رواية قلوب حائرة الفصل الثالث والثمانون 83 بقلم روز أمين
رواية قلوب حائرة البارت الثالث والثمانون
رواية قلوب حائرة الجزء الثالث والثمانون
رواية قلوب حائرة الحلقة الثالثة والثمانون
🦋 الفصل الثاني والأربعون 🦋
نظر كارم إلي عيناي ياسين ثم تنفس بقوة لاستدعاء شجاعتهُ وتحدث بنبرة جادة دون مراوغة ويرجع ذلك لشخصيتهِ الجادة والصارمة:
-سيادة العميد،أنا طالب القُرب من سعادتك ويشرفني إن حضرتك توافق علي جوازي من الدكتورة أيسل
جحظت عيناه ورمقهُ بنظرات فتاكة ثم هتف بنبرة ساخطة بعدما هب واقفاً وكأنهُ تحول إلي غول:
-نعم يا حبيبي؟
واسترسل بعيناي تطلقُ شزراً:
-سمعني تاني كدة اللي قولته؟!
إتسعت عيناه بعدم استيعاب لما يري من جنون ذاك الغاضب بأم عيناه،ثم أردف متستفهماً بتعجب:
-هو أنا قُولت حاجة غلط يا سيادة العميد؟!
بنبرة شديدة الحِدة هتف متهكماً:
-غلط! هو أنتَ لسة بتسأل يا حضرة الرائد؟!
ضيق كارم عيناه باستغراب وتحدث مستفسراً:
-يا أفندم أنا حقيقي مش فاهم فين الغلط في اللي أنا عملته؟!
واستطرد بإبانة:
-أنا طلبت بنت سعادتك للجواز علي سُنة الله ورسوله،فين الغلط في اللي قولته واللي أستحق عليه غضب حضرتك المبالغ فيه ده؟!
بنبرة ساخطة هتف الأخر بحدة:
-أقول لك أنا يا كارم بيه فين الغلط
واستطرد بتوضيح:
-الغلط إني أمنت لك واختارتك من بين كُل رجالة الجهاز وامنتك علي حياة بنتي،وده لثقتي الكبيرة فيك وفي أخلاقك
واسترسل باخفاق ظهر علي ملامحهُ:
-واللي للأسف طلعت في غير محلها ولأول مرة في حياتي نظرتي تخيب في بني أدم
وبدل ما سيادتك تاخد بالك من بنتي وتحافظ عليها،رايح تلف من ورا ظهري وتحبها وكمان تعلقها بيك
وصرخ لائماً إياه بسخط:
-بتستغفلني ورايح تضحك علي بنتي يا حضرة الرائد؟
ثم رفع سبابته بوجهه واشار عليه مسترسلاً بخيبة أمل:
-إنتَ خُنت شُغلك وخنتني وخنت ثقتي اللي أدتها لك
رفع رأسهُ بشموخٍ وأجابهُ بثقة:
-أنا عمري ما كُنت خاين سعادتك،واللي حصل مني ما لوش أي علاقة بإنك تتهمني بالخيانة
واسترسل بإيضاح في محاولة منه لتهدأت ذاك الثائر:
-صدقني يا أفندم اللي حصل ماكنش متخطط له ولا كان في بالي إنه يحصل من الأساس
ثم رفع منكبيه وأردف موضحاً بعيناي أسفة:
-غصب عني حبيتها وأتشديت لها
بنبرة حادة وعيناي غاضبة هتف بنبرة لائمة:
-وكان غصب عنك كمان لما ضحكت عليها وخليتها تتعلق بيك؟
بنبرة هادئة أردف موضحاً:
-اللي حصل لا كان بإيدي ولا بإيدها يا أفندم،دي إرادة ربنا وتدابيره
رمقهُ بنظرة حادة واستفسر متهكماً عليه:
-أمال كان بإيد مين يا حبيبي؟!
واسترسل بنبرة أهدي مؤنباً إياه:
-ما فكرتش في إنها لسة صُغيرة وبتدرس وإنك كدة بتقضي علي مستقبلها العلمي وطموحها؟
أردف سريعاً بعدما شعر بهدوئهُ النسبي:
-لو دي النقطة اللي مخوفة سعادتك فـ أنا عاوز جنابك تتطمن علي الآخر
واسترسل مطمأناً إياه:
-أنا جوازي من الأنسة أيسل عمره ما هيأثر علي مستقبلها بالعكس،أنا دايماً هكون داعم ليها
واستطرد متعهداً:
-أوعدك
إعتدل بوقفته وتحدث بملامح وجه صارمة:
-بلاش تضيع وقتك في محاولات مش هتعود عليك بأي نتيجة
واسترسل بلا مبالاة:
-الموضوع بالنسبة لي منتهي
واستطرد بحزمٍ قاطع:
-من النهاردة مش عاوزك تقرب من بنتي بأي شكل من الأشكال،ورقم تليفونها تحذفه من عندك
نزلت كلماتهُ وقرارهُ الحاسم علي قلبهِ فزلزلته،إهتز قلبه وأردف متسائلاً إياه بنبرة حادة:
-من إدي لسيادتك الوصاية في إنك تحكم علي قلوبنا بالإعدام؟
واستطرد متسائلاً بعيناي صارخة:
-وبأي حق جاي بتطلب مني أنسي الإنسانة الوحيدة اللي دق لها قلبي واختارها وشاف فيها اللي عاش عُمره كله بيدور عليه؟
إشتعل جسدهُ بنار الغيرة علي صغيرتهُ وهتف بعدما فقد التحكم بأعصابه:
-ده انتَ بجح قوي وزودتها،هي وصلت بيك الجرأة إنك تقف قدامي وبكل بجاحة تتكلم عن حبك لبنتي؟!
رفع قامته بشموخ وبثقة عالية أجابهُ:
-وإيه العيب في كدة يا سيادة العميد،الحب لا هو حرام ولا حاجة تعيبني طالما طالبه في الحلال
واسترسل شارحاً:
-حضرتك كان ممكن تيجي تحاسبني وتتهمني بالخيانة في حالة واحدة بس،لو أنا حبيت بنتك وعيشت معاها قصة حب وخرجنا وعيشنا حياتنا من وراك
واسترسل بنبرة صادقة:
-لكن أنا أول ما حسيت بمشاعر ناحيتها جيت لحضرتك وطلبت اتجوزها وإنها تكون مراتي بالحلال
بدهاءٍ صاح به لائماً بنبرة ساخطة:
-قصدك جيت تطلبها لما أنا كشفتك بعد ما عنيك فضحتك في المستشفي يا سيادة الرائد
كان ينظر إليه متعجباً ثورته العارمة والمبالغ بها،سألهُ مستغرباً:
-هو ليه حضرتك محسسني إنك قافشني مُتلبس وأنا بعمل جريمة؟!
بصوتٍ غاضب هتف مؤكداً:
-لأنك فعلاً عامل جريمة،ولو إنتَ مش شايف كدة يبقي ده عيب فيك يا حضرة
أغمض عيناه باستسلام مع أخذهِ لنفساً عميقاً وزفرهُ كي يُهدئ من حالة الذهول والحِدة اللتان اوصلهُ إليهما ذاك المُستبد الغاضب،من جديد فتح عيناه ونظر إلي ذاك الذي يرمقهُ بغضبٍ ويقف متصلبٍ الجسد من شدة إحتدامهِ،ثم تحدث بعيناي مستعطفة:
-سيادة العميد حاول تفهمني أرجوك
واستطرد بعيناي رجلاً عاشق حتي النخاع:
-أنا مش هقدر أبعد وأنسي أيسل ولا هي هتقدر،أنا حبيتها بجد وأتمني إنك تقدر ده وتحاول تفهمني وتساعدني
ياريت إنتَ اللي تقدر تفهمني وتقدر خوف الأب اللي جوايا…نطقها بنبرة رجُل يخشي ضياع إبنته واسترسل بإيضاح:
-أيسل لسة صُغيرة علي الإرتباط اللي أكيد هيشغلها عن دراستها وهيعطلها،
واستطرد بقلبٍ متألم وهو يسترجع بمخيلتهُ حالتها النفسية ومتابعتها مع الطبيب بعد إنتكاستها جراء جريمة إغتيال والدتها البشعة:
-ده غير إن بنتي مشوشة من يوم حادثة أمها الله يرحمها،وغير مؤهلة إنها تدخل في علاقة عاطفية أو أي إرتباط رسمي
وبارتياب استرسل بما يؤرق روحهُ:
-أنا متأكد إن إحساسها ناحيتك مجرد شعور وليد اللحظة وهينتهي بمجرد بُعدك عنها
بحصافة أردف ذاك الفَطن:
-علي فكرة يا سيادة العميد،اللي سعادتك عاوز توصلهُ لي أنا عارفه كويس ولمسته من معاملتي مع الدكتورة أول ما مسكت شُغلي معاها
واستطرد بدهاء:
-والمفروض إن التغيير اللي جنابك لاحظته مؤخراً علي شخصية بنتك يخليك تفكر كويس وتتأكد إن المشاعر اللي إتولدت جواها غَيرتها للأفضل
وكأنهُ لا يستمع إلا لصوت عقله المرتعب علي صغيرتهُ وغيرتهُ القاتلة فأردف قائلاً بتصميم:
-ياريت تريح نفسك يا حضرة الرائد لأن قضيتك معايا خسرانة،أنا بنتي لسة صُغيرة ولا يمكن هسمح لأي حد يقرب منها ويدخلها جوة تجربة تقضي علي مستقبلها العلمي
واسترسل شارحاً:
-أيسل بريئة زي الأطفال،ولسة بدري قوي لما تفهم وتعرف يعني إيه حُب وعلاقة عاطفية بين إتنين،بنتي مش حمل عذاب الحُب ووجعه
شعر بتمزُق قلب الأب وروحهُ المُعذبة من خلال قرائتهُ لنظرات عيناه وتحدث مطمأناً إياه:
-وأنا عُمري ما هوجعها “بالعكس”أنا هحافظ عليها وهحميها حتي من نسمة الهوا ومن نفسي
زفر بقوة ثم أشار بسبابتهِ مُهدداً إياه وهتف بعدما فاض به الكيل:
-خلاص يا حضرة الرائد،الموضوع مُنتهي وبالنسبة لطلبك فهو مرفوض وأعتبر ده أمر
واسترسل بصرامة:
-ولو حابب ترجع شُغلك هنا في الجهاز تقدر تيجي من بكرة
بملامح وجه جادة أردف شارحاً:
-أنا مقدر قلق جنابك علي الدكتورة كأب وقادر أتفهمه كويس،لكن لو سمحت ما تخليش غضبك مني يخلي سعادتك تاخد قرارات غير مدروسة وتعرض حياة الدكتورة للخطر
ثم استرسل بنبرة راجية مطالباً باصرار:
-علي الأقل خليني أستمر في حراستها علشان أقدر أحميها
إستشاط غضباً وبعيناي تطلقُ شزراً هتف بهياج:
-هو أنتَ هتخاف علي بنتي أكتر مني يا بني أدم؟
كاد أن يتحدث فقاطعة محذراً إياه بحدة بعد أن فقد صبرهُ من إصرار ذاك العاشق المرتاب علي من إختارها لتكون خليلة روحه:
-نفذ الأمر يا حضرة الرائد وكلمة تانية زيادة هحولك للتحقيق
استساط داخلهُ لكنه إنصاع للاوامر وتحدث بنبرة جادة لملامح وجه صارمة:
-أوامر معاليك يا باشا
هتف الآخر بصرامة وهو يُشير بكف يده باتجاه الباب:
-إتفضل
انحني بهدوء مع إيماءة بسيطة للرأس ثم تحرك منصرفاً إلي الخارج تحت إستشاطة كليهما كُلٍ من الآخر
زفر ياسين بقوة وقام بوضع كفه فوق شعر رأسه وأرجعه للخلف بقوة كادت أن تقتلعهُ من جذوره، نارهُ نارين،نار غيرة الأب علي من دللها وعاملها معاملة الأميرات وبات يحاوطها ويحجب عنها عيون وأذي البشر،وبالنهاية يأتي غريماً له يستحوذُ علي قلبها البرئ وبعدما كان يملكهُ هو،أصبح يمتلك رُكناً ضئيلاً بجانب ذاك العاشقُ المغوار
ونارهُ الأخري متعلقة بذُعرهِ علي صغيرتهُ المُشتتة العقلِ والكيان والتي يخشي أن يكون شعورها تجاة ذاك الكارم مجرد تعود علي وجودهُ معها وتكتشف فيما بعد إكذُوبة ذاك الهوي
وايضاً إختلاف شخصية كارم الصارمة والتي لم تتماشي مع شخصية وطباع مُدللة أبيها وبالطبع سيرفضها كارم بالتأكيد وتنتكس حالتها أكثر، وهذا ما لا يتقبلهُ ياسين بتاتاً علي جوهرتهُ النادرة
لكنهُ بذات الوقت يري تغيير حالتها للأفضل وعودة نقائها السابق
زفر بضيق وتشتُت ثم ألقي بجسدهِ فوق مقعدهُ باستسلام وتيه
❈-❈-❈
كانت تتحرك داخل الجامعة بخطوات واسعة قاصدة بطريقها البوابة الخارجية كي تستقل سيارة الحراسة للعودة من جديد إلي مدينتها،وجدت من تتحرك بجانبها والتي نظرت إليها ثم رمقتها بنظرات كارهة وتخطتها بكبرياء تحت نظرات أيسل المُتعجبة من تلك المايان
أكملت طريقها وخرجت من البوابة وجدت ضابط الحراسة المسمي بـ أحمد كمال ينتظرها بجانب فريق الحراسة السابق،انحني برأسه كتحية ترحاب قابلتها بايمائة بسيطة،تحرك بجانبها يترقب حولهُ بتدقيق شديد حتي وصلت إلي العربة واستقلت السيارة تحت عيناي ذاك الأحمد الذي أغلق لها الباب واستدار ليستقل مكانهُ أمام عجلة القيادة التي شغلها وتحرك للأمام
نظر عليها وجدها عابسة الملامح ويبدوا وكأنها مهمومة،أراد أن يُخرجها مما هي عليه لكسب ثقتها والتقرب إليها لغرضٍ ما داخل نفسه:
-أشغل لحضرتك الكاسيت علشان يسليكي يا دكتورة؟
كانت شاردة فيمن إختطف قلبها ولُبها وباتت تشتاقهُ وتطوق إلي رؤياه حد الجنون،إنتبهت إلي صوت ذاك المُتطفل والذي دائماً ما يسعي لخلق الأحاديث لجذب إنتباهها يصل أحياناً لحد الثرثرة وهذا ما جعلها تنفر منه وتتحاشي الحديث معه،أردفت باقتضاب كي تجبره علي الصمت:
-لو احتجت حاجة أكيد هطلبها بنفسي،فـ ياريت تركز في الطريق كويس
أردف بنبرة هادئة متغاضياً عن طريقتها الحادة:
-هو حضرتك زعلتي ولا إيه يا دكتورة،أنا بحاول أفتح كلام معاكي وأتعرف علي طباعك وإيه اللي بيرضيكي علشان نقدر نتفاهم مع بعض بعد كدة
زفرت بضيق ونظرت لانعكاس وجه ذاك المتطفل ثم تحدثت ببرود ولا مبالاة:
-وإنتَ عاوز تتعرف علي طباعي ليه؟
واسترسلت بايضاح ساخط:
-إنتَ بالكتير فاضل لك معايا يومين والرائد كارم يرجع يستلم مهمته ومش هنشوف بعض تاني
ضيق عيناه واسترسل متعجباً:
-هو ياسين باشا مابلغش حضرتك إنه أعفي كارم المعداوي من مهمة قائد حراسة سعادتك ولا إيه؟!
إتسعت عيناها بذهول وظهر فوق ملامحها عدم التصديق والارتباك وتحدثت مشككة:
-مين اللي قال لك الكلام الفارغ ده؟
واستطردت بإبانة:
-الرائد كارم بنفسه بلغني إمبارح إنه راجع بعد يومين بالكتير
بنبرة جادة تحدث موضحاً الأمر لها:
-يا أفندم هيرجع فين إذا كنت أنا إستلمت المهمة رسمي إمبارح من ياسين باشا شخصياً
ضيقت عيناها وباتت تهز رأسها بعدم استيعاب لما إستمعت له وهمست لحالها بامتعاض ظهر بَيِنّ فوق ملامحها:
-مش معقول،أكيد فيه حاجة غلط
أمضت ما تبقي من الطريق في صمتٍ تام وذهول مما استمعت إليه،وبرغم تأكيد ذاك الأحمق للخبر إلا أنها هدأت من حالها متأملة سوء فهم ذاك الأحمد للموضوع
ترجلت من السيارة بعد أن وصلت إلي منزل جدها واختفت بداخله سريعاً تحت ابتهاج الضابط أحمد حيثُ بات يتابعها حتي اختفت عن ناظريه،تنفس براحة عالية بفضل توليه منصب قائد الحراسة الخاص بتلك الجميلة حيثُ تأمل أن باستطاعتهُ جذب انتباه تلك المبهرة والحصول علي قلبها للتقرُب من ياسين المغربي وعائلتهُ العريقة النسب والتي تمتلك أموالاً طائلة سيستفاد منها حتماً في حال زواجهُ بتلك الجميلة
صعدت الدرج سريعاً وهرولت إلي غُرفتها واوصدت بابها جيداً ثم ألقت بحقيبة يدها فوق فراشها وباتت تدور حول حالها بجنون،عقلها يرفض تصديق ما علمتهُ للتو،خطت بساقيها إلي التخت والتقطت من جديد حقيبتها وأخرجت هاتفها الجوال بعد أن إنتوت مهاتفة كارم لتتقصّي صحة ذاك الخبر المشؤوم
بسُرعة جنونية وجسداً مُشتعل كان يقود سيارتهُ،إستمع إلى رنين هاتفهُ الموضوع أمامهُ،نظر علي شاشته وسُرعان ما سّرت رعشة في كامل أطرافه وشعر بغصة في حلقه بمجرد رؤيتهُ لنقش إسم مالكة قلبه
ضغط علي سماعة البلوتوث الموضوعة بأذنه وتحدث بنبرة بائسة جراء ما دار بينهُ وبين ذاك المتعسف:
-أيوة يا أيسل
إنتابها شعور بالريبة جراء إستماعها لنبرة صوته البائسة وتحدثت مستفسرة بارتعاب خشيةً ما هو أت:
-صوتك ماله يا كارم؟
تنهيدة حارة خرجت من داخل صدر ذاك العاشق وبات يبحث داخلهُ عن كلماتٍ تعبر عن مدى ألم صدرهُ الموجع فلم يجد،زفر بضيق وصل إلي تلك المغرمة مما جعل قلبها ينتفض رُعباً،تحدث بنبرة منهزمة:
-سيادة العميد أعفاني من مهمة حراستك يا أيسل
شهقة عالية خرجت من فمها وتحدثت باستياء:
-يعني الكلام اللي قالهُ لي الظابط أحمد كمال صح؟!
زفر بقوة وأردف معلماً إياها:
-مش بس كدة،ده أنا طلبت إيدك منه للجواز ورفض
إتسعت عيناها بذهول،انتابتها مجموعة من المشاعر المختلطة ولم تعد تعلم ما وجب عليها فعله،أتسعد لسماعها بذاك الخبر الهائل،أم تحزن لعدم موافقة والدها له،استرسل كارم بإبانة:
-أنا مش قادر أفهم سيادة العميد بيعمل معايا كدة ليه؟!
بنبرة متألمة وصوتٍ محبط أردفت:
-أنا اتفاجأت بكلام الضابط وهو بيبلغني إنه بقي قائد الحراسة رسمي،مش عارفة إزاي بابي عمل كدة من غير ما يبلغني
كم أنهُ محبطاً ومؤلم الشعور بخيبة الأمل الذي أصاب كليهما لكنهُ سُرعان ما تدارك الأمر وتحدث مطمأناً حبيبته كي لا تحزن:
-أنا مش عاوزك تقلقي خالص يا حبيبي،أنا مش هستسلم وهحاول بكُل قوتي لحد ما أقنعه وأخليه يغير رأيه
نزلـت دموعـها بغـزارة وإنهارت أوصالها جراء فكرة إبتعاده وعدم رؤيتها اليومية للساحرةُ عيناه،إنتفض قلبهُ ألماً بعدما إستمع إلي صوت شهقاتها،كم كانت مؤلمة لروحهُ،تحدث بنبرة حنون كي يُهدئ من روعها:
-إهدي يا حبيبي أرجوكِ
بدموعها سألته متعجبة:
-هو ليه بابي بيعمل فينا كدة يا كارم؟!
إنتفض قلبهُ حُزناً عليها وتحدث بنبرة حاسمة:
-ممكن تهدي وتبطلي عياط علشان كدة بتوجعي قلبي عليكي
واستطرد بنبرة عاشق إختزل كل كلمات واحاسيس العشق كي يغمر بهِ حبيبتهُ ويسبح معها داخل بحر غرامهما:
-علي فكرة لو ما بطلتيش عياط حالاً هحول مسار عربيتي واجي لك البيت وأخدك في حُضني قدام الكُل واللي يحصل يحصل
نزلت مُغَازَلَته الخلابة برداً وسلاماً علي قلبها،وبرغم دموعها المنسابة وإنفطار قلبها إلا أن لكلماتهِ السحر عليها،تهلل وجهها وإتسعت إبتسامتها الصافية وبدون مقدمات إنتفض قلبها من شدة حبورها،تحركت وتمددت فوق فراشها مع إخراجها لتنهيدة حَارة
إبتسم بهدوء ثم تحدث بنبرة حنون في محاولة منه لإخراجها من دائرة الحزن تلك:
-عارفة،أنا لقيت فيكِ كُل المواصفات اللي كنت بتمناها في البنت اللي نفسي اتجوزها
إبتهجت روحها فاسترسل علي عُجالة بايضاح:
-بس الكلام ده بعيد عن أيسل اللي قابلتها أول يوم دراسة طبعاً،فاكرة؟
واستطرد بمشاكسة وهو يحاول تقليدها:
-كُل الهري ده علشان تقول لي إنك الـ Body guard اللي هتمشي ورايا
ضحكت عندما تذكرت ذاك اليوم وكم بدت له شخصية متعاليةً فارغة وسخيفة،أردفت بمداعبة:
-إنتَ لسة فاكر يا حضرة الرائد،ده أنتَ قلبك طلع إسود قوي
تهللت أساريرهُ وضحك من أعماق قلبه ثم أردف بنبرة هائمة وكأنهُ تحول لشاعرٍ مغروم:
-أنا قلبي عاشق ولهان وأميرة احلامه سكنته وقعدت جواه وأتربعت علي عرشه
إهتز قلبها طرباً،واعترتهُ نشوة بالغة وأصبحت الدنيا لا تسعه من فرط السرور عندما إستمعت لطرب كلماته التي وقعت علي مسامعها كـ ترنيمة عذبة،أردفت بنعومة أسْرتهْ:
-كل الكلام الحلو ده ليا يا كارم؟
