رواية قلوب حائرة الفصل الخامس والسبعون 75 بقلم روز أمين
رواية قلوب حائرة البارت الخامس والسبعون
رواية قلوب حائرة الجزء الخامس والسبعون
رواية قلوب حائرة الحلقة الخامسة والسبعون
🦋 الفصل الرابع والثلاثون 🦋
بأملٍ جديد أشرقت شمسُ الصباح لتزهو وتعلن للعالم أجمع أن لا ليل يدوم ولابد من زوال الظلام مهما طال،تراقصت الورود لتُنثر عبيرها الطيب بكل مكان،زقزقت العصافير وغردت البلابل في دعوة للتفاؤل وكأنها تبثُ رسالة طمأنة داخل القلوب الجريحة
كان يغفو فوق الأريكة المتواجدة داخل الغُرفة بجسدٍ مُرهق لعدة أسباب،إنتفض بنومته وارتعب قلبه حين وصلت تأوهاتها إلي مسامعه،فتح عيناه وهب مُنتفضاً وبسرعة البرق كان يجاور تختها،نظر عليها وجدها تتألم بشدة بفضل سُهير التي تقف بجانبها وتجبرها علي النزول من تختها كي تتحرك بالغرفة لتتفادي حدوث الجلطات الدموية حسب ما أبلغهم الطبيب
بنبرة مُرتبكة بفضل هلعهِ تحدث إليها بقلبٍ مُلتاع:
-مالك يا حبيبي؟
بملامح متعبة ووجهٍ شاحب تحدثت بنبرة خافتة:
-تعبانة يا ياسين،الجرح شادد قوي ومش قادرة أحط رجلي علي الأرض.
بصوتٍ رؤوفة عقب علي حديثها قائلاً بحِنو:
-خلاص يا قلبي نامي وما تمشيش
هتفت سُهير شارحة له الوضع باعتراض:
-لازم تتمشي علشان تتفادي لا قدر الله الجلطات،الدكتورة مُنى هي اللي منبهة علينا بكدة يا ياسين
أمسك يدها وحاول مساندتها وتحدث إلي سُهير:
-تمام يا ماما إرتاحي حضرتك وأنا همشيها
واسترسل إلي غاليته بنبرة حنون:
-حاولي تقومي بالراحة وأنا معاكي ومش هسيبك
في تلك الأثناء دق الباب ودلف منه الطبيب،تحرك إليهم وتحدث وهو ينظر إلي مليكة بتمعُن ليستكشف ملامحها وإن كانت بخير أم مازالت مُتعبة:
-طمنيني يا مدام مليكة،عاملة إيه النهاردة؟
بملامح وجه شاحبة أجابته بصوتٍ خافت مُرهق:
-تعبانة قوي يا دكتور،مش قادرة أحط رجلي علي الأرض وحاسة إن الجرح هيتفتح
بنبرة جادة تحدث بإبانة:
-طب ما هو ده الشعور الطبيعي لما تقعدي فترة ما تتحركيش بعد العملية
واسترسل مؤنباً إياها ليحثها علي الصمود:
-هو انتِ أول مرة تولدي ولا إيه؟!
واسترسل وهو يلوح بجهاز قياس الضغط المتواجد بيدهُ:
-خليني أقيس لك الضغط الأول علشان نطمن
قام ياسين بمساعدتهُ لقياس الضغط دون كشف ذراعها وبعد الإنتهاء سألهُ مستفسراً:
-طمني يا دكتور
أجابهُ بإبتسامة هادئة:
-ده إحنا بقينا عال خالص النهاردة،الضغط قرب يوصل لمعدلاته الطبيعية وده مؤشر هايل الحمدلله
تهلل وجه ياسين وسهير التي تحدثت بحمد:
-الحمدلله يا دكتور
بقلبٍ مُلتاع سألتهُ تلك المكلومة:
-أنا عاوزة أشوف بنتي يا دكتور
مفيش مشكلة،خدها للحَضَانة يا سيادة العميد وخليها تشوفها…نطقها بنبرة جادة ثم إسترسل بتوضيح كي يهيأها نفسياً لما ستراه وليبث بداخلها روح الأمل كي لا تُصدم من هيئة طفلتها الضعيفة:
-بس قبل ما تشوفيها عاوز أقول لك علي حاجة
نظرت له بتمعُن فاسترسل بتبيان:
-مش عاوزك تقلقي أو تضايقي لما تشوفي البنت
قطبت جبينها متعجبة حديثهُ فاستطرد الطبيب موضحاً:
-البنت ضعيفة وجسمها مكرمش وعيونها غريبة شوية
وعلي عجالة أكمل حين رأي فزعها الذي سكن روحها وظهر علي ملامحها:
-بس مش عاوزك تقلقي،كلها إسبوع أو عشر أيام بالكتير وهتبقي زي الفل،إحنا متابعينها بالأدوية
جاورها الجلوس واحاط كتفها برعاية عندما شعر بإنشقاق روحها وتحدث إلي أحمد بتأكيد لطمأنتها:
-إن شاء الله يا دكتور.
تحدث الطبيب إليها من جديد:
-بس إنتِ كمان لازم تساعدينا وترضعيها
واسترسل بإيضاح:
-حاولي كل كام ساعة تروحي لها الحَضانة لأن الرضاعة الطبيعية هتفرق جداً وتسرع من نموها
واستطرد بنُصحٍ وإرشاد تحت إستشاطة ياسين وغيرتهُ العمياء:
-قربيها من حُضنك وحاولي تخليها تلمس جلدك وتشم ريحتك،كل ده هيفرق جداً معاها ويحسن من حالتها
أومأت له بخفوت بعدما إعتراها الألم،وتحدثت سُهير مؤكدة علي حديثهُ:
-عندك حق يا دكتور،مفيش زي لبن الأم للطفل
أما ذاك العاشق فقد وضع شعور الغيرة جانباً بعدما إعتراهُ وسيطر عليه شعوراً بالحزن فور أحساسهُ بتألم حبيبتهُ والذي تعمق من قلبها وظهر فوق ملامحها فحولها لمهمومة،أردف قائلاً بنبرة حنون وهو يحثها علي الوقوف:
-يلا يا حبيبي علشان نروح نشوفها
بصعوبة تحركت بجانبه متوجعة بفضل الألم الناتج عن إجراء العملية الجراحية
داخل منزل رائف المغربي،تجلس تلك الثُريا تترأس طاولة الإفطار ويجاورها طفلاي غاليها الراحل وعز الصغير الذي حضر للتو مع العاملة حيث أخذهُ عز للمبيت معهُ ليلةَ أمس كي لا يشعر بغياب والديه عنه
والصغيرة ليزا التي ما عادت تفارق مروان وكأنها وجدت ملاذها الذي طالما كان ينقصها وظهر علي هيأة مرون فتشبثت به وما عادت تتنازلُ عنه مهما حدث
تحدث مروان وهو يضع الطعام بداخل صَحن شقيقهُ الصغير:
-كُل يا حبيبي علشان أوديك عند ماما ونشوف النونو الجديدة
بملامح وجه مكفهرة هتف بسخطٍ أظهر كم إستيائهُ من تلقيهِ لذاك الخبر السئ بالنسبة لهْ:
-عزو مش عاوز يشوف حد،هو أحنا ناقصين،كل شوية حد جديد ييجي يقعد عندنا
واستطرد بحنقٍ وهو يرمق الصغيرة بنظرات حادة:
-مش كفاية الرخمة اللي قاعدة دي
ثم حول بصرهِ إلي ثُريا التي إبتسمت علي ذاك المُشاكس واسترسل بإمتعاض:
-كدة مش هنلاقي مكان نقعد فيه يا نانا
ضحكة خافتة خرجت من تلك الثريا التي مازالت متأثرة جراء ما أصابها بالأمس وتحدثت من بين ضحكاتها:
-أنا مش عارفة بتجيب الكلام ده منين يا شبر ونص إنتَ
واستطردت لطمأنة غيرتهُ:
-ما تخافش يا حبيبي،البيت كبير وواسع،وبعدين النونو دي أختك ولازم تحبها وتخاف عليها وتحميها كمان
باستنكار أجابها:
-عزو مش بيعرف يحمي نفسه أصلاً عشان يحميها،أنوس حبيبي بيحميني،ومروان كمان وحمزة
واستطرد وهو يرمق تلك الليزا التي تجاور مروان بالجلوس وتتناول طعامها بشهية مفتوحة وصمتٍ تام:
-بس لما البنت دي جت هنا،ومروان مبقاش يحمي عزو
يا حبيبي ليه بتقول كدة،إنتِ أهم حد عندنا كلنا…نطقها مروان وهو يُبسط كفهُ للمقابل ليضع كفه علي شعر رأس ذاك الجالس بقُبالته ويمسح بكف يده عليه
أشاح بكف يده باستياء وقطع حديثهم دخول مٌنى التي تحدثت علي عُجالة:
-عز باشا واقف برة وبيستأذن علشان يدخل يا ست هانم
شعرت بتلبُك أصاب جسدها وأربك روحها،لما عاد يسأل عليها ويزورها ومن جديد؟
ألم يبتعد كما طلبت وجنبها ضغطه المرهق والذي كان يؤرق نفسها ويُشعرها بالذنب طيلة الوقت،لقد عادت أيضاً عيناهُ تلومها وتستحلفها بأن ترحمهُ من ذاك العذاب وتُنهي بيدها هذا الإبتعاد
