رواية قلوب حائرة الفصل الرابع 4 بقلم روز أمين
رواية قلوب حائرة الجزء الرابع
رواية قلوب حائرة البارت الرابع
رواية قلوب حائرة الحلقة الرابعة
🔹️بسم الله الرحمن الرحيم 🔹️
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية ☆قلوب حائره☆
بقلم روز آمين
💙 🦋 البارت الرابع🦋 💙
زادَ رائف من سرعتهِ للقياده بطريقه جنونيه ومازالَ الغضب يسيطر علي جسدهِ كلياً،، يريد أن يري مليكه ليستجوبها،،
ولكن فيما سايستجوبها ؟؟
فهو يعلم علم اليقين بأنهٌ وإذا نطق بحرفِ واحد بهِ شكٌ بها،، فاستتركهٌ علي الفور لا محال،،ولن يراها مجددآ حتي بأحلامه،،
أطلقَ صرخه من أعماق قلبه المتألم٠٠٠٠أااااااااااه،،،،،يارب ساعدني أنا ماليش غيرك !!
دق علي مقود السياره بغضب عارم وأغمض عيناه رافضآ أفكاره ،،وكلمات نرمين البذيئه تدور برأسهِ تكاد تٌفجِرُها،،
وإذا بلحظه تخرج بوجههِ شاحنة نقل كبيره محمله بإسطوانات الغاز وللأسف لم يرها رائف لغلق عيناه،، وبالفعل حدث إصتدام هائل رأه رائف بعد فتح عيناهٌ بذهول ورعب من صوت عزوف الشاحنه ،،نتج عنه حشر سيارة رائف تحت تلك الشاحنه الضخمه ،،
ولولا ستر الله لأنفجرت الشاحنه وأحترق كلٍ من بداخل السيارتان !!!!
نٌقل رائف إلي المشفي سريعآ بعد إبلاغ الشهود سيارة الإسعاف والشرطه التي أتت علي الفور لمٌعاينة الحادث،،
أكتشف الشرطي المكلف بالمعاينه شخصية رائف المغربي من خلال بطاقتهِ،، وبدورهِ إتصل برأيسه علي الفور لإبلاغ اللواء عز المغربي بحادث إبن أخيه،،
عندما علم عز هاتف ياسين وأبلغه وأتجها إثنتيهم علي الفور إلي المشفي التي يقنط بها رائف،،
دخلا للمر المتواجد به رائف خرج عليهم الطبيب ويبدو علي وجههِ علامات الأسي !!
تحدث عز بخوف وأرتياب ٠٠٠أنا اللوا عز المغربي عم رائف !!
الطبيب بإحترام٠٠٠٠أهلا وسهلا يا أفندم !!!
نظر ياسين بتساؤل وترقب لوجه الطبيب٠٠٠طمنا يا دكتور عن حالة رائف ؟؟
أجابهم الطبيب بأسي وهو مٌنكس الرأس ٠٠٠للأسف يا أفندم ،،الحاله شبه منتهيه ،،رائف بيه عنده نزيف داخلي في المخ شديد وصعب التحكم فيه ،،وفيه بعض قطع الإزاز دخلت في المخ نتيجة الإصتدام عملت تهتك في الخلايا،،
وأكمل بحزن ٠٠٠٠فاللأسف مش هنقدر نعمله حاجه ،،كل إللي ممكن نعمله حالياً هو إننا ندعيله !!
تحدث عز بإنفعال وغضب٠٠٠٠يعني أيه مش هاتقدر تعمل حاجه،،إتصل بأي دكتور كبير في القاهره ممكن يتدخل ويفيده،،أو حضرلي طياره مجهزه وأنا أسفره ل ألمانيا حالآ !!
هز الطبيب رأسهٌ بأسف وتحدث بعمليه ٠٠٠للأسف يا أفندم،، حالة رائف بيه متأخره جداً وأنا لو شايف إن فيه أمل ولو حتي 5% ماكنتش هستني سيادتك تطلب مني ده وكنت هتحرك بأقصي سرعتي علشان نلحق ننقذه،،
وأكمل ٠٠٠٠ ياريت يا سيادة اللوا تجهزوا نفسكم لكل الإحتمالات،، ولو حابين تودعوه لآخر مره إتفضلوا !!
نظر له ياسين بصدمه ٠٠٠٠إنت بتقول أيه،، لاء ،،رائف لاء،، وتحركَ مسرعآ بإتجاه غرفة العنايه الفائقه المتواجد بها رائف وخلفهٌ أباه يجر ساقيهِ بألم
دلفا إثنتيهم وجدا رائف برأسٍ مٌضمده بالشاش وعيناه متورمه ،،موصل بأجهزه تنفس،،وأسلاك مٌتصله بالقلب وجميع أجهزة جسده !!
جري عليه ياسين وأمسك يده قائلآ بقوه وطمأنه٠٠٠ماتخافش ياحبيبي،، هاتبقي كويس إحنا جنبك ومٌش هنسيبك !!!
قبل عز جبينه وتحدث بصمود وقوه يحاول أن يظهر بهِما أمامه٠٠٠٠أنا هاسفرك بره يا رائف ،،إتصلت بطياره مجهزه وهاننقلك حالاً وهاتبقي كويس جدآ ،،أوعي تخاف ياأبني !!
فتح عيناه ببطيئ وشدد علي يد ياسين المٌمسكه بيده،،ونطق كلمات محدده،،
رائف ببطيئ وتلعثم ٠٠٠ياااسين،، قول ل مليكه تسامحني وخلي بالك من أٌمي وولادي،،أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وأغمض عيناه للأبد 💔
وبدأت الأجهزه الموصله بقلبه بالتصفير ،،معلنتاً عن توقف القلب وللأبد،،
حضرَ الأطِباء سريعآ لينعشوا القلب مرةً أٌخري ،،هرج ومرج من الأطباء وطاقم التمريض داخل الغرفه،، وعز ينظر لإبن أخيه الغالي برعب وعيون جاحظه مترقبه بقلبٍ يتأمل في وجه الله الكريم،،، ولكن أمر الله قد نفذ وما بأيدينا لنفعله،، كل نفسِ ذائقة الموت واللهم لا إعتراض !!
نظر ياسين لرائف ونزفت دموع قلبه قبل عيناه،، لقد فقد للتو أخاه الذي لم تلدهٌ أمه،، صرخ ياسين بإسمه وقد تخلي عن شخصيتهٌ الصارمه وهيبتهِ أمام تلك الفاجعةِ الكٌبري !!
نظر لأباه وجده ولأول مره يذرف الدمع بحزن وأنكسار،، جري عليه وأحتضنه ليشدد من أزره ،،ولكن من يهون عليه تلك المصيبه،، فإنه رائف،، زينة شباب العائله وفخرها ،،ولدهٌ الذي رباه وأعتبرهٌ عوضاً له عن أخاه الذي إفتقده مٌبكراً !!
نظر لهما الطبيب ونكس رأسه بأسف وتفوه٠٠٠أنا أسف يا سيادة اللوا،،،البقاء لله !!
هٌنا لم يتمالك عز حاله ،،أرتجفت ساقيهِ وكاد أن يسقط أرضاً لولا يداي ياسين التي سبقتهٌ وأسندته ،، وفي تلك اللحظه أتي إليهم طارق المصدوم ودكتور أحمد طبيب النساء والتوليد إبن عمهما،، وعمهِ عبدالرحمن الأخ الأصغر ل عز،،
وباقي عائلة المغربي الذي إنتشر لهم الخبر المشؤؤم كالنار في الهشيم !!
جري عليه طارق مٌحتضنآ إياه بصراااخ يٌدمي القلوب٠٠٠٠راااائف،، قوم يا حبيبي،، قوم يأ أخويا سايبني ورايح فين دأنا ماليش غيرك ،، طب هاحكي لمين أسراري يابير أسراري،،قوم يا شريكي يارفيق عمري متسبنيش لوحدي ،،
كان يبكي ويصرخ كاطفلٍ في المهدِ فقد أباه !!
ربت عمهٌ عبدالرحمن علي كتفهِ وأسندهٌ وأخرجوهم الأطباء عنوةً عنهم ،،ليستكملوا إجرائات تجهيزهٌ لمثواهِ الأخير !!
في منزل ثٌريا،،كان الصغير يبكي بشده وعلي غير العاده وينطق بإسم أبيه ،،
وكأن قلبه الصغير يشعر بأنه فقد سنده وعزيز قلبه،، كانت ثريا تتمشي به في بهو الفيلا وتهدهده وقلبها يشعر بإنقباض !!
نظرت لهٌ مليكه بتألم لصراخه وملست فوق رأسه بحنان قائله٠٠٠يا حبيبي مالك بس فيك أيه ؟؟
صرخ الصغير من داخل أحضان جدتهُ ٠٠٠باباااااا ،،،أنا عاوز بابا !!
