رواية قلوب منهكة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم جهاد وجيه
رواية قلوب منهكة الجزء الثاني والعشرون
رواية قلوب منهكة البارت الثاني والعشرون
رواية قلوب منهكة الحلقة الثانية والعشرون
لابد من توافد لحظات الألم لتندمج بأريحة بين طيات العشق ولن تتوانىَّ الأيام عن جعلنا نهدر الدموع ولن تكف قلوبنا عن الركض خلف عشقها الأليم، تعاويذ العشق تُلقىَّ بين طيات الأفئدة الباردة لتُذيب جليدها وتجعلها ترتجف نشوة من فرط سعادتها ولكن ماذا لو أن تلك التعاويذ محفورة ببعض اللعنات!؟
*************
انسلتت من بين أحضانه بصعوبة بسبب إحكامه لذراعيه المفتولين حول خصرها مقربًا جسدها إليه وقدماه تلتف على خاصتها لتشل حركة تقلبها، نهضت بخطواتٍ بطيئة تلتقط قميصها البيتي الذي سحبها منه وسط عاطفتهم الهوجاء، رفعت حِبال القميص الرفيعة على كتفيها وابتسامة مُتيمة تعلو ثغرها المتورم، اعطته نظرة ممتنة وعاشقة وسارت نحوه بخطواتٍ هادئة تسترجع بها الساعات التي قضوها سويًا حتى أصبحت زوجته وعلى ملكيته التامة، عضت شفتيها خجلًا وامتدت أصابعه لمنابت شعره الناعم لتسبح بينها بحميمية شديدة، انحنت بجزعها لتضع قبلة كرفرفة الفراشات على جبهته وخطت داخل المرحاض ، زفرت بلوعة شديدة وهي تتذكر كم كان حنونًا معها ولم يجبرها على شيء بل عمل على تهدئتها وبث كلمات عشقه لها مراتٍ ومراتٍ لدرجة لم تُحصيها، ليلة أمس كانت من أروع الليالي التي مرت عليها بحياتها ولنكن صادقين هي الأفضل على الإطلاق، فزوجها وحبيبها كان بمثابة أبٍ وصديقٍ قبل كونه عشقها الأول، لقد راعىَّ كونها رقيقة رغم ما تدعيه من قوة وخشونة ولكنها كانت بين ذراعيه فاقدة للقوة بل والأهلية أيضًا هي فقط كانت تتحرك وقف خطواته معها وما تأمرها به مشاعرها المطالبة منه، أغلقت محبس المياة وارتدت رداء الحمام الخاص به والعالق به رائحته التي باتت تدمنها وكأنها جرعة لمدمنٍ محترف، عقدت ربطة الرداء حول خصرها وجففت خصلاتها ولم تختفي بسمتها المُحبة له! فتحت باب المرحاض وسارت مقتربة منه لتطمئن إن استيقظ أم لا وتوقظه ليتناولوا الطعام الذي حضر مت قبل دلوفهم للغرفة، ابتسمت بخجل عندما انتبهت كونه مازال عاريً لا يرتدي شيئًا بعد! انحنت بجزعها العلوي لتهزه برفقٍ بذراعه العاري حتى لا تفزعه ولكن ما إن امتدت يديها حتى قبض على رسغها جاذبًا جسدها فوقه محيطًا خصرها بتملكٍ شديد، ابتسم بكسل طابعًا قبلة على وجنتيها هامسًا بعشق : قومتي من جنبي ليه ؟
حاولت فك حصارها من بين براثينه ولكنه مع مقاومتها زاد من ضغطه عليها، ابتسمت بحنانٍ له هامسة : كنت باخد شاور
قرف أنفه مداعبًا أرنبة أنفها هامسًا بصوتٍ ناعس: ومقومتنيش لي يا نوري، خدتي شاور من غيري !
