روايات

رواية قلوب حائرة الفصل السادس والأربعون 46 بقلم روز أمين

موقع كتابك في سطور

رواية قلوب حائرة الفصل السادس والأربعون 46 بقلم روز أمين

رواية قلوب حائرة البارت السادس والأربعون

رواية قلوب حائرة الجزء السادس والأربعون

رواية قلوب حائرة
رواية قلوب حائرة

رواية قلوب حائرة الحلقة السادسة والأربعون

🦋 الفصل الخامس 🦋
لا أشبهُ أحداً من البشرِ سِوي حالى
صَنعتُ ذاتى وأختطفتُ مكانتى بدهائى
العقلُ والذكاءٌ والدهاءُ والمكرِ هم سِلاحى
ومادمتُ للمشاعرِ لاغيةً سأصلُ لابتغائى
أنا هي لمار ،أنا تلك الحَسناءِ
خاطرة لمار الخضيري
بقلمي روز آمين
في الصباح
إستيقظ ياسين من نومهِ، نظر علي تلك الجميلة التي تجاورهُ النوم بإسترخاء، إبتسم تلقائياً عندما شاهد ملامح وجهها الملائكية،سحب جـ.ـسدهِ لأعلي بهدوءً شديد،إستعداداً لمغادرتهِ التخت دون أن يُزعج حبيبتهُ الغافية، ولكن خاب ظنهُ عِندما لمحها تُحرك أهدابها عدة مرات متتالية مما يدل علي إستفاقتها هي الأخرى
نظرت إليه وابتسمت بإشراقة في حين تحدث وهو يُميل بجـ.ـسده عليها واضعً قُبـ.ـلة حنون فوق جبينها قائلاً بنبرة صوت متحشرجة من أثر النُعاس:
-صباح الخير يا قلبى
ردت عليه بإبتسامة سعيدة وصوتٍ ناعس:
-صباح النور يا حبيبي
وأسترسلت مُتسائلة عندما لاحظت عزمهِ علي النهوض من فوق التخت:
-إنتَ صاحي بدري كدة ليه!مش النهاردة الجمعة؟
وضع كف يـ.ـده فوق وجهه وقام بفركهِ في حركة عفوية ثم أجابها بنبرة مُرتابة مترقباً ردة فعلها،خشيةً إصابتها بالحُزن والإحباط كما حدث بالأمس عندما علمت بأمر إحتمالية سفره من جديد إلي ألمانيا:
-عندي طيارة كمان ساعة ونص ولازم أكون في المطار بعد ساعة إلا ربع بالظبط،
وأسترسل حديثهُ وهو ينظر داخل عيناها مُترجياً إياها ومطالباً بألا تحزن:
-مسافر علشان أحل موضوع أيسل
تنهدت بهدوء وابتسمت له كي لا تُحزنهُ وتحدثت بتفهم:
-توصل بالسلامة يا ياسين، بس أرجوك بمجرد ما توصل إتصل بيا علشان تطمني،ولما إن شاء الله تحل الموضوع تكلمني
أجابها مبتسمً بسعادة لتفهمها:
-أكيد هعمل كدة يا حبيبي
تجهمت ملامح وجهها بتصنُع وتحدثت قائلة بدلال:
-ولما أنتَ مسافر النهاردة،ماقولتليش بالليل ليه؟
ضيق عيناه بإستغراب فأكملت هي بدلال أنثي:
-كُنت أخدتك في حُضـ.ـني أوي وضَـ.ـميتك علشان أصبر نفسي بالحُضـ.ـن ده وإنتَ بعيد عني
شعر بلحظتها بإمتلاكهُ للعالم بأسَره، وبسرعة البرق كان يختطـ.ـفها ويدفـ.ـنها داخل أحضـ.ـانه الدافـ.ـئة، وبدون كلام بات يُشدد من ضـ.ـمته لها تحت شعورها الهائل بالسعادة، وبعد قليل أبعدها عن أحضـ.ـانه وتحدث بنبرة صوت هائمة لرجُلٍ عاشق حتي النخاع:
-مش هتأخر عليكِ يا نور عيني،يوم أو يومين بالكتير أوي وهرجع لحُضـ.ـنك تاني بسرعة
أومأت له بسعادة وتحرك هو بعدما وضع يـ.ـده علي شعر رأسها وملَـ.ـسَّ عليه بحنان وعلي الفور تحرك وأختفي من أمام عيناها داخل الحمام،توضأ وخرج وقام بأداء صلاة الضُحي وتبعته هي وارتدا كلاهُما ملابسهُ الكاملة
بعد قليل كانا ينزلا بجانب بعضيهما من فوق الدرج، وجدا ثريا تجلس فوق الأريكة تُداعب عز الصغير هي وسارة إبنة يُسرا التي فاقت مبكراً من شدة سعادتها عندما أخبرها روؤف أنه وأسرتهْ سيصلون ليلاً إلي الأسكندرية
ألقي التحية ثم إقترب علي ثريا ومال بجذعهِ مُقبلاً مقدمة رأسها بإجلال وتحدث بنبرة سَاكنة:
-صحتك عاملة إية النهاردة يا حبيبتي؟
وأكمل مفسراً:
-سألت عليكِ علية بالليل قالت لي إن السُكر كان عالي عندك شوية وأخدتي أدويتك ودخلتي نمتي
صاح الصغير بإسم والده وأشار عليه فحملهُ ياسين في حين أومأت له ثُريا بإبتسامة خافتة وأردفت قائلة بنبرة ضعيفة تدل علي إرهاقها:
-الحمدلله يا ابني،حاسة نفسي أحسن النهاردة
تحدثت سارة بنبرة دُعابية:
-كُله من مامي،قعدت تزن عليها لحد ما خلتها تاكُل قطعة كُنافة وكمان كانت غـ.ـرقانة في العَسل بتاعها
إبتسمت ثُريا وأردفت مليكة بنبرة صادقة:
-سلامتك يا ماما،والله ما أعرف إنك تعبتي غير من ياسين حالاً
أومأت لها ثريا بحنان وتحدث ياسين بعيناي مترجية:
-خلي بالك من نفسك وعلي صحتك أكتر من كدة يا عمتي،كُلنا محتاجين لك يا حبيبتي
أشارت لهُ بعيناها بطاعة ثم سألتهُ بتعجُب عندما رأته يرتدي حلة ويضع بجانب ساقية فوق الأرض حقيبة صغيرة:
-إنتَ لابس كده ورايح علي فين يا أبني؟
أجابها بهدوء:
-مسافر ألمانيا إن شاء الله
أومأت له بتفهم ونطقت قائلة:
-سيادة اللواء حكي لي على اللي حصل الصُبح لما جه يطمن عليا
وأضافت بنُصح وإرشاد:
-إتعامل مع المُشكلة بحِكمة وماتتهورش يا إبني علشان خاطري
أومأ بطاعة، حركت مليكة عيناها في جميع الإتجاهات وسألت ثريا مستفسرة:
-مروان وأنس فين يا ماما؟
هما لسة نايمين؟
أجابتها بنبرة هادئة:
-صحيوا من بدري وجدهم عز أخدهم علشان يعوموا في حمام السِباحة معاه
هزت رأسها بتفهُم وتحدث ياسين إلي صغيرهُ المشاكس وهو يُمرر أصابع كف يـ.ـده داخل خصلات شعرهُ بحنان:
-وعز باشا الصُغير ما راحش يعُوم مع جدو ليه؟
رفع الصغير منكبيه وهتف بفمٍ مزموم يدل علي إمتعاضه الطفولي:
-جدو جه وأخد مارو وأنوس وساب عزو هنا لوحده
ضحكت ثُريا وتحدثت مُفسرة للصغير:
-مش أنا قُلت لك إنه سأل عليك أول واحد ولقاك نايم؟
هز الصغير رأسهُ برفض، وأردف بنبرة إعتراضية:
-وليه مش صحاني من نومي
ضحك ياسين علي غاليه المشاكس وتحدث:
-طب يلا بينا يا لمض وأنا هوديك بنفسي عند جدو وأصالحكم علي بعض
أجابهُ بتمنُع وكبرياء ورثهما من ذاك الياسين:
-لا يا بابي،هو اللي يجيب نفسه وييجي ياخد عزو
ضحك الجميع حد القهقه علي ذاك الفَطن وتحدث ياسين إليه بدُعابة:
-يليق لك الدلال والتمنُع يا إبن المغربي
ثم أكمل بنبرة جادّة وهو يستعد إلي الإنصراف:
-أنا لازم أتحرك علشان أشوف الباشا قبل ما أروح علي المطار
وتحدث إلي سارة بإبتسامة لطيفة:
-مش عاوزة حاجة أجيبها لك معايا من ألمانيا يا سارة؟
أجابته بسعادة لا توصف جراء إهتمامه بها:
-ميرسي يا خالو،سلم لي علي سِيلا وطنط كتير
أومأ لها ثم خطي بساقيه وتحركت هي بجانبه حتي وصلا إلي الحديقة،قَبـ.ـل جبهتها وتحدث مُتأثراً بحزنها الذي ظهر فوق
ملامحها:
-خلي بالك من نفسك ومن الأولاد،وصدقيني مش هتأخر عليكِ
هزت رأسها دون حديث وهي تنظر إليه بعيناي تلمع بغشاوة من أثر دموعها المُختنقة التي تصرخ وتُريد من يسمح لها بالهبوط
قَبـ.ـل وجنة صغيره الذي تحدث بعفوية:
-بابي،هو إنتِ رايح فين؟
أخذ نفساً عميقاً وزفرهُ بهدوء ثم أجابهُ:
-رايح عند سيلا يا حبيبي
هتف الصغير بنبرة مُلحة:
-خدني معاك يا بابي،المّرة اللي فاتت إنتِ أخدت حمزة ومش أخدت عزو
نظر إلي تلك التي تتماسك بصعوبة،شعر بحاجتها المُلحة للبُكاء، وضع أصابع كف يـ.ـده يتلمـ.ـس وجنتها الناعمة بحِنو،وتحدث وهو ينظر داخل عيناها:
-مش هينفع تسيب مامي لوحدها يا عز،خليك معاها وأنا هجيب أيسل قريب علشان تِحضْر معاك العيد.
هتف الصغير مُهللاً ومُصفقاً بكفاه بطفولية بعدما إقتنع بحديث والده وتحدث:
-طب هات لعزو وأنس شيكولا كتير معاك
أومأ لهُ بطاعة ثم قَبـ.ـلهُ من وجنتيه الحمرويتان والذان يُشبهان الورد بلونيهما،وبسط بساعديهْ إلي مليكة التي تناولته منه بدون حديث وتحرك هو سريعاً قبل أن يضعف أمام عيناها ويضل مُتسمراً بمكانه ويفوتهُ موعد الطائرة
خرج من البوابة الحديدية وتحرك لعدة خطوات حتي وصل إلي بوابة منزل والده،دلف بقلبٍ محملاً بأثقال الهموم، جذب إنتباههُ تلك الأصوات الصاخبة التي تخرج من أطفال العائلة وهم يسبحون ويلعبون بالكُرة داخل حوض السباحة بمرح وسعادة
وجه نظرهُ إليهم وأبتسم تلقائياً رغم الحُزن الذي يسكُن قلبه، وجه بصرهِ علي أباه وتَبَسَّم عِندما وجدهُ يلهو بالكُره المائية ويتبادلها مع الأطفال بمرح وسعادة،تحرك في طريقهُ إليهم
وما أن رأتهُ منال حتي إنتفضت واقفة من مقعدها أمام المَسبح وتحركت سريعاً إليه لتقطع طريقهُ قائلة بملامح وجه حنون:
-مسافر خلاص يا ياسين؟
أومأ لها بإيجاب فاسترسلت هي بتوصية وتمني:
-علشان خاطري ماتزعلش البنت هي وليالي،هما ملهومش ذنب في اللي حصل
وأكملت بنبرة مترقبة حَذرة:
-وياريت تتكلم مع الولد الأول بهدوء وأسمع وجهة نظره
قطب جبينهُ وهو ينظر إليها مُترصداً تكملة حديثها بترقُب، بالفعل أكملت ونطقت بما جعل عيناه تتسع بذهول:
-ليالي قالت لي إن أيسل بتقول إن الشاب من عيلة كبيرة جداً وغنية
وأكملت تحت نظراته المُنتظرة تكملة حوارها متسائلة بتمني:
-مش يمكن يكون مُعجب بيها وعاوز يخطبها؟
هز رأسهُ بذهول ونظر لها بعدم إستيعاب عقله لحديثها الذي صدمهُ،هدر متحدثاً بعدما طفح به الكيل من حديثها المُهين لكرامة إبنته:
-إنتِ بتقولي إيه يا ماما؟
وأكمل متسائلاً بغرابة:
-حضرتك سامعة نفسك كويس؟!
إنتِ بتبرري للحيوان ده تعديه علي بنتي؟
كادت أن تُكمل فقطع حديثها هادراً بنفاذ صبر وهو يتحرك إلي الأمام في طريقهُ إلي أبيه:
-كفاية يا أمي مش عاوز أسمع كلام فارغ يغير فكرتي عنك.