أجابها بعاطفة جياشة:
-الكلام الحلو كله مشتال ومتحوش في قلبي من سنين،حافظت عليه وعليا علشانك يا نور عيوني
أغمضت عيناها وتقلبت بحالمية فوق تختها ثم باتت تتنفس براحة ولوعة العشق تعتصرُ قلبها،أرادت أن تستمع إلي المزيد من ملاطفتهُ وكلماته التي تأسرها فتحدثت بدلالٍ انثوي:
-عاوز تفهمني إنك ما قولتش كلامك المعسول ده لحد قبلي؟
إنتِ أول حُب يسكُني وهتكوني الأخيرة يا عمري…نطقها بصدقٍ ظهر بَيِنّ بصوتهِ،لمست كلماته قلبها البرئ فارتجف ذُعراً خشيةً إبتعادهْ،وما شعرت بحالها إلا وهي تترجاهُ باستعطاف متجنبة كبريائها الذي طالما كان ملازماً لها:
-إوعي تستسلم وتسبني يا كارم،لو سبتني أنا ممكن أموت فيها
نطق بنبرة حنون أروي بها ظمأهُ قبل ظمأها:
-أسيبك إزاي وأنا روحي سكناكي،حد بردو يخرج روحه من جواه
إنتابها شعوراً هائلاً بالراحة فاستطرد كي يُطمئن روحها الولهة:
-ما تخافيش يا أيسل،عزيمة حبيبك قوية وما يعرفش الهزيمة،أنا هفضل ورا سيادة العميد لحد ما يسلمك ليا بنفسه وإنتِ بفستان الفرح
تنهدت براحة ثم سألته مستفسرة:
-كارم،هو أنا ممكن أسألك سؤال وتجاوبني عليه بصراحة
أجابها بترحاب:
-أكيد يا حبيبي
سألته بنبرة غيورة ظهرت بصوتها:
-هو أنتَ كُنت بتحب خطيبتك؟
واسترسلت بقلبٍ مُشتعل من مجرد التخيُل:
-إتعرفت عليها إزاي؟وشكل العلاقة اللي بينكم كانت إيه،كنتوا بتخرجوا كتير مع بعض ولا علاقتكم كانت رسمية
كم شعر بالفخر حين لمس غيرتها الشاعلة من نبرات صوتها المولعة،إبتسم وسألها وهو يُمرر لسانهُ فوق شفتهِ العلوي بتسلي:
-هي برسيس أل المغربي بتغير عليا ولا إيه؟
وبرغم كبريائها المعروفة به إلا أنها أمام سطوة عشقهِ تتحولُ إلي غزالة ناعمة مطيعة،أجابتهُ بوضوح دون مراوغة:
-أيوة بغير يا كارم،وأرجوك تجاوبني علشان تريح قلبي
تنهد وتحدث بصدقٍ:
-ماكانتش أكتر من خطوبة صالونات،كانت صديقة مرات واحد صاحبي وهو اللي رشحها لي وعرفني عليها،بعد الخطوبة ما تمت ماقدرناش نفهم بعض فـ سيبتها
واسترسل مطمأناً متيمتهُ:
-ريحي بالك يا حبيبي وإنسي أي حاجة ممكن تضايقك
باغتتهُ بسؤالها شديد الغيرة:
-طب وبنت خالتك،نظامها إيه هي كمان معاك؟
واسترسلت بابانة:
-اصلها شافتني النهاردة في الكلية وبصت لي بصة وحشة قوي،حسيتها غيرانة عليك مني
أجابها بهدوء:
-هو علشان أكون امين معاكي،ماما عاوزاني أتجوزها بس أنا مش شايفها غير إنها أختي الصغيرة
وبكلماتٍ مطمأنه حدثها بنبرة مغرمة:
-أنا عاوزك تنسي كل الناس وخليكي فاكرة حاجة واحدة بس،وهي إني حبيتك ودي أول مرة أحب
أطفئ بكلماته بركان الغيرة الشاعلة فتحولت إلي رمادٍ خامد،تنهدا بقلوبٍ هائمة رُغم ما يمران به من تعثرات ببداية علاقتيهما،وأستمرا بحديث عشقهما واعترافاتهما المُثيرة كُلٍ للأخر.
❈-❈-❈
بعد إنتهاء دوام عملهِ،إستقل سيارتهُ وقادها بجنون حيثُ ما زال يشعر بناراً تسكن داخلهُ جراء شعورهُ بخيانة كارم له علي حد تفكيرهُ العجيب،صف سيارتهُ داخل الجراچ وتوجه مباشرةً إلي منزل رائف كي يتحدث مع مليكة،وجد ثُريا تجلس ببهو المنزل تتناول قهوتها بصُحبة مليكة و يُسرا ونرمين ومن حولهُن يمرحُ أطفال المنزل بابتهاج
هرول الصغير إلي والدهُ مصيحاً باسمه فحملهُ وثبتهُ بداخل أحضانه مع تقبيلهُ لوجنتيه تحت إنشراح قلب الصغير الذي لف بساعديه حول عُنقه وتحدث بنبرة حنون:
-إنتَ وحشت عزو قوي يا بابي
نطق بنبرة هادئة نظراً لحالته النفسية:
-وإنتَ كمان وحشتني قوي يا حبيبي
نظرت إليه تتأمل بملامحهُ بتدقيقٍ،فبرغم إجتهاده في حجب ما يكمنهُ بداخله إلا أنها إطلعت عليه من خلال نظرات عيناه المُشتتة وتعابير ملامح وجههُ التي باتت تحفظها عن ظهر قلب
تحدث إلي نرمين بعد إلقائهُ التحية علي الجميع:
-إزيك يا نرمين وازي سراج
بابسامة هادئة أجابته:
-كلنا بخير الحمدلله يا أبيه
نظرت إليه ثُريا وأردفت بهدوء:
-تعالي إقعد يا ياسين علي ما أخلي عَلية تجهز لك الغدا
ارتاب من فكرة جلوسه بينهم فـ فضل النأي بحالهِ خشية من عدم استطاعته علي التحكم بحاله،نظر إلي مليكة وتحدث بهدوء بصعوبة إستدعاهُ:
-هطلع أخد شاور افوق نفسي بيه علي ما الغدا يجهز يا أمي
أومت بعيناها له فصعد الدرج ولحقت به تلك التي فهمت مغزي نظراته،فتح باب الجناح وخطي مهرولاً إلي الداخل تحت استغراب من دخلت وأغلقت خلفها الباب
كان يواليها ظهرهُ ويتنفس بصوتٍ عالي فهمت من خلالهُ أن هُناك أمراً ما يزعجهُ،تحركت حتي وقفت بمقابلهُ،ضيقت عيناها بعدما رأت علامات الغضبِ قد حُفرت فوق ملامحهُ،وضعت كفها فوق ساعدهُ وأردفت مستفسرة:
-مالك يا ياسين؟
فيه حاجة مضايقاك يا حبيبي؟
أخذ نفساً عميقاً وبهدوء زفرهُ في محاولة منه لتهدأة حاله كي لا ينفجر بها ويصيبها بغضبهِ العارم قبل التأكد من شكوكهُ التي راودته، تحدث بملامح وجه مُبهمة في خطوة خبيثة منه لإكتشافه ما إذا كانت تعلم بأمر قصة عشق ذاك الثُنائي أم لا:
-كارم المعداوي طلب يتجوز أيسل
تهللت اساريرها وظهرت أطراف ابتسامة سعيدة على شفتيها وهي تحدثهُ بعفوية:
-بجد،ألف مبروك يا حبيبي
ضيق عيناه وهو يراقب تعابير وجهها بدقة،شعر بألم يغزو قلبه فور تأكيد شكوكهُ التي راودته منذ أن طلبت منه أن يصطحب أيسل معهُ لزيارة كارم بالمشفي،أردف متسائلاً بهدوء ما قبل العاصفة:
-غريبة،أنا كُنت فاكر إنك هتتفاجأي بالخبر زي ما أنا إتفاجأت؟!
ابتلعت لعابها بارتعاب وشعرت بكم غبائها،ثم هربت بمقلتيها بعيداً عن مرمى نظراته التي تنطلقُ نحوها كسيلِ طلقاتٍ من الرصاص،بسط يدهُ باتجاه وجهها وقام بمسك ذقنها ورفع وجهها كي يُجبرها علي النظر داخل عيناه ليستكشف ما تخبأهُ عنه:
-ساكته ليه يا مدام؟
بصعوبة بالغة أخرجت صوتها المهتز ونطقت بتلعثُم:
-هرد أقول لك إيه بس يا ياسين
إحتدت ملامحهُ وحدقها بنظراتٍ مشتعلة وهو يهتف قائلاً بغضبٍ عارم:
-تقولي لي إن إنتِ كمان كُنتي مستغفلاني زيهم يا مراتي يا اللي المفروض إنك مرايتي وعشرة عُمري؟
هزت رأسها بارتعاب فاستطرد هو بنبرة ساخطة:
-كُنتي عارفة إن بنتي عايشة قصة حب مع قائد الحرس بتاعها اللي رايحة جاية معاه في عربية واحدة ومخبيه عليا؟!
واستطرد بحدة:
-ده مش بس كدة،ده جنابك كُنتي بتساعديهم وتخلقي لهم الفرص علشان تجمعي فيها العُشاق وأنا قاعد أتفرج زي الأهبل
فطنت سريعاً المغزي من وراء حديثه،أردفت بعدم تصديق بعدما هزت رأسها بنفيٍ تام:
-إنتَ بتقول إيه يا ياسين
رمقها بنظرات حادة وأردف متسائلاً بنبرة تهكمية:
-إيه يا مدام،بفتري عليكِ لا سمح الله؟!
ولا فاكراني نايم علي وداني وناسي عزومة كارم باشا اللي إخترعتيها من الهوا ومن غير مناسبة وعزمتي فيها أيسل؟
أردفت بدفاعٍ عن حالها:
-والله العظيم وقتها ما كُنت أعرف إنها بتحبه،أنا إكتشفت ده بالصُدفة يوم العزومة من نظراتها لكارم،وأساساً ما كنتش أعرف إنه بيبادلها نفس الشعور غير يوم الحادثة
صاح بغضبٍ عارم أرعبها:
-ولما عرفتي ليه ماجتيش بلغتيني بالمصيبة دي؟
أجابتهُ بايضاح:
-أبلغك أقول لك إيه يا ياسين،الموضوع ما يخصنيش علشان أتكلم فيه
واسترسلت بنظرات متعجبة:
-وبعدين فين المصيبة في إن أيسل تحب؟!
