روايات

رواية قلوب حائرة الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم روز أمين

رواية قلوب حائرة الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم روز أمين

رواية قلوب حائرة البارت الثامن والخمسون

رواية قلوب حائرة الجزء الثامن والخمسون

قلوب حائرة 2
قلوب حائرة 2

رواية قلوب حائرة الحلقة الثامنة والخمسون

🦋 الفصل السابع عشر 🦋
صدح صوت تلك الغاضبة من خلفهُما قائلة بنبرة شديدة الحِدة:
-هو فيه حاجة يا سيادة اللواء؟
إرتبكت ثُريا من صوت تلك الغاضـ.ـبة وارتعب جَـ.ـسدها فى حين تحدث عز بنبرة قوية قائلاً بحِدة:
-إنتِ اللى فيه حاجة يا منال؟
ربعت ساعديها وقامت بوضعهُما أمام صَـ.ـدرها ثم تحركت حتى إقتربت منهما ورمقت كلاهُما بنظرات حـ.ـارقة وتحدثت:
-أنا اللى بسألك يا عز،واقفين بعيد ولوحدكم بتتكلموا فى إيه؟
أجابها بنبرة حازمة على غير العادة:
-ما أنتِ سامعة بنفسك ثُريا وهى قايمة علشان تتكلم مع الباشمهندس حسن،وأنا قُمت وراها علشان أكلمه وأعيد عليه وأشوف هييجى هو وضيوفه أمتى بالظبط
واسترسل موضحاً:
-وبعدها وقفت أتكلم معاها فى تجهيزات حفلة خطوبة سارة اللي هتتم فى بيتنا
شعرت بالحزن من الوضع المُهين الذي أجبرها عز على الظهور به أمام تلك المنال،بصعوبة أخرجت صوتها وذلك بفضل إختناقها بعبرات الدموع التى حضرت وتُريد من يسمح لها بالهبوط وتحدثت:
-مافيش داعى تشغل نفسك بموضوع خطوبة سارة يا سيادة اللواء،أنا هجهز الترتيبات مع ياسين وسليم
واسترسلت بإنسحاب قبل أن تتحرك وتختفى داخل منزلها:
-بعد إذنكم
ألماً شديد تعمقَ داخل روحه وتسلل إليها عند رؤيته لعبرات حبيبته،نظر على تلك الغاضبة وهتف بنبرة جافة معاتباً إياها:
-عاجبك اللى حصل يا هانم،أهى زعلت من قلة ذوقك وإسلوبك السخيف معاها فى الكلام
إبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة وهتفت متهكمة بحنق:
-بتسمى غيرتى عليك وحفاظى علي شكلى قدام العيلة قلة ذوق وسخافة؟
وسيادتك لما تقوم تجري وتلهث ورا الهانم وتتلكك إنك هتكلم إبن عمك ده تسميه إيه يا مُحترم؟
واسترسلت بإمتعاض وازدراء:
-عيب على سِنك اللى بتعمله ده يا سيادة اللواء،ياراجل إحترم أحفادك اللى بقوا طولك
شعر بنـ.ـاراً تسري بجميع جَـ.ـسده وما أدرك على حاله إلاّ وهو يقترب عليها ويُمـ.ـسك ذراعها ويقبض عليه بقوة جعلت جـ.ـسدها ينتفض وتأوهت على أثرها،إقترب عليها وتحدث بفحيح جعل الريبة تتسلل داخل كيانها:
-إحمدى ربنا إننا وسط الناس وإلا كُنت عِرفت أرد عليكِ بالرد اللى يتناسب مع واحدة فارغة زيك،يظهر إن سكوتى على قلة أدبك خلاكِ تتمادى،بس ملحوقة
واستطرد أمراً بحِدة:
-والوقت يلا أنجري على بيتك وما أشوفش خلقتك عند ثُريا تانى
واسترسل مهدداً بعيناى تُطلقُ شزراً:
-ويا ويلك منى يا منال لو عرفت إنك أذيتى ثُريا بكلمة واحدة من كلامك اللى زي السِم
كانت تتطلع من حولها بإبتسامة مُزيفة رسمتها فوق ثغرها خشيةً من أن يراها أحدهم فى ذاك الوضع المُهين وتحدثت بنبرة حادّة:
-سيب إيدى يا عز الأولاد هياخدوا بالهم
رمقها بنظرة حارقة وهتف بإشمئزاز:
-واحدة قليلة الأصل
فك وثاق قبضته القوية عن ذراعها فتحدثت هى بنبرة حادة:
-بقيت قليلة أصل علشان بدافع عن جـ.ـوزي وبحمى بيتي؟
نظر عليها بسخط وهتف مُحذراً إياها:
-مش عاوز أسمع نفسك،تخدى بنتك وحريم ولادك وتروحى على بيتك حالاً
قال كلماته وتحرك إلى الخارج حيث ذهب جميع الرجال لتأدية صلاة العشاء بالمسجد
بالأعلى
بأجواءٍ هادئة وسط ضوءٍ خافت منبثق من الشموعٍ ذات الرائحةٍ الفواحة وموسيقى هادئة،كانت تتمدد فوق الشزلونج الخاص بعمل جلسة المـ.ـساج بجَـ.ـسدٍ مُتراخى مُـ.ـستسلمةً بإستمتاع لكل حركة من كفاى تلك المُتقنة لعملها وهى تُدلـ.ـك ظَـ.ـهرها بكفاها المُبللةٌ ببعض الزيوت العِطرية برائحتها النفاذة التى تغلغلت بأنفها مما أدخلها بحالة مِزاجية عالية،حركت كتفاها بدلال وتراخى مندمجة مع حركة العاملة ثم إبتسمت وهى تُقنع حالها بحضورهِ أو هكذا تمنت
تحدثت بصوتٍ مُتراخى إلى إحدى الفتيات:
-كفاية كدة وخليهم يجهزوا لى الحمام المغربي من فضلك
أجابتها بطاعة واحترام:
-حاضر يا أفندم
عودة للأسفل
بعد خروج عز من البوابة الحديدية مباشرةً،نظرت عليه منال ثم تحركت بقلبٍ مُستـ.ـشاط لداخل منزل ثُريا تحت نظرات لمار وراقية الجالستان تراقبتان كُل ما حدث بترَصُّد شديد،خطت بساقيها إلى الداخل وجدت يُسرا تخرُج من المطبخ بجوار عَلية وتتحدث إليها بتوصية لتجهيزات العيد،تحدثت إليها بنبره جافة:
-ماما فين يا يُسرا؟
أردفت يسرا بنبرة هادئة:
-ماما جوه فى أوضتها،ثوانى هندها لحضرتك
هتفت بنبرة حادة وهى تُشير إليها:
-خليك إنتِ أنا هدخل لها بنفسي
إستغربت يُسرا حالتها وتحركت تلك الغاضبة الى الحُجرة ودقت فوق بابها سريعاً ومن ثم فتحته بشده دون إنتظار الرد، مما جعل تلك الحزينة القابعةُ فوق مقعدها تنتفض بجلستها حيث تساءلت وهي تنظر إليها متعجبة:
-فيه حاجة يا منال؟!
اقتربت عليها وتحدثت بلهجة حادة:
-عاوزة إيه من جـ.ـوزي يا ثُريا؟
بتحومى حواليه ليه؟
ماكفاكيش اللى حصل بينا زمان بسببك راجعة تعديه تانى؟
جحظت عيناها وهتفت لائمة:
-مش ثُريا بنت الحاج صلاح المغربي اللي يتقال لها الكلام ده يا منال،اللى بتقوليه ده عيب وما يصحش
هتفت بشراسة:
-العيب هو اللى إنتِ بتعمليه يا بنت الحاج صلاح،دايرة تحومى حوالين راجل متجـ.ـوز ليه،عاوزة منه إيه يا بنت الأصول يا متربية؟!
وضعت كف يدها فوق فاهها بذهول أثر إستماعها لحديث تلك الجائرة
لم تكتفى بذاك بل أسترسلت وهى تُلوح بكف يـ.ـدها بلهجة شديدة التحذير:
-إبعدي عن جـ.ـوزي يا ثريا وإلا والله العظيم أفضحك قدام العيلة كُلها،وأروح لإخواتك وأكشف لهم حقيقة السِت هانم اللى عايش لى دور البريئة وهى مقضياها غراميات ومسخرة مع سلفها،وهقول لهم إنك بتلفى وتدوري على جـ.ـوزي وعاوزة تخطفيه مني
هتقت بصدمة:
-إنتِ اتجننتى يا منال،إيه التخاريف اللي بتقوليها دي،أنا لو فيه بينى وبين عز حاجة زى ما بتفتري عليا كُنت هرفضه زمان ليه لما إتقدم لى؟
واسترسلت بإبانة:
-اللى ما عملتها وأنا بنت العشرينات،هعملها لما بقيت جِدة وأحفادى بقوا أطول مني؟!
إبتسمت وتحدثت ساخرة:
-يمكن حِلى فى عنيكى وهو داير يتنطط زى المُراهق حواليكى فى كُل مكان،أو يمكن تكونى حابة إحـ.ـساس إنك لسة مرغوبة من الرجالة ولسة منك الرجا زى ما بيقولوا
كانت تستمع بذهول إلى حديثها المُهين لكرامتها والمُشين لأخلاقها العالية التى لم يكُن عليها غُباراً بيومٍ من الأيام،هزت رأسها بأسي لما تستمع وتحدثت بنبرة متألمة:
-إخص عليكِ،مش مكسوفة من نفسك وإنتِ بتوصفى جـ.ـوزك المحترم سيادة اللوا اللى سيرته بيتهز لها شنبات بالأوصاف المُهينة لرجولته دى؟
واستطردت بلوم وغيرة علي إبن عَمها:
-طب لو مش محترماه علشان العشرة اللى بينكم والعيش والملح اللى أكلتيه فى بيته،يبقى على الأقل إحترميه علشان أولادك الرجالة
بسمة ساخرة خرجت من جانب فْم تلك الغاضبةواسترسلت الأخرى بنبرة يملؤها الفخر والأعتزاز:
-وأحب أطمنك على جـ.ـوزك يا بنت الأصول،أنا كُنت متجوزة راجل كان ليا الدُنيا وما فيها ومن بعده ما فيش راجل في الدنيا كُلها يقدر يسِد مطرحه ولا يملى عينى
واستطردت بإبانة:
-أنا عاهدت أحمد الله يرحمه إنى هقابله زي ما سابنى ووعدته إن شعري مش هيتفرد على كِتف راجل بعدهُ،وعيشت بعد موته صاينة أسمه وعايشة على ذكراه اللى مالية حياتى،وإن شاء الله هروح له وأنا وافية بوعدى ليه
رمقتها بنظرات إحتقارية وهتفت متهكمة بإتهام:
-شبعت من كلامك ومثالياتك الفارغة اللى قاعدة ترسميها على الكل من يوم ما دخلت بيتكم يا بنت المغربي،دي أخر فرصة هديها لك علشان تبعدى عن جـ.ـوزى وتصُدي محاولاته الخايبة فى إنه يقرب منك
واسترسلت بنبرة تهديدية:
-وإعتبري إن ده أخر إنذار ليكي وبعدها ما تلوميش إلا نفسك
أوصلتها بحديثها لحالة من الجنون فهتفت بصـ.ـدرٍ يعلو ويهبط بشدة ونبضات قلب تدقُ بوتيرة عالية:
-إطلعى برة،مش عاوزة أشوف وشك فى بيتى تانى،خدي جـ.ـوزك وولادك وسبينى فى حالي،سبيني أربي العيلين اليتامي فى اليومين اللى فاضلين لى بسلام
واسترسلت بانفاسٍ مُتقطعة ووجهٍ أصفرٍ وكأن الدِ ماء قد توقف عن تدفقهُ إليه:
-حسبنا الله ونعم الوكيل فيكِ يا منال،حسبنا الله ونعـ
لم تُكمل جُملتها لإرتطام جَـ.ـسدها بالأرض حيثُ سقطت مغشياً عليها كجُـ.ـثة هامدة
إتسعت عيناى منال وقامت بوضع كفاها فوق فمها بإرتعاب قبل أن تهرول إلي الباب وتُصيح بكل صوتها مُـ.ـستنجدة:
-إلحقينى يا يُسرا
جرت يُسرا التى كانت تُشرف على تجهيز طعام إلى رؤوف حيثُ شارف علي الوصول وتحدثت بإرتياب:
-فيه إيه يا طنط؟
هتفت بصوتٍ مُرتعب وهى تُسرع وتُشير على تلك المُمددة فوق الأرض وتحدثت:
-أنا وأمك كُنا بنتكلم وفجأة وقعت على الأرض
إتسعت عيناها واسرعت إلي والدتها،رفعتها من علي الأرض وقامت بوضعها فوق تختها بمساعدة عَلية ونرمين وباقى نساء المنزل اللواتى حضرن مهرولات بعدما إستمعن لصياح تلك المنال
هتفت يُسرا بصياحٍ عالِ موجهةً حديثها إلى مُنى:
-إتصلى بدكتور حسين وخليه يسيب اللى في إيـ.ـده وييجى حالاً
هرولت الفتاة إلي الخارج لتستدعى الطبيب وباتت نرمين تخبط بكف يـ.ـدها فوق وِجنة والدتها وتصرخ بإسمها في محاولة منها لإفاقتها دون أدنى إستجابة من تلك المغشي عليها مما جعل راقية تهتف وهى تضع كف يـ.ـدها فوق وجنتها:
-يادى المُصيبة،السِت شكلها دخلت فى غيبوبة سُكر
ثم لفت وجهها تتطلع إلى الواقفة بجَـ.ـسدٍ ينتفض من شدة رُعبها وسألتها مُستفسرة:
-إنتِ قُلتى لها إيه خلاها وقعت من طولها كدة يا منال؟
إنتفض قلبها وتحدثت بتلبُك وارتياع:
-وأنا دخلى إيه فى اللي حصل لها،أنا كنت بتكلم معاها عادى فجأة لقيتها وقعت زى ما شُفتوها كدة
نظرت عليها يُسرا وتحدثت بصياح من بين بكائها العالى:
-عادى إزاى يا طنط،ماما كانت داخلة قدامى كويسة قبل ما حضرتك تسألى عليها وتدخلى لها
واسترسلت باتهام:
-ماما ما بيحصلهاش كدة غير لما تتعرض لضغط نفسي شديد، والدكتور منبه علينا بكدة
إبتلعت لُعابها فى حين نطقت لمار بمساندة لمنال فى محاولة منها لنيل رضاها:
-هتكون قالت لها إيه يعنى يا يُسرا،أساساً Auntie ثُريا وشها كان باين عليه التعب من لما كنا قاعدين علي السُفرة
لوت راقية فاهها وتحدثت وهى تهز رأسها:
-قال يا خبر بفلوس كمان شوية يبقى ببلاش،كدة كدة الموضوع هيتكشف والسر هيبان،سواء لو ثُريا قامت وحَكت اللي دار بينهم
واستطردت موجهة حديثها إلى منال:
-ولو بعد الشَر جرى لها حاجة النيابة هتيجى وهاتحقق وساعتها هتعترفى بعملتك السودة
جحظت أعين الموجودات وهتفت يُسرا بنبرة حادة:
-فال الله ولا فالك،بعد الشر على ماما
أما شيرين التى تجاور والدتها الوقوف فتحدثت بإستغراب حاد:
-إيه الكلام اللي حضرتك بتقوليه ده يا طنط
إدينى سكت طالما كلامى مش عاجب حد…جُملة ممتعضة تفوهت بها تلك غريبة الأطوار
هتفت نرمين بنبرة هَلِعة وهى تُدنى زجاجة العِطر من أنف والدتها فى محاولة منها لإفاقتها:
-فوقى يا ماما والنبي،فوقى علشان خاطري ماتوجعيش قلبي عليكِ
إقتربت منها چيچى وشيرين التى هتفت وهى تُربت فوق كتفها بحنان:
-ما تقلقيش يا حبيبتي إن شاءالله هتبقى كويسة
❈-❈-❈
بالخارج
إنتهت صلاة العشاء وبدأ الجميع بالخروج من المسجد بعدما تبادلوا التهانى بقدوم عيد الفطر المبارك،وأثناء عودة عز وعائلتهُ إلى منازلهم وجدوا دكتور حسين طبيب العائلة وهو يصف سيارته أمام منزل رائف،
إلتهم الذُعر قلب ذاك الولهان وبلحظة شعر بأن حبيبتهُ ليست بخير،هرول بمشيته إلي دكتور حسين الذي ترجل من السيارة وسألهُ مَذعُوْراً:
-خير يا دكتور،إيه اللى جايبك الساعة دى؟
أجابهُ على عُجالة وهو يتحرك معهُ إلى الداخل:
-يظهر إن ثُريا هانم حصل لها غيبوبة سُكر،البنت كلمتنى وقالت لى إنها أُغمى عليها ومش عارفين يفوقوها
وكأن كلماتهِ سَـ.ـيفاً مسنون نزل على قلبهِ بحِدة شطرهُ لنصفين،ما شعر بحالهِ إلا وهو يهرول فى طريقهُ إلى حُجرة أميرة أحلامهُ البريئة،لحق به ياسين وباقى رجال العائلة،دلف إلى الغُرفة متقدم الطبيب تسوقهُ قدماه إلى أن وصل إلى تختها،صرخ قلبه وبات يأنُ حينما رأها تتمدد لا حول لها ولا قوة تجاوراها إبنتيها اللتان تنتحبتان،تسلل مروان من بين الجميع وهرول إلى جدته وصاح يتساءل بصوتٍ عالِ يُظهر مدى إرتيابهُ:
-تيتا مالها يا عمتو يُسرا؟
جـ.ـذبهُ ياسين سريعاً وأحتضـ.ـنهُ واردف وهو يُربت عليه:
-إهدى يا مروان وخلى الدكتور يشوف شُغله
هو إيه اللى حصل لها يا يُسرا…تساؤل خرج من عز بنبرة متمـ.ـزقة
أجابته بدموع تتقطع لها نياط القلب:
-مش عارفة يا عمو أنا كُنت فى المطبخ وطنط منال سألت عليها ودخلت لها الأوضة،وبعدها لقيتها بتصرخ وبتنده عليا،دخلت لقيتها مرمية على الأرض ومن ساعتها وهى غايبة عن الدُنيا زى ما حضرتك شايف
جحظت عيناه وبسُرعة البرق حول بصرهِ إلى تلك التى كادت أن تلفَظ أنفاسها الآخيرة من شِدة فزعها،رمقها بنظرة نارية هزت رأسها تُنفى ما وصلهُ لتنأى بحالها من غضبه فى حين تحدث الطبيبب بلهجة جادة بعدما فتح حقيبتهُ وأخرج منها أجهزتهُ إستعداداً للكشف على تلك الغائبة عن الوعى:
-الكُل يطلع برة من فضلكم،مش عاوز فى الأوضة غير مدام يُسرا
هتفت نرمين بإعتراض من بين دموعها:
-أنا مش هسيب ماما وأخرج
تحدث ياسين بنبرة حادّة إلى الجميع الذين تسمروا بأماكنهم رُغم إستماعهم لأوامر الطبيب:
-ما سمعتوش الدكتور قال إيه،يلا كُله يطلع برة
إرتبك الجميع وهرولت منال إلى الخارج تلاها الجميع واسترسل ياسين وهو ينظر إلى الفتى:
-خليك مع جدتك وعماتك يا مروان
هز الفتى رأسهُ سريعاً بإستحسان فتحرك ياسين إلى والدهُ المُـ.ـسلط بصرهِ على صغيرتهُ بقلبٍ يأنُ من شِدة إرتعابه،أمـ.ـسكهُ من ذراعه وتحدث ليحثهُ على التحرك:
-يلا بينا يا باشا
وعى على حالهُ بعد إستماعهِ لكلمات نجلهِ وتحرك بقلبٍ مُرغم وبدأ الطبيب بالكشف المبدأى على ثُريا
خرج عز وجد منال أمامهُ تقف بين الجَمع فتحرك إليها وتحدث بعيناى تُطلق شزراً:
-تعالى ورايا
قال كلماتهُ ودخل إحدى الغُرف التى تبتعد عن الحضور،نظرت إلى ياسين تستنجدهُ بعيناها طالبة العون منه ومساندتها أمام ذاك الغاضب،فهم ياسين مطلبها فتحرك إليها وأسندها ودلف معها واغلق الباب فور دخولهما وما أن رأهُ عز حتى إِحْتَدَمَ غَيْظا وتحرك إليها وتحدث بلهجة شديدة الحِدة وهو يجـ.ـذبها من ذراعها بقوة جعلتها تتهاوى بوقفتها:
-جايبة إبنك معاكِ علشان يحميكِ منى يا منال؟
واسترسل بنظرات فتـ.ـاكة كالصقر:
-ده أنتِ تبقى غبية لو فاكرة إن فيه مخلوق على وجه الأرض هيعرف يخلصك من بين أديا لو ثُريا جري لها حاجة
هرول ياسين وأمـ.ـسك قبضة والدهُ وحاول فكاكها عن ذراع والدته المرتعبة:
-أرجوك يا باشا تحاول تتمالك أعصابك وخلينا نتفاهم بالعقل كأشخاص مُتحضرين
وما أن إستطاع فكاك وثاقهُ من على ذراعها حتى هرولت خلف نجلها لتحتمى به من فتـ.ـك ذاك الثـ.ـائر،صاح عز بنبرة حادّة تنمُ عن مدى إحتدامه:
-أى تحضُر اللى بتتكلم عنه ده يا ياسين،الهانم أمك دخلت على عمتك المريضة وطلعت عُقدها عليها وياعالم قالت لها إيه لدرجة إن المِـ.ـسكينة ما قدرتش تتحمل ووقعت من طولها
بدموع غزيرة هزت رأسها وهتفت نافية بهيستيرية:
-ماقولتلهاش حاجة يا عز صدقنى،
واسترسلت بنبرة كاذبة كي تنأى بحالها من إحتدام ذاك المُـ.ـستشاط:
-أنا كنت بتكلم معاها عن تجهيزات فِطار ولمة العيد الصبح علشان نعمل جو نفرح بيه شيرين وولادها،وفجأة وإحنا بنتكلم قالت لي إنها حاسة بدوخة وبعدها وقعت
واستطردت بتأكيد زائف:
-صدقنى يا عز ما حصلش حاجة غير اللى قُلتهُ لك ده
رمقها بإشمئزاز وتحدث بتوعد حادّ:
-إدعى ربنا إن يكون هو ده اللى حصل بجد،لأن لو طلع غير كدة ورحمة الحاج محمد اللى عمري ما أحلف بيه باطل لتكونى طالق وبالتلاتة
جحظت عيناى منال وياسين الذي هتف بذهول:
-هو إيه اللى حصل لكُل ده يا باشا،إهدى حضرتك وإن شاءالله عمتى هتبقى كويسة
نظر لهُ عز بتأثر فهم منه ياسين أن والدتهُ قامت بفعلِ كارثة،أما منال التى هزت رأسها بإستنكار وهى تنظُر إليه وتحدثت إلى نجلها بنبرة مُـ.ـستكينة وهى تُشدد من مـ.ـسكتها لذراعهِ ومازالت تختبئ خلفهُ بحماية:
-سامع أبوك يا ياسين،أبوك عاوز يرمينى بعد العُمر ده كُله علشان خاطر ثُريا
أردف بهدوء وهو ينظر إليها ليحثها على الذهاب والابتعاد عن وجه ذاك المُنْفَعل:
-أخرجى برة لو سمحتى يا أمى
نظرت إليه بضعف فحرك أهدابهُ يستسمحها بالخروج أومأت له وفعلت وتحرك ياسين إلى والدهُ ثم قام بوضع كف يـ.ـدهُ فوق كَتفهُ وتسائل مُسْتَفْهِماً:
-فيه إيه يا باشا؟
أنا أول مرة أشوفك عصبي ومش قادر تتحكم فى إنفعالاتك بالشكل الكبير ده
أجابهُ بإختصار:
-أمك تنطق الحجر يا ياسين،حاطة عمتك فى دماغها ومش ناوية تجيبها لبر
تحدث ياسين على استحياء بدفاع فِطْريّ عن والدته:
-إسمح لى يا باشا هى بردوا معزورة من اللي شافته،حضرتك بدأت تاخد راحتك فى التعبير عن اللى جواك لعمتى من غير ما تعمل حساب لوجود أمى
نظر إلى نجلهُ بلوم ثم تحرك إلى الخارج دون إضافة أية كلمات، زفر ياسين بضيق لأجل والدايه وعمته الحنون،الكل مُحق والكل لديه أسبابه المُقنعة،ثم تحرك ليلحق بوالده
جلس الجميع بإنتظار خروج الطبيب،تحركت مُني وهمـ.ـست لسيدها متحدثة بتذكرة:
-أطلع أبلغ السِت مليكة باللى جرى للهانم الكبيرة يا باشا؟
اجابها بإقتضاب:
-لا يا مُنى،سبيها لما تخلص وبعدها إبقى بلغيها،إدخلى إعملى كُباية ليمون للباشا تهديه وبعدها إطلعى هاتي لى عز من النانى بتاعته
بالأعلى،إنتهت تلك الغافلة عما يحدث بالأسفل وكأنها تسكن منزلاً أخر،خرجت من الحمام مُرتديه مئزراً من الحرير المُنسدل فوق جَـ.ـسدها بلونهِ الوردي الذي تناسب مع لوني وجنتيها التى اصبحت متوهـ.ـجة بفضل الحمام المغربي مما أضفى علي وجهها جمالاً فوق جمالها
وجدت الفتيات تُلملِمن الأجهزة الخاصة بعملهن،إقتربت من خزانتها وفتحتها وأخرجت من محفظة نقودها بعض العُملات الورقية وتحركت إلى إحداهُن وتحدثت بإبتسامة هادئة:
-تسلم أديـ.ـكم،دي حاجة بسيطة علشانكم
تحدثت الفتاة بترفُع:
-ياسين باشا حاسب مدام لينا يا أفندم وأدالنا التيبس كمان
إبتسمت لها وتحدثت بهدوء:
-أنا عارفة إن الباشا دفع الحساب كامل،بس دي حاجة حبيت أشكركم بيها على شغلكم اللى عجبني
إبتسمت الفتاة واخذت المال وتحركت هى وفريقها ونزلا من الدرج وجدوا جميع العائلة تجلس ويبدوا على وجوههم التوتر، مالت راقية وهمَـ.ـست إلى شيرين الجالسة بجوارها:
-شوف إحنا في إيه ومرات أخوكِ الشملولة في إيه؟
سايبة الولية مرمية بين الحياة والموت وقاعدة فوق تشد وتُنفُخ
ثم لوت فاهها واردفت سَاخرة:
-قال على رأى المثل،اللى يلاقى دلع ولا يتدلعش يبقي حرام عليه
ثم نظرت على ياسين وتحدثت وهى تتبادل النظر بينهُ وليالى الجالسة تتطلع علي فريق التجميل بإمتعاض:
-ياسين أخوكِ ده طول عُمره مُبخت،الراجل من دول بيعيد مع واحدة وهو هيعيد مع إتنين بيتسابقوا عليه وكل واحدة منهم عاملة فى نفسها البِدع،واحدة جاية له من بلاد برة مرممة نفسها وعاملة زى عروسة المولد،والتانية جايبة فريق بحاله يروقها
كانت تستمع إليها بعقلٍ غير مُستوعب تفكير تلك غريبة الأطوار
أشار ياسين إلى منى فأسرعت إلى الفريق وأوصلتهم سريعاً إلى بوابة الخروج،وبعدها صعدت وابلغت مليكة التى إرتعب داخلها وأرتدت ثياباً ساترة ونزلت الدرج أمام الجميع،شعر برجفة أُصيبت قلبهُ حين وجدها بكامل إشراقة وجهها وجمالها الذي تضاعف بفضل الحمام المغربي وجعل منها ساحرة حد الفتنة،إبتعد بناظريه عنها سريعاً حتى لا يظهر بذاك الضعف أمام الحضور،أما ليالى فقد إشتعل داخلها لرويتها لغريمتها بكل ذاك السِحر،وما زاد من حِقدها هى تلك النظرات الفاتنة التى لمحتها من عيناى زو جها العاشق الذي لم يستطع السيطرة على حالهِ في بادئ الآمر
تحدثت بنبرة ظهر عليها الفزع وهى تُهرول وتتحدث إلى عَلية الواقفة بجانب غُرفة ثُريا ودموعها تنساب فوق وجنتيها:
-إيه اللى حصل لماما يا دادة،وإزاى ماحدش يطلع يبلغنى فى وقتها؟
من بين دموعها عقبت قائلة وهى تُشير بكف يـ.ـدها إلى ياسين:
-أنا قُلت لـ مُنى تطلع تقول لك يا بنتى،بس هى قالت لياسين باشا وهو اللي قال لها بلاش
نظرت عليه وجدته يلهو حالهُ مع صغيرهُ فى محاولة منهُ للثبات،هتف الصغير وأشار على والدته،فأشار إلى منى التى أسرعت إليه وحملتهُ عنه واتجهت به إلى تلك التى حملته وضلت بجانب الحُجرة تنتظر
شعر بالريبة عليها وعلى صغيرتهُ مِـ.ـسك الساكنة بأحشاء فاتنتهُ فما أحـ.ـس على حالهِ حين إنتفض من جلسته وتحرك إليها وكأن ساقاه هى من تقودهُ دون إدراك منه،إقترب من وقفتها ومال عليها كي يحمل عنها الصغير وما أن إشتم عطورها المُختلطة برائحة جَـ.ـسدها المحببة لديه حتى أُصِيب برعشة ببـ.ـدنهِ بل وبكُل كيانهُ،إبتلع لُعابهُ وتحدث بنبرة جاهد فى إخراجها حاسمة:
-تعالى أقعدى علشان ماتتعبيش
نظرت إلى عيناه فتهرب منها وأشار لها لتتقدمهُ،فتحركت تحت نظرات الجميع المتعجبة وإستـ.ـشاطة ليالي التى شعرت بالخطر يتزايد مع تزايُد عِشق ذاك الولهان
وأيسل التى إحتَـ.ـرق داخلها على ظهور والدها بهذا الشكل أمامها،إكفهرت ملامح وجهها وباتت تُحدث حالها وهى تتطلع عليها بنظرات فتـ.ـاكة:
-من أنتِ أيتُها الحقيرة لتفعلي هذا بياسين المغربي بجلالة شأنه؟
من تكونى كي تُحركي ساكنهُ وتجعليه مُنساقاً إليكِ بكُل ذاك الإذلال؟
لم يحدث من قبل ويُظهر لهفتهُ وإهتمامهُ المبالغ به بأحدهم كما أظهرهُ لكِ أيتُها اللعينة
حتى أنا غالية قلبهُ واميرتهُ مثلما دائماً يُلقبني،فبرغم حبهُ وأهتمامهُ بي إلا أنهُ يُعنفنى ويتجاهلنى حينما يغضبُ مني حتى أذهب واعتذر منه عن ما بدر وحينها تعود تلك اللهفة
جلست وبدون مقدمات أجهشت ببكاءٍ مرير لم تستطع التحكم به،وضع الصغير المتلهف لوالدتهُ فوق سـ.ـاقيها وتحدث لتهدأتها:
-إهدى يا مليكة وبطلى عياط علشان ما تتعبيش،عمتى كويسة والدكتور عندها والوقت يطلع يطمنا
زادت من شهقاتها فانفطر قلبهُ عليها،وحدها دموعها هى من تستطيع أن تجعل منه ضعيفاً أمامها،كَم تمنى لو أنهُ يستطيع إحتضـ.ـانها أمام الجميع “لكن” ما يمنعهُ عِدة أسباب أهمهما شعور إبنته وايضاً حُزنهُ منها وخزلانهُ من موقفها معه حين ترجاها بأن تثق به ولم تفعل
إنسحب وجلس بمكانهُ وجلست چيچى بجانبها وباتت تربت على ظهـ.ـرها بحنان كي تهدأ وتحدث إليها عز بحِنو:
-بطلى عياط يا بنتى،ثريا سِت قوية وإن شاء الله هتبقى كويسة
وقفت شيرين وجاورتها أيضاً الجلوس وباتت تهدأها فى حين تحدث هو بنبرة صارمة كى يحثها على الصمت:
-خلاص يا مليكة بطلى عياط،كدة ممكن تتعبي والبنت هتتأثر بحالتك
جحظت عيناى أيسل ونظرت إلى أبيها بتعجُب،ألهذا الحد يخشي عليها قبل أن يراها،ألهذه الدرجة وصل حُبك واهتمامك بإبنة غاليتك المُدللةُ أبي؟
فكيف لو رأيتها وأخذتها بين أحضـ.ـانك وأشتـ.ـميت رائحتها،لكِ الله أيسل،من الواضح أنه لم يعُد لك مكاناً لدى قلب والدك
رفعت وجهها وسألت مُني قائلة وهى تُجفف دموعها:
-مروان وأنس فين يا مُني؟
أجابتها باستفاضة:
-مروان جوة مع الدكتور،وأنس ياسين باشا خلي سارة تاخده عند ياسر وعلى علشان يلاعبوه على ما الست هانم تفوق
وضع الصغير كفهِ الرقيق على وجنة غاليته وتحدث بنبرة حنون:
-مش بابي قال لك ما تعيطيش يا مامى،إسمعى كلامه علشان هو بيحبك وعارف الصَح
إبتسمت له وأومأت بإيجاب،ثم تحدث الصغير إلى والدهُ:
-مش إنتَ عارف الصح يا بابي؟
أومأ لهُ بإبتسامة خافتة،وقف سليم زوج يُسرا ثم وجه حديثهُ إلى عز المغربي:
-بعد إذنك يا باشا أنا هروح أستقبل رؤوف فى المطار،هو خلاص على وصول ولازم حد مننا يكون فى إنتظاره
أومأ لهُ وتحدث بهدوء:
-كتر خيرك يا سليم
وعقب طارق أيضاً بنبرة شاكرة:
-تسلم يا سيادة القُبطان
أومأ لهم وتحرك إلى الخارج
تحرك طارق حاملاً كأساً من الماء وبسط بهِ ذراعهُ إلي مليكة وتحدث:
-إشربي ماية وحاولى تهدى علشان البيبي ما يتأثرش
متشكرة،مش عاوزة أشرب…جُملة جادة حدثت بها مليكة طارق على غير عادتها مما جعل چيچى تتعجب لأمرها وتنظر إلي زو جها الذي حزن وعاد إلي مقعده بخيبة أملهِ وتحت حُزن ياسين عليه
هرول الجميع إلى الطبيب الذي خرج للتو وتحدث إليه عز بعُجالة:
-طمني يا دكتور،الهانم فاقت؟
أجابهُ بهدوء:
-الحمدلله فاقت يا سيادة اللواء،هى حصل لها حالة إغماء مؤقتة نتيجة إرتفاع ضغط الدم وده تقريباً بسبب الصيام وكمان هى قالت لى إنها نسيت تاخد حباية الضغط بعد الفطار،وتقريباً كدة هى إتعرضت لضغط نفسي أو فيه حاجة مزعلاها وهى مش حابة تقولها،وده السبب فى إنها توصل للحالة اللى شفناها دى
واسترسل بإبانة:
-على العموم هى بقت كويسة وأنا أديتها إبرة هتخليها أحسن، وكمان علشان ما تتأثرش بأي حاجة سلبية كانت بتفكر فيها قبل ما تتعب،بس ياريت تحاولوا تهيأوا لها أجواء هادية حواليها وتبعدوها عن أى توتر،علشان الموضوع لو إتكرر تانى لا قدر الله نتايجة هتكون أكبر من كدة، ووقتها ممكن نحتاج ننقلها للمستشفى
أومأ لهُ الجميع وتحركوا إلى الداخل ليطمأنوا عليها،كانت تتمدد ويبدوا على وجهها الإرهاق،يُجاورها مروان الذي يُحاوط كف يـ.ـدها ويحتويه برعايه،على الجانب الآخر تجلس نرمين بملامح وجه هادئة بعد أن إطمأنت من الطبيب على غاليتها التى عادت إلى الحياة من جديد،أما يُسرا فكانت تجلس تحت قدماها وتقوم بتدلـ.ـيكهما لها
هرولت تلك الباكية إلي جلوس صغيرها الذي أفسح لها المجال واجلسها وتناول منها شقيقهُ،تحدثت وهى تحتـ.ـضن كف يـ.ـدها وتُميل عليه لتقبـ.ـيلهُ:
-سلامتك يا ماما،ألف سلامة عليكِ يا حبيبتى
أجابتها بأنفاس متقطعة كى تُطمئن رُعـ.ـبها الظاهر بعيناها:
-أنا كويسة يا مليكة،ما تعيطيش
وجهت شيرين حديثها إلي عمتها حيثُ أردفت بنبرة حنون:
-ألف سلامة عليكِ يا عمتو،كدة تخضينا علي حضرتك بالشكل ده؟
إكتفت بإبتسامة خفيفة وإيماءة بأهدابها فاسترسلت شيرين مداعبة إياها:
-يلا قومى كدة علشان مش هشرب الشاى بلبن مع البسكوت فى الفطار بكرة غير من إيـ.ـدك
إبتسمت لمداعبتها وهمـ.ـست بنبرة ضعيفة:
-إن شاء الله
فى حين تحدث عز بصوتٍ مُرتعب لم يستطع السيطرة عليه:
-سلامتك يا ثُريا
أومأت برأسها دون النظر إليه فتأكد حينها أن ما وصل لمُخيلتهُ صحيح،إبتلعت لُعابها تلك الواقفة عند الباب تتطلع بترقُب شديد على تلك الراقدة بقلبٍ وجـ.ـسدٍ يرتجفان فتحدث ياسين وهو ينظر إلى نساء العائلة وشبابها:
-لو سمحتوا يا جماعة،ياريت الكُل يطلع برة علشان عمتى ترتاح،
واسترسل مستشهداً:
-إنتوا سمعتوا بنفسكم الدكتور وهو بيقول إنها لازم ترتاح وتبعد عن أي توتر
ثم نظر عز إلى منال ليحثها على التوقُف فمال ياسين وهمـ.ـس بهدوء:
-بلاش يا باشا لو سمحت،جنابك لسة بتقول إن عمتى تعبانة وما ينفعش نعرضها لأي إجهاد،خلي أى كلام لبعدين
دقق النظر إلى نجلهِ للحظات ثم أومأ لهُ بموافقة،نظر إلى منال بحدة وتحدث بنبرة صارمة:
-خدى بنتك وستات ولادك وروحوا على البيت
تنفست حين إستمعت لهذا الحديث،مجرد لحظات وكانت تُهرول إلى منزلها ومنهُ إلى جناحها بالأعلى وكأنها وجدت خلاصها
داخل منزل سالم عُثمان
كانت تتحدث إلى شقيقها الذي وصل للتو إلى مطار الإسكندرية ووجد سليم فى إستقباله،دخل شريف من باب الغُرفة فأنهت هى حديثها مع شقيقها وتحدث إليها زوجها مستفسراً:
-بتتكلمى مع مين يا عالية؟
أجابته بإقتضاب دون النظر إليه:
-ده رؤوف،كان بيقول لى إنه وصل مطار إسكندرية خلاص
تنفس بهدوء ثم تحرك إلي أن أصبح أمامها ثم تحدث بعيناى لائمة:
-هو إحنا هنفضل زعلانين كدة كتير؟
إقترب عليها ثم أمـ.ـسك خُصلة من شعر رأسها وبات يُحركها بين أصابع يـ.ـده واسترسل بدلال:
-هو ما حدش قال لك إن النهاردة الواقفة ولا إيه؟
أجابتهُ ساخرة:
-لا إزاى،قالوا لى طبعاً،كل سنة وانتَ طيب
تحدث بمشاكسة:
-طب اللي قال ده مابلغكيش إنها بتبقى ليلة مُفترجة وإن الراجل بيدخل أوضته ما بيعرفهاش من كُتر الورد اللي بيبقي متبعتر فى الأرض وعلي السرير وفى كُل مكان؟
واسترسل بدُعابة:
-وما قولكيش بقى على الترتر والريش اللي الست بتبقى غرقانة جواه
رسمت بسمة سخيفة فوق فمها وتحدثت ساخرة:
-الحقيقة اللى بلغنى قال لي حاجة تانية خالص،حكي لى عن الراجل النِكدي اللي عَيش مِـ.ـراته وغرقها طول شهر رمضان فى غم ونكد،وجاي ليلة الوقفة وعاوز يِـ.ـدعك الفانوس السِحرى علشان يحقق له أحلامه المُنـ.ـحرفة
ترك خصلتها وحاوط بيـ.ـديه حول خصـ.ـرها ثم جـ.ـذبها إليه بقوة وتحدث:
-وبعدين معاكِ يا لولو،هتفضلى لاوية بوزك ومنكدة عليا كدة كتير،أبوس إيـ.ـدك كفاية نكد بقى
ثم مال علي جانب شِـ.ـفتها ووضع قُبـ.ـلة وتحدث بإثـ.ـارة:
-إفرجيها علينا دي النهاردة الوقفة
جحظت عيناها وتحدثت بإبانة:
-وكمان طلعت فى الأخر أنا اللي بنكد عليك يا شريف؟
يعنى مش سيادتك اللى متغير فى معاملتك معايا من وقت مشكلة مليكة مع ياسين؟
واستطردت مُفسرة:
-وبرغم نرفزتك عليا وقتها إلا إنى كبرت دماغى واديتك عُذرك، ومع ذلك لقيتك بتتمادى بعدها وكل شوية تفكرنى بالموضوع وكأن أنا اللى كُنت السبب في اللي حصل
تحدث أمام عيناها بنبرة حنون كي يسترضاها:
-طب خلينى أنا زعلت شوية علشان أختى وأتغابيت وأتنرفزت عليكِ،تقومى تاخدى مني جنب وما تعبرنيش من وقتها وتعتبرينى مش موجود أصلاً؟
أجابته بنبرة حادة:
-وكُنت عاوزنى أعمل لك إيه إن شاء الله،أقعد اتذلل لسيادتك يوماتى واشكي لك نـ.ـار سُهادي من مُر البُعاد لحد ما تحن عليا؟
ضحكة عالية أطلقها ذاك المُحب الولهان وتحدث وهو يقترب عليها:
-أنا أسف،سامحينى بقي ما يبقاش قلبك إسود كدة
إبعد يا شريف وما لكش دعوة بيا خالص…جُملة حادة قالتها علياء بنبرة زائفة
أجابها وهو يهمـ.ـس أمام عيناها مما بعثر كيانها:
-طب لو سمعت كلامك وبعدت،هتقدري على بُعدى؟
هقدر طالما إنتَ بتقدر…جُملة نطقتها بدلال وهى تمُط شـ.ـفتاها للأمام فى مظهر أثـ.ـار جنونهُ مما جعلهُ يتناولهما بين خاصته وذاب بهما داخل قُبـ.ـلة عنـ.ـيفة أثـ.ـارت جنون كلاهُما وأنستهم خلافهما وذابا معاً بعالمهما الخاص ليسبحا داخل جولة عشقية جديدة فى ليلة شتوية دافئة
❈-❈-❈
داخل غُرفة ثُريا، ترقد فوق تختها تشعُر بالإحتواء بين أحبائها المُقربون بعدما غادر باقى العائلة كُلٍ إلى منزله،أنس ومروان وعز الماكثون بأحضـ.ـانها،إبنتيها ومليكة،رؤوف وسليم وسراج وياسين الجالس بقلبٍ يغلى من شدة غيرته كُلما نظر على تلك الجميلة ورأى كَم إحمرار وجهها المتوهـ.ـج وأبتسامتها الساحرة وهى تتحدث مع أطفالها وثُريا
تحدثت ثُريا إلى رؤوف بصوتٍ ضعيف:
-أكلت يا حبيبي؟
أجابتها يُسرا مفسرة:
-قُلت له من شوية يا ماما بس ما رضيش،قال لى لما أجوع هقول لك
نظرت إليه تلومهُ فتحدث سريعاً:
-أنا فطرت في البيت يا عمتى وصدقينى لو جُعت هخلى أبلة يُسرا تحط لى الأكل
إبتسمت له ثم تحدثت بتأكيد:
-إوعى تقول لأبوك إني تعبت يا رؤوف
نظر إلى ياسين وتحدث بنبرة هادئة:
-سيادة العميد نبه عليا وقال لى
إبتسامة باردة إرتسمت فوق ثغر ذاك المُـ.ـستشاط،نظر رؤوف إلى سارة وابتسم لها بادلته إياها برقة مما جعل أيسل تلكزها بكفها وباتت الفتاتان تتهامـ.ـستان وتتبادلا الحديث
هب واقفاً بعدما فاض به الكيل وطفح وتحدث بلهجة جادة:
-يلا يا جماعة كُل واحد على بيته علشان عمتى ترتاح،الساعة عدت 12
أنا هبات مع ماما،وأنا كمان يا يُسرا…كان هذا رأي يُسرا ونرمين
أكدت ثُريا على حديث ياسين مُعقبة:
-ما حدش هيبات معايا،الليلة ليلة عِيد وأنا مش عاوزة أكون السبب فى إن حد يزعل أو يتضايق،يلا كل واحد ياخد مراته وولاده ويروح علي بيته،أنا خلاص بقيت كويسة
هتفت يُسرا برفضٍ قاطع:
-ريحي نفسك يا ماما،أنا مش هتحرك من هنا واسيبك وإنتِ تعبانة كدة
أكد سليم على حديثها قائلاً:
-يُسرا عندها حق يا ماما،لازم حد يبات معاكِ علشان ياخد باله مِنك
تحدث ياسين كى يُطمأن الجميع:
-أنا ومروان هنبات معاها،يلا كل واحد على بيته
إنسحب الجميع بعد إقتناعهم وضل أيسل ورؤوف الذي إنتابهُ الإحباط فور ذهاب حبيبتهُ حيثُ إنطفئ بريقهُ بمُجرد غيابها عن ناظريه،أراد أن يُخرج حالهُ من ما أصابهُ فتحدث بإبتسامة وهو ينظر إلى تلك التى تُجاور ثُريا الجلوس بهدوء:
-أظن كدة وجبت القهوة من إيـ.ـد الأستاذة مليكة
إبتسمت وتحركت إلى المطبخ تحت نظرات ذاك الذي إِمْتَلأَ داخلهُ غَيْظا،وقف وتحرك خلفها وجدها تقف أمام الموقد تُقلب ركوة القهوة بهدوء،نظر إلى مُني التي تجاورها الوقوف وتحدث بنبرة جادة:
-إطلعي برة يا مُني
شعرت برعشة تسري بجَـ.ـسدها حينما إستمعت لصوتهِ من خلفها،تحرك إليها ثم نطق بنبرة جادة:
-إعملي القهوة وأديها لمني تدخلها وإطلعي علي فوق
حولت بصرها إليه وأردفت وهى تنظر لهُ بملامة:
-وإنتَ يا ياسين،مش هتطلع معايا؟
نظر أمامهُ بملامح وجه مُبهمة، تنهدت بأسي وامـ.ـسكت الركوة وصبت منها بعض القهوة بداخل الكوب المخصص ثم بسطت يـ.ـدها وتحدثت بنبرة هادئة:
-إشرب قهوتك
هتف بنبرة حادّة دون النظر بعيناها:
-ما قولتلكيش تعملى لى قهوة
لمـ.ـست كف يـ.ـده مما جعل القشعريرة تُصيب جـ.ـسدهِ وتحدثت وهى تضع كوب القهوة بداخلهُ:
-إشرب قهوتك يا ياسين،علشان خاطرى
إبتلع لُعابهُ حين إستمع لنبراتها المُترجية بنعومة أثـ.ـارت جنونهُ،تناول قدح قهوته منها مُتعمداً عدم النظر لعيناها كي لا يرضخ لهما ويجد حالهُ يُرتمى بأحضـ.ـانها ويتمـ.ـسح ليتنعم بداخلها،
بدأت بصب قهوة رؤوف وصاح بنبرة عالية منادياً على مني التى أوصلتها إلى رؤوف وتحركت إلي غرفتها بناءاً على اوامر ياسين لها،بدأ بإرتشاف قهوته تحت إرتياحها
تحدثت بنبرة حنون لتُجبرهُ على النظر داخل عيناها:
-ياسين،ياسين
دون شعور منه حول بصرهِ يتعمق بعيناها كمسحور فاسترسلت بعيناي تنطقُ عِشقاً:
-إطلع معايا فوق ومروان هيبات مع جدته
سحب عنها بصره ثم تنفس بصوتٍ عالي وتحدث بنبرة حازمة وملامح وجه عابسة كى يُخبرها أنهُ مازال غاضباً منها:
-إتفضلى إطلعي وانا هخلي مُنى تطلع لك عز يبات معاكِ
بس أنا عوزاك إنتَ يا ياسين…جُملة نطقتها اظهرت كم تشتاقهُ وتُريد رضائهُ
إبتلع لُعابهُ ونظر إليها وتحدث بنبرة خرجت حنون:
-مش هينفع يا مليكة،عمتى لسة تعبانة والدكتور قال إنها ممكن لاقدر الله تتعب فى أى وقت،وأنا مش حابب أخليها تحس إن البيت فاضي عليها في ليلة العيد،هقعد جنبها أنا والأولاد نسليها ولما تنام هاخدهم وننام فى الأوضة اللى جنبها
إبتسمت له برقة أربكته وجعلته يُميل على كريزتـ.ـيها دون وعى متناسياً كرامتهُ وقام بتقـ.ـبيلها برقة نال بها إستحسانها،نظر كُلً منهُما داخل عيناى الأخر فزادت سُرعة نبضات قلبهُ وما شعر بحالهِ إلا وهو يلف يـ.ـداه حول خصـ.ـرها ويرفـ.ـعها لمستواه،شعرت بحالها كفراشة تُحلقُ فوق الزهور،وضعت كف يـ.ـدها الناعم فوق وجـ.ـنتهُ النابتة وباتت تتلمـ.ـسها مما أثـ.ـار جنونهُ ونزل على شـ.ـفتيها يُقـ.ـبلهما بنهم بادلتهُ شعورهُ وباتت تُشدد من ضـ.ـمته بوله،قطع وصلة جنونهما صوت تلك الغاضـ.ـبة التى حضرت لتبحث عن أبيها فرأت ذاك المشهد الذي حَـ.ـرق روحها وزاد من حِنقها تجاه سارقة أبيها،تراجعت سريعاً إلي الخلف وصاحت بصوتها الغاضب قائلة:
-بابي
إرتبك وانزلها سريعاً وبات يُعدل من ثيابه بعدما وعى على حالهِ وما أقترفهُ من فعل لا يليق به كرجل مسؤل وأب وزو ج،فما كان عليه ان يفعل هذا ويضع حاله وزو جته في هذا الموقف المُخجل لكليهما،لكنهُ الوله هو من أوصلهُما لتلك الحالة،تحمحم وتحدث بصوتٍ جاد بعدما تناول قدح قهوته وتظاهر بإرتشافه:
-تعالى يا سيلا
دخلت الفتاة بملامح وجه حادة وتحدثت وهى ترمق مليكة بنظرات فتـ.ـاكة:
-يلا علشان نروح مع بعض
واسترسلت بإبانة وهى تنظر إليه:
-الباشمهندس رؤوف ومروان هيباتوا مع نانا
واستطردت بنبرة حنون وهى تنظُر داخل مقلتاه بترجى كى تستجدى موافقته كما خططت لها قسمت وداليدا:
-أنا عوزاك تبات فى فيلا جدو علشان تيجي تصحينى بنفسك زي زمان،ونقوم نصلي العيد مع بعض أنا وإنت وحمزة
ثم مالت برأسها للجانب الأيمن وتحدثت وهي تتطلع عليه بإستعطاف:
-نفسي أول حاجة تشوفها عيونى أول ما افتحهم علي التكبيرات تكون إنتَ يا حبيبي
إتسعت عيناى مليكة بذهول من براعة تلك الصغيرة وحديثها الذي أثَر بها هى شخصياً،إبتسم ياسين لصغيرته الذي يعلم بفطانته أن هذا الحديث ما هو إلا خطة منها لإبعادة عن مليكة التى باتت مؤخراً تبغضها
إلتف بجـ.ـسده واضعاً الكوب داخل الحوض ثم تحرك إليها وقام بوضع كفاه حول وجنتيها وتحدث تحت دقات قلب مليكة المُترقبة:
-طب إيه رأيك إنى هحقق لك أمنيتك بس من غير ما نبات فى ڤيلا الباشا
نظرت إليه فتحدث هو بإبتسامة هادئة:
-إيه رأيك نقضي الليل كله جنب نانا ثُريا وبعد ما تنام نتنقل الأوضة اللي جنبها ونفضل نحكى حكايات لحد تكبيرات العيد
من مجرد تخيُلها للمشهد غمرتها حالة شديدة من السعادة وأردفت بنبرة حماسيّة:
-موافقة بس بشرط
رفع حابيه بإستنكار فهتفت سريعاً:
-تتصل بطنط يُسرا وتخليها تبعت سارة علشان تسهر معانا
إبتسم لسعادة صغيرته وتحدث بموافقة:
-روحي إتصلي عليها وخليها تجهز هى وياسر وتنزل تبلغ مامتها،وأنا هبعت حمزة ومروان يجيبوها
هزت رأسها بموافقة حماسيّة،تحركت مليكة منسحبة للخارج بعدما شعرت بالحرج فأمـ.ـسك بكفها واوقفها مما جعل أيسل تشعر بالغيرة وتحدث هو:
-إطلعى إرتاحى وأنا هنيم عز معايا
واسترسل بإبتسامة وهو يُربت بكفهِ فوق كَتفها:
-ما تنسيش تقفلى البلكونة كويس لأن الجو برد النهاردة
حاضر…كلمة رقيقة خرجت منها ثم استرسلت بنبره حنون لكليهما:
-تصبحوا على خير
إبتسم لها وأجاب بنبرة هادئة:
-وإنتِ من أهله
على الفور حول بصرهِ إلى صغيرته الصامتة ورمقها بحِدة ليحِـ.ـسها على التحدث،إرتبكت من نظرة والدها لها وتحدثت رُغماً عنها بنبره رخيمة:
-وإنتِ من أهله
إنسحبت مليكة إلى الأعلى وتحرك هو الى ثريا وجلس الجميع بعدما أتت سارة وبدأوا يتثامرون ويطلقون الضحكات أثر دُعاباتهم
❈-❈-❈
داخل غُرفة سليم ويُسرا،كانت تقبع داخل أحضـ.ـانهُ بعدما قضت معهُ ليلة رومانسية حالمة،رفعت وجهها وتحدثت بعدما أخذت نفساً عميقاً أظهر كم كان يومها صعب:
-ياه يا سليم،أنا مش مصدقة إن اليوم الصَعب ده عدى على خير وماما بقت كويسة
أجابها بكلمات حنون:
-الحمدلله يا حبيبتي،حاولي تتخطي اللى حصل وتنسيه
تنهدت ثم قطبت جبينها وأردفت بإيضاح:
-أنا مش هرتاح غير لما أعرف إيه اللي حصل بالظبط بين ماما وطنط منال وخلاها وقعت من طولها بالشكل ده
ثم نظرت إليه واسترسلت بتوجُس:
-أنا حاسة إن طنط منال قالت لها حاجة هي اللي عملت فيها كدة، بس إيه هى الله أعلم
أجابها بهدوء:
-إبقي إسأليها بكرة يا حبيبتي وأكيد لو فيه حاجة ماما هتقول لك عليها،والوقت يلا ننام علشان إحنا تعبنا قوي النهاردة والمفروض إننا هنقوم بدري عشان صلاه العيد
ثم مال على جبهتها ووضع قُـ.ـبلةً حنون وتحدث:
-كل سنه وانت طيبه يا حبيبتي
أجابته بنبرة رقيقة وبعيناى عاشقة:
-وإنتَ طيب يا حبيبي
ثم دثرت حالها داخل أحضـ.ـانه لتدخل بعدها فى سُباتٍ عميق
صعد عز الى جناحه المشترك مع منال بعد جلوسه مع شقيقهُ ما يُقارب من الساعة وهو يشكو لهُ همهُ وما حدث،وجدها تجلس فوق الفراش بلبـ.ـاسٍ نومٍ شـ.ـفاف وبكامل زينتها ناثرة عِطرها علي جـ.ـسدها ويبدوا من مظهرها أنها بانتظاره،دون تفوههُ بحرفٍ واحد تخطى وجودها وذهب إلى خزانة ملابسهُ وقام بأخذ بيجامة ودخل إلي الحمام وقام بإرتدائها سريعاً،تحرك من جديد مُتجهاً إلى الخارج متجاهلاً وجودها تماماً،أسرعت عليه تلك المرتعبة وسألته بإِسْتِفْهام وهى تتشبث بذراعهُ بقوة:
-رايح فين يا عز؟
نفض عنه ذراعها بإشمئزاز وكأنها عدوى يخشاها وتحدث بنبرة صارمة:
-إبعدى إيـ.ـدك عنى
هتفت بنبرة زائفة:
-صدقنى يا عز ما حصلش حاجة لكل اللى بتعمله ده
أجابها بحِدة:
-بكرة هعرف بنفسي،لما أسأل ثُريا واكشف كذبك
إبتلعت لُعابها وتحدثت بدلال انثوى مُصطنع وهى تقترب منه وتدلـ.ـك لهُ صـ.ـدره فى حركة رخـ.ـيصة منها لحثه على الإقتراب لتُنسيه داخل أحضـ.ـانها جُل ما حدث:
-طب تعالي نام فى حُضـ.ـنى لحد ما ييجي بُكرة وتتأكد من كلامى
واسترسلت بنبرة توسلية:
-أرجوك يا عز ما تفرجش الخدم علينا وتقلل مِننا قدامهم
تجهمت ملامح وجههُ وتحدث بإحتدام:
-هو ده كل اللى هامك فى الموضوع،شكلك قدام الخدم واهل البيت!طب والسِت اللي كانت هتموت بسبب حقدك وغبائك؟
صمت للحظات مدققاً النظر عليها ثم استطرد بتَباغُض:
-ملعـ.ـون أبو شكلك قدام خَدمك على أبو منظرتك قدام الناس اللي قرفتينى بيها طول السنين اللى قضيتها فى سجنى معاكِ
قال كلماتهم وخرج كالإعصار منسحباً إلي الخارج واتجه إلى الغرفه المجاورة لها ليقضي بها ليلته بعيداً عن تلك التي ما عاد فى إستطاعته حتى أن يُشاركها الهواء الذي يتنفسهُ
خرجت مليكة إلي شُرفتها تنظر للسماء وتشكو لليل همها،وجدت ليالي مُمـ.ـسكة بسور شرفتها الخاصة تنظر امامها بملامح وجه غاضبة بعدما هاتفتها أيسل وابلغتها بإفشال والدها لخطتهم،نظرت بجانبها وجدت مليكة تتطلع عليها،رمقت كلاهُما الأُخري بنظرات نـ.ـارية فـ.ـتاكة لو خرجت لأشـ.ـعلت المنطقة بأكملها،إبتسامة مُستَهزئة خرجت من ليالي وهى تشمل مليكة بنظرة ساخرة من أخْمَص قدماها إلى قِمة رَّأسها قابلتها الأُخرى بإحتـ.ـقارية ثم تحركت كلتيهما إلي الداخل سريعاً تحت إستـ.ـشاطتهما ولعنهما لظرفيهما التى جمعتهُما على عِشق رجُلاً واحد
❈-❈-❈
بغرفة وليد وهالة
كان يجلس فوق الأريكة ممـ.ـسكاً بيـ.ـده الشيشة،قربها من فمه وقام بأخذ نفساً عميقاً ملئ به رئتيه ثم أخرجهُ من فمه على هيئة دخان كثيف بإستمتاع
تحدثت إليه تلك التي تجاورهُ جلوسهُ قائلة بنبره مُستفسرة:
-ما قلتليش يا وليد،اللي إسمها لمار دي هتنزل الشُغل في الشركة أمتى؟
أجابها بحِنق:
-نزلت يا هالة من إسبوع،إهدى بقى واتبطى وبطلي تتكلمي فى الموضوع ده بدل ما أمى تسمعنا فى مرة وياسين يقلبها فوق دماغنا كُلنا
واسترسل وهو ينظر أمامهُ بملامح وجه مُبهمة:
-ده أنا ما صدقت إنه رضي عنى بعد ما كلمته
ثم حول بصرهِ مرةً أخري وهو يُكرر عملية التدخين واسترسل بفظاظة:
-تعرفى يا هالة،برغم إنك غبية وفِهمك على قدك،إلا إنك نجدتينى من أدين ياسين فى أخر لحظة
رمقته بنظرة نـ.ـارية وتحدثت لائمة:
-هو أنتَ مابتعرفش تُقول كلمة عدلة لحد أبداً
ضحك وتحدث مداعباً إياها:
-يظهر إنى طالع لأمي في الحتة دي
ضحكت على دعـ.ـابته وسألته باستفسار:
-طب كمل وقول لي تقصد إيه بإنى نجدتك في آخر لحظه دي؟
أجابها وهو ينظر أمامهُ بشرود:
-لولا إنك نصحتيني أروح لياسين وأحكي له على اللي لمار قالته لي كنت رُحت في شربة ماية
واسترسل مُفصحاً:
-ياسين طلع عارف كل حاجة عن عرض لمار لينا
علشان تبقى تسمع كلامي يا وليد وتعرف اني بحبك وقلبي عليك…كلمات قالتها هالة باخْتِيال
إبتسم لها وغمز بعيناه مداعباً أياها مما ادخلها في نوبة من الضحك
بنفس التوقيت بجناح طارق وچيچي التى كانت تجاورهُ التمدد فوق تختهما، سألته بنبرة مرتقبة:
-طارق،هو في حاجة حصلت بينك وبين مليكة أنا ما أعرفهاش؟
إلتفت لها سريعاً وسألها بإرتباك:
-ايه اللي خلاك تقولي كدة يا چيچى؟
أجابته بمبالاة:
-مش عارفة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب حائرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى