رواية قلوب منهكة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم جهاد وجيه
رواية قلوب منهكة الجزء الخامس والعشرون
رواية قلوب منهكة البارت الخامس والعشرون
رواية قلوب منهكة الحلقة الخامسة والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
وصفهم بعض علماء النفس بأنهم شياطين بأجسادٍ بشرية، أفعالهم ومكائدهم أقرب للتفكير الشيطاني، بداخلهم نزعة إجرامية خالصة، قدرتهم الفائقة على سفك الدماء والحرق والاغتصاب والتعذيب تضاهي قدرة ضميرهم على الصمت بل هم منزوعِ الضمير كما الرحمة، بعضهم متوارث وأخر مكتسب من هول ما تعرضوا له، يشبهون النجوم العالية بتوهجها اللامع، شديدي الذكاء، متفوقون ولكن انتقامهم وحقيقتهم تضاهي درجة حرارة النجوم وما تخفيه! إنهم المرضى السيكوباتين!!
نفث عن دخان سيجارته ورفع قدماه أعلى المنضدة الخشبية التي أمامه، يشعر بإنتشاءٍ لأول مرة يمر عليه، راحة رهيبة تكمن خلاياه، هناك سعادة جلية على ملامحه الجامدة! ذلك ما كان يجب أن يحدث وانتهى سريعا ونتيجته جعلته بأوج لحظاته سرورًا!!! ابتسم بسخرية على عقل ذلك الماجد الغبي، هل يظن أنه سيأتيه ويصبح تحت رحمته ويتركه! ياالسخرية هل تخيل بمحياه أنه سيلقى كمثل هذا العذاب! هو استضافه جيدًا ولم يُذيقه الكثير، علت ضحكة متهكمة لعيناه وهمس لنفسه: غبي يا ماجد…. غبي من اليوم اللي فكرت تقرب من حاجه تخصني وشيطانك صورلك إنك ممكن تاخدها من غير حساب…. وزي ما بيقولوا لكل فعل…. رد فعل… وأنا ردي فعلي ملهوش أخر ولا ليه وقت…..
هناك أشخاص أرهقتهم الحياة بلعناتها وجعلتهم كخرقة بالية بين الأشجار العالية مما جعلهم أضعف من أن يواجهوا مستقبلهم وخروا راكعين لمساوئ العالم وبشاعته ومن ثم تبدل ضعفهم بقوة شياطينهم فاكتسبوا عدد لا يُحصى من الأمراض النفسية ولكن نهايتهم واحدة!!! كما يقولون ما كُتب بالدم لا ينفك إلا بالدم!! لذلك هم بأقوى لحظاتهم لا يدرون أنهم على بعد خطوة من حافة الهاوية الذي ستلقي بهم لزوبعة مليئة بالشر كتلك التي فعلوها من قبل!!!
﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼
يُقال أنك تشعر بمن تحب! وليس فقط بل وتعاني مثله وأيضًا يؤلمك قلبك كمثل ألمه!! …. حتى وإن طالت وطالت المسافات تبقى القلوب على العهود أوفياء….
ضحكت بهستيريا شديدة ضحكة تلو الأخرى من هيئة المُلقي أمامها!! هل بعدما أحبته واعترفت روحها بحبه يأتيها كجثة!! هزت رأسها بنفي وابتعدت عن حضن والدها ودموعها تلك المرة رفضت الهطول بشكلٍ قاطع مكذبة ما لم يصدقه عقلها بعد!! جثت أمامه وفكت وشاح يديها التي عقدته صباحًا على رسغها بدلاً من عنقها، رفعت أصابعها المرتجفة ومسحت الدماء التي تخفي ملامحه الحبيبة عنها، ملامحه التي اشتاقتها حد الجنون بسبب غيابه ليومين عنها!! شهقت بعنف شهقة جرحت طريق سيرها وحل محلها غصة مريرة بسبب رؤيتها له بهذا الشكل!! احتضنت ملامحه النازفة وعيناه المغمضتين وهمست بإنكار: أنتَ كويس صح؟
ابتسمت بجنون واحتضنت رأسه لصدرها وأستندت بذقنها على رأسها وهتفت بترجي: قولي إنك كويس وإنك معايا
شددت من احتضانه وهمست بخفوتٍ مؤلم: قولي إنك رجعت ليا وعشاني….
لم يتحمل والدها مظهر ابنته وصهره التي لم يتبين محياه من مماته وهبطت دموعه الحزينة تغرق وجنتيه واقترب من ابنته الشاردة وهتف بترجي: قومي يا بنتي عشان نوديه المستشفى
لم ترفع عينيها لوالدها بل ظلت شاردة في الفراغ وأصابعها تشتد على ظهره تقربه منها تتمنى جعله أحد ضلوعها وهمست بلا وعي: هو مش هيسيبني…. هو قالي إنه بيحبني ومستحيل يسيبني… ماجد بيحبني يا بابا…
أشفق على صغيرته التي اشتدت ملامحها وغاب صفاء عينيها وصاح بها بغضب لعلها تستفيق من جمودها: طول ما أنتِ مسكاه كدا مش هنعرف هو سابك ولالا… فوقي يا بنتي وقومي معايا وصليه للعربيه
أجفلت من صوت والدها الغاضب والقلق ونظرت للجثة التي بين أحضانها رفعت كفها التي ما إن رأت الدماء التي طُبعت به حتى هتفت بجنون: ماجد بيروح مني…. هيسيبني يا بابا هيسيبني… ماااااجد
لم ينتظر والدها الكثير وتقدم جاذبًا صهره من بين براثين ابنته الغير واعيه وسار به بضعف للسيارة واضعًا إياه بالمقعد الخلفي ثم ذهب لابنته الشاردة والتي تردد فقط كلمتين « ماجد هيسيبني» غير واعيه بشيء، جذبها بقوة من رسغها وهتف بغضب: فوقي يا رزان… جوزك بيموت…. ماجد بيموت…
حينها فقط سقطت دمعه أليمة من عينيها… أجل ماجد سيذهب وتبقى مجدداً بمفردها… ماجد سيرحل!!! جرت مسرعة للسيارة وترجلت مقعدها جواره واضعة رأسه على فخذها وهمست بلوعة مؤلمة مزقت روحها: بالله متسبنيش… متسبنيش ياماجد
صعد والدها السيارة وألقى نظرة حزينة على صغيرته التي قاست الكثير ومازالت تقاسي وزوجها المفارق للحياة بنظرة مشفقة… لن يشعر أحد بكم الألم الذي يعصف بطفلته الآن حتي وإن كان هو!!
﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼
انتفضت بعنف عندما أحست بأصابعه حول خصرها، لم تهتم كثيراً… هي بالأصل لا تعرف ما بها… لقد طلب منها فرصة جديدة لبداية جديدة ولكن هو بكل مرة يطلب بداية ولكن لمتى؟؟ ولكن هي أحست بصدق عيناه اليوم! أحست باضطراب أنفاسه أسفل كفها الذي وُضِعَ فوق صدره!! همسه الذي خرج بضعف وصل ليطرب آذنيها! لم تحاول تذكيره بما قاله ليلة أمس هي لا تعرف كيف تخبره! زفرت بغضب ونفضت كفه المرابط على خصرها وتحركت بخطواتٍ سريعة للخارج….
تنهد بضيق من تصرفاتها العجيبة بالنسبة له!! لقد حاول معها وتودد إليها كما لم يفعل من قبل لا عفواً هو فعلها من قبل لرزان ولكن الآن لزوجته! زوجته التي نمىَُ حبها بخافقه كنبتة فارعة الطول وقوية الجزع! ولكن لمتى سترفضه؟! وماذا عليه أن يفعل معها! يعلم أنه مخطأ وكل مرة يحاول إصلاح الأمر يزداد سوءً، هي تركته صباحاً ولم تريح قلبه بإجابة على طلبه، هو طلب فقط فرصة لحياة جديدة معها، عالما جديد مع زوجته وحبيبته! فقط فرصة صغيرة!!
لكلٌ منا مخزونٌ من الطاقة داخله، تُستنزف طاقتنا مع كل محاولة نُبادر بها ومن ثم نجلس بحسرة على تلك المباردة لأنها ذهبت مع الرياح! أحدهم بأول موعدًا له مع حبيبته قدم لها بعض المراسيل المكتوبة بخط يديه وأخرى قدم لها خاتماً من الألماس وتعددت هداياه ومن ثم فقد شغفه وجلس بلا حماس لأي مواعدة أخرى بينما الآخر لازال يقدم هداياه البسيطه التي لم تستنزف قواه بل على العكس قوبلت هداياه الصغيرة ببسمة لطيفة حفزت شغفه للمبادرة من جديد… ولكن الآخر سقطت طاقته وبقى بلا هاوية للمحاولة لا يمتلك المزيد للمبادرة فقط يريد من يُبادر إليه….
﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼
مضت ساعتين منذ اختفاؤه خلف تلك الغرفة، تتذكر نظرة الطبيب له جيداً كان يناظره وكأنه جثة بلا ورح، هناك جمرة من اللهب مشتعلة بداخل خافقها النازف، تشعر بانسحاب روحها من جسدها، لأول مرة تواجه مثل تلك المواقف هي بموت والدتها أبعدها مهند عن توديعها وظلت تبكي ولكن مظهر ماجد جعلها تدرك أن النهاية قريبة كقرب أصبعي البنصر والوسطى! ترغب بالبكاء والنحيب وربما الصراخ والعويل ولكن لما دموعها غادرتها الآن! لما بقت بمفردها! تشعر بالبرد يتمدد ليصل لقلبها، لو كان هنا لضمها لصدره وأخبرها أن كل شيء سيكون بخير، تحتاج فقط لضمة ولو صغيرة فقط منه!
انتبهت لخروج الأطباء من غرفة العمليات وعلامات الآسى تحتل وجوههم، ابتسمت برجاء وعيونها تتعلق بأكبرهم هامسة بتمنى: فاق صح؟
هز الطبيب رأسه بحزن وربت على كتفها وتمتم: ادعيلوا يا بنتي… ادعولوا
أخبرها بإشفاق وسار مبتعدًا عنها وهو يردد دعواته لزوجها! بينما هي!! هي.. ظلت ثابتة كالصنم بمكانها غير قادرة على الحِراك ومجابهة كل تلك العقبات! ماذا يعني بكلماته تلك! لم يريح قلبها وذهب!! عقدت حاجبيها بضيق وخطت تجاه غرفته عازمة على رؤيته ولتحترق قوانينهم بالحجيم معهم، وضعت كفها على المقبض وكادت أن تدخل لولا كف والدها المتابع للأمور بصمت منعها من التقدم هاتفا: لا يا رزان مينفعش
ابتسمت بتعجب ممزوج بشرود وتمتمت: هو إيه اللي مينفعش؟ إني أطمن على جوزي؟!
اقترب منها محاولًا منع نوبة فقدانها لرشدها وتمتم بتوضيح: بقية الدكاتره هتخرج دلوقت ونطمن بس اهدي
صرخت بغضب وجنون: اهدى ازاي وجوزي جوا بين الحياة والموت!! عارف مين اللي جوا ا؟ دا اللي نجدني من إيد يونس واتصاب بسببي! اللي جوا دا جوزي وروحي!! بتقولي اهدي وهما بيقولولي ادعيلوا من غير ما حد يطمني!!! بتقولي اهدي ومتعرفش النار القايدة في قلبي!!!
﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼
تخطو بغضب من أمامه، القلق ينهش قلبها، صديقتها ليست بخير تشعر بها من صميم قلبها، حاولت أن تهاتفها ولم تجيب وكذلك ماجد ولا يعلم أحد مكانهم، لقد انشغلوا بحياتهم ليومين فقط وانقلب كل شيء رأسًا على عقب! تنهدت بإحباط منتظرة مهند الذي ذهب ليطمئن على والده، مضت نصف ساعة ولم يأتي بعد، كادت أن تهبط له ولكنها فوجئت به يهرول إليها بعجل وهو يهتف: ماجد في المستشفي وحالته خطيره وبابا ورزان معاه
رمقته بقلق وتمتمت: حصل إيه؟
هز كتفيه ومط شفتيه دلالة على عدم علمه وتناول چاكيت بذلته وحمله على عجل وخطى لخارج الغرفة متوجهًا للأسفل وهي تتبعه بخطواتٍ سريعة لتواكب حركته، حمدت ربها أنهم كانوا يرتدون ثياب العمل وذاهبون… صعدت جواره بالسيارة وظلت تتابع تعابيره القلقة التي تتبدل لخوفٍ ظاهر، تشعر بقلقه على شقيقته وصديقه وأيضاً والده الغائب، مدت أناملها لتحتضن كفه الموضوع جوارها لعلها تخمد نيران فؤاده المشتعلة ولكنه ابتسم لها بتوتر وركز نظره على الطريق وفعلت هي مثله تماماً وساد الصمت….
﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼
جلس بجانبها على الأريكة المقابلة لفراشهم وتنهد بصوتٍ مسموع لعلها تلتفت له ولكنها لم تعطيه نظرة واحدة لتروي ظمأه، تمعن بتفاصيلها التي بات يعشقها ويحفظها سرًا بروحه وهمس بصوتٍ خافت: جنيتي
رمقته بتعجب وتمتمت: بتقول حاجه؟
حاول مشاكستها وهتف: لا بس في واحدة قموصة كدا زعلانه معرفش لي متعرفيش لي يا سلمى؟
ابتسمت بتهكم وتمتمت: لا معرفش يخويا
كان دوره في السخرية فهتف بتهكم: أخوكِ؟ طب والله عيب وعيب أووي… يرضيكِ أكون أخوكِ يا جنيتي
أنهى كلامه بغمزة من إحدى عيناه جعلها تشتعل خجلاً من حديثه الوقح!!
رفعت إصبعها بوجهه وهتفت بتحذير: سامح عيب وشوف كلامك
هز كتفيه بلا مبالاة وهتف: العيب في الجيب وأنتِ مراتي.. حد عنده مانع؟
قلبت عينيها من كلماته الساخرة وهتفت بتهكم: مراتك نفسها عندها مانع
مال عليها بجسده مما جعلها تبتعد خجلاً منه ومن قربه وهمس أمام شفتيها بشجن: وأنا مستعد أشيل المانع دا
هتفت سلمى بعفوية لذيذة: شالتك عقربة!
جحظت عيناه من صدمة ما تفوهت به تلك العفوية الخجولة وتمتم بزهول: وعقربة لي وأنتِ موجودة يا قلبي
كشفت الأنثى عن مخابلها واعتدلت بجلستها ودفعته عنها بغضب وهتفت بتحدي: ضربة في قلبك
مط شفتيه وغمز بمكر وهتف لها: قلبك أنتِ هيوجعك عليا دا أنا بردو جوزك حبيبك
همست بتهكم وصل له: حبك برص
اقترب منها وسط مقاومتها واعتراضها محتضنًا كتفيها لصدره وهمس بأذنها بصوته الرخيم: كفايه حبك في قلبي
﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼
ساعة أخرى مرت عليهم أمام باب الغرفة التي وضع بها، استمدت بعض القوة من شقيقها ورفيقتها ولكن مصدر قوتها يرقد بلا حول ولاقوة بالداخل، ترى الجميع على قدم وساق وأكياس الدماء الكثيرة التي يحتاجها، تتمنى بشدة البكاء الآن ولكنه قد فارق قزحيتيها، تتمنى إخراج صوتها ولكن حِبالها أعلنت عصيانها عليها والأمر كما هو، تلك المرة خرج بقية الأطباء ومازالت على جلستها مستندة بظهرها على جدار غرفته ورأسها لأحد الجانبين وتنظر للجميع بشرود….
الطبيب بعملية شديدة: مش هكدب عليكوا.. حالة المريض متسرش أبداً، جسمه فقد كمية دم كبيرة جداً جداً وواضح لحد الآن إنه اتعرض لأبشع أنواع التعذيب وجسمه كاملاً عليه أثر جلد بأدوات مختلفه غير في حروق في بطنه وكدمات وجروح عميقة في ظهره وقدمه وفي خلع في الأظافر وجروح غائرة في رأسه دا غير في قطع في أوتار إيده ومع الأسف المريض دخل في غيبوبة بسبب كمية الأدوية المنبه اللي كان بيخدها وجمسه مستحملش الألم وكمان فقدان الدم، ادعولوا لأن هو بحاجه كبيرة للدعاء، الساعات الجايه هتحدد حالته… بعد إذنكوا
استمعت لكلمات الطبيب التي نزلت على روحها كأطنانٍ من الحديد المنصهر جعل قلبها يتجوف من الألم ولكن رغم ذلك تبتسم! تشعر بروحها تفارقها وأنه قريباً سيفارقها ورغم ذلك تبتسم! بالطبع علمت هوية قاتل زوجها ومسبب كل تلك الآلام لها، أغمضت عينيها بحسرة ووجع وهمست باسمه بلوعة مشتاقة خرجت من صميم قلبها الدامي لعلها تصل لمسامع خافقه ولكن لا فائدة من المحاولة فهو… هو سيذهب!!
﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼﷼
أغمض عينه مرتشفًا من كأس شرابه المُسكر، يتخيل الآن جنازة ذلك العاهر، بالطبع ستبكي حبيبته عليه ولكن لا بأس سيأتي بها وينسيها ذلك المخنث وكأنه لم يكن، هو تركه أمام مقابر والدتها عندما فقد وعيه وفقد أنفاسه معها! تركه لها عندما تتبع مكانها وأرادها أن تعلم أنه يستطيع الوصول لها! هز رأسه للجانبين مدندنًا مع الموسيقى التي تصدح من حوله موصدًا عيناه في استمتاعٍ شديد، فتح عينيه بعد عدة دقائق وسرعان ما أغلقهم من هول صدمته وهمس بزهول وبلا وعي: رزان؟؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب منهكة)