إبتسم ساخراً وأردف بخيبة أمل وهو يستعرض بكفاه في الهواء:
-طبعاً الموضوع ما يخصكيش،طالما بعيد عنك وعن ولادك يبقي أنتِ كدة في السَليم وامورك كلها تمام
جحظت عيناها وشعرت بغصة اصابت منتصف قلبها جراء إتهامهُ الباطل لها وتحدثت بانكسار وعيناي لائمة تظهر كم خزلانها منه:
-الله يسامحك يا ياسين
لم يهتم بأمر حزنها وتحدث باتهام:
-يا خسارة،كنت فاكر إن قلبك علي ولادي وإن أمرهم يهمك وإنك بتعتبريهم زي اولادك بالظبط
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمه واسترسل بما أوجع روحها:
-لكن ما طلعتيش أكتر من مرات أبوهم.
نزلت كلماتهُ القاسية علي قلبها كطعنات جعلتهُ ينزف من جميع الإتجاهات،إنسابت دمعة شاردة فوق وجنتها وتحدثت بصوتٍ مُختنق بفضل دموعها الحبيسة:
-إمشي يا ياسين،أخرج برة من فضلك
شعر بأنهُ جرحها بكلماته مما جعلهُ يؤنب حالهُ لكنهُ الأن ليس بحال جيدة كي يعتذر منها أو يتراجع عن كل ما قيل،فجسدهُ الأن مُشتعل ويريد إطفائهُ بأفعالاً وقرارات لا إعتذارات
اولتهُ ظهرها عندما شعرت بعدم تمالكها لدموعها التي ما أن إستدارت حتي إنسابت بغزارة،زفر بضيق ولم يدري ماذا عساهُ أن يفعل،إكفهرت ملامحهُ ورفع ساعديه في الهواء ثم انزلهما بعنفٍ وتحرك سريعاً إلي الخارج صافقاً خلفهُ الباب بقوة جعلت الرجفة تسري بكامل جسدها
إنفطر قلبها واجهشت ببكاءٍ مرير بعدما ألقت بجسدها فوق الفراش باستسلام
هبط الدرج مهرولاً فسألته يُسرا عندما وجدته يتجه إلي الخارج غافلاً عن هؤلاء الجالسات:
-مش هتتغدي يا ياسين
وكأنهُ للتو وعي علي حاله فعاد ببصرهِ إليهن وتحدث بابتسامة خافتة اصطنعها باعجوبة:
-مش هينفع يا حبيبتي،أصل الباشا كلمني وعاوزني في موضوع خاص بالشغل وهروح أتغدا وإحنا بنتكلم
معلش يا أمي…نطقها بعيناي معتذرة من ثريا التي أومت له وتحدثت بنبرة متفهمة:
-ولا يهمك يا حبيبي،روح شوف الباشا
هتف الصغير وهو يهرول إلي والدهُ ويُمسك ببنطالهِ متشبثً به:
-خدني معاك عند جدو يا بابي،عاوز ألعب مع ساندرا وليزا
مال بطولهُ الفارع والتقط الصغير وتحرك حاملاً إياه تحت نظرات نرمين التي تحدثت مخمنة بدهاء:
-ياسين شكلة متغير وفيه حاجة مش طبيعيه،شكله كدة إتخانق مع مليكة
أنتبه مروان الجالس يتصفح بهاتفهُ إلي حديث عمته وارتعب داخلهُ علي والداته فتحدثت يُسرا نافية:
-وهو إيه اللي هيخليه يتخانق مع مليكة يا نرمين
أردفت الأخري بإبانة غافلة عن وجود الفتي:
-ما هو بالعقل كدة إيه اللي يخليه ينزل من غير حتي ما يغير هدومه ويخرج بالسُرعة دي بعد ما كان ناوي يتغدا
أردفت ثريا بعدما لاحظت إرتباك الفتي ونظراتهُ الثاقبة الموجهة إلي عمته:
-وبعدين معاكِ يا نرمين،هو أنتِ دايماً كدة بتحبي تكبري الصُغيرة
واسترسلت بحركة من عيناها كي تنتبة الاخري لوجود إبن شقيقها:
-خلينا في حالنا أحسن يا بنتي
إبتلعت نرمين لُعابها فهب الفتي واقفاً وصعد الدرج سريعاً تحت ضيق ثريا التي تحدثت إلي إبنتها بنبرة لائمة:
-عاجبك اللي حصل ده يا نرمين؟
أردفت بايضاح نادم:
-ما أخدتش بالي من وجوده والله يا ماما
أردفت يُسرا لتهدأت الوضع بين والدتها وشقيقتها:
-حصل خير يا ماما
تنهدت ثريا باستسلام
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب حائرة)