هتفت بتلبك ظهر بصوتها وهي تُشير إلي الحجاب الموضوع جانباً:
-هاتي لي الطرحة من عندك بسرعة وخليه يتفضل
وقف مروان وتحدث إلي جدته:
-إلبسي طرحتك وأنا هطلع أستقبله وادخله يا تيتا
ربنا يبارك فيك يا حبيبي…نطقتها باستجواد ثم تحرك مروان وقام بإستدعاء جده الذي دخل بجانبهُ وهو يحتوي كتفهُ بحنان،نظر عليها بعيناي مشتاقة متفحصةً لكل إنشٍ بوجهها كي يطمأن علي حالها ويتأكد أنها أصبحت بخير،وتحدث بعدما ألقي عليها تحية الصباح:
-عاملة إيه الوقت يا ثُريا؟
تلبكت بفضل نظراته المكشوفة لكنها إدعت الثبات وتحدثت بنبرة هادئة وابتسامة شاكرة:
-بخير الحمدلله يا سيادة اللوا
هتف الصغير إلى غاليه:
-تعالي كُل مع عزو يا جدو
أجابهُ بنبرة هادئة:
-أنا فطرت الحمد لله يا حبيبي،أنا جيت علشان أطمن علي نانا وأشوف لو هتروحوا عند ماما أوديكم
بعيناي شاكرة اردفت ثُريا:
-يبقي كتر خيرك لو تاخدهم معاك،هما لابسين وجاهزين وأنا كُنت لسة هكلم طارق علشان ييجي يوصلهم
سألها متلهفاً:
-وإنتِ مش هتيجي معايا؟
إبتلعت لُعابها أثر نظراته الهائمة التي تُربكها برغم عشقها الهائل ووفائها لحبيبها الراحل،تحدثت وهي تسحب بصرها عنه وتُمسك محرمة ورقية لتنظف بها فم الصغير:
-مش قادرة أخرج من البيت النهاردة،حاسة نفسي لسة تعبانة،إن شاء الله هروح لها بُكرة
أومأ لها وتحرك إلي الصغيرة وقام بتقبيل وجنتها الناعمة تحت قبولها وتحدث بنبرة حنون:
-ازيك يا ليزا
إبتسمت له دون رد فتحدث هو من جديد إلي مروان:
-هي لسة بردوا ما بتفهمش عربي؟
أجابهُ مروان بإبانة:
-بدأت تفهم بعض الكلام البسيط زي ماية واكل،بس مع الوقت هتتعود وتتعلم إن شاء الله
واسترسل ضاحكاً:
-المشكلة إنها إرتبطت بيا إرتباط مرضي،لدرجة إن طول ما ببقي في المدرسة بترفض الأكل والكلام وحتي اللعب لحد ما أرجع،وكأنها بتعلن عصيانها وأحتجاجها علي بُعدي عنها
وكأن الصغيرة شعرت بأنهُ يتحدث عنها فنظرت له وابتسمت ونطقت إسمهُ بعيناي سعيدة:
-مارو
إبتسم لها وأقترب عليها وبدأ يتلمس شعر رأسها بحنان تحت استحسان عز،في حين تحدثت ثُريا بتأكيد وأسي:
-عُمر لازم يشوفها ويقعد معاها يا سيادة اللواء، ربنا يعلم أنا والأولاد وحتي يُسرا بنعاملها إزاي، بس برغم إهتمامنا بيها بتصعب عليا ودايماً بحسها مكسورة،البنت لازم تعرف أبوها وياخدها في حُضنه علشان تستقوي بيه
أومأ لها بأسي وتحدث بايضاح:
-أنا هقعد معاه النهاردة وأفاتحه في الموضوع ده،ولو إني عارف ومتأكد إنه هيرفض وجودها في حياته علي الأقل في الوقت الحالي
واسترسل بنبرة متألمة حزناً علي صغيرهُ:
-اللي حصل له علي إيد أمها ماكانش قليل يا ثُريا
هزت رأسها بأسي،دلفت يُسرا من الخارج وما أن رأت عمها حتي إنفرجت أساريرها وتحدثت بترحابٍ عال:
-منور الدنيا كلها يا عمو
الدنيا منورة بوجودك فيها يا يُسرا…هكذا رد تحيتها بعد أن سحبها داخل أحضانه
❈-❈-❈
عودة إلي المشفي
كانت تقف أمام الحضانة بعدما أرتدت ثياباً معقمة هي وحبيبها الذي أسندها عندما شعر بإهتزاز جسدها فور رؤيتها لإبنتها ضعيفة البنية
إعترتها حَسْرةُ حين شاهدت صغيرتها ورأت صُغر حجمها،بنبرة صوت مختنقة بفضل دموعها التي حضرت تحدثت إليه:
-دي صُغيرة قوي يا ياسين،هي كدة ممكن تعيش؟
ربت فوق كتفها الذي يحتويه وتحدث لطمأنتها رغم قلقهُ عليها:
-إن شاء الله هتعيش وهتبقي كويسة
أومأت بملامح مهمومة والألم يعتصرُ داخلُها،أسندها حتي جلست فوق ذاك المقعد الجانبي وأخرجت الممرضة الصغيرة وتحركت بها إلي ياسين الذي علي الفور تلقَّفها بلهفة وقربها من صدره وهو ينظر لها بعيناي متشوقة لرؤية كل أنشٍ بوجهها،وبرغم حزنهُ وقلقهُ عليها إلا أن شعوراً هائلاً بالإبتهاج قد تغلغل داخلهُ بمجرد رؤيتهُ لوجه صغيرتهُ الناعمة وهو يحملها بين ساعديه
أردف بكلماتٍ خرجت من أعماقهُ وهو ينظر لوجهها بعيناي حنون:
-أميرتي النايمة،حمدالله علي سلامتك يا عُمري
واسترسل متشوقاً:
-يلا يا حبيبي فتحي عيونك علشان تنوري دنية بابي
إبتسم ثم قربها من حبيبتهُ التي وما أن رأتها حتي شعرت بقشعريرة سرت بكامل جسدها،ثبتها هو داخل أحضانها بعدما أخرجت إحدي نهديها لتضع بدايتهُ بفم تلك الصغيرة التي بصعوبة شديدة بدأت بسحب حليب والدتها وبدأت بامتصاصه رويداً رويدا بمساعدة ياسين والممرضة،كانت تنظر عليها بحنين
أمسكت كفها الصغير للغاية وقامت بتقبيلهُ وعندها تملكتها مشاعر من نوعٍ خاص تجاة تلك الصغيرة،إنهُ لشعوراً هائلاً أن يصبح لها فتاة صغيرة ولطالما تمنته،وها هو الأن حُلمها قد تحقق “ولكن” يراودها شعوراً مريباً يحدثها ويحثها علي عدم الإفراط بمَسَرَّة حضور تلك الجميلة ويوشي لها بوجود إحتمالية خسارتها عن القريب مما جعل داخلها مُشتتاً وحزين
أخذت الممرضة الصغيرة وأعادتها داخل ذاك الصندوق الزجاجي المعد لتلك الحالات،وقف سانداً إياها باحتواء وباتا ينظران لها وهما يأملان بأن يساعدها الله علي إجتياز تلك المرحلة الصعبة ويتحسن وضعها وتعود معهما إلي منزلهما،بصوتٍ حنون همس إليها قائلاً بنبرة يملؤها الأمل:
-قلبي بيقول لي إنها هتعيش،إن شاءالله هتعيش
بتمني أجابتهُ متلهفة:
-يارب يا ياسين،يارب تبقي كويسة وأقدر أخودها في حُضني
مال علي وجنتها وقام بوضع قُبلة حنون ثم باتا ينظران إليها بقلوبٍ متطلعة،فاقا من شرودها علي صوت أنس الذي هلل من خلف الحائط الزجاجي المُطل علي ما بداخل الغرفة وكاشفهُ،حيثُ تحدث مهللاً بإغْتباط:
-مامي،بابي
نظرت متلهفة علي ذاك الصوت التي تحفظهُ عن ظهر قلب وبرغم وهنها إلا أن إبتسامة بهجة إعتلت ملامحها لمجرد رؤيتها لأطفالها الثلاث وهم يقفون بجوار جدهم عز الذي أشار لذاك الثُنائي من خلف الجدار الزُجاجي مما جعلهما يبتسمان ويردا لهُ ترحيبهُ،تعجبت من رؤيتها لمروان وهو يحمل فوق كتفه طفلة صغيرة يبدو علي ملامحها السكون والسعادة،لكنها سُرعان ما تذكرت ملامح تلك البريئة وكشفت شخصية تلك الليزا التي رأتها لمرة واحدة قبل أن تُنقل إلي المشفي
أما ذاك المشاكس فقد إحتدم غيظاً فور رؤيتهِ لوالديه وهما يتطلعان بعيناي حنون ونظرات متشوقة علي تلك التي من المؤكد أنها ستكون غريمتهُ الأولي،بعيناي متلهفة بات يرفع قامتهُ وجسدهُ لأعلي وهو يتطلع علي تلك الصغيرة التي تقبع داخل صندوقها الزجاجي ليستطيع رؤيتها،وما أن تحقق من النظر إليها ورأي هيأتها المُزرية حتي إقشعرت ملامحهُ وبوجهٍ عابس حدقها بإشمئزاز وتحدث إلي عز الذي يحملهُ:
-يع،دي صغيرة ووحشة أوي
ضحك عز علي ذاك الغيور في حين تحدثت الممرضة وهي تُشير لكلاهما إلي الباب في إشارة منها لحثهما علي الخروج للحفاظ علي سلامة الأجنة المتواجدين داخل الغُرفة:
-إتفضلوا يا أفندم
بالفعل تحرك ياسين مصطحباً حبيبتهُ وخرجا معاً وتحرك مباشرةً إلي غرفتها كي تستريح من بذلها لمجهودٍ شاق عليها
ساعدها ياسين علي الإسترخاء فوق التخت حيثُ جلست وأسندت ظهرها علي الوسائد التي وضعها لها بمساعدة سُهير،نظرت لأنس الذي سألها بطفولية:
-هي مِسك أختي ليه مش هنا معاكي يا مامي،ليه حابسينها في صندوق قزاز لوحدها
إبتسمت له وأجابهُ ياسين الذي حملهُ وأجلسهُ فوق ساقيه برعاية:
-علشان هي لسة صغننة ومحتاجة تكبر شوية جوة الصندوق وبعدها هنجيبها تنام في حضن مامي زي ما كان أنوس بينام وهو صغير
تحدث عز إليها بنبرة حنون:
-حمدالله علي سلامتك يا بنتي
الله يسلم حضرتك يا عمو…نطقتها بإبتسامة هادئة وتحدثت مستفسرة إلي مروان الذي مازال حاملاً الطفلة المتعلقة برقبته ومحاوطة إياها بذراعيها وكأنها تخشي فراره:
-دي ليزا يا مروان؟
وما أن إستمعت تلك البريئة إلي إسمها حتي نظرت علي مليكة وابتسمت لها ببرائة خطفت بها قلب مليكة،أجاب مروان والدتهُ بحبور:
-آه هي يا ماما
ثم حول بصرهِ إلي تلك الصغيرة وتحدث بالعربية التي يحاول تعليمها إياها وهو يُشير بسبابته إلي مليكة:
-ليزا دي ماما
مَاَمَا…نطقتها مقلدة إياه فابتسم وأومأ لها في حين تحدثت مليكة وهي تشير إليها بإبتسامة حنون:
-هاي ليزا
هاي مَامَا…نطقتها بطلاقة فابتسم لها الجميع وتحدثت سُهير بنبرة متأثرة لأجل تلك الصغيرة:
-ربنا يبارك فيك ويجازيك خير إنتَ وتيتا يا مروان
أمن عز علي دُعائها،نظرت مليكة علي ذاك القابع بصمتٍ تام فوق ساقاي جدهُ،حيثُ كان مُربعاً ساعدية ناظراً أمامهُ بملامح وجه مكفهرة ساخطة علي كُل ما حوله،تحدثت إليه بانزعاج حين رأت تجهم وجههُ الغاضب:
-إيه يا قلبي،مالك يا حبيبي؟!
بتجهم نظر لها ولم ينطق بحرفٍ بل زادت ملامحهُ حِنقاً،فقام والده الذي أجلس أنس فوق مقعداً وتحرك إلي صغيره وحاول حملهُ من فوق ساقاي جده قائلاً:
-هو حبيبي زعلان ولا إيه؟
بملامح وجه حادة أزاح عنه كفهُ وهتف غاضباً بإعتراض أظهر كم الحزن والغيرة اللذان أصابا داخلهُ:
-عزو خلاص مش بقي حبيبك،إنتَ سبته نايم لوحده في البيت وجيت نمت مع البنت اليع اللي في الصندوق
إتسعت عيناي عز وقام بإبعادهُ عن أحضانه قليلاً لكي يستطيع النظر داخل عيناه وتحدث متسائلاً وهو يرمقهُ بعيناي عاتبة:
-سابك نايم لوحدك إزاي يا ولد؟!
وبزيفٍ استطرد لائماً:
-أُومال مين اللي كان واخدك ومنيمك في حُضنه طول الليل يا ناكر الجميل إنتَ؟!
مط شفتاه وتحدث بطفولية كي يستقطب تعاطف جدهُ الحنون ولا يدع له فرصة بأن يغضب منه ويُحرم من دلالهُ:
-إنتَ حبيب عزو يا جدو،أنا زعلان من بابي ومامي اللي قاعدين جنب البنت الوحشة وسايبين عزو لوحده
ومن جديد ربع ساعديه بحدة ثم مط شفتاه وحول بصرهِ إلي حمزة ورمقهُ وتلك الليزا بنظرات فتاكة لو خرجت لأشعلت كلاهُما،ثم هتف بحِنقٍ كشف عن مدي إشتعاله من ذاك الثُنائي:
-ومروان اللي مش بقي بيشيل عزو أبداً وطول الوقت بيلعب مع البنت اللي شايلها دي،وقاعد يأكلها لما خلص لنا كل الأكل
واستطرد بغضبٍ وعيناي مستنكرة:
-دي نانا ثُريا مش بقت بتلاقي أكل تأكله لعزو وأنوس خلاص
لم يستطع جميع من بالغرفة كظم ضحكاتهم العالية التي أطلقوها بعد إستماعهم إلي حديث ذاك الحانق ووصفهُ المبالغ به،حتي مليكة التي أمسكت بطنها وتأوهت بفضل الألم التي شعرت به جراء ضحكاتها التي خرجت عنوةً عنها،حتي تلك الصغيرة نالها من الضحكات نصيب وباتت تطلقها دون فهمها لما يدور حولها وكأنها عدوي وأصابت الجميع
كان يتناقل النظر بين الجميع وهو يرمقهم بنظرات غاضبة وعيناي تطلق شزراً من حِدتها،حملهُ ياسين عنوةً عنه وقام بضمتهُ داخل أحضانهُ وبدأ يُربت عليه ليحتوي غضب صغيرهُ،ثم تحدث إليه بمداعبة:
-هدي أخلاقك يا وَحش وماتبقاش قفوش كدة زي أبوك
واسترسل بايضاح ليهدئ من حالة السخط التي تملكت منه:
-مش إحنا فهمناك قبل كدة وقُلنا لك إن ليزا مش عندها مامي ولازم نهتم بيها كُلنا ونلاعبها ونأكلها؟
بغيرة واضحة هتف معترضاً وهو يرمق الصغيرة بنظرات محتدة:
-بس هي طول الوقت مش بتلعب ولا بتتكلم غير مع مروان وبس
هتفت سُهير معلقة علي النظرات الفتاكة التي يقذفها الصغير علي تلك الليزا:
-وهتلعب معاك إزاي وإنتَ بتبص لها كدة يا أبني، دي البنت يا حبيبتي مرعوبة واتشعلقت في رقبة مروان من كتر خوفها وأنتَ بتبص عليها
بنبرة حنون أردف مروان بإيضاح:
-يا حبيبي مش أنا قُلت لك إنها بتحب تتكلم وتلعب معايا علشان محدش بيفهم كلامها غيري
مط شفتاه ورمقهُ بحِدة معترضاً،فتحدث ياسين محمساً إياه:
-طب ما تلعب إنتَ كمان معاها
لوح بيده في الهواء وهتف بنبرة ساخطة:
-مش بترضي تلعب معايا يا بابي،حتي ساندي طارق بتيجي هي وطنط چيچي وتقعد تضحك معاها،وبيقعدوا يلعبوا ويغيظوني
رفع ياسين أحد حاجبيه وهو ينظر إليه باستنكار ثم هتف موبخاً إياه بنبرة حادة:
-ما تجمد يَلاَ كدة وتسترجل وتسيبك من الخيبة التقيلة اللي إنتَ فيها دي،بقي علي أخر الزمن إبن ياسين المغربي بنتين يغيظوه ويشعللوه بالمنظر ده؟!
ضحك عز وهمس مشاكساً ولده:
-الولد طالع خرع وقلبه رهيف وكدة غلط علي مستقبله الرجولي يا سيادة العميد،لازم تتفرغ له شوية وتنقل له بعض من خبراتك عن كيفية معاملة الجنس الأخر واللعب علي الوتر الحساس
واستطرد معجباً بنجلهِ:
-إحكي له عن الخطط والمؤامرات اللي لعِبت بيها علي المسكينة أمه ومن قُدرك قلبت بيها الأدوار
ثم إبتسم ساخراً واسترسل بعدما غمز له بعينه:
-واللي من بعدها هي اللي بقت بتجري وراك وواقعة في غرامك،وإنتَ بكل هدوء روحت رامي نفسك وغرقت في بحر شهدها ودُبت فيه،بعد سنين من الجَري والحِرمان
إبتسم ياسين لمداعبة والده التي إشتاقها بشدة كما إشتاق لعودة حياتهُ إلي طبيعتها وزوال كل تلك الإبتلاءات والمصائب التي أتته بالجملة لا فرادي،وتحدث بمشاكسة كي يجاري والدهُ بمداعبتهُ:
-عُلم وسيُنفذ جنابك
إبتسم عز إلي ولدهُ وتابع بمشاكسة:
-الأجيال في طريقها للضياع يا سيادة العميد
إبتسم بشدة بينت صفي أسنانه فتحدث ذاك المشاكس الصغير مستفهماً:
-هو جدو بيقول إيه يا بابي؟!
بيوصيني عليك يا حبيب بابي…نطقها ثم أطلق الضحكات هو وأبيه مع نظرات الصغير المتفرقة علي كليهما بإبهام
تابع الجميع أحاديثهم اللطيفة بعدما قاموا بإحتواء غيرة الصغير وهدأ قليلاً مما كان عليه
❈-❈-❈
داخل الشركة التي يعمل بها سليم قاسم الدمنهوري تحرك من مكتبه بعدما أخد نسخة من التسجيلات الخاصة بالجريمة كما طلب منه المدعو ألبرت وقام بوضعها داخل جيب معطفه وتحرك مُتجهاً إلى مكتب زوجتهُ فريدة،دلف إليها بعدما دق بابها وتحدث إليها بنبرة جادة نظراً لوجودهما داخل الشركة:
-فريدة،أنا خارج علشان عندي مقابلة برة الشركة خاصة بالشغل وهخلصها وهروح أجيب الأولاد من مدرستهم واطلع بيهم علي البيت علي طول
واسترسل بتوصية:
-معلش يا حبيبي إبقي خلي علي يوصلك في طريقه
أجابتهُ بنبرة هادئة:
-أوكِ يا حبيبي،خلي بالك وإنتَ سايق
أومأ لها بإبتسامة حنون وتحرك تاركاً الشركة واستقل سيارتهُ متوجهاً بها إلي وجهته تحت أنظار عابد الذي إنطلق خلفهُ بحذرٍ شديد كي لا يلحظه ذاك السَليم وذلك بناءاً علي طلب سليم بتتبعهُ بحذرٍ
وبعد مرور حوالي النصف ساعة توقف بسيارته وترجل منها أمام مبني ضخماً،تحرك داخلهُ بعدما أخرج بطاقة تعريف خاصة تُستخرج فقط لمن ينتمون إلي هذا الجهاز العريق،إتسعت أعيُن عابد بذهول وتحدث بنبرة خافتة بعدما توقف بسيارتهُ بعيداً عن الأعيُن لاتخاذهُ الحِيطة والحذر:
-يا نهارك إسود يا سليم يا دمنهوري
واسترسل مصدوماً:
-مبني المخابرات الألمانية مرة واحدة يا فاجر،ده أنتَ ليلة أمك مش فايتة
وعلي الفور أمسك هاتفهُ وتحدث إلي ياسين الذي مازال يجلس بغرفة زوجتهُ وبصحبة أطفالهما،أخرج هاتفهُ وتحرك مسرعاً إلي الخارج بعدما رأي إسم عابد تحت نظرات عز المترقبة لملامح وجه نجلهُ
أجاب ياسين بصوتٍ متحمس وهو يتحرك داخل رواق المَشفي:
-بشرني يا عابد وقول لي خبر حلو يخرجني من الكابوس اللي من يوم ما دخلت فيه وأنا كل يوم ألبس في مصيبة أنقح من اللي قبلها
الخبر اللي هقوله لجنابك مش عارف إذا كان حلو ولا كارثة جديدة يا باشا…نطقها بغرابة واسترسل بعدم استيعاب:
-مش هتصدق سعادتك أنا واقف فين الوقت
بنبرة صوت حادة أظهرت وصول ذاك الياسين إلي المنتهي من عدم التحمل والصبر:
-إنجز يا عابد وإنطق،أنا دماغي مشوشة لوحدها ومش ناقص ألغاز
بعجالة تحدث شارحاً:
-الباشمهندس اللي إسمه سليم اللي سعادتك قلت لي أراقبه وما أشلش عيني من عليه
ماله ده كمان…نطقها ياسين مستفسراً فأجابه عابد بدهشة وشتات:
-خرج من مكتبه من شوية وأنا مشيت وراه زي ما أمرت جنابك،وقف قدام مبني المخابرات الألمانية وبمجرد ما طلع كارت للأمن اللي علي البوابة دخلوه فوراً
أنا قُلت من أول ما شفت خلقة أمه إن الواد ده وراه مصيبة…نطقها من بين أسنانه وبصوتٍ حاد
أردف عابد بنبرة بائسة:
-ربنا يستر وما يروح يبلغهم عن زيارتك ليه
بثقة عالية نطق مؤكداً:
-من الناحية دي إطمن،مش هيبلغهم.
أردف بسؤال متعجباً:
-وإيه اللي مخلي جنابك واثق كدة؟!
بدون تردد أجابهُ بيقين:
-من خلال قرايتي لشخص سليم الدمنهوري أقدر أقول لك إنه شخص واضح ومش بتاع لِعب وخيانة
ثم ضيق عيناه واستطرد بإصرار وهو يحك ذقنهُ بأصابع يده:
-بس هو وراه سِر كبير وأنا لازم أعرفه واحاول أستغله وأستفيد منه
وتحدث مسترسلاً:
-خليك مراقبه وما تخلهوش يغيب لحظة واحدة عن عينيك،عاوزك تجيب لي أخره علي ما أطمن علي مراتي وبنتي وارجع لك علشان نكمل شُغلنا
واسترسل بعدما علم بالأمس أن علاء قد حجز علي متن الطائرة التي ستذهب إلي فرنسا بعد يومان وقد أبلغ أحد رجاله وحجز له علي نفس الطائرة كي يتتبع ذاك العلاء ويراقبهُ عن كسب:
-وتتابع لي اللي إسمه علاء وتخلي رجالتنا يتابعوه في الطيارة لحد ما يوصل فرنسا،علشان ده اللي هيوصلنا لبنت الكلب اللي إسمها خديجة
تحت أمر جنابك يا باشا…نطقها عابد بطاعة ثم أغلق الهاتف وما أن إستدار ليعود من جديد إلي الداخل حتي تفاجأ بوجود والدهُ الذي باغتهُ بسؤال أربكهُ وتسبب في لعثمته:
-مين عابد اللي بتكلمه ده يا ياسين؟!
أجابهُ بنبرة صوت مرتبكة جراء المفاجأة:
-هو حضرتك هنا من أمتي؟
من أول المكالمة يا ياسين باشا…نطقها بحِدة ثم استرسل بنبرة غاضبة معاتباً إياه:
-خلاص يا ياسين،للدرجة دي مبقاليش قيمة عندك وماشي تخطط وتقرر من دماغك من غير حتي ما تعبرني وتديني فكرة عن اللي داير تهببه بعيد عن الجهاز
بعيناي راجية أردف بنبرة مُطمأنة كي يستدعي هدوئه:
-ممكن معاليك تهدي وأنا هفهمك علي كُل حاجة
هتف بنبرة حادة موضحاً له:
-هتفهمني بعد إيه يا بيه،رئيس الجهاز عِرف إنك سافرت ألمانيا وداير تنخور ورا اللي قتلوا مراتك من غير إحترام لقراره في إبعادك عن القضية لأسباب تخص أمنك وسلامتك
واستطرد بسخطٍ:
-الراجل كلمني بشكل ودي وبلغني بالمصيبة اللي إنتَ عملتها،ولولا الصداقة اللي بينه وبيني كان حول جنابك للتحقيق الفوري وكنت إتسببت بعملتك دي بمسح تاريخك من الجهاز بأستيكة
واستكمل لائماً:
-وكل ده بسبب تهورك ومشيك ورا دماغك اللي هتوديك في داهية
أمسك كفاي والدهُ وتحدث متوسلاً بمناشدة:
-أرجوك يا بابا تحاول تفهمني وتقدر موقفي،أنا مراتي إتغدر بيها وإندبحت علي أيدين ناس ما يعرفوش ربنا وبسببي
واستطرد بعيناي صارخة:
-وبنتي بتلومني وبتتهمني إني قصرت في حماية أمها وكنت السبب في موتها
ثم رفع منكبيه باستسلام واستطرد بتبيان:
-أقل حاجة ممكن أقدمها لليالي إني أجيب حقها وأنتقم لها من اللي عملوا فيها كدة وأقدمهم للمحاكمة علشان ياخدوا جزائهم اللي يستحقوه،علي الأقل علشان ما أحسش بالذنب تجاهها وأريح قلب ولادي اللي إتحرق علي أمهم واللي حصل لها
هتف بعيناي غاضبة ونبرة محتدة:
-تقوم تعرض نفسك للخطر وتخالف الأوامر يا ياسين؟
بقي رايح بطولك تواجه منظمة إرهابية عالمية وجماعة إرهابية
رفع منكبيه لأعلي وهتف بنبرة صارخة تنم عن وجع روحهُ الذي سكن واستوطن داخلهُ:
-كُنت عاوزني أعمل إيه يا بابا،أنا واحد دنيته بتقع منه ومستقبله وسمعته المهنية اللي عاش عمره كله يبني فيها بقت علي كف عفريت
واسترسل متسائلاً إياه بتعجب:
-عاوزني أقف اتفرج وأنا سمعتي المهنية بتنهار قدام عنيا؟!
وكل ده ليه،علشان ما أعرضش حياتي للخطر؟
بناقص حياتي دي لو هعيشها وانا حاسس بالذُل والعار
وسألهُ بما أوجع قلب أبيه عليه:
-وتفتكر جنابك إن حياتي هيبقي لها قيمة لو صِغرت في عيون ولادي وعيون نفسي قبليهم؟
أَحَسَّ بطعنة إقتحمت صدرهُ عندما أدْرَكَ كم الألم الساكن بكيان نجلهُ وبات ينهش بعقله حتي جعلهُ يوشك بوصولهُ علي حافة الإنهيار،تحدث متأثراً بحالة ولدهُ:
-أنا خايف عليك،الناس دي قاصدينك وما هيصدقوا يستفردوا بيك
واستطرد بنبرة إنهزامية كشفت عن مدي الحب الذي يكنهُ ذاك الراقي لعزيز عينه:
-إلا أنتَ يا ياسين،مش هتحمل أذيتي فيك يا أبني
شدد من مسكته لكف يده وتحدث مطمأناً إياه:
-ما تخافش عليا يا باشا،أنا عامل حسابي كويس قوي ومعايا رجالتي،أنا مش لوحدي زي ما انتَ فاكر
مستسلماً لقراره تنهد عز بأسي ثم تحدث لإعلامه:
-طب يلا بينا نروح لرئيس الجهاز علشان ما نتأخرش عليه
واسترسل بعدما رأي عيناي صغيرهُ الراجية:
-أنا هكلمة وأطلب منه يسلمك ملف القضية،علي الأقل تتحرك تحت حماية رجالتنا
شكر والدهُ وتحركا إلي الداخل من جديد ليستأذن كلاهما ويتحركا إلي مقر الجهاز
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب حائرة)