ثم تحدث إلي أبيه بنبرة جادة وملامح وجه مبهمة، فسرها عز علي أنها من أثر توترهُ:
-صباح الخير يا باشا
رد عز التحية قائلاً:
-صباح الخير يا سيادة العَميد
هتف أنس المجاور لعز قائلاً بإستفسار:
-إنتَ رايح فين يا بابي؟
نظر إلي الصغير وأجابهُ بإبتسامة حنون:
-رايح عند أيسل يا حبيبي
أردف الصغير بتوصية:
-طب متنساش تجيب لي اللعبة اللي قولت لحضرتك عليها
أجابه بهدوء:
-مش هنسي يا أنس،إن شاء الله هجيب لك كُل اللي إنتَ عاوزه معايا
واستطرد موجهً حديثهُ إلي حمزة ومروان:
-حمزة ومروان، خلوا بالكم من إخواتكم الصُغيرين
أومأ لهُ مروان ببرود،في حين هتف حمزة قائلاً بنبرة حماسية:
-ماتقلقش يا بابي،وراك رجالة
إبتسم بخفة ثم حول بصره إلي أبيه وتحدث مردفاً بتفسير:
-أنا جيت أشوف حضرتك لأني لازم أتحرك حالاً في طريقي للمطار
وأكمل متسائلاً بطاعة:
-سعادتك تؤمرني بحاجة؟
أومأ له عز وتحدث بنبرة حنون:
-خلي بالك من نفسك وحاول تتحكم في أعصابك قَدر المُستطاع
وأكمل بإخباره:
-أنا كلمت رئيس الجهاز الساعة سبعة الصُبح وحكيت لهُ اللي حصل،وهو قال لي إنك كلمته بالليل وإنه حدد لك مقابلة مع السفير المصري وسفير البلد الشقيق، وبلغني إن فيه حد من عيلة الشاب كمان هيكون حاضر معاكم
وأسترسل منبهً علي نجلهُ عندما لاحظ تغيُر تعبيرات وجههُ إلي قاسية:
-ماتنساش يا ياسين، ضبط النفس
هز ياسين رأسهُ بمصادقة علي حديث والده قائلاً بطمأنة:
-ما تقلقش يا باشا، أنا ماشي بتوجيهات سعادتك
هز عز رأسهُ برضا وسمح إلي ياسين بالمغادرة، فتحرك في طريقهُ إلي المطار بصحبة السائق بعدما إستأذن من والدتهُ رغم غضبه من حديثها
❈-❈-❈
وصل ياسين إلي مطار برلين الدولي،وجد عُنصران تابعان لجهاز المخابرات المصري ينتظراهُ بسيارة مُصفـ.ـحة بناءاً علي تعليمات رئيس الجهاز شخصياً لضمان أمانهُ والحفاظ علي شخصهُ المُستهدف من قِبل الجماعات المتطـ.ـرفة وبعض الجهات المخابراتية لدول بعينها،إستقل السيارة جالساً بالمقعد الخلفي وتحرك متجهاً إلي المنزل مباشرةً، وما أن ترجل من السيارة وجد أيسل تقف بالحديقة في إنتظار وصولهُ علي أحر مِن الجَمر،وأيضاً رجال الحراسة المنتشرين بأماكنهم المختلفة
أسرع إليه إيهاب وأردف قائلاً وهو ينظر إلي أسفل قدميه خجلاً:
-حمدالله علي سلامة سعادتك يا باشا
رمقهُ ياسين بنظرة ثاقبة وأردف بنبرة حادة:
-لما واحد يتهجـ.ـم علي بنتي ويمـ.ـسِك إيـ.ـدها غصب عنها والحرس موجودين معاها في نفس المكان،يبقي أنا معرفتش أختار رجالتي صح يا إيهاب بيه
نكس إيهاب رأسهُ وتحدث بنبرة خجلة:
-غلطة،وأوعد جنابك إنها مش هتتكرر
قطع حديثهُ قائلاً بنبرة صارمة:
-أكيد مش هتتكرر،لأنها لو إتكررت ساعتها هنفيك من علي وش الأرض إنتَ ورجالتك وهخلي الدبان الأزرق ما يعرفلكوش طريق
قال جُملته وتحرك بقوة تاركاً إيهاب وباقي طاقم الحراسة يبتلعون لُعابهم ويتنفسون بشدة وذلك لكتمهم لانفاسهم أمام ذاك المُتجـ.ـبر شديد الغضب،هرولت أيسل إليه كطفلة ذات الأربع أعوام لتختبئ بأحضان أبيها،بدورهِ ياسين سحـ.ـبها داخل أحضـ.ـانه وضـ.ـمها بقوة وحماية
أردفت بنبرة ضعيفة مُرتابة:
-بابي
أردف قائلاً بنبرة حنون وهو يُمَلـ.ـس علي رأسها ليطمأنها:
-أنا معاكِ يا قلبي
ثم أبعدها عن أحضـ.ـانه وحاوط وجنتيها بكفاي يـ.ـداه وهتف قائلاً بنبرة قوية ليبث بداخلها روح الطمأنينة:
-مش عاوزك تخافي من أي حاجة طول ما أبوكِ موجود في الدُنيا
وأكمل بتأكيد وهو يدقق النظر بعيناها:
-فاهمة يا سِيلا؟
هزت رأسها بإيماء عدة مرات ممتالية ثم تحدثت بإضِطراب:
-مامي قاعدة مستنية حضرتك جوة وقلقانة جداً من رد فعلك
وأكملت بعيناي راجية:
-علشان خاطري بلاش تضايقها بالكلام،هي ملهاش ذنب في اللي حصل.
أومأ لها بهدوء وتحدث:
-ماتقلقيش
وأصطحبها ودلف بها إلي الداخل، وجد ليالي تجلس مُنكمشة علي حالها داخل مقعدها، أخذ نفساً عميقاً لضبط النفس وتحرك إلي ليالي التي هبت واقفة سريعاً لإستقباله،وتحدثت بنبرة صوت مُرتبكة تدل علي رهبتها منه:
-حمدالله علي السلامة يا ياسين
رد عليها وهو ينظر إليها بعيناي جادة وذلك لشدة غضـ.ـبه الذي مازال قائماً منها وما زاد من غضـ.ـبته هو الحديث التي أوصلته إلي والدتهْ:
-الله يسلمك
جلس هو فوق إحدي الأرائِك وأشار بيـ.ـده إلي أيسل في دعوة منه لتجاورهُ الجلوس،وتحدث قائلاً بنبرة جادة:
-إقعدي يا سيلا وإحكي لي علي كل حاجة حصلت من الولد ده من أول يوم شفتيه فيه لحد اللي حصل منه إمبارح
وأكمل بتأكيد:
-وأي تفصيلة مهما كانت صغيرة وتافهه بالنسبة لك، هتبقي ليها قيمة وأهمية عندي
وأسترسل موضحاً:
-أنا هقابل سفير بلده وحد من أهله بعد الفطار،وعاوز قبل ما أقعد معاهم أكون علي دراية بكل حاجة حصلت
تحدثت ليالي بإنسحاب كي تتجنب سَخط ذاك الياسين وصب غضـ.ـبهِ الهائل الذي يظهر بعيناه عليها:
– أنا هدخل المطبخ أجهز الفطار مع البنت
وكادت أن تتحرك أوقفها ذاك الغاضـ.ـب بصوتهِ الجهوري قائلاً بنبرة صارمة:
-ليالي
نظرت إليه وهي تبتلع لُعابها رُعباً فأستطرد قائلاً بنبرة أمرة وهو يرمقها بنظرات ثاقبة كنظرات الصقر:
-إقعدي
إنتفض جـ.ـسدها وجلست فوق مقعدها دون حديث، أما أيسل فقد بدأت تروي ما حدث علي مسامِع والديها بالتفصيل
بعد قليل، إستمع إلي رنين هاتفه معلناً عن مكالمة واردة، أخرجهُ من جيب سترته ونظر بشاشته وجد نقش إسم حبيبته التي يسجلها بـ مليكتي، نظر إلي كلتا الجالستان،ثم ضغط علي زر الإجابة وتحدث بنبرة هادئة مما أثار حفيظة أيسل:
-أيوة يا مليكة
ردت عليه تلك التي تقف بداخل شُرفتها وهي تنظر بإمتداد أمامها علي البحر الذي يظهر أمام عيناها وهتفت متسائلة بإهتمام:
-وصلت يا حبيبي
أجابها بنبرة حنون خرجت بتلقائية رُغماُ عنه:
-إطمني،أنا وصلت من حوالي ساعة
شعرت بالإستياء وتحدثت بنبرة حزينة معاتبة إياه:
-بقي كده يا ياسين،هو ده اللي إتفقنا عليه، مش إنتَ وعدتني إنك أول ما توصل هتطمني عليك
وقف مُنتصـ.ـب الظـ.ـهر وتحرك إلي الخارج بالحديقة لكي يتحدث مع حبيبته بأريحية دون أن يخدش مشاعر ليالي أو أيسل:
-أنا أسف يا حبيبي، صدقيني ماكنش فيه وقت علشان أكلمك،نزلت من الطيارة علي العربية ومنها لهنا علي طول، وحالياً قاعد مع أيسل وليالي، بستفسر منهم علي اللي حصل
تفهمت موقفهُ وتحدثت بإيجاز كي لا تتعدي علي حق ليالي به وتتجاوز حدودها، وتحدثت بهدوء:
-تمام يا حبيبي إرجع لهم،أنا كُنت قلقانة عليك وخلاص إطمنت
أغمض عيناه وأخذ شهيقاً عالياً ثم زفرهُ بهدوء وتحدث كي يُخفف من وَطْأة ألمها الذي وصلهُ جراء نبرات صوتها:
-أنا بحبك أوي يا مليكة وحقيقي أسف علي كُل حاجة
ردت عليه بنبرة تفيضُ حناناً:
-وأنا كمان بحبك أوي
وأكملت بنبرة صوت مختنقة وهي تحثهُ علي الإغلاق:
-يلا روح لهم وبلغهم سلامي،وأنا هبقي أتصل بـ ليالي بعد أذان المغرب إن شآءالله علشان أطمن عليهم
إستمعت عبر الهاتف إلي صوت أنفاسه العالية مما يدل علي قلبهِ الملئ بثُقل الهموم فتحدثت كي تخرجهُ من حالة الإسي تلك:
-بحبك يا ياسين
نزلت كلماتها الصادقة برداً وسلاماً علي قلبهِ المُلتاع بعِشقها، فتنفس براحة وأردف قائلاً بصوتٍ عاشق خرج تلقائياً:
-وأنا بعشقك يا نبض قلب ياسين
إبتسمت حين إطمانت لصوته وتحدثت مضطرة لإنهاء المكالمة:
-لا إله إلاّ الله
رد عليها بيقين:
-محمد رسول اللّه
أغلقت هاتفها ونظرت إلي البحر ثم رفعت قامتها لأعلي وأغمضت عينيها وأخذت نفساً عميقاً للغاية وصل لرأتيها ثم أخرجته وبدأت تُكرر العملية بإنتظام كي تُهدئ من ثـ.ـورة مشاعر الغيرة التي باتت تُسيطر عليها كُلما ذهب ياسينها إلي ليالي
فتحت عيناها ونظرت إلي السماء وبدأت بمناجاة الله:
-أعِني إلهي كي تسكُن نـ.ـار غيرتي الشـ.ـاعلة بقلبي والتي لا تهدأ أبدا،
أعرف أنني الدخيلة علي حياتها ولا يحق لي بتاتاً هذا الشعور أو حتي مجرد الإعتراض
لكني صدقاً لا أستطيع كَبحْ شعور جحِـ.ـيمي وأنا أتخيل رُجـ.ـلي وحبيبي بل ومتيمي يحتـ.ـضنُ غيري من النساء
أعرف أنها زو جتهُ قَبْلا بل وتكاد تكون أحقُ بهِ وبمشاعرهُ مني،لكني حقاً ما عُدتُ أستطيع، شعوراً بالمَرارة يلازم حلقَمي كلما تخيلتهما معاً،نـ.ـاراً شاعـ.ـلة تسكُن فؤادي لا تنطفئُ أبدا
واسترسل صوتها الداخلي بقلبٍ يئِنُ ألماً:
-إنهُ حبيبي،من تقرب من روحي وبات يتسلل حتي إِخْتَرَقَ فؤادي وإسْتَأثَرَ بقوة كل ذرة بجـ.ـسدي، إِسْتَحْوَذَ علي قلبي،فؤادي،وجداني وكل كيانى
لقد تَغلغَل عشقهُ داخلى حتي أصبحتُ هو
“نعم”
فروحهُ أصبحت تسكُن كيانى ومُنذُ حينها ما عُدت أنا
أصبحتُ أبحث عن ذاتى بداخلهُ
وبوجدانى يبحثُ خليلى عن كيانهُ
لقد وصل العشق بداخلنا إلي منتهاه حتي أصبحنا جـ.ـسدين بقلبٍ وروحٍ وحِـ.ـسٍ واحدِ
نعم ياسيني أصبحتُ أنتُ كُلي
فكيف أتقبلُ بإحتـ.ـضانِ كُلي لغيري؟!
فرت دموعها الحبيسة وأسترسلت مناجاتها بأنين:
-أشعر بنـ.ـارٍ شاعـ.ـلة تغـ.ـزو جميعُ جـ.ـسدي وتُذيبهُ وأنا أتخيلك، هل تقوم بإحتـ.ـضانها مثلي؟
أتشعُركَ ضمـ.ـتِها بنفس الأمان الذي يُشعرُك به حُضـ.ـني؟
أتُسكِرُكَ قُبلتـ.ـها وتجعلك مولع بها مثلما قُبـ.ـلتي؟
رائحتها؟ هل تشبة رائحة الجنة كما أخبرتني عني؟
أتتغزل بمفاتـ.ـنها وتُنثرها بأعذب الكلمات مثلما ثُسمعُني؟
أهٍ ياسين،أكاد من فرط الغِيرةِ أذوب وأنتهي
ألم تُدرك يا رجُل بمُر شعوري ومرارة حلقَمي
نظرت إلي السماء وأردفت بترجي:
-أعني يا الله وأزح عني هذا الشعور المُميـ.ـت الذي كاد يسحب روحي ويُقضي عليّ،ساعدني وأحفظ لي ما تبقي لدي من صبرْ
تنهدت بثُقل وجففت دموعها الحزينة وباتت تتأمل مظهر البحر الخلاب وتستنشق عبقهُ علهُ يُزيل عنها ولو القليل من أ لام روحها السَاكنة
❈-❈-❈
داخل غُرفة منال الخاصة،كانت تجلس لحالها لنَيْلها قسطاً من الإستجمام والراحة بعيداً عن ضجيج أهل المنزل،بعدما أخبرها عز قبل أن يرحل أنهُ ذاهب لزيارة شقيقهُ عبدالرحمن ليستأنس بالجلوس داخل حديقة منزلهْ
إستمعت إلى بعض الطرقات الخفيفة تصدح فوق بابها،تحدثت بنبرة جَادة بعدما تبرمت لعدم إستطاعتها خلق الأجواء المهيئة لإسترخائها:
-إدخل
طلت تلك اللمار بوجهها وتحدثت بنبرة هادئة وابتسامة زائفة:
-حضرتك طلبتيني يا aunt
ضيقت عيناها ثم زفرت حين تذكرت أنها بعثت لها بإحدي العاملات كي تستدعيها إلي هُنا فتحدثت:
-تصدقي نسيت خالص إني بعت لك هاجر
وأشارت بيـ.ـدها وهي تطلب منها الدخول:
-إدخلى يا لمار
خطت بساقيها للداخل وبالفعل تحركت نحوها،فأشارت إليها منال في دعوة منها للجلوس، بالفعل جلست بجـ.ـسدٍ ممشوق وتحدثت بإستفهام:
-خير يا aunt, يا تري فيه جديد في موضوع شركة طارق ومليكة؟
إبتسمت منال ونظرت لها بفخراً وتحدثت بإستحسان:
-تعرفي يا لومي إيه أكتر حاجة بتبهرني في شخصيتك
إبتسامة خفيفة رسمتها لمار قوق شـ.ـفتيها وانتظرت تكملة حديث تلك البلهاء التي أردفت بقامة مرتفعة بإطراء:
-ذكائك الخـ.ـارق
واستطرت بثناء علي شخص لمار:
-إنتِ بتفهمى إيه هو الموضوع اللي عاوزة أفاتحك فيه من قبل حتي ما أنطق بحرف واحد
: merci aunt
كانت تلك كلمات نطقت بها لمار بقامة مرتفعة وتفاخر بحالها
تحدثت منال من جديد علي عُجالة:
-أنا هحكي لك اللي حصل بسرعة علشان لازم أقوم اخد شاور قبل ما أتحرك لفيلا ثُريا علشان الفِطار
هزت لمار رأسها بتفهُم فاسترسلت منال حديثها:
-سيادة اللوا رفض الموضوع وقال لى أبلغك إنتِ وعُمر بإنكم تقفلوا الموضوع وما تحاولوش تفتحوه تاني بشكل نهائي
تنفست لمار بصوتٍ عالي مما يدل علي إحباطها وعلي الفور تحدثت وكأن لخطتها البديل:
-حضرتك خليكي بعيد عن الموضوع وأنا هعمل كام محاولة وأكيد هنجح في إقناع طارق ومليكة،أو علي الأقل هقدر أقنع مليكة
أردفت منال بنبرة حَذرة:
-أنا معنديش مانع،لكن خدي بالك كويس وياريت سيادة اللواء مايحـ.ـس بتحركاتك دي
إبتسمت بذكاء وأردفت بمُبَاهاة:
-ما تقلقيش حضرتك،الحَذر ده مَلعبي
هبت واقفة إستعداداً للخروج ثم استرسلت بعملية:
-هسيب حضرتك تاخدي الشاور بتاعك وأروح أجهز نفسي أنا كمان
واسترسلت: bye
قالت كلماتها وتحركت سريعاً إلي الخارج في حين تنفست تلك الرَعْنَاء ثم وقفت لتُشرع في تجهيز حالها
❈-❈-❈
داخل حديقة رائف وقبل إنطلاق تواشيح ما قبل أذان المغرب، خرجن العاملات من داخل المنزل وبدأن برص الطاولات بجانب بعضها بالطول وصف المقاعد حولها حتي تُكفي العدد الهائل من تجمع العائلة اليومي، كانت الأطفال تدور حولهم وهم يلهون ويمرحون بسعادة
أما علية فكانت واقفة تُشرف علي العاملات وتقوم بتوجيههم،دلف عز المغربي من البوابة الحديدية وتوجه إلي حيث وقوف علية وتحدث بهدوء:
-إزيك يا عَلية
هتفت بنبرة سعيدة:
-إن شالله تِسلم من كل شَـ.ـر يا باشا
هز رأسه وسألها بإستيضاح:
-ثريا هانم جوة؟
أومأت لهُ بنعم وتحرك هو إلي الداخل، وجدها تتوسط الأريكة بجلوسها، ترتدي نظارتها الطبية وممسكة بكتاب الله العزيز وهي تتلو بعض أياته، تحرك وجلس قُبالتها دون أن يُخرج ضجيجً كي لا يُزعجها
إنتبهت علي حضور أحدهم من خلال مرور ظِلهِ عليها،أنهت قرائتها وأغلقت “المُصحف الشَريف”وقامت بتقبيلهُ بإجلال وتقدِيس ثم وضعتهُ فوق المنضدة بإحترام ووجهت بصرها إلي عز وتحدثت مبتسمة بوجهٍ بشوش كعادتها:
-أهلاً يا سيادة اللوا
تنهد بيأس مُصطنع وأجابها بمداعبة:
– رجعنا تاني لسيادة اللوا !
وأكمل بنبرة حنون:
-مش قولنا طول ما إحنا لوحدنا تقولي لي يا عز
إبتسمت بخفوت وأجابته بنبرة هادئة:
-إنتَ طلبت لكن أنا ما وعدتش
هز رأسهُ بإحباط وأردف متهماً إياها بنبرة بائسة:
-بتنبسطي إنتِ بوجع قلبي يا ثُريا
نظرت إليه وتحدثت متلهفة بصدق:
-بعد الشر عنك من وجع القلب يا عز، بس إنتِ اللي غاوي التعب لقلبك وليا
أجابها بعيناي تقطرُ عشقاً بعدما إستمع لحروف إسمهِ وهي تخرج من بين شـ.ـفتاها كلحنٍ أبدع عازفهُ:
-سلامة قلبك يا نبض قلب عز
نظرت إليه بملامح وجه مُبهمة وأردفت بنبرة جادّة كي يستفيق من حالة هيامهُ تلك:
-رمضان كريم يا سيادة اللوا
إبتسم بسعادة وأردف بنبرة طائعة:
-الله أكرم ثُريا هانم
تنفس بعمق ثم سألها بإشتهاء لتغيير مجري الحديث بعد ملاحظته لإنزعاجها:
-يا تري عامله لنا إيه علي الفطار النهاردة؟
ردت عليه تلك اليُسرا التي خرجت من المطبخ وتوجهت إليهما:
-عاملين لك محَاشي مِشكلة وديكين رومي مع رز بالخلطة وبط روستو
سألها بنبرة مهتمة:
– والحمام بتاعي، نستوه؟
جاورت يُسرا والدتها الجلوس ثم إبتسمت وأجابتهُ:
-وتفتكر حاجة مهمة زي دي تفوت ماما بردوا يا عمو
واستطردت بتفسير:
-دي مواصية الفرارجي من إمبارح عليه مخصوص
إنتفض قلبه من شدة سعادته بإهتمام متيمة قلبهُ وعشقهِ الأوحد بكل تفاصيله،ونظر لها وتحدث بنبرة حنون خرجت بتلقائية:
-ربنا يخليكي ليا يا ثُريا
ثم إستفاق علي حاله وهتف معدلاً مسار حديثهُ كي لا يلفت إنتباه يسرا له:
-ويخليكي لينا كُلنا ودايماً ممتعانا بأكلاتك ونفسك اللي ملهوش مثيل
إنتبه ثلاثتهم إلي صوت منال التي دلفت من باب المنزل وهي تهتف قائلة بنبرة إستحسانية:
-إيه الروايح اللي تجوع دي يا جماعة
إنتبهت إلي وجود عز مع ثُريا ، ولكن إطمئن قلبها عندما وجدت يُسرا تجلس معهما،عادت إلي هدوئها النفسي وتحدثت وهي تنظر إلي ثُريا وتسألها مستفسرة:
-أنا شامة ريحة ورق عنب
إبتسمت ثريا وأردفت بهدوء:
-انا عملته مخصوص علشان عارفة إنك ما بتاكليش غيره يا منال
وأكملت يُسرا علي حديث والدتها:
-بصراحة يا طنط كُنا هنكسل عنه لأنه مُتعب ومُمل في لفه، لكن ماما أصرت وقالت إن حضرتك ما بتاكليش من أنواع المحاشي كلها غيره
متشكرة يا ثُريا… جُملة شاكرة قالتها بصدق
ثم حولت بصرها إلي ذاك الجالس يستمع دون تعقيب وأردفت متسائلة بنبرة تعجبية:
-إنتَ هنا من إمتي يا سيادة اللوا؟
أنا كُنت فكراك قاعد مع عبدالرحمن في جنينة بيته زي ما قُلت لي
أجابها بهدوء وصدق:
-أنا فعلاً كُنت قاعد مع عبدالرحمن لكن دخل يغير هدومه وأنا جيت على هِنا من حوالي عشر دقايق
ثم حول بصره إلي ثُريا وسألها بإهتمام:
-حسن وعيلته هيوصلوا إسكندرية إمتي يا ثُريا؟
وهُنا أُنير وجهها وابتسمت بسعادة عندما تذكرت رؤيتها لشقيقها الغالي وتحدثت منبسطة الأسارير:
-إن شاء الله هيوصلوا النهاردة علي السُحور
سعد داخلهُ لأجلها وتحدثت منال بنبرة هادئة:
-يوصلم بالسلامة يا ثُريا
إبتسمت لها وشكرتها وتحدث عز من جديد وهو يتبادل النظرات بين منال وثُريا:
-ما تنسوش تجهزوا نفسكم علشان هنروح العجمي نزور العيلة بعد صلاة التراويح إن شآء الله
أجابتهُ ثُريا بإيماء:
-أنا جاهزة وخليت علية جهزت كُل حاجة هناخدها معانا
أماء برأسهِ في حين تحدثت منال بتنصُل من زيارة عائلة زوجها التي لم تتقبلهم بحياتها بَتَاتاً:
-سوري يا جماعة مش هقدر أجي معاكم،لأني حاسة إني داخلة علي دور برد،هفطر وأخد فيتامين وأنام شوية علشان أبقي فايقة لما الباشمهندس حسن وعيلته يوصلم وأقدر أكون في إستقبالهم
رمقها عز بإستياء لعلمهِ حقيقة مشاعرها تجاه أفراد عائلته بالكامل
هتفت يُسرا بنبرة حماسية:
-أنا هاجي معاكم يا عمو علشان أشوف خالي فريد وخالي عَلى
قاطعتها ثُريا قائلة بإعتراض:
-مش هينفع يا يُسرا، خليكي علشان تجهزي سحور كويس مع علية علشان خالك حسن وعيلته
وأستطردت قائلة لإرضائها:
-ييجي بس خالك حسن وإن شاء الله نعزم كل إخوالك علشان ييجوا يفطروا معانا يوم
أومأت لها بطاعة
دلفت چيچي ولمار وأيضاً هالة زو جة وليد عبدالرحمن التي تحدثت إلي ثُريا بعدما ألقي الجميع التحية:
– أخرج البط من الفرن يا عمتي؟
شملتها ثُريا بنظرة حنون حيث أنها الوحيدة التي تأتي يومياً مُنذ الظهيرة وتبدأ مع نساء المنزل تحضير وجبة الإفطار لأفراد العائلة وتحدثت بحِنو:
-خرجيه يا بنتي،كفاية عليه كده
❈-❈-❈
داخل الحمام المرفق بغرفة مروان وأنس،كانت مليكة تُدلـ.ـك جـ.ـسد أنس الماكث داخل حوض الإستحمام بسائل الإغتسال ذو الرائحة العطرة، ثم أوقفته وتحدثت وهي تفتح صنبور المياه ليغمرهُ:
-أقف كويس يا أنوس علشان أشطف لك جِـ.ـسمك وتلحق تلبس هدومك قبل المغرب ما يأذن
أجابها الصغير وهو يقفز تحت الماء الدافئ مستمتعاً به:
-خليني شوية كمان يا مامي
أجابتهُ بإعتراض وهي تُخرج ذاك الذي تخطي عامهُ السابع وتحاوط جـ.ـسدهِ بالمنشفة لتجفف لهُ جـ.ـسدهُ:
– بطل شقاوة ويلا
سحبته من يـ.ـده وخرجت إلي الغُرفة، نظرت إلي مروان الذي بلغ من العمر الرابعةُ عشر وأصبح فتي يافع الجـ.ـسد ويشبه بملامح وجههُ رائف بتطابق كبير مما أثلج صَـ.ـدر ثُريا وجعلها تشعُر بالرِضا والسَكينة
كان مروان قد إنتهي من إلباس عز ثيابه بعدما حممته مليكة وبدأ بتمشيط شعر رأسه بعناية
تحدثت مليكة إلي مروان بنبرة مُتعجلة:
– خلص بسرعة يا حبيبي علشان أذان المغرب قرب خلاص
أومأ لها مروان بطاعة ثم وبدون مقدمات هتف بنبرة جادة:
-ماما،أنا عاوز أزور قبر بابا
إنتفض قلبها وارتجفت يـ.ـدها الممسكة بقطعة الثياب التي تُلبسها لانس، ثم نظرت إليه وتحدثت بنبرة متأثرة وعيناي حزينة:
-حاضر يا مروان، بعد العيد هاخدك إنتَ وأخوك ونزور بابا الله يرحمه
أجابها بإعتراض:
-هو أنا لسه هستني لبعد العيد؟
أنا عاوز أزور بابا بكرة أو بعده بالكتير
أخرجت تنهيدة حَـ.ـارة من داخل صـ.ـدرها الذي صرخ بأنين لأجل ولدها وأجابتهُ بموافقة:
-حاضر يا حبيبي،هكلم نانا وأشوف الوقت المناسب ليها ونروح نزوره إن شاء الله
وأسترسلت بإلهاء كي تُخرج صغيرها من تلك الحالة التي سيطرت عليه:
-يلا يا حبيبي خد إخواتك وإنزلوا عند نانا وجدو عز وأنا هغير هدومي وألف حجابي وأحصلكم
هز رأسهُ بموافقة وبالفعل حمل شقيقهُ الصغير وتحرك أنس بجانبه وخرج من الغرفة، تنهدت بألـ.ـم ثم خرجت خلفهم متجهة إلي جناحها لتقوم بتبديل ثيابها بأخري مُحتشمة
بعد مدة قصيرة من الوقت، نزلت الدرج ومنهُ إلي المطبخ مباشرةً، وجدت ثُريا تُشرف علي العاملات وهُن يقومن بغرف الطعام ورصهُ داخل الصحون وحملهِ إلي الحديقة لوضعة علي الطاولة
إقتربت من ثُريا وتحدثت متسائلة بإكتراث:
-محتاجة مساعدتي في حاجة يا ماما؟
أجابتها بنبرة مسالمة:
-لا يا حبيبتي إحنا خلاص خلصنا، روحي إنتِ إرتاحي برة في الجنينة، كفاية عليكِ لفيتي المحشي معانا، وكمان حميتي الأولاد وإنتِ تعبانة من الحَمل
أومات بموافقة وخرجت إلي الحديقة، وجدت الجميع يلتفون حول الطاولة المستطيلة والعاملات يتحركن حولهم ويقُمن برص الطعام والمشروبات وتوزيعهُ علي الطاولة
تحدثت بنبرة هادئة:
-السلام عليكم،رمضان كريم يا جماعة
رد عليها الجميع وتحركت هي وجلست بجانب نرمين التى يالتها:
-شكلك مرهق كدة ليه؟
أجابتها بأنفاسٍ متقطعة:
-كُنت بحمى الأولاد
قام عز بسؤالها بنبرة حنون واهتمام:
-اخبار صحتك إيه يا مليكة؟
ظهرت إبتسامة رقيقة فوق ثغـ.ـرها وأجابته بنبرة هادئة:
-الحمدلله يا عمو
كعادتها، رمقتها بنظرة مُترصدة تلك الراقية وتحدثت بنبرة تهكمية:
– إلا صحيح يا مليكة،هو سيادة العميد سافر ألمانيا النهاردة زي ما سمعت؟
إختفت بسمتها من طريقة إلقاء تلك الحية الرقطاء بسؤالها الخبيث وتحدثت بعدما تماسكت:
-أه يا طنط سافر
وضعت كف يـ.ـدها علي وجنتها وهتفت دون حياء بإبتسامة ساخرة:
-هي ليالي لحقت وحشته بالسرعة دي
رمقها عبدالرحمن بنظرة حَـ.ـارقة وأردف قائلاً بنبرة حَـ.ـادة صارمة:
-خليكي في حالك وياريت ماتحشريش نفسك في اللي ملكيش فيه
واسترسل متهكماً:
-أنا مش فاهم الناس اللي بيقولوا إن كل بني أدم ليه نصيب من إسمه جابوا الكلام الفارغ ده منين؟
سيادة العميد عنده شُغل مهم في ألمانيا يا راقية،وياريت نستني أذان المَغرب وإحنا ساكتين.. جُملة قالها عز بنبرة حَـ.ـادة كي يحثها علي الصمت وبالفعل حدث
❈-❈-❈
ليلاً
خرجت لمار من فيلا عز تتحرك في طريقها إلي فيلا عبدالرحمن المتواجدة بالصف المقابل، كانت تتحرك بأريحية تامة بعدما علمت بذهاب سيادة اللواء عز المغربي وعبدالرحمن مُصطحبين معهم ثُريا، إلي منطقة العجمي لزيارة أشقاء ثُريا وباقي أولاد عمومتهم والعائلة،فهي دائماً تتلاشي تقرُبها أو حتي الجلوس مع غز لحالها وذلك لعدم تقبُل كلاهُما للأخر
دلفت من البوابة إلي الحديقة،وجدت وليد وزو جتهُ هالة ووالدتهُ راقية يجلسون بإلتفاف حول المنضدة المستديرة المتواجدة بالحديقة يحتسون مشرب بارد مع تناول بعض الحلوى،وأطفال وليد يلهون حولهم
نظرت عليهم وتحدثت بنبرة حماسية:
هاي
رمقتها راقية بنظرات إستخفاف ولوت فاهها ساخرةوتحدثت قائلة بنبرة تهكمية:
-هاي عليكِ يا حبيبتي،يا دي الهنا اللي أنا فيه يا ولاد
وأكملت متعجبة وهي تنظر إليها بإستخفاف:
-يا تري إيه اللي جرا في الدُنيا وخلاكي تتنازلي وتزورينا لأول مرة في بيتنا يا لمار !
نظرت لها لمار وقامت برسم إبتسامة مُصطنعة علي شـ.ـفتاها،وأردفت مُفسرة لتلك المرأة الوقـ.ـحة التي تفتقد أدني أصول الضيافة والذوق العام:
– أكيد هقول لك يا aunt
قطبت راقية جبينها وهي ترمقها بإستغراب،وتحدثت وهي تُشير إليها بالجلوس بنبرة باردة:
-إقعدي يا حبيبتي
جلست لمار برشاقة وتحدثت بجدية وهي تنظر إلي راقية:
_ Merci
ونظرت إلي هالة وأردفت قائلة بنبرة هادئة كي تُسربها إلي الداخل:
-ممكن يا هالة تعملي لي حاجة سُخنة أشربها
شملتها هالة بنظرة تعجُب فاسترسلت لمار مفسرةً طلبها العجيب:
sorry _
أصلي حاسة إني داخلة علي دور أنفلونزا
نظر وليد إلي زو جته وتحدث ليحـ.ـسها علي التحرك وذلك بعدما إستشف من نظرات عيناي تلك اللمار الزائغة أنها لا تُريد وجود هالة بتلك الجلسة:
-قومي يا هالة إعملي لـ لمار ليمون سخن وإعملي لي شاي وإعملي لأمي قهوة
إتسعت عيناي هالة وهي تنظر إلي زو جها بإمتعاض، وعلمت علي الفور أنهُ وتلك اللمار يريدان التخلص من جلوسها معهم ليتحدث ثلاثتهم بإستفاضة،وقفت منتفضة بغضـ.ـب من جلستها وتحركت للداخل بعدما قررت عدم إعدادها لأية من المشروبات المطلوبة
وما أن تحركت وخطت بساقيها إلي الداخل حتي نطقت لمار بطريقة عملية:
-من الآخر كده وبدون مقدمات،أنا محتاجة لكم معايا في شُغل هنكسب من وراه ملايين
واكملت بنبرة تنبيهية:
-بس أهم حاجة إن محدش يعرف أي حاجة عن الكلام اللي هيتقال بينا هنا
واسترسلت مؤكدة بوضوح :
-وخصوصاً uncle عبدالرحمن
إبتلعا كلاهما ريقهُ بشرهْ، وتبادلا نظرات الإستحسان فيما بينهما، في حين استرسلت لمار حديثها شارحة بحماس بعدما رأت طمعهما يظهر داخل عيناهم:
-أول حاجة لازم تعرف إن أنا وإنتَ فيه بينا تشابه كبير في ظروفنا يا وليد
واستطردت لتبث سُمها داخل قلب وليد:
-إحنا الإتنين منبوذين من العيلة بالنسبة لموضوع رفضهم لشُغلنا في أملاكهم ومشاركتنا ليهم ،وللأسف،ماحدش فيهم مؤمن بقدراتنا الكبيرة وتفوقنا
واكملت بعيناي مليئة بالتحدي والإصرار:
-وعلشان كدة لازم أنا وإنتَ نكَوِن تحالف قوي علشان نقدر نستفيد من خبرات بعض، ونثبت وجودنا ونستعرض ذكائنا قدام العيلة كُلها
ضيقت راقية عيناها وأردفت متسائلة بإستفسار:
-ويا تري إيه اللي حصل وخلاكي محـ.ـروقة منهم أوي كدة، لدرجة إنك تتنازلي وتيجي لحد وليد الغلبان علشان تتفقي معاه ضدهم؟
أخذت نفساً عميق وزفرته بهدوء إستعداداً للرد علي تلك الشمطاء الساخـ.ـطة:
-أنا مش هخبي علي حضرتك وهقول لك علي كل حاجة بصراحة، أنا بعت ال Cv الخاص بيا لشركة أوربية كبيرة في مجال التصدير والإستيراد وطلبت منهم إننا نتعاون مع بعض ويكون بينا شُغل،علي أساس إني كُنت هأسس شركة أنا وعُمر ونبدأ فيها من الصِفر
وأكملت شارحة بإستفاضة:
-والحقيقة هما رحبوا جداً بيا لما لقوني معايا الجنـ.ـسية البريطانية وإني عشت وإتعلمت في London, قبل ما أتنقل علي القاهرة أنا وعيلتي
وكمان لما شافوا مستوي الشركة اللي بشتغل فيها حالياً وإنجازاتي اللي حققتها معاهم إنبهروا جداً بيا
واسترسلت قائلة:
-لكن كان ليهم شرط وحيد علشان يتمموا التعاون ده
ضيق وليد عيناه وسألها قائلاً بإستفهام:
-شرط إيه!، ثم إيه علاقتي أنا بكل الكلام اللي عماله تقوليه ده؟
أخذت نفساً عميقاً وأردفت من جديد:
-شرطهم إن الشركة اللي هيتعاملوا معاها تكون متوثقة من مدة لا تقل عن عشر سنين وليها سُمعة طيبة وثقة عند الجمارك المصرية
قطب جبينهُ وسألها مستوضحً:
-الشُغل ده فيه حاجة شمال؟
وإحنا مالنا إذا كان شمال ولا يمين، إحنا لينا المصلحة اللي هتطلع لنا من ورا الحوار ده كُله… كانت تلك جُملة نطقت بها راقية وهي تلكز نجلها في كتفة بتحذير
هتفت لمار بحماس واستحسان لحديث راقية:
-برافوا عليكي يا aunt
تفكير عملي 100%،
واسترسلت وهي تنظر إلي وليد لتبث روح الطمأنينة داخل سريرتهْ:
-ومع ذلك ما تقلقش يا وليد، الشغل نظيف جداً وأنا بنفسي ضمناه
قامت راقية برسم إبتسامة صفراء علي وجهها ثم أردفت متلهفة بنبرة حنون مصطنعة بالتأكيد:
-كملي يا بنتي،كملي
ضيقت لمار عيناها متطلعة عليها بتعجب لتغيرها السريع معها، لكنها أكملت بنبرة عملية بعدما نفضت تلك الأفكار سريعً من عقلها:
-لما طلبوا مني كدة، أول فكرة جت في بالي هي شركة طارق ورائف،وفعلاً كلمت عُمر وطنط منال، واتحمسوا وكلموا uncle عز
زفرت بضيق وأكملت بنبرة بائسة:
-وللاسف رفض،وحَذر عُمر من إنه يفاتح طارق أو مليكة في الموضوع
سألها وليد الذي يجلس متكئً علي حافة مقعدة ويلعن ثرثرة تلك الأنثي والتي مهما وصلت إلي مراتب عُليا من التعليم والعمل إلا أنها تظل بالنهاية أنثي،تعشق الثرثرة،هكذا حدث حالهِ:
-أنا بردوا لحد الوقت مش فاهم إيه المطلوب مني؟
أجابته بمكر ودهاء:
-مافيش قدامنا غير إننا نتفق ونحاول بكُل قوتنا نقنع مليكة إنها تدينا حق إدارة الأسهم بتاعتها هي وأولادها،
أنا عارفة إنها بدأت تثق فيك هي وطارق ومسلمينك كل حسابات الشركة، وده هيسهل مهمتنا معاها، ويسهل شغلنا في الشركة بعد كدة
وأكملت بحماس وشراهه:
-وساعتها هنتحد أنا وإنتَ ونشتغل،وصدقني ساعتها مش هتعرف تودي الفلوس فين
إبتلع لُعابه بطمع وتحدث بنبرة حماسية أسعدت والدتهُ:
-طالما الموضوع في السَليم وتمام زي ما بتقولي، يبقي أنا معاكِ وهنفذ لك كُل اللي تطلبيه
اراحت ظـ.، هرها للخلف وإبتسمت بإنتصار وراحة ثم هبت واقفة وتحركت بإستئذان قبل عودة عز إلي المنزل
نظرت راقية إلي ولدها بعدم إرتياح وتحدثت بنبرة تحذيرية:
-البنت دي خبيثة أوي وشكلها كدة وراها مُصيبة،خلي بالك منها كويس لأني ما أرتاحتلهاش
حَـ.ـك ذقنهُ بيـ.ـده وتحدث مؤيداً حديثها:
-ولا أنا كمان إرتحت لها،بس أديني معاها لما أشوف أخرتها إيه، مش يمكن تِصدق في كلامها ونطلع من وراها بقرشين حلوين
أردفت قائلة بنبرة تنبيهية:
-بس خلي بالك كويس أوي علشان عمك عز مايغضبش عليك
وأكملت بنبرة تهكمية وهي تلوي فاهها ساخرة:
-إحنا ماصدقنا قلبه حَن وأتصدق عليك بمكتب المحاسبة اللي عملهُ لك
نظر لها معترضً علي حديثها وأردف بإستياء:
-كتر خيره يا ماما، عمي عز مش مطلوب منه أكتر من كده، وبعدين المكتب شغال زي الفُل وبدأ إسمه يسمع في إسكندرية كلها
لوت فاهها وقامت بسند وجنتها علي كف يـ.ـدها بطريقة تهكمية،خرجت هالة من باب المنزل بعدما نظرت من نافذة المطبخ ورأت تلك اللمار وهي تتحرك بإتجاه البوابة الخارجية، ربعت ساعديها ووضعتهما أمام صـ.ـدرها في حركة إعتراضية وتحدثت وجـ.ـسدها بالكامل يهتز نتيجة ساقها التي تُحركها بغضـ.ـبٍ شديد:
-الهانم اللي هزقتني علشانها كانت عاوزة منك إيه؟
ضيق عيناه وتحدث رافعً حاجبيه بتعجب واستنكار:
-هزقتك علشانها !
وأكمل ساخراً:
-إنتِ سِت أوفر أوي يا هالة
ردت عليه بتذمر:
-وأنا هستغرب من ردك ليه،ما هو ده طبعك طول عُمرك يا وليد
وأكملت بإصرار:
– ويا تري بقى إيه هو السر الخطير اللي الأستاذة كانت عوزاكم فيه وما كانتش عوزاني أسمعه؟
لوحت راقية بكف يـ.ـدها في الهواء بتهاون وتحدثت بنبرة زائفة:
-يا أختي لا سر ولا نيلة، دي جاية تشتكي لنا من اللي إسمها منال وتقول إنها بتعامل ليالي وچيچي أحسن منها
واكملت بنبرة ساخـ.ـطة متصنعة:
-عيلة هَم مايفتكروناش غير وقت المصايب
ضيقت هالة عيناها وهي ترمقها غاضـ.ـبة من إستخفاف تلك الجالسة بعقلها وتحدثت بنبرة إستيائية:
-وأنا بقى المفروض هبلة وهصدق الكلام اللي مايدخلش علي عقل عيلة عندها عشر سنين ده؟
هب وليد من مقعدهِ واقفً وتحدث بنبرة حادة ليُنهي تلك المناقشة عديمة المنفعة بالنسبة له:
– وإحنا هنكدب عليكِ ليه يا برنسيسة؟
وأكمل مقللاً من شأنها:
-يكونش خايفين منك مثلاً ؟
وأستطرد أمراً بسخط كي يجبرها علي الصمت:
-إتحركي قدامي علشان تغرفي لي طبق محشي من اللي بعتته عمتي ثُريا علشان ماعرفتش أكل كويس على الفطار
هتفت راقية مسرعة وهي تبتلع لعابها بتشهي:
– إعملي حسابي أنا كمان مع وليد يا هالة
شملت كلاهُما بنظرة يملؤها الغيظ من شدة برودهما وتحركت إلي الداخل بخطوات تدل علي مدي غضـ.ـبها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب حائرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى