رواية قلوب حائرة الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم روز أمين
رواية قلوب حائرة البارت الثالث والأربعون
رواية قلوب حائرة الجزء الثالث والأربعون
رواية قلوب حائرة الحلقة الثالثة والأربعون
🦋 الفصل الثاني 🦋
#_قلوب حائرة،الجزء الثاني
، بقلمي روز آمين
لقد تغلغل عِشقهُ داخلي حتي أصبحتُ هو
“نعم” فروحهُ باتت تسكن كياني
ومن حينها ما عُدت أنا
أصبحتُ أبحث عن ذاتي بداخلهُ
وبداخلي يبحثُ خليلي عن كيانهُ
خواطر مليكة عثمان
بقلمي روز آمين
في اليوم التالي
داخل الحديقة الخاصة بمنزل اللواء عز المغربي وبالتحديد أمام “حمام السباحة”الخاص بالڤيلا، كانت تجلس بجانب زو جها تتناقش معهُ بموضوع حياتها الذي أصبح شُغلها الشاغل
تحدثت بإستماتة وهي تحاول إقناع عُمر بذاك الموضوع الذي لم تكل ولن تمل من طرحهُ عليه دوماً، وبرغم رفض عُمر الدائم للموضوع مازالت تعرضهُ عليه بإستماتة:
_ أنا مش فاهمة إنتَ ليه مش راضي تفاتح طارق ومليكة في إننا ندخل شركاء معاهم في الشركة؟!
تأفف عُمر وهتف بنبرة معترضة لينأي بنفسهِ من غضبة والده ومناقشات عديمة الجدوي لن تُجدي بنفع:
-أنا اللي مش قادر أفهم إيه سبب إصرارك علي إننا نشارك طارق ومليكة بالذات؟!
وأكمل بإِيضاح :
-مع إني إقترحت عليكِ أكتر من مرة في إننا نأسس شركة خاصة بينا، وفاتحت بابا في الموضوع وهو وافق يمول لنا المشروع بالكامل.
هتفت قائلة بنبرة حـ.ـادة مُعترضة:
-ونبدأ من الصِفر ونقعد سنيين علشان نقدر نثبت الشركة ونوجدها علي أرض الواقع، ويا نجحت يا فشلت ؟
وأكملت شارحة بتعجب:
-طب ليه كل المخاطرة دي وإحنا قدامنا شركة ناجحة بالفعل وليها إسمها الكبير في السوق !
هتف بنبرة حـ.ـادة موضحاً لها الأمر:
-مش هيوافقوا يا لمار، لا طارق ولا مليكة هيوافقوا يدوكي من حصصهم
أردفت قائلة بنبرة مُتعجبة:
-وإنتَ كنت فاتحتهم في الموضوع علشان تعرف إذا كانوا هيوافقوا ولا هيرفضوا يا عُمر؟
أجابها مفسراً بإبانة:
-يا حبيبتي مش محتاج أفاتحهم علشان أعرف ردهم ، المسألة واضحة للأعمي، ماهو بالعقل كدة إيه اللي يخليهم يوافقوا يدَخلوا شريك جديد ويقاسمهم أرباحهم المضمونة؟
وأكمل شارحاً بتوضيح:
-صدقيني لو كانوا محتاجين فلوس أو الشركة أمورها مش مستقرة كُنت هوافقك وأجرب وأفاتحهم، لكن الشركة مستقرة وبتعيش أزهي عصورها، يبقي بالعقل كدة إيه اللي يجبرهم ويخليهم يتنازلوا ويوافقم علي دخولنا معاهم ؟!
رفعت قامتها لأعلي وأجابته مفسرة بنبرة واثقة:
-فرص الإستثمار اللي هجيبها للشركة والعروض اللي عمرهم ما هيلاقوا زيها هي اللي هتجبرهم علي الموافقة.
وأسترسلت بترغـ.ـيب في محاولة منها لإقناعه هو شخصياً:
– يا عُمر إفهمني، أنا أعرف ناس مهمة هتسهل لنا دخول صفقات إلكترونية بأسعار مخفضة هنكسب من وراها ملايين وإحنا مرتاحين وقاعدين في أماكِنا
وأكملت مُعللة:
-لكن شرطهم إن الشركة اللي هيوردوا لنا عليها الشُحنات، تكون شغالة من فترة في سوق الإستيراد والتصدير وليها سُمعة كويسة في الجمارك
أتت عليهم منال التي تساءلت بنبرة جادة وهي تجلس بمقعداً مقابل لتلك اللمار:
-بتتكلموا في إيه؟
أردفت لمار قائلة بنبرة مُنفعلة:
-بنتكلم في موضوع شراكتنا مع طارق ومليكة وبردوا مش قادر يقتنع بكلامي يا aunt
تنهدت منال وأردفت قائلة بتفهم:
-ريحي نفسك يا لامي، كتير من العيلة حاولوا يدخلوا بأسهم في الشركة، لكن طارق رافض مبدأ الشراكة من أساسه
وأكملت مفسرة موقف طارق:
– طارق تعب كتير في الشركة هو ورائف الله يرحمه علشان يقدروا يوقفوها علي رجليها في السوق، ويعملوا لها المكانة الكبيرة اللي إنتِ شيفاها دي، علشان كدة مش هيوافق إن التعب ده يتنسب لأي حد غيره هو وأولاد رائف
واسترسلت بنُصح وإرشاد:
– إسسوا شركة جديدة وإعملوا لها سجل تجاري وأشتغلوا، إنتوا الإتنين أذكياء وأكيد هتنجحوا وتثبتوا نفسكم في السوق.
هزت لمار رأسها وأردفت قائلة بإستماتة تدعوا إلي التعجُب :
-يا aunt حاولي تفهميني، أنا عندي عروض هنكسب من وراها ملايين في غمضة عين، لكن شرطهم علشان يحـ.ـطوا أيـ.ـديهم في إيـ.ـدينا إن الشركة يكون لها ثُقل في سوق العمل وشغالة من مّدة طويلة في مجال الإستيراد والتصدير
لمعت عيناي منال بالطمع وتحدثت إليّ عُمر:
-بما إن الموضوع مربح كدة يا عُمر يبقا لازم تحاول تقنع طارق
أردفت لمار قائلة بذكاءٍ خبيث:
– أنا شايفة إن محاولتنا لازم تكون مع مليكة، مليكة قاعدة في البيت ومش فاهمة ولا عندها الإنتماء اللي عند طارق للشركة
واسترسلت بدهاء:
-إحنا نحاول نغــ.ـريها بالمكسب الكبير ونعرض عليها الشراكة في الأسهم بتاعتها هي وأولادها، وأكيد المكسب السريع هيخليها توافق بسرعة، أو علي الأقل تاخد وقت تفكر فيه وبردوا في النهاية هتوافق قدام عرضِنا اللي ما يترفضش
هتفت منال قائلة بإنسجام مع رؤى تلك اللمار:
-برافوا عليكِ يا لمار، تفكيرك تفكير Business Woman فعلاً
إبتسمت ورفعت قامتها بغرور قائلة بتفاخر بحالها:
thanks, aunt
نظر عُمر لكلتاهما بتردد بعدما بدأ يقتنع بالفكرة بعد حديث والدتهُ المشجع
كانت هناك من تقف خلف الحائط،حيث كانت في طريقها للخروج إلي الحديقة فاستوقفها حديث تلك اللمار الخبيث، فوقفت تتسمع عليهم في أول مُخالفة لها لضميرها ومبادئها، وذلك عِندما تيقنت أن الأمر يخص عمل زوجها الذي ذاق الأمَرين هو و رائف حتي أوصلاه لما أصبح عليه
❈-❈-❈
بعد إنتهاء ياسين من صلاة التراويح
وداخل مَشفي المغربي الإستثماري الخاص بدكتور أحمد وزوجتهُ دكتورة مني، كانت تتمدد فوق الشازلونج الخاص بالكشف النسـ.ـائي، تقف منىّ بجوارها وتُحرك ذاك الجهاز المُرتبط بجهاز السونار، تتفحص الصورة الظاهرة بالشاشة بتدقيق شديد للكشف عن نوع الجنين
يقف علي الجانب الآخر ياسين المُمسك بكف يـ.ـد متيمتهُ، وهو يدقق النظر لصورة جنينهُ المتحركة بقلبٍ ينبض بشدة وكأنهُ ولأول مرة سيصبح أب، إبتسمت منى وأردفت متحدثة بنبرة لطيفة وهي تنظر لكلاهُما :
-جاهزين علشان تعرفوا نوع البيبي؟
تنفست بعمق وهي تنظر إلي حبيبها الذي إبتسم لها وأومأ بموافقة ليطمأنها
ثم تحدثت دكتورة مُنى بعدما رأت إبدائهما لإستعدادهما لتلك اللحظة الرائعة:
– هتسموها إيه؟
إنتفـ.ـض قلب ياسين وارتجف جسـ.ـدهُ بالكامل بعدما علم بأنهُ سيُرزق بفتاة من المرأة التي طالما تمناها وسأل مُنى ليتأكد:
– هي بنت؟
أومأت لهُ بتأكيد واردفت قائلة بإبتسامة هادئة:
-أيوة بنت، وأكيد هتطلع زي القمر شبه مامتها
آُنيرت ملامح وجههُ التي غمرتها السعادة وهو ينظر إلي حبيبته ويُشدد علي مسكتهُ لكف يـ.ـدها بحنان قائلاً:
-مبروك يا حبيبي
إتسعت إبتسامتها وامتلئ قلبها بسعادة لا نظير لها جراء خبر حملها بفتاة وذلك ما كانت تتمناه مُنذ حملها بصغيرها أنس، هنأتهما منى وأعتدلت مليكة من جديد بعدما جففت لها الممرضة أسفل بطـ.ـنها من السائل التي وضعته الطبيبة كي يُسهل عملـ.ـية الفحص،تحركت إلي المكتب بجانب ياسين وجلسا متقابلان بالمقاعد الخاصة بالمكتب
وصفت لها منى بعض الأدوية المقوية لمناعتها وتحدثت بإرشاد وهي تناول ياسين روشتة الدواء:
– لازم تاكلي كويس أوي بعد الفطار يا مليكة، وحاولي تعوضي ساعات الصيام بسوايل وعصاير طبيعية طول فترة الليل، ومهم جداً تاخدي الفيتامين اللي كتبتهُ لك ده بإنتظام علشان تتجنبي أنيميا الحَمل
أومأت لها بطاعة وتحدث ياسين بنبرة حماسية تنمُ عن مّدى سعادته:
-ما تقلقيش يا دكتور، أنا بنفسي هتابع أكلها وأدويتها
إبتسمت مني وأردفت قائلة بتمني:
– ربنا يخليكم لبعض
وأكملت بنبرة تحذيرية جادّة:
-ياريت يا سيادة العميد تخلي بالك أثناء العلاقـ.ـة الحمـ.ـيمية علشان لاقدر الله ما نخسرش الجنين زي الحَمل اللي فات
إحمرت وجنتاي مليكة من شدة خجلها عِندما تذكرت فُقدانِها لجنينها السابق مُنذ قبل العشرة أشهر الفائتة ،وذلك بعدما حضر ياسين من ألمانيا بعد غياب دام لمدة إسبوعاً كاملاً عن مليكته وكان مُتعطشاً لعشقها،فبات طيلة الليل يشرب من شهـ.ـدها ويُسقيها معهُ متناسيين وضعها مما أحدث نزيـ.ـفً حـ.ـاد في الصباح وحدث علي أثره فُقدان الجنين
تنفس ياسين بضيق عندما تذكر تلك الواقعـ.ـة الأليـ.ـمة وتحدث بنبرة متأثرة:
-إن شآء الله يا دكتورة
شكراها كلاهما وتحركا إلي خارج غرفة الكشف ومنها لخارج المَشفي بأكملها تحت سعادتهما الغير متناهية
كان يتحرك بجانبها بقلبٍ طائر من شدة سرورهُ، نظرت إليه وطلبت منه بترقب:
-ياسين، هو إحنا ممكن نتمشي شوية علي البحر قبل ما نرجع علي البيت
تنفس براحة وأردف قائلاً بطاعة إمتثالاً لرغبتها التي إستساغة قبولهُ:
-كل اللي تؤمري بيه هيتنفذ في الحال وبدون نقاش يا كُل عُمر ياسين
شعرت بروحها تتراقص من شدة سعادتها، وتحركت بجانبة يخطيان بإتجاه شاطئ البحر متشابكين الأيـ.ـدي من يراهما للوهلة الأولي يتأكد من عشقهما الهائل الذي شملهما وظهر للكفيف
وصلا للشاطئ وبدأ يتحركان أمامهُ بإسترخاء وأستمتاع ، سألته بنبرة مترقبة وهي تنظر إلي عيناه:
-مبسوط إنها طلعت بنت يا ياسين ؟
هتف مُتلهـ.ـفاً:
-أوي يا مليكة، ما تتخيليش مّدى سعادتي وهي مُنى بتبلغنا
وأكمل بتمني وهو ينظر لعيناها بهيام:
-وياسلام لو ربنا حقق لي مُرادي وطلعت شبهك
إبتسمت بسعادة وسألته من جديد:
-هتسميها إيه؟
نظر لها مدققاً بتفكر ثم تحدث وهو يرفع كتـ.ـفاه :
-مش عارف، بس لازم إسمها يبقي مُميز علي قد غلاوتها في قلبي
رمـ.ـت حالها داخل أحـ.ـضانهُ الدافـ.ـئة عندما لاحظت إبتعادهما عن عيون المّارة، إحتواها بساعـ.ـديه حيثُ لفهُما حولها بعناية، رفع وجهها لتتقابل أعيُنهم بنظرات تهيمُ عِشـ.ـقاً، ثم مال بطولهُ الفارع عليها وألتقـ.ـط شـ.ـفتاها بين شـ.ـفتاه، وبدأ بتقـ.ـبيلهما برقة مُتناهية أذابت كلاهُما ونقلته إلي عالم آخر، عالم عشق ياسين المغربي المميز لمليكته
رفعـ.ـها من خصـ.ـرها مما جعل ساقاها مُعلقتان في الهواء وزاد من قُبـ.ـلاته التي تحولت إلي شغـ.ـوفة بفضل قُربهُـ.ـما الشديد، بعد مُدة إبتعد كلاهُما مُرغماً
وتحدث وهو يغمز لها بإحدي عيناه ومازال مُثبتاً إياها بأحضـ.ـانه:
– لازم نروح حالاً وإلا جـ.ـوزك المحترم سيادة العميد هيتقبض عليه بتهمة إرتكـ.ـابه لفعل فاضـ.ـح في الطريق العام في سابقة هي الأولي من نوعها
قهقهت بشدة علي دعابة زو جها المُشاغب وتحركت بجانبه قائلة بنبرة فكاهية:
-لا وعلي إيه، نروح بيتنا أحسن يا سيادة العميد
بعد مّدة كان يجلس بجانبها، يجاورهما عائلة عز وثريا وأبناء مليكة بعدما قدم لهما الجميع التهنئة بعد معرفة نوع الجنين، في ذاك التوقيت أتي إلي ياسين إتصال فيديو كول من إبنته أيسل وليالي التي كانت تجاورها الجلوس
وبعد تبادل السلام بين الجميع هتفت لمار موجهه حديثها إلي أيسل بنبرة ماكـ.ـرة تحمل بين طياتها خُبثٌ مُراد به الوصول لهدف معين داخل نفسها الخبـ.ـيثة:
-مش تباركي لبابي ومليكة يا سيلا
ضيقت أيسل عيناها بعدم إستيعاب فأكملت لمار بنبرة لئيـ.ـمة:
-جاي لك أخت في الطريق وشكلها كده هتاكل الجو منك عند سيادة العميد
إشتـ.ـعل داخل أيسل وبدأ الشعور بالإستياء والألـ.ـم والغـ.ـيرة يُسيطر علي داخلها وهذا ما ظهر داخل عيناها ولاحظهُ الجميع مما جعل ياسين يتحدث سريعاً كي يُطمئن قلب صغيرته:
– لو ربنا رزقني بألف بنت عمرهم ما هياخدوا مكان أيسل في حياتي
وأكمل وهو ينظر داخل عيناها مما أسعدها مؤقتاً وجعل الإبتسامة ترتسم فوق شـ.ـفتاها:
– ماحدش في الدنيا كلها يقدر يمـ.ـس مكانتك في قلبي، ده إنتِ أول فرحتي يا سيلا
إبتسمت ببهجة وكادت عيناها أن تُدمع من شدة سعادتها لدلال وتفخيم أبيها لها، ومع ذلك نظرت إلي مليكة بتعالي وحقـ.ـد تكون داخلها بإتجاهها، سحبت مليكة عيناها عنها وغادرت الجلسة لتترك لها وأبيها المجال للتحدث بأريحية، وأكمل الجميع أحاديثهم
❈-❈-❈
بعد وقتٍ قليل أنهت أيسل الإتصال ووضعت جهاز الحاسوب جانباً ثم نظرت إلي والدتها وهتفت بإحتـ.ـدام حـ.ـاد وعيناي تطلقُ شـ.ـزراً :
-هو إنتِ إزاي متقبله الوضع المُهـ.ـين ده وبتتكلمي معاهم عادي كده؟
وأكملت بإستغراب وتعجُب:
– لا وكمان بتباركي للهانم وإنتِ مُبتسمة قوي ولا كأنها الست اللي خطـ.ـفت منك جـ.ـوزك وسـ.ـرقت منك سعادتك؟!
تأففت ليالي واعتدلت بجلستها وتحدثت قائلة بنبرة مُحبطة:
-وعاوزاني أعمل إيه يا سيلا، أصرخ وأعترض وأطلب من بباكي يطلقها ؟
واسترسلت مُبررة بتأثر:
-وحتي لو فقدت إتزاني وإتجننت وطلبت منه ده، تفتكري ياسين هيسمع كلامي ويطلقها ولا حتي يبطل يحبها ويفضلها عليا؟
واسترسلت مبررة:
-كل اللي هيحصل إن الكُل هيبص لي علي إني ست فاضية وغيارة وبتاعت مشاكل
صاحت الفتاة بنبرة رافضة:
-حضرتك اللي وصلتي نفسك للنقطة دي بسلبيتك معاهم وتقبُلك الذلـ.ـيل للوضع ده، وكمان تعاملك مع اللي إسمها مليكة دي بطريقة عادية
زفرت بضيق وأردفت بنبرة إستسلامية:
-صدقيني يا بنتي كل ده ولا كان هيفرق مع بباكي، ياسين راجل قوي ومشاعرة جامدة ومافيش مخلوق يقدر يجبره علي حاجة هو مش عاوزها، فأحسن حاجة عملتها هو إني تقبلت الأمر الواقع وتعايشت معاه
ثم وضعت ساق فوق الأخري وتنفست براحة وتحدثت مفسرة:
-وصدقيني، أنا بتصرفي ده كسبت راحتي وقدرت أخد كُل اللي أنا عوزاه وأكتر كمان من ياسين
وأشارت بيـ.ـدها قائلة بتفاخر :
-وزي ما أنتِ شايفة، ياسين مديني حُرية التصرف وأي حاجة بحتاجها بتكون تحت أمري في نفس اللحظة، بخرج براحتي وبعمل Shopping زي ما أنا عاوزة
وأكملت بكامل الرضا وهذا يرجع إلي شخصيتها الأنوية:
– وأنا مش محتاجة منه أكتر من كدة
رمقت الفتاة والدتها بنظرة إشمئزاز من تفكيرها الذلـ.ـيل الخاضع والعقيم ،ثم سألتها بنبرة جادة:
-هو ليه حضرتك مافكرتيش تجيبي بيبي زيها؟
إتسعت عيناها وأطلقت ضحكات عالية متتالية، بالكاد إستطاعت إيقافها وهتفت مفسرة عندما وجدت بوادر الغضـ.ـب علي ملامح وجه إبنتها :
– بيبي إيه اللي عوزاني أجيبه وأنا في السن ده يا سيلا؟
يا بنتي أنا لا سني ولا لياقتي بقوا يسمحوا لي بالحمل، وحتي لو يسمحوا، أنا إيه اللي يخليني أضحي بجمالي وشكل جـ.ـسمي علشان أخلف بيبي ييجي يقلب لي حياتي كُلها
وأكملت بنبرة صادقة:
– صدقيني يا أيسل، أنا أقلمت نفسي علي وضعي الجديد وتقبلته وقدرت أتخطي غيرتي اللي كانت بتقـ.ـتلني أول ما ياسين إتجوز مليكة، واللي ساعدني إني اقدر أتخطي الحكاية هي إني مش حابسة نفسي جوة دايرة ياسين، أنا عايشة حياتي اللي بحبها وياسين مساعدني علي كدة
واسترسلت براحة وهدوء:
– ياسين مش حارمني من أي حاجة بحتاج لها وعارف إنها بتسعدني، ده غير إنه إتغير معايا جداً من وقت ما جينا ألمانيا، والوقت اللي بييجي فيه بيخرجني ويسهرني ويحـ.ـسسني إني ملكة، هعوز إيه أنا أكتر من كدة؟
وأستطردت قائلة:
-طب أقول لك علي سر، ياسين بقي بيتعامل معايا برومانسية وبيهتم بيا أكتر بكتير من قبل ما يتـ.ـجوز مليكة
وأكملت بنُصح وإرشاد :
-من الأخر كدة خرجي نفسك من موضوعي مع بباكي وركزي في دراستك أفضل
زفرت أيسل بضيق وهزت رأسها يميناً ويساراً بإستسلام من وضع وتفكير والدتها والتي تراهُ مُخجلاً ،ثم صعدت الدرج متوجهة إلي غرفتها تاركة ليالي التي إسترخت بجلستها من جديد وأشعـ.ـلت شاشة التلفاز وأمسكت جهاز التحكم وبدأت بالتقليب بين القنوات التلفزيونية حتي إستقرت علي إحداهما وبدأت بالمشاهدة ومن ثم وبدون إنذار زفرت بضيق وألقت بجهاز التحكم بعدما بدأت تسترجع حديث صغيرتها داخل رأسها
❈-❈-❈
أعرفُ أن الطريقَ إليك هو الهلاكُ بعينهْ، نعم فالبلوغُ إليك طريقهُ مُفترشٌ بنـ.ـارٍ شاعـ.ـلةٍ أيها الذئبُ اللئـ.ـيمْ، نـ.ـارٌ يُمكنها أن تحـ.ـرقَ الأخضرَ واليابسَ بطريقِها
خواطر لمار الخُضيري
بقلمي روز آمين
عودة لمدينة الأسكندرية
تحركت لمار متوجهة إلي منزل عز بعدما إختنقت من جو العائلة الذي يُشعرها بالإنزعـ.ـاج والإستياء، وتركتهم لتجلس لحالها داخل الحديقة لتُريح رأسها ولو قليلاً ممن تصفهم بالغـ.ـوغاء، كانت تُسير نحو حمام السباحة لتجلس بمقعداً أمامهُ في محاولة منها لإتخاذ قسطاً من الإسترخاء
إنتبهت علي صوت ذاك الذي يتبع خطواتها حيث تحدث بنبرة هادئة تحمل بين طياتها بعض الحِدة:
-لمار
إلتفتت خلفها سريعاً وتحدثت بتعجب:
-سيادة العميد ؟
رمقها بنظرات مبهمة لم تستطع تفسيرها في البداية وتحدث بنبرة تحمل بين طياتها تهديداً خفي:
-الكلام اللي قولتيه لسيلا بنتي النهاردة لو إتكرر تاني مش هعمل إعتبار لكونك مرات أخويا،
واسترسل بنبرة باردة وهو ينظر داخل مقلتيها اللئيمتان:
– مفهوم يا لمار
إرتبك داخلها لكنها جاهدت لتظهر أمامهُ بثبات وتحدثت متسائلة بتخابث:
-هو سيادتك تقصد إيه بكلامك ده، وكلام إيه ده اللي أنا قولته لسيلا وضايق حضرتك اوي كدة ؟!
رفع حاجبهُ مُستنكراً لؤمها وهتف بنبرة صارمة متجاهلاً حديثها:
-بقول لك إيه،ما تسيبك من إسلوبك ده لأنه مش نافع معايا وإنتِ من جواكي متأكدة من كدة
واسترسل مهـ.ـدداً إياها:
-كلمتين هقولهم لك وعاوزك تحطيهم حلقة في ودانك علشان تتقي شر واحد عديم الرحمة زيي، أنا لحد عيالي وبتهب مني وبتقلب معايا بمنتهي الغباوة
واستطرد بنظرات حادة كنظرات الصقر تطلق شـ.ـزراً:
-عيالي واللي يخصوني، ثم يذهب الجميع إلى الجحيم
واسترسل بنُصح:
-إعقليها يا بنت الناس وإتقي شـ.ـر واحد مافيش في قانون حياته حاجة إسمها رحمة للي بيأذي اللي مِنه.
قال كلماته وعاد إلي الخارج من حيثُ أتي تحت إرتعاب قلب تلك التي حدثت حالها قائلة:
-أعرفُ أن الطريقَ إليك هو الهلاكُ بعينهْ، نعم فالبلوغُ إليك طريقهُ مُفترشٌ بنـ.ـارٍ شاعـ.ـلةٍ أيها الذئبُ اللئـ.ـيمْ، نـ.ـارٌ يُمكنها أن تحـ.ـرقَ الأخضرَ واليابسَ بطريقِها
ثم إبتسمت وأردفت بدهاء:
– لكنك لم تتعرف علي شخصي بَعْدُ أيُها الوسيم،فأنا لمار التي لم تفشل إلي الآن بأيٍ من أهدافِها ،ولن أسمحَ بحدوثِ ذلك ما دُمتُ أتنفسَ، وسأصلُ لمبتغايَ،وبالنهايةِ، سنري أيها الداهي لمن سيُكتب النصرُ العظيم
❈-❈-❈
داخل منزل سالم عُثمان
تجلس سُهير فوق الأريكة المتواجدة ببهو المنزل، تَحمِل بعناية صغيرة شريف فوق سـ.ـاقيها ، يجاوراها زو جها وولدها الجلوس وهي تتحدث عبر الهاتف متسائلة بسعادة تظهر علي ملامح وجهها:
-يعني إنتِ هتيجي بعد عشر أيام وتحضر باقي رمضان والعيد معانا إنتَ والأولاد ونهي يا سيف؟
أجابها سيف الواقف أمام نافذة حُجرة مكتبهُ المتواجدة داخل المَشفي التي يعمل بها بـ لندن:
-إن شاء الله يا ماما، أنا خلاص رتبت أجازتي أنا ونُهي وحجزت تذاكر السَفر
وأكمل بمداعـ.ـبة والدتهُ بنبرة صوت يملؤها الحَنين:
-إبتدي بقا جهزي لنا المحشي والبط والكُنافة من الوقت يا سوسو علشان أحفادك مشتاقين لأكل نَانَا
أجابته بسعادة مفرطة:
-بس كدة يا حبيبي، كل اللي نفسكم فيه وأكتر هتلاقوني مجهزاه علشان خاطر عيونكم
وأكملت بتنبيه:
– بس إبقي قولي قبل ما توصلوا بيوم علشان أعزم مليكة وجـ.ـوزها وولادها علشان يفطروا معاك، وكمان علشان نلحق نجهز لكم الفطار اللي يليق بيكم
وأكملت بلهفة قلب الأم:
-هعمل لك كُنافة سادة وبالمانجة وقطايف مشكلة، وهعمل لك كمان القمر الدين اللي بتحبه
قاطع حديثها قائلاً بنبرة تأكيدية :
– إوعي تنسي الخُشاف يا سوسو، وماتبقيش بخيلة
وكتري القراصية فيه
نطقت سريعً بطاعة:
-من عنيا يا حبيبي، ومن غير ما تقول كنت هزود لك فيه القراصية لأني عارفة إنك بتحبه كدة
إبتسم بحنين لما مضي، وتحدث بنبرة متأثرة:
-ربنا يخليكي ليا يا ماما
هتف سالم الذي يجاورها الجلوس وهو يجـ.ـذب منها الهاتف وذلك بعدما رأي لمعة لدموع حبيـ.ـسة تُريد من يسمح لها بالخروج جراء تأثرها بحديثها الحنون مع ولدها الغائب عن عيناها ولم تراه مُنذُ ما يزيد عن العامان:
– كفاية رغي وهاتي التليفون وأديني فرصة أكلم إبني وأطمن عليه يا سُهير
نزلت دمعة حنين من مقلتيها لمحها شريف المجاور لجلوسها، ربت علي كف يـ.ـدها بمؤازرة وتحدث بمداعبة كي يُحاول إخراجها مما هي عليه :
-هو إنتِ ما بتعرفيش تفرحي خالص يا سوسو، إبنك جاي من السفر يقضي معاكِ رمضان والعيد هو ومـ.ـراته وأولاده، وبدل ما تبقي بترقصي من الفرح قاعدة تعيطي؟
أجابته بإبتسامة سعيدة ممتزجة بدموعها:
-دي دموع الفرح برجوع أخوك ولمتكم حواليا في الشهر الكريم يا حبيبي، مبسوطة إننا هنتلم ونقعد كُلنا في بيت واحد
إبتسم متعجبً لأمرها ومال علي جبينها وقام بوضع قُبلـ.ـة حنون
❈-❈-❈
داخل إحدي الخيام الرمضانية المتواجدة بأحد الأحياء الراقية، وفي وسط الأجواء الرمضانية بزينتها الرمضانية المُبهجة للنفوس
تجلس چيچي بجانب زو جها، تتناول مشروب القمر الدين المشهور تناولهُ في ذاك الشهر المعظم، مع بعض الحلوي الرمضانية المرصوصة فوق تلك المنضدة برتابة
تحدثت بنبرة حذرة:
-طارق، فيه حاجة حصلت النهاردة لازم تعرفها
ضيق عيناه بإستغراب وسألها مستفسراً:
-حاجة إيه دي يا حبيبتي ؟
أردفت قائلة بترقب:
-لمار إتفقت مع عُمر ومامتك إنهم يفاتحوا مليكة ويحاولوا يغروها بالفلوس علشان تبيع لهم من حِصتها هي وأولادها في الشركة.
وبدأت تقص عليه كل ما إستمعته من ثلاثتهم بالتفصيل المُمل، وضع طارق كف يـ.ـدهُ فوق كفها الموضوع فوق المنضدة وتحدث قائلاً بنبرة واثقة:
-إطمني يا چيچي، مليكة أذكي من إنها تنخـ.ـدع بكلام لمار وتفرط في حق أولادها، وبعدين هي أكتر واحدة عارفة قد إيه رائف تعِب وشِقي في الشركة دي
نظرت إليه وأردفت بإعتراض:
– أيوة بس إنتَ كمان مش لازم تعتمد علي ولاء مليكة لشركة رائف وبس، لازم تنبهها يا طارق؟
أجابها بهدوء ليُطمأنها:
-قولت لك ماتقلقيش يا حبيبتي، ولو مليكة خيبت ظني وقبلت عرضهم أنا وقتها هتدخل وأتكلم معاها واخليها تتراجع
أومات لهُ بإبتسامة هادئة فأردف قائلاً بحنو وهو يُربت فوق كفها بإهتمام :
-تعرفي يا چيچي،إنتِ أجمل وأحن ست في الدُنيا كُلها
إبتسمت له وأردفت بنبرة مُماثلة:
– وإنتِ أحسن راجل قابلته في حياتي
نظر للصَحن الموضوع أمامها وسألها بدُعابة كي يخرجها من ذاك الحديث:
-حلوة الكنافة بالقشطة دي؟!
إبتسمت وتحدثت بإستحسان:
-جامدة، تحب تدوق؟
هز رأسهُ بإيجاب، وعلي السريع أمسكت بشوكتها وأقتـ.ـطعت جزءً من القطـ.ـعة وبسطت ساعـ.ـدها بإتجاه فـ.ـمهْ، إلتقـ.ـطها بين شـ.ـفتاه وبدأ بمضـ.ـغها بإستمتاع ظهر فوق ملامح وجههُ تحت سعادة حبيبتهُ المخلصة
❈-❈-❈
بغُرفة شريف السابقة،والتي كان يسكن بها قبل زوا جهُ وانتقالهُ منها إلي مسكن الزو جية، تجلس علياء فوق المقعد الخاص بالمكتب الصغير الموضوع جانباً بأحد أركان الحُجرة، ترتدي نظارتِها الطبية، مُنكبة علي أوراقها ويبدوا عليها التركيز الشديد
دلف إليها ذاك الشريف وهو يحمل بين يداه حاملاً موضوع عليه كُوبان من مشروب القهوة السريعة المُحبب تناولهُ لكِلاهُما وتحدث وهو يتحرك إلي مكان جلوسها ويضع ما بيـ.ـده فوق سطح المكتب:
-عملت لك النِسكافية اللي بتحبيه وجيت علشان نشربه مع بعض
رفعت رأسها وابتسمت وهي تنظر إليه بحنان وتحدثت شاكرة بإمتنان:
– تسلم إيدك يا حبيبي، كُنت محتجاه جداً
جلس بالمقعد المقابل لها وسألها مستفسراً:
– لسه مخلصتيش دراسة القضـ.ـية بتاعة شركة المقاولات؟
هزت رأسها بنفي وهي تتناول كوب القهوة وتُرجع ظـ.ـهرها للخلف مستنده علي ظـ.ـهر المقعد الخشبي وأردفت قائلة بتملل:
-لسه يا شريف، قضـ.ـية صعبة ومعقـ.ـدة وفيها ثَغرات كتير جداً ممكن الخِصم يدخل لي منها ويكسب القضـ.ـية مني
وضع كف يـ.ـده علي كفها الموضوع فوق سطح المكتب وتحـ.ـسسهُ بعناية وحنان وتحدث مشجعً إياها :
– أنا واثق في ذكائك كمحامية وعارف ومتأكد إنك هتقدري تسدي كل الثغرات دي وهتكسبي القضـ.ـية زي عادتك
قال كلماته ثم وضع كوبه فوق سطح المكتب وهَمَ بالوقوف ثم تحرك حتي وصل إلي خلف مقعدها، وضع كفاي يـ.ـداه فوق كتِـ.ـفيها وبدأ بتدليـ.ـكهُما بطريقة ناعـ.ـمة أجادت إستحسانها حتي أنها أغمضت عيناها واستسـ.ـلمت لحركة يـ.ـداه بجسـ.ـدٍ مُرتخي للغاية
تابع التـ.ـدليك لمدة لا تقل عن عشرة دقائق، ثم مال علي إذنها وهمـ.ـس بطريقة أذابـ.ـتها وأثـ.ـارت مشاعرها :
– تعالي نفصل عن العالم بحاله وأعيشك معايا أجمل إحـ.ـساس في الكون
همهمت بغنج ثم أردفت قائلة بدلال:
-وبعدين معاك يا شريف
إبتسم برجـ.ـولة عِندما علم بإستـ.ـجابة أُنثاه لعرضهِ الحلال،توقف عن تدلـ.ـيك منكـ.ـبيها ثم أمـ.ـسك كف يـ.ـدها وحِـ.ـثها علي الوقوف، أخذها وتحرك بها إلي تختِـ.ـهما وغاصا معاً داخل عالمهما الخاص ليحيا بداخله حياة العاشقين ويبث كُلً للأخر مّدي عشقه العتيق
❈-❈-❈
داخل جناح مليكة،
كانت تجلس لحالها بعدما إطمأنت علي أطفالها الثلاث وتأكدت من أنهم غفوا بسلام،تنتظر حضور حبيبها حيثُ ذهب مُنذ ما يقارب علي الساعتان للإطمئنان علي نجله حمزة والجلوس معهُ لمتابعة أمورهُ، كانت جالسة فوق المقعد الهـ.ـزاز الموضوع أمام الشُرفة مباشرةً،أرجعت رأسها للخلف وأغمضت عيناها بإسترخاء وفردت ساعـ.ـديها علي جوانب المقعد بإرتخاء ثم بدأت بتحريك المقعد ليهتز بهدوء مما أدخلها في حالة من الإستجمام الشديد
تنفست بهدوء وملئت رئتيها بهواء البحر المُنعش وهي تشْـ.ـتَم رائحة اليود التي تعشقُها، وبدأت تنظم أنفاسها لتحصِل علي سلامها النفسي وتحسين حالتها المزاجية
أخرجها من حالتها تلك رنين هاتفها الجوال الذي صَدح بجانبها ليُعلن لها عن وصول مكالمة هاتفية ، فتحت عيناها ورفعت رأسها لتنظُر بجانِبها وتلتقط هاتفها وترد بنبرة مَرحة:
-الليدي ليالي هانم العشري بنفسها بتكلمني
ضحكت ليالي التي تتحرك براحة داخل حديقة المنزل ويحاوطها رجال الأمن المنتشرين، وعقبت علي حديثها بدُعابة مماثلة:
– شوفتي إزاي أنا متواضعة
ضحكت كلتاهما فتحدثت ليالي بإهتمام:
-أخبارك إيه،طمنيني عليكي وعلي الأولاد.
اجابتها مليكة بهدوء:
-إحنا بخير الحمدلله
أردفت ليالي من جديد:
-أه بالمناسبة، مبروك علي البنوتة
ميرسي يا لي لي، عقبالك… جُملة عفوية تفوهت بها مليكة لتواجه سيلاً من السُخرية من قِبل تلك الليالي حيث هتفت بنبرة تهكمية:
-بعد الشـ.ـر عليا، هو إنتِ فكراني مُغفـ.ـلة زيك علشان أضيع جمالي ورشاقة جـ.ـسمي في الخلفة والرضاعة والكلام الفارغ ده
واسترسلت ساخرة:
– وأقضي اللي باقي من عُمري وأنا بغير كوافيل وأحمي وألبس؟
إبتسمت مليكة وتحدثت بحنان وصدق:
-طب وهو فيه أحلا من إنك تبقي مسؤلة عن طفل وتقعدي تدلِلِي فيه وإنتِ بتحميه بين إديـ.ـكي ،وتشوفي ضحكته وهو مُستمتع بلمـ.ـستك الحِنينه
واسترسلت بنبرة حماسية:
-يا بنتي ده أنا من مُجرد الوصف بس حـ.ـسيت بمشاعر خلتني طايرة في السما من كتر إشتياقي لبنوتي
أطلقت ضحكة ساخرة وتحدثت:
– وأنا يا ستي متنازلة لك عن المشاعر والإحَـ.ـاسيس دي
واسترسلت بما عَكر صفو تلك المسالمة:
-بس بجد يا مليكة حاولي تكون دي أخر مرة تخلفي فيها،يا بنتي إنتِ بقيتي عاملة زي الأرنبة، وأكيد ياسين يا حـ.ـرام زهق من تقصيرك في حقه بسبب الحَمل بس هو مش قادر يقولها لك صريحة
إبتلعت غصتها المُرة من حديث تلك التي أطفأت شُـ.ـعلة فرحتها وتحدثت بنبرة خافتة:
-إزاي يعني ياسين هيزعل وهو اللي قعد يقنع فيا علشان أبطل الوسيلة؟
واسترسلت علي إستحياء ودون تفسير :
-وبعدين أنا الحمدلله مش مقصرة مع ياسين في أي حاجة،بالعكس،وهو بنفسه اللي قال لي كدة
إستـ.ـشاط داخل ليالي وثـ.ـارت كرامة الأُنثـــ.ـي بداخلها ولكنها تحاملت علي حالها وأرادت أن تُشـ.ـعل نـ.ـار تلك الدخيلة علي حياتها فأطلقت ضحكت عالية وتحدثت بتشكيك:
-وهو إنتِ أي حاجة بيقولها لك ياسين بتصدقيها كدة علي طول،ده أنتِ تبقي غلبانة أوي يا مليكة.
واسترسلت:
-فوقي يا مليكة، إنتِ متـ.ـجوزة ياسين المغربي ذئـ.ـب المخابرات،يعني صعب تفهمي هو بيفكر في إيه أو يقصد إيه بكلامه
إشتـ.ـعل داخلها من تلك التي تحاول جاهدة إفساد سعادتها وإدخال الريبة بقلبها ناحية زو جها:
-مش مطلوب مني أدخل في نيته، لكن كلامك مش منطقي بالنسبة لي يا ليالي، إزاي يعنى ياسين يقعد يقنع فيا إني أجيب له بيبي، وبعد ما يحصل يزهق
إستـ.ـشاط داخل ليالي لكنها قررت تُنهي المجادلة التي لن تُجدي بنفعٍ مع تلك العاشقة فتحدثت بنبرة حادة:
-والله أنا نصحتك وإنتِ حُرة،
وأستطردت بتهرب كي تُنهي ذاك الحوار السَخيف والذي أحـ.ـرق قلب كِلتاهُما وجعلهُما كجـ.ـمرة مُلتـ.ـهبة:
-أنا مضطرة أقفل لأن سيلا قاعدة جوة لوحدها.
أنهت معها تلك المُكالمة التي أزالت كُل ما وصلت إليه من إسترخاء مُنذُ القيل،أرجعت رأسها إلي الخلف من جديد وبدأت تهز المقعد بطريقة عنـ.ـيفة مما دل علي وصولها إلي حالة شديدة من الإحتـ.ـدام وإحتـ.ـراق الروح
بعد قليل دخل إليها ياسين وسار إلي حيث مقعدها،وقف خلف جلوسها ومال بطولهُ الفارع عليها وقام بوضع قُـ.ـبلة حنون فوق وجنـ.ـتها، ثم همـ.ـس بنبرة حنون بجانب آُذنـ.ـها:
-بحبك
شعرت براحة وإسترخاء لذيذ وكأن جميع جـ.ـسدها آُصيب بالتخدير وذلك أثر القشعريرة التي أصابتها جراء همـ.ـساتهْ الساحرة ، إبتسمت له وسألتهُ بدلال:
-إتأخرت ليه يا حبيبي؟
تحرك ووقف قُبالتها ثم أمـ.ـسك كفها وجـ.ـذبها بهدوء لتقف أمامهُ وتحدث:
– كُنت بلعب بلياردو أنا وحمزة والوقت سـ.ـرقنا
إبتسمت له وتحدثت بنبرة صادقة:
-ربنا يخليكم لبعض
شكرها بعيناه وقام بسـ.ـحبها داخل ضـ.ـمة أحضـ.ـانه وهـ.ـمس هائمً:
-وحشتيني
تنهدت بهدوء ثم لفت ذرا عيها عليه وشـ.ـددت من ضمـ.ـتها القوية وأردفت بنبرة هادئة ظاهرياً:
-وإنتِ كمان وحشتني أوي
من خلال دقات قلبها الغير منتظمة جراء غضـ.ـبها شعر حبيبها بعدم إطمئنان روحها، فأبعد وجهها عنه قليلاً وقطب جبينة وتحدث متسائلاً بإستفسار:
-مالك يا حبيبي، فيه حاجة موتراكي؟
هزت رأسها بنفي وتحدثت بإنكار كي لا تفتعل المشـ.ـاكل بينهُ وبين ليالي أو علي الأقل تزرع بذرة بقلب ياسين للضغـ.ـينة تجاة ليالي:
-خالص يا حبيبي
ولا يرجع إنكارها لما حَدثْ من تلك الليالي لكونها ملاكً يتجولُ بين البَشر،نحن لا نقطنُ المدينةِ الفاضلةِ يا سادة، فلكُلٍ منا شيطـ.ـانهُ الذي يكمن داخلهُ ويضع بِذرة الشـ.ـر بنسبٍ متفاوته داخل قلبهُ
البعضْ مِنا يستطع كبحهُ ورجمهُ والإنتصار عليه بالإيمان والعزيمة،ومِنا من تضعِفهُ نفسهُ الهشة الأمارةِ بالسـ.ـوء ويتبع هوا نفسه ويَظلـ.ـمُها
أما تلك المليكة فقد فعلت هذا لأجل عدم إفتعال المشـ.ـاكل وجلب الشـ.ـقاء لحالها، وخشيةً منها فُقدانها للسَكون بحياتها مع زو جها، رقيقةُ هي كالنسيم، تعشق الهدوء والسَلام النفسي حتي ولو دفعت ثمنهُ من إشـ.ـتعال روحها لبعض الوقت، كل هذا يَصبحُ هَيِّنًا أمام عَيشِها لحياةً ولحظاتٍ هنيئةً سعيدةً تقضيها بجانب أطفالها وعاشِقُها الذي يُغرقُها بحنانه ويشملُها بإهتمامه الزائد عن الحَد، وهذا كفيل بالنسبة لها لتتحمل كل سخافات مَنْ يحيطون بها وتتناساها
تنهد بهدوء وبرغم عدم إقتناعهُ بنفيها إلا أنهُ إحترم عدم إرادتها لإفصاحها عما يضيقُ بصـ.ـدرها، قام بسحـ.ـبها وسار بها حتي وصلا إلي تختهما وتمدد عليه مُحتضـ.ـناً إياها برعاية وضل يحدثها في أمور تخُص كلاهما حتي غفت بين أحضـ.ـانة بسلام، أراحها فوق وسادتها وسـ.ـحب جـ.ـسده مُستنداً للخلف، ثم مال علي جذعه وألتقـ.ـط هاتفهُ وبات يتصفح من خلاله مواقع التواصل الاجتماعي لحين وجوب موعد وجبة السُحور
تُري ماذا تريد تلك اللمار من ياسين المغربي؟
وما هو سبب إصرارها علي دخولها لشركة طارق وشراكة مليكة بأسهمها بالشركة؟
كل هذا وأكثر سنتعرف عليه من خلال متابعة روايتنا قلوب حائرة 2
تفاعل كتير وهنزلكم فصول اسرع
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب حائرة)