديقتها!!
نورسين بثبات وقوة زائفة: عاوز إيه يا يونس
ضحكته أصابتها بوعكة شديدة بمعدتها، ألا يكفيها صوته ومحياه بل وضحكاته السامة أيضًا!!
يونس ببسمة غامضة: أنتِ هتجبيها
هزت رأسها تنفي بهستريا شديدة، فيكفي رفيقتها ما عانته على يد هذا المغتصب العاهر، لماذا يريدها بعد فقد أخذ غرضه وطعنها وهرب، ظهر الهلع على ملامحها عندما تخيلته يُعيد فعلته مجددًا معها فهذه المرة لن تتواجد رزان بل ستذهب لحياة أخرى وبلا رجعه!!
نورسين برجاء: ليه، عاوز منها إيه
يونس بقسوة وجنون : عاوزها هي، هي بتاعتي وبس… محدش ليه حق فيها غيري
سقط فمها من هذا المختل أمامها، ما الذي يصوره عقله له بعد!؟ يختطفها لساوم رفيقتها عليها لعلمه بمدى حبها لها!! يظنها ستأتيه لترتمي بين ذراعيه!!؟ هل هُدمت جميع أبراج عقله وأصبح بلا عقل!؟
نورسين بدموع راجية: بلاش عشان خاطري، بلاش تخلينا نخسرها للمرة التانية… عشان خاطرها أبعد عنها
هزت رأسها بعنف لتتساقط دموعها بغزارة وأشد وتابعت بشرود وألم شكلته ملامحها بوضوح: دي دخلت مصحة نفسية سنة ونص، بلاش تأذيها تاني، لحقناها في كل مره حاولت تنتحر فيها، دي كانت بتحبك غلطها الوحيد إنها حبتك!؟ كانت بتصرخ مع كل جلسة كهربا كانت بتاخدها لأنها فقدت النطق ست شهور كاملين وشبه فقدت عقلها، دي كانت بتحبك
تحشرج صوتها وعجز جوفها عن إخراج باقي معاناة صديقتها، لا تريد تذكر هذه الآلام مجددًا فهذه الأوقات العصيبة استنزفت جميعهم بقوتها وصلابتها، ارتعشت شفتيها ألمًا فور تذكرها محاولة انتحارها الأخيرة قبل عشرة أشهر التي أدت لبقائها غائبة عن الوعي لإسبوعين كاملين لتجرعها جرعة كاملة من دواء خطأ مع قطع أحد شرايين يديها وكم نزفت وقتها بسبب جرحها الغائر، تتذكر كلمات الطبيب بأنها هي من ترفض العودة للواقع ولا ترغب بالعيش !!
هتف يونس بصوت أقرب للهمس ولكنه وصل لمسمعها: هقتله قدام عنيهاااا
صرخت نورسين بانهيار وجنون: أنتَ مريض، لا لا أنتَ مش طبيعي، واحده اغتصبتها وحرمتها تكون أم وشوهتها وقتلت كل ذرة ثقة جواها وقضيت على برائتها وهي مراتك وبعدها هربت وسيبتها وراجع بعد سنتين عاوزها !!!؟ صحيح ما أنت متعرفش إن المحكمه طلقتها منك غيابي بعد شهرين من جوازكوا، منك لللاه حسبي الله فيك وفي أمثالك يا يونس يا مهرااااان
ارتطمت رأسها بالأرضية الصخرية من قوة صفعته لها، لم تهتم بألم رأسها ولا ليديها التي نزفت من محاولاتها فك الحِبال التي رُبطت بها بل رفعت رأسها في تحدي وشراسه وهتفت بقسوة: هتندم، صدقني ماجد ومهند مش هيسبوك، أنت مريض ولازم تتعالج بأي شكل
*******************************************
الألم يعصف بصدرها، تشعر باختناق أنفاسها، كل ما خرج من جوفها هو همسها باسم رفيقتها وملجأها الوحيد فقد رأتها مُلقاة على إرضية صخرية قُيدت يديها وقدميها وهي فاقدة للوعي لا حول لا ولا قوة، وعند قرأتها للرسالة التي أطاحت ببواقي تشبثها بالقوة الزائفة لديها، سقطت دموعها بصمت فقد مل قلبها من الآلام التي باتت تسكنه، تحركت بخطى مرتعشة لخارج غرفتها وهبطت الدرج بصعوبة شديدة تحاول تزان جسدها حتى لا تسقط، وصلت لسارتها وما إن همت بفتحها حتى رأت كلًا من شقيقتها وزوجها يهبطان من سيارتهم، لم تقدر على الحَراك حتى وصلا لها، لم تنبت ببنت شفة وإنما قدمت الهاتف لهم وسط نظراتهم القلقة
ماجد بحنان مقتربًا منها: رزان أهدى، اهدي
حاولت بكل قوتها التقاط أنفاسها المسلوبة منها وهمست بتقطع وسط دموعها : هو … هو أخدها .. أخدها يا ماجد … عاوزه… عااااوزه نووور يا ماجد
كم تألم قلبه لرؤية معشوقته تنزف ألمًا، ضاق صدره لدموعها المتساقطة، دفعها لصدره لعله يمتص وجعها، قبض بقوة على خصرها دافنًا وجهها بصدره لتهدأ ضربات قلبه الهائجة، شعر بيديها الصغيرة ترتفع لتقبض بعنف على كتفيه من الخلف وشهقاتها التي تعلو بوتيرة أقوى وقميصه الذي ابتل بشدة من عَبراتها الكثيفة، رفع وجهها بحنان ومسح على وجنتيها بحب وهتف بصوتٍ رخيم : خدي نفس واهدي، نور هتكون معاكي الليلة ومش هيحصل ليها حاجه ابدا بس اهدي وكل حاجه هتكون بخير وأنا جنبك ومش هسيبك
هتفت بصوتٍ باكِ يملؤه الرجاء : متسبنيش
طبع قبلة سريعة على جبينها برقته المعهودة معها وهمس لها : مستحيل أسيبك
******************************************
مرت ساعة أخرى قد خرجت من المرحاض وتنقلت بهدوء ترتب الغرفة من حولها ومجرد انتهائها خرجت وعادت تحمل قدح قهوة ساخنة وعلى نفس وتيرة هدوئها حملت أغطية الفراش وتحركت تنوي الخروج من الغرفة حتى أوقفها صوتها الهادئ: سلمى أنا آسف
قاطعته ببسمة بسيطة وشددت على حروفها جيدًا وهتفت: مفيش حاجه تتأسف عليها أنتَ عملت اللي حسيت بيه ودا حقك الشرعي وأنا مستحيل أمنعك منه عشان الملايكه متلعنيش وكمان أنتَ قولت اللي قلبك دلك عليه يعني مش غلطان في حاجه
انكس رأسه حرجًا منها وخرج صوته ضعيف بعض الشيء: سلمى أحنا قولنا ندي لنفسنا فرصة بس غصب عني اللي حصل
أوقفته بأصابعها تمنعه من المواصلة وأكملت هي بهدوء: اللي حصل شيء طبيعي ودي غريزة في البشر والغلط مني من البداية إني نسيت أخد لبس معايا وطلعت من الحمام كمان من غير ما أتأكد إنك برا، اللي حصل أمر عادي، تصبح على خير، القهوة بردت
*******************************************
مرت دقائق ليست بقليلة وهو منفصل عن العالم من حوله، محبوبته خطفها عدوه الأول والأخير، أجل هو عدوه بل وألد أعداؤه، لمس صورتها بهاتف شقيقته بألم عصب بكامل جوارحه وقرأ الرسالة المُتبعة بالصورة ( زان حبيبتي دي هدية صغيره ليكي، هتلقيني في نفس المكان اللي بقيتي مراتي فيه)
ألقى الهاتف بعنف ليتشهم لأجزاء ورفع نظره ليرى شقيقته الذي تولى ماجد تهدئتها
مهند بنبرة جليدة: رزان تطلعي فوق
رزان مبتعدة عن ذراعي ماجد : مستحيل، مش هتحرك من هنا غير على مكان نور
رأي الإصرار يشع من عينيها فهز رأسه وسار لسيارته ومازالت أنظار ماجد وشقيقته معلقة به
رزان بنبرة باكية: خايفه على مهند
ماجد بتفهم : متخافيش، مش هيهدي ولا يظهر عليه حاجه دلوقت
رزان ببكاء متشبثة بقميصه: ميقدرش من غيرها، أخويا بيتألم ومش قادر يظهر ألمه يا ماجد
ربت على خصلاتها بحنان وعشق جارف وهتف مؤكدًا: أخوكي بيحب فلازم يتوجع عشان يقدر يفرح وأنا واثق إن نور بتحبه بس بتكابر حاجه جواها
أومأت في تفهم ومازالت الدموع عالقة بعينيها ولكن ما أثار قلقها هو صمت شقيقها وهدؤه الزائد عن الحد، أخذ كلًا منه موضعه بالسيارة متحركين لوجهة غير معروفه!! فضلا كلًا من ماجد ورزان الصمت وعدم سؤاله عن شيء حتى توقفت السيارة أمام مبنى تعرفه عن ظهر قلب بل وتبغضه حد اللعنه، ابتلعت رمقها بصعوبة وألقت نظرة أخيرة على شقيقها الذي وجه نظرة أسفة لها وتقدم للداخل بخطوات سريعة، خطت للداخل بخطواتٍ مرتعشة تقدم قدم وتؤخر الأخرى، تتمنى لو أنها بأحد كوابيسها وستنهض صارخة منه وينتهي أمره ولكن للأسف فهي بواقع حي !!