دفنت وجهها بصدره العاري من فرط خجلها من حديثه الوقح بالنسبة لها ! وتمتمت بتعلثم: مهند كدا عييب
لثم خصلاتها المبتلة بحنوٍ جارف وتمتم بنبرة لعوبة تخفظها هي عن ظهر قلب: هو إيه اللي عيب يا قلبي منهد، أوعي يكون قصدك إني عشان أخد شاور معاكي يبقى عييب! تؤ تؤ دا بداية كتاب السفالة معايا يا نوري وأنتِ لازم تقرأي الكتاب كله
رفعت وجهها الذي تلون بالأحمر القاني من خجلها وتوترها منه وهتفت بحدة تداري بها خجلها : مهند بطل وقاحة وقلة أدب بقا
قبل شفتيها المتورمة بخفة من عاصفتهم ليلة أمس وابتسم بمُكر وهمس بصوتٍ ثخي: ترضي واحدة غيرك تقرأ الكتاب يعني يا نوري
توهج وجهها بحمرة قاتمة ولكن تلك المرة ليس خجلًا وإنما غضبًا منه ومن حديثه عن غيرها حتى ولو كان حديثًا وقحًا مثله! افترست شفتيها بغيظٍ منه وهتفت بحدة: مجرد التفكير في كدا يخليني أقتلك يا منهد
ابتسم بكسل وفك أحد ذراعيه عنها ورفع أنامله لتُرجع خصلاته المتمردة خلف أذنها وهمس بنبرة جعلتها ترتجف بين يديه: حتى تفكيري معندوش جرأة يفكر في غيرك يا نور قلبي
نهى حديثه ملتهمًا شفتيها بعشقٍ جارف ويديه تقربها منه بقوة وكأنه يريد جعلها أحد أضلعه لتختبئ به حتى ينعس شوقه الدائم لها، تعمق بقبلته سالبًا أنفاسها بين جوفه، ابتسم وسط قبلاته عندما أحس بيديها تشتد على خصلات شعره جاذبة إياه لها مما أشعل شوقه بها واشتدت قبلاته بشغفٍ ولهفة جعلتها تضعف وتترك لها زمام معركتهم العاشقة لنجرفوا خلف عاطفتهم لعالمًا خُلق لهم ولعشقهم فقط بعالمًا حلله الخالق لهم وجعلهم سِترًا لبعضهم
****************
لفت الغطاء الثقيل حول جسدها متكورة على نفسها بالأريكة التي تتوسط الردهة ببيتهم، كانت تفترس بأمواجها القلقة الساعة بين الثانية والأخرى، ها هي الساعة تدق الثالثة فجرًا ولم يأتي زوجها بعد، تناولت قدح القهوة الساخنة التي صنعتها للتو مرتشفة منه بهدوء ينافي خوفها الكامن بروحها، حديثه مازال يطرق أبواب أذنها عندما أخبره أنه سيذهب سريعًا ليتفقد أمرٍ ما وسيعود لها على الفور فبعد خروجهم من الشركة عند السادسة مساءً أتاه اتصالًا بدل ملامحه الهادئة لأخرى غير مُفسرة وغامضة جعل قلبها يرتعد خوفًا عليه، والآن مر على ذهابه السريع تِسع ساعاتٍ لعينة ولم يهاتفها ليجعلها تطمئن عليه بل عندما تهاتفه هي يرفض اتصالاتها مما جعلها تصل لأعلى درجات غضبها وتوعدها له، لن تهاتف شقيقها الليلة فمحبوبته أصبحت زوجته والتي هي صديقتها لتجعلهم بعيدًا عن مشاكلها الآن فلن تتحمل المزيد من الأضرار لهم، تنهد بيأس والخوف يجول داخلها وهواجسها تجسد أسوء كوابيسها، انتبهت على صوت رسالة من هاتفها فسارعت بفتحها لعلها منه وما طلبته قد كان فمحتوى الرسال كان ( نامي يا رزان ومتقلقيش أنا هسافر يومين لحد سنوية أمي وهرجع يومها ومتقلقيش عليا وهقفل موبايلي )
قرأت الرسالة عشرات المرات لعل قلبها يهدأ وتنخفض نبضاته القلقة والتي من المفترض أن تطمئن بعد تلك الرسالة ولكن على العكس فالخوف أنتابها أكثر عليه ولكنها حاولت طرد مخاوفها واحتضنت جسدها المُرهق وانصب بصرها على ساعة الحائط المقابلة لها حتى أُنغلقت جفونها رغمًا عنها سابحة بين كوابيسها التي ترحب بها مجددًا بعدم حضوره وضمه لها !
*****************
انتهى من تحضير وجبة العشاء ووضعها بطريقة مرتبة فوق المنضدة الخشبية ثم أبدل ملابسه لبنطالٍ أسود ومنامة بيضاءٍ بدون أكمام، سار بخطواتٍ مترددة نحو غرفتها فبعد قبلتهم صباحًا لم تخرج سوى للوضوء لأداء فرضها وتتجنبه بطريقة أغضبته بشدة ولكنه لن ييئس فهي كانت تدعوه دومًا للطعام وتنتظر قدومه مهما تأخر!!
طرق على غرفتها بهدوء وتحدث بخفوتٍ: سلمى ممكن تخرجي عشان نتعشىَّ سوا!
أتاه صوتها من خلف الباب الخشبي ببرود : مش جعانه
ابتسم على عِنادها له فهي لم تتناول شيء من ليلة أمس وهتف بهدوء: سلمى الوقت أتأخر وأنتِ مأكلتيش حاجه من امبارح المغرب والفجر قرب يأذن
هذه المرة أيضًا لم تفتح الباب وأتاه صوتها اللامبالي : وإيه يعني ما يأذن هو أنا صايمه!؟
ابتسم بغيظٍ منها ومن تمردها عليه وهتف بترجي: سلمى عشان خاطري أخرجي كُلي معايا أنا جعان ومعدتش بعرف أكُل لواحدي
أتاه صوتها الساخر منه: ليه إنشاء الله محتاج حد يأكلك ولا يفصصلك
سخر من نفسه فهو دومًا كان يأكل بمفرده عندما انشغل الجميع عنه ولكن منذ زواجهم لم تتركه مرة يأكل بمفرده واعتاد وجودها، وضع رأسه على الباب وهمس بحزنٍ وترجي : لا محتاجك معايا، اتعودت أكُل وأنتِ جنبي وأنتِ اللي عودتيني على كدا !!
سمع خطواتها تقترب من الباب فابتسم بحنان ولكن تلاشت ابتسامته عندما توقفت وشعر بثقلٍ بالجانب الموازي لرأسه فتنهد بحزن وتمتم بتأكيد: عارف إني صعب التعامل وعلطول ساكت وهادي ودا شيء مش كويس بس أنا مطلعتش عن صمتي دا غير معاكي، يوم ما عليت صوتي وزعقت كان …
صمت لا يقدر على تذكر ذلك الموقف الذي جعله يخرج أسوء شياطينه وكانت هي ضحيتهم الوحيدة فزفر بألم وتمتم : كان في ولد بيبص عليكِ تحت ووقت ما شوفته مشوفتش قدامي وطلعت جري وزعقت فيكي، مقدرتش أتخيل إن في حد يبص عليكِ يا سلمى، آسف لزعلك وآسف لقلبك بس لو زعلانه مني عاتبيني وخليكي في بيتنا هنا في بيتك وقدام عيني وبالله بلاش تمشي، بلاش تخليني يتيم تاني يا سلمى، بلاش أرجوكِ !
على الجانب الأخر خارت قواها وسقطت مفترشة الأرضية الباردة ودموعها تهطل بالمٍ لحديثه، لا تصدق أنه كان يغار عليها وهذا ما دفعه لغضبه، كم ألمها حديثه عن فراقها، هي نفسها لا تقدر على الفراق الآن لن تقدر على تركه وحيدًا مجددًا، ولكن ستجعله يهوي بها عشقًا !!
****************
أينصت أحدكم لصوت تهشم روحه! لا بل تحطم قواه!! كان يكنس رأسه للأسفل ودموعه لم تكف عن الهطول من علمه بمقتل والدته والتي راحت ضحية لعمله البطولي لبلدة اللعينة، فلتحترق بلدة وواطنيته وتضحيته فاليحترق هو بالجحيم وتعود والدته مجددًا، أتي لهنا بقدميه تلك المرة لم يُخطف ولم يُساوم فقد أتى إليه لينهي كوابيس وخوف زوجته لم تكن فكرة سديدة بالمرة ولكنه كانا نهاية لقواه !!
كانت ملابسه تتقط دمًا بسبب نزيف رسغيه وظهره العاري، لا يشعر بشيء ولا يشعر بأي ألمًا جسدي فقط هو جسدًا ينزف فقط! فقد غادرته روحه !! ولكن ماذا عن زوجته التي أخبرها أنه سيعود إليها سريعًا ومضى تِسع ساعاتٍ ولم يرجع!! لقد اخبره يونس بكم مرَّ عليه وقتٌ هنا!! أثناء جلده له!! لقد أتاه اتصالًا بأن يونس رجع للبلاد ولا ينوي خيرًا تلك المرة وكان في طريقه له عندما قطعت سيارتان سيره بمحاولة منهم إيقافه ولكنه تفاداهم وأتي ليلقاه !!
ابتسم بألم لملابسه الممزقة من ظهره بسبب عدد الساعات التي بقى بها يونس يجلده بسوطٍ رفيع تتدلى منه بعض الحبال المعقودة بأثقالٍ حديدة أصابت عظامه بشيئًا من التخدر، لقد جلده وحقنه بموادٍ منبة ليستحيل نومه !!وضيق قيود يديه حتى تجرحه أكثر وأكثر ولكنه لم يبدي أية ردة فعلًا ولم يتأوة ولم يبكي ألمًا بسبب التعذيب الذي تلقاه وإنما يبكي ندمًا !! الغرفة مازالت من حوله مظلمة بطريقة جعلته يتنفس براحة لتعلو شهقاته المشتاقة والنادمة، فُتح الباب بقوة تزامنًا مع تسلط الإضاءة لعينيه مما جعله يغمض عينيه بقوة وكانت فرصة جيدة ليستغل غريمته الوضع ويلكمه بقسوة بفكه السفلي تناثرت دماؤه على أثرها وغامت عيناه بساحبة مؤلمة !!
جلس على الكرسي المواجه له بكبرياء وهتف بكبرياء: بقول نوقف لعب شوي ونحكي مع بعض عشان في حاجات أنت لسه متعرفهاش وبردو على ما يكون جسمك اتصفى شوي
ابتسم ماجد بزهو وتمتم بتقطع: صدقني هتكون نهايتك أبشع مما تتخيل
ضدحت ضحكات الآخر بالغرفة الصامتة وعيناه تومض بالشر وهتف بثقة: نهايتك هتكون على إيدي وفي سنوية الست الوالدة عشان شكلها وحشاك أووي
هز ماجد رأسه بيأس وتمتم بتعب: أوعي تكون فاكر إنك كدا كسبان… أنا اللي جتلك ….. وأنا اللي أخدتها … وأنا اللي هقتلك …..يا يونس
ابتسم يونس بشر وهتف بغرور : من سنتين نزلت أخلص شغل لعيلة المافيا اللي أنا منهم ووقتها شوفتها وحبيتها وخلتها تحبني وكانت كل حاجه ماشية زي ماانا مخطط ليها إلا ظهورك اللي عكر كل شيء وقت تصفيتك لعيلتي في عملية كبيرة ليهم وكان أهم ضحية فيهم جاستن ثيو والدي، وقتها فرضت كتب الكتاب على رزان عشان أسافر وكان صعب أخدها معايا بس كنت مخطط لطريقة تخليها تستناني لحد ما ارجع ليها تاني وهترجعلي
ابتسم بغرور واشعل لفافة التبغل ونفس دخانها بوجه ماجد الجامد وتابع : مكنش صعب أخدرها وكام علامه بسيطة على جسمها وتقطيع هدومها وحقنتها بمواد تمنع الحمل مؤقتًا وكنت عارف إن عندها سيولة في الدم لأني قاتل محترف وعارف طبيعة الدم
ضحك بسخرية واسترسل حديثه ولم تنفصل عيناه عن وجه ماجد: سيبت ليها ذكرى صغيره مني عشان أكون سبب وجودها وسبب إخفاءها بعملية تجميل بسيطه لما ارجع ليها، واتصال من فاعل خير لأخوها ووصوله بعد ما أنا سافرت ساعدني كتييير ووقتها كان في مستشفى في طريق شقتي ايوا هي نفسها اللي أخدت نورسين ورزان عليها بعد ما رزان طعنتني، بس اللي محدش يعرفه إن المستشفى دي تابعه ليا وإني وصلت لأهلها وليها اللي عاوزه أوصله وهو إنها بقت مدام رسمي ومستحيل تكون أم وكمان سيبت ليها ندبة مش سهل الزمن يمحيها، وبعدها الأيام مشيت زي ماانا مخطط لها بالظبط وكنت براقب كل تحركاتها وعندي علم بيها وأنها كرهت الجواز والرجاله بس حتى ولو كنت عارف إنها ليا ومازالت ليا لأني مفيش ست تقدر تقولي لا !!
ابتسم بمكر وهب من جلسته مقتربًا من ماجد واخرج لفافته وأدارها بين أصابعه وبلمحة كانت تغوص بكتف ماجد العاري بقسوة جارفة، ابتسم هو بانتشاء وأظلمت ملامحه وعاد لمقعده مرة أخرى يراقب تعابير ماجد الجامدة والتي خلت تمامًا من أي معنى للألم، وضع قدم فوق أخرى واشعل لفافة آخرى وشرع في استكمال مخططاته القذرة وكأنها رحلة كفاحٍ شريفة لا عريضة سوادءِ حُفرت بدماء الأبرياء ودهست قلوب النساء : اه بالنسبة لوالدتك أنا بردو هحترمها لأنها في مكان تاني، يوم قتلك لبابا يوم التصفية فاكره بعدها نزلت مصر أنتَ قبل وصولك بيتك كان في فرقة كاملة مجهزه ومخصصه للست الوالده وتمت مهمتها بنجاح بحقنه صغيره وقفت القلب ووضحت للطبيب الشرعي إنها وفاة طبيعية بسبب سكته! بس اللي قتلها بيقول إن آخر اسم قالته هو ماجد، تعرف حد بالاسم دا !!
قهقه بقسوة وتعابيره تتبدل من الغضب للحقد والغل وتمتم بكبرياء: كل اللي وصلك من الدكتور الخايب دا كان بأمر مني وكان تحت عيني وحتى محاولة خطف ابن اختك كانت حركة تشويش مش أكتر ليك عشان أوهمك بضعفي وإنك أقوي مني وأنت شربت الطعم بجدارة، أنا أعرفك من سنتين ومن أول يوم قربت من رزان كانت كل خطواتك عندي وكل لمسة لمستها ليها هحرقك قصادها بس بالهدوء، رزان بتاعتي ومحدش في العالم ليها حق فيها غيري، أنا قتلت وسرقت ودبحت وحرقت ويتمت وعملت أي جريمة تخطر على بالك ومتخطرش وممكن اعمل زيهم فيك مقابل رزان اللي هي في الأول والآخر بتاعتي، أنتَ لحد دلوقت عايش بمزاجي عشان ناوي أتسلى عليك بصراحه وصحيح في نقطه مهمه نسيتها أختك مكنتش بتكدب تؤ تؤ لأن وصل ليها تقارير بتثبت إن والدتك ماتت بسبب الإهمال ويا حرام كنت أنت السبب
***************
فتحت باب غرفتها بهدوء عندما انتهت من صلاتها وتقدمت نحو المطبخ لتخمد ثورة معدتها الجائعة فقد مر يومين وأكثر على آخر مرة تناولت طعامًا بها، كانت تعد شطيرة من الجُبن وأخرى من المربى عندما شعرت بأنفاسٍ تلفح عنقها، تنفست باضطرابٍ ورفعت الشطيرة لفمها محاولة يائسة منها لتخفيف توترها من قربه الذي فاجأها به!!
بينما هو وجدها لحظة لا تعوض واقترب محاوطًا خصرها وضاممًا ظهرها لصدره مستنشقًا عبيرها الذي سلب أنفاسه!! دفن وجهه بين ثنايها عنقها الذي أبرزته عقدة شعرها برفعها لأعلى مما ساعده كثيرًا ليغوص بين نحرها طابعًا قبلة خفيفة كنسمة باردة وتبعتها أخرى وأخرى حتى خارت قوى تلك التي توقف الطعام بحلقها !!
همس سامح من بين قبلاته: وحشتيني يا سلمى، بقالك يومين قافله على نفسك
ارتجف جسدها من تصريحه الصغير لها وقربه الذي بات يربكها وهمست بتوتر: سامح أبعد
على العكس تمامًا اشتدت ذراعيه حول خصرها وشفتاه تلتهم عنقها بقبلاتٍ ناعمة ورقيقة كرفرفة الفراشات وهمس بحنان: وإن قولت لا
فورًا تذكرت حادثة يوم زواجهم وذكره لأسم أخرى بين أحضانه فقاومت حصاره بعنف مما جعله يتعجب من نفورها والتفت لتواجهه وعيناها تطلق سهامًا غاضبة نحوه وهتفت بحدة : إياك تقرب مني تاني، لو أديتك فرصه مش معنى كدا إنك تفضل تقرب مني بالطريقة دي، أنا مش مجرد جسم بالنسبالك، إياك تلمسني تاني يا سامح
ألقت كلماتها الغاضبة والتي سقطت عليه كجمرٍ واشعلت قلبه ألمًا منها وعليها ولكنه لن ييأس فهي تحبه !!
***************
كانت تجلس بالشرفة على أرجوحة قد صنعها هو خصيصا لها منذ زمن عندما أحبها ولم تراها سوى أمس وعندما سألته أخبرها بكل حب عن كونها تخصها وحدها، ابتسمت بحب لهذا الرجل الذي لم ترى مثله من قبل ولا حتى كوالدها بحبه لوالدتها لقد عوضها الله خيرًا وكم كان عوضه مرضيًا وكافيًا لها، لقد شعرت بالنعيم بين يديه وحلقت بالسماء من غزله الدائم بها، هي لن تكون وحيدة وخائفة بعد اليوم فزوجها وحبيبها معها !
علا ثغرها بسمة عاشقة عندما رأته يدلف من باب غرفتهم بعدما اطمئن على والده، اقترب منها وجلس جوارها جاذبًا إياها فأصبح ظهرها مقابل صدره ويديه تلتف بقوة حول خصرها مستندًا بذقنه على خصلاتها مستنشقًا عَبقها الخلاب هامسًا بلوعة شديدة: وحشتيني
احتضنت كفيه المرابطين على خصرها دافنة جسدها بين أحضانه أكثر هامسة بحب : وأنت كمان
ابتسم بعشقٍ وكفه يتشابك مع خاصتها بقوة وهمس بحنان : مبسوطة!؟
أحقًا يسألها !؟ ألا يعرف إجابتها من بسمتها التي لم تنغلق!؟ ألم يلاحظ ألتصاقها الدائم به!؟ رفعت وججها لتقابل عينيها التي عشقتها وهمست بحنوٍ: أوووي، مبسوطة أووي يا منهد
****************
محاولة أخيرة أخبرت نفسها بذلك قبل الضغط فوق زر الاتصال ليأتيها الرد بأنه مغلق، لقد ملت محادثته ولا طريق أمامها الآن سوى شقيقته !!! نهضت مرتدية جاكيت ثقيل فوق ثوبها الأسود وعزمت على الذهاب لها لن تجلس تنتظره وهي لا تعلم أين هو ولا كيف حاله، لقد اشتاقته !!
*************
أغمض عينيه بألم يجاهد لإخفاؤه عن أين هذا المريض الذي يلتقط تعابيره بوضوح ليستشف عن ألمه وتبعه ليرضي غريزته المرضية برؤية غيره يتألم ويتوسل له ليرحمه لقد قرأ عن هذا المرض ويعلم أن صاحبه يتفنن بتعذيب ضحيته وأنه سيذوق الكثير ولكنه يقسم أن نهاية هذا المختل على يده!!
ااه مكتومة خرجت من جوفه جارحة حنجرته الجافة بسبب صعق هذا الحقير لمراكز الإحساس القوية لديه مما أصابه جسده بالتعب وتصلبت أعصابه وفقد قواها جميعها، شعر بتحرك يونس من خلفه بعد صعقه خلف أذنه بطريقة بشعة جعلته يفقد سمعه لعدة دقائق وجعل أذنه تنزف دمًا!! أحس به رغم ظلمة المكان من حوله، رأى ابتعاد يونس عنه في نقطة ما مظلمة بخطواتٍ مدروسة وكأنه يحفظ عدد خطواته وسرعان ما عاد إليه مرة أخرى بأسوء أداة للتعذيب فهو يحفظها عن ظهر قلب!! خفق قلبه بين أضلعه من خوفه من القادم وغابت عيناه بين جفناه بسبب كم الآلام التي تحاصر جسده ويتمنى لو يحالفه الحظ حتى يفقد وعيه ولو لعدة دقائق ولكن !! ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب منهكة)