وجهت ثريا حديثها إلي مليكه٠٠٠٠إدخلي يا مليكه جهزيله أكله يمكن جعان،، وأنا هحاول أكلم رائف فيديو يمكن يهدي شويه لما يشوفه،، يارب بس يٌرد !!
أطاعتها مليكه ودلفت للمطبخ تجهز وجبة صغيرها ،،كانت ترتدي فستانآ قصيرآ طالقه لشعرها العنان فوق ظهرها بمظهرٍ ساحر ،،مٌتزينة بأجمل صورها ككٌل يوم لإستقبال زوجها الذي أوشك علي ميعاد وصولهٌ اليومي،،
ولكن قلبها كان مٌحمل بالهموم وشعور سيئ قد إجتاح قلبها لا تعرف مصدره،، لكنها فسرت هذا الشعور السيئ لصراخ الصغير وضِيق قلبها لأجله،،
تحدثت عَليه بإحترام٠٠٠٠أجهز السفره يا ست مليكه ؟؟
ردت مليكه بتشتٌت٠٠٠٠هو الأكل خٌلص يا داده ؟؟
ردت عَليه بإيماء٠٠٠٠أيوه يا بنتي خٌلص وطفيت النار عليه !!
تحدثت مليكه٠٠٠٠طب جهزي السفره وحطي السلطات،، وما تخرجيش باقي الأكل غير لما ييجي رائف بيه علشان ما يبردش ،،ما إنتي عارفه يا داده ،،رائف بيحب الأكل يكون سٌخن !!
أمائت لها عَليه بطاعه !!!
إنتهت من تحضير طعام صغيرها وخرجت للبهو في طريقها لثريا،، وجدت ياسين يقف في وجه ثريا والدموع تملئ عيناه ،،كادت أن تتراجع سريعآ للخلف للإختباء منهٌ،،لعدم إرتدائها الزي الشرعي !!!
حدثت حالها٠٠٠ولكن كيف لياسين أن يأتي هكذا وبدون إستأذان ؟؟
هو يعلم جيدآ أنني محتشمه في ملابسي وأرتدي حجابا،، لذا أي رجلٌ من العائله يريد المجيئ يهاتف عًليه من خارج البوابه أولآ ؟؟
كادت أن تتراجع حتي شاهدت دخول منال وليالي وجيجي من باب الفيلا وهم يذرفون الدموعَ بحرقه وألم،،أخذت جيجي الصغير الذي ذاد نحيبه وصراخه وخرجت به للحديقه !!!
إستمعت لثريا وهي تصرخ بعلو صوتها٠٠٠٠إنتَ بتقول أيه يا ياسين ،،بتقول أيه ،،رائف لا،، قولي إبني فيه أيه بالظبط ؟؟
وقع إناء طعام طفلها من بين يديها وتحول لمائة قطعه مٌتناثره،،،
مما جعل الجميع يحول أنظاره عليها في فزع ،،
هٌنا جرت إلي ياسين الواقف كتمثال الشمع لا يتحرك منه شيئ سوي الدموع التي تنهمر من عيناه بغزاره،،
أمسكتهٌ من تلابيب بدلته وصرخت ٠٠٠٠إنت بتعيط ليه يا أبيه،،ورائف فين ماجاش معاك ليه ؟؟
إنتَ ساكت ليه رد علياااااا !!!
هٌنا لم يتمالك حاله وبكي بحرقه من أعماق داخلهْ،،،أخذها هي وثريا بين أحضانه وتحدث٠٠٠٠رائف راح للي أغلي وأحن عليه مننا كلنا !!
إنتفضت من بين أحضانه وهي تصرخ وتدفعهٌ عنها بشده وعنف٠٠٠ إسكت يا أبيه ماتقولش كده إسكت،، إنت بتكذب ليه ،،،قولي؟؟
وهٌنا أتت يسرا من الداخل مهروله بصراخ لما إستمعت لهٌ
لم تستطيع ثريا تحمل خبر فقدان صغيرها وعزيز عيناها،، وقعت أرضآ أمسكها ياسين قبل أن تلامس رأسها الأرض ،،
حملها وأدخلها غرفتها
وسط صراخ وعويل من الجميع حتي أطفال المنزل،،
وبلحظه تحول المنزل إلي حاله من الذعر والصراخ،،
إتصلت منال بطبيب العائله ليطمئنوا علي ثريا،،
أما مليكه المٌتصلبه بمكانها فكان الذهول وعدم التصديق لما جري وإنكاره سيد موقفها،، فقد كانت تهز رأسها بنفي وتكتم فمها بيدها بذهول !!
في نفس التوقيت دلفت من الباب والدتها وهي تتلفت بلهفه تبحث بعيناها عن إبنتها ،،وجدتها تقف وحيده شارده ،،جرت عليها هي وأبيها وشريف،،
أسرعوا إليها جميعآ ليقفوا بجوار إبنتهم في مصيبتها تلك
إحتضنتها سهير وتحدثت٠٠٠٠مليكه حبيبتي،، البقاء لله يا قلبي،، ربنا يصبرك علي مصيبتك الكبيره يا بنتي !!
دفعتها مليكه بقوه وهي تصرخ٠٠٠إنتي بتقولي أيه يا ماما،،إنتي كمان هاتتكلمي زيهم،، رائف لايمكن يتخلي عني ولا يسبني،، رائف عارف كويس أوي إن حياتي من بعده مستحيله،،
مستحيله يا بابا ،،كانت تنظر ل أبيها بإنكار وتهز رأسها برفض !!
أخذها والدها بين أحضانه يحاول تهدأتها ٠٠٠٠إهدي يا مليكه،، إنتي مؤمنه بربنا وقدره يا بنتي إدعيله بالرحمه !!!
صرخت بكل ما أوتيت من قوه ووضعت يديها علي أذنيها برفض وهي تصرخ ٠٠٠كفااايه حراااام عليكم،، إنتوا ليه بتقولوا كده علي حبيبي،، بتفولوا ليه عليه،، ليه كده يا بابااا لييييه ؟؟
خرج ياسين من غرفة ثريا ليستعجل حضور الطبيب حتي يري زوجة عمهِ الغائبه عن الوعي،،
وجدها تصرخ وتتألم بوجع ،،ذهب إليها بدموعه وأمسك يدها
وتحدث٠٠٠إهدي يا مليكه ماتعمليش في نفسك كده،،إهدي علشان خاطر أولادك ،،إدعيله،، إدعيله حبيبي ربنا يرحمه ويثبته عند السؤال !!!
تشبثت بيدهِ سريعآ وكأنها وجدت طوق نجاتها و نظرت داخل عيناه بترجي ٠٠٠٠٠قولي الحقيقه أرجوك ياأبيه،، إنت مابتكدبش أنا عارفه،، إنت شوفته ؟؟
وأكملت بتيهه ورفض للواقع ٠٠٠٠هو بجد ولا ده واحد شبهه ؟؟
طب مش مٌمكن تكون عربيه تشبه عربيته ؟؟
مٌمكن كمان يكون كويس،، أو حتي مٌمكن يكون كان عنده إغماء وفاق في المستشفي بعد ماسبتوه ،،
هٌنا أمسكت يد ياسين وهي تسحبهٌ خلفها بقوه٠٠٠٠٠يلا وديني عنده أنا هاعرف أفوقه،،رائف أول ماهايشوفني صدقني هايقوم وهاييجي معايا علشان أولاده !!!
أوقفها ياسين وتشبث بيدها متحدثاً بدموع وعيون راجيه٠٠٠٠مليكه !!!
هٌنا صرخت بقوه ورفض٠٠٠٠ماهو ما تحاولش تقنعني إن رائف مٌمكن يسيبني أنا ومروان وأنس ويمشي بسهوله كده،،ده يبقي أناني أوي،،
وأكملت بحنين وضعف٠٠٠٠ ورائف عمره ماكان أناني !!
أخذها والدها بحضنه وهو يشدد عليها ويحاول إحتواء هلعها وذهولها وصراخها !!
وهٌنا لم تعٌد تتحمل وأخرجت صرخه من أعماق قلبها زلزلت بها جميع أركان المنزل !!!!
كان قلب ياسين يذرف دمآ علي رائف ومليكه وأطفالهما وعمتهِ ويسرا
ونرمين التي حضرت وهي تصرخ غير مستوعبه لما جري والذنب يتأكل قلبها وتتسائل بين حالها،،،هل لها ذنب بما حدث لأخيها ؟؟
كان الحزن والصدمه والذهول يسيطر علي الجميع
مضي الجميع ليله حزينه كئيبه !!
مرَ الوقت ودَفنا فقيدهم ودٌفنت معهٌ أحلام وأمل وحياة زوجه وأطفالها ،،دٌفنَ معهٌ قلب عاشقه وحبيبه تركها حبيبها وسط ليالي كالحه حزينه،،،
دٌفنَ ودُفن معهٌ قلب أم مكلومه علي صغيرها الوحيد وسندها في دنياها ،،،صغيرها التي كانت تتأمل ان يواريها إلي مثواها الأخير وإذ بها هي من تودعه وتوصله لنهاية مشواره !!!
دٌفن ودٌفنَ معهٌ سند يسرا وظهرها التي تتكأ عليهِ هي وصغيريها في الحياه،،
دٌفنَ ودٌفنَ شبابهٌ وأحلام ورديه كانت بإنتظاره ليحققها ☆
كانت ليله حزينه،، الحزن خيم علي حي المغربي بأكمله،، فقد واروا للتوِ تحت الثري خير شبابهم وأكثرهم أخلاصآ وأخلاقآ وأدبا
ولكن ماذا عساهم يفعلون فاتلك إرادة الله ،، سبحانه وتعالي من له الدوام !!!
في المساء،،كانت غافيه فوق تختها تتأوه بألم وتهذي بإسمه بخفوت،، بعد ما حقنها الطبيب بجرعة منوِم وذلك ليسيطروا عليها من شدة صراخها وألمها ،،
مسحت والدتها علي شعرها بحنان وهي تبكي علي ما أصاب صغيرتها ،،
حقآ هي ليست حزينه فقط علي إبنتها ،،بل حزينه علي رائف فهو كان نعم الزوج الصالح لإبنتها ،،حزينه لأجل شبابه وطفليهِ اللذان أصبحا بلا أب ولا سند،،
تحدثت سلمي صديقتها بحزن ودموع٠٠٠٠٠٠مليكه تعبانه أوي يا طنط ،،هانعمل أيه لما تأثير المنوم ده يروح !!
أجابتها سٌهير بدموع وأنكسار٠٠٠٠ربنا يتولاها برحمته يا سلمي ويهون عليها !!
تحدثت سلمي بدموع وشرود ٠٠٠٠أنا بجد مصدومه ومش قادره أصدق ولا أستوعب الخبر،،،،معقوله رائف خلاص مابقاش موجود بينا،،،طب ومليكه إزاي هتقدر تكمل حياتها من غيره ؟؟
ياااااه يا مليكه،،،،ربنا يصبرك ويقويكي علي اللي جاي يا قلبي !!!!!
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
في الصباح كانت الفيلا تأجٌ بالنساء اللواتي أتين لتأدية واجب العزاء ،،كانت ثريا تجلس لتلقي العزاء في فقيدها بصبر وإيمان،، وبجانبها إبنتيها وجميع نساء العائله،، والكل يتسائل عن مليكه،،أين هي مليكه ؟؟
كانت مٌستلقيه بفراشها كالموتي تتوجع وتنتحب بصمت ناظره لسقف غرفتها ،، فقد رفضت بشده النزول لأخذ عزاء زوجها فلم تستطع،،،
فاروحها تتألم بشده وكل ما تحتاجه هو الإبتعاد عن البشر والإستلقاء كالموتي،، جسدٍ بلا روح فقد ذهبت روحها معه وتركتها !!
كانت والدتها وسلمي وجيجي يجاوروها ،،ينتحبن بدموع الألم علي الحال التي وصلت إليه تلك العاشقه الموجوعه !!!!
أما نرمين التي إنتابتها حالة بكاء هيستيريه ورعب،،كان الذنب يتأكلها،،وكلما تذكرت ماتفوهت به لشقيقها تصرخ وتبكي بشده وأنهيار،،
كانت نساء العائله يشفقن علي تلك الشقيقه الحنون التي كادت تٌجن من فراق شقيقها الغالي ،،
ولا أحد يعلم كم الشر التي صنعتهٌ بأيديها تلك اللعينه لذلك المسكين !!
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
مضي إسبوع علي تلك النكبه،، ومازالت أجواء الحزن تٌخيم علي المكان والجميع ،،
مضي إسبوعاً لم تري فيه الشمس ولا الضوء ،، حبيسة غرفتها المٌظلمه ،،تأخذ طفليها داخل أحضانها وتشتم بهما رائحتهٌ ،،ناظره إلي أنس نسخة أبيهِ المٌصغره ،،
دلف داخل المنزل وجده خالي من الجميع وكأنهٌ أصبح مكاناً مهجوراً،،
أتت إليه عَليه من المطبخ بوجهِ حزين مرحبةً به ٠٠٠٠أهلا يا ياسين بيه ،،إتفضل يا أبني !!
نظر لها ياسين بوجهِ يكسوه الهم والشجن٠٠٠٠٠إزيك يا عَليه !!
أجابتهٌ٠٠٠٠بخير يا بيه الحمدلله !!!
نظر لها ياسين بتساؤل٠٠٠٠أومال فين عمتي ومليكه ويسرا والولاد،،الفيلا فاضيه كده ليه ؟؟
أجابتهٌ عَليه والحزن يكسو ملامحها والدموع تغيم مِقلتيها٠٠٠٠٠ماهو ده بقا حال البيت من يوم فراق الغالي،،الست ثريا قاعده في أوضتها مابتخرجش ياأما بتصلي يا أما بتقرأ قرأن والدموع ما بتفارقش عنيها من يوم إللي حصل ،،،
ومدام مليكه حابسه نفسها فوق في جناحها وواخده عيالها في حضنها مابتسبهومش لحظه واحده،،
والست يسرا كذلك الأمر ياأما جوه عند والدتها بتتحايل عليها تاكل أي حاجه علشان تاخد الدوا،، يا أما في أوضتها بتعيط علي الغالي إللي سابنا وراح ،،
وهنا نزلت دموع عَليه علي خديها قائله ٠٠٠البيت بقا وحش أوي من غير الغالي يا ياسين بيه !!!
وضع ياسين يدهٌ علي كَتف عَليه مربتآ عليها بحنان٠٠٠٠٠ربنا يهون علينا كلنا يا عَليه ،،مصيبتنا في رائف كبيره أوي !!
ثم.نظر لأعلي الدرج وتحدث٠٠٠ هي مليكه مابتنزلش خالص يا عَليه،،أنا مشفتهاش من يوم الدفنه ؟؟
أجابتهْ بحٌزن٠٠٠لا مبتنزلش يا باشا،،ده حتي سالم بيه كان هنا إمبارح وطلعت مٌني تديها خبر علشان تنزله رفضت وقالتلها إن رجليها مش شيلاها ومش قادره تتحرك ،،فاسالم بيه طلعلها !!!
إنزعج بشده من حديثها وتحدث بهلع٠٠٠٠يعني ايه رجليها مش شيلاها؟؟أوعي تكون تعبانه يا عَليه ؟؟
أجابتهْ٠٠٠٠يا ياسين بيه دي رافضه الأكل من ساعة إللي حصل،،دي يدوب عايشه علي صباع بقسماط أو كوباية عصير ست سٌهير بتضغط عليها بيها فطبيعي يحصلها ضٌعف ،،إن شاء الله تعدي محنتها علي خير وهتبقي كويسه !!!
تنهد بألم وتحدث٠٠٠٠طب أنا هادخل ل عمتي أطمن عليها !!
أجابتهْ عَليه بإحترام وهي تمسح دموعها٠٠٠٠٠٠إتفضل يا باشا وأنا هاعمل لحضرتك القهوة وأدخلهالك !!!
ذهبت عَليه إلي المطبخ لتصنع لياسين قهوتهٌ
دق ياسين علي باب ثريا للإستئذان منها للدخول ،،وبعد مده قصيره سمع إذنها له،،ففتح الباب ودلفَ للداخل
وجدها جالسه فوق مقعد بجانب الشرفه المٌطله علي حديقة المنزل وتمسك بيدها كتاب الله العزيز (القرأن الكريم ) وهي تصدق وتقبلهٌ بإحترام وتضعهٌ بجانبها علي الكومود !!!
نظرت له بحنان وتحدثت بعيون دابله وصوتٍ ضعيف ووجهٍ شاحب كشحوب الموتيَ٠٠٠٠تعالي يا ياسين !!
ذهب ياسين إليها وجثيَ علي ركبتيهِ تحت قدميها وأمسك يدها وقبلها بإحترام
وتحدث بحنان٠٠٠٠عامله أيه يا عمتي إنهارده ؟؟
تنهدت ثريا بألم وتحدثت٠٠٠الحمدلله علي كل حال يا ياسين !!
نظر لها ياسين بحزن ٠٠٠حابسه نفسك ليه كده يا حبيبتي،، تعالي نتمشي أنا وإنتي شويه في الجنينه علشان تمشي رجليكي وصحتك ماتتعبش !!!
أجابتهٌ بدموع أم مكلومه علي صغيرها الغالي٠٠٠٠وأيه أهمية صحتي يا ياسين،،ماراح إللي كنت بخاف علي صحتي علشان مايزعلش عليا،،
ثم تحدثت بدموع ٠٠٠رائف خلاص راح وسابني لوحدي،، سابني زي أبوه ماسابني زمان ،،سابني أنا وولاده ومراته وأخواته من غير سند ولا ضهر ،،
ونظرت لهُ مٌتسائله بذهول٠٠٠هو خلاص كده يا ياسين مش هاشوفه ولا هاسمع كلمة ماما منه تاني ؟؟
كانت تتحدث بحرقه ودموع تنزف من قلبها قبل عيناها
قبل ياسين يديها وتحدث بألم ٠٠٠ ليه بتقولي كده يا عمتي،، طب وأنا روحت فين يا حبيبتي،، أنا راجلكم وسندكم وضهركم،، ربنا يقدرني وأقدر أعوضكم عن غياب رائف،،
وأكمل ٠٠٠٠أنا عارف ومتأكد إني مش هاقدر أعوضك عن الغالي ولا حتي الدنيا كلها تعوضه،، لكن إسمحيلي أقف جنبكم وأكون سند ليكم يا ماما !!
نظرت له بحب وهي تستمع له وهو ينطق ماما لأول مره !!
نظر لها بحب وتساؤل ٠٠٠تسمحيلي أقولك يا ماما ؟؟
وأكمل بإبتسامه خافته مداعباً إياها٠٠٠أنا عارف إنك أصغر من إن واحد في سني يقولهالك ،،لكن أنا بقا حابب أقولها !!!
إبتسمت بخفه من بين دموعها وربتت علي كَتفهِ قائله٠٠٠٠طب ماأنت فعلآ إبني يا ياسين وغالي أوي علي قلبي ،،
طول عمرك كنت نعم الأخ والسند ل رائف،، ربنا يبارك فيك وفي أولادك يا حبيبي !!
وقف منتصب الظهر ،،وأمسك بيدها وأوقفها قائلآ ٠٠٠٠طب لو أنا فعلاً غالي عندك زي مابتقولي كده تعالي أخرجي معايا نتمشي في الجنينه ،،وأنا هاخلي عَليه تنده لأولاد رائف يقعدوا معاكي،،
إقعدي يا أمي ونوري بيتك من تاني ،،البيت بقا وحش ومضلم أوي ،،
وأكمل بإقناعها٠٠٠٠٠طب لو مش علشانكم يبقي علشان خاطر ولاد رائف،،
مروان وأنس بقوا محبوسين طول الوقت ووشهم بقا أصفر وحزنكم واصلهم وطفيهم،،
حرام كده يا ماما ،،
وأكمل بحب٠٠٠٠٠حضرتك ست مؤمنه وموحده بالله وراضيه بقضائه،،إحتسبيه عند ربنا وأدعيله وأطلبي من ربنا الصبر !!!
أجابته وهي تهز رأسها بإيماء والدموع تنهمر من عينيها بغزاره ٠٠٠ونعم بالله يا حبيبي،،ونعم بالله !!!
خرجا معآ وأحضر ياسين أولاد رائف ويسرا وجلس في الحديقه وطلب لهم وجبات طعام جاهزه (دليفري) المفضل لدي الأطفال،، ليدخل علي قلوبهم السعاده ولو قليلآ !!!
◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
في اليوم التالي،،
دلف عز إلي منزله وجد منال زوجته،،وليالي تجلستان سوياً وتضحكان وتشاهدتان فيلماً كوميدياً،،،شعر عز بغصه في قلبه وحزن علي مشاهدتهِ لزوجتهِ وزوجة إبنه الغير مبالين بما تعيشهٌ العائله بأكملها من حزن علي فقيدهم الغالي،،
خطي نحوهم بغضب وأمسك بجهاز التحكم وأغلقه وألقاهٌ فوق المنضده بعنف !!
نظرت له منال وتحدثت بضيق٠٠٠٠أيه يا عز البواخه دي،،إزاي تقفل التي في كده وإحنا بنتفرج ؟؟
نظر لها عز بغضب قائلاً ٠٠٠٠أنا أسف علي بواختي يا هانم،،لكن إللي أفظع من البواخه هي قلة التقدير وعدم الإحساس بالغير،،
وأكمل معنفاً لهما ٠٠٠٠أظن عيب أوي يا منال هانم لما يبقي إبن أخويا متوفي من كام إسبوع وإسكندريه كلها لسه في حداد عليه وعلي شبابه ،،
وإنتي قاعده إنتي وبنت أخوكي تتفرجي علي أفلام كوميدي وضحككم جايب لأخر الجنينه،،
طب إحترموا حزني علي إبن أخويا إللي كان بمثابة إبني ،،بلاش دي،،،،،علي الأقل إحترموا شكلكم قدام عمال البيت !!!
تحدثت ليالي بإحراج ٠٠٠٠٠والله يا عمو أحنا لسه جايين من عند طنط ثريا ،،إطمنا عليها هي ويسرا ومليكه وجينا ،،ومن كتر الزهق والكأبه وإننا بقالنا فتره مش بنخرج ،،قولنا نشغل حاجه كوميدي نفك بيها الزهق والحزن شويه !!!
أجابها عز بضيق وحده٠٠٠٠٠ أهو ده كمان إللي ناقص يا ليالي هانم إنكم تخرجوا وتتفسحوا ،،،
وأكمل ساخراً٠٠٠٠أقولك،، إبقوا روحوا ديسكو بالمره وأرقصوا !!!
وقفت منال من جلستها بعنف وتحدثت بحده٠٠٠٠٠هو فيه أيه بالظبط يا عز ،،إنتَ بتدور علي أي مشاكل والسلام،،ما البنت قالتلك كنا لسه عندهم،،ولا هو المطلوب مننا إننا نفضل قاعدين هناك في وسط الغم والحزن ده ونندب معاهم بالمره !!
نظر لهما عز وتحدث بحزن ويأس٠٠٠٠لاء طبعآ يا مدام مش مطلوب منكم كده،،لكن علي الأقل تقدروا حزني أنا وولادي علي إبن أخويا
وأكمل متسائلاً بتهكم٠٠٠٠أه،،، وبمناسبة ولادك يا منال هانم،،تقدري تقوليلي إنتي فين في حياتهم اليومين دول،،
مش المفروض إنك تكوني دايمآ جنبهم ومسنداهم،،إنتي ناسيه إن اللي مات ده كان أخوهم ولا أيه ؟؟
تفوهت سريعآ بغضب٠٠٠٠بعد الشر،،أيه أخوهم دي،، ماتنقي ألفاظك يا سيادة اللوا،،إنتَ بتفول علي إبني في غربته ؟؟
أجابها عز بتهكم٠٠٠٠إبنك،،،،إبنك إللي ماكلفش خاطره يحجز وينزل يحضر جنازة إبن عمه ويعزيني ويعزي مرات عمه وبنات عمه ،،
دي أخته شرين طلعت أرجل منه،،حجزت في نفس اليوم وسابت ولادها وجوزها ،،ونزلت علشان تقف معانا وتواسينا ؟؟
تحدثت منال بتبرير٠٠٠٠يعني كان هايسيب دراسته ويهملها وينزل يا عز ،،وبعدين ما هو ياحبيبي إتصل فيديو كول وكلمهم كلهم ،،ماعدا مليكه علشان كانت حابسه نفسها ورافضه تتكلم مع حد !!!
حدثها عز بنبرة ساخره ٠٠٠٠لا والله كتر خيره وخيرك،،لا طبعآ مايصحش يهمل دراسته إللي بياخد فيها السنه في سنتين ،،
وأكمل معنفاً إياها٠٠٠فضلتي تدلعي فيه لحد ما فسدتيه،، ربنا يستر وما يجلناش بكره بمصيبه ،،الحمدلله إني كنت بشرف علي تربية ياسين وطارق وطلعتهم رجاله !!!
وتركهما بغضب وصعدَ للأعلي ليأخذ حمامه التي أشرفت علي تجهيزهٌ إحدي العاملات ،،
أشاحت منال بيدها بغضب بعد صعوده وتحدثت بضيق٠٠٠٠أيه الأرف ده ،،راجل نكدي،،ما ينفعش يشوفني مبسوطه غير لما ينكد عليا !!!
تحدثت ليالي وهي تضحك بكبرياء٠٠٠٠بصراحه يا عمتو،،عمو عز أوفر أوي،،مش بس هو،، لاء،، دي عيلة المغربي كلها أوفر أوي ،،دي مامي مش مصدقه إننا لسه مش بنخرج ونسهر لحد دالوقتي ،،بتقولي دول ناس بلدي ودقة قديمه أوي !!!
أجابتها منال بحنق٠٠٠٠هانعمل أيه بس يا لي لي ،،هما أه دقة قديمه ومتمسكين بالعادات والتقاليد،،لكن ماتنسيش إنهم من أكبر وأعرق وأغني عائلات إسكندريه،،وشرف لأي حد يدخل وسطهم ،،علشان كده أصريت إني أجوزك ياسين وتنضمي معايا لعيلة المغربي !!
ضحكا معآ وأشعلت التي في من جديد وكأن شيئآ لم يكن !!!
تٌري ما الذي تحملهٌ الأيام القادمة ل مليكه وطفليها ؟؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب حائرة)