ماجد بهدوء ما يسبق العاصفة: خايفه!؟
رزان ببسمة طفيفه: وحتى لو خايفه لازم أواجه !
صعد مهند للشقة التي وجد بها شقيقته مُلقاة بها تنزف ألمًا وليس دمًا فقط، تطلع للباب المغلق بلهفة وغضب فهو مغلق من الخارج ! والصورة المرفقة لشقيقته ليست ببيتٍ وإنما بشيء أقرب لمخزن مهجور! سار مبتعدًا يبحث بكل بقعة من حوله باسفل الدرج وأعلاه عن أي غرفة تحوي معشوقته ولكن خلف جميع الأبواب كانت ظلمة فقط هي كل ما وجد، بعد نصف ساعة من بحثهم جميعًا وجلوسهم بخيبة أمل نهض ماجد بثبات وسار خلف البناية وسرعان ما اقترب من المبنى الملحق بها، ابتسم بسخرية على سذاجة هذا المدعو يونس أظن أنه يمتلك قدرًا ولو قليل من الذكاء!؟ شعر برزان ومهند خلفه وهم بالالتفات والتحدث لهم ولكن سبقه مهند بالركض نحو المبنى المظلم والذي تبين أنه مخزن من الواضح أنه قديم، حرك رأسه بمعنى لا فائدة وهتف لرزان : جاهزه !؟
أومأت بصمت وبقيت خلفه تدعو الله بأن ينجي صديقتها من هذا الحقير، رأته يخرج سلاحه ويمسك به بمهارة عالية وخطواته ثابته تعرف وجهتها، وصلا لمهند المترقب أي فرصة للتهور وكشف حركتهم ولكن !!
فُتح باب المخزن من الداخل وطل أكثر من يبغضونه، جميعهم يتمنون سحقه باقدامهم وإخراج قلبه من بين اضلعه، لم يعطي لهم فرصة لأستيعاب الموقف حتى رأوا عدد كبير من الرجال تحاوطهم بزيهم الأسود وبنيتهم القوية مجهرين أسلحتهم بوجوههم
هتف يونس بغرور: مفاجأة حلوة يا مهند مش كدا
تولى ماجد الرد عنه وهتف ببرود: امممم جدااا لدرجة هتفضل تفتكرها طول حياتك دا لو فضلت عايش
يونس باستفزاز وضحكة ساخرة: كان بودي أرد عليك بس عندي حد أهم منك ومن العالم كله
مهند بنبرة باردة وقاسية: حياتك قصاد شعره منهم يا ابن مهران
سمعوا شهقة من خلفهم وهموا بالالتفات ولكن كانت لكمة قوية مُسددة لكل منهم تتبعها رصاصة طائشة لكلاهما ولكن لحسن حظهم لم يصيبهم الرصاص، رأوا احد الرجال قابضًا على رزان مكممًا فمها بقوة ودموعها تهبط بحسرة على قبضته الممسكة بها وشاددًا إياها لتصبح أمام يونس مباشرة قابضًا على رسغها!
فور ترك الرجل لها حتى تلقى رصاصة بمنتصف رأسه جعلته يسقط ببركة من دماؤه !
يونس بغل: محدش يلمسها ويفضل حي حتى لو أنا اللي أمرته
سقط فك مهند من المجنون الذي أمامه! هو من أشار للرجل ليمسكها وهو من قتله لأمساكه بها !!
مهند بغضب ساحق : أبعد عنها يا حيوان وقولي نور فين
يونس ببسمة سمجة : يا راجل في حد يبعد عن مراته بردو! بالنسبة لنور فمتقلقش
فقد كل ذرة تحكم وعد نفسه بها، فهو ممسك بحبيبته وينعتها بزوجته بل يستفزه !! لحظة وكان ماجد منقضًا على يونس دافعًا رزان من أمامه بعيدًا ولكن ! كاد أن يمسك بعنقه لينهي كل تلك المسرحية التي طالت بشدة وأصبحت لا تروقه حتي تلقى رصاصة بأعلى كتفه تبعها صرخة مزعورة من رزان جعلته يلقي بكامل نظره عليها مما جعل يونس يستغل الوضع ومشيرًا لرجاله بإمساك ماجد
يونس بقسوة: محدش يقرب لحاجه تخص يونس مهران ويفضل عايش يا ابن الأنصاري
ماجد بقوة وتحدي: وفرت عليا كلمتين بس اللي متعرفهوش إن اللي بيجي على ماجد الأنصاري بينسفه يا ابن مهران
صوت رصاصة أخرى صدحت بالمكان سقط مهند متألمًا منها، وتبعتها صرخة منهارة من رزان على شقيقها الممسك بساقة المصابة تبكي حسرة على ما ألت الأمور إليه
رزان بشراسة وتحدي: سيبهم وأنا قدامك يا يونس
يونس بحنان: عشان خاطرك بس يا عيون يونس بس لازم يتأدبوا الأول
رزان بصراخ: قولت ليك سيبهم وأنا هروح معاك في المكان اللي أنت عاوزه
ماجد بغضب يكفي لإحراق الأخضر واليابس: ورحمة أمي لكون مخلص عليك قبل ما تلمس شعره واحده منها
يونس بجنون: دي مراتي أناااا وبتاعتي أنااااا محدش يقدر يقربلها غيري أنااااا محدش هيحبها زي ولا هيقدر ياخدها مني …. أنا سيبت شغلي وكل حياتي ورجعت عشانها هيييي وفي الآخر ألاقيها مرااااتك تبقى بتحلم…. أنا قتلت كل واحد فكر يقرب منها أنما أنت هدفنك حي وقدامها
ماجد بقسوة: اللي زيك معندوش قلب يحب أنتَ ناسي أنتَ مين يا جاك ألكسندر ولا إيه
يونس بصراخ وجنون كمن فقد عقله: ايوا جاك ألكسندر زعيم رؤساء المافيا، جاك اللي قتل وسرق وشوه وتاجر في الممنوعات والبنات واغتصب ودبح وعمل كل حاجه ممكن تخطر على بالك تفتكر هيخاف من حد!! ولا من حتة ظابط مخابرات زيك!؟؟
لهنا ويكفي توقف عقلها عن العمل والتفكير، حقًا أنها أحبت زعيم مافيا! عشقت رجلًا كتب قدره بالدماء!! وقعت أسيرة لرجلًا أزهق ملايين الأرواح ويتم الأطفال !؟ الهذا الحد كانت ساذجة!!؟ لهنا ويكفي، كفااااااا، صرخ عقلها وقلبها بأن واحد وهي ترى زوجها الدماء تقطر من كتفه بغزارة وشقيقها يتلوى ألمًا من ساقه وصديقتها لا تعرف مكانها للآن!؟
رزان بثبات وقوة : فين نور
نظر لها بعيونٍ تقطر عشقًا وهتف بحنان: هوديكي ليها بس أخلص منهم
حاولت مجاراة حديثه وصنعت بسمة صغيرة لم تصل لعينيها وهتفت: لا سيبهم دلوقت وتعالي وديني لنور
أنصاع لها كطفلًا وجد أمه بعد يُتمٍ شديد وسار بها لموضع رفيقتها وسط نظرات شقيقها وزوجها القلقة والغاضبة والغامضة!!
********************************************
سارت خلفه بقلبٍ يكاد تصم دقاته الآذان، هي رأت أمامها مريضًا فاقدًا لعقله! هل جُنَّ بتلك الطريقة!! عقلها لا يستوعب الآن أي شيء تريد فقط السماح لدموعها المكتومة بالخروج لتخفف عبء قلبها ولكن ليس الوقت المناسب يا فتاة فاليوم للقضاء على مخاوفك جميعها فقد طالت الليل وحان وقت الفجر
_ رزااان
هتفت نور بلهفة فور رؤيتها لرفيقتها والبسمة كادت أن تشق ثغرها ولكنها اختفت فور وقوع نظرها على القادم معها، كيف !!؟
رزان بلهفة وقلق: أنتِ كويسة يا قلبي ولالا
أومأت في صمت وألقت نظرة مستفهمة لرزان التي طمأنتها برأسها بهدوء وأقتربت منها محاولة فك قيودها ولكنها كانت أضعف من أن تحل وثاقها فرفعت بصرها للمتابع لهم بصمت فأومأ لها وأخرج من جيبه سكينًا حاد وقدمه إليها لتفك الحِبال !
يونس بحب : عملتلك اللي أنتِ عوزاه يلا عشان في طيارة مستنيانا
جف حلقها من تصريحه لها وازادت ضربات قلبها خوفًا من القادم فهي على بعد خطوة أخيرة من شفائها وأنقاذ الجميع منه !
اقتربت منه بخطواتٍ مرتعشة وأصبحت أمامه مباشرة وألقت نفسها بين ذراعيه وسط نظرات صديقتها المندهشة !!
رزان بقسوة وهي تربت على ظهرة بشرود: لكل فعل رد فعل ومهما طال خمود البركان مسيره ينفجر
انتهت كلامها بطعنة قوية بمنتصف ظهره ولم تكتفي بها بل عاوت الكره مرتين وبكل طعنة كانت تشعر بجزءً من روحها يرفرف عاليًا وأنها محلقة بالسحاب، شعرت بثقل جسده عليها مما جعلها يختل توازنها فتسقط على ظهرها وهو فوقها هامسًا بألم : ليييه دا أنا حبيتك
بهمسٍ مماثل هتفت قبل أن تفقد وعيها : وأنا حبيتك
صرخت نورسين المتابعة للموقف من البداية عاجزة عن التصرف بأي شيء خوفًا على رفيقتها، صرخت بقوة وتحركت بسرعة تبحث عن أحدًا لينجدهم وفور خروجها علت دقات قلبها عندما ابصرته يتقدم منها يلهث بعنف يتبعه ماجد وكلاهما لم يتبين ملامحهم من كثرة الكدمات التي تلقوها والدماء التي تقطر منهم!!
شعرت بدوار يداهما والرؤية تتشوش من حولها وهتفت بهمس : ألحقوا رزان
********************************************
مرت نصف ساعة وكلًا منهم يشعر بانسحاب روحه فخلف باب الغرفتين تركد الفتاتين كجثة هامدة، سقط قلب كلاهما فور سقوط من أحب، فور غياب نورسين عن الوعي التقطها مهند بين ذراعيه محاولًا أفاقتها ولكن لم يجدي نفعًا فحملها للسيارة، أما ماجد فشعر بأن العالم توقف من حوله وأنفاسه سُلبت منه عندما رأها أسفل جسد هذا الحقير فاقدة للوعي فسارع بنزعه عنها وحملها للسيارة هو الآخر وكلاهما قلبه يبكي على محبوبته وها هما الآن ينتظران الطبيبة المسؤلة عنهم رافضين أي وسيلة لأسعافهم قبل الإطمئنان على فتياتهم!
مرت عشرة دقائق لعينة أخرى حتى فُتح باب الغرفة وظهرت الطبيبة وهتفت بعملية شديدة: اطمنوا مفيش حاجه تخوف، الآنسة نورسين حصل ليها ضعف عام بسبب أنها عندها فقر دم شديد وواضح بقالها مدة مأكلتش، هي حاليًا فايقة وبخير، بالنسبة للآنسه رزان فحصل ليها صدمه عصبية شديدة واضح أنها كانا خايفه جداا وعشان كدا فقدت الوعي والدم اللي كان على ملابسها مكنش ليها لأنه فصيلة تانيه، هي واخده مهدئ دلوقت، الف سلامه عليهم
كادت الطبيبة أن تذهب حتى أوقفها ماجد مجددًا وهتف بتساؤل: حضرتك رزان مدام مش آنسه
الطبيبة بتوضيح: لا يا فندم هي آنسه أنا كشفت عليها بنفسي لأنها كانت جايه وملابسه من الجزء السفلي عليها دم
ماجد بتشتت: حضرتك متأكده ؟!
الطبيبة بتفهم: ايوا حضرتك شاكك في حاجه!!؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب منهكة)