رواية قلوب تائهة كاملة مجمعة (جميع فصول الرواية) بقلم سهام صادق
فصول الرواية
الفصل الأول
في منزل يبدو عليه البساطه الشديده ، عندما تدخله تري مدي بساطه اهله وطيبتهم ولكن تجد الحزن يخيم علي اهله
فقد فقدوا من كان مصدر امانهم وحمايتهم نعم اب والزوج
كانت تجلس سيده في الخمسين من عمرهاا ،مازالت ملامح جمال الصبا ظاهره علي وجهه بالرغم من ظهور التجعيدات البسيطه والحزن الشديد الذي يملئ قلبها قبل وجهها علي زوجهاا الغالي الذي تركهاا وحيده في تلك الحياه هي وابنتهاا
مريم بحزن واشفاق علي حال والدتهاا وبرغم من حزنهاا الشديد والفراق الذي لم تتقبله ولكن تجاهد ان تبقي قويه من اجل والدتهاا المريضه
جلست بجانب والدتهاا وامسكت احد ايديهاا ثم قبلتهاا بحب شديد
مريم بحب : اخدتي علاجك ياماما
الام بضعف: اخدته ، مع ان مبقتش فارقه كتير ،الي كان مخليني احب الحياه راح خلاص ، ثم بدأت دموعها تتساقط
مريم بحزن شديد ودموع كانت تود ان تخرج بغزاره ولكن حبستهاا لتكون قويه : ليه كده ياماما ، بعد الشر عليكي ، انا ليا مين غيرك ياست الكل
سعاد(والدتها) بأشفاق وهي تحتضن ابنتهاا لتهون عليهاا او بالاصح تستمد منهاا قوتهاا : مش مصدقه يامريم انه سبنا خلاص ، خلاص مش هيبقي موجود في وسطنا ، ثم تذكرت احد مداعبته لها ولااا هيقولي حكايه قفص المانجه الي كان شبكتي ونفضل نضحك ونفتكر ايام زمان ، يااااااا
مريم باشفاق وهي تمسح بأحد أيديها دموعهاا : وانا كمان وحشني اوووي ياماما ، ثم اترمت في حضن والدتهااا ثانيه وظلوا يبكوا سويااا علي حياتهم الجديده التي تنتظرهم بدونه
………………………………………….. ……………
اصوات الموسيقي تتعالا، والرقص والضحك وشرب الخمروالصحافه تملئ المكان ، وصفقات بين رجال اعمال تنشئ وصداقه تبدء من اجل المال والصفقات عالم تعتبر الماده هي اول اساسيته واهم اولوياته
دخل بسيارته الفارهه الحديثه ، ونزل منهاا وهو يكاد ينفجر من غروره تلك ، فكيف لا يشعر بهذا وهوحفيد وا بن واخ لاكبر واهم رجال الاعمال ،التفت امامه وجد سيارة اخه الاكبر تدخل وينزل السائق سريعاا ليفتح له باب تلك السياره بابتسامه
أدهم وبملامح رجوليه كامله تدل علي شخصيته القويه وصرامته وكم يدعي الرجل الذي يحطم القلوب ولا يتحطم فهو معروف لدي النساء بذلك ، وما من احداهما لا ترغب بأن تكون زوجة هذا الشخص وبالتأكيد من اجل شهرته وماله وايضاا وسامته التي يخفيها تحت زًي رجال الاعمال
أياد بابتسامه واسعه : اهلا بالبوس ، منور الحفله ، بس ايه الي غير رأيك وخلاك تيجي
ادهم بابتسامه حب لأخيه الذي يعشقه : ايه يا أياد مش عايزني اجي عشان مشوفش فضايحك واتفاجئ بيها بكره في المجلات صح
اياد بضحكه جميله قد زادت من وسامته: ما انت عارف الصحافه ما بتصدق اي حاجه ، يعني المره الي فاتت طلعتلي قصه حب بس عشان رقصت مع واحده ، اومال لو بوستها كانوا قالواا ايه هتجوزهاا
ادهم بهدوء ورزانه : حاسب شويه علي تصرفاتك ، انا مش عارف هتكبر امتا 26 سنه ولسا طايش
اياد بضحك : انا لو مكانك اتبري من العيله ديه ، اخ طايش واب كل يوم بيغير عروسه ولا كأنه بيغير جذمه
ادهم وكاد ان يتحدث ولكن صمت عندما رأي والده الرجل الذي عمره 60 عاما يتراقص في حضن فتاه يبدو انهاا في عمر اخاه
أياد بضحك وهو يشاهد ايضا المنظر: مش بقولك انت لازم تتبري من العيله ديه ، عيش انت بقي وسيبني اعيش
ذهب أياد وكان ادهم نظراته مازالت علي اباه ، ثم التفت الي اخاه وجدهه يقف مع احد الفتايات التي تقترب منه بدلال شديد
نظر عليهم نظره اخيره ، ثم التفت ليأخذ احد المشروبات ليهدء من اعصابه حتي لو قليلاا
كانت واقفه تتأمله تتأمل هدوئه ووقاره الذي اعجبها منذ ان رأته في المره الاولي في احد الحفلات ، وهو يبتسم ابتسامه جذابه تجعل قلب اي أمراءه يذوب من اجلهااا ، قررت اليوم وبكل جرائه ان تقترب منه قبل ان يظهر احد وينشغل معه بالحديث فهذه هي فرصتهاا
كاد ان يلتف بظهره ولكن اصصدم بهاا ، وانسكب المشروب الذي كان بيدها علي ملابسهاا الوثيره الضيقه
ادهم بهدوء وبأعتذار: أسف بجد مأخدتش بالي، انتي كويسه
صافي بأبتسامه واسعه : ولا يهمك انا الي كنت غلطانه ، ثم بدأت بالحديث معه
ثم قالت له بجرأه: طب ما انت شخص لطيف اه زي بقيه الرجاله ، اومال ليه ديما معروف بالصرامه والانضباط وكاد ان تقول كلمتهاا الاخيره ولكن ..
ادهم بأبتسامه : ومعقد ، ومغرور صح
صافي : مش قصدي صدقني ، بس ده الي ديماا بسمعه من ساعة لما رجعت من لندن..
ادهم : لاء عادي ، عن اذنك .. ثم ذهب وتركهاا وهي تشعر بالحيره من تلك الرجل ، ظلت تتابع حركاته وانشغاله مع بعض أصدقائه من رجال الاعمال ، كانت كل نظراتها عليه الي ان
نور بضحك : مش هيبصلك ومش هتفرقي معاه ، كان غيرك اشطر ، مافيش ست لحد دلوقتي قدرت بس انها حتي تقضي ليله معاه ، ده ادهم شوكت
نظرت لها صافي بصمت ولم تتحدث ..
………………………………………….. ……..
علي فكره وحشتيني اوووي
بوسي بدلال : كداب
اياد بضحك : اخص عليكي ، انا كداب برضوه
بوسي : اومال مبتردش ليه علي تليفوناتي
اياد : مشغول ياحببتي
بوسي وهي تقترب منه اكثر وتقبله علي احد خديه : مشغول علي بوسي حببتك برضوه
اياد بلطف ومجامله مصطنعه وحب ايضا مزيف : غصب عني ما انتي عارفه ، وكمان ولا تزعلي ياستي هنقضي السهره النهارده مع بعض
بوسي بمياعه وهي تحتضنه : بموووت فيك يا دودي ياحبيبي انت
وكادت ان تكمل مياعتهاا ، ولكن قطع حديثهم قدوم ..
احمد : ايوه ياعم ، مافيش طبعاا غير سي اياد
بوسي ببرود : ياسم ، ثم تركتهم وقبل ان تنصرف
مستنياك ياحبيبي
نظر لهاا أياد بخبث وبأبتسامه ، ثم التف الي صديقه
احمد : امتا هتعقل بقي
اياد بضحك: واعقل ليه ، هو انا الي برمي نفسي عليهم ، اه خلينا نستمتع بحياتنا
احمد : وهي ديه تعتبر حياه ياسي اياد
اياد وهو ينظر لأحد الفتايات التي لفتت انتباهه وعيناه تتفحصهاا : بتقول ايه يا احمد ، ثم تركه وانصرف
احمد : ربنا يهديك يابن خالي وتعقل
………………………………………….. …………
تقبل الله ياماما
سعاد : منا ومنكم ان شاء الله
مريم : يلاا عشان نتعشي وتخدي دواكي
الأم بحزن ولكي لا تزيد الحزن علي ابنتها : يلاا ياحببتي ، بسم الله
بدئواا في تناول طعامهم ولكن قطع جلستهم رنين هاتف منزلهم ، نهضت مريم لكي ترد علي المتصل
مريم : السلام عليكم
المتصل : وعليكم السلام ، ازيك يامريم يابنتي
مريم: الحمدلله ياعم حسين ، ازي حضرتك
حسين بخجل : انا الحمدلله يابنتي بخير ، معلشي اتصلت بيكم في الوقت ده
مريم : لا ابدا ولا يهمك
حسين بخجل ، وبدء يقص عليها ما اتصل لاجله
………………………………………….. ….
كفايه بقي ياريري ، انتي شكلك شاقيه اووي وهتتعبيني
ريري : عشان خاطري خلينا كمان نرقص ، ولا عايز ولادك يقولوا عليك عجزت
عزت بتكابر: انا عجزت فشر
شايف يا احمد خالك ، مش عارف امتا بس هيحس بسنه ، فاكر نفسه لساا مراهق ، انا مش عارف هلاقيها منه ولا من أياد ، طب أياد لسا شاب وطايش ، اما هو ديه 10 جوازه ليه في سنه واحده
احمد بتعاطف : انت هتعمل ايه ولا ايه يا ادهم ، ربنا يهديهم
ادهم بجمود : انا ماشي ، عشان لو فضلت اكتر من كده مش عارف هعمل ايه ، ثم نظر علي والده والقي عليه نظره أسي ورحل …
كانت اعينها مازالت متعلقه عليه ، تتابع حركاته ، وعندما رأته يهم ليغادر الحفل استأذنت ورحلت هي ايضاا
ركب سيارته بهدوء وهو يشعر بالأختناق من تلك الساعه التي قضاهاا في تلك الحفل التي جمعته بوالده ، ليري تصرفاته تلك ،ألتفي ليفتح زجاج سيارته لينعم ببعض الهواء وجدها تقف تنتظراحدي سيارات الاجره
ادهم : ثواني بس ياصالح
خرج من سيارته بهدوء، ثم عرض عليهاا ان يوصلها كي لا تبقي بمفردهاا في مثل ذلك الوقت ، وايضا ليعتذرلها ثانيهً عما فعله بهاا عندما اسكب عليها بعض قطرات العصير
ركبت بجانبه ، وهي تشعر بسعاده بالغه فقد تحقق ما تمنت
اوصلهاا الي البنايه التي تقطن بهاا في أحد المناطق الراقيه، وبعد الحاح شديد كي يشرب معاهاا فنجان قهوه ، حتي يهدء الصداع
وافق علي عرضهاا وترجل معهاا السياره ليذهب الي شقتها التي تقطنها بمفردها
………………………………………….. ………..
سعاد بأشفاق: طب هنعمل ايه دلوقتي ، معاش ابوكي ولساا الحكومه مش هتصرفوا لينا دلوقتي والله اعلم لو اخدناه
والتاكسي اه عمك حسين طالب مفاتيحه ، الي اصلا كنا هنبعتهاله من غير كلام ، بس الواحد اتلهي ، انا هرجع اخيط تاني يامريم وهطلع مكنه الخياطه
مريم : لاء طبعاا ياماما ، طول ما انا عايشه مش هتعبك ابدا ، انا هنزل من بكره ان شاء الله هدور علي شغل
سعاد بحزن وتذكرها لزوجها : يااا عبدالله ،عمرك ما خلتنا محتاجين حاجه ، كنت بتحرم نفسك وتشتغل علي التاكسي بالليل عشان متخليناش نحتاج لحد
مريم بحزن يعتصر قلبها : ربنا كريم ياماما ، وان شاء الله مش هنحتاج لحد ، قولي يـــارب ، مش انتي ديماا بتقوليلي ومن يتوكل علي الله فهو حسبه وكفي بالله وكيلا
سعاد : ونعم بالله ، يــــاربـــ
مريم: يلا ننام بقي ياست الكل ، عشان نصحي نصلي الفجر
الام بحب وهي تربط علي كتف ابنتها : ربنا يباركلي فيكي ياحببتي، ويحفظك
………………………………………….. ……….
نظر جانبه وجدها نائمه جواره وهي عاريه ، ظل يتذكر ماحدث بينهم ، ثم نهض بهدوء من جانبهاا وارتدي ملابسه وقبل ان يرحل نهضت من علي الفراش بعد ان غطت جسدهاا
صافي: صباح الخير
ادهم : صباح النور ، نمتي كويس
صافي : يااا ده اكتر يوم انام فيه وأحس بالراحه من غير احلام مزعجه
ادهم بهدوء: يلاا سلام ، ثم هما بالرحيل ولكن استوقفه صوتها الحاني
صافي : هشوفك تاني
ادهم ودون ان يلتف اليها ، غادر المنزل ورحل
ظلت واقفها لثواني معدوده وهي تتذكر تلك الليله التي قضتها بين احضنه ، ثم ابتسمت وذهبت الي غرفتهاا لتكمل نومهاا لتنعم برائحته التي مازالت علي فراشهاا
………………………………………….. ……..
ظلت تبحث طول اليوم عن عمل ، ولكن بدون جدوي
فكل أصحاب العمل يرغبون بمن لديه خبره او بالاصح واسطه لكي ينعم بأبسط حقوقه وهي وظيفه لكي يعيش بهاا
نظرت الي اوراق تخرجهاا والكورسات التي حصلت عليهاا ، ثم وضعتهم في حقيبتهاا وقررت الرجوع الي منزلهاا
سعاد بحب : عاملتي ايه يامريم
مريم بأسي تحاول ان تخفيه : لقيت الحمدلله شغل ، متقلقيش ياست الكل
سعاد بشك : شغل ايه وفي شركه ايه
مريم بأبتسامه لتداري كذبها : ايه ياسوسو هتفضلي تسأليني كتير كده ،ده انا حتي جعانه وميته من الجوع اكل بس واحكيلك علي كل حاجه
سعاد بحزن علي ابنتهاا التي يبدو عليها التعب : ياخبر ياحببتي ثواني احضر الاكل وناكل
نظرت مريم علي والدتهاا بحزن ، ثم فتحت حقيبتهاا لتري المال الذي بحوذتهاا فكان لا يتعدي خمسمئه جنيهاً
مريم بدعاء: يــــاربـــ متحوجناش لحد ياربـــ
ثم ذهبت لغرفتهاا لتبدل ملابسهاا وتؤدي صلاتهاا
………………………………………….. ………
كان يتحدث بصرامه شديده : الصفقه ديه مهمه جداا بالنسبه لمجموعتنا ، مش عايز اي تقصير مفهوم
نظرواا الي بعضهم وبصوت مضظرب : مفهوم يافندم ، اي أوامر تانيه
ادهم : لاء اتفضلواا
احمد وهو يهم بالخروج ايضاا
ادهم : ثواني يا احمد عايزك ، ثم القي احد المجلات امامه
احمد بضيق : طب هو فين دلوقتي
ادهم بنرفزه : الاستاذ قافل تليفونه ، مش كفايه عليا فضايح ابوه كمان فضايحه هو الي مبتخلصش
احمد بهدوء: طب اهدي بس انت يا ادهم وانا هشوف الموضوع واحله
ادهم بضيق وهو يسند رأسه علي كرسيه : ماشي يا احمد ، وياريت اول لما يوصل يجيلي مكتبي علي طول
نظر له احمد بأشفاق ، وغادر
هناا لو سامحتي ، هاتيلي قهوه … ثم ارجع رأسه للخلف مره ثانيه وبدء يسترخي قليلاا لعله ينعم ببعض الهدوء….
اشتغل جرسونه !!
نظر لها المدير بأستهجان : اومال عايزه تشتغلي ايه ، احمدي ربنا انك لقيتي شغل اصلاا ، لولا ان البنت الي كانت بتشتغل هناا اتجوزت … مكنتيش هتلاقي ياحلوه
هااا موافقه تمضي العقد سنه ولا …….
يتبع….
الفصل الثاني
نظرت الي ذلك الشخص الذي ينظر لها بأبتسامته المستفزه ، ثم نطقت بموافقتهاا علي ذلك العمل
خيري ببرود : نمضي بقي العقد
مضت مريم العقد بدون ان تفكر بتلك السنه التي لابد ان تقضيها تحت رحمة ذلك الرجل ،لم تفكر سواا بوالدتهاا وعلاجهاا الذي تحتاجه كل شهر لمرض السكر،ولكن عزمت الا تخبر والدتهاا بعملهاا
خيري : طبعا انتي شايفه ان المطعم مش اي زباين بتجيه ، ناس من اعلي مستوي عمرك حتي ماشوفتيهم ، يعني يبقي فيه التزام ووجهه بشوش وقال بضحكته المستفزه وهو يتفحصها ووجهه حسن وانتي بصراحه ايه قمر
مريم بحده : افندم
خيري وهو يندهه علي احد العمال: ياسعد ياسعد ، تعالاا فهم الانسه شغلهاا
ذهبت مريم لتعرف ماهي طبيعة عملهاا وهي تشعر بالرهبه الشديده
………………………………………….. ….
دخل شركته وهو يمشي بثقته المعهوده ، ونظرات موظفينه تكاد ان تخترقه ، الي ان سمع احد الموظفات تتحدث مع صديقتها
عندهم حق البنات تتلهف عليه ، حد يطول ان يقضي ليله مع القمر
سمع جمتلهاا تلك ، فلتف اليهاا وهو يخلع نظارته وابتسم لها ابتسامته الساحره
الفتاه وبعد ان رحل : ده ضحكلي ، انا مش مصدقه
دخل الي غرفه مكتبه ، بعد ان القي التحيه علي سكرتيرته
وبعد ان دخل وجد احمد يدخل خلفه
احمد : كنت فين يا أياد من امبارح
أياد بهدوء: في شرم ليه حصل حاجه
احمد :وقفل تليفونك ليه
أياد: في ايه يا احمد ، شايفني صغير
وفي تلك اللحظه ، دخل ادهم وعلامات الضيق علي وجهه من تصرفات اخيه
ادهم : صغير لا سمح الله يا أياد ، ده انت أياد عزت حفيد شوكت باشا
وقف أياد لاخيه الاكبر دون ان يتحدث
ادهم : كنت فين يا استاذ ، وقافل تليفونك ليه
اياد : في ايه يا ادهم كنت زي ماكنت ، هو تحقيق واظن اني كبير ومسئول عن نفسي كويس
ادهم بضيق وهو يلقي له احد المجلات التي يبدو فيهاا انه في حالة سكر شديد وفي وضع حميمي مع إحداهما: ومدام انت مسئول اووي عن نفسك وكبير وناضج اووي يامحترم ، ابقي شوف تصرفاتك كويس ، ثم خرج وهو يزفر بضيق شديد من تصرفات اخيه
اياد بضيق : في ايه يا احمد انت بتبصلي كده ليه انت كمان
نظر له احمد ثم غادر ولم يتحدث
اياد بعصبيه وهو يأخذ مفاتح سيارته مره اخري ليغادر الشركه بأكملهاا
………………………………………….. …….
عادت الي بيتها ، وجدت والدتهاا تنتظرها ويبدو عليهاا القلق والخوف الشديد
سعاد : كل ده في الشغل يامريم
مريم بتعب تحاول ان تخفيه: معلشي ياماما ما انتي عارفه المواصلات بتاخد ساعتين كمان
الام بضيق: استغفر الله العظيم ، انا قولتلك اطلع مكنه الخياطه واشتغل عليها يابنتي ، ما انتي عارفه كان ليا زباين كويسين ولو عرفوا اني رجعت اخيط من تاني اكيد هيجولي
نظرت مريم لامها الطيبه التي تشعر من كلامهاا بجمال الحياه وببساطتهاا وطيبة اهلها ولكن هيهات
مريم بحب : وانا قولتلك طول ما انا عايشه مش هخليكي تتعبي ابداا ، وانا اه الحمدلله لقيت شغل
سعاد بحزن وهي تتذكر جملة زوجهاا ايضاا عندماا منعهاا من شغل الخياطه حتي لا يتعبهاا : طب روحي ياحببتي غيري هدومك وصلي المغرب قبل ما العشا يأذن واكون انا حضرتلك الاكل
مريم بحب وهي تقبل خد والدتها : ربنا يخليكي ليا ياماما
سعاد : ويخليكي ليا ياحببتي
ذهبت مريم لغرفتها وأعين امهاا عليها، وهي تشعر بالحزن من اجل ابنتهاا ، ابنتها التي كانت دائماا تداري احتياجهاا للاشياء التي ترغب بها اي فتاه في سنها حتي لا تكلفهم مايزيد عن استطاعتهم ، حتي لا تشعرهم بفقرهم ، كانت ترضي بالقليل بل وبالاقل
سعاد بدعاء: ربنا يعوضك خير يابنتي ، وافرح بيكي مع حد يحافظ عليكي
………………………………………….. ………..
كانت تجلس امامه، تتطلع له وهي لا تصدق انهاا معه للمره الثانيه
ادهم : مالك بتبصلي كده ليه
صافي : ابدا ، بس مش مصدقه نفسي اننا اتقبلنا تاني وانك كلمتني
ادهم : يااا لدرجادي
صافي بابتسامه صافيه : انت متعرفش قد ايه انا مبسوطه يا ادهم ، ثم اقتربت منه لتمسك يدهه بحنان
نظر لهاا ادهم بقلب يحتاج للأحتواء ، ثم امسك يدهها ونهضوا من علي الطاوله وخرجوا سوياا
………………………………………….. ……………
مش معقول أياد باشا منورنا ، لااا مش مصدق النايت كلب منور
أياد بغرور: الطربيزه بتاعتي فاضيه يا حسن
حسن : طبعاا يا باشا ، اتفضل
دخل أياد وجلس علي طاولته ، وبدء في الشرب وهو ينفس بدخان سيجارته ايضاا
جاء اليه بعض اصدقائه ، وجلسواا سوياا لقضاء سهرتهم في وسط الفتايات والضحكات والكؤس التي تتعالاا الي فمهم للشرب
………………………………………….. ……
يحاوطها بين ذراعيهاا ، وهي تستلقي برأسهاا نائمه علي صدره العاري
صافي:مبسووط يا ادهم
نظر لهاا ادهم نظره طويله ثم اشاح بوجهه ، وهو يشعر بالضيق مما يفعله ، ولكن احتياجه وهدوء صافي ونظرات الحب التي تبدو في اعينها جعلته يعصف بنفسه لقضاء ليله اخري معهاا ، لينسي معها كل اعباء يومه ، ويلقي نفسه بين احضانها فكل منهم اصبح يحتاج للاخر
لمست صافي وجهه بحنان ،وادارت وجهه ثانيه اليهاا ثم اقتربت منه وطبعة قبله علي شفاهه ، ثم ذابواا معاا لقضاء ليلتهم الحميمه
………………………………………….. …….
بدء صوت أذان الفجر يعلواا ، وكلمه (الصلاة خيرا من النوم تتردد في الاذان لعلنا ننهض ونعلم ان الصلاه خيراا من اي شئ حتي من النوم الذي يغلبناا وبالاخص عند سماع الاذان وكأن الشيطان يحٌلي النوم في اعيننا حتي لا نفيق ونقف بين يدي خالقناا لنستجيب لندئه رحماك ربي بنا ومن تقصيرنا )
كانت مريم مستيقظه تقرء وردهاا اليومي الذي اعتادت علي قرئته في ذلك الوقت ، نهضت لتري والدتهاا هل استيقظت ام غفاهاا النوم
مريم : صحيتي ياماما
سعاد بحنان: اه ياحببتي ، قايمه اتوضئ عشان اصلي
مريم بحب : ماشي ياست الكل
………………………………………….. ………….
عاد الي قصره الفخم ،وهو يترنح يمينا ويساراا
الداده بحزن علي حاله: انت جيت يا اياد
أياد بسكر ولا يستطيع الرد عليهاا ، ثم صعد الي غرفته والقي بجسده علي فراشه الوثير ونام في ثبات عميق
كانت مازالت واقفه تتطلع اليه بحزن شديد ، نظرت اليه بحسره علي شبابه ومايفعله حزنت من اجله كثيرا فهي من ربته منذ ان تركته والدته وهو كان طفلاا لا يبلغ من العمر عامين ، تركته والدته هو واخاه الاكبر الذي كان يبلغ من العمر7 سنوات ورحلت وتركتهم في يد اب لا يهمه سواا متعته
تنهدت المربيه بحزن ، ثم ذهبت لتأدي صلاتهاا وهي تردد له بالهدايه والصلاح
………………………………………….. …………
تناولت الفطور مع والدتهاا ، وقبل ان تذهب لعملهاا
مريم: عايزه حاجه اجيبهالك ياماما وانا جايه
سعاد وكانت تود ان تطلب من ابنتهاا ان تجلب لها دواء السكر ولكنها كانت تعلم ان ابنتهاا لا يوجد بحوذتهاا سوا القليل جدا من المال ولم يأتي نهايه الشهر لكي تقبض اول راتب لهاا : لا ياحببتي ربنا يخليكي ليا ، خلي بالك من نفسك
لا اله الا الله
مريم بحب : محمد رسول الله
ذهبت مريم الي عملهاا ، وهي تتذكر كلمه مديرهاا وهو يحثها علي لبس الملابس الضيقه ووضع المساحيق ، فلابد ان تكون وجهه لمطعمه الفاخر مثل بقيت العاملات
اشاحت مريم وجهها بضيق وهي تستغفر ربهاا علي حال هؤلاء الناس
………………………………………….. ……
استيقظت من نومهاا تبحث عنه ، ولكنها لمحت تلك الورقه التي وضعهاا لها بجانبهاا
كانت ليله جميله زي الي قبلهاا ياصافي
قرأت كلماته ، ثم التفت لمكان نومه وتحسسته بديهاا وظلت تشم رائحه عطره الذي اصبحت تعشقه
ثم شردت قليلا في حياتهاا السابقه وبدون ان تشعر نزلت دمعه من عينيها فمسحتهاا سريعاا
………………………………………….. ………..
كانت دقات رنات هاتفه تتعالاا للمره الثانيه ، مد يدهه بتثاقل ليري المتصل
أياد بنوم: في ايه يا احمد
احمد : في ايه ، في اجتماع بعد ساعه يا استاذ وحضرتك لسا نايم
أياد : يييييه نسيت ، طيب اقفل اقفل
نهض من فراشه بتثاقل شديد ، ثم ذهب لحمامه ليأخذ دوشا لعله يفيق
………………………………………….. …
كانت تتابع عملهاا بتعب شديد ، الي ان جائها اتصالاا من احد جارتهاا
مريم بخوف: ماما مالهاا ياطنط ، طمنيني بالله عليكي
جارتها: هي الحمدلله ياحببتي ، بس اظاهر ماكنتش واخده علاج السكر بتاعهاا فأغمي عليهاا
مريم: طيب معلشي ياطنط خليكي معاها ، وانا ساعه وهكون عندك ولو في اي حاجه اتصلي بيا وانا هتابع معاكي
الجاره : ماشي ياحببتي
كانت نظرات المدير تتابعهاا ويرمقهاا بضيق
مريم بخوف : استاذ خيري ، معلش ممكن استأذن حضرتك بس النهارده عشان والدتي تعبانه
خيري بضيق : انتي مش شايفه المطعم يا انسه مليان زباين ، ولا انتي فاكره ان انا فاتحه سبيل
مريم : لو سمحت ، انا بترجاك ، مش هتتكرر تاني بس والدتي تعبانه
نظر لها خيري بتأفف : طيب خلاص روحي ، وياريت متتكررش تاني يا انسه
………………………………………….. ..
مش هتفطر يا أياد!
اياد بحب : لاء يا بطوط هشرب فنجان قهوه في شركه ، يلاا سلام يا موزه
ابتسمت الداده ،وهي تردد الله يغزيك يا أياد يابني ديما كده تعكسني وتدلعني
كان ينظر في ساعته بضيق شديد ، الاجتماع بعد 10 دقايق ولسا الاستاذ مشرفش ، ولا عزت باشا كمان جيه
احمد: زمانهم علي وصول متقلقش
ادهم : خلي هنا تحضر الاوراق وتوزعهاا قدام كل اعضاء مجلس الاداره
احمد : تمام ، ثم غادر احمد ليتابع ما طُلب منه
بدء هاتفه يعلن عن وصول رساله ، وعندما قتحهاا
وحشتينيِ
وبدون ان يشعر ابتسم ادهم ولكن سريعا ما اختفت ابتسامته ونهض من علي كرسيه ليذهب الي غرفة الاجتماعات
واغلق هاتفه
كانت تمسك بهاتفها تنتظر منه مكالمه حتي تسمع صوته فقط ، او يبعث لها رساله ليرد بهاا علي رسالتهاا ، ولكن ظلت تنتظر دون جدوي ، نظرت الي هاتفهاا بحزن ثم اخذت حقيبتهاا وذهبت للتسوق لعلهاا تشغل بالها بشئ اخر سواه
………………………………………….. .
جلسا يرأسهم في غرفته الاجتماعات المخصصه ، كانوا يسمعونه فقط هو فقط من يلقي الاوامر والقررات وهم يسمعون ويقدمون الموافقه دون ادني شك في قرراته ، فهو معروف بخبرته واتقانه لكل شئ وتخطيطه فحتي الان لم تخسر مجموعتهم اي من الصفقات مهما كان المنافس ، كانوا يدركون هما ذلك لذلك لايعترضواا علي شئ
انتهي الاجتماع ، وفي تلك اللحظه دخل والدهم
نظر له ادهم بأستهجان ، ثم عاود النظر مره اخري علي الاوراق التي امامه
كان أياد يتطلع اليهم ، ثم نطق ببعض كلمات المرح حتي لا يحصل صدام بين اخاهه ووالدهه
أياد : اهلاا بالعريس ، منور يا عزت باشاا ، لاء أنا كده هغير وهتجوز
عزت بضحك وهو ينظر لأدهم : بس ياواد طول عمرك بكاش، مش هتبطل صياعه
أياد بضحك : طلعلك يا باشا ، يعني ابقي ابن عزت باشا وابقي واحد اي كلام
ضحك عزت من كلام ابنه الاصغر
عزت وهو ينظر لأدهم : معلش اتأخرت علي الاجتماع ، اصل كنت في المزرعه ولسا راجع حالا
ادهم بهدوء وهو يهم بالرحيل : لاا ولا يهمك ، براحتك خالص اهم حاجه تتبسط ، ثم تركه وذهب
نظر عزت لولاده الاخر وابن اخته احمد ولم ينطق احد بشئ
فهم يعلموا مدي المشاحنات بينهم
………………………………………….. .
كانت تمسك يدهها وتقبلهاا بدموع
كده ياماما تخوفيني عليكي ، ليه مقولتليش ان الدوا خلص كنت جبتلك غيره ، كده تضحكي عليا وتقوليلي بتخدي دواكي
سعاد بأشفاق: ياحببتي ما انا كويسه اه ، محصليش حاجه
مريم بدموع : يعني عايزاني استني لحد ما حاجه تحصلك ، ثم قالت بحب : هروح اجبلك الاكل الي الدكتور وصي عليه واجبلك الدواا
كادت مريم تغادر الحجرة ، ولكن استوقفها صوت والدتها
سعاد بتعب : جبتي فلوس الدكتور والعلاج منين يامريم
نظرت لها مريم بأستغراب فكيف علمت امهاا انهاا لم تكن تملك الا القليل من النقود، واضطرت ان تبيع حلقهاا
مريم بكذب: استلفت من واحده صاحبتي ، وهردلهاا الفلوس اول مااقبض مرتبي علطول هانت كلها 10 ايام واقبض
تطلعت سعاد الي ابنتها بتفحص ، ثم نظرت الي أذن ابنتهاا
سعاد بحزن : بعيتي حلقك يامريم !
مريم وهي تعود لوالدتها وتحتضنها: انا من زمان عايزه ابيعه ، ما انتي عارفه كان بيوجعلي ودني، وديما رمياهه في الدرج
سعاد بضيق : بس برضوه
مريم باشفاق علي والدتها : ياست الكل يعني هعمل بي ايه ، انا الحمدلله محجبه وملهوش لازمه اصلاا يعني ، هروح احضرلك الاكل ، ثم قبلت والدتهاا وذهبت لتحضر لهاا الطعام
نظرت عليها سعاد بأشفاق وحزن ، وظلت تدعو لأبنتهاا بحب
يتبع….
الفصل الثالث
ذكريات وافكار كثيره تراوده ،وحياه لايعرف لها معالم
وانسان لا يري فيه سوا اله تعمل وعقل يفكر، ومشاعر مضطربه وقلبُ تائه ، أسند رأسه برفق علي كرسيه لكي يسترخي قليلاا ويهدء علقه من تلك الأفكار والذكريات، أغمض عينيه للحظات لعله ينشئ عالم جديدا من خياله ويعيش فيه للحظات ولكن كيف فهو لا يحب الخيالات ولا يري الحياه سوا واقع اليم لا بد ان نعيشه، أفاق من غفلته تلك القليله
وبعد ثواني معدوده ، كان يجلس في سيارته امام بينايتهاا
ظل لبضعة دقائق يتطلع لتلك البنايه ، وهو لا يعلم لماذا هو هنا الان
جلست علي الاريكه بأسترخاء شديد بعد ان اخذت حماما منعشا ، واعدت لنفسهاا كوبا من النسكافي وامسكت احد الروايات وبدأت تقرء فيها، الي ان قطع اندماجهاا صوت جرس الباب
تطلعت الي احد الساعات بجانبها ، فكانت الساعه تعلن عن بدء منتصف الليل
تعجبت كثيراا ممن يدق جرس الباب الان ، ارتدت روبهاا واغلقته بأحكام وقبل ان تفتح الباب نظرت من الاعين السحريه لكي تعلم من يقف خلف الباب
نظرت اليه بتعجب شديد ، وهي تفتح له الباب وتسمح له بالدخول
ادهم!
ادهم : اسف اني ازعجتك
صافي بهدوء: لاء ابدا ، مافيش ازعاج اتفضل
اغلقت الباب ، واتجهت اليه لتري رغبته عن اي مشروب يريد ان تقدمه له
ادهم وهو يخلع معطفه ويضع رأسه علي الاريكه: ممكن قهوه ياصافي
هزت له رأسها ببتسامتها الجميله، ثم اتجهت الي مطبخها لكي تعد له فنجان من القهوه
كان لأول مره يتطلع الي شقتها ويتأملها ، كان يبدو عليها الاناقه الشديده والبساطه في نفس الوقت ، نظر الي المنضده التي امامه وجد عليها احد الروايات لاجاثا كرستي ، ثم لفت أنتبهه لتلك الصوره التي تضم طفلاا صغيرا يشبهها كثيرا
ظل ممسك بها يتأمل تلك الصوره بشده
جائت اليه وهي تمسك فنجان القهوه الذي اعدته له ، وعندما رأته يمسك تلك الصوره ، بدءت معالم الحزن والاسي تظهر علي وجهها
أنتبه الي قدومهاا اليه ، وظل يتطلع بها ، الي ان جائت وجلست بجانبه ووضعت فنجان القهوه امامه
صافي بحزن : ديه صوره ابني
ادهم : ابنك!
صافي بأسي : اه مازن ابني
أدهم بتردد من سؤله: طيب هو فين دلوقتي مش عايش معاكي ليه
صافي بحزن وهي تشرد في ذكرياتهاا السابقه
فلاش بــاك!
للأسف يا مدام زوج حضرتك مش موجود في البلد كلها ، وانتي من الافضل تنزلي مصر بدل المشاكل الي هتحصل بسبب هروب زوجك والشيكات الي عليه
صافي ببكاء: امشي أزاي ، وابني
المحامي: هو ده الحل الوحيد يا مدام صافي ، استاذ احمد صفا كل حساباته واخد ابنه وهرب ، وانتي لازم تنزلي مصر حالا
ثم تركهاا وانصرف ، وهي تبكي بحرقه علي ابنهاا الطفل الذي لا يتعدي عمره 6 سنوات ، لم تشعر بنفسها سواا عندما وصلت الي وطنها الذي رحلت منه للتزوج تلك الرجل الذي غصبت عليه من عمهاا بسبب صفقاتهم
نظر لها أدهم بأشفاق، ثم مد لها يدهه بمنديلاا واعطاه لهاا كي تجفف دموعهاا
نظرت له صافي بحزن تتأمله ودموعها تنثاب علي وجنتيهاا
………………………………………….. ….
كانت تمسك بمصحفهاا وتقرء بعض ايات الله في خشوع الي ان جائت الي تلك الأيه التي دائما تقف لتتأملهاا وتتأمل حال الناس (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) ..ظلت تردد تلك الايه ، وتشعر بالحزن علي حال بعض الناس بل واغلبهم ، فكيف نكون خليفه الله في الارض ، ونحن نسرق ونفسد ونقتل ونزني ونظلم وننصر الباطل علي الحق ، ونحب الحرام ونبغض الحلال ، ونحلل الاشياء علي اهوائنا
كان كل هذا يتجاول بخاطرها وهي تشعر بالحزن ، انهت وردهاا ثم اتجهت الي والدتهاا لتطمئن عليهاا وتعطي لهاا الدواء
مريم بحب وهي تقبل يد والدتهاا : الجميل اخبار صحيته ايه النهارده
سعاد بتعب وبأبتسامه باهته: الحمدلله يابنتي علي كل حال
مريم : هروح احضرلك الفطار واجيبلك الدواا ياست الكل
سعاد : ربنا يباركلي فيكي يابنتي ، ويحلي ايامك دنيا واخره
نظرت مريم لأمها بحب ، واتجهت الي مطبخهم المتواضع لتعد لهاا طعام الافطار ، وهي تحمد ربهاا ان اليوم هو يوم الجمعه يوم اجازتها وسوف تقضيه مع والدتها لترعهاا
………………………………………….. ………….
سهرات وحياه يعيشها كما يقولون بطولها وعرضها ، ومال ورفاهيه يتمتع بهاا وكل يخضع لأوامره من اجل تلك المال
وعالم يعيشه يغيبه عن كل شئ وشيطانا يمتعه بدنيا فانيه وعالم مزيف وهو اين من كل ذلك هو فقط قلب تائهه
اشرب اشرب ياعم ، شكل السهره النهارده هتكون جامده
أياد بسكر: طب ما انا بشرب اه ، هو انت فاكرني زيك خرع
رامي : واو شايف المُزه الجامده ديه
أياد وهو ينظر الي الفتاه التي ينظر لها صديقه: لاء جامده بصحيح ، بس ماليش مزاج النهارده
ثم اعاد وجهه مره اخري بعيدا عنها..
رامي بتعجب : بقي أياد ، يشوف مُزه ويقول ماليش مزاج
أياد وهو ينهض من مكانه وبعد ان القي بالنقود علي طربيزته لدفع ثمن تلك السهره : انا ماشي كمل انت سهرتك
………………………………………….. ……
وبعد يوم شاق ملئ بالمتاعب ، ووقوف طيله النهار لخدمة الزبائن عادت الي منزلهاا وهي تشعر بالوهن في كل اجزاء جسدهاا ، ذهبت الي والدتها لكي تطمئن عليهاا اولاا ، ثم دخلت غرفتها وبدون ان تشعر بدئت دموعهاا تتساقط وهي تتذكر كلمات التجريح التي سمعتها من مديرهاا ، امام تلك المتعجرف ، وكل هذا لما لانها احضرت له طلبا بالخطئ وبالرغم من اعتذارها وجلبهاا له ما اراد ، ولكن ظل يوبخها الي ان جاء مديرهاا الذي لا يفرق عنه ، وظل يوبخها ويسبها ويسب غبائها الي ان طلب منها ان تعتذر له
كان ينظر لها بأبتسامه نصر عندما سمع اسفهاا ، وكأنه حذا علي نصرا عظيم عندما سمع تلك الاعتذار، وكأنه شعر بسطوته وكأن باقي البشر عبيد وخدم فقط له ، هذا ما كانت توحي به نظراته
ظلت تتذكر مريم نظراته البغيضه،وكلام خيري يتردد في اذنها، ظلت تبكي بحرقه الي ان افاقت علي صوت والدتها
ذهبت الي والدتها سريعا بعد ان تأكدت ان دموع عينيها قد جفت …
سعاد بقلق : مالك يامريم ، انتي كنتي بتعيطي ياحببتي
مريم بحب وهي تجلس بجانب والدتها: مالي ياماما انا كويسه اه ، انتي بس الي بتقلقي عليا ذياده
سعاد : انا امك وبحس بيكي ، متخبيش علياا
مريم بأشفاق علي والدتها المريضه : ابدا ياماما ، بس شوفت حادثه وصعب عليا الناس الي ماته
سعاد بأشفاق وهي تربط علي كتف ابنتها : ربنا يرحمهم ، ويجعل خاتمتهم حسنه ..
طب يلاا روحي غيري هدومك وصلي ، وكلي ياحببتي
مريم : حاضر ياست الكل
………………………………………….. ………
كانوا يجلسون سوياا ، يتناولون وجبه الافطار، انه يعتبر حدث في قصرهم الفخم ،فهم لا يجتمعوا سوياا الا لمرات قليله
أياد بأبتسامه: صباح الخير يا ادهم
أدهم وهو يضع احد الجرائد جانبا : صباح النور يا أياد
جائت الداده لهم ووجهها يملئه السعاده وهي تراهم مجتمعون سوياا
الداده بحب : ايوه كده اتجمعوا علطول ، ربنا يحفظكم ويخليكم لبعض ياحبيبي
أياد بدعابه: ياسلام علي شويه الدُعي الحلوين دول يابطوط
الداده بطيبه: احلي بطوط بسمعها منك يا بكاش انت
اياد وهو يهم بالوقوف ليقترب منهاا لمداعبتها : اخص عليكي يابطوط ، ده انا لو كنت بكاش مع كل الناس ، الا انتي ده انتي الي في الحته الشمال
نظر لهم ادهم مبتسماا ، وهو يري اخاهه يداعب مربيته ، فهي من كانت تراعيه اخاهه دائماا منذ طفولته ، لذلك يرتبط بها كثيراا
وفي تلك الاثناء جاء احمد اليهم ، وهويبتسم
احمد بضحك: هي بس الي في الحته الشمال ، طيب ناني وبوسي وماهي ولي لي
الداده : مين دول يا احمد
احمد بضحك : دول الي في الحته الشمال كمان
اياد : متصدقهوش يابطوط الواد ده
الداده بضحك : انا شكلي لو فضلت واقفه معاك ، مش هخلص الي ورايا … ثم ذهبت وتركتهم لينعموا بفطورهم
اياد : هتسافر بكره الساعه كام
ادهم بهدوء وهو يرتشف من فنجان قهوته : علي الضهر ان شاء الله ، يــاريـت الايام ديه تنتبهه لشغلك وتصرفاتك
نظر له اياد ولم يعقب
ثم القي بعض الحديث علي احمد ، وما سيفعلوه في غيابه
………………………………………….. ……
دخلت وهي ترفع رأسها لأعلي ، ولكن تلك الكلمات مازالت عالقه في أذنيها ولولاا حاجتها للمال والسنه التي مضت عقدها عليها لتركت تلك العمل فوراا ولكن كما يقولون ما باليد حيله
وجدت نظرات مديرها عالقه بهاا ، كان يحملق بها وكأنه يريد ان يري كسرت نفسهاا
ولكنها ابت ان تجعل احد من هؤلاء المتعجرفين ، ان يأثروا عليها ، فمن المفترض ان يشعر بالهوان هم ، هم من يشعورن بمرض الامتلاك وكأن الكون خلق من اجلهم فقط ، ياله من غرور احمق وعقول مريضه
بدأت في عملهاا ، الذي اصبحت تكرهه ، كانت تعمل بحرص شديد فهي لن تتحمل ان تسمع كلمة اخري من احدهما … انتهي يوم عملها ببطئ شديد ، وكما اعتادت ذهبت الي منزلها سريعاا لتطمئن علي والدتها
………………………………………….. ……..
انهي عمله متأخراا في شركته ، وبعد أن اعطي اوامره لهم بالاهتمام بمصلحه المجموعه ، ومتابعة العمل كما اعتادوا في وجودهه ، واطلاعه بكل امر هام يحدث الي ان يعود من سفره …
خرج من شركته وهو يشعر بالتعب الشديد ، امر السائق ان يوصله للفيلاا، ولكن تراجع عن قرره وامره ان يذهب ..
………………………………………….. ………….
يااا يا كريم مش مصدق رجعت امتا من باريس
كريم بشوق وهو يحتضن صديقه: وصلت من اسبوع
أياد بعتاب لصديق طفولته : اسبوع ومعرفش ، لغير النهارده لما اتصلت بيا
كريم : غصب عني والله يا أياد ، كنت مشغول
أياد : ماشي ياسيدي هسامحك ، مروان بقي عنده كام سنه دلوقتي
كريم : 4 سنين ، انت اخبارك ايه دلوقتي
أياد : اه ماشي الحال ، مقضيها ما انت عارف
كريم : ده انا قولت هرجع الاقيك عقلت ، امتا بقي هتعقل
وكاد اياد أن يرد عليه ولكن انتبهه لصوت ضحكات احدهما ، نعم فهذا الصوت يعلمه تماما، ألتفا لكي يتأكد من مصدر الصوت
فوجد والدهه ، تتشبث في يدهه احد الفتايات ويجلسون علي احد الطاولات ، اعاد نظرهه ثانيه الي صديقه
الذي وجدهه مشغولا في محادثته الهاتفيه
………………………………………….. …………
وقفت تحتضنه من الخلف ، وهو يرتدي ساعته ويضع عطرهه الذي تعشق رائحته فكيف لا تعشقه وهي تعشق صاحبه
التف اليهاا ، وحاوطها بذراعيه ، ثم بدء يداعب انفها بأحد انامله
ادهم : ها ، مش عايزه حاجه اجيبهالك من فرنسا
صافي بتفكير: ممممم ، عايزك تجبلي تجبلي
ادهم بهدوء وهو ينتظر ان يسمع طلبها : عايزه ايه بقي
صافي بأبتسامتها المعهوده وهي تقبله علي احد خديهه : عايزك تجبلي ادهم
نظر لها ادهم مبتسما ، وحاوطها بذراعيه ، وهو يقول : يعني عايزه ادهم بس
صافي بصدق : ايوه ادهم بس ، ثم ارتمت في حضنه وكأنها تخشي ان تفقدهه
رفع ادهم وجهها بحنان
ادهم : كده انا هتأخر ياصافي ، عشان لازم اروح الفيلاا الاول وبعدين اروح المطار
صافي وهي تبتعد عنه : هتوحشني اوووي ، ثم لمست يدهه بحنان ، وبصوت حنون
خلي بالك من نفسك ، وابقي طمني عليك
ثم اتجهوا سوياا ناحية الباب وهي تودعه
يتبع….
الفصل الرابع
وكأن قد كُتب عليهاا ان تودع اعز مالديها في نفس العام
وكأن الحزن يريد ان يكسرهاا ويختبر صبرها ،وكأن الدموع لا تود ان تجف من قلبها ثانيه قبل عينيها
نظرت حولها تتأمل بيتها الموحش، تحاول ان تتذكر تلك الايام السابقه التي نعمت بها بكنف اهلها ، وقفت امام تلك الصوره التي تجمعها بوالديها وهي تمسك بأيديهم ويحتضونها سوياا ، كانت تتأملها ودموعها تتساقط وقلبهاا يكاد ان ينشطر وصوتها يريد ان يخرج ليضوي ضاويه تعبر عن مدي ألمها الذي لا تستطيع ان تتحمله
فقد ماتت والدتهاا وكأنها كانت لا تريد ان تترك اباها بمفردهه فذهبت اليه وتركوها هي بمفردها ، كانت كلمة الطبيب مازالت عالقه بأذنيها وهو ينظر لها بأشفاق بعد ان فحص امهاا التي كانت منذ لحظات قليله تجلس بجانبها وتبتسم لهاا تارة وتدعوه لها تارة اخري
كلمة سمعتها للمره الثانيه، وكأن الوداع اصبح رفيقهاا
البقاء لله يابنتي
وضعت يديها علي اذنها، ثم سقطت علي ركبتيهاا وظلت تبكي بكاء الطفل الصغير
………………………………………….. ……
عـاد من سفره بطيارته الخاصه، وكان اخه ينتظرهه
اياد: يااا وحشتينا يابوس ، شهرين تغيبهم
ادهم بضحك: اكيد ارتحت مني ، وقولت ايه الي رجعه تاني
اياد بعتاب: اخص عليك يا ادهم ، انت عارف اني ماليش حد غيرك
نظر ادهم لأخاهه الذي يعشقه كثيرا ويشعر دائما بالأبوه اتجاهه ، ثم ابتسم له ابتسامه حب
وبعد وقت قصير..
ادهم بسؤال : اخبار عزت باشا ايه
اياد بضحك : كنت لسا امبارح بحضر حفلة جوازه ، بس ايه بنت جامده ، ابوك ده بيقع واقف بصحيح
نظر له ادهم نظره لم يستطع تفسيرها ، ولكن فضل السكوت
………………………………………….. ………
ذهبت الي عملهاا بعد غياب دام اسبوعا ..
كان وجهها يملئه الحزن وايضا التعب، بدأت في عملهاا ولاول مره لم تسمع توبيخا من ذاك المدير
جاء اليها خيري ، ووجهه لاول مره لا تري فيه النفور والضيق الذي اعتادت عليه
خيري: اظن اني سمحتلك بأسبوع اجازه ، عشان ظروفك دلوقتي بقي لازم تنزلي شفت زياده
هزت له رأسها بالموافقه ولم تعقب او تتحدث فما بداخلها يكفيها ، ولأول مره تشعر بأن تلك الرجل يعمل معها معروفا فهو سوف يريحها من مكوثها وقت زياده في منزلها بين ذكرياتها
نظر لها خيري بأشفاق ولأول مره تري تلك النظره في عينيه، فحمدت ربها بأن مازال لديه قلب يعبر عن أدميته
………………………………………….. ………..
كانت لا تصدق بأنه بجانبها الان تنعم بدفئه وايضا بحنانه الذي لا يظهره بل هي فقط من تشعر به ، وحتي ولم يشعرها بأي شئ يكفي انه بجانبها
كانت تتحسس وجهه بحنان بالغ ، كي تتأكد بأنها لا تحلم وانها بين يديه الان ونائمه بجواره
ابتسم لها أبتسامته التي لا ينعم بها وجهه الا قليلاا
ادهم : ايه مش مصدقه اني جنبك
صافي بحنين وهي نائمه علي احد ذراعيه : اصلك غبت عني كتير اووي يا ادهم
ادهم : علي فكره وحشتيني اوووي اوووي
لم تصدق ما سمعته اذنيها، فهل يعقل هو قد اشتاق لها ولكن لم يعطي لها فرصة للتفكير اكثر من ذلك ، وبدء يضمها اليه بشده لينعما معاا بليلتهم الهادئه التي يسرقُوهه من حياتهم
………………………………………….. ……..
وكعادته ،كان يقف وقفته المعهوده التي تنم عن غرورصاحبها
كان يحتسي احد المشروبات وهو يتحدث مع بعض اصدقائه في تلك الحفل المدعو اليها ، كان يلتف للخلف لكي يحصل علي مشروب اخر ، ولكن ظلا شاردا يتأملهاا
كانت فتاه في غايه الجمال شديدة التحرربملابسها العاريه
كان يتأملها بأعين متفحصه تدل علي الرغبه الشديده
نظر له صديقه وقد علم ما يفكر به ، ثم اقترب من اذنيه وبصوت يسمعه هو فقط
ديه شاهي اسعد ، بنت اكبر موزع وموارد للسيارات في الشرق الاوسط
نظر له اياد ، ثم تركه وذهب اليهاا
كانت تتراقص مع احدهما ، وبدون ان تشعر وجدته يمسك يداها ويراقصها ، نظرت له بغضب علي فعلته وكادت ان تذهب وتتركه ولكنه بثقته المعهوده امسك يدها ثانيه وبدء يحاوطها بذراعيه ، وهو يهمس في اذنهاا
اصلك عجباني اووي
نظرت له بأعين كصقر وبصوت يملئه الغيظ: مغرور
………………………………………….. ………
وضعت طعامها البسيط ، وقد بدأت تتأقلم تأكل بمفردها
نظرت لطعامها نفس نظرة كل يوم ، ثم همت بلم الاطباق
وذهبت الي غرفتهاا تجلس وحيده شارده ، امسكت بمصحافهاا وبدئت تقرء في سورة تبارك ، وبعد ان انتهت
بدئت تمسك منبهها لتظبطه علي الميعاد الذي اعتادت عليه قبل اذان الفجر ، وبدون ان تشعر بدأت تنام من كثرة تعبهاا
كانت في قصر كبير يملئه الازهار ، ولكن ما لفت انتباهها ان فهذا القصر زهرتان ذابلتان ، اتجهت نحوهم وظلت تنظر لهم بحزن ، بدأت تلمس يديها الزهرتان ، وفجأه أصبحت الزهرتان مثل باقي الزهور الاخري المزهره
استيقظت من نومها علي صوت منبهها ، وهي تتمتم (الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور)
………………………………………….. ………
كانت تحتضنه وكأنها امه حقا ، وليست زوجة اباهه الذي تركها منذ زمن كم ترك غيرهاا
الهام بحب : وحشتني يا ادهم ، كده متسألش عني من زمان
ادهم بحب : معلشي يالولو ، ما انتي عارفه الشغل
الهام بحب : ربنا يعينك يابني
نظر لها ادهم مبتسما ، وهو يتذكر تلك السيده
فلاش باك
مالك يا ادهم بتعيط ليه
كان ينظر لها نظرات طفل يكرهه زوجة اباهه
ادهم بشراسه : مالكيش دعوه
الهام وهي تمسح علي رأسه بحنان : ماشي ياسيدي ماليش دعوه ، بس ممكن تحكيلي يمكن اساعدك
نظر لها طويلاا ، وبدون ان يشعر كانت دموعه كطفل تتساقط
الهام بخضه وهي تحتضنه : مالك ياحبيبي ، حد ضايقك في المدرسه
ادهم بطفوله : هو ليه كل صحابي عندهم امهاتهم بتوصلهم المدرسه وانا لاء اشمعنا انا
كانت تري في عينيه انكسار اليتيم ، كما كان قلبها يبكي حزنا عندما رأت تلك النظره في اعين طفل لما يتجاوز عمره الثامن سنوات ، ضمته اليها بحنان ام ، وهي تهمس في اذنه ومين قالك انك مالكش ام ياحبيبي
ومن يومهاا هذا الي ان وصل عمره ل 15 عاما وهو مرتبط بها وكأنها امه حقا بعكس اخاهه الاصغر الذي كان لا يعي شيئا لصغر سنه ، وياله من يوم عندما علم بطلاقهاا عندما عاد من مدرسته الداخليه
عاد بذاكرته ، عندما ربطت الهام بيدها علي كتفه ليجلس معها ليتناولوا الطعام
نظر لها نظرة طفل ، فهي الوحيده من تعلم من هو ادهم ، ليس ذلك الشخص الحاد القوي ولكن لكل منا عالم يضغي عليه
………………………………………….. ……
كانت تودع بعض اصدقائهاا ، بعد ان أنهوا تمرينهم المخصص، جلست تسترخي علي احد الكراسي ، وفجأه وجدته يجلس امامها ، ويتأملهاا ، نظرة اليه شذرا ، وكادت ان تغادرولكن كما اعتادت منه امسك يدهاا ، وكلماته التي اعتاد عليها مع اي فتاه تعجبه حتي يجعلها تخضع وتلين له
وحشتيني علي فكره
شاهي بحده : انت مجنون صح
اياد بهيام: مجنون بيكي ياحبي
شاهي بمعرفه سابقه عن غرمياته وهي تقترب منه : وقولت الكلام ده كام مره لمين غيري
اياد بثقته المعهوده: كتييييير
نظرت له بحده لوقاحته وكادت ان تسكب عليه كوب الماء الذي امامها … ولكن
أياد: بس انتي الوحيده الي بقولهلها بقلبي قبل عقلي الي خطفتيه من اول ماشافك ياشاهي
كانت كلماته ونظراته كفيله ان تجعلها ، تلقي بكل حدتها وعجرفتها وتستمع له وتستكين حتي لو للحظات وهي تتأمل وسامته ، ولكن قبل ان تضعف نهضت سريعا وانصرفت وهي تلتف اليه ناظرة له
ابتسم أياد بخبث ، وهو يعلم انه لم يتبقي سوي جوله واحده وتصبح الكوره في ملعبه كما اعتاد
………………………………………….. ………..
لم يصدق ما فعلته لأجله ، كانت واقفه تنظر له بحب وهي في كامل اناقتهاا ، اقتربت منه قليلا وهي تهمس في احد اذنيه كل سنه وانت طيب يا ادهم
ثم امسكت يدهه ، وجلسوا سوياا علي تلك المائده التي اعدت له ،له هو فقط وبدئوا يتناولون الطعام وهو يتأملهاا
ادهم : عرفتي منين ان عيد ميلادي النهارده
صافي بهدوئها المعتاد : مممم ، طرق خاصه
ضحك ادهم ، وهو ينظر لها متفحصا
علي فكره طالعه جميله اووي النهارده
ابتسمت له صافي ، وبدأت تطعمه بشوكتها
ادهم بضحك : انتي بتدلليني اووي ياصافي
صافي بحنان وهي تمسك يدهه وتقبلها : انا مش عايزه حاجه غير انك تبقي جنبي يا ادهم حتي لو هكون عشيقتك وبس
تنهد ادهم بحزن ، وهو ينظر لها وما تفعله معه فهو لا يستحق هذا فهو لا يعطيها اي شئ ، فقط هي من تعطيه ولأول مره يكرهه انانيته ، كان يود ان يبتعد عنهاا ليتركهاا تنعم بحياتهاا بعيدا عن تلك القلب القاسي فهو يعرف نفسه تماما ، فهو لن يسمح لقلبه يوما ان يحب ويعشق ولكن هل ستستمر ايها القلب علي رغبة صاحبك ام ..
مدت له يدها بهديتها التي اختارتهاا بعنايه حتي تنال اعجابه : يارب هديتي تعجبك
نظر لها ادهم مبتسما، وهو يفتح تلك العلبه القطيفيه ويري فيها تلك الساعه التي تنم علي ذوقها
صافي : عجبتك !
ادهم مبتسما : اكيد ، زي ما صحبتها عجباني كده
ثم ترك الهديه وامسك يدها ، وهم يدخلون تلك الغرفه التي اعتادت علي لقائهم المعهود
وانطفأت الانوار ، وذهبوا معاا في عالم الهروب والاحتياج بقلوبُ تائهه
………………………………………….. ………
خرج من سيارته ، وهو يهندم من نفسه وينظر لنفسه بنظرة اعجاب
دخل الي تلك المعرض، الذي تقيمه هي
وجدهاا كما اعتاد علي رؤيتها واقفه بكل كبرياء وغرور
ولكن من منهن لم يستطع هو بنظرة واحده منه ان يجعلهاا تتمني ان تبقي طيله العمر بجانبه ، اقترب منهاا بنظرة ثقه
وهو يقول : مبرووك الافتتاح يا انسه شاهي
نظرة له بحده تحاول ان تخفيها تحت اعين اعجابها به : متشكره يابشمهندس
ثم تركته وانصرفت ، لتنشغل بضيوفهاا
………………………………………….. …………
كانت عائده من مشوارهاا الشهري الذي اصبحت تخصصه يوم اجازتهاا لتأخذ بعض المال من مرتبها علي قدر استطاعتها وتتصدق به لتوهب صدقتها لوالديهاا
وعندما صعدت الي شقتها ، وجدت احد جارتهاا تنتظرها لتطمئن عليهاا
ام محمد : اخبارك ايه يامريم يابنتي
مريم وهو تفتح باب شقتها : الحمدلله ياطنط، اتفضلي
ام محمد : انا قولت اجي اطمن عليكي ، وجبتلك الاكله الي بتحبيها ، كنت عملاها النهارده للولاد وافتكرتك
مريم : ربنا يخليكي ياطنط ، بس ليه تعبتي نفسك
ام محمد بأشفاق : ولا تعب ولا حاجه ياحببتي ، انتي زي ولادي ، والمرحومه امك كانت ونعمه الجاره
نظرت لها مريم بأسي وصمتت
ام محمد بأسف: انا اسفه يابنتي والله ماكان قصدي افكرك ، ربنا يرحمهم
مريم بدعاء : يــاربـــ
ام محمد بتسأل : مافيش حد من اهلك بيسأل عنك ، ولا حتي عمك
مريم : مين دلوقتي بيسأل علي حد ، كله بقي مشغول بحاله ، ربنا يعينهم
ام محمد بأشفاق : معلشي يابنتي ، ربنا ما يحوجك لحد ، ويحفظك من شرور نفوس البشر
طيب انا همشي بقي ولو أحتاجتي اي حاجه اطلبيها من غير ما تتكثفي، ثم انصرفت
تأملت مريم حولهاا للمكان ، الذي يكسوهه الحزن ، وفرت دمعه من عينيهاا .. ثم بدأت تُلهي نفسها بتنظيف الشقه
………………………………………….. ……….
كان يعلم ان ما يجذبهم الي رجل في عمرهه ، سوا ماله فقط .. فمهما كان فهو يعلم قدر نفسه .. اخرج من جيبيه علبه قطيفه زرقاء اللون ..
كانت نظراتها متعلقه بتلك الهديه ، وعندما فتحهاا انبهرت بهاا
نانسي : بجد تحفه اووي يا زيزو ، ثم اقتربت منه لتقبله بعد ان ارتدت تلك الخاتم
عزت : عجبك يانانسي
نانسي وهي تنظرالي خاتمهاا الألماس بأنبهار: اووي اوووي يازيزو ، ثم اقتربت منه بدلالها الزائف حتي ترضيه وتحصل هي علي ماتريد منه من مال
ادهم انا اعايز اخطب!!
يتبع….
الفصل الخامس
كان يُتابع بعض اعماله وهو منهمك ، وعندما سمع جمله اخاهه ، ترك ما بيدهه ونظر له يتفحصه فهو يعلم طبيعة اخاهه الاصغر، وان طلبه هذا لن يكون سوا غير نزوة يريد ان يمر بها مع احداهما عندما وجد ان الحل الامثل معها هو الارتباط
ادهم بهدوء: وياتري مين الي قدرت تخلي اياد باشا عايز يرتبط
أياد : في ايه يا ادهم مالك بتكلمني كده ، بدل ما تفرحلي
ادهم بتهكم : افرحلك ، طب قولي ازاي افرح وانا عارفك ممكن بكره تيجي تقولي لاء خلاص صرفت نظر عن الموضوع ، اصلها مش عجباني
ايه يا أياد ، ده انت اخويا وانا اكتر واحد عارفك
أياد : لاء متقلقيش ، المره ديه بجد
نظر له ليتأمله قليلا ، وبهدوئه المعتاد
ادهم : ومين بقي هي سعيدة الحظ
أياد بابتسامه واسعه : شاهي أسعد ، بنت اسعد مرتضي
ادهم بهدوء: ممممم ، تمام
نظر اياد لأخاهه ، وهو يعلم ان اخاهه عندما علم بمكانة والدها ، فلن يعترض فهو يعلم بأن اخاهه سوف يعقد بعض الصفقات معه وهذه هي فرصته لتزيد العلاقات بينهم بأرتباط اخاهه بأبنت اسعد مرتضي
………………………………………….. …………….
حالة من الهدوء اصبحت تسري علي ابطالنا ، وكل منهم يسير في حياته المعتاده ، ولكن ماحدث في تلك الايام
هو ارتباط أياد بشاهي ، الذي احدث ضاجه في عالم الصحافه والبيزنس، كانت حفله الخطبه علي اعلي مستوي
يحضرها اكبر رجال الاعمال واهم فئات البلد ، كان ادهم سعيد جدا بذلك الارتباط وايضا والد شاهي لما بينهم من صفقات
عزت بأبتسامه: امتا هفرح بيك يا ادهم
نظر له ادهم ببرود وقال : المهم انت تفرح بنفسك وتبقي مبسوط ، متشغلش بالك بيا
عزت بأسي: هتفضل كرهني لحد امتا يابني
نظر له ادهم بتهكم ثم رحل ، ليتابع مقابلة ضيوفه
كان عزت مازال واقفا ، وهو ينظر علي ابنه الاكبر ويتذكر
فلاش باك
ياشيخ حرام عليك ، انا تعبت كل يوم في حضن واحده شكل وكنت بقول مش مهم مادام بعيد عن بيتي وولادي
كمان ارجع الاقيك انا وابنك وانت مع واحده وفي بيتي منك لله ياشيخ
عزت ببرود وهو يهم لضربها : والله انا حر اعمل الي اعمله ، وكفايه اووي عليكي العز الي معيشهولك والفقر الي نجدتك منه انتي واهلك
ليلي ببكاء: انت بتعيرني ياعزت
عزت ببرود : لاء مش بعيرك ، بس بفكرك عشان تعرفي بس خيري عليكي وعلي اهلك ياهانم ..
ثم اقترب منهاا ببروده المعتاد ، عيشي ياليلي وربي عيالك وسيبيني اعيش
نظرت له بحزن ولم تتحدث ، فكيف ستتحدث مع تلك الرجل الذي تزوجها غصبا مقابل المال الذي كان ثمن لمنع والدها من السجن
كاد عزت أن يغادر غرفتهم ، فوجد ابنه ذات الست سنوات ينظر لهم ببكاء…
عزت بأسي : انا السبب ، انا السبب يا أدهم
………………………………………….. ………
كان قد داعاهاا لحفلة خطبت اخاهه ، وعندما جائت نظر اليها مبتسماا ، ثم تابع حديثه مع بعض اصدقائه
نظرت له تتأمله بحسره فهي ليست سوا عشيقته التي يقضي معها سوا وقتا لطيفا ، ثم ينصرف ويتركهاا بمفردها
ظلت تتابعه ، وهي ترسم ابتسامه باهته علي وجهها ، الي ان قابلت احد من معارفهاا ، وبدأت تنشغل بالحديث معه لعلها تنسي وجودهاا القريب منه ولكن البعيد عنه
………………………………………….. ………..
نظر لها مبتسما وهو يتذكر كل شئ فعله كي تتم تلك الخطبه ،امسك احد ايديها ليقبلهاا
اياد بأبتسامه: مبرووك ياحببتي
شاهي بهدوء: الله يبارك فيك ياحبيبي
اياد وهو يقترب من احد اذنيها : بعشقك
كانت كلماته مثل المغناطيس عليها ، فقد سحرهاا باهتمامه وكلامه المعتاد حتي استطاع ان يحصل عليهاا ويرتبط بهاا بعدما كانت بالنسبه له كسهل الممتنع
بادلته نفس الابتسامه ، وامسكت يدهه الممدوده لها وبدئوا ب الرقص سوياا تحت اعين الموجدين من المدعوين والصحافه
………………………………………….. ………
بدئت عملها اليومي المعتاد مثل كل يوم ، وقفت لتقدم لأحد الزبائن ماطُلب منهاا ، فأنحنت قليلا لتضع الطعام ولم تشعر بأنفاسه سوا وهو يهمس في احد أذنيها ويدعوها لقضاء ليله معه مقابل بعض المال ، كانت كلماته كالصاعقة لهاا
فكيف يطلب منها ذلك هل يراها مثل ما يعرفهم ، ولكن كيف وهي دائما ترتدي ما يسترهاا من ملابس محتشمه ، ولكن ستظل الرغبه عند امثالهم فطره يبحثون عنها لمتعتهم ومزاجهم كما اعتادوا ، نظرت لها نظرة احتقار ثم سكبت تلك الكوب الذي امامه في وجهه
وقف يهتف بـأعلي صوته وهو ينده علي مديرها
اتي خيري والشر يتطاير من عينيه
خيري : في ايه يا أكرم باشا ، حصل ايه
اكرم بتوعد : مش تختار الناس الي بتشغلهم عندك ياخيري ، الانسه كنت حاطت محافظتي وقومت اتكلم في التليفون لقيتها جات وبتحاول تسرقني ولما اتهمتهاا لقيتهاا بتعلي صوتهاا عليا وفي الاخر من بجحتهاا بص منظري
كانت واقفه ،تتـأمل براعته في الكذب فكيف لا يكذب ليداري عن فعلته ، نظرت له بأحتقار شديد وبصوت يملئه الغيظ
كداب يا أستاذ خيري
خيري بصرامه : انتي تخرسي خالص ، وتاخدي بقيه حسابك وتتفضلي انا مش مستعد استحملك اكتر من كده بره
مريم : طب والشرط الجزائي
خيري بحده: مش قولت اطلعي بره
ثم اتجهه لتلك الرجل واخذ يعتذر منه
خيري بود : اسفين يا اكرم باشا ، وغدا النهارده علي حساب المطعم، اتفضل ياباشا
نظر له اكرم بتعالي ، وجلس علي طربيزته وكأن شئ لم يحدث
………………………………………….. ……….
عادت الي منزلهاا ، نظرت لتلك النقود التي بحوذتها ثم ابتسمت بسخريه وهي تتذكر اتهام تلك الرجل
حمدت ربهاا ، انها ليست من ذاك العالم البشع الذي يعيشونه تحت نفوذهم وسطوتهم ،ولكن ما يجني سطوتهم نحن فقط وكـأننا خلقنا من لاشئ وكأننا ضيوفا علي عالمهم ويجب ان نرحل لنتركهم ينعموا هم فقط بعالمهم الذي يزينه فقط سطوتهم ومظاهرهم التي تخفي ما وراء قلوبهم التائهه
لم يقطع شرودها سوا رنين هاتفهاا البسيط ، وهي تنظر علي الرقم الموجود خلف الشاشه بدون اسم
مريم: السلام عليكم
رنا بأبتسامه : وعليكم السلام ، ازيك يامريم وحشاني اووي
مريم بعدم تصديق : رنا ، يااا يارنا انتي جيتي امتا من السفر
رنا : لسا راجعه من اسبوع ، وحشاني اووي يامريم نفسي اشوفك اخبارك ايه
………………………………………….. …………
فتحت عينيهاا ببطئ ، ثم نظرت اليه وهو يقف امام المرئه ليهندم من ملابسه
عندما رئهاا من خلف زجاج المرئه ، التف اليهاا
صافي بصوت ناعس : صباح الخير
ادهم : صباح النور ، صاحيتك
صافي وبدأت تفيق : لاء ابدا ، بس انا الي قلقت ، انت ماشي
ادهم بضحك وهو ينظر لساعته : الساعه 7 دلوقتي ، ولا انتي عايزه صاحب الشركه يروح اخر واحد
صافي وهي تنهض لتقف امامه : لاء ابدا ياحبيبي ، هروح احضرلك الفطار
ادهم : متتعبيش نفسك انا هشرب قهوه في الشركه
عادت اليه ثانيه ، وعلي وجهها ابتسامتها الجميله وبدأت تربط له رابطه عنقه
صافي : ثواني والفطار هيكون جاهز ، ثم اقتربت منه لتقبله وغادرت الغرفه لتحضر له طعام الافطار
نظر لهاا وهي تغادر الغرفه ،وتنهد بصعوبه ثم بدء يكمل ارتداء ملابسه
………………………………………….. …………..
نظرت الي صديقتها بأسي، وهي تشفق عليهاا مما حدث لها
رنا : ياا يامريم ، طيب مقولتليش ليه كنت ممكن اساعدك تلاقي شغل ما انتي عارفه علاقات بابا
مريم : مكنتش عايزه اشغلك بمشاكلي ، سيبك مني انتي اخبارك ايه
رنا : انا ياستي اتخطبت لأبن عمي ، وبعد كام شهر هسافر معاه امريكا
مريم بفرحه : مبروووك يا رنا
رنا بحب : الله يبارك فيكي ياحببتي
ثم نظرت لصديقتها لبعض الوقت ، وقالت
الشركه الي بابا شغال فيها محتاجين محاسبين ويكونوا خارجين تجاره انجلش ، ايه رئيك تقدمي للوظيفه وانا هقول لبابا يساعدك
مريم : بس انا مش عايزه اسببلك احراج مع والدك
رنا : احراج ايه يابنتي ، هو اصلاا كان عارض الوظيفه ديه علي مي بنت خالتي ، بس خطيبها رفض ولما انتي حكتيلي ظروفك افتكرت وكمان انتي نفس المؤهل الي طلبينه ومتخافيش بابا ليه اسمه في الشركه والكل بيقدره ويحترمه
وانتي اعملي الي عليكي وقدمي ، يمكن يكون ليكي نصيب وتشتغلي في شركه كبيره زي ديه
مريم بسعاده : ياا متعرفيش الخبرده فرحني قد ايه ورحمني ، من اللف علي اي وظيفه اشتغلهاا
رنا بأشفاق : خلاص بكره ان شاء الله نتقابل ، واخدك لمقر الشركه مع ان اسمها معروف في البلد كلهاا
………………………………………….. ………..
هاا يا احمد ، اختارت المحاسبين الي شركه محتاجهم
احمد : بكره ان شاء الله هنعمل المقابله ، وهنختار الي يصلح للوظيفه
ادهم ويعيد نظره لبعض الاوراق التي امامه : ماشي يا احمد التعين هيكون تحت اشرافك ، المهم اخبار بنود العقد مع الشركه الايطاليه ايه
احمد بأبتسامه : بعتوا لينا مندوبهم عشان نتمم العقود
ادهم بأرتياح : كويس جداا ، ثم نهض من مكانه وبدء يرتدي حلته ليهم بالخروج
وقبل ان يغادر مكتبه …… ابقي اعلن عن الصفقه الجديده للصحافه
………………………………………….. ……………
هتوحشيني علي فكره
شاهي بدلع : ياسلام ، يعني بكره مش هتزهق مني
اياد : في حد يزهق من روحه ياحياتي
شاهي : بكاش علي فكره بقي
اياد : في واحده تقول لحبيبها وخطيبها وزوجها المستقبلي كده ، ثم غمز لها بأحد عينيه
وقال بهيام لتذكرهه تلك الليله التي قضوها سويا منذ ساعات قليله
شاهي بخجل : تصبح علي خير
اياد : وانتي من اهله ياحببتي ، اوعي تنسي معادنا بكره
ابتسمت له ، وخرجت من سيارته وهي تودعه بأحد ايديهاا
ثم تنهدت براحه ، ودخلت الي فيلتها التي تقطنها هي واباها بمفردهم
………………………………………….. ………
جلست تنتظر دورهاا بعد ان اصطحبتها صديقتها وتركتها للتقديم في تلك الوظيفه ، كانت اعينها تتابع المكان من حولها وهي حالمه بأن تقبل بذاك الوظيفه
ظلت تتأمل هؤلاء الفتايات بملابسهم ومكياجهم الصارخ
نظرت لهم بتعجب ، ثم اخفضت رأسهاا لعلها تستجمع قواهاا
تأملتها السكرتيره بأستغراب شديد ، وهي تطلع الي ملابسهاا
فقد كانت ملابس بسيطه للغايه
السكرتيره بأبتسامه: اتفضلي يا انسه ، المقابله هتكون مع بشمهندس احمد
احمد بهدوء وبدون ان يتطلع اليها : اتفضلي يا انسه مريم
ثم نظر لها وقال : انسه مريم صح
مريم : ايوه يا فندم
احمد : ممممممم ال cv بتاعك هايل ، بس ناقصك خبره
انتي مدربتيش في اي شركه قبل كده
مريم بأبتسامه : لاء يافندم
احمد بتفهم : تمام ، اتفضلي
خرجت من مكتبه ، وهي لا يبدلها شك بأنها لن تقبل في تلك الوظيفه
خرجت من الشركه وهي تشعر ببعض الدوار ، وكادت ان تسقط مغشيه عليها ، الي ان لحقهاا
انتي كويسه
مريم بتعب : اه الحمدلله ، متشكره لحضرتك عن اذنك
وقف يتأملهاا للحظات ، ثم صعد الي غرفة مكتبه ليلقي اوامره علي سكرتيرته الخاصه ،قبل بدء الاجتماع
………………………………………….. ………
استيقظت من نومهاا ، علي صوت رنات هاتفهاا
انتظرت قليلا لكي ترد ، وبعد ان ردت
لم تكن تصدق ما سمعته منذ قليل ، هل هي قبلت حقا في تلك الوظيفه ام هي تحلم ، نهضت سريعا من فراشهاا لتبحث عن ملابس مناسبه لعملهاا ولكن بحاشمته المعتاده ، لم تكن ملابسها انيقه ولكن كانت راضيه تماما عن ملابسها حتي لو سوف تخالف تلك المجتمع المتحرر ، نظرت لنفسها نظره رضي …………. ثم ذهبت لتبدء حياه اخري لا تعلم ما ينتظرها في وسط هذا العالم
وقفت تنتظر السكرتيره لتدخلها ، نفس المكتب السابق لمقابلة مديرهاا
يتبع….
الفصل السادس
نظرت لتتأمله قليلاا ، فلم تجدهه نفس الشخص الذي اجري معها المقابله الاولي ، اشاحت بوجهها سريعا ، وظلت تنتظر ان ينتبهه لوجدهاا
ارخي بجسدهه قليلا وبدء يتأملهاا ، فلم تمر امامه مثل هذا النوع من الفتايات ، ظلت عيناهه تتفحصها بأعجاب شديد، الي ان اشاح بوجهه وامرهاا بالجلوس
اياد : انسه مريم صح
مريم بهدوء : ايوه يافندم
اياد بأبتسامه وهو ينظر لملفها : طبعا انتي عارفه انك اتقبلتي في الوظيفه ، بس الي متعرفهوش انك هتكوني تحت ادارتي
مريم بتسأل : هو انا هشتغل سكرتيره لحضرتك
اياد : لاء مش سكرتيره ، بس هتكوني الوسيط بيني وبين مدير الحسابات ، هترجعي الحسابات وبعدين ان هتطلع عليهاا ،يعني ممكن نقول كده سكرتيره تانيه ليا
نظرت له مريم بتفهم ، ولم تعقب
أياد : اتفضلي دلوقتي ، والسكرتيره هتفهمك كل حاجه
مريم : عن اذن حضرتك
خرجت من امامه ، وظل نظرهه عالقاا بهاا .. الي ان قطع شرودهه صوت رنين هاتفه
اياد : اقول ماساء الخير ، ولا صباح الخير ياحياتي
………………………………………….. …….
انا هبه سكرتيرة بشمهندس اياد
مريم : مريم ، الموظفه الجديده
هبه :تشرفت ، ها ابدء اشرحلك طبيعة شغلك ، ولا عايزه تسألي عن اي حاجه
مريم بابتسامه: لاء ابدء اتفضلي
بدأت هبه تشرح لها طبيعة عملهاا، وتوضح لها كل شئ وعن نظام الشركه وعن الجديه في العمل ، الي ان وصلت ان حثتها ان تحترس من بعض الامور لم تفهم مريم ماتقصدهه ولكن ظلت صامته تتابع الاستماع الي حديث هبه
هبه : هاا ياستي فهمتي كل حاجه
مريم : اه تمام متشكره اووي ، بس سؤال هو انا هشتغل فين
هبه : مع زمايلك عادي في قسم الحسابات ، بس المسئول عنك هو بشمهندس أياد لانك تعتبري تحت اشرافه
………………………………………….. …………
بعد ان انهوا اجتماعهم ، جلسوا يتحدثون في بعض الامور
الي ان نظر خلفه، وهو يندهه عليهاا لكي يعطيهاا بعض الاوراق
انسه مريم
اقتربت منه بهدوئها المعتاد ، الذي تعود عليه منذ ان أتت من اسبوعا
مريم : افندم يا بشمهندس
التف ادهم الي مصدر الصوت ، ولكن لم يتذكرهاا عندما ساعدهاا في النهوض ، ثم اشاح بوجهه ليتابع ما كان ينظره اليه من اوراق
اياد بأبتسامه : اتفضلي الاوراق ديه ، عايزك تعمليلي جدوله ، وتشوفيلي الربح والخساره هتكون في حدود ايه وكل التفاصيل
ثم نظر لهااا مبتسما ، يتأملها كعادته ، بدون ان يعرف لما عينه دائماا تتفحصها برغم من ملابسها المحتشمه
نظر له احمد وهو يتابع نظراته ، ثم قال بصوت هامس
سيب مريم في حالها ، هي مش زيهم وانت عارف كويس كده
نهض اياد سريعاا من مكانه ، وتركهم
………………………………………….. …
وجدها تتطلع لصورة ابنها بدموع وشوق شديد ، كان يتأمل عيونها كما كانت تدل علي مدي اشتقاهاا ، اقترب منهاا
وجلس بمقربة منها ، وهو يقول
انا وعدتك اني هرجعهولك ياصافي ، خليكي واثقه فياا
صافي بأسي: تفتكر اني ممكن الاقيه في يوم ، خايفه اووي يا ادهم اني اعيش عمري كله استني اليوم الي القدر يجمعني بيه ، ويوم مالقيه مشوفش نظرة الحب الي اي ام بتشوفهاا في عين ولادهاا
نظر لهاا بأشفاق ، وهو يتذكر نظرة امه المودعه وهي تقول خايفه تبقي زيه
لم يفهم قصدها بتلك الجمله ، الا عندما كبري ، علم انها تقصد ان يصبح مثل والدهه زوج خائن واب لا يُصلح
اقتربت منه ، بعد ان جففت دموعها ،واستكانت بين يديه وهي تشعر بدفئ انفاسه وحنانه الذي ادركته عندما اقتربت منه حتي لو لم يظهر لها ذلك
………………………………………….. ……….
ايام تُمر، ووحدتتها اصبحت قاتله ، ولكن عملهاا الجديد اصبح يشغل معظم وقتها كانت سعيده بتلك العمل لكونها تعمل ما تُحب ، وضعت رأسها علي وسادتهاا بعد ان اتأكدت من موعد استيقاظها من منبه هاتفهاا ، ثم بدئت تتذكرحياتهاا السابق ، كما كانت تشتاق اليهم كثيرا ، تنهدت بحزن اصبح يملئ قلبهاا ،وذهبت في عالم الاحلام
حياته كما هي ، لايري شئ سواا عالمه التائهه فيه ، وكأنه اصبح لا يٌبصر بشئ سواا هذا العالم الذي يحيطه ، كانت ضحكاتهاا تتعالي في اذنيه ويدها التي تسحب يديهه ليراقصهاا
ظلت ترقص بين احضانه ، ولاول مره هي من تسقط عليه الكلمات ، كان يسمع كلماتها مثل الاصم في هدوء تام الي ان سألته عن موعد زواجهم
اياد بدهشه : جواز
شاهي بصدمه : جوازنا ياحبيبي ، مش المفروض نتجوز ولا انت خلاص زهقت مني
اياد بأرتباك: ليه بتقولي كده
شاهي بحزن : مالك يا اياد ، انت بقيت غريب اووي الايام ديه
اياد بضيق : مافيش ياشاهي ، يلا نمشي عشان تعبان
………………………………………….. ………..
تفتكر هيجي يوم وتبعد عني ، وتسيبني
نظر اليها ليتأملها قليلا ، وبضحكته المعهوده
مممممممم ، ليه بتقولي كده
صافي : لان لكل شئ نهايه ، وانت ممكن في يوم تلاقي نصك التاني الي تكمل معاه حياتك ، ثم تنهدت بحسره وهي تلقي علي مسمعه تلك الكلمات
بدء يعتدل من جلسته واسند برأسه علي الوساده ، وقال
مفتكرش ، وظل يتأمل تلك الفراغ الذي امامه
صافي : ليه متجوزتش لحد دلوقتي يا ادهم
نظر لها بتعجب من سؤالها فالمفترض لو سـأله جميعهن بهذا السؤال هي دونهم لا ترغب ان تسأل تلك السؤال فهي عشيقته
ادهم : مالك ياصافي ، اول مره تسأليني السؤال ده
صافي بهدوء: واحد زيك عنده كل حاجه ، ليه اسمه وسمعته وكمان شخص جذاب وجميل ، ليه لحد دلوقتي متكونش في واحده في حياته قدرت تدخل قلبه
ادهم بتنهد وهو يشير الي موضع قلبه : عشان ده مش عايش ، زي صاحبه بالظبط
كادت ان تكمل كلامهاا ولكن علمت بأنها الان يجب ان تنهي حديثها معه
نظرت له تتأمله ، قليلاا فوجدته وكأنه يصارع شخص بداخله ، فنهضت من مكانها بعد ان غطت جسدها العاري
وهي تعلم تماما ، ان قربهم من بعض هذا ليس سواا اكتمال ارواح تحتاج الي الاحتواء لتعوض ما بداخلهاا من نقص يريد ان يكتمل
………………………………………….. ……….
جلست علي احد الطاولات في تلك المكان المخصص لأستراحه العمل ، وبعد لحظات قامت لتجلب بعض المشروبات
مريم بأبتسامه : مشروب كل يوم ياعم حسن
حسن بطيبه : من عنيا يا استاذه مريم
ابتسمت له بأبتسامتها المعتاده ، فهو يُذكرهاا بوالدهاا نفس الطيبه التي كانت تراهه في عينيه وملامحه
اخذت طلبهاا ، ليست مدركه بما امامهاا ، وبدون قصد صدمت بيه
ادهم : ابقي خدي بالك يا انسه ، ثم انصرف وتركهاا دون ان ينتظر ان يسمع اعتذارهاا
هبه بضحك : كنتي هتكبي العصير علي رئيس مجلس الاداره
مريم بدهشه : هو ده صاحب الشركه
هبه بضحك : بقالك شهر ، وكل ده ومتعرفيش ان ادهم عزت هو الكل في الكل هنا
مريم بتعجب : طب واستاذ اياد ، واستاذ احمد
هبه : دول اعضاء مجلس الاداره ، بس طبعا ليهم اسهم في الشركه غير ان بشمهندس اياد يبقي اخوهه الصغير
مريم : عشان كده ديما كنت بشوفه في كل الاجتماعات وهو الي بيديهم الاوامر
هبه بضحك : وبعقلك كده يافالحه مادام هو الي بيدي الاوامر يبقي مين بقي صاحب الشركه ، يابنتي ادهم ده هو الي ماسك كل حاجه ،عقله يوزن بلد ، وميعرفش اخوهه في الشغل ، ثم بدأت تتناول مشروبهاا وهي تقول : حتي لو بشمهندس اياد ، بس بصراحه غيره خالص
مريم بتسأل : غيره ازاي يعني
ولكن قطع حديثهم ، نهوض المواظفين للذهاب لعملهم ، بعد ان انته وقت الراحه
………………………………………….. ………….
كنتي فين يامريم ، وفين الملف الي طلبته منك
مريم: اسفه يافندم ، اصل كنت في الاستراحه عشان ميعاد الغدا ، ثواني وهجيب لحضرتك الملف
اياد وهو يقترب منه: ممممم وكده تاكلي من غيري
مريم بحده : افندم
اياد بضحك : ايه يامريم ، هو انتي مالك جد اووي ، مش معقول وصلناا للسنه 2014 وفي بنات بالشكل ده ، ثم قال باستهزاء: انتي جايه منين يامريم
نظرت له لبعض اللحظات لتري ضحكاته وهو يحتقرهاا ، وقالت بأسي : عن اذن حضرتك
ثم ذهبت ، وهو مازالت انظارهه علقه بها، وقد تبدلت ضحكاته لسكون تام
هو انا ايه الي عاملته ده ، عشان اتريق عليها كده واضحك
خرجت سريعاا من امامه ، ودموعهاا تكاد توشك علي الهبوط ، كادت ان تخبط به ثانية ولكنها تراجعت ، رفعت وجهها الذي كانت تخفضه لتري ممن سوف تعتذر فصُدمت عندما رئته
نظر لها قليلا ، يتأمل عيونهاا المليئه بالدموع ، ثم ابتعد عنها وهو يعلم بأن قد حدث شئ بينها وبين اخاهه
دخل اليه ، وجدهه يهندم من ملابسه ليهم بالخروج من مكتبه
وبعد ان القي عليه ما اراد منه بشأن شاهي ، التف لينصرف ثم عاود النظر اليه ثانيه وهو يقول بصرامه
اعقل شويه ، وبلاش تلعب علي حد من الموظفين مفهوم
اياد بأبتسامه : ديما ظالمني
ادهم : اتمني ذلك .. ثم تركهه وانصرف
اما هو اخذ يحدث نفسه بشأنها
ياتري يامريم انتي غيرهم ولا مع الوقت هتبقي زيهم
………………………………………….. …………….
مالك يامريم ، هو بشمهندس اياد زعلك
مريم بتسأل : هو انا لبسي مش كويس ياهبه
هبه بابتسامه : من ناحيه ايه مش كويس، ثم بدأت تفهم هبه ما تقصدهه
هبه : مممممم ، يمكن انتي مش متحرره زينا كده ، يعني انا مثلا محجبه بس ممكن اعمل لفات حجابي علي الموضه ، احط ميك اب ، البس ملابس ضيقه شويه وبرضوه علي موضه يعني تحرر بس مش زيهم يعني
نظرت لهاا مريم باستغراب : مش زي مين
هبه بضحك : مريم هو انتي قولتيلي خريجه كليه ايه ، الي يسمع اسألتك ميقولش انك خريجه جامعه ومرت عليكي كل انواع البنات
مريم : انا في الجامعه مكنش ليا اختلاط اووي بحد غير رنا ما انتي عارفاها بنت استاذ هاشم ، كان كل الي بيهمني دراستي
هبه بتفهم : هو قالك ايه
مريم وبدأت تتذكر نظراته وضحكته التي يشع منهاا نظرة الاستهزاء وبعد لحظات
هبه : بصي يامريم ، سيبك من الوسط ده ، مالكيش دعوه بنظراتهم ليكي ولا حتي كلامهم لانك هتسمعي كتير من كلامهم وهتشوفي نظرات استغراب وكأنك انتي من عالم وهما من عالم تاني خالص ، انا كنت زيك كده لبسي واسع وماليش في الموضه والكلام ده صح بلبس لبس متناسق وحلو بس كنت ملتزمه باللبس المفروض تلبسه اي بنت محجبه ، بس للاسف فضلت اشوف ديه لبست ايه وديه عاملة ايه ، وديه بتلفت الانتباه ازاي ، لحد لما انتي شايفه اه
وقالت بأبتسامه : بس يعني لبسي مش وحش اووي ، بس مبقتش هبه بتاعت زمان
مريم بأبتسامه : ربنا يهدينا جميعا ، متشكره اووي ياهبه علي كلامك بجد انتي ونعمه الصديقه
هبه بطيبه : انتي الي طيبه يامريم عشان كده بتشوفي الناس كلهاا كويسه
ويلا بقي عشان نلحق نجيب الحاجات الي عايزه تشتريهاا
انتي صحيح هتشتري اللعب وهدوم الاطفال ديه لمين
مريم بأبتسامه :هبقي اقولك بعدين
………………………………………….. ………..
جلسوا يتناولون طعام العشاء سوياا
ادهم بأبتسامه : ايه يا اياد مالك سرحان ، اكيد بتفكر في شاهي
نظرت له شاهي بخجل ، ولم تتحدث
اياد بأرتباك : اه اكيد
اسعد بأبتسامه : ايه ياولاد مش نوين تحددوا ميعاد الفرح ولا ايه
ادهم بأبتسامه : انا عن نفسي جهزتلهم الفيله الي هيعيشوا فيها بس يقرروا بس
اياد وهو ينظر لشاهي : انا بقول نستني شويه ، ولا ايه ياشاهي
نظرت له بأرتباك وقالت : الي تشوفه
اسعد بضحك : يعني نطلع منها احنا
ادهم بضحك : اظاهر كده
ثم نظر لاخاهه يتأمله، فوجدهه شارداا
اسعد بتسأل: اومال فين عزت باشا، انا سمعت انه سافر فرنسا خير راح سياحه ولا ايه
ادهم بتهكم: اه فعلاا سياحه ، ثم عاود النظر لأخاهه ثانيا
وهو يحدث نفسه : ياتري فيك ايه يا اياد
مريم انا اسف
وقفت ساكنه لبعض الوقت ، وكادت ان تهم بالخروج ولكن استوقفه صوته ثانية
يتبع…
الفصل السابع
ابتسمت له ، كأنه تعبير عن قبولهاا لأعتذاره،ثم تركته وانصرفت
كانت نظراتها عالقه بذهنه ، ثم تنهد بابتسامه وهو يحدث نفسه
مريم مش زيهم يا اياد ، اعقل
ثم بدء يتابع عمله وهو شارد بتلك النظرهه الحانيه
………………………………………….. …….
ومثل كل يوم ، تجلس علي فراشهاا للحظات تتأمل حولهاا مملكتها الفارغه والهدوء القاتل الذي يحاوطها، شرد عقلها قليلاا بتلك الفتره الماضيه وهي تتذكر لاحظتها القليله معه بل والمعدوده
ظلت تفكر به وهي تسبح في عالم الخيال ، تتذكر نظراته الحاده ، حديثه القوي ، كل شئ فيه قد بهر عينيهاا برغم انها لا تعلم ملامح واجهه بدقه ، تذكرت المرات التي اصتصدمت بيه وهي تبتسم ، ولكن وقف قلبها للحظات وتصدي له عقلهاا ويقول …. فوقي يامريم
انتبهت لما كانت تفكر بيه وهي تحدث نفسها
حياتنا مش شبهه بعض ، لازم افوق
ثم ابتسمت بحزن وهي تخمد احلامهاا
………………………………………….. ……..
مش هي ديه شاهي ، الي صممت ترتبط بيها وكنت دايخ عشان بس تكلمك
نظر له اياد قليلا .. وقال : مش عارف يا احمد بس حاسس اني زهقت
احمد بضحك : ده العادي بتاعك يا اياد ،بس تفتكر ادهم هيسكت المرادي
اياد بضيق : طبعا عشان الصفقات الي بينهم هيحكم علياا بأوامره
احمد : انت الي حكمت علي نفسك يا أياد ، محدش ضربك علي ايدك وقالك افضل اجري ورا شاهي وبعدين ارتبط بيها
أياد : منكرش انها كانت عجباني ، بس كانت وخلاص
احمد بفهم : ومين بقي الي بقيت عجباك دلوقتي ، ما انا مش هصدق انك تزهق منها كده من غير مايكون في واحده تاني رسمت عليك ودخلت حياتك
اياد بغرور: تفتكر في حد يقدر يرسم علياا ، ثم بدء يتذكرها وهو يقول بصوت هامس لنفسه : بقيتي لعبتي الجديده مريم ، ولازم اخدك عشان ازهق منك ومفضلش اشغل بالي بيكي
ثم انتبهه علي صوت احمد وهو يقول : ازيك ياشاهي
………………………………………….. ……..
جلس يتأملهاا قليلاا ، وبصوت هادئ
هتيجي معاياا شرم يومين ، ايه رئيك
نظرت له بسعاده وهي تحتضنه : بجد يا ادهم
ادهم بضحك : بجد
صافي بسعاده : طب وايه سبب الفسحه المفجأه ديه
ادهم بهدوء : حاسس اني عايز اهرب من الشغل شويه ومن المشاكل
صافي بحنان : يعني انت عايزني معاك
ادهم بأبتسامه : تفتكري ايه
صافي بتنهد : انا اي مكان انت فيه بتمني اكون معاك ، انت متعرفش قد ايه بكون سعيده بوجودك حتي لو هكتفي ان ابصلك بس من بعيد
اقترب منهاا بحنان واخذ وجهها بين كفيه، وهو يقول انا جنبك اه ياصافي
………………………………………….. ………
اخذ يلقي عليهاا بعض الاوامر، وبعد ان اتنهي
استأذنت منه لتتابع عملهاا ..
نهض من مكانه ووقف امامها وهو يقول : بمناسبه حفلة عيد ميلادي ، انا عزمك يامريم ياريت تقبلي عزومتي يعني كأصدقاء
كان يقول هذا وهو يعلم انها ستواقف ، وكيف ترفض طلبه وكثيرا منهن يتمني نظره منه فقط وليس دعوه
ابتعدت عنه ، وقبل ان تغادر
اسفه يافندم ، انا جايه اشتغل هنا وبس ، بس ممكن اقدر اقولك كل سنه وانت طيب .. عن اذنك
ظل واقفا قليلاا وهو ينفث غضبه بانفاسه التي تكاد ان تحرق غروره وهو يقول : لسا الايام بينا يامريم
………………………………………….. ……….
كانت تنتظر ان تري قدومه مثل كل يوم ، ولكن هذا اليوم قد خُيب ظنهاا وقفت تتطلع لبعض الوقت ناحيه الطرقه المؤديه لمكتبه ولكن في النهايه التفت بظهرهاا لتتابع عملهاا
استوقفها صوته وهو يندهه عليهاا بصوت حاد
حصليني علي مكتبي يامريم
تنهدت قليلا ن ثم اتبعته وهي تمسك احد الملفات في يدهاا
جلس علي كرسيه يحاول ان يكون صارما حتي لو للحظات قليله لكي تنجح خطته كما اراد ، انتظر قدومها وعندما رئهاا نظر في بعض الاوراق التي امامه ، وبعد لحظات
ايه ده يا استاذه كل الحسابات فيهاا مشاكل ، اظاهر انك كنتي نايمه وانتي بتراجعي الملف
مريم بدموع : ابدا والله يافندم ، انا رجعت الملفات كويس اووي وحضرتك بنفسك قولت كل حاجه تمام
كاد ان ينكشف امرهه ، ولكن
قال بصوت جاهوري : شفت زياده هتنزليه النهارده ، ترجعي الملفات كلهاا وفوراا وقدامي كمان ، اتفضلي
نظرت له بصمت شديد ، وقالت : حاضر
بس ممكن اخد الملفات وهرجعهاا ، علي مكتبي
اياد بحده مصطنعه : اتفضلي يا انسه اقعدي هنا وراجعي ، انا مش فاضي للدلع ده مفهوم
………………………………………….. ………
كان يتطلع الي المياهه المتراطمه امامه وهو شارداا
وقفت تتأمله كعادتها ، وبصوتها الحاني
صافي :سرحان في ايه
بعد ان افاق من شرودهه ، وبأبتسامه ساخره
قولي مش سرحان في ايه
ابتسمت له كعادتها : هتفضل سرحان كده ، ولا شكلك زهقت وحابب ترجع للأوامر والموظفين وشغلك
ادهم بضحك : لاء انا اجازه الايام ديه
ثم نظر لها يتأملها قليلاا ، وقال :علي فكره في اخبار حلوه ليكي عندي
نظرت تتطلعه وكلها لهفة من سماع تلك الخبر الذي تتمني سماعه
ادهم بأبتسامه : قربت اعرف مكان مازن
………………………………………….. ……..
كان يجلس طيلة الوقت يتطلع اليهاا ويتأملهاا وهي منكبه علي تلك الاوراق ، اقترب منها قليلا وجلس علي مقربة منها وهو يقول : كفايه شغل لحد كده
نظرة له بأمتنان شديد ، ووجهها يبدو عليه التعب وهي تقول
: اتفضل الملفات الي اترجعت
نظر لها بنظرة لم تفهمها ، وقبل ان يفعل شئ تنهد قليلاا
اتفضلي يامريم ، تقدري تمشي
نهضت من مكانها سريعاا واتجهت ناحيه الباب ، الذي لم تسمح له بأغلقه ورحلت وهي تشعر بالتعب في كل انحاء جسدهاا
وقف ساكنا لبعض الوقت وهو يتطلع الي تلك الاريكه التي كانت منذ ثواني معدوده تجلس عليها ، الي ان قطع شرودهه صوت رنين هاتفه … ظل ينظر للمتصل لبعض الوقت وتنهد بملل ، واغلقه
………………………………………….. ………
عادت الي وحدتتهاا ، تمنت لو انها وجدت احد ينتظرهاا ليسألها عن يومهاا ، تذكرت قلق والدتها عليهاا وشعورهاا بتعبهاا ، ابتسمت بحزن ثم نظرت الي احد المجلات التي بيدهاا ووضعتها بجانب سريرهاا ، وذهبت لتؤدي صلاتهاا قبل ان تجلس لتقرء بعض الاخبار عنه حتي لو كانت قديمه
فكان فضولهاا يريد ان يعرف عنه الكثير لم تعرف لماا تفعل ذلك ، ولأول مره تشعر بأنها ذات قلب تائهه مثلهم
………………………………………….. …….
جلس ينهك نفسه بالشرب ،حتي تذكر صورتهاا بأبتسامتها الهادئه وبصافئها المعهود
نظر للكأس الذي يمسك به وقال بسكر: عجباك صح
ثم بدء يضحك بصوت عالي …
كريم : ارحم نفسك شويه يابني ، ومين ديه الي عجباك
أياد بضحك : حته بنت ، بس ايه خام اووي ، ولا لبساهاا تحس انهاا مش عايشه في العصر بتاعنا
كريم بضحك : يعني انت الي عايش اصلاا ، وكمان ماله لبساهاا
اياد بأبتسامه : عجبني موووت ، تصدق ان بتكثف ابصلهاا
ثم ضحك بسخريه : مش انا يعني الي بتكثف ما انت عارفني ، بس عيني ما بتقدرش تبص عليهاا ، بس اول ما عيني بتيجي عليها بلقيني ببعدهها علطول ومش قادر ابص عليها
كريم بتنهد : انت حبيتها ولا ايه يا أياد
اياد بضحك : انا احب مريم مش معقول ، ثم نظر لكأسه انا احب مريم ، ثم تابع الشرب
نظر لها صديقه بمراره ، وظل يتطلع له لبعض الوقت يتفرس معالم وجهه
………………………………………….. …..
جلست تنظر لغلاف المجله ، وقبل ان تفتح اول صفحههاا بها تنهدت بأسي ، ثم اغلقتهاا وهي تقول لنفسها
بلاش يامريم ، ممكن تشوفي عالم تاني غير عالمك وتنصدمي في اول شخص قلبك يدقله ، اعتدلت من نومتها بأسي وقالت : هو انا ازاي حبيته ، وامتا وليه .. مع انه عمرهه ما بصلي .. اشمعنا هو .. ثم بدأت تتذكر صرامته وحدته وابتسمت بأسي
………………………………………….. ……
عاد من سافرهه ، وهو لا يعلم ما ينتظرهه من اخبار
جلس يسترخي قليلا ، ثم بدء يتابع عمله ، الي ان
هنا : انسه شاهي خطيبة بشمهندس اياد ، مستنيه تقابل حضرتك
ادهم بأعتدال : خليهاا تدخل ياهنا
نظرت له بوجه شاحب ، وعندما رئي منظرها هذا ،تأكد بأن قدومها هذا لامر هام ولكن لم يتوقع بأن يكون هذا الامر هكذا
شاهي بدموع : انا حامل يا أدهم
نظر لهاا بدهشه شديده ، وبصوت متحجر، وبدون ان يشعر ظفر بضيق شديد وتنهد بقوه علي فعلة اخاهه
………………………………………….. ……….
كان يفكر في حيله ، كي يتقرب منها اكثر، ظل يفكر في حيلهِ السابقه ولكنه كان يعلم بأنها تحتاج حيلة مختلفه تماما، تنهد بضيق شديد وقال : بس برضوه لازم تقعي يامريم
اقترب منها ليعطي لها كوب الماء وهو يظفر بضيق : اياد عرف بالموضوع
شاهي بدموع : لاء لسا ميعرفش ، لان حضرته مبيردش علي تليفوناتي ، فملقتش حد اجيله غيرك
ادهم بضيق وبمراره : واسعد باشا طبعاا لسا معرفش
شاهي ببكاء : ارجوك يا ادهم ، بابا ميعرفش ، انا جتلك عشان عارفه انك الوحيد الي ممكن تسمعني وتقف جنبي وتحل المشكله
ادهم بضيق : مشكله ، قصدك كارثه .. انا مش عارف هفضل لحد امتاا استحمل استهتارهه
………………………………………….. ………
جلست تنتظر صديقتهاا علي احد الطاولات ، وكادت ان ترحل وجدته يجلس امامها وبابتسامته المعهوده وهو يخلع نظارته : مفاجأه حلوه صح
نظرت له بضيق وتمنت لو ان هبه الان امامهاا لأوبختهاا بشده علي فعلتهاا
التفت لترحل ، وتتركه بغروره هذا
ولكن هو كان اسرع ووقف امامهاا ، وهو يقول : ماهو مش معقول انتي الوحيده الي عامله فيها تقيله ، ايه في حد في حياتك لو في حد قولي ، ممكن اتصرف معاه
مريم بحده : اظن ان ده شئ يخصني ، عن اذنك
امسك احد معصمها بقوه وهو يقول : مادام اياد شوكت عاز حاجه لازم ياخدهاا ياحلوه
نظرت له بدموع وهي تقول : عشان انت اتعودت تاخد كل حاجه حتي لو مش من حقك ، او بالاصح انتوا .. عارف ان بشفق عليك اوووي
نظر لها بدهشه وهو يري دموعهاا ويسمع حديثهاا
مريم بدموع : ايوه بشفق عليك ، بشفق عليك من غرورك من حياتك مفكرتش في يوم ديه حياه الي انت عايشهاا وفرحان بيها ، مفكرتش هتفضل طوول عمرك فرحان بكده ، مفكرتش لحظه في شبابك الي معملتش في حاجه مفكرتش في الحياه التانيه الي مستنياك ، ولا ديه كمان نسيتها وفاكر نفسك هتفضل طول عمرك لحد ماتموت انك اياد شوكت الي كل حاجه لازم تبق تحت ايديه والكل يقوله سمعا وطاعا
انا بجد بشفق عليك ….
ثم تركته وانصرفت ، وهو ظلا واقفا تائهه يتطلع اليهاا ، ولاول مره يشعر بأنه حقا يجب ان يشفق اولا علي نفسه
لم يقطع شرودهه هذا سوا رنات هاتفه المستمره
نظر للمتصل بضيق وهو يقول : ايوه يا ادهم
………………………………………….. …….
جلس امامه ، وهو يتطلع اليه ويري علامات وجهه غير المبشره بشئ
تنهد بتسأل وهو يقول : في ايه يا ادهم
ادهم بحده : في ايه بتسألني في ايه ، وياتري مافيش ايه عاملته يا استاذ انا هفضل لحد امتا اصلح وراك بس المرادي انت الا لازم تصلح غلطك لانك خلاص المفروض هتبقي اب
اياد بصدمه : اب
ادهم بتهكم : شاهي حامل يا استاذ
نظر له اياد بصدمه ، ثم وضع راسه بين احد كفيه ، ونظر لاخاهه بضيق
ادهم : انا حددت ميعاد الفرح ، الفرح بعد اسبوع
اياد بصدمه : اسبوع ،ثم قال بضيق : بس انا مش هتجوز يا ادهم وشاهي هتنزل الطفل
نظر له ادهم بضيق ، وقبل ان يرد كان اياد يغادر المكان بل والشركه بأكملهاا
………………………………………….. ………..
كانت تعلم ان نظراته تلك ، ليست سوا رغبة فيهاا ، رغبه في لعبه لم يري مثلها من قبل ، لعبة اراد ان يستمتع بهاا قليلا، تنهدت بأسي لما يحدث لهاا ، نظرت الي احد المجلات لتتأمل وجهه ولكن سريعا ما اخذتها واخفتهاا كي لا تحطم قلبها بأحلام وهميه
قضي معظم ليلته ، يهرب من واقع ينتظرهه ، كان يلتقي بكأس يلو الاخر وهو لا يعلم لماذا اصبحت الان شاهي مجرد لعبه قد انتهي صالحيتهاا ، بعد ان كان يرغب بهاا وبشده
تنهد قليلا بأسي وهو يتذكر كلامهاا الاخير، ثم قذف بالكأس الذي يمسكه وهو يقول : اطلعي من دماغي بقي
………………………………………….. …………….
نظرة لها بعتاب شديد ، وقبل ان تذهب من امامها
هبه برجاء : والله يامريم ، هو الي اصر عليا ، قالي عايزك ضروري ، سامحيني
مريم بطيبه : خلاص ياهبه حصل خير
هبه بأبتسامه : ماشي ياستي ، بس مالك شكلك منمتيش والنهارده في اجتماع ولازم تكوني فايقه ، لان ادهم بيه رجع من سفرهه وطلب من اعضاء مجلس الاداره كلهم يجتمعوا
وبدون ان تشعر … وجدت قلبها يبتسم قبل شفاتيهاا ، ابتسمت بأسي ، ثم قالت
أكيد بشمهندس اياد وصل
هبه بضيق : اه وصل ، ومش طايق حد
مريم بتنهد وهي تستجمع قواهاا لأمر تحويلهاا من ادارته : طيب انا هدخله
كان يفرك في عينيه ،كان يبدو عليه الارهاق الشديد
نطقت اسمه بهدوء وهي تقول : انا عايزه اتنقل لقسم تاني
نظر لها بضيق شديد ولاول مره لا يتطلع لوجهها : احنا في شركه هنا مش بنلعب يا انسه ، اتفضلي جهزي نفسك عشان الاجتماع بعد ربع ساعه
الاقي عليهاا كلماته هذه ، وفي لمح البصر لم يجدها امامه ، تنهد بضيق شديد وهو يقول : انا ايه الي بيحصلي ده حاسس اني بقيت ضايع
كان يتطلع الي احد الصور التي امامه ، تنهد بضيق شديد من تصرفات اخيه ، واخذ يتذكر تلك الوجهه وقد عرفه تماما
كان احد المصورين لجريده ما يجلس في تلك المكان نفسه الذي تقابله فيه ، ولحسن الحظ قبل ان تنشر تلك الصور التي تجمع بينهم وهم سويا .. كان رئيس المجله صديقا له فأخبرهه بشأن الصور … تنهد بأرهاق شديد وكيف لا يشعر بالأرهاق وكل شئ علي عاتقيه .. نهض من علي كرسيه ثم غادر مكتبه ليذهب لغرفة الاجتماعات
خطوات قليله كانت تفصلهم وافكار كثيره تدور، وقفت لتستمع لما يطلبه منهاا
اما هو كان يتطلع اليهم ، ويتأمل نظراتهم
كانت نظراته لهاا ولاول مره يشعر ، بهدوء اخاهه ونظراته المُتعبه التائهه التي تحمل شوقا كثيرا
اما هي تطلع لوجهها وهيئتها ، وهو لا يعلم كيف اخاهه اعجب بهاا فهو يعرف طبيعة اخاهه اكثر من نفسه ، ولكنه كان متأكد انها ليست سوا فتاة عابره بالنسبه له ، ولكن وجودها هذا بجانب اخاهه سوف يزيد الامر تعقيدا
تنهد بضيق شديد ، وقبل ان ترفع عينيها لتري تلك الوجه الجامد كان قد اشاح بوجهه وبدء يفكر كيف ستتم تلك الزيجه بدون تهور من اخيه …
يتبع….
الفصل الثامن
مشاعر مختلفه ، وافكار هائجه واحلاما جميله وقلب لا يعرف سوا الحب وابتسامه صافيه ، وقلب اخر لا يعرف سوا القسوه او بالاصح لا ينبت بداخله سوا ذكريات اليمه جعلته تائهه في عالم لا يعرف الحب ، واخر تائهه لا يعرف ماذا يريد
جلس بهيبته المعتاده ، وبعد نظرة طويله ..قال:
انا اتفقت علي ميعاد الفرح مع اسعد باشا ، وحددنا كل حاجه
اياد بضيق : والمفروض انا اقول سمعا وطاعا، صح
ادهم بحده : انت الي غلطت ، ولازم تصلح غلطتك انا مش مستعد اخسر صفقات بملايين عشان طيشك يا استاذ
اياد : اهم حاجه عندك الشغل والفلوس ، مبتفكرش في غيرهم
ادهم بضحك : ماهي الصفقات والشغل الي مبفكرش في غيرهم دول يا استاذ ، هم الي مخلينك اياد باشا ، ولا فاكر ايه
ثم اطلق ظفرة قويه ، لعله يرتاح قليلا
وتفتكر لما اتجوز شاهي ، كده هترتاح
ادهم بحده : فكر في الطفل الي جاي ، وافتكر ان محدش ضربك علي ايدك انك تعمل علاقه مع شاهي وبعدين تقول خلاص زهقت
وقبل ان يدور حديث بينهم اخر ،تركه ورحل وهو لا يشعر بشئ
ادهم بضيق : هناا ابعتيلي احمد
………………………………………….. ……..
كانت كلمات اخاهه ، تكاد ان تعصف به ،ركب سيارته وكاد ان يتحرك بهاا ولكن نظرهه استوقفه وهو يراها تبتسم لاحد صديقاتهاا وهي تودعها، الي ان وقفت احد السيارات الفاخمه وفتح لها السائق الباب بعد ان ابتسمت له ، كان فضوله يسيطر عليه ،لم يدري بنفسه سواا عندما رئها تدخل احد المنازل الفاخمه ويقابلهاا رجلاا يبدو عليه في منتصف الثلاثينات وعلي وجهه ابتسامه راقيه
اخذ يتطلع عليها والفضول يكاد ان يقتله ، فكيف لفتاة مثلها قد خدعته ببرائتهاا هذه ، ظفر بضيق شديد وبدء يبتسم بسخريه
وبعد ساعه تقريباا وجدهاا تخرج من تلك الفيله ونفس الرجل يودعهاا وهو يطلب من سائقه ان يوصلهاا الي حيث ما تريد
تتابعها بنظرهه بأحتقار شديد وهي تغادر، ثم خرج من سيارته ووقف امام الحارس وهو يسأل عن شئ ، حتي ان جاء بالحديث
الحارس : ده جلال بيه ، لسا واصل من بره بقاله شهرين ، عايش هو ابنه عنده خمس سنين بس مش بسمع ولا بيتكلم مولود كده
اياد بتسأل : والانسه الي كانت خارجه من هنا ديه تقربلهم اصلي بشبهه عليها
الحارس بطيبه : اه انسه مريم ، البيه الصغير اصله بيحبهاا ومرتبط بيهاا من ساعة ما تاهه في يوم ورجعته ، ياا متفكرنيش يا استاذ ده كان يوم جلال بيه كان هيقلب الدنيا ما ابنه عنده حقه ، ثم تابع في حديثه ، بس شكلها بنت طيبه وغلبانه والله يوميهاا فاكر جلال بيه عرض عليها فلوس بس هي رفضت ، ولما لقي ابنه متمسك بيها عارض عليهاا يوم اجازتهاا انه تيجي تشتغل هنا تخلي بالهاا منه وترعاهه ،بس النهارده الولد تعب وفضل يعيط ،فمكنش فيه غيرهاا عشان يرضي يسكت
ثم انتبهه الحارس لثرثارته الكثيره مع هذا الغريب وقال :
هو انت يا استاذ قريب الانسه ولا ايه
اياد بشرود : اه ، متشكر اووي ياا
الحاس : محمود يابيه
نظر له اياد مبتسما وانصرف ، وبداخله اسأله كثيره تحاوطه ولكن ما قرر فعله انه سيتركها بشأنها فملاك مثلها لايستحق سواا لشخص مثله
تنهد بأسي وهو ينظر الي وجهه من مرئات سيارته، وانصرف
………………………………………….. …..
نظرت الي تلك الوجهه الذي تعرفه تماما، لم تصدق انه الان قد تذكر ان لديه ابنة اخ ، تطلعت الي وجهه وهي لا تعلم لماذا قد تذكرهاا الان وجاء الي زيارتها
منصور: ايه يابنت اخوي ، مش هتقولي لعمك اتفضل
مريم بأبتسامه: اتفضل يا عم
اخذ يتطلع الي البيت الذي تقنطه بمفردها ، وقال:
الله يرحمك ياخوياا
مريم بحزن : تحب تشرب ايه
منصور بأبتسامه : متتعبيش نفسك يابنت اخوي ، ثم التف اليهاا وقال : هنقعد فين
مريم : اتفضل ياعمي ، هو في حاجه حصلت
منصور : تعالي يامريم يابنتي ، ثم بدء يتطلع اليهاا بنظرة لما تفهم معناهاا الا عندما
وقال : كبرتي يامريم وبقيتي عروسه
نظرت اليه بدون فهم ، ولم تتحدث الي ان تابع حديثه وقال:
بس قريب هفرح بيكي يابنت اخوياا
………………………………………….. …..
لم يدرك بنفسه ، سوا وهو يلقي التحيه علي احد الغفرا وهو يقول افتح الباب يا صالح
نظر له الغفير بتثاوب وعندما ادرك من امامه ، افاق سريعاا
وهو يقول : نورت المزرعه يا اياد بيه
دخل بسيارته ، وكأنه يريد ان يهرب تلك الايام من كل شئ
حتي يفيق من هذه الغيبوبه التي اصبح يعيش بها منذ ان دخلت عالمه ،في تلك المده القصيره
نظر الي حارس المزرعه ، وبعد ان القي عليه بعد الاوامر
ترجل الي الداخل ، لعله يجد في هذا المكان راحه حتي لو قليلاا
………………………………………….. ….
كانت دموعها تنثاب ، وهي تتذكر كلمات عمهاا بعد ان رفضت تلك الزيجه وكيف ستوافق علي هذه الزيجه وهي لا تعرف شئ ولا تعي شئ عن هذا الرجل الذي تقدم لخطبتها وكيف سيتقدم لخطبتهاا وهي لاتعرفه ، ولكن عمها متمسك بشده كأنه يريد ان يتخلص من عبئهاا تحت مسمي ابنة اخاهه
تذكرت كلمته الاخيره وهو يقول : ما انا مش هستني لحد ما تجبيلي العار وانتي عايشه هنا من غير راجل ، وديره علي حل شعرك
مسحت دموعها سريعا ، عندما سمعت دقات الباب علي غرفتهاوهو يقول يلا يامريم المأذون وصل
كادت ان تخرج من الغرفه وتصرخ في وجههم جميعاا ، ولكن ماذا ستقول فأذا رفضت .. فحتما سوف لا تلقي بمصيرهاا سواا ان تذهب مع عمهاا لبلدتهم وكما قال لهاا
سأجعلك خادمه لي ، ولن تتزوجي سواا ابني بكر
بكر ، الذي يكبرهااب 25عاماا .. تنهدت بحسرة لما يحدث لهاا … انتبهت لصوته ثانيه وهو يقول : يلا يامريم
خرجت من غرفتهاا ، وهي تتطلع الي تلك الوجهه ، يالهم من وجهه كثيره قد رئتهاا في تلك الايام وجهه جامده قد صدمتهاا في تلك العالم الذي كانت تعتقده مثل نقاء قلبهاا ، انثابت دموعهاا وهي تتذكرهه فالأن سوف ينتهي حلمهاا الذي كانت تكتفي برؤيته فقط ، لم تحلم سوا ان تسمع صوته هذا الحاد وتري تلك الوجهه الجامد ، ولكن كأن الله اراد ان يخلصهاا من هذا الحلم الذي تعلم حتما نهايته
منصوربصوت منخفض : حسك عينك ، تعملي اي حاجه ولا انتي عارفه يابنت اخوياا .. ثم ابتسم لها ابتسامته المصطنعه وهو يقول : هو انا عندي اعز منك يابنت اخوي ، بكره تعرفي اني عاملت كده عشان احافظ عليكي مع راجل يصونك
………………………………………….. ……..
الان قد شعرت بغبائها ، فهو لم يحبهاا بل كانت كما يقولون لهاا بأنها لعبته الجديده …
تذكرت غرورها وهي تقول : مش مع شاهي اسعد
لم يحطم غرورها هذا سواها هي فقط ، وكأن الغرور لا يحطمه سوا صانعه .. تنهدت بأسي وهي تتذكر حفله زفافها الذي سيتم بعد يومين ، واين هو من كل ذلك
………………………………………….. …..
نظرت لتلك الوجهه الذي يتطلعهاا ، وهي تعلمه تماما ، ظلت تحدق فيه لعلها تستيقظ من هذا الحلم ولكن لم تجد سوا ان حلمهاا واقع امامها يتجسد الان
نظر لهاا مبتسما وهو يقول : ازيك يامريم
تأملته للحظات للتأكد بأن هذا الصوت هو صوته ، ظلت تتطلع اليه
الا ان قطع شرودها صوت عمها وهو يقول مبتسماا : هسيبكم مع بعض يا ادهم باشاا ، عشان تتكلموا
ثم استاذن منه وهو يبتسم ..
ادهم بأبتسامه : مالك يامريم ، وقفه ليه ولا انتي اتفجأتي
ثم عاد ليحدثها ثانية.. وهو يقول : انتي تعبانه ، اجيبلك دكتور
ثم اقترب منهاا قليلاا ، بعد ان يأسي من سماع صوتها
وقال : مريم انتي سمعاني
رفعت رأسهاا قليلاا ، لعلهاا تري وجهه عن قرب وتتأكد ان الذي امامه هو ، وليس شخصا صنعه عقلها الباطل
ثم قالت بصوت ضعيف : استاذ ادهم ، انت بتعمل ايه هنا ، هو انت تعرف عمي
ادهم بخبث : اه اعرفه ، استاذ منصور عم مراتي
نظرة له لعلها .. تدرك ان ماسمعته منذ قليل ليس سواا تفوهات يصنعهاا عقلها
ابتسم لها عندما رأي مدي ارتباكهاا ، علم انها ليست سوا فتاه عادية لغايه ، شعر بالذنب قليلاا أتجاهه .. ولكن شعورهه هذا قتله سريعاا ، ثم قال بصوت حاني
ايه يامريم ، مفجأه وحشه انك عرفتي ان انا العريس
نظرت له قليلاا ، ثم قالت : العريس
أدهم بابتسامه وهو يدير وجهه ليصبح ظهره امامها ، ثم تنهد قليلا وقال : انا بحبك يامريم ، من اول مره شوفتك فيهاا ، من اول مره جيتي الشركه وكنتي هتقعي ومسكتك بين ايديا ، بس مكنتش فاكر ، اني هشوفك تاني ، بس حظي كان حلو وشوفتك تاني وعرفت انك بتشتغل في شركتي، بس مقدرتش استحمل اكتر من كده وانا بشوفك كل يوم قدامي وانتي بعيده عني
كانت تسمع كلماته وهي لا تصدق ما تسمعه اذنيهاا ، هل كان حقا يحبهاا مثلما احبته بدون ان تشعر ، ولكن كيف وهو دائماا لم يشعرهاا بأي شئ تجعلها تتأكد من حبه
كان يعلم مايدور بداخلها ، وقبل ان يجعلهاا تفكر وتٍسأل عن شئ قال :
عارف اني محسستكيش ولو للحظه بحبي ليكي ، وديما شيفاني ادهم الصارم الي الكل بيخاف منه وبيعمله الف حساب، بس كان غصب عني ياحببتي كنت خايف لتضيعي مني
ثم التف اليهاا ، فوجدهاا تتطلع اليه في صمت ودموعهاا تنثاب علي وجنتيهاا ، اقترب منهاا قليلاا وكاد ان يمد يدهه ليمسح دموعهاا ولكن
منصور : مش كفايه كده يا ادهم باشا ، عشان نكتب الكتاب واه هتكون مرتك وتقولها كل الي نفسك فيه وهتبقي معاك طول العمر
نظر له ادهم مبتسما ، ثم عاود النظر اليهاا وذهب مع عمهاا لتتم تلك الزيجه المخادعه
………………………………………….. ………..
وقف يتأمل تلك الخضراا ، وهو شارد بافكار كثيره تدور بخاطرهه ، لم يشعر بشئ سواا تلك اليد التي تربط علي احد كتفيه
احمد : في واحد فرحه بكره وسايب عروسته
اياد بتنهد : انت عرفت مكاني ازاي ، ثم ابتسم بسخريه وهو يقول : مافيش حاجه بتخفي علي ادهم باشا
احمد : ادهم بيحبك يا اياد وخايف عليك حتي من نفسك
اياد بسخريه : عارف ان ادهم بيحبني ، بس حب بأمتلاك عايز كل حاجه تبقي تحت ايدهه هو وبس حتي انا
احمد بتسأل : كريم قالي علي كل حاجه ، مش معقول انت حبيت مريم
اياد بأبتسامه وهو يلتف بوجهه بعيدا عنه : تفتكران واحد زيه كل الي همه يسهر ويشرب ويقضي سهره مع ديه ويصاحب ديه يحب واحده زي مريم ، مريم اطهر واجمل مخلوقه شوفتهاا عشان كده واحد زي انا مينفعش يحبهاا
احمد بتنهد : يبقي حبيتها فعلاا
اياد : مش عارف يا احمد ، ولا فاهم حاجه ولا بقيت عارف ايه الي بيحصلي
احمد : بكره ترجع اياد بتاع زمان ، واه هتسافر انت وشاهي تقضوا شهر العسل ، ثم تابع كلامه بأبتسامه : واكيد هتتبسطوا
نظر له أياد طويلا : اتبسط مفتكرش
………………………………………….. ……….
لم تشعر بنفسهاا ، سواا وهي تسمع كلمه قابلت زوجها، ووجهه عمها يبتسم وهو يقول مبرووك يا ادهم ياابني قصدي يا ادهم باشا
نظر له ادهم مبتسما وقال : احنا اهل دلوقتي ياعم منصور ، شيل الالقاب ديه
منصور بأبتسامه واسعه : ده العشم يا ادهم يابني ، ثم اقترب من احد اذنيه وقال: اوعي تنسي الي اتفقنا عليه
نظر له ادهم بسخريه وقال : لاء متخافش ، المحامي هيكون عندك بكره ، عشان تستلم اوراق الارض
منصور بصوت عالي : تعالي يامريم ، قربي من جوزك ، متتكثفيش يابنتي
نظر لهاا يتطلع اليهاا وقال : جهزي نفسك ، عشان هتيجي معايا
وكأنهاا الان بدئت تفيق من كل هذا : اجي معاك فين
كاد ان يرد عليها ولكن صوت عمها كان الاسبق
هتروحي مع جوزك يابنتي ، يلاا روحي جهزي نفسك
وقفت للحظات قليله وهي لا تفهم شئ ، وكيف ستفهم شئ وكل شئ حدث وكأنهاا كانت تحلم واستيقظت الان من الحلم
تمنت لو كان حلماا حقاا ، وتستيقظ منه الان ولكن
منصور : يلا يامريم يابنتي ، مش عايزين نعطل ادهم بيه اكتر من كده
ثم قال : خلي بالك منهاا يا ادهم ، مريم ديه زي ولادي
نظر له بسخريه ، وهو يري تلك العم الذي باع ابنة اخيه من اجل المال ، دون ان يعلم سبب هذه الزيجه ، وكأنه يبيع قطعه أثاث باليه ، ليس ابنة اخيه
يتبع….
الفصل التاسع
أحست بأن خطواتها أصبحت تتباطئ ، لم تشعر بنفسهاا سو وهو يمد يدهه ليمسك أحد أيديها ويقول : يلا يامريم وصلنا
نظرت اليه وهي تتأمل تلك المكان ، فكان مكان هادئ للغايه يدل علي رقي اصحابه ، نزلت من سيارته وهي تقف تتطلع الي تلك البنايه التي امامهاا
ادهم : هتفضلي واقفه كتير
نظرة اليه ثانيه ، وكأن اعينهاا مازالت لا تصدق ان هذا الشخص الذي يحادثهاا ويقف بجانبهاا ليس سواها ، انتبهت علي صوته وهو يقول : مريم ، ثم عاد اليها ثانية ليمسك احد ايديهاا ليأخذهاا الي مصير لا تعلم عنه شئ
كانت مثل التائها لا تعرف شئ ، وكأنهاا قد اصيبت بغيبوبه افقدتهاا كل حواسهااا ، وجدت نفسهاا تقف بجانبه وهو يدخلها تلك الشقه ويفتح بيدهه احد الانوار ، لتتطلع اليه وتتأمل تلك المملكه الجميله التي ستعيش فيها معه
نظرت اليه لتتأمل معالم وجهه وهي تقول : احنا هنعيش هنا
أدهم بهدوء : ديه شقتك يامريم ، هتعيشي فيها ، ثم تنهد قليلا وقال : وانا هكون هنا مجرد ضيف مش اكتر
مريم بتسأل : مش فاهمه ضيف ازاي
ادهم : مش مهم تفهمي يامريم ، المهم دلوقتي عجبتك الشقه
مريم بأرتباك : اه جميله
ادهم : كل حاجه هتلاقيهاا عندك ، ولو احتاجتي حاجه كلمي الامن او البواب وهماا هيجبوهالك ، ثم اشار علي احد الهواتف وقال : دوسي علي الزر ده واطلبي منهم الي تحتاجيه
وكاد ليلتف بظهرهه ليغادر ، ولكن
مريم: هو انت هتمشي
ادهم : في حاجه عايزاها تاني
نظرت له بخجل شديد ، فقد كانت تريد ان تقول له لا تتركيني وحيده ابقي معي ولكنها اخفضت راسهاا بحزن وهي تقول : لاء شكراا
نظر لهاا ليتأملهاا قليلاا ، ثم تركها وذهب وهو يعلم انهاا الوحيده من ظُلمت في تلك اللعبه المخادعه
نظرت تتأمل الفراغ الذي تركهه ، وبدون ان تشعر فرت دمعة من عيناهاا وكأن الدموع اصبحت تشفق علي صاحبتهاا لتبكي معهاا علي حالهاا، وقفت تتطلع الي تلك الشقه وهي تقول : برضوه هفضل لوحدي
………………………………………….. ………..
ذهب الي قصرهه الفخم ، وهو يتذكرهاا عندما تركهاا بمفردهاا ونظراتها الحزينه التي مازالت عالقه به ، تنهد بضيق شديد وهو يخلع سُترته ، وامتدا علي فراشه بعد ان اشاح برابطه عنقه التي تخنقه وبالاصح ضميرهه هو الذي يخنقهه
شردا قليلا وهو يتذكر!!
انت هترفدها من الشركه يا ادهم
ادهم بضيق : انت عارف اني مبحبش اظلم حد بسبب حد تاني ، بس انا هكتفي اني انقلهاا من هناا
احمد وبدون قصد : وتفتكر اياد هيسكت لو عرف
ادهم بحده : مجرد وقت وهينساهاا ، انت فاكر ان اياد بتعجبه النوعيه ديه ، ثم قال بسخريه : هي بس عجبته شويه وقال ما اجرب العب بيهاا وبعدين لما ازهق ارميهاا
ثم قال بضيق : اياد اخوياا وانا اكتر واحد عرفه
احمد بتنهد : بس هي ايه ذنبهاا من ده كله ، هي متعرفش اصلا حاجه
ادهم بضيق : المهم دلوقتي يا احمد ، تشوف الاستاذ مختفي فين ، خايف يتهور ويعمل حاجه قبل الفرح انا مش ناقص مشاكل ولا وجع دماغ
وقبل ان ينصرف احمد ، نظر له طويلاا يتأمل معالم وجهه ، ثم غادر ليتابع اعماله
نظر لبعض الاوراق التي امامه ، ولاول مره يشعر بعدم رغبته في موصلة عمله الذي بات يعشقه.. نهض من علي كرسيه ووقف امام تلك النافذه التي تطل علي الخارج ، كان بصرهه يحلق لاعلي وهو سارح في أفكار كثيره ، ثم بدء بصرهه يجول لاسفل بدون هُدي وكاد أن يلتف ليكمل متابعة عمله … الي ان رئهااا ظل يتطلع لهاا كثيره ولاول مره ينظر لهاا هكذا وبالاصح لاول مره يتطلع الي امرأه بتلك النظرهه ، نظرة ليس كما اعتاد عليهاا ، نظره قد نساها منذ زمن … وجدهاا تهبط بمستواهاا لتلك الطفله الصغيره وهي تمد لها يدها بهذه العلبه ، كانت تمسح علي وجهها بحنان وكأنهاا تملك حنان العالم بأجمعه ، نظر لهاا بتأمل شديد وكأن عينيه لاول مره تبصر بتلك المنظر ، ياله من مشهد جميل مشهد العطاء واحساسك بالغير ، كم كانت جميله تلك القُبله الحانيه التي اسقطتها علي خد تلك الطفله وتلك الرحمه التي بعثت شعاعا جميلاا وكأن هذا الشعاع اراد ان يوصل لمقصدهه لذاك القلب الذي فقدهه منذ زمن بعيد قد ابدله بقلب قاسي لا يشعر ، رأي أبتسامتهاا الحانيه وهي تودعهاا بعدما اخرجت من حوذتها بعض النقود لتعطيها لها ، كانت نظرتها لها ليست مجرد مساعدها يقدمها شخص لشخص لسبيل الواجب ، انما محتاجا يعطي محتاجا ، فأحدهم يحتاح للحب والاخر يحتاج لتلك البسمه ، ظل يتأمل تلك النظرات وكأن ادميته تصرخ به وتقول هذا هو العالم الحقيقي وليس عالمكم …
تنهد بألم عندما تذكر ما فعله بهاا ، فهي لا تستحق كل هذاا ، ولماذا تستحق وهي بعيده عن عالمهم تماما بتلك البسمه الحانيه وهذا النقاء الصافي كبرائة الطفل تماما
لم يكن يدري بنفسه ، وهو يعدل عن قراره وبدل ان يجعلهاا تبتعد ، اقترب منها هو وتزوجها …
تنهد بحزن وهو يشعر بأن هذه الزيجه لن يعاني احداا منهاا سواها ، فعمهاا قد اخذ مايريد من المال ، واخاهه كانت لعبه فقط يريدهاا ، وهو الان السجان
تذكر نظرتهاا وكأنها كانت تريد ان تقول له ، لماذا اتيت بي لهناا ،وستتركني وترحل …
لم يفق من كل هذا الشرود الا علي صوت رنين هاتفه
………………………………………….. ………
نفس الوحده احاطتها ، وكأن الوحده اصبحت رفيق دربهاا
لم تكن تشعر لماذا عيناها تبكي ، هل تبكي علي حال صاحبتها ، ام تبكي علي وحدتها ،وماذا بك ايضا ايهاا القلب ، هل انت تبكي معي ام انك تبكي لانك اصبحت تائهه ، لم تفق من هذا الشعور الا عندما تذكرت تلك المجلات التي تضم صورهه
نهضت سريعاا لتجلبها حيث جلبتها معهاا وهي تغادر بيتهاا بعدما اصبحت زوجته،ولاول مره تستطيع عيناها ان تتأمله ، وقفت للحظات تتأمل أبتسامته وكلما تأملتهاا أبتسم قلبهاا وأبتسمت هي ، كانت تشاهده وكأنها طفلا صغيرا يشاهد احد الرسوم المتحركه بشغف شديد، ولكن توقفت فجأه ووضعت أحد كفيهاا الصغير علي وجهها لتمنع عينها من رؤيت ماخشت ان تراهه ، وكأن عينهاا رفضت هذا التمنع ..فأزاحت بكفها قليلاا … وهي تحدث نفسهاا : ياله من تحرر مقزز، لم تصدق نفسها وهي تراهه وهويقف بجانب تلك المرأه التي تلتصق به بملابسها العاريه في احد الحفلات، ظلت تنظر لهما وكأنها كانت تريد ان تبحث عن شئ لتكذب مارأت عيناها ، ولكن ابتسامته هذه كانت تعبر عن رضاهه بكل هذا
نظرت لصورته ثانية وكأنه امامهاا ، وهي تريد ان تعاتبه ولكن اول ما نطق به لسانها
يارب متزعلش منه ، يارب سامحه واهديه ، ظل لسانهاا يدعو وكأنه يدعو لصاحبه ، شعرت بالأسي الشديد وكأنهاا تخشي من عاقبة ذنبا لم تفعله…. ونست كل شئ حتي هذا الجرح الذي وجعها عندما راته بجانب اخري ،ووضعت رأسهاا علي الوساده وهي تنطق بقول الله تعالي (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )….
الي انا نمت بدون ان تشعر.. بقلب خائف علي صاحبه من العقاب وليس من ألم بات يشعر به
………………………………………….. ….
كان يقف ولأول مره يصرخ في وجه اخاهه الذي طالما أعتبرهه اباهه وليس اخاهه الاكبر
اياد بغضب : طردتهاا ليه يا ادهم ، ليه وهي ملهاش ذنب
كل ذنبها اني اعجبت بيهاا للحظه ، بتعقبها بياا
ولا عشان خايف اني متجوزش شاهي ، واعملك مشاكل واخسرك صفقات بملاين ، ها رد
كان يتطلع له بهيئته الجامده وكأن لا شئ يؤثر فيه …وقال : المأذون علي وصول ،ثم تركه وانصرف وكأنه حجرساكن يتحرك
اما هو وقف للحظات وهو يتأمل تلك المكان بأسي ، ويتذكرهاا … كم كنتي ملاكاا جميلا يامريم
ثم تنهد بأسي وهو يحمدالله .. بأن ابعدهاا عن هذا العالم الغافل …. الذي اصبحت فيه هي ايضاا بدون ان تشعر وكل هذا بسبب قلوب اصبحت أنانيه كاصحابهاا
………………………………………….. ……….
اصبح شعورهه يزداد بأنه لاشئ بالنسبه لاقرب من لديه
أمسك احد المجلات ونظر لها بأسي ، وهو يقول:
حتي خبر جواز ابني اكون اخر من يعلم يا ادهم ، ليه برضوه مصمم انك تلغيني من حياتكم ليه ليه يابني
كل ده عشان بتعقبني ، ياا يا ادهم بقيت قاسي اووي
ثم تنهد بأسي وهو يتذكرهه عندما كان طفلاا صغيراا
: انت بتضرب ماما ليه يابابا ، انت مش بتحبهاا ديه حتي ماما طيبه وبتحبك ، ديه ديما بتدعيلك وهي بتصلي
ثم تذكر دموعه وهو يحتضن امه ويقول : ماما مش بترد ليه يابابا ، انت ضربتهاا تاني ، هي هتصحي صح دلوقتي
لم يدري بنفسه سواا عندما وهي تقترب منه وتقبله وتقول: ياا يازيزو بجد الجو بره تحفه ولا المايه ياحبيبي ، مقولكش
ثم انتبهت لتلك المجله التي يمسكهاا بيدهه ، ونظرت للخبر وقالت : اكيد بالمناسبه ديه لازم اجيب فستان من باريس ولا ايه يازيزو يعني يرضيك مراتك حببتك تكون اقل من اي حد ، بس ده الفرح بكره ، بليز يازيزو اتصرف ياحبيبي عشان خاطر نانسي حبيبتك
نظر لهاا بشرود وكأنه مازال في شرودهه ثم أبتسم لهاا
اقتربت منه ثانية وكأنها علمت بموافقته وقالت : ميرسي ياحبيبي
………………………………………….. ………
وقفت تغطي جسدهاا بذاك الشال ، وكأنهاا تريد ان تحمي نفسهاا من شئ مجهول ينتظرها وكأن روحهاا اصبحت تشعر بما يدور حولهاا ، تنهدت بأسي وهي تنظر الي ماء النيل من شرفتهاا الجديده التي اصبحت تطل عليه ، سرحت قليلاا وكأنهاا تريد ان تسبح في احلامهاا لتهرب من هذا الواقع الذي اصبحت تائهه فيه ، انتبهت لشرودهاا هذا
عندما سمعت صوت اقدام خلفهاا ، وانفاس تهبط وتعلو وكأن صاحبها يصارع شئ بداخله، التفت سريعاا لتري من خلفها
فوجدته يقف وينظر لهاا بهدوء وهو يتأملهاا
ادهم : عامله ايه دلوقتي يامريم
وبنبرة صوتها الهادئه : الحمدلله ، ثم قالت بصوت خائف : انت هتسبني علطول لوحدي هناا
ادهم بتنهد وهو يلتف ليرحل ثانيه : انا مش فاضيلك ولا فاضي للدلع ، واظن انك متعوده علي كده
نظرت له بأسي شديد وكادت ان تسأله علي سبب زوجه منهاا مادام لا يرغب في وجودهاا ولماذا اخبرها بأنه يحبها ، ولكن استوقفهاا صوت رنين هاتفه ، وبعدها غادر المكان وتركاهاا كما كانت بمفردهاا
………………………………………….. ……….
وقف ليتأمل نفسه في ذاك المرئه ، كان وجهه تائه لا يعرف ماذا يريد ، تطلع لنفسه ثانيه وهو يقول وكأنه يسأل ذلك الشخص الذي يشبهه : مالك يا أياد بقيت كده ، فوق بقي وارجع لنفسك وحياتك
وكأن شيطانه بدء يحادثه : انت نسيت نفسك كده ليه ، عيش وانسي كل حاجه وأرميها ورا ضهرك ، ده الدنياا جميله اوي
أبتسم لشيطانه وكأنه ذكرهه بما كان يريد ، و
كأنه الان قد عاد الي ثوابه ، وما من دقائق وكان
كما اعتاد .. يجلس في مكانه المخصص ويطلب من صاحب البار مايريد كي يعيش وينسي تلك الحفل التي ستقام بعد ساعات معدوده لتتم تلك الزيجه
………………………………………….. ……..
وقف يتأمل هذا الرجل ، وهو يقول له
انا خيري صاحب مطعم الهدي المعروف
ادهم : اهلاا ، اتفضل خير يا استاذ خيري
خيري بأبتسامه : انا جاي بطالب الشركه بحقي وبما انك صاحب الشركه والمسئول .. فأنا جيتلك يا ادهم باشا
ادهم بعدم فهم : تطالب بحقك ، بي أيه يا استاذ
خيري ببرود : ماهو لأخد حقي ، لهرفع قضيه ، ماهو مش معقول موظفينك بيستغفلوك وبيتعقدوا مع شركتكم وهما لساا علي تعاقد مع حد تاني
ادهم بضيق : انت بتقول اايه ، وموظفين ايه
خيري ببرود : في موظفه عندك في الحسابات ، كانت شغاله عندي ومتعقده مع المطعم بتاعي سنه كامله والعقد لسا منتهاش ، قصدي المفروض كان ينتهي في المده الي كانت شغاله هنا يعني من 4 شهور
ثم تابع قائلاا وقال بسخريته المعهوده هي استغفلتكم ولا ايه
ادهم بضيق : اتكلم بأحترام فاهم ، وحقك هتاخدهه والي غلط هيتعاقب ،هي مين الموظفه ديه
خيري بنصر: مريم عبدالله ، ثم تنهد بخبث وقال هما حالين لاخد الشرط الجزائي الي هو 50 الف جنيه ، لأما هرفع قضيه علي شركتكم والموظفه الي هناا ، ها هنتفق ولا هتضحوا بالموظفه ومش مهم سمعة الشركه لما حد من موظفينهاا يستغفلوا صاحبهاا
يتبع…
الفصل العاشر
وكأنه قد حصل علي مكافأة عظيمه، وكأن الخمسون الف جنيه ملايين وكأنه لم يطردها هو بسبب تلك الرجل الذي لايفرق عنه كثيراا ، بدء يبتسم وهو يتذكر كيف اخذ تلك الاموال منه!
نظر له ادهم بحده وهو يقول : فلوسك هتاخدهاا يا استاذ خيري ، بس ياريت تتكلم كويس.. ثم تابع بحديثه وهو يقول : بس انا ايه يضمنلي ان كلامك صح ، وحتي لو صح ايه يضمنلي ان انت مثلاا منهتش العقد
خيري بأبتسامه : الاوراق ديه تثبت كل حاجه ، واظن ان واحد زيه مش هيقدر يضحك علي ادهم باشا ، ولا ايه ياباشا
نظر له ادهم ، وهو يقول بهدوئه المعتاد: انت طردتها ليه
ثم تابع بالحديث وهو يرجع رأسه للخلف ويتنهد بأبتسامه : متقلقش فلوسك هتاخدهاا ، مش ادهم شوكت الي يضحك علي حد
خيري بأرتباك : انت عرفت منين
ادهم بهدوء : ما انت لسا قايل ان واحد زيك ميقدرش يضحك علي واحد زي
وبدء خيري يقص عليه ماحدث ، ولكن عندما وقف عند جملة انها عرضت علي احد الزبائن ان تقضي معه ليله ، مقابل المال ، كاد ان يقف لينقض عليه ولكنه قرر ان يتملك نفسه من تلك الشعور
خيري : هو ده الي حكهولي الزبون بعد ماطردتهاا ، مكانش راضي يفضحهاا في المطعم وقال انها حاولت تسرقه وبس يعني عشان سمعتهاا وسمعته برضوه
كان يسمع اليه وهو لا يفكر في شئ ، سواا انهاا ليست غير عاهره وهو مثل المغفل في النهايه قد ربط اسمه بأسم تلك العاهره
تطلع اليه خيري وهو يقول : ادهم بيه ، انت معايا
ادهم بشرود : اتفضل السكرتاريه ، هتاخدك لمحامي الشركه يا أستاذ خيري
أبتسم خيري بسعاده ، لتلك الحظ الذي جعله يشاهدها بالصدفه عندما اتي الي احد اصدقائه ورئهاا تعمل هنا
تطلع الي تلك الفراغ بشرود ، وتنهد بضيق وهو يقول : كنت ناقصك انتي كمان يامريم .. وعزم علي مواجهتها بعد ان تنتهي حفلة زواج اخيه
………………………………………….. ……..
مش قولتلك اني هلاقيه هنا ، اقفل يا احمد دلوقتي وانا هجيبه واجاي.. وقف يتطلع الي صديقه وبعد لحظات وضع احد ايديه علي كتفيه ثم أخذ الكأس بيدهه الأخري
أياد بسكر : ايه كريم هنا مش معقول ، من امتا وانت ليك في الشرب .. تعالا يلاا نشرب سواا .. ثم اتكئ برأسه علي الطاوله التي امامه وهو يفقد توازنه
كريم بضيق : قوم يا أياد خلينا نمشي من هنا ، فرحك بعد ساعتين وانت قاعد بتشرب ، طب ذنبها ايه شاهي في كل ده انك تفضحهاا
أياد بضحك : مظبوط كلهم خايفين بس من الفضيحه ، اوعي تكون فاكر شاهي بتحبني انا بس مجرد عريس لقطه زي مابيقوله .. ثم تابع بسخريه وهو يقول : وكمان تقدر تتباهي بيا وسط صحابهاا
كريم بتنهد : شاهي دلوقتي بقيت مراتك وكلها ساعات وهتكون في بيتك ومعاك ، وقت الكلام ده خلص خلاص يا أياد
اياد بسكر : صح خلص خلاص ، يلا بينا عشان ميصحش عريس في يوم فرحه ميكونش موجود ولا ايه
وكاد ان يقف ليسير معه ولكنه افقد توازنه ثانيه
نظر له كريم بأسي .. واقترب منه ليساعدهه
………………………………………….. …………
تعالات الاصوات ،وانتشرالمصورون في كل مكان لمتابعة تلك الحفل ،التي تجمع رجال الاعمال بمناسبه هذه الزيجه
كانت الاضواء معلقه علي العروسين ، وكل منهم يحاول التبسم في وجه الاخر ليصبحوا امام هؤلاء الحضور اسعد زوجين
نظر اسعد لادهم وهو يقول : انا سعيد بالزيجه ديه يا ادهم ، كون ان يبقي في ترابط بينا ده في حد ذاته حدث الصحافه والمجلات هتفضل تتكلم عنه … ثم تابع الحديث وهو يقول : وانت بقي يا ادهم مش ناوي تفرحنا بيك ، مش معقول ادهم شوكت لحد دلوقتي لساا مافيش واحده ماليت عينه وميلت قلبه ..
ادهم بشرود : بتقول ايه يا اسعد باشا
اسعد بضحك : لااا انت مش معايا خالص يا ادهم ، ثم استأذن منه ليتابع استقبال ضيوفه
جائت من خلفه وهي ترتدي ذاك الفستان الازرق العاري وهي تقول : وحشتني
التف اليهاا فهو يعلم هذا الصوت تماما وقال : ازيك ياصافي
صافي : ازيك كده بس ، مافيش وحشتيني
ادهم بتنهد : تشربي ايه
صافي بحزن : بقالك كتير ناسيني ، هو انا مبقتش اوحشك
ادهم : انتي عارفه ياصافي الايام الي فاتت كنت مشغول
صافي بسعاده : يعني دلوقتي بقيت فاضي … ثم اقتربت منه بحنان : هستناك الليله اوعي تتأخر .. ثم تركته وانصرفت وهي تقول : هسيبك انا دلوقتي ، عشان ضيوفك
ظل يتأملها قليلاا وكأنه لاول مره يراها .. ثم تنهد وهو يقول : حتي لو مش بحب مريم ، مقدرش اخونهاا
………………………………………….. ………
مازالت لا تشعر بالألفه من تلك المكان الغريب الذي اصبحت تعيش فيه بمفردهاا ، احست بالملل وهي تستيقظ كل يوم علي رؤيت جدران هذا المنزل ، كم اصبحت تشتاق كثيراا الي جدران منزلهاا الجميل ، وسط ذكريات كانت تجمعهاا بوالديهاا ، ام الان فهي كأنها تعيش في سجن بالرغم من جمال المكان ، ولكنه بالنسبه لها ليس سوا سجن تخاف من وحدته … جلست علي احد الارائك الوثيره ، وامسكت ذاك الريموت وظلت تتابع بعض القنوات بشرود تام ، وفجأه انتبهت الي هذا الخبر … فاليوم حفلة زواج اخيه … نظرت لتلك الخبر بأسي شديد … فهذا الخبر جعلها تشعر بأنها ليست سواا احد الاثاث الذي تجلس عليه وليس اكثر
تنهدت بدموع وهي تقول : هو ليه اتجوزني ، وبيعمل فيا كده
ثم تذكرت اباهاا وهي تقول : لو كنت عايش يابابا مكنش حصلي كده ، ولا عمي عمل فياا كده ، وكأني عبئ عليه
ثم تذكرت جملة عمها وهو يقول : مش هستني لحد لما تجبيلي العار …. ظلت تبكي وتبكي وهي تتذكر من يربط دمها بدمه ، ومن اصبح يملك قلبهاا .. ولكن الاثنين في النهايه ليسواا سوا جلاد وسجان …. الي انا نامت وهي تمسح بأحد اناملها دموعهااا
………………………………………….. …………
وقفت تنظر لنفسها في تلك المرئه ، ثم ابتسمت لنفسها ابتسامة رضي ، وذهبت لتكمل تحضير المائده المعده لهذه السهره التي ستقضيها معه …
انهت كل شئ قد ارادت اتمامه ، ولكن الان قد تجاوز الوقت منتصف الليل ، تنهدت بأسي وهي تقول : كده يا أدهم
عادت لمرئتها ثانيه ، ولكن بوجهه حزين بعدما كان فرح بهذه الليله التي كانت ستقضيها بكنفه وهي تستنشق رائحه عطرهه الذي افتقدته كثيراا …. تنهدت بأسي وهي تمسح زينتهاا التي اعدت له هو فقط كي تصبح في عينيه دائما الاجمل
………………………………………….. …………
وقف يتأملهاا وهي نائمه مثل الطفله الصغيره ، كانت تنكمش علي هذه الاريكه وكأنها خائفه وشعرهاا يغطي وجهها .. اقترب منها اكثر ، ثم اتكئ علي ركبتيه وظل يتأملها عن قرب وهو يزيح تلك الخصلات التي تناثرت علي وجهها
كانت كلمات تلك الرجل تتردد في اذنه ، وكأن شيطانه لايريد ان يصمت حتي لو قليلا ، اعتدل من جلسته ، ثم قال بصوته الذي اعتادت عليه
مريم اصحي
انتفضت من مكانهاا سريعا ، وهي تفرك بأحد اصابعها في عينيهاا ، نظر لها وهو يقول بداخله : فعلا طفله
مريم بخوف : هي الساعه كام دلوقتي
ادهم : الساعه 2 الصبح
تطلعت لوجهه قليلاا وهي تتذكر ، انه منذ لحظات كان ينعم بتلك الحفل وقد تركها وحيده ..تنهدت بأسي وهي تقول : مبرووك
ادهم : علي ايه
مريم بهدوء : ان النهارده كان حفلة زواج بشمهندس اياد
ادهم بتسأل : وعرفتي منين
مريم بحزن وكأنه أراد ان يذكرها بعدم وجودها في حياته : من التليفزيون
أدهم : مممممممممم ، وانتي مش زعلانه
تطلعت بأعينهاا الحزينه اليه، ثم اشاحت بوجهها وهي تقول : انا عارفه ان وجودي مش مرغوب فيه في حياتك ، بس انت ليه اتجوزتني … واوعي تقول انك بتحبني انا مش طفله صغيره عشان تضحك علياا
ضحك أدهم بشده وهو يتأملها وينظر الي تلك البيجامه الطفوليه التي ترتديها وقال : ماهو واضح انك مش طفله ، هو انتي قولتيلي عندك كام سنه مريم
مريم بسخريه : هو انت كمان متعرفش عندي كام سنه
أدهم بضحك : ياستي اعتبريني فقدت الذاكره
مريم بحزن : 22 سنه
ثم نظرت لتتأمل تلك الوجه الباسم … وهي تقول : انت مش ادهم صح
ادهم بضحكه شديده : شكلك لسا نايمه يا مريم
اقتربت منه قليلاا، وبدون ان تشعر وجدت يديها تتحسس وجهه وكأنها تريد ان تتأكد بأن هذا الرجل هو حقا من يملك قلبهاا …
اما هو نظر اليه ولاول مره يشعر بمثل هذا الشعور شعور الدفئ الذي افتقدهه منذ زمن بعيد ، ثم اقترب منها وهو يبتسم : ايه يامريم اتأكدتي ان انا ، مش عفريت يعني
نظرت اليه بخجل شديد لنظراته التي تتطلع بها … ثم ابتعدت عنه وهي تقول : هو انت هتنام هنا
تنهد بضيق ومثل كل مره يخذل قلبها قبل ان يخذلها ..
لاء انا عايزك في موضوع ، وهمشي
عاودت اليه النظر ، ولكن بأسي وهي تقول : بس انا بقيت بخاف ، هناك كان بيت بابا وماما بحس بروحهم موجوده حواليا ، بس هنا مش حاسه بحاجه .. وخايفه اوووي
ادهم بحده ولاول مره يحاول ان يتصنعهاا : مريم انتي مش صغيره ، والمفروض تتعودي علي كده عشان انا مش فاضيلك
كادت ان تبكي امامه ، ولكن سريعاا ما مسحت تلك الدموع التي ملئت عينيها : حاضر
التف اليها ليكون امامها وقال بصرامته المعهود : اتطردتي ليه من شغلك الاولاني ، وياريت متكذبيش علياا
نظرت له بدهشه شديده ، وكأنها تريد ان تعلم كيف علم بأمر وظيفتها الاولي في ذاك المطعم
ادهم بحده : انطقي ،اتطردتي ليه من شغلك ، ولا كلام خيري عنك صح ياهانم ..ثم قال بسخريه : انا برضوه كنت شاكك فيكي … ثم تطلع لهاا ثانية بسخريه وقال : عشان كده عمك ماصدق يبيعك … ماهو مش معقول في واحد هيبيع بنت اخوهه .. الا لو هي …
كانت كلماته هذه مثل الخنجر ، وكأن احدهم يلف علي عنقها خنجر ويذبحها به
نظرت له بدموع وهي تقول : قصدك ايه ، انا مش فاهمه حاجه
تتطلع لها بسخريه ثم اقترب من احد اذنيهاا وهو يقول : ياتري الليله بتقضيهاا بكام ، ولا علي حسب
ثم قال بضحكه قد مزقت قلبها : مالك مكسوفه كده ليه ، ايه مش متعوده علي الكلام ده يتقالك ولا انتي بس الي بتقوليه
ثم تحرك بخطوات قليله، وجلس علي احد الارائك وقال:
ايه رئيك فياا يامريم ، انفع ولاا ايه ….. ثم قال بأستخفاف شديد : اوعي تخافي مني ، انا ماليش مزاج فيكي اصلا ولا في نوعيتك ديه ….. ثم اردف قائلاا ويالها من كلمة : وياتري انتي بنت ، ولا…
لم تكن اذنيهاا تسمع شئ ، ولكن قلبهاا هو من يستمع الي صاحبه …. وقفت تتطلع اليه وهي تقول : اخرص حرام عليك ، منكم لله … عارف ليه عشان انتوا معندكمش رحمه ، عمي واقرب حد ليا باعني ليك ، وصاحب المطعم الي كنت بشتغل فيه كان ديما يستخف بياا عارف ليه عشان مكنش شايفني وجها لمطعمه بهدومي الي بتتريق علياا اني بمثل الأحترام بيها، ولما الفرصه سمحتله طردني وهو عارف اني مظلومه عشان انا مفرقش معاه حاجه بالنسبه لزبونه الغني الي هيدفع يعني انا ولا حاجه كنت و دلوقتي برضوه ولا حاجه بالنسبالك ، بس هما موجعونيش زي ما انت وجعتني ، وقبل ان تفقد وعيهاا … عشان انا بحبك يا ادهم
لم يفق من صراخهاا هذا ، الا وهو يراها تسقط امام أعينه
حملها سريعاا ، ثم وضعهاا علي فراشها وهو يتأكد من نبضهاا وبعد دقائق بدئت تفتح عينيها وهي تقول : ابعد عني ، ابعدوا عني كلكم سيبوني اعيش حياتي البسيطه حرام عليكواا
ولأول مره يشعر بأن تلك القلب يهتز ، اقترب منهاا وبدون ان يشعر كان يحاوطها مثلما يحاوط الاب طفله الصغير .. حتي هدئت ونامت علي كتفيه وهي تقول : كلكم بتظلموني .. كلكم …… الي ان نامت وهي بين احضانه
اخذ يتأملها ، وهو يحاوطهاا بين يديه وهو يمسح علي شعرهاا بحنان ، ولكنه ابتسم عندما حاول ان يضع رأسها علي الوساده ليبتعد عنهاا ، ولكنها ظلت ممسكه به مثل الطفل الصغير
ابتسم علي منظرها هذا ومنظرهه ايضا وهو يقول : حاسس اني اب ….. ثم قال بضحك : شكلك يامريم هتعملي حاجات كتير في ادهم ، وهتبقي خطر علياا …. وبدون ان يشعر وجد نفسه يأخذها بين احضانه لينعموا معا بالحظات اشبهه ما نقول عنهاا بأحلام العشاق … بعيدا عن تلك العالم الذي صنع منه انسانا ألياا وليسا أدمياا
………………………………………….. ………
وبعض وقتا طويلاا ، كان الصمت هو سيدهه
أياد : مبرووك
نظرت له بأحتقار شديد وهي تقول : مبروك علي ايه علي الحفله السعيده الي كل المعزومين فيها كانوا مغفلين ، ولا مبرووك علي فستان الفرح الي لبساهه ولا مبروك علي الطفل الي في بطني ، الي طبعا مش فارق معاك ، لا تصدق انا بظلمك كده لاء هو فارق معاك عشان كده اتكرمت واتفضلت يا أياد باشا واتجوزتني …
نظر لها بحده شديده ولكنه ادرك انه الان لابد ان يتركهاا
تحرك الي احد الغرف ، وقبل ان يغلق الباب خلفه قال : انتي الي رخصتي من نفسك ياشاهي
وكأنه جاء علي وجعها الذي باتت تتهرب منه دائماا ، وكأنه قال مايجب ان يقال … ثم تنهدت بأسي وهي تقول : رخصة من نفسي للأسف عشان ارضيك
…………………………………………
بدئت تفيق بصعوبه وكأنها لا ترغب بأن تبصر علي هذا العالم ثانية ، فتحت عيناها ببطئ لتعود الي عالمها المريب وحبيبهاا الظالم ، وجدت نفسها نائمه علي احد ذراعيه ، لم تكمل ثواني معدوده الا وبدء يفيق ثم اعتدل من نومته هذه وهو يقول لهاا : انا اسف يا مريم
نطقهاا ولاول مره يشعر بأن لسانه قد فُكت عقدته واصبح يعتذر مثل بقية البشر ، وكيف لا يعتذر منها وهو قد قتلهاا بكلماته
كادت ان تنهض وتبتعد عنه ، ولكنه جذبها اليه ثانية وهو ينظر في بحور عينيها الدامعه .. ويقول بضحكته التي تعشقها رغم فقرهاا : علي فكره ادهم بيتعذر مش واخده بالك
تطلعت اليه قليلاا ، ثم اخفضت رأسهاا وكأن عيناها تريد ان تهرب منه .. وقالت : عشان ادهم الانسان غلطان ، وظلمني
تنهد قليلاا وعاد يضحك ثانية: ادهم الانسان، اومال انا ادهم ايه
نظرت اليه بحزن شديد عليه وهي تقول : حد تاني غير أدهم ، ادهم الانسان ميعرفهوش
ابتسم بشده لحديثهاا ، ثم اقترب منهاا ليأخذها بين احضانه وهو يضحك : انتي جميله اووي يامريم ، جميله زي الطفل الصغير ببرائته ، جميله زي الورد في الربيع ، جميله زي العصافير وهي بتغني ، جميله زي السما الصافيه ، جميله زي امواج البحر الهاديه ، جميله زي الشمس لما بتشرق ، جميله زي القمر بليله ، ثم تنهد بصعوبه وكأنه يتخلص من قيودهه
وبدون ان تشعر وجدت شفتها تبتسم ، ومدت يدها الصغيره لتضعها علي فمه وهي تقول : هو ده ادهم الانسان
ابتسم لهاا وكأنه انسانا اخر يبتسم ، وكأن سحر نقائها قد حطم حجر قلبه ، وكأن برائتهاا قد حطمت اسوارقلبه .. لم يدري بنفسه سواا وهو يقبلهاا وهي ساكنه بين يديه لاتشعربشئ سوا بأنفاسه
يتبع….
الفصل الحادي عشر
لحظات معدوده جمعتهم بقلوب عاشقه ، بقلوب تبحث عن ساكنها قلوب لا تحمل سوا الغفران ،قلوب قد نست كل الأمهاا بين ايدي اصحابهاا
نظرا لها مبتسما وهو يراها تبتعد عنه ، وعيونهاا تتهرب منه من شدة خجلهاا ، ظل يتأملهاا وهو يراهاا تلتف سريعاا حولهاا ، ثم قالت بأرتباك: هقوم احضرلك الفطار
بدأت ضحكاته تتعالا وهو يري شدة ارتباكهاا ، نهض من علي الفراش وبدء يرتدي سُترته ومازالت ضحكاته مستمره عليها
نظرت له بضيق شديد وكادت ان تغادر من الغرفه ، ولكنه كان اسرع منها فأمسك يديهاا واقترب منها وهو يقول : مع اني مش بحب أفطر، بس هفطر معاكي النهارده
تحولت نظراتها سريعاا اليه التي تعبر عن سعادتها، ثم غادرت الغرفه وقلبها يتراقص من الفرح ، وهو يري صاحبه يغمرهه بتلك السعاده
تتابعها بعينيه وهو شارداا بها ، شاردا بملاكه الصغير الذي يرضيه أبسط شئ حتي لو أبتسامة صغيره ، تنهد بأسي وهو يتذكر كلامه البارحه وكيف قتلها بكلماته بدون أن يشعر
………………………………………….. …………..
افاقت من نومهاا ، وهي تود ان تراه الان نائم بجانبهاا ..
تطلعت بأعينها بأسي وهي تتخيله بجانبها ، ولكن قد خاب ظنهاا ، نظرت الي هاتفهاا وهي تتمني أن تجد منه اتصالا او رسالة يعتذر بهاا عن ليلة امس ، ولكنه أيضا لم يتذكرها ، تنهدت بأسي وهي تري نفسها مثل الطفله الصغيره التي تغضب حين يوعدها ابهاا بعروس لعبه ويخيب ظنهاا ، فقد تعلقت به حقاا وعصفت بكل شئ مقابل ان تقضي لحظات تختطفهاا من الزمن لتكون بجانبه ، كانت تعلم تماما بأنه سيأتي يوم وستصبح فيه مجرد غريبه بالنسبه له ، او بالأصح ستكون ليس اكثر من ذكري فقط
يالها من لحظات قاسيه عندما تجد نفسك أصبحت ذكري لأحد كان بالنسبه لك كل شئ ، تنهدت بأسي وهي تتذكر طفلهاا الصغير، تمنت لو عادت الايام ثانية مثلما كانت فتاة في الثامنة عشر من عمرها وتزوجت ممن احبه قلبها وانجبت منه طفلا يشبهه كثيرا وعاشت معه مثلما كانت تتمني
ولكن ليس كل مايتمنه المرء يُحصل عليه… نهضت من فراشهاا وهي تبحث عن قرصا لتتناوله ليخفف ذاك الصداع المؤلم
………………………………………….. ………
كان يتأملها وهو يرتشف فنجان قهوته ، وكلما تلاقت اعينهم أبتعدت بنظرها بأي شئ لتمنع تلك الخجل ان يظهر علي وجهها ويفضحهاا ، كان يبتسم بداخله وهو يري ارتباكهاا هذا ، اقترب منها قليلاا وهمس في احد اذنيها وقال :
تسلم أيدك علي الفطار … ونهض من علي كرسيه وهو يقول لهاا : عايزه حاجه يامريم قبل ما امشي
أبتسمت له وهي تخفض رأسها وقالت : شكراا
تطلع لها قليلا وقبل ان يغادر ، نهضت من علي كرسيهاا وأقتربت منه وهي تقول : خلي بالك من نفسك
وبدون ان يشعر وجد قلبه يبتسم قبل شفتيهه .. وقال : حاضر
نطقت أسمه ، وكأن صوتها قد أتي من مكان بعيداا .. وقالت:
استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
وكأن قلبه كان يود أن يسمع تلك الدعاء الجميل ، وكأن عينه كانت تتمني ان تري تلك النظر الحانيه ، وكأن أذنيه كانت تشتاق أن تسمع مثلا هذا الصوت الحاني ، الذي لا يطلب شيئا من الله سوا ان يحفظه له … تأملهاا قليلاا وهو يود ان يجري عليهاا ليحتضنها وينسي العالم بأكمله معهاا ، فلحظات قليله قد جمعتهم جعلته لا يريد ان يبتعد عنها ، وكأنها مثل المغناطيس تجذب كل شئ حولهااا بتلك البرائه والطيبه التي تمتلكهاا …. غادر سريعااا وهو يشعر بأن كيانه كله قد أهتز وبأن قلبه التائه قد اصبح ضائعااا
فتح السائق له باب سيارته ، وظل يحدثه وهو ليس سواا في عالم الاحلام الذي صنعه قلبه مع ملاكه الصغير … الي ان ان افاق من شرودهه وقال : بتقول حاجه يا حسن
حسن بأبتسامه : لا ياأدهم باشا، بس كنت عايز اسأل هنروح الشركه ولا الفيله
ادهم بتنهد : لاء الشركه ياحسن
………………………………………….. …………
دموع تكاد تقتلها ، وهي تري نفسها بذاك الفستان الذي باتت به ليلة امس ، وضعت يدهاا علي ذاك الجنين الذي بدأت تشعر بوجودهه ، ظلت تتحسسه ودموعهاا تخترق قلبهاا قبل عينيها وهي تقول : مامي وحشه ياحبيبي ، وحشه اوووي عشان باعت نفسهاا لبابي ، بس بابي ضحك علي مامي وهي صدقته عشان كانت فاكره انه بيحبها ، بس بابي مكنش بيحبها ، وكأن شايفهاا مجرد لعبه عايز يتسلي بيها ، شوفت بابي كسر مامي ازاي ، ثم تنهدت بأسي وهي تقول : بس انت هتكون بيبي حلو وتحب مامي صح عشان مامي بتحبك اووي … وسقطت دمعه من عينيها وهي تقول : وبابي كمان هيحبك ياحبيبي عشان انت هتكون ابنه حبيبه ..
ظلت تحادث جنينها ، وكأنه شخص يسمعهاا ، ولكنه هو الوحيد الذي يشعر بحزنهاا هذا … قطع شرودهاا وهو يطرق عليها باب غرفتها وقال : يلاا ياشاهي عشان تفطري
كانت تسمع صوته وهي لا تستطيع ان ترد عليه بشئ وكأن لسانهاا توقف عن الكلام
اياد : شاهي ردي علياا ياشاهي ، طب افتحي الباب
ظل يندهه عليهاا وكاد ان يحطم باب غرفتهاا ، ولكنه توقف عندما رئها تفتح له باب غرفتها بتلك الهيئه وكأنها قضت معظم ليلتها تبكي
أياد بقلق : انتي كويسه ياشاهي ، اجيبلك دكتور
نظرت له بعيون تُعاتب من كان سبباً في بكائهاا .. وبعد وقتا قصير قالت : انا كويسه ، متشغلش بالك بيا
أياد بتنهد : طب أدخلي غيري هدومك وتعالي افطري ، انتي ماكلتيش حاجه من امبارح
تنهدت بسخريه وهي تقول : خايف عليناا
أياد : ايوه ياشاهي خايف عليكم ، ويلا ادخلي غيري هدومك عشان تفطري
نظرت له بألم شديد ، والتفت بوجهها بعيدا عنه
تتابعها بنظرهه بتألم علي حالهاا فوضع يدهه علي كتفيها وهو يقول بصوت حاني : انا هنزل استناكي تحت عشان نفطر سواا
تنهدت بأسي ، وذهبت لخزانتهاا لتخرج بعض ملابسهاا
………………………………………….. ………..
ولأول مره تخطي قدماهاا هذا المكان ، نظرت حولهاا وهي تتطلع لهذا المبني الضخم ، وبعد قراراً قد حسمه قلبهاا ..ترجلت من احد سيارات الاجره .. وما من دقائق معدوده حتي كانت تقف امام سكرتيرته بعد ان ارشدها أحد موظفي الاستقبال لمكتب صاحب الشركه
تطلعت اليها سكرتيرته الخاصه وهي تقول : صباح النور يا مدام ، اي مساعده اقدر اقدمها لحضرتك
صافي : ممكن اقابل أستاذ أدهم
السكرتيره بأعتذار : مقدرش يافندم مادام مافيش ميعاد سابق
وقبل ان تطلب منهاا أن تدخل اليه وتعلمه بوجدهاا ، كان يخرج من غرفة مكتبه ، وعندما وجدها امامه
أدهم : دخلي مادام صافي ياهنا ، وياريت تجيبلنا اتنين قهوه لو سامحتي
أردفت خلفه ، وهي تشعر بالشوق اتجاهه ، اقتربت منه وهي تتابعه بعيناها من الخلف وقالت : عارفه اني موحشتكش يا أدهم
تنهد بأسي وهو يبتعد عنهاا وقال : أتفضلي اقعدي ياصافي
تطلعت له بأسي وهي تقول : لما ملقتكش بترد علي تليفوناتي ، قولت اجي أطمن عليك
وقبل أن يتفوه بأي مبرر لها .. وجدها تقاطعه وهي تقول بأبتسامه حزينه : اتمني ان اللحظات الي قضناهاا سواا نقدر ننساها ، ونبتدي صفحه جديده كأننا أصدقاء وبس
تطلع لها وكاد ان يتكلم ، ولكن قطع حديثهم دخول الساعي وهو يقدم لهم قهوتهم … ثم غادر
تابعت صافي بالحديث وهي تقول : انا وانت ياأدهم كنا بندور علي حد يحس بينا وننسي معه حتي لو للحظات الحاجات الي بنهرب منهاا ، يعني كنا بندور علي الاحتياج مش اكتر …. نظرت اليه تتطلع له بأعينهاا الحانيه
ثم قالت : انت أنسان جميل اووي يا أدهم جواك حنان ممكن يملئ الكون ده كله ، بس للأسف بتمنع نفسك انك تبان قدام الي بتحبهم غير بصورة وهيئه أدهم الي لازم الكل يخاف منه وبس
وبعد وقتا طويل … قال : صافي ، انا
نظرت له مبتسمه وهي تقول : صافي عارفه أدهم كويس ، عشان كده هتبعد عن ادهم
وكاد أن يتحدث ، ولكنهاا وقفت وهي تتطلع له بأعين مودعه ومدت له أحد ايديها وهي تقول بأبتسامتهاا التي أعتاد عليها : مع السلامه ، يا أدهم
وتركته وهو يشعر بالذنب أتجاهها ، ولكنه ماجعله يتقرب منها انه قد وجد معها ما يرضي احتياجه لا أكثر ، تنهد بأسي وهو يتذكر كلماتها فقد كانت حقا سيده جميله تتمتع بعقل لا يبحث عن شئ سوا بالقليل لكي يريح قلبه ..
غادرت صافي .. وهي تشعر بالأرتياح ولكن الذنب ايضاا يحاوطهاا عندما جعلت من نفسهاا عشيقه مقابل هروبهاا من ذكرياتهاا الأليمه ووحدتهااا
………………………………………….. ………….
وضعت امامه قهوته ، ونظرت اليه وهي حزينه لما تسمعه تنهدت بأسي وهي تقول : طب وصافي ، انتوا الاتنين كنتوا بدوروا علي الي نقصكم ، طب مريم ذنبهاا ايه في كل ده
تنهد بأسي وهو يقول : عارف أني ظلمتهاا ، وكنت ناوي أطلقهاا بس ..
ألهام : بس أيه حبيتهاا
تنهد بضيق وهو يقول : مش عارف حاجه ولا فاهم حاجه يا ألهام ، بس حاسس أن مريم بقيت أحد ممتلكاتي ومش هقدر ابعدهاا عني
تنهدت الهام بحزن وهي تقول : مريم مش فلوس بتعملها، ولا أرض بتشتريها ، ولا مشاريع وصفقات بتأسسها … مريم أنسانه يا أدهم اوعي تنسي في يوم انهاا انسانه زيناا
أدهم بأسف : للأسف عارفه كل ده ، بس هي السبب بٍحبهاا لياا خلتني أحس انهاا بتاعتي انا وبس ولازم تكون بتاعتي ولياا
ألهام : مكنتش أناني كده يا أدهم
نظر لها بشرود تام .. وهو يقول : الايام بتغير يا ألهام
وأدهم أتغير اوووي ، ثم أبتسم وهو يقول : بس معاها هي برجع أدهم الطفل الي عمره 7 سنين
أبتسمت ألهام وهي تتذكره وقالت : وأدهم المراهق بتاع 15 سنه نسيت
تنهد أدهم بشرود وهو يقول : يااااااااااااااا كانت احلي سنين عمري ، ثم تنهد بحزن وقال : قبل ما اكون الشخص الي قاعد قدامك دلوقتي
الهام بتمني : مين عالم يمكن يجي اليوم الي ادهم بتاع زمان يرجع تاني
ضحك بشده وهو يهم بالرحيل : لسا عندك أمل فياا ، مع ان انا فقدت الامل في نفس من زمان ومن زمان اووي كمان
تطلعت اليه ألهام بأسي وهي تتذكرهه عندما كان طفلاا صغيرا ، أبتسمت بحزن وهي تقول : هترجع ادهم بتاع زمان ، انا حاسه بكده أدهم الطفل هيرجع امتا مش عارفه بس هترجع يا أدهم بحنيتك وقلبك الطيب وابتسامتك الحلوه يا ابني
………………………………………….. ………..
نظر لها متسألا ، حضرتي نفسك ،عشان هنسافر شهر بره البلد
شاهي بتنهد : شهر عسل يعني ، بس انا اعرف ان العريس بياخد عروسته ويقضوا شهر العسل عشان بيكون عايز يقضي معاها وقت يفضلوا يفتكروه طول حياتهم ، بس انا وانت أظن اننا عمرنا ماهنفتكر حاجه غير اسوء لحظات قضيناها مع بعض
أياد بتنهد : بعد ساعتين لازم نكون في المطار ياريت ، تكوني جاهزه ….
ظلت تتابع خطواته ، وهي تشعر بالاختناق لما يحدث وكأنها ليست عروس تقضي أحلي أيام عمرهاا بجانب من احبته
………………………………………….. …………
وبعد وقتا طويلا قضاهاا يشغل فكره بعمله فقط ،تنهد بتعب وهو يصارع قلبه بأن يذهب اليهاا ، وقف بتعب وهو يغادر مكتبه … وكاد ان يصعد لغرفته ولكن استوقفه نداء احدهما
فاطمه : مش هتتعشا يا أدهم
أدهم بتعب : لاء يا داده ، روحي نامي انتي
تنهدت الداده بأرتياح وهي تقول : ماشي يا بني ، تصبح علي خير
أدهم : وانتي من أهله
صعد الي غرفته ، وبات ليلته وهو يتمني ان يذهب اليهاا ويأخذها بين احضانهاا … ولكن هيهات فهو لا يستطيع أن يظهر امامها بصورة الرجل الحنون ، حتي لو علي حساب قلبه …. فالحب بالنسبه له ليس سوااا مخدرا نخدر به مشاعرا لنحيا بيه بعالم تائه بقلوب تائهه ….
………………………………………….. ………
لم تستطع جفونها أن تغمض وتستسلم للنوم ، وكلما غلبها النعاس … كان قلبها يحادثهاا بأنه سيأتي لهاا … ستستمع لتلك الصوت الذي لا يشعر أحد بحنيته سواهاا ، تمنت لو انه الان بجانبها يأخذها بين أحضانه ، تذكرت قبلته الحانيه ويديه الدافئه وانفاسه الهائجه وكأنه يهرب من شئ بداخله …… سالت دمعه من عينيهاا عندما ذكرهاا عقلها بأنهاا لا شئ بالنسبه له ، وضعت يديهاا علي أذنيها لتخمد ذاك الصوت وهي تقول : ياريت كان بأيدي كنت كرهته ، بس انا بحبه هو الانسان الوحيد الي حبيته
تردد ذاك الصوت ثانيه وهو يقول لهاا : بس هو ميستهلش حبك ده ، مش شايفه حالك سيبك لوحدك وضحك عليكي وخدعني قبل ما يخدع قلبك وافتكرته بيحبك فعلاا
وبدون أن تشعر وجدت يدها تضعهاا علي قلبها .. وهي تقول : قوله انه مش بأيدي ، قوله ان هو الوحيد الي قدر يخدك وبقيت ملكه هو ، قوله اني حبيته من غير ماأحس
تنهدت بحزن علي حالهاا …. تمنت ان تنزع قلبهاا من بين ضلوعها وتفر هاربه من سجن لم يضعها فيه سواا من أحبت
تنهدت بأسي … وهي تقول: يمكن يجي يوم ويحبني
ابتسمت عندما سمعت صوت أذان الفجر يعلواا ، وكأن الله يقول لهاا لا تجعلي حبك لاحد عبادي ينسيكي من خلقكي ، فأن قلب من احببتيه بيدي أنا
نهضت من علي فراشهاا لتلبي نداء بارئهاا ، وهي تتمني لو يأتي اليوم لتنهض هي وهو لكي يصلوا سوياا … كما كانت تري أمها واباهاا يفعلون معا
………………………………………….. ………..
لم تصدق عينيهاا عندما تطلعت ، لمن امامهاا فأنه يشبهها كثيرا ، سقطت دموعهاا وهي تسأل محاميهاا وهي تقول : ابني صح ، مازن ابني
نظر لها المحامي بأشفاق ، وهز رأسه ليأكد لها ما رأت عيناهاا ….
سقطت علي ركبتيهاا ، وهي تمد له ايديهاا وتقول : انا ماما يامازن تعالا ياحبيبي
وقف من بعيد يتأمل ذاك المنظر، وهو يشعر بالراحه أتجاهها كما كان هذا الشعور يذكرهه بذكريات حفرت في ذاكرته تنهد براحه شديده ، ثم رحل دون ان تشعر بوجدهه
كانت تاخذهه بين احضانه ، وكأنها تخشي فقدانه ثانيه ، لم تصدق انه كبر هكذا واصبح عمرهه الان سبع سنوات ….
ابعدته عنها قليلاا ، وهي تنظر في عيناهه التي تتطلع فيهاا
صافي بحنان : انا ماما ياحبيبي ، انا ماما يامازن متخفش
ثم اعتدلت ووقفت وهي تمسك احد أيدي طفلها وقالت : مش عارفه أشكرك أزاي يا أستاذ محسن
نظر له محسن مبتسما .. وقال :متشكرنيش أنا يا مدام صافي ، الي المفروض تشكريه أدهم باشا هو بعلاقاته اقدر يساعدنا وكمان دفع الشيكات الي كانت علي أحمد بيه وكان المقابل انه ياخد مازن ويتنازل عن حضتنه
نظرت لطفلها بحزن وهي تتذكر والدهه الذي ابعدهم عن بعض تلك السنوات الماضيه ، والان قد تركهه مقابل المال
وبدون ان تشعر تذكرت أدهم وأرتسمت علي شفاهاا أبتسامة
لمافعله من اجل ان يعيد اليها طفلها كما وعدهاا
اخفضت ببصرهاا …. وهي تقول بفرحة تملئ قلبهاا قبل عينيهاا : وحشتني اووي ،اووي يامازن
يتبع….
الفصل الثاني عشر
لحظة لقاء قد اتساوت بكل شئ ، لحظة قد تجمعت فيها دموعها لتعبر عن مدي شوقها،لحظة قد عجز اللسان فيها ان يرسل كلماته التي تمني دوما ان يُنطق بهاا ، وابتسامه قد عادت لقلب قبل شفتاهه، ودفئ قد افتقدته الروح ، وايدِ تمنت لو ان يأتي يوم لتحتضن مفتقدهاا ، شعورا كثيرا كان يحاوطهاا ولكنه ليس سواا شعور يعبر عن فرحة صاحبه …
نظرت لطفلها بشوق شديد ، وهو نائم بين ذراعيهاا، ظلت تتأمل ملامحه التي افتقدتها منذ زمن ، وياله من زمن كان قاسي عليها عندما حرمها من طفلها ، اقتربت منه بحزر لكي لا توقظه ووضعت قبله حانيه علي جبينه … وبعد وقتا قصير، كانت تمسك بهاتفهاا وهي تنتظر ان يُرد عليهاا وبعد لحظات
أدهم : مازن أخباره ايه دلوقتي
صافي : مش عارفه أشكرك أزاي يا أدهم ، بس كل الي قدر اقولهولك ربنا مايحرمك من اعز الناس عندك ، عشان بجد أصعب حاجه لما الروح تفقد اصاحبهاا
أدهم : متشكرنيش ياصافي ، الظروف هي الي ساعدتني اني اقدر ارجعلك ابنك من تاني ، حافظي عليه اووي ياصافي
صافي بهدوء : وانت حافظ علي الي بتحبهم ، عشان ميجيش يوم تندم انك ضيعتهم من ايديك …. ثم نطقت بكلمتها الاخيره وهي تقول : مع السلامه يا أدهم
وكأن كلماتها الاخيره قد لمست قلبه ، تنهد بأرتياح وهو يبحث عن مفاتيح سيارته ليذهب اليها
………………………………………….. ………..
وبعد رحله طويله ، استغرقوهاا للذهاب الي ايطاليا
تتابعهم الحامل وهو يحمل متعلقاتهم الخاصه ، انتهي الحامل من وضع ما يحمله ، وتتطلع لهم مبتسما وهو يتمني لهم لحظات ممتعه … ثم تركهم وانصرف
ظلت تتأمل الغرفه بنظرهاا ، فقد كانت غرفه واسعه تحتوي بداخلها علي غرفتين للنوم ، تنهدت بأرتياح شديد ، ودخلت الي غرفتهاا وهي تشعر ببعض التعب
كانت نظراتهاا اليه توحي بالكثير من الألم ، وكلما تتطلع الي أعينها شعر بمدي حقارته ، فهو قد حرمهاا من اجمل لحظات عمرهاا ، ولكن ماكان يبرره لنفسه انا لست المخطئ فقط
وكأن القلب يريد ان يدافع عن نفسه ليقول : اصبحت انا الان مخطئ عندما ، صدقت بحبك وعصفت بكل شئ لكي أرضيك ، هل نسيت عندما كانت تبتعد عنك وتتركك بالأيام دون ان تحادثك ، ماذا كنت تفعل كنت تتهمني بالأهمال … وعندما اصبحت تمتلكني ماذا فعلت بي …… يالك من وقح
تنهد بضيق شديد … وكأن عقله أصبح مدافع عنه
كنت عايز أكسر غرورهاا
نطق القلب متألما وهو يقول : انت فعلاا كسرتني وكسرت نفسك معايا بذنب هتفضل تفتكرهه طول عمرك
وضع يديه علي اذنيه وهو يشعر بالصداع الشديد ، لم يشعر بنفسه سواا وهو جالس في تلك البار لينسي نفسه بين كؤسه البغيضه
………………………………………….. ………….
وقف يتابع حركاتهاا ، وهي تسجد بخشوع ، وكلما تأملهاا وهي تسجد أبتعدت عيناهه سريعاا وهي تشعر بالخجل الشديد من صاحبهاا ، كان صوتهاا عالي نسبيا وهي تناجي ربها بعد ان انهت صلاتهاا ، وعندما نطقت بأسمه في الدعاء سادت الحسره قلبه ، فحتي في صلاتها لا تنساهه … اما هو يهرب بفكرهه بعيدا حتي لا يتذكرهاا قلبه … التف ليغادر الغرفه سريعا كي لا تري تلك النظرات التائهه
ولكن استوقفه صوت ندائهاا عليه ، ابتسمت بحب وهي تقول : ممكن تقرب شويه يا ادهم مني
وقف للحظات ،يتأكد ممن طلبته منه .. وعندما قررت طلبهاا بخيبة أمل … اشاحت بوجهها وهي مازالت جالسه علي سجادة الصلاه
اقترب منها قليلا ، وبعد لحظات هبط بركبتيه وهو ينتظر أن يعرف ماذا تريد .. ثم قال بصوت متهدج : انتي تعبانه يامريم
ابتسمت له بحب شديد وهي تهز له رأسها نافية … ومدت يديهاا الصغيره وأمسكت بيدهه .. وشرعت بالتسبيح عليها
وكلما ذكرت اسم الله علي أحد اصابعه .. وجد جسدهه يرتشع .. وكأنه كان يفتقد منذ زمن مائا يريد ان يرتوي بيه
ظل يتأملهاا … وشعور الراحه التي طالما بحث عنها قد وجدها واصبحت تسري بين عروقه .. أغمض عينيه وكأنه يعيد ذكريات ماضيه حينما كان يري والدته تسجد ويسجد بجانبها وعندما تنهي صلاتهاا ، تبتسم له وتضع يدها علي رأسه بحنان وتضمه بين أحضانهاا
نظرت إليه تتأمل ملامحه ، وبداخلهاا شعور بالتمني أن يزرع الله في قلبه الهدي ويرشدهه الي طريق الصلاح بعيدا عن هذا العالم المزيف
فتح عينيه برفق ، عندما أحس بأن حركة اصابعهاا قد توقفت
نظر لهاا طويلاا .. وكأنه يبحث عن اشياء بعيده تسير امام اعينه… وبعد لحظات قال : ليه عملتي كده
مريم بأبتسامه : عشان تشاركني في الثواب
ويالها من كلمة قد سقطة علي اذنيه ، خدعها في كل شئ وهي تبحث له عن أجرا يتقرب به لربه ،يحطم قلبه بيدهه كي لا يحبهاا ، يتركهاا وحيده وهي لا تنساهه وتذكرهه في صلاتهاا ….. نهض من امامها وهو يقول بهروب : انا كده أطمنت عليكي ، عايزه حاجه مني يامريم قبل ما امشي
وقفت امامه مثل الطفله الصغيره التي تترجي اباها ان يبقي معاها بدموعها ، ولكن سريعا ما أشاحت بوجهها وهي تقول : هو انا هفضل محبوسه هنا
أدهم : وانتي عايزه تخرجي ليه
مريم بحزن : عايزه أرجع اشتغل تاني
أدهم بحده وهو يقربها منه : خروج من هنا مافيش ، وشغل برضوه مافيش فاهمه
كانت دموعهاا هي من استطاعت ان ترد عليه ، ابتعدت عنه وهي تمسح دموعهاا وتقول : بس انا بقيت بخاف اووي صدقني ، مبضحكش عليك
حاول ان يلطف الوضع قليلاا بينهم وقال : انتي مش طفله صغيره يامريم ، الاطفال بس هما الي بيخافوا ولا انا متجوز طفله
نظرت له بعتاب شديد .. وهي تخرج بعض الكلمات من حلقها بصعوبه : صح انا مش طفله صغيره ، ولازم اعيش ديما لوحدي
وقبل ان يضعف قلبه .. التف بوجهه بعيدا عنها وهو يقول : تصبحي علي خير… ثم تركهاا ورحل من عالمها الذي يخشي ان يقع فيه بدون ان يشعر ..
تنهدت بأسي .. وهي تقول بين دموعها التي انسابت بعد رحيله : يارتني كنت طفله صغيره ، كنت أشفقت علياا وفضلت قاعد معاياا
………………………………………….. …………
وقفت تتطلع له بخجل شديد ، وهي تقول بشمهندس احمد
ألتف الي مصدر الصوت ، وهو ينظر لها متعجبا في حاجه ياهبه
هبه بتردد: بصراحه ، كنت عايزه أسأل حضرتك علي مريم
أحمد : مريم مين ، وبعد ان تذكرها : اه مريم مساعده بشمهندس اياد
هبه : ايوه يافندم .. بقالها مده كبيره مبتجيش الشغل ، وبتصل بيهاا ديما تليفونها مقفول ، ممكن تقولي عنوان شغلها الجديد الي الشركه حولتهاا ليه
أحمد : للأسف معرفش يا أنسه هبه ، لان موضوع النقل ده تم عن طريق ادهم
هبه بخجل : لو مش هضايق حضرتك ، ممكن تسألي مستر أدهم عن مكان نقلها
احمد : حاضر يا أنسه هبه ، عن أذنك
………………………………………….. …………..
وقفت تنتظر ان يتطلع بأعينه اليها ، حتي لو قليلاا ، وبدون أن يرفع نظرهه عن ما امامه من اوراق .. قال بصوته الجاد: أتفضلي اقعدي يامدام نانسي
نانسي : لو مشغول ممكن ،اجيلك في وقت تاني يا أدهم باشا
تطلع بنظرهه قليلا اليها .. وهو يشعر بالأشمئزاز من تلك المنظر بملابسهاا التي تجلس بها امامه .. وقال بعد ان نظر الي الأوراق التي امامه ثانية : خير يامدام نانسي
نانسي بتصنع للحزن : هو عزت حبيبي مقلكش أني كنت عايزه ارجع أشتغل هنا تاني في الشركه
أدهم بجديه وهو ينهض من علي كرسيه : عزت باشا عنده شريكاته الي بيدرهاا ، تقدري تشتغل عندهه يا مدام ..
ثم ألتف اليهاا بأحتقار وهو يهم بالمغادره .. وقال : مضطر امشي عشان عندي اجتماع مهم ، وابقي وصلي تحياتي لعزت باشا
وقفت تتابعه بعيانهاا ، وهي تستشيط غضبا من تجاهله لهاا ، تطلعت الي ملابسهاا وهي تقول : شكل المهمه صعبه ، عشان أقدر اوقعك يا أدهم باشا ، بس مافيش حاجه بتصعب علي نانسي
………………………………………….. …………….
أفاق من نومته هذه ، وهو يشعر بالصداع الشديد ، تطلع بجانبه وجدهاا نائمه بجوارهه ..أخذ يتذكر ماحدث ليله أمس ولكن كل ما يتذكرهه هو عندما خرج من حجرته وذهب ليحتسي مشروباا ، أستيقظت من نومهاا وهي تبتعد عنه وقالت بأرتباك : أصلك كنت جاي تعبان من بره ، وفضلت ماسك في أيدي تقولي متسبينش خليكي جنبي ، ومحستش بنفسي غير دلوقتي
وكادت ان تغادر الغرفه وتتركه : ياريت تخف الشرب شويه ، يعني عشان صحتك …
أياد بتعب : متشكر ياشاهي
أشاحت بوجهها بعيداا ، وخرجت سريعا من غرفته قبل ان تفتضحها عيناهاا من الخوف عليه
تنهد بتعب شديد ، ولاحت أبتسامة علي شفتاهه عندما تذكرهاا .. ولكنه سريعاا ما رفضها عقله
تنهد بأسي .. وهو يخشي أن يكون فعل بهاا أخاهه شيئاا لا ذنب فيه سوا انها قد أحتلت جزء من تفكيرهه
………………………………………….. ……
دموعا لم تجف واعين قد تورمت من كثرة بكاء صاحبتهاا
نهضت من علي الفراش وهي تشعر ببعض السخونه تسري في جسدها النحيل ، تحركت بضعف نحو حمام غرفتهاا لتنعم ببعض الماء لعله يريح جسدهاا ، وبعد ان انهت حمامهاا ، ارتدت ملابسهاا بصعوبه وقد ازدادت سخونه جسدهاا
أستقلت علي الفراش بصعوبه ، وجسدهاا بدء يرتعش .. حاولت ان تنهض لتبحث عن دواء .. ولكن اعياء جسدها قد منعهاا … ظلت تتألم بصوت ضعيف .. لم يكن ألم حرارتها اقوي من ذاك الألم الذي جعلهاا تشعر بأنهاا إذا فارقت روحهاا جسدهاا لن تري أحد بجانبها سوا تلك الجدران … سالت دمعه من عيناها وكأنهاا تشفق علي حال صاحبتهاا ، ونامت والعرق يصب علي وجههاا بسبب السخونه
كان ينهي عمله ، وعندما تذكر دموعهاا التي كانت تترجاهه ان يبقي بجانبهاا ، تنهد بأسي شديد وهو يمنع قلبه من ذاك الشعور، قرر ان يتابع عمله …. ولكن بعد مده قصيره كان يستلقي بسيارته ليذهب اليهاا
كان البيت يعمه السكون التام ، خشي بأن تكون قد تركته ورحلت ، ترجل الي غرفتهاا وهو يندهه عليهاا
أبتسم عندما وجدهاا نائمه بتلك الملابس التي تعبر عن مدي برائتهاا ، ولكن قد انتابها لشئ قد كانت تندهه علي أحد
اقترب منهاا وهو يراهاا تتفوهه ببعض الكلمات ، وضع يدهه علي جبينهاا وهو يشعر بالأسي … فقد تركها بمفردها وهي مريضه
ومنذ زمن بعيد قد ترك مهنه الطب التي كانت يوما ما حلما من أحلامه وتخلي عنها من اجل ان يحافظ علي تلك الثروه ، بدء يفحصهاا وهو يشعر بالخوف عليها ، فتحت عيناهاا ببطئ شديد ،ثم اغلقتها ثانية
………………………………………….. ………..
جلست بجانبه ، وهي تتصنع الزعل
عزت : مالك يانانسي ياحببتي
نانسي بحزن مصطنع : يرضيك كده يازيزو أبنك ياعاملني المعامله ديه ، ده كان ناقص يطردني
عزت بهدوء : يانانسي ، انا قولتلك تعالي اشتغلي معايا ، انتي ليه مصممه انك تشتغلي عنده
نانسي بأرتباك : ما أنت عارف يازيزو ، انا قبل ما اتجوزك وأشوفك ياحياتي ، كنت شغاله سكرتيرة لبشمهندس احمد ، وانا بصراحه عايزه أرجع اشتغل تاني هناك وسط صحابي
عزت : يانانسي ياحببتي ، انتي دلوقتي مراتي .. ومينفعش تشتغلي زي اي موظفه
نانسي بضيق : كده يا عزت ، يعني انت مش عايزني أشتغل ، اخص عليك أخلفت وعدك معايا وقولتلي هخليكي سيدة مجتمع
عزت وهو يقترب منهاا لكي يقبلها : خلاص ياقلب عزت يبقي تعالي اشتغلي معاياا ، بدل ما انتي ديما وحشاني كده
نانسي بدلع : بس انا يا زيزو مش عايزه حد يقول عشان هي مراته ، والكلام الا انت عارفه … هاا ياحياتي هتكلمه ارجع تاني الشركه انت مهما كان عزت باشاا
عزت بتنهد : ربنا يسهل
نانسي بخبث : ميرسي يازيزو ياحياتي ، ثم اقتربت منه لتضع قبلة علي خد ذاك العجوز وهي تضحك علي غبائه امام انوثتها التي اصبحت سلاحهاا امامه
………………………………………….. ………..
وضع يدهه يتحسس حرارتها ثانية ، تنهد بأرتياح عندما وجدهاا تنخفض ، تتطلع الي ملامحهاا المتعبه ، وبدء يزيح خصلات شعرهاا عن عيونهاا ، اقترب منهاا قليلا وبدء يغطي جسدها برفق ، ونهض من علي الفراش ليحضر لهاا شئ ساخن تأكله ، وبعد ان خلع سُترته وازاح برابطه عنقه
بدء يعد لهاا الطعام …. وهو يبتسم بعذوبه لما يفعله هو
انتبهه علي صوت هاتفه
أدهم : ايوه يا أحمد
احمد بأستغراب : فيك حاجه يا أدهم انت تعبان
أدهم بضحك : ما انا كويس اه ، وبكلمك
أحمد بأرتياح : اصل عمرك ما اتأخرت علي الشركه ، فقلقت …
أدهم بتنهد: انا مش جاي النهارده ، وخلي هنا تلغي كل الاجتماعات
احمد بقلق : لاء يا أدهم أكيد فيك حاجه ، نص ساعه واكون عندك في الفيله
ادهم بضحك : قولتلك انا كويس صدقني ، وكمان انا مش في الفيله … ثم انتبهه لصوت انفاسهاا المتقطعه خلفه وقال : سلام دلوقتي
التف اليهاا ، وهو يقول بحده مصطنعه : قومتي ليه من علي السرير
نظرت له بعتاب شديد وكادت دموعهاا تتساقط .. ولكنها سريعاا أشاحت بوجهها وقالت : متقلقش عليا انا كويسه ، وكمان انا مش طفله صغيره
ضحك بشدهه علي تذكرها لكلماته وظل يتطلع اليهاا وهو يقف امامهاا : شكل قلبك أسود يامريم
نظرت له بخجل من تلك النظرات واخفضت رأسهاا
ادهم : روحي ارتاحي ، عشان اجيبلك الشُربه ، وعلي فكره انا الي عاملها بأيدي
وبعد لحظات معدوده ، كان يطعمها بيديه وهم يتحدثان
أدهم : كنتي لازم تتصلي بيا لما حسيتي انك تعبانه
تتطلعت عيونهاا اليه وكادت ان تتحدث
أدهم بتنهد : من بكره هيجبلك شغاله ، تفضل جنبك
مريم بتعب : بس انا مش عايزه حد يخدمني ، انا بعرف اخد بالي من نفسي كويس
أدهم : انتي مش شايفه نفسك بقيتي ازاي ، وكمان انا مش مستعد اجي مره تانيه الاقيكي بالمنظر ده
تتطلعت اليه بحب شديد وهي تري خوفه عليها، الذي يمنع عيناهه ان تظهرهه كان قلبها يحدثها بهذا … وبدون ان تشعر ابتسمت له
ادهم بضحك : بتضحكي علي ايه
ومن شدة ارتباكهاا قالت : اصل افتكرت شكلك وانت بتعملي الاكل وواقف ماسك المعقله في ايد ، والتليفون في الأيد التانيه
أبتسم رغما عنه …وقبل أن يفتضح أمرهه .. قال : طيب يلاا عشان تشربي الدوا بتاعك وبطلي ضحك
ثم تابع بالحديث وقال : شكلي بسببك هرجع أمارس مهنه الطب تاني
تطلع الي أعينها التي تنظر لها بغرابه وقال : مالك بتبصلي كده ليه
مريم بخجل : اصلي مش مصدقه انك طبيب
أدهم بسخريه : كنت
مريم بتسأل : طب سيبت مهنه الطب ليه
التف بوجهه بعيدا عنهاا وهو يقول : ارتاحي دلوقتي وانا هفضل بره اتابع شوية شغل في التليفون
تتابعته بأعينهاا الي انا غادر الغرفه … ووضعت رأسهاا علي وسادتهاا بأبتسامه حب وهي تتذكر نظرات خوفه عليهاا ، بدء عقلهاا يسبح معهاا في عالم احلامهاا ، وقلبهاا لا يتوقف عن الرقص بنغمات دقاته فرحا ، فاليوم اجتمعوا معاها الاثنان … ونامت وهي تبتسم مثل الطفل الصغير
عاد اليهاا ثانية ، وهو يري أبتسامتهاا الصافيه علي وجهها النائم .. أبتسم علي برائتهاا هذه واقترب منهاا بحزر شديد ، ووضع قبلة حانيه علي جبينها بألم يعتصر قلبه بسبب عِند صاحبه .
يتبع….
الفصل الثالث عشر
أحلاما نتصدي بها عن واقعا ، وواقعا نريدهه بأحلامنا
وأيام يطيل أنتظارهاا ، وعمرا يمضي مودعاا لأصحابه
وذكريات تبحر في أعماق قلوبنا، وقلوب تعيش تائهه ، وعيون تود ان تبصر علي ما تتمناهه قلوبنا ، وعقلا سارحاا بين ارواحنا يتمني لو للحظه سكون يتوقف فيهاا صارخا هائجا بأفكارنا وذكرياتنا الهاربه بين بحور قلوبنا
خطوات بطيئه كان يخطو بهاا ،بين صراع لا يود ان يخمد وقف أمام غرفتهاا قليلاا ، لعله يستجمع تلك القرار الذي أتأخذهه عقله … وبعد لحظات كان يطرق عليهاا الباب لتستجيب هي وتفتح له الباب وتقف تتطلع الي عيونه الهاربه منهااا…. تنهدت طويلاا وهي تتطلع له وقالت :
في حاجه يا أياد
أياد : عايز أتكلم معاكي ياشاهي ممكن
شاهي بهدوء : وانا كمان كنت عايزه اتكلم معاك بهدوء ، بدل ما أحنا ديماا بنتخانق
أياد بأرتياح : طيب أنا هستناكي في الصاله
نظرت الي ملامحه ، وهي تائهه بين طياتهاا … تنهدت بعمق ، وذهبت خلفه لتعرف ماذا يريد
أياد بهدوء: انا مش عايز أظلمك أكتر من كده ولا عايز اظلم ابني الي جاي زي ما ظلمتك …
ثم تتطلع بوجهه لأعلي ليري وجهها ، مش عارف هيقدر يسامحني ازاي لما يعرف انه جيه الدنيا بغلطه غلطناها ونسينا عواقبهاا ….ثم اشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يقول : انا وانتي غلطنا … انا غلطت لما حاولت اعقبك واكسر غرورك ، وانتي غلطتي لما سلمتِ نفسك لياا عشان ترضيني ……. اخفض عيناهه ثانية .. وبعد لحظات : اتمني انك تسامحيني
كانت تستمع له وهي تجمع شتات أوجاعهاا .. وبعد لحظات رفعت بصرها بكبرياء وهي تقول : ياريت لما اولد تتطلقني يا أياد ، وياريت تنهي الرحله عشان عايزه انزل مصر
………………………………………….. …….
وبعد وقتا طويلاا قضته بين احلامهاا ، استيقظت وهي تبحث عنه بأعينهاا ….. نهضت من علي الفراش وهي تتمني أن تجدهه كما وعدهاا ….
كان جالسا وهو ممدد برأسه للخلف ومغمض العينين ، اقتربت منه وظلت تتطلع علي الملامحه التي طالما عشقت صاحبهاا بكل عيوبه وقسوته … ابتسمت وهي تتذكر لمسات يدهه الحانيه وهو يطعمها ، اخفضت بجسدهاا قليلاا كي تيقظهه من تلك النومه ، ولكنه كان اسرع منها وجذبهاا اليه وهو يقول : بقالك ساعه واقفه تبصي علياا ، ايه يامريم انا حلو اووي كده
حاولت النهوض من وضعتهاا هذه ، فكم كانت قريبه من انفاسه وبين يديه ، وتستمع لدقات قلبه … حاولت الابتعاد عنه ثانية ولكن محاولتها أبت بالفشل
مريم بخجل : ممكن تسيبني
نظر لهاا مبتسما وهو يقترب من اذنيها بأنفاسه : لاء
كانت نظراتها له مثل نظرات الطفل وهو يترجي اباهه ..
ابتسم لها ثانية ولكن بصوت عالي : متحاوليش معاياا فاهمه ، عشان مش هسيبك انتي الي جيتي برجليكي وكنتي فاكراني نايم
تطلعت بضكته قليلاا ، وهي شاردة به …. ثم سقطت دمعه من عيناها
ادهم بخوف : مريم انتي تعبانه
أخذت تحرك برأسهاا نافية وهي تقول :لاء
أدهم : طيب بتعيطي ليه ،وبدون ان يشعر وجد نفسه يضمها الي صدرهه بخوف شديد
حاولت ان تبتعد عنه ، ولكن ضمته لها جعلتها تنسي كل شئ حتي خجلهاا واستكانت بين احضانه ، وهي تقول : نفسي ادهم الحنين يفضل علي طول كده
أبعدها عنه قليلاا وهو يضحك بشده وقال : اممممم ، مره ادهم الانسان ومره ادهم الحنين … اومال انا كنت ادهم ايه بقي قبل ما أكون دول
تأملته قليلاا وهي تري ضحكاته العاليه ، فأخفضت بوجهها بعيدا عن عيناهه التي تتطلع بهاا
وبدون ان يشعر وجد نفسه يقبلهاا بشده، ثم حملها برفق لتصبح من الان زوجته
………………………………………….. ……
لحظات قضاها وهو يتذكرهاا ، يتذكر اللحظات التي تمنهاا ان يتعجل بها الزمن لتكون زوجته …. احبها بشدة لدرجة انه لم يبصبر بعيوبهاا ، ويالها من ذكري أليمه عندما يتذكرها يشعر بمدي غبائه ، تنهد بأسي وهو يسترجع تلك الذكري الأليمه
أدهم : صدقني يا أحمد ندي ، ديه مش بتحبك ديه بتحب فلوسك بس ، بتحب الي هتاخد منه اكتر
أحمد بحده :ولا هي عجبتك يا صديق عمري ، وجاي دلوقتي تفرق بيناا ….. فعلا ندي كان كلامها صح
أدهم بعتاب : انا يا احمد ، انا هسيبك عشان انت شكلك دلوقتي مش في وعيك
أحمد بحده :انا الي دلوقتي بقيت في وعي فعلاا
نظر له بعتاب ، وهو يغادر شقته وقال : بكره هتعرف الحقيقه يا احمد بس ياريت تعرفها قبل فوات الاوان
وياله من اوان قد أتي ليعصف به ، عندما سمع كلماتهاا وهي تقول : انا بحبك انت يا ادهم ، احمد ده مجرد سِلم كنت عايزه اقرب بيه منك …. انا مستعده افسخ الخطوبه دلوقتي حالا ياحبيبي …… وكادت ان تقترب منه لتحتضنه
أبعدها عنه وهو يبتسم لمن أمام أعينه وهويقول : نورت الحفله يا احمد
كان في عالم اخر ، لا يشعر بشئ سواا بقلبه الذي أصبح ينزف …. تطلع اليها بسخريه وهو يبتسم : مش عايز اشوف وشك في حياتي تاني فاهمه ، اطلعي بره ياحقيره
عاد بذكرياته ….. وهو يبتسم بسخريه … عندما شاهدهاا اليوم وهي تمسك بين احد ايديهاا طفلاا ، وملامحها التي ابدلها الزمن وكأنها ليست هي …
………………………………………….. ………….
وقفت تعد له طعام الافطار ، وهي شارده بليلة امس ، كانت انفاسه مازالت عالقه بجسدها وكأنهاا مازالت بين احضانه ، تنهدت بأسي وهي لا تعرف ماذا هي الان لديه …
انتبهت من شرودهاا ،عندما تطلعت للقهوه التي تفور امامهاا .. وبعد ان اعدت الفطور علي المائده ، ذهبت اليه وجدته قد افاق من نومته ويرتدي ملابسه …انتبهه الي وجودها ونظراتها التي تبتعد عنه خجلا وهي تقول : الفطار جاهز
ابتسم لهاا بعذوبه وهو يلف حول عنقه تلك الرابطه .. وبعد ان انهي ربطهاا اقترب منها ورفع وجهها بين بيديه وقال :أممممم ، ومنزله راسك للارض ليه ….. وانحني بجسدهه ليصبح في مستوي اذنيهاا ليقول : هتفضلي مكسوفه كده مني
وكاد ان يقبل عنقهاا … ولكنها كانت اسرع منه وابتعدت عنه لتغادر الغرفه
أبتسم علي فعلتهاا هذه وهو يبتسم علي افعال ابنته الصغيره وليس زوجته … ثم غادر الغرفه وهو يقول : افطري انتي كويس عشان تاخدي علاجك …وكاد ان ينطق بي ياحبيبتي ولكنه تنهد طويلاا وقال : لو احتاجتي حاجه كلميني … ثم غادر وهو أخذ بقلبها معه الذي يعصف به بعِندهه
………………………………………….. ………….
نظرات غضب قد امتلكته ، عندما رئهاا تجلس في مكتبه وهي تتطلع له بتلك النظرهه التي يكره ان يراهاا
أعتدلت من جلستهاا وهي تنظر لزوجهاا وتبتسم
عزت بهدوء : جيت قبل الاجتماع بنص ساعه ، بس للاسف حضرتك لسا واصل قبل ما الاجتماع مايبدء بخمس دقايق
تطلع له بهدوء تام بعد ان جلس علي كرسي مكتبه ونظر للأوراق التي امامه وقال : اتفضل علي غرفة الاجتماعات ياعزت باشا عشان الاجتماع هيبدء
كانت اعينهاا تتطلع لهما مبتسمه وهي تري كم المشاحنات التي بينهم
نانسي بهدوء : هو انا هحضر معاكو الاجتماع ياحياتي
عزت بأبتسامه : طبعا ياحببتي ، انتي دلوقتي من اعضاء مجلس الادراه
اما هو اخذ بأوراقه وغادر غرفته وهو ينظر لهم بسخريه
وبعد وقت طويلاا قضاهه في تلك الاجتماع … ذهب الي غرفته وهو يشعر بالأختناق الشديد من كل شئ .. جلس بتعب علي اريكته واتكئ بجسدهه ليصبح متساويا مع الاريكه واغمض عينيه وهو يتذكرهاا وهي نائمه بين احضانه وهو يداعب خصلات شعرهاا بيدهه ويقبلهاا ، تنهد بضيق وهو يشعر بالأحتقار من نفسه عندما تذكر بعض اللحظات التي قضاهاا مع صافي مسبقاا تنهد بأسي .. ونهض من جلسته ليتابع عمله
………………………………………….. ……..
وبعد لحظات قد قضاها في القلق عليهم ، اسرع بخوف الي الطبيب وهو خارج من غرفتهاا
تتطلع له الطبيب مطمئنا وهو يقول : متقلقش مستر أياد ، المدام بخير والبيبي كمان بخير .. بس لازم الراحه التامه والمدام متتحركش
أياد بتسأل : بس احنا كنا ناوين ننزل مصر
الطبيب محزرا : مينفعش دلوقتي مستر أياد ، عشان حالة الجنين مش مستقره لازم نستني لما الحاله تستقر .. عن أذنك
تنهد بأسي وهو يتذكرمنذ لحظات فقط كان سيفقد طفله
وبعد لحظات كان يتطلع اليها وهي نائمه ، اقترب منهاا وهو يمسك احد ايديهاا ويقبلهاا …
شعرت بلماسته ، نهضت بتعب وهي تتحسس جنينها وتقول : ابني مات صح ، اكيد انت فرحان دلوقتي عشان خلصت منه
نظر لها معاتبا .. وهو يقول : لاء ياشاهي البيبي بخير ، الدكتور طمني … بس لازم ترتاحي ومش هينفع ننزل مصر دلوقتي لغير لما حالتك تستقر …..ثم تركهاا وهو يشعر بالأختناق من كلماتها فكيف تظن انه سيسعد عندما يفقد طفله، هل تراهه قاسي بهذه الدرجه …..
………………………………………….. …………
وبعد وقتا قصيراا ، دخلت اليه وهي تقول :انا حجزت لحضرتك الشاليه الي طلبته في الغردقه ، اي اوامر تانيه يافندم
أدهم وهو يترك حسوبه الشخصي : كل الاجتماعات والبنود الي هتتمضي ، حوليها علي بشمهندس احمد .. عشان انا مش هكون موجود في الشركه يومين
هنا بتسأل : هو حضرتك هتغيب يومين يافندم .. ثم تطلعت اليه سريعاا وهي تقول : اسفه يافندم ، اصل حضرتك مش متعود تغيب عن الشركه يوم واحد
ادهم بجديه : اتفضلي يا أنسه هنا علي شغلك
تطلعت اليه ثانية بخجل .. ثم غادرت مكتبه
وفي تلك اللحظه كان احمد يهم بالدخول ..
أحمد بتسأل: ايه ده يا أدهم هو انت هتسافر،وهتسيب الشركه يومين
ادهم بضيق : هو في ايه ياجماعه ، هو انا مينفعش ارتاح واخد اجازه كل فتره ، اريح اعصابي فيها
أحمد مبتسما : أمممممممم ، وياتري مين سعيدة الحظ الي قدرت تغير أدهم بيه شوكت حفيد شوكت باشا الدمنهوري ..
أدهم بجديه : وانت ليه فاكر ، اني لما اخد اجازه لازم اقضيها مع واحده … مش يمكن عايز اكون لوحدي
أحمد بضحك : أممممممم ، معتقدش ان مافيش واحده ظهرت فجأه في حياتك وبدأت تغير أدهم .. ثم قال مبتسما : الي كان بقي لا يطاق .. بس بصراحه انا سعيد بكده واتمني اني اشوفها عشان اشكرهاا علي التغير العظيم الي عملته فيك ده
أدهم بحده وهو ينظر لساعته : عندي اجتماع مهم بره الشركه مضطر امشي دلوقتي
وقبل ان يهم بالمغادره …
أحمد بتسأل : صحيح يا أدهم ،انت نقلت مريم انهي فرع من شريكاتنا ولا طردتها خالص
وقف للحظات .. وهو يود ان يتطلع اليه بحدهه حتي لا يذكر اسمهاا ثانية … فلا أحد لابد ان ينطق بأسمهاا سواه هو فقط … ثم قال : طردتهاا …. وخرج سريعا قبل ان يفضحه قلبه ويقول : يالك من كاذب ، لقد تزوجتها واصبحت تعشقهاا
ولكن عِنادك هذا سيجعلهاا تضيع من بين يديك
………………………………………….. ………….
لم يتحمل قلبه ، ان لا يسأل عليه فمهما فعل شئ فسيظل هو اباهه واخاهه الاكبر ، كان يشعر بالخوف الشديد عندما يعلم انه عندما ابعدها عنه ، تقرب منها هو وتزوجهاا …. عاود الاتصال ثانية وبعد وقتا قصير .. كان يحادثه وهو سعيد
أياد بسعاده : عارف يا أدهم انك كنت خايف علياا ، خايف لتتكرر نفس مأستنا مع عزت باشا ، والمفروض ابطل انانيه واستهتار
أدهم بحب : اوعا تزعل مني في يوم ياأياد صدقني غصب عني .. كان يقول له هذا وهو يتذكر مافعله
أياد: في حد بيزعل من ابوهه يا ادهم ، ثم ضحك قليلا وقال : انت حاله شاذه مع عزت باشاا .. بس انا فعلا قبل ما بشوفك اخويا الكبير بشوفك ابوياا الي ديما واقف في ضهري بيحميني حتي من نفسي
وبعد لحظات من الصمت : خلي بالك من نفسك ، ومن شاهي .. ولما حالاتها تستقر خد طياره خاصه وانزلوه بس خليها تبلغ اسعد باشا بحملهاا يعني عشان محدش يشك
وبعدما اغلق مع اخاهه ، ظل قليلاا يتخيل اليوم الذي ستنكشف فيه نوايه الماضيه .. التي ابدلتها الايام لعشق وحب لم يتخيل يوما ان يعصف بكيانه
………………………………………….. ………..
تنهد السائق بتعب وهو يقول : مش موجوده يا جلال باشا
جلال بتنهد : انت متأكد ان ده عنوانها يا عم سيد
سيد بتعب : ايوه ياجلال بيه ، انا لما كنت بوصلهاا كانت بتنزل هناا ، يمكن تكون سافرت عند حد من قرايبها
جلال بقلق : كل ده مش معقول ، طب كانت قالت
سيد بتسأل : هو حضرتك يابيه انت ومروان بيه الصغير هتسافروا امتا عشان العمليه
جلال بتنهد: بعد بكره ان شاء الله ، ادعيلوه ياعم سيد ان عملية زرع القوقعه تنجح واشوفه بيتكلم قدامي
سيد بدعاء: ربنا يشفيهولك ياجلال بيه ، ومايحرمك منه
جلال بتنهد : يــارب ، ثم قال :ياتري انتي فين يا أنسه مريم
………………………………………….. ………..
وقف السائق ، حتي تفتح الاشاره ليكمل مواصلة طريقه
وبعد لحظات وقفت تلك الطفله الصغيره ، وهي تطلع اليه وتقول ، تاخد مناديل يابيه .. ربنا يكرمك خد مني
ابتسم لتلك الطفله الصغيره وقبل ان يتحدث اليهاا كان ضابط الشرطه يأخذها من يدها بعنف وينهرهاا
خرج من سيارته سريعاا ، وبعد محادثات دامت بينه وبين ضابط الشرطه .. قال : يلا يافرح تعالي معايا
فرح بخوف : اجي معاك فين ، لاء يابيه احنا كله والا الشرف
ابتسم لحديثها الطفولي هذا ، فكيف لفتاه في عمرهاا تخشي علي شرفها وهي مازالت في السابعه من عمرهاا
أدهم بأبتسامه : اسمعي الكلام يافرح ، ومتبقيش زي مريم فاهمه
فرح بتسأل : مريم مين ديه يابيه ، بنت حضرتك
أدهم بشرود: مريم ديه كل حاجه عندي … ثم انتبهه لشرودهه وهو يقول : والدك ووالدتك عايشين
فرح : امي بس هي الي عايشه ، وانا الي بصرف عليها عشانه تعبانه، ممكن تاخد المناديل ديه بقي وتديني العشرين جنيه عشان اروح اجبلها الدوا
أدهم بحنان وهو يمسح علي شعرها : عشرين جنيه بس ، اتفضلي ياستي ادي الفلوس اه
فرح بأبتسامه : كل ديه فلوس ، دول كتير اووي .. لاء انا هاخد حقي وبس وخد اه المناديل ..
ظل يتطلع الي برائتهاا ، وطفولتها هذه التي تجعلك تشفق عليهاا … وبعد وقتا طويلاا في احد الاحياء الشعبيه
كان يمسك بيدها وهو يصعد تلك السلالم الباليه ….
كان يتطلع لهذا المكان ، وكأن عينيه لاول مره تري في الوجود مثل تلك العيشه التي لاتشبهه عيشه صاحبهاا
فرح : هي ديه الاوضه الي عايشين فيه ، هروح انده امي عشان تشكرك علي الفلوس والدوا والاكل الي جبتهولنا يابيه … ثم نظرت لهذا الفستان الذي طالما تمنت ان ترتديه .. وركضت سريعاا الي ذاك الغرفه وهي تخرج ممسكه بأيد والدتها المريضه
نظرت السيده له وهي تتطلع الي اناقته وهيبته ، وقالت : هي بنتي عاملت حاجه يابيه ، اوعي تكون عايز تاخدها مني عشان تشغلها عندك او تشتريها بالفلوس ، خد يابيه فلوسك والدوا والاكل احنا مش محتاجين حاجه من حد
أدهم بطيبه : يا فندم ، انا مش عايز حاجه ، ثم ابتسم لفرح ابتسامة صافيه : انا بس جاي اقولك ان فرح متنزلش تاني الشوارع ، لان انا هتكفل بكل مصاريفها ومصاريف علاجك كمان
والدة فرح : وليه تعمل معايا كده انا وبنتي ، ومين في الزمن ده بقي بيساعد حد كله بياكل في التاني
أدهم بأبتسامه: اعتبريني واحد مجنون في الزمن ده ، وعايز يساعد غيره …..وصدقيني انا مش عايز مقابل انا هتكفل بمصاريفهاا … ثم عاود النظر لفرح ثانية وهو يقول : وهتكملي تعليمك يافرح
اخذت الفرحه تظهر علي وجهها الملائكي الصغير ، واتجهت نحوهه وهي تقول : انت حلو اووي ياعمو ادهم ، ربنا يكرمك يارب …
ابتسم أدهم لدعوة تلك الصغيره ، وكأن الحياه بدئت تبصرهه بعالم جديد وهو العطاء ….
نظرت الام لفرحة ابنتها وهي تقول : ربنا يجازيك خير يابني
أدهم بأبتسامه :كل شهر هبعت السواق بتاعي يشوف طلباتكم ، وياريت ترجعي فرح تاني مدرستهاا وانا هتكفل بكل حاجه
ثم رحل ورحلت معه تلك الدمعه التي دائما كانت تسيل علي وجه تلك السيده وهي تشعر بالشفقه علي ابنتها الصغير…
تطلعت بأبنتها الصغيره وهي تدور بذاك الفستان الوردي
وأبتسمت وهي تتذكر جملتها لطفلتهاا (لا تخافي ياطفلتي ان الله معنا ولن يتخلي عنا ) ……
يتبع…
الفصل الرابع عشر
لحظه قد أجتمعت فيهاا البسمه لترتسم علي وجهه قد افتقدتهاا منذ الزمن ، وكلمة قد عصفت بقلوبُ لتجعل الحب ينبض ثانية، ودعوة قد أحيت روحاا عادت الي أصحابهاا من جديد، وعطاءٍ أنبعث بشعاع ليبعث بدفئه حياة ، ودفئ قد حاوط قلوبُ لم تبحث عن سواه…. في عالم لا نحيِ فيه سوا بقلوبُ تائهه
لحظات وقف فيها ليتأملهاا وهي نائمه علي تلك الاريكه ، اقترب منها بحزر شديد حتي لا يفزعها من نومتها هذا وحملها بين يديه ليضعها علي فراشها، كان دفئ أنفاسه يحاوطهاا، فتحت عيناها ببطئ لتطمئن بأنه قد عاد اليهاا ، وبعد ثواني قليله اغمضت عيناها ثانية لتعود الي أحلامهاا
كانت كل حواسه تبتسم لفعلتها هذه ، فمعها يشعر القلب ببرائتها ، وتشعر العين بالصفاء، وتشعر الروح بالنقاء،ويشعرالجسد بالدفئ…. تطلع اليها بحبٍ شديد قد أجتمع في قلبه وكأنه غزواً قد أُحتلي ذاك القلب الذي طالما تعود علي الوحده وأصبح ييقن بأنه سيظل وحيدا طيلة عمرهه، ولكنه الان أصبح ينعم بدفئ ساكنه ولكن الي متي سيظل سجاناً لتلك العصفور الذي لا يبحث عن شئ سوا حبه ، وياله من يوم لو علمت سبب زيجته بهاا ، سيتحطم قلبه قبل أن تنكسر جناحيهاا وتهرب منه نافره من حب أصبح ينبت في قلب قد مات منذ زمن وعاد ليحي من جديد … تنهد بأسي .. وبدء يقترب منها وهو يلمس وجهها بأنامله … حتي أستيقظت ثانية وهي تبتسم له بنعاس شديد
أدهم وهو يهمس في أذنيها : صباح الخير ياكسلانه
وكأنها الأن بدئت تفيق حقا، وأنتبهت أن قربه هذا منهاا ليس حلماا باتت تحلمه كل يوم ، تتطلعت اليه ثم عادت النظر الي ملابسهاا التي ترتديها أمامه ، أنتفضت من مكانها وهي تبحث عن الغطاء الذي كان أمام موضع عينيهاا
ابتسم لفعلتها هذه ، وأقترب منها أكثر ليضمهاا الي صدرهه ويقول : مش معقول يامريم هتفضلي تتكثفي مني لحد أمتا ، علي فكره أنتي مراتي وانا جوزك … والمفروض عادي يعني
أستكانت بين ذراعيه ، وهي تستمع لكلماته الحانيه ، وتشعر بأنفاسه الهادئه وكأن وجودها قريبة منه هكذا يجعلها لا تلاغب بشئ سوا أن تظل هكذا طيلة حياتها
عاود الحديث معها ثانية وهو يقول : قومي جهزي نفسك عشان مسافرين
تطلعت اليه قليلا ، وكأنها تريد منه أن يكمل حديثه
أدهم مبتسما : هنسافر الغردقه يومين ، ثم عاد ضاحكا وهو يقول : عايز أخطفك يومين تسمحيلي بكده ياطفلتي الصغيره
أبتسمت له بعفويه شديده ، وهزت رأسها بسعاده بالغه ، وأقتربت من أحد وجنتيه لتقبله قبلة قد شعر بدفئها قبل لمستها … لتغيبه بها في عالم يصارعه منذ أن أصبحت ملكه
كادت أن تنهض من علي الفراش ، ولكن يدهه كانت أسرع منها فجذبها إليه ليقبلها بشوق شديد قد أفتقده قلبه
وبعد أن أنتهي من فعلته هذه ، أبعدها عنه قليلا ليري معالم وجهها الذي بات يعشقهاا ، وضحك بشده علي هيئه وجهها الذي أصبح يشع دما من خجل صاحبته
أدهم بضحكه عاليه: قومي جهزي نفسك يامريم قومي ، ده أنتي شكلك هتطلعي عيني …
أما هي في لمح البصر ، كانت أمام مرئات حمامها وتضع يدها علي قلبها الذي اصبح يدق سريعا، فكل لمساته تجعلها تفقد توازنها ، فهي لحد الأن لم تنسي فعلته البارحه وانها أصبحت زوجته حقا ، تنهدت بسعادة وهي تري وجهها يبتسم قبل قلبها لأفعال صاحبه
أما هو كان يمسك أحدي المجلات التي وقعت عليها أعينه بدون قصد .. ورئي صورهه في بعض الحفلات السابقه
تنهد بحزن ، فهو لا يستحق كل هذا الحب منها ، فهي لم تكذب عندما قالت أنها تحبه ، وقبل أن يجدها أمامه كان قد أعاد تلك المجلات لمكانهاا كي لا تشك بأنه عرف أمر حبها وعشقها له منذ زمن
………………………………………….. ……
أهتماما لم تعهدهه من قبل ،تطلعت اليه وكأنها تبحث عن أياد الذي تعرفه ، ولكن ماوجدته الأن أمامهاا شخصا أخر يعتني بهاا ويرعاها ، وكأن الايام قد أبدلته لشخصا أخر.. وبعد لحظات كانت تبتعد عنه وهي تقول : خلاص أنا شبعت ، وكمان أنا عايزه أتحرك عشان زهقت طول اليوم قاعده مبتحركش
أياد: معلشي ياشاهي أستحملي ، ثم عاد بالحديث وقال : أتصلي بوالدك عشان يعرف خبر حملك
ألتفت بوجهها بعيدا عنه ، وهي تتذكر بأنها الان في شهرها الثالث…. ثم عاودت النظر اليه وهي تقول : طبعا لما هننزل مصر ، بطني هتكون أبتدت تظهر .. وقبل أن تكمل حديثهاا وجدته يقول : مش هننزل مصر دلوقتي لغير بعد ماتولدي
شاهي بصدمه : بس لسا فاضل 6شهور ، هنفضل هنا المده ديه كلها
أياد: مضطرين ياشاهي ، ديه غلطتنا أحنا ، وأحنا الي لازم نتحمل عواقبها
ولأول مره لم تستطع تحمل كلماته وهي تسمعه وهو يلومها علي غلطتها أيضا كما يلوم نفسه …
نظرت له ببكاء، وهي تقول: انا عارفه أني أنا كمان غلطانه ، ويمكن غلطتي أكتر منك … بس أنا للأسف مكنتش بلاقي حد يفهمني ايه الغلط وايه الصح ، اتولدت لقيتني بدون أم عارف لم تعيش حياتك كلها تدور علي حد يخدك في حضنه ويهتم بيك ، ومتلاقيش ، أنت الوحيد الي حسستني بالأهتمام حسستني بالحاجه الي ممكن أضعف قدامها ومن غير ما أفكر في عواقبها ، بس للأسف أهتمامك بيا مكنش غير زي الطفل الي بيهتم بلعبته شويه وبعدين يزهق منها ، عشان في لعبه جديده عجبته … عارف أنت مشكلتك أيه أياد
كان يستمع لكلماتها ، ولاول مره يشعر بكل حرف تتفوه به … تتطلع اليها قليلا بألم ، واخفض وجهه خجلا من نظرات عيونها .. ثم تابعت هي بالحديث وقالت : مشكلتك أنك شايف كل الناس زي اللعبه ، او العربيه الي ممكن تغيرهاا كل لما تلاقي حاجه جديده نزلت السوق وعجبتك .. مبتفكرش غير في حياتك انت وبس وكأنك عايش في عالم لوحدك …..
ثم تنهدت بأسي وهي تمسح دموعهاا : انا بكرهك بكرهك يا أياد …..
كم كانت كلماتها وجع كبيرا أسقطته علي قلبه قبل قلبها ، لم يتحمل سماع كلماتها ونظرات عيونها … فأبتعد عنها وقبل أن يغادر ألتف اليهاا وكأنه يعاتبها …. ثم تركها وأنصرف بقلب أصبح لا يشعر به …
أما هي ظلت تتطلع الي الفراغ الذي تركه ، وظلت تبكي ألما علي قلبهاا الذي جرحته بكذبة كلامتها … فهي لم تحب أحد سواه
………………………………………….. ………
وقفت مثلاا الطفله الصغيره تتضحك بعفويه علي منظر المياه التي تداعب قدميهاا .. كان يقف بعيدا يتأمل فرحتها بهذا المكان ، كانت بكل ضحكه وأبتسامه تشعرهه بضعفه وضعف قلبه أمامها ، كانت عيناهه تتطلع بهاا وكأنها تود أن تختطفهاا وتحفظهاا بين جفونهاا ، لم يشعر بنفسه سوا وهو يقف خلفهاا ويضمها لصدرهه ويهمس يين أذنيهاا
مبسوطه يامريم
مريم بفرحه : اووي اووي يا ادهم ،ثم التفت اليه وهي تقول :من وانا طفله بتمني اني اجي مكان زي ده ويكون في بحر وسما ورمل واقعد علي الشاطئ وافضل احكي للبحر عن كل حاجه ،عارف انا عايزه اعمل ايه دلوقتي
ظل يتطلع اليهاا وهو يتأمل وجهها البريئ: عايزه تعمل ايه
ابتسمت له بصفاء كالطفل الصغير ، وجلست علي الرمل وبدأت تلعب بعفويه بحبات الرمل الناعمه وهي تبتسم
ادهم بضحك وهو يجلس بجانبهاا : طيب تعالي ياستي نلعب سواا
تطلعت اليه بحب ، وبدئواا يعيشون سويا لحظات من عمرهم قد اخذها منهم الزمن سابقا ……وبعد لحظات كان ينفد ايديهاا من الرمل ،ويحملهاا ليهمس في أذنيهاا كفايه لعب بقي
………………………………………….. ……….
وقفت تتطلع الي سكرتيرته ، وهي تقول : بلغي مستر أدهم ، اني موجود يا أنسه
تطلعت إليهاا السكرتيره بأستنكار ، وهي تحدث نفسهاا : طول عمرك رافعه مناخيرك في السما ، وعزت بيه رفعها أكتر ، صبرنا يارب …
نانسي بتأفف : انتي يا أنسه يلي أسمك هنا .. ركزي شويه اووف
هنا بهدوء: مستر أدهم مش موجود، ومش هيكون موجود في الشركه ليومين .. في حاجه تانيه يامدام نانسي
نانسي بغضب: مسافر، ليه وفين.. المفروض ان في أجتماع النهارده
هنا ببرود: أظن مش من أختصاصي ، ان أسأل أدهم بيه مسافر فين وليه ، وعلي العموم يامدام نانسي كل الاجتماعات هيرئسها الأيام ديه بشمهندس أحمد لحد ما مستر أدهم يرجع بالسلامه … وعلي فكره الاجتماع بعد ساعه يامدام
نانسي بتأفف: أوووف ، مصيبه تاخدك
ابتسمت لها وهي تسمع همساتها وقالت: شكرا يانانسي ، سوري قصدي يامدام نانسي
تطلعت لها بنظرت حارقه ، وهي تهمس وتقول : ياتري مسافر ليه وفين … وقبل ان تنصرف أنصدمت في أحداهما … تطلعت اليه وهي تقول : اسفه يابشمهندس
أحمد ببرود: ولا يهمك يامدام نانسي
ثم تابع حديثه لهنا وهو يقول : جهزي الأوراق عشان الأجتماع ياهنا
………………………………………….. ……….
أستيقظت من نومهاا ، فلم تجدهه بجوارها ، نظرت الي الساعه التي بجانبها فوجدتها قد تجاوزت منتصف الليل .. لم تشعر بقدماهاا سواا وهي تقف تتطلع اليه وهي تراهه يصلي ودموعه تتساقط … وكأن دموعه تريد أن تتطهرهه من ذنوب قد أرهقته .. وقبل ان ينهي صلاته ويراهاا وهي تتطلع اليهاا ذهبت سريعاا الي الفراش ، ودثرت نفسها بالغطاء كما كانت وأغمضت عيناهاا .. ليظن أنها مازالت نائمه …
وبعد ثواني معدوده ، كان يضع رأسه علي الوساده وهو يتنهد بحزن ، تطلع اليها وهي نائمه بجانبه ، ثم عاود النظر الي الفراغ الذي كان يتطلع به وبدء يشرد بذكرياته
هو بابا ليه ياماما كل ما بيجي من بره ، مبيقدرش يطلع السلم ويفضل يضحك ضحكه غريبه ، وريحة بوئه بتكون وحشه
كانت نظرات أمه مازالت عالقه بذاكرته وهي تنظر له بحسره، ولاتستطع ان تجيبه علي سؤاله… أفاق من شرودهه عندما شعر بحركاتها وعيونها التي تتطلع اليه
أقترب منهاا ليحاوطها بذراعيه ، وكأنه يُريد أن يهرب بها بعيدا عن عالمه الذي أصبح يكره صراعه
تطلعت اليه بحب وهي تقول : مالك يا أدهم ، انت زعلان
أدهم بهمس: في حد يزعل ، وهو جنبه القمر ده
تطلعت اليه بخجل ، وهي تشيح بوجهها ، ثم عاودت النظر اليها ثانية وقالت: علي فكره انا بعرف أكتم الاسرار، أحكيلي وانا صدقني هسمعك
أبتسم لها بسعاده، واقترب منهاا ليقبل شفتاها بنهم شديد ، وبعد لحظات كان يضمهاا لصدرهه وهو يقول : أحكيلي يامريم عن باباكي ومامتك
تطلعت اليه بحزن وبدأت تشرد في ذكريات حياتهاا …
كان يتطلع الي معالم وجهها ، وهو يضمها بشدهه وكأنه يريد أن يقول لهاا سأبقي بجانبك الي ان أفارق الحياه ، ستظلي طفلتي الصغيره التي أستمد منها الأمان
مريم بحنان : بس هي ديه حياتي الجميله الي قضتهاا مع اهلي وكانت اجمل ايام لما بتفكرها بتمني الزمن يرجع من تاني وافضل مريم الطفله الصغيره الي مامتهاا قبل ما تعاقبهاا عشان عملت حاجه غلط ،بتكون جريت علي حضن باباها عشان يحميهاا ….وبدون ان تشعر وجدت نفسهاا تبكي
ادهم بحنان :طب بتعيطي ليه دلوقتي
نظرت له ببكاء وهي تقول : عشان لو بابا كان عايش مكنش عمي بعني ليك
أدهم بتنهد: كنوزالدنيا كلها يامريم متكفيش ان حد يقدر يشتريكي ، أنتي غاليه اوي يامريم
تطلعت اليه من بين دموعهاا ،وهي تبتسم .. ثم قالت : هو أدهم الطفل كان ازاي يا أدهم
تتطلع لها بضحك شديد … وهو يقول : مريم انتي بجد مش معقول ، عارفه انا بحس وانا معاكي بي ايه ..
مريم بتسأل : بي أيه
ادهم بضحك : انك بنتي ، وانا باباكي ههههههههه
نظرت له بأستنكار وهي تقول : بنتك
ادهم بضحك : انتي عارفه فرق العمر بينا كام
مريم بتسأل :كام يعني 6 سنين
أدهم بضحك : لاء 10 ياستي
تتطلعت اليه بطفوله ، ثم قالت : مش كتير يعني ، عشان كل شويه تحسسني اني طفله
تطلع اليهاا بنظرات خبث ، قد فهمتها هي فأبتعدت عنه ..وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه
ضحك عليهاا بشده وهو يقول : مش بقول طفله
ثم نهضت من علي الفراش وهي تقول : انا هقوم أصلي
ادهم بتسأل: بس لسا الفجر فاضل عليهاا نص ساعه
تطلعت اليه بسعاده وهي تتذكرهه وهو يقف بين يدي الله… وقالت قبل ان تنصرف : لي حكايا وأحاديث طويله مع الله
أبتسم لحديثهاا وشرد في حياته الجديده التي دخلتها هي ببرائتهاا وطيبتها وسط خبثه وعالمه المزيف … ليتحول معاهاا كل شئ وكأن الخريف يتحول ربيعا مزهراا .. ولكن مازالت هناك بقاياا للأوراق المتساقطه
………………………………………….. ………..
لحظات عصفت به ،لعالم قد هرب منه منذ زمن .. تطلعت اليه بخجل شديد وهي تنطق بأسمه : احمد ، قصدي بشمهندس احمد
تتأملها بأستنكار وهو يقول : ازيك يا ندي
ندي بندم :انا الحمدلله ، ازيك انت .. ثم تطلعت الي اصابعه وقالت بحزن : اتجوزت ولا لسا
احمد ببرود وهو يشيح بسبابته التي يرتدي فيها تلك الدبله المزيفه: عن قريب أن شاء الله
ندي بحزن وهي تتطلع لموضع دبلته : مبروك علي الخطوبه، ربنا يسعدك … ثم تطلعت علي ذاك الطفل الذي تحمله وقالت: ده شادي ابني ..
أحمد : ربنا يخليهولك أنتي وباباه ، صحيح اخبار معتز باشا ايه
نظرت اليه باسي وهي تقول : أتطلقنا من سنه ، عشان خلاص مبقتش اعجبه …
نظر لها أحمد بأسي وهو يقول : ما هو ده اخرت الي يبيع نفسه بالرخيص ، في النهايه بيتباع برضوه بالرخيص يامدام ندي …. ثم أرتدي نظارته السوداء وهو يلتف بظهرهه ويقول : فرصه سعيده يامدام
ثم تركهاا وهي تتطلع عليه بحزن وهي تقول : عندك حق يا احمد … وأحتضنت طفلها بأسي وكأنهاا تريد أن تحتمي به من زمن قد عاقبهاا علي طمعها ولكن بعد أوان قد فات
………………………………………….. ……….
لم يشعر بنفسه سوا وهو جالس علي مكتبه بشرود تام ..
الي أن وجدها تقف أمامه بخجل وتقول بصوت هادئ: اسفه يابشمهندس بس حضرتك قولتلي أنك هتبلغني بفرع الشركه الي اتنقلت فيه مريم ، وشكل حضرتك نسيت
تطلع اليهاا بشرود ، وظل يحدق بها دون أن يتفوهه بكلمه
شعرت بالأحراج من نظراتها المصوبه عليهاا ، وكادت أن تغادر مكتبه ولكنه استوقفهاا بصوته الجاد وقال : انسه هبه تتجوزيني
لم تستطع ان تخفي دهشتهاا من طلبه هذا ، ظلت تتطلع اليه وفجأه وجدها تغادر الغرفه سريعااا …. اما هو فظل يضحك علي منظرهاا عندما عرض عليهاا طلبه
وعاد لشرودهه ثانية، وهو لا يعلم لماذا عرض عليها هذا الطلب ولماذا هي ….
انتبه لشرودهه علي صوت رنين هاتفه
مال صوتك يا أياد ، أنت كويس وشاهي كويسه
………………………………………….. ………..
كانوا يقفون سويا ، وهما يتطلعان الي موجات الماء المتراطمه ، تطلع بوجهها وجدها شارده وكأنها في عالم أخر
كانت نظراته كفيله أن تجعلهاا تلتفت اليه مبتسمه وهي تقول : بتبصلي كده ليه
أدهم بابتسامه : أصلك عجباني
تطلعت اليه بخجلهاا المعتاد ، ولكي تغير مجر الحديث قالت : احنا هنمشي بكره صح
أبتسم بشده وهو يري خجلها ، وتغيرها لمجري حديثهم … حاوطهاا بذراعيه لكي يسيروا سوياا علي الشاطئ وهو يقول : اعمل فيكي ايه ها قوليلي
مريم بطفوله: هو أنا عاملت حاجه
ادهم بضحك : قولي مبتعمليش حاجه ، وبدء يقُلد نبرة حديثها وقال : هو أنا عاملت حاجه
نظرت له بغضب .. وهي تبتعد عنه ، وأنحنت بجسدها النحيل وهي تمسك بيدها قطرات المياهه ، واسكبتها عليه
أدهم بضحك : ماشي يامريم ،وانحني هو أيضاا
ليمزحون سوياا ، بضحكات قد أعطاهاا لهم الزمن لينعموا بهاا ….وبعد لحظات رن هاتفه .. ليقطع عليهم لحظاتهم الهادئه….. لتبتعد هي عنه وتسير بمفردهاا وهي شارده
حتي رأت من يجعلهاا تبتسم ، لتنحني لها لتقبلها وهي تقول بصوت حاني : أسمك ايه ياحببتي
الطفله بهدوء : اسمي مريم
مريم بأبتسامه : وانا برضوه أسمي مريم
أبتسمت لها الطفله وهي تقول : يعني انتي اسمك زي أسمي
مريم بأبتسامه : ههههه اه انا اسمي زيك اسمك
الي انا جائت والدتهاا وأخذتها ، بعد أن ودعتهاا بملاطفه
كانت عيناهه تتابعهاا … وهو يتحدث بهاتفه ، الي ان رئهاا تبتسم لتلك الطفله ، انهي حديثه .. وذهب اليها وهو يقول : مش عيب تتمشي لوحدك وتسبيني ، ثم أقترب من أحد أذنيهاا وهو يقول : عندي ليكي مفاجأه حلوه
تطلعت لأعينه ، لتعرف ماهي تلك المفاجأه .. فتابع بحديثه وهو يقول : متحوليش ، مش هتعرفي حاجه دلوقتي ، ثم تتطلع الي ساعته وقال : فاضل 3 ساعات .. تعالي نروح نتغدا وبعدين أوريكي المفاجأه
مريم بطفوله: بس أنا عايزه أعرف ماليش دعوه
أدهم بضحك : أستحاله ، ومتحاوليش معايا … وامسك خصرهاا ليجعلها تلتف اليه ، وتصبح امامه ليضمها بذراعيه ، لتنعم بدفئ حضنه وتغمض عيناها وهي تستمع لدقات قلبه الهاربه اليهاا هي وحدهاا ،في عالم لايبحث عن شئ سواا الحب….
يتبع…
الفصل الخامس عشر
نظرة قد تلاقت فيها كل الكلمات المبعثره ، وهمسات تمايلت من أجلها القلوب ، وحب قد عصف بكل شئ ليسكن بين أيدي أصحابه ، وشوق أصبح صوته يضوي بين الضلوع ، وقلب قد أصابه الخمول لينام مع أحلامه الورديه ، ولغات ترجمة من اجل دقات قلوب مبهمه ، وكيان اصبح يحيِ كيان أخر بلمسة دافئه أنبعثت الي روح أصحابه ، وصمتا بات يسكت افواهنا لنتوقف لحظات مع زمن يـــريــد ان يحيا دائماا بذكريات أحبابه …..
وقف يتطلع الي نظراتهاا التائهه ، وهي تتأمل ذاك المكان الذي اشبه ما يُقال عنه رحلة مع خيال عقولنا ، ألتفت اليه لتري أبتسامته الهادئه ،وهي تقول بفرحة وكأنها طفلا صغيراا : انا بحلم صح ، وبدأت تغمض عيناهااا لتفتحهم ثانية وهي تري نظراته تتفحصهاا … ليقترب من أذنيهاا ويقول : مبسوطه بجد يامريم
مريم بسعاده وهي تتطلع الي فستانهاا الابيض : انا النهارده مش بحلم صح ،كل الي حصل ده مكنش حلم .. البنت الي جبتلي الفستان ، ثم رفعت فستانها قليلا والجذمه ووضعت يدها علي وجهها لترتفع الي حجابهاا الملفوف بعنايه وتلك التاج الجميل الذي يتوسطه.. وقالت بتسأل: ولا الساحره هي الي عملت ده كله في الحلم ، وعادت تغمض عيناها ثانية … ليقربهاا منه وهو يضحك علي تلك البرائه التي أصبح يُمتع عيناهه بها في عالم لا يبصر فيه سواا بسواد قلوب أصحابه … ليخرجهاا من بين احضانه ويتطلع الي وجهها بعنايه.. ويقول بصوت هامس : بحبك يامريم ، بحبك لدرجة اني مبقتش عارف اعيش او اتنفس الي بيكي ، ثم ابتسم قليلاا وعاد ليقول : شكلي بقيت كمان ادهم العاشق
لم يكن قلبهاا يصدق كل هذا ، وكيف يصدق وهو يبحث فقط عن القليل في وقت قد حرم فيه من كل شئ حتي لمسة الايد الحانيه … ليقربهاا منه ثانية وهو يهمس في اذنيهاا ويقول : بحبك ياطفلتي الصغيره … ويحملها بين ذراعيه ليدور بهاا ويصرخ بجنون : بـــــــحــــــبــــك
لتضحك هي ، ويتراقص قلبهاا من فرط سعادته ، وتسقط دمعه من عيناها لتمسحها سريعاا ،لتعود بالنظر لتلك الشخص الذي احبته كثيراا ، احبته بشخصيته العنيده الصارمه ، و للقلوب عنايه في اختيار معذبينها …
ليتركها من بين يديه ،وهو ينظر في عينيهاا التي طالما عشق فيها تلك الدموع المتراكمه سواء أكانت حزينه او في غاية السعاده .. لتبقي دموعها اللامعه هي من تعبر عن فرحتهاا
ادهم بحب : علي فكره المكان ده النهارده بتاعنا احنا وبس
لتنظر حولهاا … وتري الانوار التي قد أضائت في وقت واحد ، وتلك الشموع التي تحاوطهم .. لتتطلع الي ذاك القلب المرسوم بدقه بالورود … ليمسك هو يدهاا ليتوسطوا ذاك القلب .. ويخرج تلك الخاتم الذي صنع بدقه من الألماس ليصبح اكثر جمالا وهو بين أصابعهاا ، ويرتدي هو دبلته الفضيه التي نُقش بداخلهاا اول حروف اسمهاا … لتبتسم له وتنسي معه العالم كله ، وتحيا معه حياه قد تمنتهاا في وقت ظنت انها مستحيله ، ليحققها لها رب العباد
………………………………………….. …………….
ليجلس علي كرسيه الهذاذ ، وهو يحادث نفسه بفعلته
كيف عرض عليهاا الزواج وهو لم يحبهاا ، لماذا فجأه شعر انه يحتاج لزوجه ،وكيف يتزوجهاا وهو اصبح يكره النساء بسبب من خدعته بحبهاا المزيف ،هل لانه يريد ان يقتل ذاك الشعور الذي امتلك قلبه عندما رئهاا .. وتذكر جميع لحظاتهم واحلامهم المزيفه سابقا … فأراد ان يعاقب قلبه لحنينه لذكريات ماضيه .. اما انه يريد ان يثبت لقلبه انه لم يشعر سواا بصفعات الخذلان الذي تسبب هو فيه بسبب ضعفه .. فبسببه قد احبهاا بل وعشقها بجنون لتخونه هي …. تتطلع قليلاا الي ذاك الفراغ الذي امامه ، وهو يفكر بأيامه القادمه التي لابد ان يحيا بهاا بذكريات جديده ويعصف بكل شئ خلفه ، ومادام الذكريات نحن من نصنعهاا … فالأصنع لنفسي ذكريات تسعدني ….. لينهض من علي كرسيه ويبحث عن هاتفه ، ليحادث والدهاا وهو يطلب منه موعد ليتقدم فيه لخطبتهاا ….
………………………………………….. ………..
وعندما سمع صوت سيارتهاا ، وقف يتابعها بأعينه وهي تتمايل بخفه بفستانها العاري القصير ،وتدخل من باب الفيله .. ليهبط هو ويقول : كنتي فين يانانسي ، وكمان راجعه سكرانه
نانسي بخفه : انا تعبانه دلوقتي ،وعايزه أنام ياعزت … تصبح علي خير
عزت بحده وهو يمسك أحد ذراعيهاا : لما اكون بكلمك فوقيلي سامعه ، وتردي عليا مش تسبيني وتمشي
نانسي ببرود : يوووه بقي يا زيزو ، بقولك تعبانه وعايزه انام
عزت : وقولتلك قبل كده بطلي شرب
لتضحك هي ساخره ،وتتذكر عندما اجتمع بها اول مره ..لتقول : مش انت الي عالمتني كده ، وانا تلميذه شاطره وحفظت كل دروسك ياحبيبي وبقيت اعجبك صح يازيزو
لتصعد الي غرفتهم ، بتثاقل وترمي بحذائهاا ارضا ،لتنام علي الفراش وهي تتذكرهه وتقول بصوت هامس : انت السبب يا ادهم … لتنام تائهه في عالم هي من اختارت ان تحيا فيه
………………………………………….. …………..
كان يضمهاا لصدرهه ، وكأنها ابنته الصغيره وليست زوجته
لتتمايل هي بين احضانه ، وتمسك بأحد ايديه وتشاور له علي ذاك النجم اللامع وهي تقول بطفوله : انا النجمه ديه
ليضحك هو ويضمها اليه بشده : طب وانا انهي نجمه بقي
لتلتف اليه بوجهها قليلاا ثم تُعاود النظر لتلك النجوم وتقول : أمممممم ، انت الشمس ياحبيبي
ليطلق ضحكاته العاليه ويقول بزعل مصطنع : كده يامريم انا الشمس
لتقول هي من بين ضحكاتها : ما انت لو سألتني ، اشمعنا الشمس الي اختارتيهاا ، هقولك السبب
ادهم بتسأل: اشمعنا الشمس يا مدام ،ابهريني
مريم بضحك : عشان الشمس هي الي بتدفي الكون ، وبتنوره بنورهاا ،وبتخلي للوجود حياه ومن غيرها هنفضل في ضالمه
ليهمس هو في اذنيها ويقول : يعني انتي بتحسي بوجودي جنبك بالدفي
مريم بحب : بالدفي ، والامان ، والحياه ،والحنان … ثم قالت ضاحكه بعيد طبعاا عن الصرامه وادهم الي مش أنسان
ليضحك هو ، وينهضها من بين تلك الشموع .. لتقول : أحنا رايحين فين
أدهم بجديه مصطنعه وهو يشاور علي تلك اليخت المضاء : هخطفك ، وأسيبك لوحدك في جزيره مع الحيوانات ، عشان تعرفي تقولي أدهم الي مش أنسان تاني يانكرة الجميل ، فعلا الستات دول نكرين الجميل علطول وبينسوا الحلو ويفتكروا الوحش
لتتشبث هي بقداميهاا علي الرمل وتقول : خلاص يا أدهم حرمت ، والله كنت بهزر
أدهم بضحكه خبيثه: وحد سامحلك تهزري ياهانم ، شكلي دلعتك كتير ، ويسحبهاا بيدهه وهو يقول :انا أدهم شوكت ، واحده ست تهزر معايا ، لايمكن وكمان مراته لا لا لا
لتدمع عيناها هي وتقول : أنا أسفه يا أدهم ، مش ههزر تاني ، وكمان هعتذر لأدهم الي مش أنسان تاني واقوله ميزعلش ..
ليجذبهاا هو لتلك اليخت ضاحكا : مكذبتش لما قولت طفله ، ثم أنحني هامساا وقال : بعشق الطفله الي جواكي ،الي قربت تجنني ديه
لتمسح دموعهاا بيديهاا وتقول : نزلني من هنا طيب ، انا عايزه انزل
ليضحك وهو يحتضنهاا … ويشير لهاا علي تلك الألعاب الناريه ويقول هامسا : عارف ان الاطفال بيفرحوا بكده ، بصي ياحببتي
لتنظر له بغيظ شديد قد أراده هو … وتُتابع هذه الالعاب بطفوله عارمه …. ليقضواا ليله قد حفرت في قلوبهم قبل ذاكرتهم
………………………………………….. …………
جلست أمامه بأعين هاربه من نظراته المصوبه نحوها
ليبتسم هو ويقول : أزيك يا أنسه هبه
هبه بخجل: الحمدلله
احمد بهدوء : يارب ديما ، وبعد لحظات من الصمت قال : ايه مش هتسأليني عن أي حاجه
هزت رأسهاا نافيه وهي تقول بأرتباك : معنديش .. ثم تابعت قصدي مافيش .. معلش أقصد يعني لما الاقي سؤال في بالي هسأله لحضرتك يابشمهندس
ليضحك هو ويقول : يوصل بالسلامه ان شاء الله
لتقول بصوت هامس ، وقد سمعه هو : ايه العيله الي عندها هدوء اعصاب وبرود متناهي ديه
ليبتسم هو ويقول : تحبي اعرفك بنفسي ولا مش محتاجه
هبه بأرتباك : عادي ، الي يريحك
أحمد : أممممممم ، طبعا لو قولتلك ان انا مهندس معماري هتقولي معلومه قديمه ، ثم يعاود بالحديث ويقول انا مهندس ، عندي 32 سنه عازب ، ليا أخت عايشه في أمريكا مع جوزهاا وعندها بنوته اسمها لوجين وولد اسمه حمزه ، وكان عندي شركة للتصميم المعماري ، بس اضطريت اصفي الشركه وانضم في الشراكه مع ولاد خالي ، تحبي اعرفك بالعيله كمان
لتنظر له بخجل : لاء كفايه كده .. وقبل ان يتحدث
هبه : هو حضرتك ليه اتقدمتلي ، اشمعنا انا
احمد بتنهد : هرد علي سؤالك ده ،بس مش دلوقتي
هبه بتسأل : طيب امتاا
احمد : لما تبقي مراتي ..
اخفضت رأسها بخجل وهي تقول : طب ليه مش دلوقتي
احمد بهدوء : عشان لسا مبقتيش مراتي ..
لتتطلع له بأرتباك وهي تقول : الي يريحك ، وقبل ان تُعرفه بنفسها وحياتهاا … يبتسم هو ويقول : مش محتاج اي معلومه عنك ، وينظر لهاا متفحصا وكاد أن يسألها عن شئ ولكنه شعر بأنه لا بد ان يأجله لوقت لاحق .. حتي تصبح زوجته
………………………………………….. ……………
ارتسمت أبتسامه علي شفتاهه ، وهو يمرر ذاك الخاتم علي اصبعه ، ليتنهد بأسي علي زيجه لم يعلن عنهاا حتي الان ولكن لابد ان ينتظر قليلاا …
ليدخل عليه وهو مبتسما ويقول : ادهم باشا حمدلله علي السلامه ، ثم يتطلع لوجهه بتفحص : بس شكل سفرية الغردقه كانت حكاياا
ادهم بجديه: اخبار صفقه الحديد ايه
احمد بتنهد : ماشي ياسيدي غير الموضوع ، اتفقنا علي كل حاجه فاضل بس نمضي العقود
ادهم بتنهد : تمام
ثم عاد احمد بالحديث : واخيرا قررت اسبقك من العزوبيه وقررت اتجوز ، ايه رئيك في الخبر ده
ليبتسم ادهم بسعاده ويقول : بجد يا احمد
احمد بهدوء : شوفت الخبر ده بقي ، عقبالك
ليتنهد هو بأسي ويقول : ان شاء الله … ثم يتابع بالحديث : مين بقي هي سعيدة الحظ
احمد بضحك : سعيدة الحظ مين بس ، انسه هبه الي في قسم السكرتريه … وقبل ان يتحدث ادهم
احمد بجديه : انا مبتفرقش معاياا المظاهر الكدابه ، واني لازم اتجوز واحده من عيله كبيره والكلام ده ، فبلاش نتكلم في الموضوع
ادهم بتنهد : ومين قالك اني كنت هقول كده ، ديه حياتك يا احمد وعمر المال ماكان اساس السعاده
لينظر له احمد متعجباا ويقول : ساعات كتير بحس انك مش ادهم
ليشرد هو قليلاا في كلامهاا وهي تلمس وجهه وتقول : انت مش ادهم صح .. ليبتسم هو بشرود
احمد بتعجب : لاا اظاهر سفرية الغردقه ديه وراها حاجه ، علي العموم يارب ديما تكون مبسوط … وقبل ان يغادر يلمح تلك الخاتم في اصبعه ويقول : الي يشوفك لابس الخاتم ده علطول يقول انك متجوز ، بس الموديل ده شكله جميل وعجبني هخلي رامي يعملي زيه ، ثم يغادر ليتركه وسط افكارهه التي باتت تخنقه ….
………………………………………….. …………..
يجلس بجانبها مثل كل يوم ليعتني بهاا ، وكاد ان يتركها ويغادرالغرفه قبل ان تتفوه بكلمات باتت تشعرهه بحقارته
تنهدت بأسي وهي تقول : انا اسفه يا أياد مكنش قصدي اقول عليك انك مش راجل
اياد بأسي : وبتعتذري ليه ياشاهي ، انتي مش غلطانه ، لان عندك حق ، الراجل مبيضحكش علي بنات الناس ويلعب بيهم ، ولا بيرجع نص الليل وهو سكران ومش قادر يسند طوله ، وصمت قليلا وهو يتطلع اليهاا وقال : ولا بيظلم حد أئتمنه علي نفسه
شاهي بخجل : انا مسمحاك يا أياد ، عشان احنا الاتنين غلطانا ، ومينفعش واحد فين يحمل غلطه علي التاني ،لان احنا الاتنين في نفس المركب ، والمفروض نحاول منغرقهاش بسبب غبائنا ، ثم تابعت بالحديث وهي تضع يدهاا علي بطنهاا وقالت : عشان مندمرش واحد تاني بغبائنا ، ويبقي نسخه مصغره منا بسبب أنانيتنا
ليتابعهاا أياد بأرتياح وهو يقول : انتي طيبه اووي ياشاهي ، بس عارفه ناقصك حاجه انك تقربي من ربنا
لتبتسم هي وتقول : علي فكره صوتك حلو اووي ، وانت بتقرء قرأن ، انت كنت بتقرء سوره ايه
أياد مبتسما : سوره الحشر
لتتابع هي وتقول وكنت بتعيط ليه لما كنت بتقول: (اني اخاف الله رب العالمين
أياد بأسي : فالوقت الي شيطان بيزين لينا المنكرات والحرام وبيمتعنا بالدينا ، هيكون برئ مناا لانه بيخاف من ربه ، شوفي بقي احنا ازاي للحظه مخفناش من نظرته علينا واحنا بنغضبه ليل ونهار من غير ما نحس بالخجل من نفسنا لو للحظه
ثم ينصرف ليتركهاا ، وهي شارده في كلامه وعقلهاا يجلب لهاا صورته التي اول مره تراهه ضعيف خائف
………………………………………….. ……..
ليتطلع الي وجهها الذي اصبح حزينا ،بعد ان اخبرها بسفرهه
ادهم بحنان وهو يجذبهاا لحضنه ثانية : هو اسبوع بس يامريم وهرجع علطول
مريم بحزن : وكمان اسبوع ، طب خدني معاك ، ان بقيت اكره الوحده اووي يا ادهم وكمان انا مبحبش هناا
ادهم : لو مش مرتاحه في الشقه ممكن اخدلك غيرهاا
مريم : انا مش قصدي المكان فيه حاجه او مش عجبني ، بس مبحسش فيه غير اني في سجن بيخنقني ومحبوسه فيه مع ان بأيدي اخرج واهرب منه
ليتطلع اليهاا بأسي ويقول : وتسبيني يامريم
مريم بحب : عارف فكرت كتير في كده ، بس مقدرتش
لينظر لها بلوم ويُشيح بوجهه بعيداا خوفا من أن يأتي ذاك اليوم ، فهو من فرض عليها عالم تعيش فيه وهي لا تعلم عنه شئ ،حتي لم يُجيبها يوما عن سبب زيجته منهاا …….. تلك السؤال الذي يخشي اليوم الذي سيأتي ليجبرهه علي اخبارها بالحقيقه …
لتتطلع اليه وتقول بأبتسامتها المعهود وهي تلمس وجهه بيدها: متخافش ، ده عمره ما هيسيبك ويمشي الا لو انت الي سيبتنا ، ليتطلع الي موضع يدهاا وهو يراها تضعها علي ذاك القلب الذي عشق صاحبته
ليحتضنها بشده وهو يشعر بالحزن الذي بات يخنقه ، وكيف لا يحزن وهو لم يري من ذاك القلب سوا الحب الذي لم يعهدهه من قبل…… لِتعاود النظر اليه وهي تقول : هتسبنا في يوم
ادهم : انتي الي اوعي تسبيني في يوم يامريم فاهمه
مريم بسعاده : متخافش ، هفضل جنبك لحد ما أموت
أدهم : بعد الشر عنك ياحببتي ، اوعي تجيبي سيرة الموت تاني
لتبتسم له بحب ، ويحاوطهاا بين ذراعيه ، لتنام بين أحضانه بأبتسامتها الحالمه …
………………………………………….. …….
لم يصدق نفسه عندما ، سمع تلك الكلمه من الطبيب وهو يقول: مبرووك مستر جلال العمليه نجحت
كانت دموعه تتساقط ، وهو يشعر بفضل الله عليه ، فقد أستجاب لدعائه ، وسامحه علي أخطائه ولم يعاقبه في أغلي ما يملك ، أبتسم بين دموعه وهو يتذكر الرجل العجوز وهو يقول له خليهاا ديما في بالك واوعي تنسي قول ربك(ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
جلال بسعاده : الحمدلله ، الحمدلله ، لك الحمد ياالله
………………………………………….. …………..
لتستيقظ هي وتنهض من فراشهاا سريعاا ، لتخرج كل مافي جوفهاا .. تطلعت لوجههاا المصفر وهي تضع يدهاا علي بطنهاا بتعب وتشعر بالأعياء .. لتسمع رنات هاتفها لتخرج سريعااا
مريم بتعب : بجد يا ادهم راجع بكره
أدهم : ايوه ياحببتي ، ثم قال بتنهد : وحشتيني
مريم بتعب : وانت كمان ، وحشتني اووي
أدهم بتسأل : مال صوتك يامريم ، انتي تعبانه
مريم : متقلقش عليا ، شوية برد بس
أدهم بعتاب : طيب خلي بالك من نفسك ياحببتي ، ولو حسيتي بأي بتعب بسيط اتصلي بيا وانا هبعتلك دكتور حالا فاهمه
مريم بأطمئنان : أنا كويسه ، وهكون كويسه لما أشوفك ..
ادهم بحب : لا اله الا الله
مريم : سيدنا محمد رسول الله …
لتغلق معه ، وتضع يدها علي فمهاا وهي تشعر بالقي ثانية ، وماهي إلا ثواني وكانت تفرغ ما في معدتهاا ، لتخرج من الحمام وهي تمسح وجهها بالمنشفه وتجلس علي سريرهاا بتعب
يتبع….
الفصل السادس عشر
كانت كلماته مازالت تتردد في أذنيهاا ، لم تكن تصدق بأن من احبته بل وعشقته بجنون اول من يقتلهاا بدون رحمه ، لم تتمالك قدماهاا فسقطت علي ركبتيهاا لتنكمش بجسدها مثل الطفل واضعه وجهها بين كفيها ، باكيه بمرارة لاول مره تشعر بأن روحهاا هي من تبكي ، تحسست بطنهاا بأيدي مرتعشه وكأنها تُطمئن نفسهاا بوجدهه داخل رحمهاا، وضمت نفسها بذراعيهاا وكأنها تحمي نفسهاا من شبح يطاردها ، لتلمس بيدها الضعيفه موضع يداهه وهي تبكي وكأنهاا تبكي علي كل شئ جميل قد عاشته معه … لتبتسم بمراره بين دموعهاا وهي تتذكر
مبرووك يامدام ، انتي حامل
سقط تلك الخبر علي مسمعهاا ، وهي تنظر بعيناها علي نتيجة التحاليل ، فاليوم قد علمت بخبر أن بداخلهاا جنين منه ينبت في رحمهاا ، تخيلته وهو يطير بها فرحاا ويحملهاا بين ذراعيه ويهمس في أذنيهاا بكلماته التي باتت تعشقهاا ، ويهبط بقدميه ليتحسس ذاك الطفل منه ويضع أذنيه علي بطنهاا ليبتسم لهاا بسعاده ، رسمت احلامهاا ونسجت خيوطهاا وهي تحلم بكل شئ ، لم تشعر بنفسهاا سواا وهي تقف أمام مرئتها وترتدي له احد الملابس التي قد جلبهاا لهاا ، تأملت نفسها بذاك الفستان ذات اللون الفيروزي العاري ، أبتسمت بخجل وهي تتطلع علي نفسهاا في تلك المرئه ، وبدأت تعد له طعام العشاء لتطفئ الانوار ليبقي الضوء الوحيد المضاء هو ضوء الشموع ….
ليدخل هو من باب عيشهم الجميل ، ويتطلع الي المكان بوجه مبتسم ، وتزداد ابتسامته عندما رئهاا تقف أمامه مثل الملاك ، ويالها من ملاك قد سلب قلبه ، ليضمهاا بين أحضانه ويهمس في أذنيهاا .. وحشتيني
ترفع بوجهها خجلا وهي تتأمله ، وتحث لسانهاا ان ينتظر قليلاا حتي ليفضحهاا الان وتكشف له عن تلك المفاجأه : وانت كمان وحشتيني اووي يا أدهم
وتمسك بأحد أيديه ، وبصوت هادئ : أنت أتأخرت كده ليه
أدهم بتنهد : أضطريت اروح الشركه الاول .. ويتطلع لوجههاا : كل الاكل الحلو ده ليا ، أممممم انا جعان بشكل
لتبتسم له بسعاده ، ويجلسون سوياا وهم يتبادلان نظرات الحب بينهم
ادهم بهمس وهويتطلع اليهاا : وليه الشال ده طيب ، علي فكره الفستان هيكون أحلي من غيرهه ، ليزيحه من علي كتفيهاا وهو يبتسم علي خجلهاا هذا
مريم بخجل : انت بتبصلي كده ليه
أدهم بحنان وهو يطعمها بشوكته : يعني الاقي القمر قدامي ومبصلهوش
تطلعت اليه بخجل وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه ، لتهمس بصوت هادئ : متسافرش تاني وتسيبناا
ليتطلع لهاا بحنان ، وينحني قليلا بجسدهه : ليقبلهاا علي أحد وجنتيهاا .. ويقول : غصب عني والله ياحببتي ، بس المره الي جايه هتسافري معايا
لتبتسم له بسعاده وهي تقول : قصدك هنسافر معاك
ليتطلع الي وجهها بأستغراب .. لتخرجه هي من دهشته وتقول بصوت هامس وهي تمسك أحد أيديه وتضعهاا علي جنينهاا : انا حامل يا أدهم
لينظر لهاا بنظرات لم تستطع تفسيرهاا أهي نظرات فرح أم دهشه أم ماذا … لتتطلع الي وجهه ثانية وهي تقول : أنا فرحانه اوي يا ادهم ، عشان ربنا أستجاب لدعائي وهجيب طفل منك
لينهض سريعاا ، تحت أنظارهاا … ويتتطلع الي معالم وجهها ،ليقول بعد ان اشاح بوجهه بعيدا عنها حتي لا تري ضعف عيناهه…. وهو يقول بصوت صارم : الطفل ده لازم ينزل يامريم سمعاني
لتنهمر دموعهاا ،فهل هي هذه الاحلام التي رسمتهاا وعشتها منذ قليل ، ام هي الفرحه التي قتلهاا بكلمه واحده ، وقفت امامه وهي تهزهه بأحد أيديها وسط دموعهاا وتقول : انت مش أدهم صح ، او الكلام الي سمعته غلط قول اني سمعت غلط يا ادهم
ليمسكها بأحد ايديه بقوه ويقول بصوت حاد : الطفل ده هينزل سامعه ، قولت هينزل وبكره هتعملي العمليه
لتبتعد عنه وسط دموعهاا وهي تقول : انا مش هنزل ابني ، مش هنزل النعمه الي ربنا ايدهاني .. وتابعت بكلامهاا وسط شهقاتها : انا دلوقتي اتأكدت اني فعلا مجرد بيعه وشروه ، وخلاص وقتي انتهي لما صلاحيتي انتهت ، بس انا مش مهم عندي نفسي دلوقتي لتضع يدها علي بطنهاا وهي تقول : سيبني اروح لحالي ، وارجع مملاكتي الصغيره واعيش لوحدي تاني
ليتقدم هو نحوها بجمود : انا الوحيد الي اقرر وقت صلاحيتك انتهي ولا لاء سامعه ، وانا الوحيد الي اقرر فاهمه ، ومش هقرر كلامي تاني بكره هتروحي معايا المستشفي عشان تنزليه
لم تدري بنفسهاا سواا وهي تصرخ فيه وتقول : اتجوزتني ليه مادام مش عايزني اكون ام لأولادك ، اتجوزتني ليه وحرمتني من لحظه اتمنتهاا طول عمري اني افرح لما اكون ام من الانسان الي بحبه ، حبك ليا ده كان كدب صح ، كنت بتكدب عليا زي ماكدبت علياا اول مره كلمتني فيهاا عن مشاعرك ، صح رد
ليطلق هو ضحكاته العاليه وهو يقول : وتفتكري ازاي هحبك ، هاا ازاي هحب الانسانه الي ابوهاا كان سبب في دمار اغلي حد عندي عارفه مين امي ، ليعود بضحكاته وهو يقول : بس تصدقي طلعت ممثل بارع كمان ، لاء والفيلم كمان طلع مظبوط بكل حاجه ، ليقترب منهاا ببرود ويلمس وجههاا ويقول : بكره ياحلوه هرجعك لمملاكتك الزباله تاني ، بس بعد العمليه ، وقبل ان يغادر سجنه الذي صنعه بيديه يلتف اليها ويقول : اوعي تفكري في لحظه انك تهربي سامعه ، عشان بلاش اعرفك مين هو ادهم شوكت .. فزي الشاطره كده تبقي مطيعه للأخر عشان الفيلم قرب يخلص ياحلوه …..
ليتركها وسط دموعهاا ، وكلماته ، فكل مادار حولهاا الان كان مثل الكابوس فكيف والدها الرجل الطيب يتهمه بأنه سبب في تدمير و الدته ، لتغرق هي في وسط دموعهاا ،الي ان نامت منكبه علي الارض وهي تضم جسدها النحيل ، لتستقيظ علي لمسة يدهه التي باتت تكرهها ، لتتطلع اليه بعينيهاا الباكيه ، وهو يسحبهاا من يدهاا ويقول بصوت جامد : 5 دقايق تكوني جاهزه مفهوم ، ليخرج من غرفتهاا ويتركهاا وهي تشعر بالكره من نفسهاا ، فبحبهاا هي قد انتقم منهاا ونجح في تمثيل خطته ، ولكن ماذنب هذا الطفل الذي لا ذنب له مثلهاا تماما ، وما الذنب الذي اقترفه والدها ليكون انتقامه هو فيهاا …، لم تدري بنفسها سوا وهي تهبط ساجده لخالقها وسط دموعهاا وتقول : يارب وماخاب من قال يارب
لتخرج بعدها له وهي تجر ورئهاا كل كلمات الانكسار التي قد حطم قلبها بها قبل ان يحطمهاا ، لتنظر له بحسره وهي تتابع خطواته وتقول بصوت ضعيف : بس هو مالهوش ذنب ، عاقبني انا بذنب معرفش عنه حاجه
ليتطلع لهاا ساخرا ,ويجذبهاا من يدها ويقول : يلا عشان انا مش فاضي ، وضيعت وقت كبير
وما من دقائق ، كانت تجلس بجوارهه في السياره وهي تتطلع للشوارع وكأنهاا تودعها ، ضمت كفيهاا بين ارجلهاا في خوف وهي تنظر له نظرات رجاء قبل ان تكون عتاب .. ليشيح هو بوجهه ويصرخ في قلبه بأن يصمد حتي لا ينزعه من بين ضلوعه .. لتصل بهم السياره الي المشفي التي اول ما رئتها اشاحت بوجهها وتشبثت في كرسيهاا
ليقول هو بصوته الجامد : يلا يامريم
لتنظر له وكأنها تنادي شخص بداخله كي يعيد لها أدهم الذي احبته ، ليجذبها هو من يدهاا ويحركها خلفه مثل الطفل الصغير … لتجد نفسهاا داخل تلك المشفي وكأنها ذاهبه الي قبرهاا ، لتتطلع في وجه الناس وكأنها تبحث عن يد تساعدها منه ، لتجدهه يبتسم لذلك الطبيب ويترك يدهاا ليتحدث معه ، وأعينه مازالت عالقه بهااا لتجلس هي علي اقرب مقعد وهي تبحث بداخلهاا عن روحهاا التي تنسحب منها ببطئ
ادهم : حياتها عندي اهم سامع يا أشرف ، انا اخترتك انت عشان واثق فيك
ليبتسم له صديقه وهو يقول : متخافش يا أدهم ، ولا اقولك يا دكتور
ادهم بجمود : خلي بالك منهاا سامع ،ومش هكررتاني اي غلطه ممكن اقفل المستشفي
ليبتسم أشرف بخوف وهو يقول : شكلك بتحبهاا وخايف عليها اووي ، ليقترب من أذنيه وهو يقول ضاحكا : هما رجال الاعمال كده يغلطوا واحنا في الأخر الي بنصلح غلطهم
لتطلع هي الي وجههم ، وهم يخططوا عليها وعلي طفلها في القضاء عليهم.. لتتنهد هي بدموع .. وهي تتطلع الي قدومه ، وكادت ان تنهض هاربه منه وليحدث ما يحدث ، فوجدت احد الممرضات وهي تقول : يلاا يامدام ، عشان تجهزي قبل العمليه
لتتطلع لها بخوف ودموعها تتساقط : دلوقتي
لتنظر لها الممرضه بشفقه وهي تقول : معلشي ياحببتي ، هو انتي كنتي فاكره ايه ، هياخد الي عاوزه ويتجوزك اول ما يعرف انك حامل ، كلهم كده فاكرين بفلوسهم يقدروا يشتروا كل حاجه ، لتتنهد وتقول :يلا بقي هي ساعه وكل حاجه هتخلص وتروحي لحالك
لتجذبهاا الممرضه من يدهاا ، وتلتف هي ناحيته وكأنها لأخر مره تترجاهه ، وتفر من يد الممرضه وتذهب اليه وهي تقول : خليني أمشي من هنا يا أدهم ، متعملش فينا حاجه ، صدقني همشي ومش هتشوفني خالص ، ولو بابا زي ما بتقول كان سبب في تدمير والدتك ..هو دلوقتي بين أيدين ربنا وهو الحاكم الاعظم ، سيبني وانا أوعدك مش هتعرف عننا حاجه ، لتقترب منه وهي تقول : متخليش غضبك ، ينسيك انك بتغضب ربنا ، أنا مش خايفه علي نفسي صدقني ، انا خايفه عليك من ذنب هيفضل في رقبتك طول العمر، بلاش يا أدهم .. لتتطلع الي نظرات وجهه وهو يلتف بعيدا عنهاا ، لتدخل هي تلك الحجره وهي لا تري شئ سوا ذاك السواد الذي اول مره تبصر عليه
ليلتف هو بين دموعه ، التي حبسهاا طيله الوقت لتفر هاربه علي محبوبته التي نسي معاها كل شئ حتي هدفه الاساسي ، بأن يجعلهاا تعشقه ثم يرميهاا كما رمي والدها امه وتركهاا بين اوجعهاا ….
ليتذكر يوم أن رأي مذكرات والدته في مكتب والدهه
مذكراتهاا التي كتبتهاا بدموعهاا قبل حبر قلمهاا ، ليري كلمات قد سطرها الزمن ليحياها من جديد
اول مره شوفته فيها حبيته ، وازاي محبهوش وهواصبح بطلي ، مش هنسي لم وقف قدام عزت بكل قوته وبعده عني ، عزت اه ، عزت الي حاول كتير يتجوزني بفلوسه وقوته ، كنت بنت عاديه وبسيطه اهلي كانوا ميسورين الحال كان عندنا مزرعه جميله اووي ، عمري ماهنسي ريحه الريحان والياسمين ، ياا لو الزمن يرجع من تاني ، كنت فضلت ليلي الصغيره ، البنت الهاديه الجميله ، كنت اول مره أروح حفله كانوا كل الناس بيتكلمواا عنهاا وعن الناس الي هتحضرهاا والشاب الوسيم الي هيكون امير الحفله ، كنت واقفه مع بابا زي التايهه وسط الضحكات ، وناس مش متعوده اشوفهم في قريتي البسيطه والجميله ، لحد ما شوفت اكتر شخص كرهته في حياتي ، بس في نفس الوقت كنت بشفق عليه من نفسه مش هنكر أني لما عشت معاه حبيت فيه حاجات مكنتش شيفاها قبل كده ، بس للأسف مقدرتش أنسي خيانته ولا السجن الي كان عايز يحبس فيه أغلي حد عندي ونفوذه الي أستخدمها عشان يخسرنا كل أملاكناا ونبقي تحت طوعه ، اما عبدالله كان الانسان الي قلبي دقله ، برغم محاولات عزت الكتير بس عبدالله هو الي كان حلمي اني اكمل عمري معاه ، شوفت فيه الحنيه والطيبه برغم بسطته ، بس مكنتش عارفه ان تحت قناع الطيبه انسان خاين ، دابحني بطعنته ، مش قادره انسي يوم ماجيت استنجد بيه يتجوزني واعيش معاه في اي مكان المهم ابعد عن عزت وسيطرته علي بابا ، لحد دلوقتي صوت اقدام رجليه وهو جي يخدني لقبري ، وهو بيمسك ايدي وبيسلمني لعزت ويقوله متلزمنيش خدهاا ونظرته ليا وهو بيقولي : أنتي طالق
يااا علي نظرات عزت وهو بيقولي ،شوفتي اه باعك اه الي فضلتيه علياا، كان كل كلمه بينطقهاا كنت بكرهه ودني عشان سمعتهاا ، لحد ما لقيت نفسي بين احضان راجل وانا بدور علي الانسان الي بحبه ،بس هو فين هو باعني كمان ليه وسلمني لسجاني ،لحد ماجيت انت يا أدهم بدأت احس بالحياه تاني ، بس خايفه لتكون انت كمان عزت التاني وتبقي زي ابوك ..
ويتوقف عقله .. علي أن يكون نسخه مصغره لوالدهه ، ظلت كلمة أمه تتردد في أذنه (خايفه لتكون انت كمان عزت التاني ) … لينهض من علي كرسيه ويذهب سريعا اليها
نظرت للطبيب بخوف ، وهو يرتدي كمامته الطبيه ، تأملت المكان حولهاا وجدته وكأنه يخنقها ، لم تدري بنفسها سوا وهي رافعه نظرهاا لاعلي بدموعهاا ، الي ان نامت من أثر الحقنه المخدره بعد أن قاومتها بجوفنهاا لتظل مستيقظه وتحمي جنينهاا …….. لم تدري بنفسهاا سوا وهي علي الفراش الابيض ، وهو جالس بجانبها يتأملهاا بخوف
نظرت اليه ، ثم أشاحت بوجهها سريعاا وهي تقول : مش خلاص عاملت الي عايزه ، أبعد عني وسيبني في حالي
لتضع يدهاا علي جنينها وتقول : أرتحت خلاص لما انتقمت مننا ، أخرج بره حياتي أنا بكرهك بكرهك يا أدهم
ليقترب منها بألم وهو يقول : أبننا لسا عايش يامريم ، أنا مش أنسان عديم الرحمه ، او ظالم ، بس صدقيني لو عيشتي لحظه من حياتي هتبقي أسوء من كده
مريم : انت الي أخترت تكون كده ، متلومش علي الظروف ، عمر اليتيم ماكان فاقد لحنان الابوه او الامومه ، بالعكس بيدي ولاده كل حاجه كان بيتمناهاا ،بيديهم الحنان والحب الي كان بيتمنه مش الحرمان
ليتطلع الي وجهها بجمود وهو يقول :هستناكي بره ، هبعتلك الممرضه تساعدك ، ليخرج ويتركهاا وسط دموعهاا
لتدخل اليهاا الممرضه مبتسمه وهي تقول : شكله بيحبك اووي
لتستمع لكلماتهاا وهي تتمتم بخفوت : مابقتش فارقه ، الحب بقي مختلط بالكرهه
لتخرج له ، وهي تراهه شاردا ، لتبتعد بنظرهاا بعيدا عنه وتقول : انا عايزه اروح بيت اهلي
ليجذبهاا اليه ، ويمسك أحد أيديها المرتجفه ، لتبتعد عنه سريعاا وهي تشيح بوجهها
أدهم بجمود : الي يريحك ، ليسبقهاا هو بخطوات بطيئه وتسير هي خلفه
الي ان وقفت امام باب سيارته وهو يفتح لهاا الباب
مريم : انا عايزه اروح البيت الي جبتني منه ، وسيبني في حالي ، واظن ان لعبتك أنتهت
ليبتسم هو ساخرا و يقول : لاء لساا لعبتي منتهتش ، وانا الوحيد الي اقرر امتا هتنتهي ، اتفضلي اركبي
لتقف مصدومه من وقاحته هذه ، وما من ثواني كان يجذبها داخل سيارته ، وينطلق بهاا الي قصرهه الي عالم ثاني ستدخله معه
لتظل قابعه في السياره ، وهي تتأمل المكان الجديد وبصوت باكي : انا مش هعيش معاك تاني ، انت اكبر كدبه كدبتها علي نفسي ومش هسمح لنفسي اني ارجعلهاا تاني
ليتطلع لها ببرود ، وهو يقول بسخريه: لما تبقي تولدي ، ابقي اطلعي من العالم بتاعي وعيشي في عالمك
لتصرخ في وجهه ، وهي تقول : يااا لدرجادي كنت مغفله وانا متخيلاك بصوره تانيه ، للاسف انا السبب في كل الي بيحصلي ، بس صدقني مش هكون مريم الضعيفه تاني ومش هسمحلك تاخد ابني …
ليضحك هو ، ولاول مره تكره ضحكته وتشمئز من كل شئ فيه ليقول :برافو ، بجد برافو
ليخرج من سيارته ، وهو ينده علي الخادمه لتخرج معاهاا الهام مبتسمه : وحشتني يا بني ، ثم تتابع بنظرهاا علي مريم وتهمس في اذنيه وهي تقول : مش قولتلك انت مش بتحبها بس انت بتعشقهاا ، بس هقول ايه عذبت نفسك وعذبتهاا ودمرت حياتك بأيدك ، وانت دلوقتي الي هتجني كل ده بنفسك
ليتنهد هو بأسي ، ويتطلع اليها بألم ، ويردف سريعا الي مكتبه ليغلقه عليه وهو يشعر بالوجع ، فالأن قد جعلهاا تكرهه بل وتبغضه ،وجعل مريم نسخة مصغره من امه
ليتذكر اليوم الذي أكتشف فيه بأنهاا هي أبنة الرجل الذي عزم طيله السنين الماضيه أن ينتقم منه بأغلي شئ لديه ، ليبتسم بحسره وهو يتذكر أنه في اليوم الذي قرر أن يعلن زواجهم أكتشف فيه ماكان يبحث عنه …
………………………………………….. ………
لتبتسم في وجه زوجهاا ، وهي تنفث دخان سجائرهاا ، يعني البنت الي كان متجوزهاا هي بنت الراجل الي كان بيدور عليه
عزت بسخريه : البيه كان جاي يحطني قدام الامر الواقع ويقولي أتجوزت ميعرفش اني كنت عارف بجوازه وساكت ، بس علي أخر الزمن انا هخلي بنت عبدالله تعيش في فلوسي ، لاء وكمان أدهم الي تتجوزه ، الا أدهم
نانسي بضحك : وتفتكر هيعمل معاهاا ايه
عزت ببرود : أكيد هيطلقها ، ويرميها في الشارع الي جات منه …
لتنظر في عيناهه بخبث وهي تقول : هو ليه بيكرهك كده يازيزو
ليتنهد عزت بأسي وهو يقول : أبني مش بيكرهني يانانسي سامعه ، مافيش أبن بيكره ابوه
لتبتسم نانسي بخث : ياحبيبي متضيقش نفسك
وتهمس بصوت واطي : كانت تفرق أيه عني ديه ، عشان يحبهاا هي ويتجوزهاا … لتتطلع الي زوجهاا بسخريه ، وتعود لتدخن ثانية وهي تبتسم بداخلهاا ،وهي تتخيل اليوم الذي ستكون فيه شريك أساسي في الشركه ، وتصبح معظم ثروته التي جناهاا بين يديهاا
يتبع….
الفصل السابع عشر
وقفت تتأمل المكان ، وهي تشعر بأنها ستدخل سجنا أخر من سجون حبه ، حبه هذا هو من جني عليها لتحدث نفسها وتقول : ليتني لم أحبه ، ليتني ما ألتقيت به ،ليتني لم أعش في أحلام أوهامي ، ويالها من أحلام قد عصفت بطفل بريئ منه داخل جسد اصبح بلا روح وكيف تدب الروح فيه ويشعر بالحياه وهو يري كل من حوله يطعن به بأشد الطعنات ….
أقتربت منها ألهام بأشفاق وهي تتأمل ملامحهاا الهادئه ..وقالت لهاا بحبور: نورتي بيتك يامريم
نظرت لهاا مريم بتفحص وهي تقول بداخلهاا : بيتي ، قصدك السجن الي هعيش فيه تاني
ألهام بود: تعالي يلا أدخلي ياحببتي عشان ترتاحي ، صحيح نسيت أعرفك بنفسي ، أنا ألهام مرات ابوه أدهم السابقه ، بس هو زي أبني بالظبط أنا بعتبره كده ، وانتي كمان يامريم زي بنتي
لتتطلع بها مريم قليلا ، فهي لم تري في هذا العالم سوا الأناس الذين خديعة في مظاهرهم ، وعندما أحبتهم كانوا اول من طعنوهاا ، فحتي طيبة القلوب والوجهه تكون أحيانا مخادعه …
ألهام وهي تعلم ما بداخلهاا : يلا ياحببتي ، متخافيش
دخلت معاهاا بأعين خائفه وجسدا مرتجفاا ، واول ما وضعت قدماها في ذاك القصر ، أحست كأن روحهاا بدأت تنسحب لتسقط منكبة علي الارض مغشيا عليهاا ، ليسمع هو صوت أرتطام شيئا فيخرج سريعاا ، وعندما يراهاا هكذا ينحني سريعا ليحملهاا بين يديه ودموعه تود أن تفر من عينيه علي من أحبهاا قلبه ، فهي فقط من أحبها وشعر بأنها جزء منه مثل الروح تمام
لتتطلع عليه ألهام بأشفاق ، وحسره وهي تتذكر يوم أن أتي اليهاا وعيناهه مليئه بالفرحه وهو يقول لهاا : أنا فعلا بحب مريم يا ألهام ، مش قادر أبعد عنهاا أكتر من كده وأفضل مخبي جوازي منهاا ، وأياد أنا واثق انه محبش مريم بس هو كان معجب بيهاا بس ، ولما هيعرف خبر جوازنا ممكن يزعل شويه بس أنا عارف اخويااا
لتبتسم له هي وتقول : وانت كنت فاكر أن أياد بيحب مريم ، أياد لو كان بيحب مريم فعلا كان وقف قصادك وعمل المستحيل وصمم أنه يتجوزهاا
ادهم بحب وهو يتأمل الفراغ الذي أمامه بأعين سارحه : هتصدقيني لو قولتلك أنا يوم متجوزتهاا مكنش بسبب أن أمنع أياد أنه يحبهاا ويتعلق بيهاا ، ويصمم علي رفضه من شاهي ، أنا كنت ممكن أطردهاا او انقلهاا فرع تاني بس، ليتنهد بحنين : يوم بجد لما عيني شافتهاا وهي بتحضن الطفله وتبوسهاا ، حسيت ان نفسي أكون مكان الطفله ديه وتضمني ، عارفه مع أن عينيها مكنتش قريبه مني وكان بنا أمتار ، بس حسيت وكأن عنينا مافيش بينهاا سنتي واحد ، ليضحك ساخراا ويقول : وفجأه لقيت نفسي بجمع معلومات عنهاا ، وبتجوزهااا .. بس أنا قسيت عليها كتير ولازم اعوضهاا . ليضحك ثانيه ويقول : مش قسيت اووي يعني يا ألهام لتفهميني غلط
لتضحك ألهام بشده وتضربه علي أحد كتفيه وهي تبتسم بسعاده : تصدق أنا نفسي أشوف مريم ديه الي عملت فيك كل ده
أدهم بضحك : مريم ديه بتاعتي انا وبس ومحدش يشوفها غيري
لتضحك ثانية وتقول : حاسه أن أدهم الطفل رجع تاني
ادهم بأبتسامه : انتي ومريم بس الي بقدر أرجع معاكوا طفل تاني ، بس شكلكم هتبقوا خطر علياا
ألهام بحب : وهتعلن جوازك أمتا بقي
أدهم : قبل ما أسافر ألمانياا
لتبتسم له ، وتعود بذاكرتهاا عندما أتي اليهاا بعد سفره وكأن حاله تغير من حالا الي حال .. لتبتسم بحزن وهي تتنهد بأسي
………………………………………….. ………….
جلس بجانبهاا بترقب ، وأول ما بدئت تفيق ، ابتعد بأعينه عنها حتي لا تري لهفته عليهاا وخوفه بأن يصيبها أي مكروه
لتتطلع هي اليه وتقول بتعب : انا مش عايزه أعيش هناا ، أنا لازم أمشي انا وابني … ثم تحاول النهوض بتعب
ولكن كلماته الحاده قد اوقفتهاا : مش عارف هفضل اعيد في الكلام لحد امتا ، انا قولت خروج من هنا مافيش خروج ، وبيت اهلك تنسي انك هتروحيه لغير بعد ما تولدي ، لما تولدي هعملك الي انتي عايزاه … ليضحك بألم : لولا هو كنتي زمانك مرميه في الشارع ، زي ما ابوكي رمي امي سامعه .. بس حظك جيه هو ونجدك
لتقول هي بين دموعهاا : طب ليه كدبت علياا بحبك ، ليه خلتني أعيش في سابع سما ، وبعدين رمتني لسابع أرض ، ليه ها ليه ، خدعتني ، كنت ممكن تفضل تزليني ، تخليني خدامه ، تحبسني ، تعاقبني بأي حاجه ، بس للاسف دمرتني ، موت فياا كل حاجه جميله ، استغليت حبي ليك عشان تمثل عليا الدور كويس ، ثم قالت ساخره : اكيد كانت من خططك انك ترميني شويه زي الحشره، وبعدين تمثل عليا دور العاشق ، وبعدين ترميني وهكذا لحد ما تحس انك أستمتعت في عقابي
ليقترب هو منهاا ويحتضنهاا ويبكي بين ذراعيهاا بصمت ، ولكن سريعاا أنتبه لضعفه ، وخرج من غرفتهاا
ليقول بحسره : انا بعاقب نفسي قبل ما بعاقبك يامريم ، للاسف …
………………………………………….. ………….
جلس ينتظرهاا في غرفة الكشف ، وبعد أنتهت من الفحص
جائت اليه وهي مبتسمه ، ومعاهاا صورة لطفلهم وهو في رحمهاا … ليبتسم لهاا ويمسك يدهاا بحنان
وبعد أن أوصتهم الطبيبه ببعض التعليمات ، خرجوا سوياا
كان يتأملهاا ولاول مره يري شاهي الضعيفه ، وليس تلك المتعجرفه ، مثلما كان يظن فبقربه منها أكتشف فيهاا كل شئ كان يبحث عنه ، لتتطلع هي له بأعين تملئها السعاده وتقول : شوفت أبننا يا أياد
أياد بضحك : أه شوفت ياحببتي ، جميل خالص
شاهي بزعل مصطنع : أخص عليك بتتريق عليا
أياد بضحك : أنا ، لا يمكن ، اطلاقا
لتضحك علي مزحته ، وتتشبث بيدهه وهي تقول : تفتكر أحنا ليه رجعنا لبعض ، ورجعنا نبني حياتنا تاني
اياد بتنهد : تفتكري ليه
شاهي : مش عارفه ، بس عارف احنا كنا فعلا محتاجين فتره نبعد فيهاعن كل الي حواليناا ، عشان نعرف ندور علي نفسنا كويس
أياد بأبتسامه : لتاني مره هقولهالك ياشاهي انتي مسامحاني
لتضع هي يدها علي فمه وتقول : وانا قولتلك متسألنيش تاني ، عشان خلاص قفلت الصفحه القديمه عشان ابدء صفحه جديده بشاهي جديده مع اياد
لتسرح قليلا بخيالها وهي تقول : عارف نفسي بجد ، نربي ابننا بالطريقه الي أتمنينا أهلنا يربونا بيها ، مش عايزه حبنا للمظاهر والفلوس والحفلات ، ينسينا مهمتنا الاساسيه ، ثم ألتفت اليه لتنظر الي معالم وجهه
شاهي : بتبصلي كده ليه
أياد بأستغراب : أصلي مستغرب اوي طريقة كلامك
لتضحك هي وتقول : عشان دايما عارفني شاهي المدلعه ، الي كل همها بس اللبس والموضه والسهر ، لتتنهد قليلاا وتقول : عارف يا أياد ، زمان وانا صغيره تقريبا كان عمري 9 سنين ، كان عندنا حارس الفيله عايش هو ومراته وولاده ، كُنت ساعات كتير أحب ألعب مع ولاده ، كنت أهرب من عمتو واروح لأوضتهم الصغيره في الجنينه والعب معاهم ، مع أنهم كانوا عايشين في مكان صغير اووي بس كنت بحس بحاجه غريبه اووي وسطهم ، كانت لما مامتهم تنتهي من شغل الفيلا عندنا ، واول ما ترجعلهم كانوا ، يقوموا يجروا عليهاا ويحضنوهاا اووي ، ويحاوطوهاا ويفضلوا يحكولها عن يومهم في المدرسه ، عارف لما حد فيهم كان بينجح كانت تعملهم كيكه حلوه وصغيره وتكافئهم بيهاا ، لتضحك هي بعفويه وتقول : كنت في العيد أجي اوريهم اللعب الي بابا وعمتو أشتروهالي ، كنت اروحلهم وانا جواياا ان انا معايا أكيد حاجات أحسن منهم تفرحني أكتر منهم ، كنت الاقي كل واحد بيوطي يبوس أيد باباه وبياخد لعبته البسيطه .. انا فاكره كان حصان وعروسه ، وهما يخدوهاا ويفرحوا ويجروا عليا ويقولولي تعالي ألعبي معانا ، لتلتف اليه بحسره وتقول : كنت اروح عشان أغيظهم ، وهما ياخدوني العب معاهم ، ويأكلوني اكلهم البسيط وهما مبسوطين … لتلتف اليه ثانية وتنظر الي وجهه وتقول : بس للاسف سابوا الفيله ومشيوا ، ونسيت كل الحاجات الجميله الي كنت بشوفها فيهم ، وبقيت أشوف عمتو بتعمل أيه وبقيت بتعامل مع الناس زيها ، عارف انا فاكره مره جيت أسال عمتو وقولهاا أشمعنا رنا بنت الحارس لبست طرحه وانا لاء ، عارف ردت عليا قالتلي ايه : قالتلي ياشاهي انتي لسا صغيره ، وأخدتني من أيدي وجبتلي فستان قصير ، وقالتلي شوفي انتي شكلك حلو ازاي ، فضلت أبص علي نفسي وبعدين جريت علي مي أغيظها بفستاني ، واني أحلي منهاا
لقيتها بتبتسم وتقولي فستانك حلو اووي ياشاهي ، بس انا احلي بفستاني عند ربنا ، فضلت اضحك وقولهاا وبصي شعري حلو أزاي ، هو في حد بيلبس فستان من غير صندل بكعب، ومن غير ما رجله تبان ولا أيده ولا عامل شعره تسريحه حلوه … ، بصتلي جامد وقالتلي : برضوه انا احلي عند ربنا …. لتتنهد قليلاا وتقول : هي فعلا كانت أحلي عند ربنا صح يا أياد
ليبتسم لها أياد بحب ويحتضنهاا وهو يقول : وانتي كمان زيهاا أحسن عند ربنا
شاهي بحزن : كان نفسي ألاقي حد يوجهني ، صدقني مكنتش هبقي كده
أياد بحب : مادام أحنا مع بعض هنكون أحسن ، وهنربي ولادنا زي ماكنا بنتمني أن أهلنا يربونا
لتبتسم هي له وتقول : مش هتحكيلي بقي عن مريم
ليبتسم هو ويقول : لازم يعني
شاهي بطفوله : ما أنا حكتلك عن مي ومصطفي
ليلتف هو اليها ويقول : نعم مين مصطفي ده
شاهي بضحك : اخوه مي يا حبيبي
أياد بجديه مصطنعه : لاء تصدقي مكنتيش قايله عليه ، وكمان ياهانم كنتي بتلعبي مع ولاد
لتضحك هي وتقول : يعني نسيت كل الشباب الي عرفتهم وصاحبتهم ، وجت علي رامي .. لتتطلع اليها بحده مصطنعه وتقول : وكمان ما انت ماشاء الله مكنتش عاتق ، ها أفكرك ولاا
ليضحك هو ويقول : تعالي نروح بيتنا ياحببتي أحسن ، بتنا اولا بينا
لينهضوا سوياا من علي تلك المقعد ، ويمسك يدهاا بحب ليذهبوا الي بيتهم الصغير الذي أستأجروه ليعيشوا فيه مؤقتا
………………………………………….. …………….
لينظر له أحمد بدهشه ، وهو ينهض من علي كرسيه
مش معقول ، اتجوزت مريم ، ومن أمتا من 3 شهور
ليتنهد قليلاا ويقول : طيب ليه عشان تبعدها عن أياد ، هو أياد اصلا حبها ولا قرب منها ، ده مجرد أعجاب ، يعني انا مثلا لو قولتلك اني كنت معجب بشخصيتهاا ، تفتكرني بحبهاا ، مش معقول يا أدهم
أدهم بجمود : خلصت خلاص يا أحمد ، المهم عايزك تشوف دلوقتي موضوع بيتها الي عمها بيقول ان أبوها بعهوله لما كان مريض ، عايزك تتابع الموضوع ده مع المحامي
أحمد بسخريه : ومتبعيش الموضوع ده ليه معاه انت ، مش عم مراتك برضوه
أدهم بتنهد: مش عايز أبقي في الصوره ، الراجل ده انا عارفه أستغلالي ، عشان كده مش عايز ابقي في الصوره ، حاول تكون أنت مشتري للبيت وتعرف فعلاا الكلام الي بيقوله ده صح ولا لاء
أحمد : طب وبعدين
أدهم : مع أني شاكك في موضوع ان والدها يكون باع البيت ، واشمعنا دلوقتي عايز يرجع بيته وياخده
أحمد : أمممممممم ، قصدك انه يمكن يكون زور الورق ، بس علي فكره هو في حقه الشرعي ليه نصيب في بيت مريم ، لانه عمها ومن حقه يورث
أدهم بتنهد : في الحاله ديه انا هشتري نصيبه ، واكتبه بأسم مريم
احمد بتنهد : طب لو البيت فعلا ملكه هو بس
ادهم : برضوه هشتريه ، لان في ذكريات مريم مع اهلهاا
احمد : وانا طبعا هكون المشتري صح
ادهم : بالظبط كده
احمد : أممممممممم ، اياد عرف بجوازك بمريم
ادهم :لسا ، بس اكيد لما هيرجع هيعرف ، مريم بقيت مراتي قدام ربنا وكل الناس
احمد بأسف : طب دلوقتي هتعمل ايه لما عرفت ، انها بنت الراجل الي كنت بدور عليه طول عمرك
ادهم بتنهد : تصدق لو قولتلك مش عارف
ليتنهد احمد ضاحكا ، ولا هتقدر تعمل حاجه ، لان ببساطه محدش بيقدر يأذي روحه
ليتنهد ادهم وهو يقول بصوت هامس : فعلا محدش بيقدر يأذي روحه ، ومريم بقيت روحي دلوقتي هي وابني
………………………………………….. ……………
جلست بجانبهاا وهي تضع الطعام جانبا ، وبصوت حنون : ليه مش راضيه تاكلي يامريم
مريم بشرود : مش عايزه أكل من حاجه هو الي جايبهاا ، عشان بعدين يعايرني بالفلوس الي صرفهاا عليا ثم تابعت بالحديث بألم ويذليني بفلوسه
الهام بأسف : بس أدهم مش كده ولا عمره هيكون كده
لتتنهد بشرود: للأسف أدهم ، موت حاجات كتير حلوه جوايه كنت ديما بفتكرهاله لما ساعات كان بيأسي علياا ، بس خلاص كل حاجه ماتت جوايه ، أدهم هدم صورته جوايه وشككني في أقرب الناس ليا
ألهام بتنهد : طب كلي ياحببتي ، أنتي حامل ومينفعش متاكليش
لتشيح هي بوجهها وبصوت باكي : انا والي في بطني منفرقش معاه في حاجه ، هو بيتمني يخلص مننا النهارده قبل بكره ، لتتذكر ماكان سيفعلوه بهم لينزل تلك الجنين .. وتبتسم بسخريه بين دموعهاا
نظرت لها إلهام بتنهد ، وغادرت الغرفه تاركه لها الطعام بجانبهاا … لتمسك بهاتفهاا وتطمئنه عليهاا كما طلب منهاا
ليأتي صوت ألهام وهي تقص عليه رفضهاا للطعام منذ ليلة أمس ، ليتنهد هو بأسي ، راميا بهاتفه بعنف علي مكتبه ، ليبدء في التدخين بعد أن تركه منذ سنوات …
………………………………………….. ……………
أبتسم لها عندما وجدهاا أمام عيناهه، ليتطلع لهاا في سخريه وهو يقول ، اهلاا نانسي هانم
لتبتسم له بحبور وهي تقول : ميرسي يا أدهم ، سوري أدهم باشا
أدهم بهدوء وهو يقترب منها : تفتكري لما راجل متجوز محترم يعرف ان الست الي متجوزها كانت بتعشق أبنه ، وبعد ما تلاقي كل محاولاتها فاشلت ، تلف علي والده وترسم عليه الحب عشان تتجوزه ، تفتكري ديه بقي نسميها ايه ….. لينظر لها بحده ويقول : أتجوزتي عزت باشا وقولت مش مهم مجرد وقت وهيزهق ، وسكت علي فضايحك ، ليتطلع لها بنظرات صائبه اربكتها : حتي خيانتك ومقابلاتك الكتير سكت برضوه ، وعشيقك اه قصد حبيبك الأولاني الي أتخليتي عنه بسبب الفلوس .. ليتنهد قليلا ويقول : وقولت برضوه ماليش دعوه ، بس تيجي عند حياتي انا ومراتي وهنا بقي هنوقف شويه ، ليقذف لها بأحد المجلات ويقول : اقرالك الخبر ولا تحبي تقريه بنفسك
ليتطلع الي المجله ساخرا : السكرتيره التي تقترب من الاخ الاصغر، وبعد زواجه ترمي شباكهاا علي الاخ الاكبر لتقعه في حبها وتصبح عشيقته السريه ، الي ان تجعله يرغب في الزواج منهاا ….
ليبتسم لها بسخريه : لاء هايل بجد يا مدام نانسي ، وياتري عزت باشا مشترك معاكي في الكلام ده ولا هو الي بيخططلك و انتي بتنفذيله
كانت تستمع لحديثه بصمت ، الي انا قال بصوت حاد : مراتي وعندها خط احمر فاهمه …
لتبتسم نانسي ساخره وهي تقول : وليه كنتوا متجوزين في السر ، ايه خايف ولا هي فعلا كانت عشيقتك ، اه ياحرام العشيقه الي اكتشف بعد زواجه منها انها أبنة من كان يريد الانتقام منه ، تصدق كان هيبقي منشط هايل في المجله كمان بجد قصة حب مؤثره
ليجلس امامهاا ببرود ، وهو يضع ساقا علي ساق ويبدء في أشعال دخان سيجارته ، ليقترب بأنفاسه منهاا ، لتشيح هي بوجهها عنه … وبصوت ساخر : برافو اتعلمتي حاجات كتير من عزت باشا ، بس باين عليكي انك نسيتي عرضك علياا افكرك ولا انتي هتفتكريه كويس
لينظر لها ساخراا وهو يقول : انا مستعده اكون عشيقتك ، ومن غير اي مقابل .. ليصفق لهاا وهو ينظر لها بشمئزاز ويقول : بلاش تظهري الشريفه العفيفه ، وتتهمي غيرك بأنهم زيك
لتصرخ هي في وجهه .. وبصوت اشبه بالصراخ : وانت نسيت قربك مني زمان ، ولا رحله شرم
ليتطلع لهاا ساخرا : انتي بتضحكي عليا ولا علي نفسك يانانسي ، ليتذكر هو ساخرا : انتي كنتي مخططه انك توقعيني ، وندي مخططه انها توقع احمد ، بس ندي طلعت اشطر منك واقدرت تفوز بيه بس للاسف الطمع بقي ، ولما فكرت تاخد هي الي عينك عليه ، طبعا انتي قلبتي كل حاجه عليهاا ، وفضحتيها قدام احمد .. ليبتسم هو ويقول : ها افكرك يو ماجيتيلي عشان تكشفيلي ندي علي حقيقتها ، كنتي بتحاولي تباني قدامي صورة الملاك الي كان مخدوع ، ليضحك ساخرا ويقول : بس كنتي ممثله هايله ، واه في الاخر فوزتي بعزت باشا …
لتقف هي بجمود وتقول بغضب : بكره هنشوف مين الي هيضحك يا أدهم
ليبتسم هو … وينهض ليقف امامهاا وبصوت صارم : نورتي الشركه يا مدام نانسي
لتتطلع له بحده وهي تقول : اكيد ، واكيد هنورها علطول وبكره تشوف
………………………………………….. …………
وكما أعتادت منذ أن أتت من يومين ، جلست حبيسة في غرفتهاا لا تخرج منها ، ودموعها مازالت وحدهاا هي من تعبر عن ذاك الخنجر الذي ذبحها هو به ، لتبتسم هي بسخريه وكأنها تحدث قلبهاا وتقول بصوت باكي : الطعنه مجتلكش غير من الي حبيته ، ولسا بتدافع عنه وبتحبه … فعلا انت غبي
لتمسح دموعهاا بسرعه ، وتغطي جسدهاا بذلك الوشاح ، بعد ان سمعت صوت طرقاته علي باب غرفتها ، ليدخل هو ، وهو يعلم تماما بأنها تتظاهر بالنوم ، ليقترب منهاا ويجلس بجانبها ويبدء بلمس خصلات شعرها بحنان ، ليقول بصوت هامس : عارف انك مش نايمه يامريم ، قومي يلا عشان تاكلي ، ليظل يحادثهاا دون ان تلتف اليه ، لينهضها من علي الفراش ، لتصبح امامه ، ليترك لعينيه العنان ليتأملها ويري دموعهاا التي كان هو السبب فيها ووجهها الشاحب ، ليمد اصابعه علي وجهها بحنان ويبدء في مسح دموعهاا .. لتبتعد هي عنه نافره وبصوت ساخر : اول مره اشوف الجلاد بيمسح دموع سجينه ، ياتري ديه رحمه ولا شفقه ، لتبتسم بسخريه وهي تقول بين دموعها : زمان كنت بفتكر أن ده ممكن يكون حب ، بس زمان خلاص انتهي
ليجذبها هو الي أحضانه ، وهو يشعر بأنه يود ان يبكي بينا ذراعيها ، ولكن سرعان ما يبتعد عنهاا ، وينهض من علي الفراش……. وقبل ان يغادر غرفتها
5 دقايق، الاقيكي تحت عشان تتعشي معانا ، ليتركهاا وسط افكارها المشتته ، ليظل العقل ينفرهه .. والقلب يبحث عن شئ ليجعل لصاحبه عذراا، ويصبحوا كلاهماا مثل القاضي والمتهم
يتبع…..
الفصل الثامن عشر
وضعت يدها بحنان علي أحد أرجله ، وكما أعتاد منها نظرة له بحب ولكن أول مره يري تلك النظره مختلطه بالعتاب
ليبتسم هو ، وبعد ثواني كان يلتف خلفه قليلا ليتاكد من صوت أقدامهاا وهي اتيه خلفه ، لتبتسم لهاا ألهام بحب ، لتقول بصوت هادئ : تعالي يامريم ياحببتي ، أخيرا قرر القمر ينزل من أوضته عشان يقعد معانا
لتنظر لهاا وهي مبتسمه ، وتخونهاا أعينهاا لتتطلع اليه وهو ماثل أمامهاا في صمت …
ألهام : أنا خليت الخدم يعملوا كل الاكل الي أتوقعت أنك بتحبيه ، تعالي بقي شوفي توقعي في محله ولاا
مريم بضعف : بس أنا ماليش نفس
ليضغط هو علي شوكته بغضب ، ليتمالك نفسه قبل ان يجذبهاا الي احد المرايات ويجعلها تتطلع الي وجههاا الذي أصبح شاحب وكأن الدماء تجمدت وتحول لونها الي الاصفر
ألهام بزعل : كده يامريم ، ده انا قولت خلاص هلاقي حد يفتح نفسي ، وبعد ألحاح طويل من ألهام جلست علي يمينه مقابلة لمقعد ألهام ، لتهرب بنظراتها ناحيته وهي تراهه يأكل في صمت
لتتطلع اليها ألهام بحب ، وتضع أمامها الطعام وبصوت حاني : انا عايزه الاكل ده كله يخلص
لتبتسم لها مريم بحب ، فهي أصبحت تشعر بالأرتياح مع تلك المرأه ، فكم كانت تذكرهاا بأمهاا كثيرا
ألهام : هاا أنا قولت أيه
بدأت مريم في تناول طعامهاا ، وهي تفكر في القرار الذي أخذته حتي يمر شهور بقائها في هذا البيت بدون أضطراب او مشاجرات ، او دموع قد أتعبتهاا وارهقتها كثيرا ، فهي أصبحت تكره تلك الدموع التي لم تشعرها يوما سوا بضعفهاا
وبعد دقائق من التفكير ، كانت تنهض سريعاا ، لتفرغ تلك اللقيمات القليله التي دخلت معدتهاا ..
ليتطلع لهاا ، وكاد ان يضعف وينهض خلفهاا ، ولكنه ظل قابعاا بعقله وليس بقلبه الذي فر معهاا
ألهام بهدوء : متقلقش ، ده أمر طبيعي عشان لسا في الشهور الاولي ، انا بكره أن شاء الله هاخدهاا للطبيبه الي حجزتلهاا عندها عشان المتابعه
ليبتسم لهاا ، ويسمع صوتهاا وهي تعتذر منهم ، واضعه بيدها الصغيره علي بطنها بتعب
ألهام بحب : تعالي ياحببتي أستريحي ، انا هخلي سمر تجبلك كوبايه اللبن حالا ، عشان تعوضي الاكل ، وبكره ان شاء الله هنروح للدكتوره سواا
لتتأملهاا مريم بتعب ، وهي تهز برأسها ، وبعد لحظات من صمته قال : أنا داخل المكتب
لتلتف اليه ألهام : ماشي ياحبيبي
ثم تعاود النظر الي مريم وتقول : تعالي نقعد في الصالون ، لغايت لما سمر تجبلك اللبن ، وندردش سواا
مريم بود : هو أنا ممكن أدخل المكتب ، يعني لو مش هيضايقك
لتضحك الهام : ياحببتي ، ده بيتك انتي قبل ما يكون بيتي ، اوعي تستأذني تاني مره ، روحي لجوزك ، ربنا يصلحلكم الحال
لتنظر لهاا مريم مبتسمه ، وهي شارده في رد فعله عندما تخبرهه بأنها تريد أن تبحث عن وظيفه
………………………………………….. ………..
وفي وسط حديثهم ، أمسكت أحد ايديه ووضعتهاا علي بطنها التي بدأت في الظهور وبصوت هادئ قالت : ده بدء يتحرك يا أياد شوف
أياد بحب : أمتا المفعوص ده يجي بقي
شاهي بسعاده : عارف ان المفعوص الي بتتكلم عليه ده ، هو سبب سعادتنا ديه
أياد بشرود وهي يتذكر ذلك الرجل الذي رئه يبكي
فلاش باك!!
وكما اعتاد ، عندما يشعر بالضيق يذهب سريعاا الي ذلك المكان البغيض ليلقي بنفسه بين تلك الكؤس ليشرب منها حتي يصبح عقله لا يشعر بشئ
جلس شارداا ، وبعد اول كأس قد شربه غادر المكان سريعاا وبدء يسير في الشوارع وهو شارد … حتي تعب من السير ليجلس علي احد المقاعد ويضع رأسه بين كفيه وكأنه يريد ان يوقف تلك الافكار التي باتت ترهقه حتي لو قليلا،ليسمع صوت بكاء احدهما ،ليلتف الي ذلك الصوت ، فقد كان رجلاا يبدو من هيئته بأنه من تلك الطبقه التي ينتمي لهاا
اياد بأرتباك : لو محتاج حاجه ممكن اقدر أساعدك
ليتتطلع له الرجل بين دموعه ، ويشيح بوجهه بعيدا عنه
كاد أن يتركه ويذهب ، فمن المأكد أن يكون قد خسر أحد صفقاته ، اوخانه أحد أصدقائه ، او مات أحد عزيز عليه ، فأراد أن يتركه ويرحل ، بعد أن راودته هذه الافكار
ليسمع صوته بين الدموع وهو يقول : ليه هما ، ليه يارتني أنا ، ويصرخ بصوت عالي وهو يقول : لــيـــــــــه
أياد بخوف : شكلك تعبان تعالا اروحك
لينفر منه الرجل الذي يبدو أنه في منتصف الثلاثين : أنا بكره الريحه ديه ، انا بكره نفسي عشان السبب ، ابعد عني ، ليعود بنظرهه له ثانية وبين دموعه : كانت كل حياتي شرب وسهر ، وفسح ، وستات ، نسيت نفسي وابني ومراتي في عالم فاني ، متعلمتش من الدرس ولا سمعت نصيحة مراتي قبل ما تموت ، ومن بين دموعه تذكر جملتها الاخيره وهي تقول : اتقي الله في أهل بيتك ، وفي صحتك وفي أبنك عشان ربنا يحفظلك عليهم
ليضحك بأسي : بس تقول لمين ، ديه كانت بتقول لشيطان ..
كان ينظر له بأعين تائهه ، وهو يُجمع كلمات هذا الرجل في عقله ، ليقترب منه الرجل ويمسكه من أحد ذراعيه ليهزهه في عنف : ألحق نفسك ، قبل مايجي يوم الي تندم فيه ، بس بعد ما تخسر كل حاجه في حياتك
أياد بشرود: انا مش فاهم حاجه
الرجل بحزن وكأنه يريد أن يخرج كل ما بدخله لشخص غريب لن يراهه ثانية : قضيت حياتي كلهاا وأن شايف نفسي ، اني لازم أستمتع بكل حاجه ، بأسمي ومركز أهلي ، عيشت حياتي زي ما بيقوله بالطول والعرض ، ومع ان ابويا كان راجل تقي ، بس أنا طلعت فاسد ، حب أنه يجوزني يمكن حالي يتعدل ، بس للأسف كان شيطاني خلاص بقي مسيطر علياا ، جوزني أنسانه كانت أطهر واحلي حاجه مرت في حياتي ، كانت كل ما تيجي تنصحني ،كأنها بتشتمني ، كنت اعاندهاا ليتطلع له باكياا ربنا رحمها من عذابي وريحها مني ، وسبتلي أمانه للأسف فضلت تقولي وهي بتموت : حافظ علي أبننا …. وكأنها كانت حاسه ان الامانه هترجعلها تاني بس كانت بتكلم صنم للأسف … ليصرخ باكيا بس أنا محفظتش عليه ، ليتذكر يوم انا عاد من احد سهراته شارباا ، وعندما سمع صوت بكاء طفله في حجرته ، من ذاك الالم الذي كلما جاء اليه ندهه الي مربيته لتسكته ولم يفكر يوم بأنه مريض يتألم ، فهو لا يفكر سواا بسهراته وحياته فقط……….. لينصدم من الخبر الذي وقع عليه من اباهه وهو يقول : ابنك عندهه سرطان في المخ ، ولازم يعمل العمليه في اسرع وقت ولازم يسافر يعملهاا بره البلد
ليعود بذاكرته وهو يتذكر الطبيب وهو يقول له : للاسف العمليه منجحتش ، ليزيح الطبيب كمامته الطبيه ويذهب ليتركه هو بقلب وأعين تائهه قد أفاقت ولكن بعد ….
أفاق من شرودهه ، وهو مازال يتحسس بطن زوجته ، ليبتسم لهاا ويضمهاا الي صدرهه بحنان
شاهي بفرح : قول لأبنك يبطل لعب بقي
اياد بضحك : بطل ياحبيبي تتعب ماما ، لتاكلناا
لتضحك هي ، وتقف امام مرئتهاا وهي تتطلع الي جسدهاا الذي زاد بسبب الحمل : ده انا بقيت شبه الفيل ، يعني شاهي الي كانت ديما محافظه علي رشيقتهاا بقيت كده
اياد بضحك وهو يحتضنها من الخلف: كله عشان خاطر المفعوص الصغير ..
لتتطلع هي بسعاده علي منظرها هذا وهو يحتضنهاا ، وكأن جميع الذكريات السيئه قد مسحتها الايام لتمنحها تلك السعاده وذلك الرجل وتلك الانسانه بتلك الوجهه الجميله
………………………………………….. ………..
وبعد صمت طويل ، تتطلعت الي أعينه ، التي كادت ان تفتك بهاا
أدهم بهدوءوهو يعتدل من جلسته : وياتري فكرتي كويس قبل ما تعرضي عليا فكرتك ديه ، ان انا كنت هوافق ، طلبك مرفوض ياهانم ، وأتفضلي علي اوضتك
مريم بحده : يبقي خلاص انا همشي من البيت ده
أدهم بعصبيه : قولتلك قبل كده انا كنت ممكن ارميكي زي ما ابوكي رمي امي ، بس للاسف الطفل الي جواكي هو الي مانعني من كده
مريم : ما انت كده كده كنت هتموته ، ومكنتش عايزه ، اشمعنا دلوقتي بقيت عايزه
ادهم ببرود: معلشي أصل انا شخص عندي انقسام في الشخصيه
مريم بغيظ: انا بكره هخرج ، ادور علي شغل … وكادت ان تنهض ولكن اوقفهاا بيديه التي احاطت ذراعيها ، وبصوت حاد: ومين قالك انك هتخرجي ، او حد هيسمحلك انك تخرجي
مريم بألم ، وهي تدفعه بعيدا عنها : سيب أيدي ، حرام عليك ، انت أكيد مش أنسان ولا عندك رحمه ، أنا مش جاريه عندك أشترتها وملكتها انا أنسانه حرام عليك ، ولو فعلا بابا ظلم مامتك ، فأنت بتكرر نفس الي عمله ، متفتكرش اني في يوم هقدر اسامحك لما تكتشف الحقيقه وتعرف ان بابا مظلوم لاني واثقه في الراجل الطيب الي رباني ، وتعب وشقي عشان يربيني ويعلمني
أدهم بسخريه وهو يخرج تلك المذكره وبصوت عالي : تحبي اقرالك والدك عمل ايه هاا
لتلتقط هي منه تلك المذكره وتجلس تقرء تلك السطور التي توقفت عندهاا ، ومن بين دموعهاا تقول : هو بابا كان متجوز مامتك
أدهم بتنهد: أيوه ، كان جوزهاا الاولاني ، جواز مادامش غير يومين وبعدين رماهاا
مريم : ومرمتنيش ليه ، بعد ما تجوزتني بيومين
أدهم بجمود: للأسف الحقيقه الي متعرفيهاش ، أني مكنتش أعرف اصلا أنك بنته
مريم : طب اتجوزتني ليه ، ليه مادام انت مكنتش تعرف اني بنت الراجل الي كنت ناوي تنتقم مني ، كنت عايز تقضي معايا وقت لطيف ، لتعود بذاكرتها : طيب معاملتك ليه في الاول كنت ليه بترميني زي الحشره ، لغايت لما تفتكر انك رميني في بيتك وتيجي تطمن عليا دقيقه وتمشي ليه ، انا مبقتش فاهمه حاجه
أدهم بتنهد: مش عارف
مريم بسخريه : بقي أدهم باشا مش عارف ، لتتطلع له بسخريه : يارتني كنت موت قبل ما احبك ، بس للاسف لسا لحد دلوقتي عايشه ومتجوزاك ، لتضع يدهاا علي جنينه ، وتنظر الي عينيه … وبعد لحظات كانت تخرج من غرفه مكتبه وهي تائه وكأن وجودها بقربه لا يزيدها سواا شعورهاا بأنها في عالم اصبحت لا تفهم فيه شئ حتي البشر
………………………………………….. ………….
جلست تلعب بأصباعهاا وهي تنظر الي خاتم خُطبتها الذي ترتديه ، تذكرت اللحظات البسيطه التي جمعتهم سويا بعد خُطبتهم التي لم تصدق حتي الان كيف ومتي حدثت ،الي ان رن هاتفهاا ليخرجهاا من شرودها هذا
وكما اعتادت منه منذ خُطبتهم ، ان يسألها عن صحتهاا وصحة والديها ،ليغلق معهاا بعد ان اطمئن عليها
لتغلق هاتفهاا بتنهد ، وتدخل عليها والدتهاا
كريمه : سرحانه في ايه يا هبه
هبه بتنهد : ابدا ياماما ، بس زهقت اووي عايزه ارجع الشغل تاني
كريمه بحب وهي تربط علي كتف أبنتها : ياحببتي ، حد يلاقي الراحه وميرتحش ، وكمان ده مش قرارك انتي وخطيبك
هبه بشرود : ايوه
كريمه : طيب خلاص ايه بقي الي مخليكي مضايقه وسرحانه ، هو احمد مكلمكيش ولا ايه
هبه بسخريه : لاء كلمني ، وبيسلم عليكوا
كريمه : يسلم من كل شر ، وافرح بيكم قريب يارب
لتبتسم هبه بشرود ، وهي لا تعلم لماذا يعاملهاا وكأنه مغصوب علي خطبتها
………………………………………….. ……….
وبعد ان قصت له كل شئ حدث ، كانت صوت ضحكاته هي فقط من تزداد ، ليتنهد بتعب وهو يقول :بقي أدهم عمل فيكي كده .. ليتحول وجهه الي كتله من الغضب وهو يقول : انا ماصدقت خلصت من ابوها زمان ، تيجي هي وتبقي مرات ابني وكمان بيحبهاا ….
نانسي بضيق : بيحبهاا بس ، انا تقريبا كنت فاقده الامل ان ادهم ابنك يحب زينا عادي ، بس دلوقتي هههههه خلاص
عزت بضيق : مجرد وقت واكيد هيمل منهاا ، انا عارف ابني
نانسي بسخريه : مفتكرش ، شكلك بتقنع نفسك يازيزو
عزت بشرود : بس انا هعرف اقتل الحب الي جواه ده ازاي
لتضحك هي بسخريه ،وتعتدل من جلستهاا لتقترب منه : فين بقي الاسهم الي قولتلي هتكتبهم بأسمي
ليتطلع اليهاا قليلا ،وهو يتأمل قربهاا هذا ليجذبهاا اليه ويهم في تقبيلهاا ،لتضحك هي وينهضوا سويا لغرفتهم
………………………………………….. ……..
وبعد وقتا طويلاا ،قضته في البحث عن عمل ،جلست علي احد الأرائك وبدأت تشعر بالتعب ،تذكرت منذ اكثر من سنه جلست في نفس المكان ، بعد ان فقدت الامل لتحصل علي وظيفه ، الي ان عملت في ذلك المطعم ، وياليتهاا قد بقيت فيه لم يكن حدث لها ما حدث وتذهب الي تلك الشركه التي القت بمصيرهاا هذا … وما من لحظات قضتهاا بين ذكرياتهاا حتي نهضت بتعب وذهبت لتكمل بحثها عن عمل
اما هو كان ينهر الحارس وسائقه بصوت عالي
لتأتي ألهام من خلفه : يا أدهم طب هما ذنبهم ايه
أدهم بضيق : الهانم خرجت من الصبح ولحد دلوقتي مرجعتش ، والاساتذه كانوا قاعدين محدش ليه فيهم اتصل اول ماشافهاا خارجه
ليأتي الحارس اليه وبصوت هادئ: يافندم ،صدقني انا حاولت كتير امنعهاا بس الهانم مردتش علياا وهددتني بطردي
الهام بهدوء : خلاص يا أدهم هي زمانها جايه متقلقش
وما من دقائق ، حتي ظهرت امامه بوجه متعب ،ليتطلع اليهاا بضيق ، وهو يحاول ان يهدء من غضبه حتي لا يصبه عليهاا
الهام : كنتي فين يامريم ،قلقتينا عليكي وتليفونك كمان كان مقفول
مريم بتعب : كنت بدور علي شغل
لم يفكر لحظه بأنها ستنفذ ما قالته له امس ، ليتنهد هو بضيق ويسحبها من يدهاا الي ان قذفهاا برفق علي احد الارائك
وبصوت عالي : بتتصرفي من دماغك ولا كأنك متجوزه ، انا هعديلك الي عملتيه ده بس صدقيني يامريم لو اتكرر تاني ، هحبسك وانتي عارفاني
مريم ببرود : علي فكره انا اتقبلت في الوظيفه وبكره اول يوم ، اه وعلي فكره هشتغل جرسونه
لتنهض من مكانهاا ، سريعاا قبل ان تري رد فعله ، ولكنه كان الاسرع منها ليمسكها من احد ذراعيهاا بقوه :
بلاش يامريم اوريكي ادهم تاني
لتضحك هي ساخره وتقول : مبقتش فارقه ، يعني ادهم التاني ممكن يموتني
لتأتي اليهم الهام بذعر : خلاص يامريم ياحببتي ، اطلعي انتي اوضتك دلوقتي عشان ترتاحي
وتتطلع اليه بتحذير ،كي يهدء
كان يتابع خطواتهاا وهي تصعد درجات السلم بشرود ،ليلتف الي ألهام وبصوت مخنوق : شكلي حولت مريم الطفله الصغيره … لقطه بتخرشب
ألهام بضحك : هو انت لسا شوفت حاجه ، ده ابسط شئ تعمله عشان ترد جزء صغير بس من كرامتهاا، انت وجعتهاا اووي ياأدهم … عشان كده اول حد هتعلن عليه العصيان هو انت ولازم تستحمل … القطه ممكن تفضل هاديه طول عمرهاا بس لما حد بيضايقها بتقلب مره واحده ومن غير ما تحس
ادهم بتعب وهو يجلس علي احد الارائك : انتي مش شايفه منظرهاا عامل ازاي ، لاء وكمان الهانم عايزه تشتغل جرسونه …..
ألهام بضحك : تصدق مريم ديه بطلع فيك كل حاجه عملتهاا ،هههههه
ادهم بضيق : انا محدش حرق دمي وتعب اعصابي غيرهاا ، انا ماصدقت خلصت من هم أياد
ليضحك ساخرا : شكلي هربي من تاني ..
لتضحك ألهام …وهي تقول : لازم تستحملهاا يا ادهم ،الوجع الي وجعتهلها مافيش ست تقدر تستحمله ، لو واحده تاني مكنتش فضلت لحد دلوقتي علي ذمتك ،مريم دلوقتي عايزه تستقل بنفسهاا وتعمل ليها شخصيه الي انت بنفسك هدمتهاا ، حسستها ان ضعفها ده عار … فمكنش في ايدهاا غير انهاا تبدء تعصاك .. حتي لوعلي تعبهاا ونفسها .. هتستحمل ومش هتشتكي ابدا عشان متحسسكش بأنها ضعيفه
ادهم بتعب : تفتكري ليه ظهرت في حياتي ، وليه هي الي اتجوزهاا واحبهاا
ألهام : عشان القدر لازم يصفي لعبة الانتقام .. الي فضلت طول عمرها محوطاك …
ادهم بشرود :الانتقام الي تحول لعشق …..
………………………………………….. ……..
لحظات قضاهاا يفكر في حياته ، كان يعلم بأن قلبه الذي تحطم من اخري ، سيظلمها هي معه بذنب لم تقترفه ، فمنذ زمن قد أهدر كل مشاعر الحب والاهتمام، حتي اعطاهه الزمن درسا جعله لا يري الحب او المشاعر سوا ضعفاا وعبئا علي صحابه وليس قوه كما كان يعتقد ، ولكن ما ذنبها هي ، لماذا يعاملها بهذا الجفاف ، تنهد بأسي وهو يضع أحد الأقلام علي الاوراق التي أمامه ، ليشرد بعيدا في حياه سيعيشهاا معها وهو لا يعلم هل سيكون لها زوجا كما تتمني ام سيهدم حياته ثانية بسبب ماضي قد انتهي ….. ليضغط علي أزرار هاتفه، كي يُحادثهاا لعله يشعرهاا ببعض حنانه حتي لو لم يكن يحبهاا ، لتنفر اصابعه بعيدا وهي تذكرهه…
بجد يا أحمد ، انا مبسوطه اووي ياحبيبي ، متعرفش ده احسن عيد ميلاد أحتفلت بيه ، واحسن هديه جتلي… لتنظر الي تلك السلسال وتقترب منه لتحتضنه وتهمس في أذنيه : انا بحبك اووي
ليضمهاا بشده الي صدرهه وبصوت حاني : وانا بعشقك ياحببتي
لتبتعد هي قليلاا ، وتمسك بيدهه وبصوت هادئ : قبل ما نطفي الشمع ، لازم نتمني امنيه
أحمد بحب : أمممممممم ، وهتتمني ايه بقي
ندي : هتمني نفضل طوول العمر مع بعض
ليفيق هو من شرودهه ويبتسم بسخريه … علي ماضي كان يظن بأنه سيظل حاضره ومستقبله
يتبع….
الفصل التاسع عشر
وبعد وقتا قد قضاهه ، بين دخان سيجارته ، خرج من مكتبه ليصعد لهاا ، ليراها تجلس علي فراشهاا وبيدها مصحفهاا تقرء فيه بخشوع وكأنها في عالم أخر، أحس ان شفتاهه التي كانت ستنكمش من الغضب بدأت تلين لترسم بسمه علي وجهه ، وهو يتذكرها فمنذ لحظات كانت تقف امامه وهي تُعاندهه ، والان قد تحولت الي الملاك الذي يعشقه بهدوئه وابتسامته الحانيه والدموع التي تتلئلئ في أعينهاا سواء أكانت سعيده او تشعر بالحزن ….. ليقترب منها بهدوء وبصوت حاني قد تحول تماماا : ممكن نتكلم يامريم
لتغلق مصحفها برفق ، بعد أن صدقت .. وتتطلع اليه بهدوء وبصوت جاف : افندم
ليتطلع هو الي معالم وجهها التي تحولت بعد ان رئته ليتنهد بأسي ، وينهض من جوارهاا ليقف أمام الشرفه ليتأمل هذا الظلام وكأنه يتأمل قلبه التائه تماما … وبصوت هادئ : أنا مواقف انك تشتغلي
لتبتسم هي بنصر .. وبعد لحظات : بس في شركتي
لتتطلع اليه بغضب … فهي لا تريد أن تبقي دائما تحت سلطته وكأنهاا أله قد أشتراهاا يحركها كما يشاء في الوقت الذي يريدهه .. وبصوت صارم : لاء ، معاك انت لاء
أدهم بجديه : ده قراري يامريم ، واظن أن انا نفذتلك رغبتك ، وليكي مطلق الحريه ، وعلي فكره انا من السهل اوي زي ما قولتلك احبسك هناا واكثف الحراسه عليكي
لتبتسم هي بسخريه : وياتري سجنك ده امتا هتخرجني منه ، أظن ان المسجون بيكون عارف المُده الي هيقضيها في سجنه
ادهم ببرود : متهيألي قولتهالك قبل كده ، لما تولدي هاخد ابني وانتي ليكي الحريه عايزه تعيشي معانا معنديش مشاكل … مش عايزه ابني وانا هربيه
لتصرخ هي فيه : ده ابني انا ، وانا الي هربيه ومش هتخلي عنه سامع
ليبتسم هو وبصوت هادئ : من بكره ممكن تبدئي الشغل … وقبل أن يغادر : تصبحي علي خير
لتتطلع هي اليه ، وكادت ان تصرخ فيه ولكن … انكمشت بجسدهاا وهي واضعه يدهاا علي جنينه لتتحسسه بدموعهاا
………………………………………….. ……………..
وقفت تتأمله ، وهو جالس بين أحد الفتايات ، كانت نظراتهاا تكاد أن تخترقه هو ومن معه ، وبخطوات بطيئه بدأت تقترب منهم حتي أصبحتهم في وجهتهم ، لتبتسم لهم بسخريه ، وبصوت ساخر: وياتري دفعتلها كام من فلوسي يا شادي
لينهض هو ويقترب من أذنيهاا : بلاش الكلام ده هنا يانانسي
لتتابعهم الفتاه بنظراتهاا ، وتنهض لكي تغادر المكان دون أن تتحدث..
نانسي بضحك : وياتري كنت مفهمها أيه ، انك غني ومعاك فلوس، لاء أصحي ديه فلوسي فاهم
ليضحك هو ساخرا: مابلاش يانانسي ، تبدئي شغل الاسطوانه ديه معايا ، سامعه بدل ما انتي عارفه ممكن أقلب الطرابيزه عليكي ، خلينا حبايب احسن
بدأت ثورتها تهدء قليلا ، فهي تعلم بأن شادي عندما سيثور عليهاا، سيتذكر لهاا كل شئ فعلته
لتقترب منه بدلال : طب تعالا نروح شقتنا ، عشان أنت وحشتني مووت
ليضحك هو ساخراا ، وبصوت هامس : اسبقيني أنتي ياحياتي ، عشان محدش يشك
لتبتسم هي وترحل … الي مكانهم الذي خصص للقائتهم
ليتنهد هو .. وبصوت هامس : أكيد ليكي يوم يانانسي
………………………………………….. …..
وقفت تتابع المكان حولهاا بنظرات متفحصه ، ليأتي السائق خلفهاا وهو يقول : انا هفضل مستني حضرتك لغايت ميعاد الانصراف ،ولو احتاجتيني في اي وقت ده الرقم بتاعي
لتتطلع هي اليه وبصوت هادئ: متشكره ياعم حسن ، بس انا هروح لوحدي في تاكسي قول لأدهم باشاا كده …
لتتركه وتنصرف من امامه ، لتدخل الي مقر أحد شريكاتهم ،وهي تحمد الله بأنه لن يكون قريب منهاا وستبتعد عن المكان الذي احبته فيه….
لتقف امام احد الموظفين وتسأله عن قسم الحسابات ، وبعد ان اخبرتهم عن اسمهاا ، بدئوا يهتمون بهاا وكأنهم كانوا ينتظرونهاا …. لتأخذها احد الموظفات الي مكان عملها .. ثم تردف بهاا الي غرفه منفصله يبدو انهاا قد عدت لهاا خصيصا … لتتطلع الي الموظفه بضيق وتقول : اظن ان مافيش موظف جديد اول ما بيتعين بيقعد علي مكتب ولا ايه
نظرت لها الموظفه وهي تقول : بس ديه اوامر أدهم بيه يافندم … لتقترب منها وبصوت هامس : هو حضرتك تقربيله
ليأتي شخصا خلف الموظفه وهو يقول : اهلا استاذه مريم
لتلتف هي بعد سماع صوته وبصوت هادئ : ازيك يا بشمهندس
أحمد بأبتسامه : المكتب مش عجبك ولا ايه
لتتطلع الي الموظفه بجانبهاا وتقول : بس انا مش عايزه اشتغل هنا ، انا عايزه اكون بين الموظفين واظن يا بشمهندس ان انا لسا موظفه جديده ..
ليبتسم هو بدوره : بس مش جديده اوي يامريم ، انتي ناسيه انك كنتي بتشتغلي في الشركه الاساسيه ، وانتي تستهلي المكان ده
لتبتسم هي ساخره ، بعد ان رحلت الموظفه عندما علمت بأن وجودها ليس له داعي .. وتقول : حتي المُده الي اشتغلت فيها هناك مش كافيه اني اكون برضوه هنا ، لو سمحت يابشمهندس انا عايزه اكون زي اي موظفه
احمد بتنهد : بس انتي عارفه ديه اوامر أدهم
مريم بضيق : خلاص انا مستقيله قبل ما ابدء
احمد بهدوء : خلاص يا مدام مريم ، اتفضلي معاياا
وبعد ان نفذ لهاا ما أرادت ،امسك بهاتفه لكي يبلغه بذلك القرار، ليقذف بهاتفه وهو يقول : تعبتيني معاكي يامريم …
ويأخذ مفاتيح سيارته ، ليذهب الي مقر الشركه التي أصبحت تعمل بها ..
………………………………………….. ………..
وبعد نظرات طويله دامت بينهم ، اقترب منه وهو يقول : مش معقول عزت باشا هنا ..
ليتطلع له عزت بسخريه : ايه لحقت تنساني يامنصور
منصور : وحد يقدر ينساك برضوه ياعزت باشا ، ليتطلع له منصور بشك : خير ياباشا !
عزت بغضب : متصرفتش لحد دلوقتي ليه
منصور بأرتباك : أصل أبن والدي كان بيعمل عمليه ، ومكنتش فاضي انزل القاهره
عزت :ماشي يامنصوراما أشوف أخرتهاا معاك أيه انت وبنت أخوك
ليضحك منصور : ماهي بنت أخوك برضوه ياباشا ولا أنت نسيت ، شوكت باشا كان متجوز مين
عزت ببرود : لاء منستش يامنصور ، بس الماضي أنتهي خلاص ، ومتنساش أن عبدالله كان عايش في خير ابويا
ليتطلع له منصور بتهكم : ماشي يابن الباشا …
ليقترب عزت منه وبصوت هامس : أنا ممكن أقدر مخلكش في البلد ديه ولا ثانية ، وأطردك منها فاكر زي زمان
لينظر له منصور بشرود وهو يتذكر …
أحنا هنسيب البلد ليه يامنصور، ونروح لبلد منعرفهاش
منصور : خلصي ياصفيه صحي العيال ويلاا
صفيه بخوف : طب وبيتنا وشغلنا ، والارض بتاعتنا
منصور بضيق : انا قولت ايه ياصفيه خلصي لازم نمشي من هنا قبل الفجر
ليطرق الباب عدت طرقات ، وبعد أن نظر لزوجته نظرة قد فهمت معناها ، أغلق الباب خلفه .. ليقف أمامه
أنت كده شاطر يامنصور وبتسمع الكلام ، وانا الي بيسمع كلامي بعوضه ، ومتزعلش اوي كده الصعيد مش بعيده اوي عن كفر الشيخ …
منصور : ياعزت باشا ، احنا هنضرك في ايه .. عبدالله خلاص ساب البلد ومشي وانا معرفش اراضيه فين ، ويمكن مشوفهوش تاني
عزت بغضب : عايز الصبح يصبح ، ومشوفش اثرك هنا ، وانسي البلد ديه خالص انت فاهم يامنصور …
ليتطلع له منصور بنظرة ضعف .. ويتجه ناحية باب دارهه وهو يتمتم : لله الامر من قبل ومن بعد
عزت : ومتخافش ، البلد الي هتروحها هتلاقي فيهاا ارض ليك وبيت .. عشان متفتكرش اني بظلمك … ليتنهد قليلاا : وياريت تختفي خالص انت واخوك سامع يامنصور
عزت بتهكم وهو يتأمل الارض والمكان : رجعتلك الارض تاني يامنصور ورجعت كفر الشيخ كمان
منصور بشرود: ارضنا ياباشا وبلدنا الي طردتينا منهاا زمان …فاكر، بس سبحان الله ابنك بنفسه الي رجعلنا ده .. ليعوض بذاكرته لذلك اليوم وهو يتذكر
يابكر يلا ياولدي انت واخوك خلصوا سقيان الارض عشان الشمس قربت تغرب، ليلتف الي ذلك الصوت وهو يقول
الحاج منصور!
منصور بأرتباك : خير يابيه ، في حاجه
أدهم مافيش حاجه متقلقش ، بس كنت عايزك في موضوع كده بخصوص الانسه مريم بنت اخوك
منصور: مريم مين .. ليتذكر قليلاا : اه بنت اخوي عبدالله الي في القاهره
ادهم بهمس : هو حتي ناسي ان ليه بنت اخ .. ما علينا
ممكن بس نقعد في مكان كده عشان نتكلم ياحج
منصور : اتفضل علي الدار بتاعتنا هي مش بعيد يابيه
ليتطلع له متفحصا : بس انت شكلك مش من هنا يابيه
انت بتشتغل ايه صحيح، ليقترب منه احد ابنائه مين ده يا بوي
منصور : مش عارف ياولدي ، اتفضل يابيه نورت معلش الدار مش قد كده
أدهم بهدوء وهو يجلس علي احد الارائك الباليه : انا زي ماقولتلك ياحج انا جاي بخصوص بنت اخوك مريم ، انا طالب ايديها منك وياريت يكون في اسرع وقت
منصور بفرحه : هو انا اقدر اقول حاجه يابيه ، بس يابيه ليكون انت متلخبط بين مريم بنت اخوي او واحده تانيه
ادهم : لاء متقلقش ياحج ، انا طالب ايد مريم عبدالله حسن
وحضرتك منصور حسن
ليقف عقله قليلاا عند هذا الاسم ، ولكن سريعاا ما ينسي مايدور في عقله لينفض تلك الافكار من رأسه
منصور بسعاده : متشرفتش بمعرفتك ياولدي
ادهم : انا أدهم عزت شوكت
لينتفض منصور من مجلسه .. وهو يقول : مين
ادهم بشك : مالك ياحج
منصور بهدوء : مافيش يابني ، بس اسمك كده فيه هيبه
ادهم : هو انت من الصعيد
منصور بخوف : ايوه ياولدي ، ده اصلناا ، ليقف من مجلسه تحب تشرب ايه
ادهم : ولا حاجه ياحج منصور، معلش بس احنا لازم نتفق علي كل حاجه وتنزل معايا مصر عشان اجرائات الجواز وانا تحت امرك
ليعتدل منصور في جلسته وبصوت هامس : يااا ياولد عزت ، ياا علي الزمن .. ليتطلع اليه وهو يقول : انت طبعا هتاخد بنت اخوي الي زي بناتي ، وطبعا لازم اضمن حقهاا وبما اني عمهااا وولي امرهاا نبقي نتفق وانت طبعاا باين عليكي متفرقش معاك الفلوس واصل
أدهم بسخريه : اتفضل ياحج قول الي انت عايزه
ليفيق من شرودهه علي صوت عزت وهو يقول :ادي عقد مزرعة كفر الشيخ بكره عايزك تروح بيت مريم وتحط العقد فيه
ليتطلع اليه منصور وبنبره طامعه : والمقابل ياعزت باشا ، أظن أنا واقف معاك قصاد بنت أخوي اليتيمه ، الي المفروض انت كمان تحميها وتفرح بجوازتها من والدك
عزت بسخريه : بلاش يامنصور ، تقف قصادي وتكلمني بلي يصح وميصحش ، وأظن انك يوم ماجتلي عشان تبلغني خبر جواز بنت أخوك وابني ، انا رجعتلك الارض وبيتك مع انك جيت بعد ماخلاص بنت عبدالله بقيت مرات أبني
منصور : فرصه وجتلي لحد عندي أسيبها ، وسبحان الله أبنك لأخر لحظه مكنش عارف ، وكأن ربنا وقف عقله عن كل الكلام الغلط الي أتهمت بيه اخوي ، عشان الخير الي حرمت عبدالله يعيش فيه ، بنته جت وعاشت فيه لاء وكمان تتجوز أدهم أبنك الي كل حاجه تحت أيدهه حتي انت
عزت بحده : حق ايه الي اخوك ليه عندي ، أنت ناسي ان كل الاملاك ديه بتاعتي انا وبس
منصور بتهكم : بس شوكت باشا ، كان مخليه وريث زيك ، في حق امه ولا انت ناسي سميه هانم مرات ابوي وابوك الله يرحمهم
عزت بحده : منصور ، كل الدفاتر القديمه اتمسحت وعبدالله مات ، ودلوقتي بنت أخوك لازم تبعد عن ابني فاهم
ومش هعيدها تاني ، اوعي تفكر في يوم تقف قدامي
منصور بضحك : متخافش ياعزت باشا ، انا المهم عندي مصلحتي … وزي ما أتفقنا تسفر والدي يشتغل في شركه من شركاتك بره
عزت :تعجبني يامنصور…
ليتبادلوا النظرات بينهم ، وكل منهم يبحث بعقله عن حياه يعيشهاا بقلب تائه … قد أصابه الفتور
………………………………………….. ……
وبعد أن أردف الي مكتبه تتابعته سكرتيرته الخاصه بأعينها ، لتنهض خلفه وهي تقول : ديه الملفات الي حضرتك طلبتها من يومين يافندم
ادهم بأسترخاء: سيبيهم دلوقتي ياساره ، وأطلبيلي الاستاذه مريم من قسم الحسابات
ساره : حاضر يافندم
وبعد أن تأملتها قليلاا ، وقفت أمامها وهي تقول : حضرتك أستاذه مريم
مريم : ايوه
ساره : مستر أدهم طالبك في مكتبه ، لتقترب من أحد أذنيها وتقول : أنتي لحقيتي بدأتي شغل عشان رئيس مجلس الأداره يستدعيكي بنفسه
وبعد دقائق كانت تقف أمامه بعد أن غادرت السكرتيره ، ليهم هو بالوقوف ويقفل الباب
لتتنهد هي بضيق وتتطلع اليه وبصوت هادئ : خير
أدهم : ممكن أعرف ايه الي عاملتيه ده
مريم : عاملت أيه
أدهم بحده : مريم بلاش تستفزيني ، وترجعي حالا علي مكتبك ، أنا وافقت أخليكي تشتغلي ، بس بشروطي انا ،في انك تسمعي كلامي
مريم ببرود : ومين قالك يا أدهم باشا اني وافقت علي شروطك ، شروطك ديه كُنت ممكن تحطها زمان وانا اقولك حاضر ونعم ، بس دلوقتي لاء ، عارف ليه عشان مريم بتاعت زمان خلاص مبقتش موجوده
ليقف امامهاا بحب ويقربهاا منه وهو يقول : وحشتني اووي علي فكره
لتتأمل ملامحه قليلا وبصوت جامد قبل ان يضعف له قلبها : عن أذنك يا أدهم باشا ، عشان عندي شغل
لتذهب وتتركه وهو يفرك في يدهه بضيق ، حتي ضم يديه بغضب وبقبضه يدهه كان يضرب علي مكتبه بحده ، لعله يفرغ تلك الغضب الذي تجمع في عروقه … ليتنهد قليلاا وهو يقول غبي يا أدهم غبي
………………………………………….. ……………..
وبعض وقتا طويلا قضوهه سويا ، وقفت أمام المرئه لتهندم من ملابسهاا ، ليأتي اليها من الخلف وبصوت هادئ: هشوفك أمتا تاني ياحببتي
ألتفت اليه لكي تكون امام أعينه وبصوت هامس : لما عزت يسافر تاني اكيد
لينظر في عيناها قليلا ويقترب منهاا ليقبلهاا بنهما شديد ، حتي تبتعد هي عنه وتقول : انا لازم أمشي يا شادي
لترحل ، وتتركه شارداا في أيام فقط كان كل ما يهمه هو كيف ان يسعدها ، حتي لو أضطر ان يعمل ليلاا ونهارا ، ليبتسم بسخريه ويمسك بهاتفه وبصوت هادئ : وحشتيني علي فكره
………………………………………….. ………….
وقفت للحظات تتطلع الي تلك اليافته امام أحد العيادات الكبري وهي تنظر للأسم بتمعن ، ولكن عقلهاا أبي ان يوهم نفسه بأنه هو
أردفت الي داخل العياده وهي تمسك بيد طفلها ذات السبع اعوام ، وبصوت هادئ : أنا أتصلت أمبارح عشان أحجز كشف
الممرضه : أسم الطفل ايه يا مدام
صافي : مازن أحمد
الممرضه وهي تتطلع الي حسوبهاا : ثواني كده ، فاضل علي دورك أسمين ، اتفضلي اقعدي لحد ما دور حضرتك يجي
لتمسك بيد طفلهاا وتجلس علي أحد المقاعد ، لتنتظر دورهاا .. ليأتي في ذهنها أسم الطبيب ولكن سريعا ما أمسكت أحد المجلات وظلت تتطلع بهاا الي ان جاء دورهاا
لتقف في حجرة الكشف ، وتتطلع بأعينها باحثه عن الطبيب
ليأتي هو من خلفها وبصوت هادئ: اتفضلي يامدام
وكأن الزمن أراد ان يجمعهم ثانيه بعد ان فرقهما..
ليوقف صوته الزمن في أذناهاا ، لتغمض عيناهاا قليلاا ، وهي تتذكر هذا الصوت ، لتلتف خلفهاا ، لعلها تكون مخطئه
وبصوت واحد : مازن !… صافي!
ليتطلع اليهاا ابنهاا : نعم ياماما
ليبتسم الطبيب وهو يقول : أسمه مازن ..
صافي : ايوه
ليتأملها للحظات وكأنه يريد أن يشبع عينيه برؤيتها حتي لو قليلاا وبعد أن أشاح بوجهه عنها : أتفضلي يامدام صافي قوليلي أيه الي بيشتكي منه
لتتأمل صوته الجامد وتجلس أمامه علي أحد الارائك وهي شارده في أيام قد فات عليها عشر سنوات ، لتعيد ذكراها دقائق معدوده ، وياليتهاا قد ظلت الأيام دون رحيل أصحابهاا
لتلتقي أعينهم …. بين حنين وشوق وربما عتاب
يتبع…
الفصل العشرون
وكأن الزمن أراد ان يُعيد ماضي قد مضي، ليحيٍ قلوبا قد فُرض عليها الفراق وأتعبها الحنين واجبرها الزمن علي نسيان ذكريات تاهت كما تاه اصحابها، أغمضت عينيهاا قليلا وهي تضم ابنها بشده وكأنها تريد أن تحكي له كل ماحدث معهاا وتشاركه ألماً قد داوي نفسه بدموع قد جفت ، و تخبرهه بأن هذا الرجل من تمنته ان يكون أباهه ، لتتوقف لحظات بالزمن قد عاد بحنينه وتفر دمعه من عينيهاا وهي تتذكر!
جوازك من بنتي مرفوض يا أستاذ واتفضل أطلع بره ، بنتي مخطوبه وبكره كتب كتبهاا..
لينظر هو الي وجهها وكأنه يقول لهاا ماذا أفعل ، لن أسمح بأن الفراق يحكم علينا … لتتأمله باعين دامعه وهي تطيل النظر الي أباهاا وحبيبهاا …. لتفتح عينيهاا بعد أن بللتها الدموع .. وتتأمل ملامح طفلهاا .. وبصوت هامس (ياااا بعد السنين ديه كلهاا يامازن ، القدر جمعنا تاني ) …
………………………………………….. …………
وكأن عقله .. اراد أن يسرح قليلاا في عالم تائه يبحث فيه عن نفسه ، يبحث عن شخص لا يعلم أين هو، وكأنه ضائع في عالم ليس له نهايه ، ليسترخي بظهرهه قليلاا وهو يشعر بالأختناق .. ليس من أحد بل من نفسه التي دائما تبحث عن المتاعب وتفر إليها وكأنها تريد أن تنهكه طيلة العمر .. ليصبح تائه بقلبه وعقله ، لتدخل عليه سكرتيرته وتبلغه بأن الأجتماع سيبدء بعض دقائق ، لينهض من علي كرسيه
ويسير بخطوات بطيئه ، ليلقي نظرة علي الحضور واولهم أباهه ، وزوجته تلك التي أصبحت شوكه في ظهرهه
ليجلس علي كرسيه ، وهو يتأمل الاوارق التي بيدهه ، ويبدء أجتماعهم … وبعد ساعه قد أستغرقها أجتماعهم أنتهي وبدئوا بالأنصراف جميعا ويظل هو قابعا في مكانه بصمت …. ليقترب منه أباهه وهو يقول :
ممكن افهم يا أستاذ انت، لسا البنت ديه ليه علي ذمتك ، مطلقتهاش ليه
لينظر اليه ببرود وهو يقول : اولا ده قراري أنا ، ومراتي عمري ماهطلقهاا وأحرم نفسي منها ومن أبني الي في بطنها
ليتطلع اليه عزت بصدمه : ايه ، بنت عبدالله حامل ، وهيبقالي حفيد منهاا …ليهدء قليلاا ليعيد توازن عقله ليقول : يبقي خلاص بعد ما تولد أرميها من الشارع الي أنت جبتها منه ، وناخد أبننا
لينظر له بشمئزاز وهو يقول : علي فكره ياعزت باشا ، انا مراتي مجبتهاش من الشارع .. ويقترب منه قليلا وبصوت هادئ : عن أذنك عشان عندي شغل .. ثم يعاود الاقتراب منه ثانية ليقول : علي فكره أنا عديت موضوع الخبر الي انت والهانم مراتك .. كنتوا ناوين تنزلوه .. بس ياريت حياتي محدش يدخل فيهاا ….
ليتركه ويذهب .. تحت نظراته التي تكاد أن تحرق كل شئ أمامهاا … ليقول بغضب : مكنتش عامل حساب لليوم ده
………………………………………….. ………….
وقف ليضمها اليه بشده ، وبعد لحظات كان يخرجها من بين أحضانه ليعاود النظر اليهاا ثانيه وهو يتأملها بأعين لم تستطع تفسيرها ولكن كل ما أدركته بأنها بين يديه ودفئ حبه يحاوطهاا
لينظر لهاا مبتسما وهو يدخل بعض خصلات شعرهاا ، داخل حجابهاا وبصوت هامس : اول مره أعرف أن عينيكي حلوه ياشاهي
لتبتسم له بحب وهي تتامله لتقول : تصدق أول مره تقولهالي ، لتضحك بسعاده وتقول : انا قولت ان كل الناس بتجاملني لما بتقولي عينيكي حلوه
ليقربهاا اليه ليقول : بس النهارده ، انا شايف كل حاجه فيكي حلوه ، شايفك جميله اووي وكأني أول مره أشوفك ..
لتبتسم له بسعاده : بجد يا أياد ، شكلي حلو في الحجاب
ليمسك يدهاا ويقربهاا من احد المرئات وهو يحتضنهاا : لو أنا بكدب المرايه هتكدب
شاهي بفرحه : انا بجد بقيت جميله اووي … لتلتف اليه وتقول : عارف يا أياد أنا فرحانه اووي دلوقتي .. لتتطلع الي ملابسهاا وتنظر اليه ثانيه وتقول : حاسه اني مرتاحه اووي ، ومحفوظه زي الجوهره الغاليه بالظبط
ليقربهاا منه … ليقبل جبينهاا ..ويضع يدهه علي بطنهاا ليتحسس طفلهم ،وبصوت حاني : ربنا يخليكم ليا
………………………………………….. ……
كانت تتأمل ملامحهاا، وهي تحدثها عن حياتهاا .. لتتنهد بأسي وهي تقول : وأطلقت منه ياستي ، عشان مقدرتش استحمل خيانته لياا كل يوم ..
لتنظر اليهاا بأشفاق : كنتي بتحبيه
ألهام بشرود: أمممممم ، تصدقي لو قولتلك اني مش عارفه اصلا اذا كنت في يوم حبيت .. بس عارفه يامريم أحلي حاجه حصلتلي في جوازي من عزت : هو أدهم ، كأنه ابني الي أنا مخلفتهوش .. وأياد برضوه بس أدهم فعلاا أبني وكل حاجه في حياتي .. عارفه انا لو كنت خلفت مكنتش حبيت ابني زي ما بحبه
لتتطلع اليهاا بأستغراب .. لتتأمل هي معالم وجهها وبصوت هادئ: عارفه بعد أنفصالي بوالدهه ، كان ديما يجي يسأل عني ، مفتكرش أنه في يوم نساني .. كانت والدتي الله يرحمهاا تقولي : ربنا ديما بيعوضنا ، وكان أدهم هو الحاجه الي ربنا عوضني بيهاا …
مريم : ياااااا لدرجادي بتحبي أدهم
ألهام بحب : بكره لما تشوفي أبنك بين ايديكي هتعرفي احساسي ، صحيح أنا مخلفتش .. بس ربيت وحسيت بالاحساس ده
مريم بحب : انتي طيبه اووي ياطنط ألهام
ألهام بعتاب : مش انا قولتلك أعتبريني زي مامتك الله يرحمها ، ان عارفه اني أكيد مش هكون زيها .. بس علي الأقل اعتبريني
مريم : حاضر ياماما ألهام
لتقترب منها الهام بحب وتحتضنهاا… وكأنهاا أمهاا حقاا لتبعث بداخلهاا شعور الدفئ الذي أصبحت تحتاج اليه كثيرا
………………………………………….. ……..
جلست أمامه وهي تهرب بأعينها بعيدا عنه، كانت معظم نظراته موصبه نحوهاا وهو يتأملهاا ، ليتذكر أول يوم قد رئهاا فيه ، كانت فتاه بسيطه للغايه ، بساطتهاا وهدوئهاا اول مالفت نظرهه اليها ، ليتفاجئ بعد فتره بأنها قد تحولت مثلهم تماماً ، تبحث عن أحدث صيحات الموضه حتي لو أنفقت معظم راتبهاا ، ولكن اليوم قد رئهاا مثلما رئهاا اول يوم ، بطبيعتهاا وخجلهاا … وكأن عيناهه كانت تبحث عن الانسانه التي رئتهاا اول مره ، ليتنهد بأسي وهو يقول :ممكن أعرف انتي ليه رافضه أننا نكتب كتب الكتاب ، ونتجوز بعد شهر
لتتطلع الي أعينه بأعين هاربه وهي تقول : مافيش سبب محدد ، بس ديه رغبتي
احمد : أنتي خايفه مني ياهبه !
هبه : لاء !
أحمد بضيق : طيب ليه ، ممكن أفهم ، ومتقوليش ان مفيش سبب
هبه بدموع : مش عايزه بعد ما تتجوزني تحس انك ندمان بأرتباطك بيا .. انا عارفه انك مبتحبنيش ، ولا عارفه ليه أنا الي قررت ترتبط بيها ، بس كل الي أنا حساهه انه هيجي يوم وهتزهق مني عشان ببساطه انت مش عايزني في حياتك
أحمد بهدوء : وانا ايه الي يجبرني اني ارتبط بيكي
هبه بدموع : مش عارفه !
أحمد : بصي ياهبه أنا مش هقول أني بحبك ، بس في نفس الوقت مقدرش اقول اني مش معجب بيكي .. ليتطلع لهاا مبتسما وبصوت حاني : علي فكره انتي النهارده جميله
ليظل يتأمل وجهها الذي أشاحته بعيدا عنه .. وبصوت ضاحك : عارفه ليه
لتتامله بأعين متسائله وكأنها تريد منه ، ان يخبرها سبب مديحه لها
أحمد بحنان : عشان من بدري اووي مشوفتش هبه ، الي لبساها بسيط وفي نفس الوقت هادي وشيك ، هبه الي حجبهاا البسيط بيخليهاا أحلي ، هبه الي وشهاا مفيهوش غير برئتهاا .. مش مساحيق التجميل الي مبتظهرش جمالهاا ، بالعكس بتخفيه
لتتطلع اليه بأندهاش ، ليتأملها قليلا بتتنهد: عارفه أجمل حاجه في الطفل ايه ياهبه .. العفويه .. ديما بنكون حلوين واحنا أطفال ، وضحكتنا ديماا علي وشوشنا ، ولما بنكبر بنفقد كل ده لاننا فقدنا عفويتنا الي كانت فينا واحنا أطفال ، وبقينا نتصنع كل حاجه ، بعيد عن شخصيتنا وكأننا كرهنا برئتنا ونقائنا لما كنا أطفال ، ونبدء نعاني من كل حاجه ونفضل ندور علي نفسنا القديمه الي كانت بتفرح بأبسط الاشياء وأقلها ، بس دلوقتي للأسف خلاص …بس عمرنا مادورنا جوانا علي عفويتنا الي اول ما عنينا فتحت وبقيت تشوف الدنيا ، اتحولنا تماماً وبقينا مع عالم كله بيجامل ويغير في نفسه لأما عشان يرضي حد او عشان يرضي نفسه عشان متحسش بأنها أقل من حد.. بس انا عايز هبه القديمه ترجع تاني ، ممكن
كانت تستمع لكل كلامه ، وكأنهاا كانت تبحث حولها عن شخص يعيد لها نفسها من جديد ، لم تدرك يوما أن من أحبته وفعلت ذلك من أجله لتكون أمام أعينه جميله ، هو اول من أرادها أن تبقي كما كانت ، لتبتسم له بحزن وكأنها تعاتب نفسهاا علي يوم قد جعلت شيطانهاا يخدعهااا بدور كانت تكرهه وتنقم عليه …لتبتعد بوجهها قليلا عنه لتهرب من نظرات أعينه
وبعد صمتاً طويلاا .. قال : لسا مصممه أننا نأجل الفرح
أخفضت برأسهاا خجلاا .. ليبتسم هو بعد ان علم ردهاا
………………………………………….. ………
وبعد أن أنهكه الأشتياق اليهاا ، لم يشعر بأقدامه سوا وهو أمام غرفتهاا .. حتي أنه نسي أن يطرق عليها باب غرفتهاا ، فأشتياقه اليها أصبح لايتحمله ، فقد منع نفسه من رؤيتها يومين لعله يرتاح قليلا ، ولكن لم يكن بُعدهه عنها سوا عذاب له ،ليقف سارحا أمامها وهو يتذكرها وهي واضعه بيدهاا بحنان علي جنينها لتتحسسه بأبتسامه حانيه ، مشهد رئته عيناهه لثواني معدوده لتشيح هي يدهاا سريعاا وتنظر له بأرتباك ، عما رئه ، ليقترب هو منهاا وبصوت حاني : هو أنا ممكن ألمسه .. لتبتعد بوجههاا عنه ويكاد أن ينهض ويتركهاا بعد أن علم من نظرة أعينها أنها لاتريد ذلك
لتهمس بصوت هادئ : مش عايزه تلمسه ، ولا غيرت رئيك
ليقترب منها مبتسماا ، ويضع يدهه بحب ، لينظر لهاا بشوق ، وبعد ثواني كان ينحي برأسه ليضع بأذنه علي بطنهاا التي لم تبدء حتي في الظهور ، وكأنه يريد أن يشعر بوجود طفله حوله ، لتتطلع اليه بأعين معاتبه وكأنهاا تريد أن تصرخ وتقول : لماذا فعلت بنا هذا ، فأنا أريدك بجانبي ولكن أنت من هدمت كل شئ
لينفر عقلهاا منه ، وتبتعد عنه بقلب دامع …
أدهم بأسي : ألهام قالتلي أن الدكتوره بتقول ، انك لازم ترتحي أكتر من كده ، وقبل أن يتحدث في أمر عملهاا
مريم : لو مش عايزني اشتغل عندك ، هدور علي شغل تاني
ادهم بحده : مريم اسمعي الكلام بقي ، انتي متعرفيش أنا كل يوم بقلق عليكم قد ايه ، حتي السواق اصريتي انه ميودكيش ولا يجيبك .. أضطريت أمشي وراكي السواق يبلغني بكل تحركاتك وكل ده بسبب عِندك
مريم بهدوء: انا كده مرتاحه ، ومبسوطه وياريت متتعبش نفسك ولا تفكيرك تشغيله بيا .. لتتطلع له بجمود وهي تقول : ابقي أشغله بأزاي تقدر تنتقم مني
وللحظات وقف يتتطلع اليهاا بغضب يكاد ان يحرقه قبل أن يفتك بهاا ، ليخرج سريعاا من غرفتهاا .. ويتركها بين دموعهاا التي تحجرت في أعينهاا وكأنها أمتنعت عن الهبوط ثانية من أجله
………………………………………….. ………..
وبعد أن علم بأن رباط أبنه بها أصبح الان اقوي من كل شئ ، فهي الان تحمل في أحشائهاا طفلا منه ، طفلا سيصبح حفيدهه بعد شهور قليلا … ليحمل أسمه واسم أبنه ، ليقذف بكأسه الذي ينهال منه شربا بغضب وبصوت عالي : أنا فعلا غبي عشان متوقعتش في يوم أن ده ممكن يحصل ، ليتذكر كلمه اخاهه وهو يقول له قبل وفاته بأشهر عندما ألتقي به بعد سنين طويله ، ليطلب منه مساعدته كي يسد دينه من ورثه الذي سلبه منه .. ( ربنا يمهل ولا يُهمل ياابن امي ) ، ليضحك ضحكته المستفزه وهو يقول : ورث ايه الي جاي بعد 20 سنه تتكلم عنه ، الورث ده بتاع ابويا أنا بس فاهم يا أبن حسن مالكش حق في اي حاجه .. ليتطلع اليه بأحتكار وبصوت عالي : خرجوا الراجل ده بره
ليتنهد بضيق وهو يتأمل الفراغ الذي امامه … وبصوت عالي : ازاي ما عملتش حسابي
………………………………………….. ………..
وبعد لحظات من الشرود فيهاا وفي حياتهم الأتيه ، تنهد بأسي وهم بالخروج من مكتبه ولكن أستوقفه قدوم صديقه
أدهم : عاملت أيه يا أحمد في الموضوع
أحمد : فعلا البيت بأسم عمهاا ، المحامي بلغني بكده ، والدهاا اتنازل عنه قبل وفاته بشهرين ، بس متقلقش أنا طلبت من محامينا أنه يتابع الموضوع عشان ملكية البيت ترجعلنا بس طبعا من غير ما يعرف انه من طرفك
ادهم بتنهد: انا عارف يا أحمد أن بتعبك معاياا
احمد بعتاب : عيب عليك يا أدهم أحنا قبل ما نكون أصحاب ، انا اخوات يابن خالي ..
ليعاود الحديث ثانية وهو يقول : علي فكره انا قررت أتجوز بعد شهر ، ماهو مش معقول أنت وأياد خلاص سبقتوني وانا أفضل كده
ليضحك أدهم بود : ربنا يسعدك يا أحمد ، كان نفسي أياد يبقي موجود معانا ، بس اظاهر مش ناوي يرجع هو وشاهي غير بعد ما تولد ويطمن عليهاا
………………………………………….. ………….
جلس بجانبهاا وهو يتأمل الفرحه التي أنطفئت من وجهها بعد أن حادثت عمتهاا ..
ليقترب هو منهاا وبصوت حاني : شاهي أنا مجبرتكيش ولا عمري هجبرك انك تلبسي الحجاب ده أمر يخصك انتي وبس ، ومش معني اني فرحان فأنا ممكن اخليكي تاخدي قرار انتي مش حباه
شاهي بدموع : ديه بتقولي اني هبقي متخلفه ، وبيئه يا أياد
أياد بحزن علي تفكير تلك المرأه العقيم : وانتي شايفه نفسك بقيتي كده يا شاهي
شاهي بدموع : لاء ، بس كان نفسي تفرح وتشجعني ، ديه بتقولي بكره مش هتبقي شاهي الي الكل بيحلف بجمالهاا وشياكتهاا وان كله هيتريق عليا
اياد بحب :اوعي تخلي حد في يوم من الايام يكون سبب انه يشدك من طريق الصح لطريقه هو ، وكمان بقي ياهانم مين قال أنك مش بقيتي جميله ، ده انتي بقيتي اجمل بكتير لدرجة اني عايز اخبيكي من كل الناس ومخلكيش تخرجي من البيت
شاهي بضحك : بمنظري ده بسبب أبنك ، انا عن نفسي مبقتش أحب اخرج ، انا بقيت شبه الفيل يا أياد … انا خايفه ان تعجبك واحده من بنات أيطاليا وتتجوزها .. وتسبني بعد ما بقيت شبه الفيل بسببك وسبب ابنك
لم يتمالك نفسه من الضحك ، فمن يراهاا وهي تتحدث ، يشعر بأنهاا طفله حقا ، ليقترب منها ويضمهاا الي صدرهه وبصوت هامس : ابقي دوريلي بقي علي عروسه ياشاهي عشان فعلا كده حرام
لتخرج من بين أحضانه ، وتنظر له بعتاب وبصوت حاد : انت السبب .. مش مسمحاك
ليعاود الضحك ثانية ، وقبل أن يكمل حديثه كان هاتفه يبدء بالرنين ، ليتطلع الي الاسم .. وبعد ثواني
اهلا ، عزت باشا .. اخيرا أفتكرتني ، احنا الحمدلله بخير وحفيدك بخير كلهاا 3 شهور وتبقي جد ياباشا
لينتبه لصوت والدهه وهو يخبرهه بأمر زواج اخاهه ، بعد ان قص عليه سبب هذه الزيجه ومن من … ليتطلع الي زوجته بحزن ، وبعد أن اغلق مع والدهه .. اقتربت هي منه وبصوت حاني : مالك يا أياد ، هو عمو عزت قالك خبر مش كويس
اياد بشرود : معلشي ياشاهي انا عايز ابقي لوحدي دلوقتي ممكن
شاهي بحب : حاضر
لتتركه هي بمفردهه كما طلب منها ، بعد أن تأملته بعيونهاا
ليجلس علي اقرب اريكه بتنهد ، وهو شارد في أخاهه ، ومافعله ، ولماذا لم يخبرهه حتي الان بأمر زيجته ، هل يخشي منه ، اما ماذا ، فكيف يخشي منه وهو لا يتمني شئ في الحياه سوا أن يراهه سعيدا ، ليحدثه عقله وهو يقول : لان انت أحببتها ، فقد خشي منك ، اما قلبه : انت لم تحبهاا ، انت وجدت فيهاا فقط شئ غريب عن الاخريات اللاتي قبلتهن ، فشعرت أتجاهها بالغرابه ، مثلما نري أي شئ يعجبنا فيلفت أنتباهنا ، فأنت الان تعشق زوجتك وطفلكما … لا تظن بأنك كنت تحبهاا … ليفيق من شرودهه وهو يمسك بهاتفه وينظر لرقم أخاهه بشرود ، حتي اتاهه صوته وهو يقول : أياد ، وحشتني
ليخرج صوته بعتاب وهو يقول : ليه ، يا ادهم !
يتبع….
الفصل الحادي والعشرون
لحظات قد أدرك فيهاا مدي غبائه وضعفه ،أدرك فيها عقم عقله ، أدرك فيها الزمن ليقف ينظر الي نفسه بأعين تائه ، لا تعلم اين الطريق الذي سيسير عليه ، وكأن الزمن اراد ان يجعله ولاول مره يدرك بأن جميعناا بقلوب تائهه ولكن هو بقلب ضائع ،فالتائه يعود لرشدهه بعد وقتا قصيرا، اما الضائع فيظل سنين يبحث عن نفسه ……
جلس قابعاا في مكانه وهو يتذكر صوت اخاهه ، ولاول مره يشعر بأن اخاهه حقا قد اصبح رجلا عاقلاا ، لم يبحث عن سعادته فقط بل كان يبحث عن سعادته هو ايضا ، ليتذكر قوله وهو يقول : انا كنت زعلان منك عشان انا اخر من يعلم ، بس دلوقتي انا فرحان اوي ياأدهم
لينطق ادهم بخوف : يعني انت يا أياد مش زعلان بجد
اياد بحب : هزعل ليه ، وانا اخيرا فرحت بأخويا الكبير وأطمنت عليه مع انسانه يستاهلها ، بس اوعي تزعلها يا أدهم انت فاهم
ادهم بدموع: انا اسف يا أياد
أياد : صدقني يا ادهم مريم مكنتش حب في حياتي ، مريم كانت مجرد طيف جميل مر عليا ، خلاني اشوف ناس جديده وجميله ، انا فعلا كنت مشدود ليها بس مش بمعني الحب ، يعني زي ما تقول زي ما بتعجب بصوره حلوه في تابلوه وتفضل تتأملها ، بس بعد ما العرض بيخلص وتبعد عينيك عن الصوره بتنسي اعجابك بس بعد طبعا ماحسيت بالأنبهار وهو ده الي حسيته مع مريم …
ليتحدث مداعبا مع اخاهه ليقول : عايزك تستعد عشان خلاص قربت تبقي عمو
ليبتسم ادهم ليقول : واستعد انت كمان عشان هتبقي احن واجمل عمو ، زي ما انت احن واجمل اخ
اياد بحب : ربنا مايحرمنا من بعض
ليغلق كل منهم هاتفه بنفوس راضيه ، لاتبحث عن شئ سوا السعاده والحب ليست عابئه بأي شئ ، نفوس بعيده عن الكرهه والظلم ، تريد ان تحيا حياة ابسط ما يقال عنها حياة مطمئنه
بقلوب هادئه ..
………………………………………….. ………..
جلست بجانبه ، وهي تتفحص معالم وجهه الخاليه من اي شئ ، وكأنه يبحث عن شيئا بعيداا ،لتضع الكأس امام نصب اعينه وهي تقول : مالك سرحان كده ليه يازيزو ،ده حتي انت لسا عامل حاجه بجد جامده ، بكره اياد وادهم يكرهه بعض ويبقي اياد في صفك ، انا مش عارفه ادهم ده ليه سيبله كل حاجه يديرها ومخليه اعلي منك ، وسيبه يطيح فيك ، ده حتي اتجوز بنت اكتر حد بتكرهه
ليتتطلع اليهاا بأعين مشمئزه وهو يقول : هو انا ليه وحش اووي كده يانانسي ، هو في اب يوقع بين ولاده لدرجادي انا وحش اوووي كده
نانسي بخبث : ليه بتقول كده يازيزو ، ماهو الي خرج عن طوعك ، ولازم تعاقبه
عزت بحزن : انا السبب في كل حاجه ، ابني عمرهه ما خليته يحس بالحنان ولا السعاده ، طول عمره شايفني مش اب ، عمرهه مابصلي من غير ماحس اد ايه هو بيكرهني ويحتقرني ، عارفه ازاي لما اشوفه بيتخلي عن حلمه انه يبقي اشهر طبيب عشان يساعدني لما كل شركتنا ابتدت تخسر ، وينقذ سمعت ابوه الي عمره ماكان اب ليه ……. وانا في النهايه شايفه بعمل ايه
نانسي : يعني هتكون فرحان لما بنت عبدالله تاخد كل حاجه
عزت بضيق : بنت عبدالله لاء ، انا مش احرم ابوهاا من العز ، وتيجي هي ترجعه ، مش هسمح بكده ادهم لازم يكرها ويبعد عنهاا ……..
نانسي بأنتصار: طيب خد اشرب ياحبيبي ، وبلاش نتكلم في السيره ديه …. لتقترب منه بدلع وتعبث في خصلات شعرهه لتقول : انا عايزه افتح حساب ليا في البنك ياحبيبي ويكون بأسمي
ليتأمل وجهها قليلا وهو يقول : طلباتك كترت اووي يانانسي
نانسي بدلع : يعني لو مطلبتش منك انت ياحبيبي هطلب من مين ، وبعدين يرضيك ان مرات عزت باشا ، لحد دلوقتي ميكونش عندها حساب في البنك … لتبتعد عنه قليلا وهي تقول : ده انت حتي لحد دلوقتي مكتبتش ليا اسهم في شركاتك يازيزو ، بكره مرات ادهم تكون هي الكل في الكل وانا اكون ولا حاجه …
ليتطلع اليهاا بحب : خلاص ياحببتي ، هعملك الي انتي عايزه .. ليقترب منها ليقول : تعرفي يانانسي انتي الست الوحيده الي كان ليها تأثير عليا ومش بقدر اقولهاا لاء
لتبتسم هي بخبث وبصوت هادئ : ربنا يخليكي ليا يازيزو ياحبيبي …
………………………………………….. ………
وقفت امامه بغضب ، وهي تقول : انت ليه حرجتني قدام زمايلي ، بالشكل ده
ادهم بحده : الاستاذ ياهانم كان بيتغزل فيكي وانتي ولا كأنك واحده متجوزه .. وعايزاني اقف اسقفلك ، احمدي ربنا اني متصرفتش تصرف تاني
مريم بأستخفاف : انا بعرف اوقف اي حد عن حدهه ، غير ان انا موظفه عندك وملكش حق تدخل في حياتي
ادهم بحده : مريم فوقي وبلاش الدور ده الي بقيتي عايشه فيه ، انا زهقت فاهمه وصبري ليه حدود .. مش كفايه انك لحد دلوقتي مش معرفه حد انك مراتي .. ده حتي دبله جوازنا ياهانم مابقتيش تلبسيهاا .. ولما بطنك تبتدي تظهر ان شاء الله هتقلولها ايه انتفاخ
مريم بحده : لاء هما عارفين اني متجوزه بس ميعرفوش من مين ، وياريت تبطل اهتمامك بيا بقي انا مش عايزه منك اهتمام ، وكمان محدش يعرف اني مراتك وبالطريقه ديه هيشكوا فياا .. هما لحد دلوقتي فاكرين بنا قرابه وبس ..
أدهم بهدوء : وليه هانم لحد دلوقتي مقلتيش انك تبقي مرات مين ، خايفه من ايه يا مدام … ليقترب منهاا وبصوت هامس : بكره الشركه هتعرف انك مراتي ، عشان امنع عنك الاحراج يا مدام ، وحسك عينك يبقي ليكي اختلاط مع اي موظف راجل فاهمه ، بدل ما انتي عارفاني ممكن اتصرف ازاي ، ولعاشر مره بلاش يامريم تعصبيني انا صبري ليه حدود
وقبل ان تغادر وتتركه ، لينفث دخان سيجارته بعصبيه
بطل تشرب سجاير عشان صحتك .. لتذهب سريعا من امامه وهي تعاتب قلبها علي الأهتمام به ، لكن مهما حدث بينهم فالقلب لا يكره من احبه يوما …الا ان اراد الله ذلك
وتبقي القلوب مستوطنه …. بحب اول من تلقت منهم صفعات الخذلان
ليبتسم هو وبصوت حاني : لو تعرفي انا بحبك قد ايه يامريم ، كنتي مهما عملت فيكي استحملتيني ، انا بقيت محتاجك اووي .. عايز ارجع ادهم بتاع زمان من تاني … ليتنهد بأسي وهو يبلغ سيكرتيرته بأمر الحفله التي سوف تقيمهاا مجموعه شريكاتهم بسبب اتمام اكبر صفقاتهم ، وعليها ان تبلغ الموظفين بدعوة الحضور …..
………………………………………….. ………….
كان يعلم بأنهاا ليست نائمه ، ليقترب منهاا بحب ويحاوطها بذراعيه ليقول : متزعليش مني ياشاهي مكنش قصدي اتعصب عليكي ، بس انتي الي اضطرتيني لكده ، ازي تشكي في حبي ليكي …. وانتي عارفه انا بحبك قد ايه
شاهي بدموع : يعني ادهم هو الي غصب عليك تتجوزني يا اياد ، انا كنت فاكره غير كده … بس مجاش في بالي ان ادهم يفرض عليك جوازك مني .. انا لجئت لادهم لاني ملقتش حد غيرهه اقدر احكيله .. بس لو كنت اعرف انه هيجبرك علي جوازك مني مكنتش عاملت كده
اياد بحب : انا كنت عبيط صدقيني ، حد يتجوز اطيب واحلي زوجه في الدنيا ويقول لاء ، ليضحك بحب وهو يقول : كنت بتدلل عليكي ياشاهي ايه مستهلش
لتبتسم هي من بين دموعهاا لتقول : لاء تستاهل ، لتشيح بوجهها بعيدا عنه : طيب دلوقتي انت مبسوط واحنا مع بعض
ليقترب هو منها بحب : ده انا اسعد انسان في الدنيا يا ام ادهم
شاهي بضحك : ايه ده انت قررت تسميه ادهم
اياد : عندك اعتراض يا ام ادهم
شاهي بحب : لاء طبعا ياحبيبي
ليضمهاا الي صدرهه بحب ، ويقترب من شفتاها بأصابعه ليتحسسهاا ، وبعد لحظات كان يضع قبله طويله علي شفتيها ليذوبوا معا في عالمهم الخاص
………………………………………….. …………..
لتبتسم بحب وهي تسمع صوته الحاني وهو يقول : وحشتيني
لتسرح قليلاا بقلبهاا وهي تعيد أحد كلماته ..ولاول مره تشعر بقربه
ليأتيه صوته وهو يقول : هبه انتي روحتي فين
هبه بخجل : انا معاك اه
أحمد : طيب انا كنت بقول ايه
هبه بأرتباك : كنت بتسألني عن بابا وماما
احمد بضحك : مش قصدي ديه ، انا قصدي اخر حاجه قولتهاا وانتي سرحتي مني
هبه : مش فاكره
احمد بضحك : طيب اقول تاني ، وحشتيني
هبه بخجل : انا قولت لبابا قراري علي فكره
احمد بهدوء: اه ما انا عرفت من عمي ، يلاا بقي جهزي نفسك يا عروستي ، كلهاا شهر وهتبقي مراتي وبتاعتي انا وبس .. واشوف خجلك ده الي هيموتني
هبه : كلمت نيره صحيح
احمد : اه كلمتهاا ، ونفسها تشوفك اووي ، هتنزل مصر بعد 15 يوم هي والاولاد
هبه : تيجي بالسلامه ان شاء الله
احمد : يلا بقي مش هتقوليلي وحشتني ولا ايه ياهبه ، عايز اسمعهاا بقي وبلاش شغل تغير المواضيع ده ماشي
هبه بخجل : وانت كمان ، وحشتني يا احمد .. لتغلق الهاتف سريعاا وهي تبتسم
لتدخل عليهاا والدتهاا وتقول : الجميل بيضحك ليه ، اكيد احمد قالك ان كتب الكتاب بكره
لتنهض هبه سريعا من مكانها وهي تقول : كتب كتاب مين اليٍ بكره ياماما
كريمه بحب : انتي ياحبيبة ماما ، احمد اتفق مع بابا وبكره ان شاء الله هتتحقق اكتر حاجه اتمنيتها من ساعة ما جيتي دنيتي ياحبيبة ماما
اما هو جلس يبتسم علي ردت فعلهاا ليقول : ماشي ياهبه تقفلي التليفون في وشي … لتعود ابتسامته ثانية ليتنهد بأرتياح ليحدث قلبه ويقول: هبه مش زي ندي صدقني !!
………………………………………….. ………….
وبعد اخر كشف قد انتهي منه ، جلس علي كرسي مكتبه بعد أن امر ممرضته الخاصه بالأنصراف ، ليضع وجهه بين كفيه وهو يتذكر!!
بس انا عايزه ولد بقي يامازن واسميه علي
مازن بحب : لاء بقي انا عايز بنت ، وتكون شبهك كده عشان يبقي انا الوحيد الي عندي القمر ومش قمر واحد بس لاء اتنين
صافي بحب : لاء بقي ولد ويكون شبهك ، عشان كل ما تغيب عني ، يبقي هو موجود وافضل اشوفه فيك وبكده متبعدش عن عيني ابداا
ليضحك هو لها بحب ويمسك احد ايديها وبصوت هامس : طب لو بنت نفسك نسميهاا ايه
صافي بتفكير : أمممممممم ، رهف .. اسم حلو صح
مازن بحب : حلو طبعاا ياحببتي ، عشان هيكون اسم بنتنا ان شاء الله
ليتنهد بحزن بعد ان عاد بذكرياته الماضيه لينظر لصورة الطفله التي امامه ليقول : مقدرتش مسمهاش رهف يا صافي
ليبتسم بحزن بعد ان طال النظر علي أبنته التي تبلغ من عمرهاا 4 سنوات … لينهض من علي كرسيه ويرحل بحنين قد هرب منه منذ زمان، زمن قد فرق احلامهم سويا … ليحقق كل منهما احلام قد فرضهاا عليهم القدر حتي تعيش قلوبهم ثانية
………………………………………….. …………….
ولاول مره تكتشف بأن في بيتهاا الجميل هذا ، اسطبل من الخيل ، لتقف امام احد الخيول ذات اللون البني الجميل وتقرب احد ايديهاا منه ، ليبتعد برأسه عنها قليلاا ولكن بعد لحظات كان يستسلم الخيل الي لمسات ايديهاا الحانيه لتبتسم هي وتقول : عارف انا هسميك بندق ماشي .. بس اوعي تقول لحد ان ده اسم الدلع بتاعك ماشي يابندق عشان انا الوحيده الي هندهك بيه بس بينا وبين بعض ….. لتتأمله بحزن وهي تقول : كان نفسي اركبك بس مش بعرف اركب خيل .. بس هفضل اتفرج عليك بقي يابندق .. لتلهو معه مثل الاطفال
وتظل تُداعب وجهه بأناملهاا الصغيره ..
اما هو كان يتابعهاا بنظره حانيه من بعيد ، ظل واقفاا للحظات يتأمل هدوئهاا وطفولتهاا ، ليتنهد بأسي علي طفلته الصغيره التي حولهاا لأمرأه تحمل بداخلهاا حزن جعلهاا تبلغ عمراا اخر علي عمرهاا …. وبخطوات بطيئه بدء يقترب منهاا
لتلتف هي بعد ان سمعت خطوات أقدام خلفها .. لتتطلع اليه قليلاا وبعد لحظات كانت تشيح بوجهها ، لتظل تداعب ذلك الفرس بشرود
ادهم بحب : عجبك !
مريم بتنهد : اه
ليقترب منه قليلاا ليقول : تحبي تركبيه
مريم : مبعرفش اركب خيول
ادهم بحنان : انا ممكن خليكي تركبي بس معاياا
مريم : لاء شكرا ، انا هفضل اتفرج عليه
ليمسك احد ايديهاا ويقربهاا منه وهو ينده علي السايس ليقول : خرج فرحان يا سعد
ليلبي السايس امرهه ، وبعد ان اخرجه ،بدء ادهم بمداعبته امام اعينهاا ليقترب منه الفرس بحب وكأن بينهم صداقه طويله
أدهم بحب : يلا هاتي ايدك ، ومتخافيش هنمشي براحه عشان عارف انه غلط عليكي
لتبتعد عنه بعينيها ، ولكن بعد لحظات كانت تركب امامه وهو يحاوطها من الخلف .. ليسيروا بخطوات بطيئه خوفا عليهاا .. لتضحك هي مثل الاطفال : كان نفسي اركب حصان من زمان .. وقبل ان تكمل جملتها وتخبرهه انها كانت تتمني ان يتحقق لها هذا الحلم وتركبه مع من يختارهه قلبها … مثلما كانت تقرء في روايات الفرسان والامراء الخياليه..
ليحتضنهاا هو بشده بعد ان فهم مقصدهاا ، ويظل صامتاا حتي لا يفسد علي قلبه قربه منها فقد أشتاق اليها كثيرا .. ليظل سارحا بعالم لا يوجد فيه سواهاا . ليقترب من أحد أُذنيهاا ليقول : فرحانه !
مريم بطفوله : اه ، فرحانه اووي …
وبعض لحظات قضتهاا بين ذراعيه …. بدأت تشعر بالألم لتقول : ادهم ، بطني بتوجعني اووي
لينتفض بذعر بعد ان هبط من علي جوادهه ، ليحملهاا بين يديه : هتصل بالدكتور حالا متخافش
لحظات قد قضاهاا في فزع عليهاا ، وهو يري الطبيب يفصحهاا … ليقترب منه الطبيب بأطمئنان : مالك قلقان كده ليه يا أدهم ، لينظر الي مريم ليقول : المدام كانت بتدلع عليك شويه بس ..
ادهم بقلق : يعني الجنين محصلوش حاجه
الدكتور بأطمئنان : هي بس عملت مجهود بسيط تعبهاا شويه ، بس انا هكتلبهاا علي شوية فتامينات عشان بس هي ضعيفه
ليضحك الطبيب بدعابه ويقول : جوزك يامدام ، خلاني اخد مخلفات أد كده ، شكله بيحبك اوووي .. ، شكلك غاليه عليه اووي .. اوووي
ليبتسم ادهم لصديق مهنته السابقه : طبعاا ومخافش عليهاا ازاي
وبعد دقائق كانت تجلس الهام بجانبهاا بعد ان غادر الطبيب ، لتقول لها بعتاب : كده يامريم تقلقيني عليكي ، وتركبي كمان خيل… ليأتي اليهم ادهم بعد ان ودع صديقه وشكرهه : الدكتور قال لازم ترتاحي سامعه
الهام : طيب هي لسا مش فاهمه حاجه ، انت بقي يادكتور مش عارف ان ده خطر عليها ولا البيزنس نساك ، لتعاتبهم وتقول : لما تولدي ابقي اركبي براحتك ياستي ، والخيل مش هيطير ..
لتبتسم لها مريم بحب : حاضر ..
لتظل نظراته متسلطه عليهاا وهو يتأملهاا ، وبعد ان انصرفت الهام ، اقترب منهاا ليجلس بجوارهاا : انتي كويسه دلوقتي
مريم : الحمد لله
ادهم بتنهد : هيجي يوم وتسامحيني يامريم
لتتطلع الي معالم وجهه بشرود وهي تتذكر يوم ان القي عليهاا صاعقة أنتقامه ، لتشيح بوجهها سريعاا لتقول : لاء
لتسقط كلمتهاا كالخنجر علي مسمعيه .. ليتنهد بأسي ويرحل
………………………………………….. ………….
وبعد لحظات قضاهاا ، يقلب في مذكرات والداته .. تنهد بأسي وهو يتذكر يوم أن علم بأمر هذه المذكرات، ليشرد قليلا بعقله ..
وبمناسبة التخرج يادكتور ، انا هعمل حفله علي شرفك
ليقترب منه ويحتضنه .. ليقول : مبرووك يادكتور ادهم
ادهم : الله يبارك فيك يا بابا ، بس مش لازم حفله يعني
عزت بفخر : ما الحفله هتكون بمناسبة افتتاح المستشفي بتاعتك ، وكمان انا لازم احتفل بتخرجك
ليعود بذاكرته .. يوم ذلك الحفل !!
عندما دخل مكتب والدهه ، ليبحث عن شئ ، حتي وقع بنظرهه علي احد الأجندات القديمه ، ليجبرهه فضوله للنظر فيهاا … ليري أسم والدته قد سطر بداخله … ليفر اول ورقه ويري كل شئ …. عن حياة امه السابقه ….
ليدخل عزت بذعر عليه ليمسكها منه بخوف ، وهو يلعن حظه بأنه قد أنساهه ان يخفيها ثانية ……
ليتتطلع هو اليه بألم ….ويقف عزت منكسا برأسه ليبدء بالحديث عن ماضي قد صنعه هو …. ليقول !!
يتبع….
الفصل الثاني والعشرون
ذكريات قد عاد بها الزمن ، وكأن الذكريات دائماا لا تأبي النسيان ، لتعود بحاضر لو علم ما يحمله الماضي من طياتذكريات ماضيه ، لكان تمني أن يزيلهاا الماضي بمحاه قد سطره قلماا زائل ، ولكن هيهات لا أحد يدرك بأن الماضي أحيانا يظل مرتبطا بالحاضر والمستقبل ، ليجبرنا علي حياه أما أن تحيا فيها بقلب خالي ، او تحيا فيها بين الذكريات ، وعلينا نحن الاختيار
عاد بذكريات ماضيه وهو يتذكر كل شئ ، وكأن لم يمرعلي هذا زمنا ، زمنا قد تجاوز ال8 سنوات ..
عزت بفتور: صدقني ياأبني أنا كنت بحب أمك ، عارف أني ظلمتها ، بس صدقني من حبي ليها ، مقدرتش أتخيل أنها تكون لحد غيري ، وياريت الحد ده كان بيحبهاا ده كان بيستغل حبها ليه ، عشان يتحداني ويقدر يساومني بيهاا ، ليجلس علي أحد الأرائك بأعين دامعه ليقول : أنا مش قادر أنسي يوم ماجيه قالي أنا اتجوزتهاا ، واخدتها منك وبأرادتهاا كمان .. عشان تعرف أني كنت أشطر منك والرهان انا الي كسبته .. ليصمت قليلا ليقول : قالي ، ان دلوقتي اللعبه أنتهت والمفروض أنفذ وعدي ، وأديله المزرعه بتاعت والدهاا ، ويصمت قليلاا .. لعله يكمل ماصنعه خياله من فيلم مُعد بمهاره
أدهم بضيق : مزرعة أيه ..
عزت : مزرعة جدك ، ده مكنش رهانه في الاول كان الرهان مجرد فسحه هتبقي علي حساب الي هيكسب ، بس جدك في يوم شاف عبدالله مع أمك ، اتجنن أن أزاي بنته تقف مع واحد ابن راجل شغال عنده ، طبعاا هزء والدتك وبهدلها وطرد ابوه عبدالله من المزرعه لما عرف ، انا أمك بتحبه ، عبدالله ساعتهاا .. أنا فاكر اليوم ده كويس
عبدالله : انا لازم أدفعه التمن غالي ، وهيكون في بنته
عزت : قولتلك ان الناس مستوايات ، انت مصدقتنيش
عبدالله : بكره هتشوف مين الي هيكسب ، بس دلوقتي رهاني مش هيكون مجرد فسحه لاا انا لازم اذل ابوهاا زي ما ذلني انا وابويا ، والمزرعه الي طردنا منها بكره هتبقي بتاعتي وانا الي هطردهه
عزت : انت ، اتجننت مزرعه ايه ، وده هتعمله ازاي بقي
عبدالله بشرود : بكره هتشوف .. وقبل انا يغادر : اه نسيت اقولك ، كلهاا أيام وحبيبت القلب هتبقي بتاعتي ، ويومها بقي يبقي نشوف هيعمل ايه الراجل ده لما يشوف بنته الوحيده متجوزه أبن العامل الي عندهه ..
ليفيق عزت من شروده وهو يقول : وجيه اليوم الي أمك اتجوزته ، عشان تهرب مني بعد ما جدك اجبرهاا علي الجوازه ، بس صدقني انا كنت بحبها ، صحيح كان في الأول لعبه ، بس بعدين أتحول لحب ، ونسيت الرهان وكل حاجه ، حتي عبدالله قطعت صداقتي بيه ، وحاولت كتير أفهم أمك حقيقته ، بس كان عميهاا بحبه المزيف …
ادهم : وبعدين
عزت بشرود : بعد يومين من جوازهم ، لقيته جايلي انا وجدك ، بعد ماجدك عرف مكانه ، وطلب منه يطلقها
بس هو … لينظر لأبنه في صمت
ليقوم أدهم من مجلسه ويطرق بقبضة يديه علي المكتب وبصوت حاد : وبعدين
عزت : قاله أنه أتجوز بنته عشان يصلح غلطته معاهاا ، وعمل كده عشان يداري فضحتها وسط الناس ، وبعد طبعا ماهي جات تترجاه قبل ما تتفضح ، وانه مستعد يطلقهاا وميفضحاش ، طبعاا لو أخد فلوس من جدك .. بس جدك في الوقت ده بدء يخسر أملاكه ، حتي المزرعه أنا اشترتها منه ، ومعظم الاملاك انا بعد كده اشترتهاا عشان يسد ديونه وميدخلش السجن ، وعمري في حياتي ما قولت لأمك صدقني ان عملت كده عشانهاا ولا حتي عيرتها ، كان ساعات بيبقي غصب عني لما بتستفزني وتعصبني ، وصدقني كل املاك جدك مكتوبه بأسم أمك .. الاا
ادهم : الا ايه
عزت : الا المزرعه ، لانهاا بأسم عبدالله ، لان عبدالله حط ده شرط الطلاق وانه ميفضحش امك ، عبدالله ده حقير محدش يعرفه أديه ، مبتفرقش معاه حاجه غير الفلوس ومصلحته وبس … ليقول وهو يعود بذاكرته
عبدالله : كويس ، انك سمعت الكلام وجيت تقابلني ياعزت ، وتخلص حبيبة القلب ، تصدق انا مش قادر اتخيل ان اللعبه اتحولت لحب ، لاء بجد ياعزت طلع عندك قلب وبتحب ، المهم ، ده مش موضوعنا ، انا عايز المزرعه ياعزت ، وده هيكون الشرط الي هطلق بيه ، هااا
عزت : تصدق انك حقير ، وواطي ، انا مش عارف ليلي كانت مخدوعه فيك ازاي
عبدالله بغرور : الحب ياعزت ، هههههه وهي حبتني انا مش أنت .. هاا بقي ورقه الطلاق بعقد المزرعه … ليصمت عزت قليلاا ، ليتطلع الي معالم وجه أبنه ليقول : هي ديه الحكايه الي امك متعرفهاش ، ولا تعرف السبب الي عبدالله حط حياتها عليه
أدهم بدموع : طيب هي فعلا أمي غلطت معاه
عزت : كداب ، امك كانت اشرف ست عرفتها وقبلتها ، بس هو الي كان حقير ، وكان عايز يسوء سمعتهاا ، وطبعا اهل البلد ما هيصدقه عشان ازاي عروسه تهرب ليلة فرحهاا ، وتروح لواحد ويتجوزهاا
أدهم بحده : انت كمان زيه ، متفرقش عنه حاجه ، متحولش تبرر خطئك .. ليصمت قليلاا ليقول : ليه هي محكتش في المذكرات عن الكلام ده
عزت : لانهاا مكنتش تعرف سبب طلاقهاا ازاي ، ولا الي عمله ، انا اتجوزتها ورجعت اعيش هنا في القاهره مع جدك ، وبعدت خالص عن كفر الشيخ ، وقفلت الصفحه ديه من حياتنا
ليخرج صافعاا الباب ، بعد أن أصبح عقله وقلبه في صراع وهو يتذكر ، كيف كانت والدته مجرد لعبه لرهان سخيف .. قد قضي علي حياتهااا ….
أدهم بتنهد وهو يمسح دموعه : أتفضل أدخل!
لتتأمل ألهام عيونه ، وهي تقول بحنان : انت كنت بتعيط يا أدهم ، مالك ياحبيبي
أدهم بقوه : ومين قال أني كنت بعيط … ويغير مجري الحديث ليقول : بكره هنعمل حفله كبيره في القصر التاني ، أجهزي انتي ومريم وانا هبعت السواق عشان يخدكم
لتبتسم هي له بحب لتقول : هتعمل الي في دماغك صح !!
………………………………………….. ………
وكأن تلك الليله ، هي ليله ذكريات الماضي ، لتأتي بها الرياح الي أصحابها ، وتذكرهم بماضي ، قد أغلقت صفحاته ، ما بين أنتقام وخداع ، ليصنع الكاذب سناريو من تأليفه .. لينسي الحقيقه .. التي هدمهاا منذ سنون طويله .. طويله لدرجة أن الزمن أغلقهاا … ليعود بعد اعواما ليفتحه .. ويلعب لعبة أغلاقه لها ثانية .. ليعود بفتحهاا مجددا .. وكأن الزمن يلعب بهم كما لعبواا به سابقاا .. ليأتي الدور عليهم ويلعب لعبته .. التي حتماا ستأتي بعدهاا الحقيقه …
شعرت بتقلبه جانبها … لتفتح عيناهاا .. وتنظر اليه بشك : مالك يازيزو
عزت بشرود : ها ، انتي بتقولي حاجه يانانسي
لتقترب منه حتي يصبح جسدها ملاصق له : بقولك مالك ، لا أنت شكلك بتفكر في حاجه .. وحاجه مهمه اووي
لينهض هو من علي الفراش : انا نازل تحت أشرب كاس ، نامي انتي ياحببتي
لتتأمل هي معالم وجهه بشك ، لتقول : ده أنت داهيه ، ومحدش يعرف بتفكر في ايه ، وقال أنا الي فاكره ممكن أضحك عليك ، ده انا طلعت عبيطه علي الأخر .. لتبتسم بخبث وهي تفكر في لعبه جديده ستلعبها مع أدهم
………………………………………….. ………..
ليظل يلقي عليهاا ، كلام الغزل لتترك له قلبهاا قبل أذنيهاا ، لتستمع الي كلماته ، التي اصبح يغمرهاا بهاا ، لتشعر بالحب الذي طالما تمنته ، واصبح الان بين أيديهاا ، ومع من أحبته بل وعشقته ، فكيف لا تعشقه وهو فارسهاا وحبيبهاا وكل شئ ، لينطق قلبهاا ويقول : يلا بقي قولي حاجه !
ليقف لسانها عاجزا ، وكأنه قد فقد النطق ، حتي نطق: وانا كمان بحبك اووي يا أحمد … ليقفز القلب فرحاا وهو يقول : اخيراا ، فعلتهاا !
ليقترب منهاا هامسا وبصوت واطي : قولي أحمد كده تاني
هبه بخجل : يلا بقي عشان منتأخرش ، والحق أجهز وانت كمان عشان شغلك
أحمد مبتسما : ماشي ياستي ، وهانت خلاص .. مش فاضل كتير وتبقي في بيتي ، يازوجتي العزيزه .. ليضغط علي تلك الكلمه .. ليري معالم وجهها
ليضحك بشده ويقول : انا قولت حاجه غلط ، ده حتي انا لسا كاتب كتب كتابي عليكي من يومين .. أظاهر انك بتنسي بسرعه ياحببتي
لتبتسم هي بخجل … لتقول : شكرا علي الفستان يا أحمد ، مع أن بابا كان مديني الفلوس صدقني عشان اشتريه الي يعجبني
لينظر اليها بضيق ويقول : هبه ، انتي دلوقتي مراتي ، واي حاجه عايزاهاا ملزومه مني انا وبس فاهمه ، ويلا عشان اروحك …
لتأتي خلفه سريعا ، بعد أن ابتعد عنهاا بخطوات قليله لتقول : أنت زعلت ، والله ما كنت أقصد
ليتطلع اليهاا بحده ويقول : اركبي يلا عشان اوصلك .. وبليل هبعتلك السواق
لتجلس بجانبه في السياره وتقول : طب قولي انك مش زعلان
احمد بهدوء : خلاص ياهبه مش زعلان صدقيني ، بس متتكررش تاني ، ليتطلع اليها ويقول : مافيش ميك أب كتير يتحط والاحسن ميتحطيش خالص فاهمه !
لتنظر اليه بأبتسامتهاا المعهوده .. ليعاود النظر اليهاا ويبتسم
………………………………………….. ……….
لينهض من فراشه سريعاا بعد لحظات قد قضاها مع أحداهن، ويرتدي ملابسه علي عجله ، ليقف علي باب شقته ليقول : نانسي !
لتظل تنظر اليه في غضب شديد وبصوت عالي : انت ليه ، حاطت المفتاح في باب الشقه من جوه
لتأتي اليه أحد الفتيات بملابس عاريه :مين ديه ياشادي
لتتفحصهاا نانسي بأحتقار لتقول : بقي انا عماله أتصل بيك ، وحضرتك مع البتاعه ديه .. 5 دقايق والاقيك طردتهاا بدل ما انا الي أطردهاا وافرج عليها الناس
ليقترب هو من أحد أذنيهاا ليقول : وتفضحي نفسك ياحياتي ، لاء أعقلي كده .. وثواني وهتكون مشيت ولا تزعلي نفسك ياروحي
لتتطلع اليهم بغضب .. وتبدء في اخراج احد سيجارتهاا ، لتظل تدخن بغضب شديد … لتقول : ماشي ياشادي ، ماشي
وبعض دقائق .. كان يجلس بجانبهاا وهو يقول : مالك يانانسي ، اوعي تكوني غيرانه
لتضحك هي بسخريه وتقول : انا اغير من البتاعه ديه ، اكيد انت مش في وعيك
شادي بأستفزاز : طبعاا ياحياتي ايش جاب لجاب ، نانسي مرات اكبر رجل اعمال ، تغير من بنت زي ديه … مش معقول ، بس ايه الي جابك فجأه كده ايه جوزك مسافر … ليقترب منهاا ويقول: ولا وحشتك ياحياتي ..
لتنظر اليه قليلا وهي تقول : اتغيرت اووي ياشادي
ليضحك هو بشده ليقول : زيك تمام ياحياتي … مش الزمن بيغير برضوه .. مش ده كلامك … ليتذكر يوم ان !!
بتفسخي خطوبتك مني يانانسي ، عشان مين صاحب الشركه ، نسيتي حبنا
نانسي ببرود : الحب مش بيأكل عيش ياشادي ، ولا هيخليني اركب عربيه ولا اعيش في فيله .. فاهم انا عايزه اعيش
شادي بغضب : مكنتش فاكر انك لما هتشتغلي وتخرجي من حارتنا البسيطه … نظرتك هتتغير يانانسي، وهتنسي حياتك .. مش معقول انتي نانسي .. الي فرحت بدبلة خطوبتنا بس وحست انهاا ملكت العالم كله
لتشيح بوجهها بعيدا عنه لتقول : الزمن بيغير ياشادي ..
ليعود بذاكرته .. ليقول : مقولتليش سبب الزياره المفجأه ديه ياحياتي ..
………………………………………….. …………
ويقف أمام عينيهاا برسميته ، التي تخلق منه شخص أخر ، شخص يختلف تمام عن أدهم حبيبهاا ، لتظل تتابع حركاته ، وعندما تلاقت اعينهم ، اشاحت بوجهها سريعاا
لتبتسم الهام بحب وهي تقول : بتعذبوا نفسكم علي ماضي انتهي ومش هيرجع تاني ، وهتضيعوا سنين عمركم بسبب الكبر والعند
مريم بحزن : الماضي ده انا مكنتش اعرف عنه حاجه ، ولحد دلوقتي مش أقدره اصدق .. بس ادهم هو
ليأتي من خلفهاا : السبب صح … ويقترب من أحد أذنيهاا ليقول : الفستان ضيق شويه علي فكره …
لتتطلع اليهم الهام لتقول : مبرووك ياحبيبي علي نجاح الصفقه الجديده ، ربنا يباركلك في شغلك يارب
ليبتسم لها بحب ويقول : الله يبارك فيكي يا احلي لولو في الدنيا … ليمسك أحد ايدي مريم ويجذبهاا اليه ، بعد ان غمز لألهام .. لتبتسم هي وتقول : روحي أقفي مع جوزك ، انتي مرات صاحب الحفله ، والمفروض تبقي معاه
وقبل ان تعترض وتبدي رئيها … كان يقف كم هائل من الصحفين ليلتقطون لهم الصور … ليعرفهم علي زوجته وام طفله القادم
لتشعر هي بالأندهاش من فعلته ، ولكن رغما عنها وجدت نفسهاا تبتسم له وتضغط علي احد أيديه ، ليهمس في أحد أذنيهاا بحب : عايز اخبيكي عن العالم كله ، مش عايز حد يشوفك غيري
وبعد دقائق ، كانت تجلس بجوار ألهام ..
الهام : سرحانه في ايه ياحببتي
مريم بشرود : خايف اسامح وانسي ، يكون بيعمل كده مجرد هدنه ، وبعدين …… لتصمت قليلا وتبكي
الهام بحب : أدهم مش وحش يامريم ، بس ابوهه الله يسامحه هو الي زرع فيه ماضي محدش يعرف حقيته غير 3 (ابوكي وليلي وعزت ).. بس للاسف الي فاضل هو عزت .. وانسي ان الحقيقه تبان دلوقتي بس اكيد هتنكشف في يوم ، بس الي انا واثقه فيه .. ان مش معقول واحد يربي بنته كده ويكون بالشكل ده … لتصمت فجأه الهام عندماا رأت !
عزت : اهلا يا ألهام ، يعني ابني يعزمك وانا ابوهه لاء ، شكلك بتأسي عليا أبني
لتلتف مريم لهذا الصوت وقبل أن تتركهم وتنصرف
عزت بأحتكار : بقي أنتي مريم ، اه تصدقي افتكرتك .. كنتي بتشتغلي حتت موظفه عندناا .. ليتابع حديثه ليقول : اوعي تفتكري انك بقيتي فرد من عيلتنا ، احنا عيلتنا كلها اسياد ، مش جرابيع وشحاتين ياحلوه .. مش عارف ابني شكله اتجنن عشان يخليكي تظهري في حفله أخرك تشوفيهاا في التلفزيون ..
لتبتعد عنه بأعين باكيه … لتنظر لهاا نانسي بأشمئزاز وتقول : خلاص بقي يازيزو متعصبش نفسك ياحبيبي ، عشان صحتك ، وكمان متخليش واحده زي ديه توقع بينك وبين أبنك ياحبيبي
لتتطلع أليهم الهام بشمئزاز .. وهي تتنقل بأعينها بين أوجه الموجودين … ولكن قد عادت اعينها خائبه بعد ان بحثت عنه
لتقول : تعالي يامريم ياحببتي ، الحفله ديه حفلة جوزك ، والمفروض الي يحضرها … يحضرها بأحترامه
ليرحلوا من امام أعين عزت .. لتقول نانسي : بيتمتعوا في خيرك ياحبيبي شايف
………………………………………….. ………….
لم تصدق أعينه بأنه بعد أن بحث عنهاا طيلة هذه المُده ، قد وجدهاا الأن بعد أن فقد الأمل بأن يلتقي بها ثانية ،وأين في ذلك الحفل .. ليظل شاردا بهاا ، وفي ملامحهاا … ليقترب منها وبصوت هادئ : أزيك مريم !
لتتطلع اليه بشرود وهي تتذكره : استاذ جلال ، ازي حضرتك وأخبار مروان ايه
لتلتف الي الهام التي تتطلع اليهم وتقول : ماما الهام … وده أستاذ جلال ياماما
جلال : اتشرفت بمعرفتك ياهانم !
وقبل أن يسألهاا عن سبب اختفائها ، كان أدهم يقف خلفهم بحده ليقول : اهلا أستاذ جلال نورت الحفله
جلال بحبور : اهلاا مستر أدهم … وتظل اعينه مسلطه علي مريم وقبل أن يقول شئ .. كانت مريم تبتعد عن أعينهم بعد أن رأت أعين أدهم مصوبه عليهاا ….. لتنتبه لصوت احدهمااا، وهي تعيد ذلك الصوت لمسمعهااا …لتلتف خلفهاا وهي تبتسم ، لصاحب ذلك الصوت
يتبع….
الفصل الثالث والعشرون
وكأن للقدر مفاجأت تائهه لا تخطر علي أذهاننا ، ليجمع ويفرق كما يشاء وما علينا نحن سوا الوقوف امام تلك المفاجأت لنري هل ستسعدنا ام سيكون شعور اخر لا نتوقعه
وقفت متأمله في صوت كانت تعرفه كثيرا، لتلتف بأعينهاا لتري صاحب ذلك الصوت ..
لتبتسم هبه بحب : ياااا يامريم اخر مكان متوقعتش للحظه اني اقبلك فيه ، وحشتيني بجد
مريم بحب : وانتي وحشتيني اكتر ياهبه ، مبروك علي خطوبتك ببشمهندس احمد
لتبتسم هبه بخجل : الله يبارك فيكي .. لتنظر اليهاا بتسأل لتقول : انتي كنتي فين المده ديه كلهاا ، انا سألت عنك كتير لدرجة اني فقدت الامل اني الاقيكي
لتشيح بوجهها سريعاا ، لتقع عينيها عليه وهو يتحدث مع ضيوفه بأبتسامته وجاذبيته المعهوده .. لتتنهد قليلا : اتجوزت!
هبه فرح : مبروك ياحببتي ، وانا كلها مده قصيره واحصلك … لتتذكر شيئا قد جاء ببالهاا : انتي عرفتي منين صح ان انا واحمد اتخطبنا
لتعود بنظرهاا علي ادهم ، وهي شارده … لتنظر اليها هبه بدهشه : انتي ودكتور ادهم اتجوزتوا !
لتبتسم مريم بحزن وهي تهرب بأعينها اليه .. لتتذكر لحظه زواجهم لتبتسم بألم .. وهي تحرك لها رأسها بالأيجاب
………………………………………….. ……………
كانت جميع نظراتهاا توحي بالعتاب والألم ، لم يكن كما يقولون فارس الاحلام المنتظر، ولكن كان فارس الاحلام المرسوم ، فارس الاحلام الذي يصنعه هو كي يصبح في نظر احداهن الشخص المناسب …. تذكرت يوم انا رأته وبدء يلعب معها لعبته
اهلا ، اهلا بشمهندسه الهام ، نورتي الشركه
لتبتسم له بجديتها المعهوده : اهلا يافندم ..
ليظل هو يتفحصهاا بعقله قبل قلبه .. ليصبح قلبه تائه بين رغبات عقله ….. وما انا انتهي حوار العمل .. حتي بدأت اللعبه الجديده …. التي لم ينكر يوما انه لم يحبهاا ، فقد كانت لها بريق لامع تخطف الانظار ولكن لم يكن عليه ومعه.. هو عزت شوكت اشهر رجال الاعمال …… وفي النهايه اصبحت زوجته التي فرض عليها الزمن ان يكون قدرهاا
ابتسمت بسخريه وهي تتذكر ايامها معه ، لتشرد في يوم ان طلقها لتبتسم براحه كما يبتسم العصفور الحر عندما يطلقه سجانه لينعم بحريته …… كما كانت كثيراا تظن ان كلمة طلاق بالنسبه للمرأه اصعب شئ ..ولكن عندما نطق هو بها اليهاا .. كانت مثل الطفله الصغيره التي يكافئهاا والديها بالعروس الكرستال …… ليقف الزمن ثواني وتتلاقي اعينهم
ويقترب هو منهاا بغرورهه وثقته المعتاده : بلاش تعصي ادهم عليا يا ألهام ، ادهم ابني انا
لتضحك بسخريه : ابنك ، غريبه ياعزت .. انت تعرف ايه عن الابوه عشان تقول ابني .. لتضحك ثانية لتقول : تقريبا متعرفش غير بس متعتك والستات ، اما ولادك الفلوس ممكن تربيهم ، ممكن تجيب مربيه او عشره مش هتفرق وتربي ولادك .. لتتطلع اليه بأحتكار وهي تقول : او واحده تتجوزها وتكون ليهم داده مش صح … اما انت بقي لازم تفضل في العالم بتاعك ومزاجك ومش فارقه … تصدق انا بستغرب انت بقيت اب ازاي ، والغرابه ان ادهم مش زيك ولا حتي اياد الي كان ممكن يبقي زيك مبقاش نسختك .. اظاهر انت نسخه شاذه ياعزت
ليتطلع اليها بحده ….وقبل ان ينطق بأي كلمه ، كان ادهم يقف امامهم : السواق وصل يالولو ، يلاا عشان يوصلك انتي ومريم ، لان مريم شكلهاا تعبانه
لتتطلع اليه الهام بحب : ربنا يخليك ليا ياحبيبي .. لتعاود النظر للعزت الذي كان يشتعل غضبا من كلامها الذي لم تتفوه بشئ خطئ منه…
ليقف امامه ادهم وبصوت هادئ : كرامة مراتي من كرامتي وكاد ان ينطقها لاول مره منذ زمن .. ولكنه أدرك سريعا غلطته وقال : ياعزت باشا ، واظن لما هتهنها كأنك بتهني تماما … عن اذنك سهره سعيده ..
ليتركه بمفردهه ، وهو يلعن كل شئ واولهم هي (مريم )
………………………………………….. ……..
جلست بجانبه في سيارته ، ليتطلع اليها من حين لاخر وهو يري عيناها الشارده وكأنهاا تفكر في شئ هارب منها ، لتحرك بأيديها يمينا ويساراا وكأن المسأله اصبحت معقده بالنسبه لهاا
ليضحك بصوت عالي : مالك ياهبه ، انتي اتجننتي ولا ايه ياحببتي
لتتطلع الي وجهه بغيظ : يعني انت كنت عارف مكان مريم فين ، ومرضتش تقولي لما جيت سألتك
لينظر احمد امامه ليتابع طريقه :مش بالظبط كده
هبه: يعني ايه مش فاهمه
احمد بتنهد : يعني عارف اه الموضوع من بدري ، بس يوم مسألتيني كنت لسا معرفش …ليلتف بوجهه اليها : انتي ليه شغله بالك بالموضوع
هبه بتفكير : أممممم ، اصل غريبه دكتور ادهم ومريم يتجوزوا شئ غريب .. طب ازاي ده تقريبا دكتور ادهم مشفش مريم غير في المرتين الي خبطها فيهم .. يعني حب من اول نظره ، طيب لو فعلا حب من اول نظره ليه محدش عرف بجوازهم …
احمد بهدوء : مافيش حاجه غريبه ياحببتي مع الحب متستعجبيش ، طب ما انا حبيتك من غير ماأعرف .. ليضحك قليلاا وهو ينظر الي وجهها
لتقول بدعابه : طب ما انا حبيتك من غير ما اعرف حبيتك ازاي
ليبتسم هو : بس انتي كنتي بتحبيني من زمان .. ليغمز لهاا وهو يضحك
هبه بعبوس : لاء انت بقي الي كنت بتحبني الاول
ليقف بسيارته ، امام بيتها ويتطلع اليهاا : مش مهم مين فينا الي حب التاني الاول ، المهم اننا دلوقتي مع بعض …. ويقف بهم الزمن للحظات .. ليذوبوا معا في نظرات اعينهم … ليقترب منهاا قليلا ويكاد ان يقبلها .. ليبتعد عنها سريعاا : يلاا عشان متتأخريش ، وهبقي اكلمك لما اوصل البيت
لتنظر اليه بخجل شديد .. وتهبط من سيارته وهي تتابعه بأعينهاا .. ليتنهد هو بشرود : ويتذكر حبه الزائف سابقاا لندي… لينهر نفسه علي ماكان سيفعله ، فحتي لو اصبحت زوجته .. فهي الان امانة معه حتي تصبح زوجته امام الناس
………………………………………….. ………..
ظلت تتأمل المكان ، وكأن الزمن لم يمر عليه يوما ، وكأن الزمن قد مر عليهم هم فقط … لتتطلع بأعينهاا علي مكان جلوسه .. وتسير بخطوات بطيئه لم تعرف لماذا اصابها الخوف الان ولماذا سوف تخاف فهي لم تصبح المراهقه التي تسرق من الزمن لحظات للقاء حبيبها .. ليرفع بوجهه قليلاا .. ليري قدومهاا .. ويبتسم …
صافي : ازيك يا مازن !
لتجلس أمامه ، وهي شارده في ماضي قد أنتهي : لسا فاكر مكانا المفضل
ليتطلع الي اعينها : وعمري ما نسيته
وبعد صمت طويلا داما بينهم …..
مازن :أطلقتي من احمد ليه
نظرت الي أعينه ..التي تتأملها بأسي لتقص له كل شئ ، كل شئ عن زوج خاين ، زوج لا يفرق معه سوا نفسه ، زوج قد أعاد اليها أبنها مقابل المال ، زوج قد اهانها طيلة سنون زواجهم .. ليرمي لهاا ورقة طلاقهاا بعد ان تركهاا في بلدا غريبه … لتبكي مع كل كلمه كانت تنطق بها تُذكرها بجميع لحظاتها معه
ليتطلع الي وجهها الباكي ، في ألم : علي فكره أنا سمتها رهف
لتبتسم من بين دموعها : وعلي كده طالعه ليك ولا لمامتهاا ..لتشيح بوجهها بعيدا عن موضع اصبعه الذي يزينه خاتمها
مازن بشرود:مي ماتت ، بعد ماولدتهاا علطول ، للاسف كان عندها القلب ، والدكاتره منعوها انها متخلفش بس كان نفسها تجيبلي طفل .. افضل افتكرها بيه
لتتطلع الي معالم وجهه بأسي : انا أسفه يامازن ، مكنش قصدي افكرك بيهاا
ليبتسم هو : انا أصلا منستهاش ، بشوفهاا ديما في رهف ، لانها نسخه مصغره منها
لتشيح بوجهها بعيدا ، حتي لايري الدمعه التي فرت منها بدون ان تشعر ، عندما رأت في عيناهه حبه لزوجته…. لم تدري لماذا قد غارت ، فهو لم يخطئ عندما بدء حياته من دونها وتزوج .. فماذا كانت تنتظر ، انا تعود له لتجدهه مازال ينتظرهاا
………………………………………….. ……………
جلس يتابع اعماله بتركيز تام ، الي ان جاء طيف من ملامحها امام اعينه ، ليزيح بنضارته الطبيه ، ويظل شارد بهاا قليلاا ، ليتذكر اعين طفله عندما اخبرهه انه قد رئها ليبتسم له ابنه ، ويطلب منه ان يلتقي بها ، فهو يريد ان يسمع صوتها ويحدثهاا .. فقد كانت اول أمرأه تشعرهه بالحنان بعد وفاة والدته ويحبها….لم يعتقد ان الصدفه سوف تجمعه بها في ذلك الحفل ، الذي تم اقامته بسبب الصفقه التي حدثت بين شركته ومجموعه شركات ادهم ، ليحادثه عقله : اكيد موظفه عندهه .. ليشرد قليلاا ويتذكر يوم ان قالت له انها تعمل في احد الشركات التي تخص مجموعة الصفوه (التابعه لأدهم).. لينهر عقله بأنه لم يتذكر هذا إلا الان .. فقد بحث عنها كثيرا ، ولكنه نسي امر عملها تماما …ليمد يدهه ويلتقط صورة طفله القابعه امامه ليتأملها وهو يراها ايضا امامه ،ليبتسم بشرود بعد ان علم كيف سيصل الي طريقهاا
لتدخل سيكرتيرته الخاصه : مستر جلال ، الاجتماع هيكون بعد يومين مع شركه الصفوه للأستثمار ، سكرتيرة مستر ادهم اتصلت وبلغتني بالميعاد
………………………………………….. ……………
مازالت الاعين والنظرات تحاوطهاا ، والكل يتحدث عن زوجة صاحب العمل ،التي تعمل معهم كمجرد موظفه عاديه لا تفرق شيئا عنهم ، ليظل البعض يتأكد من الخبرالمعلن امام اعينه في مجلات مشاهير المجتمع ، ويظل البعض الاخريتأكد ممن شاهد ذلك بأعينه في الحفل التي حضرها ، لتظل هي تشاهد العيون المسلطه عليهاا ، وتسمع احاديثهم الجانبيه ، وكأنهاا اصبحت حديثهم جميعا ، لتبتسم بسخريه علي حالهم ، لتأتي اليهاا سكرتيرته التي تحولت تماما من كائن بغيض الي أحد يود ان يفرش لها الارض وردا كما يقولون
وقفت تنظر حولهاا ، متأمله مكتبه الفارغ .. لتسير بخطوات بطيئه نحو مكتبه الوثير لتظل تتفحصه بعنايه دقيقه .. وبعد لحظات كان فضولهاا يحاوطها ان تجلس علي كرسيه ، لتلهو بعض الشئ في متعلقاته .. ولكن ليس للاطلاع بل بالعبث قليلاا ،شعور طفولي قد سيطر عليها بدون ان تشعر … لتظل تمسك بأحد الاقلام ،وتجذب احد اوراقه لتسطر عليها رسمتهاا ، وكادت ان تنهض من مكانهاا عندما وجدته لم يأتي حتي الان .. لتري الباب يفتح ويقف هو امامها
عزت بحده : لاء وكمان قاعده علي كرسي ابني ، وكأنك ورثتي الشركه ، او شريكه فيها ، لاء فوقي يابنت عبدالله ، انتي ولا حاجه وعمرك ما هتبقي في المكانه ديه ، والي في بطنك الي ربطانا بيه ده ، بكره تولدي واخدهه وارميكي في الشارع ، ليضحك بسخريه وهو يري دموعها …
لتتطلع اليه بأعين باكيه : انت ليه بتكرهني كده
لينظر لها ساخرا : عشان انتي بنته فاهمه ، حظك انك بنته
ليتطلع لها بحده : انتي لسا واقفه قصادي ، يلاا من وشي ، مش علي اخر الزمن راسك هتبقي براسنا
ليقف خلف والدهه ، بعدما هز رأسه لها بأن تصمت .. ليقول : خلصت كلامك يا عزت باشا ، واهنت مراتي براحتك .. ليتنهد بضيق : قولتلك قبل كده كرامة مراتي من كرامتي .. يعني لما بتهنها بتهني انا ، والعموم نورت المكتب ياعزت باشا
ليصمت عزت قليلاا ويتطلع اليه ، وهو يعلم بأنه قد خسر ابنه للمره المليون ، ولم يبقي احد خاسر في ذلك الكرهه سواهه … ليلتف اليهاا ويتأمل ملامح وجهها الباكيه ، ليغادر المكتب بل الشركه بأكملهاا … لتقف هي امامه : انا اسفه ، اني سببتلكم خلافات مع بعض ، وصدقني كان غصب عني ….ليقاطع حديثها وهو يضع انامله علي فمها بحنان : هووس متتكلميش ، مكتبي ده هو مكتبك ، والكرسي ده تقعدي عليه براحتك ، واظن لو متمتعتيش في خير جوزك وهو عايش ، عايزه تتمتعي بيه امتا
لتنظر له بدموع : بعد الشر عليك ، متقولش كده .. انا مش عايزه حاجه انا عايزاك .. لتقف اخر كلمه في حلقهاا
ليبتسم هو علي حبها له الذي مازالت تحمله .. :لسا بتخافي عليا يامريم ..
مريم بطيبه : متزعلش منه يا ادهم ، ده مهما كان باباك ، صدقني باباك طيب بس للاسف ساعات من ضعف نفسنا الشيطان بيسطر علينا ويلعب بينا زي ماهو عايز ، لحد ما بنعيش ونموت واحنا في دنيا غافله
ليجلس علي احد الارائك بتعب : انا تعبان اووي يامريم ، بقيت تايه مش شايف اي حاجه قدامي غير سراب
لتقترب منه بطئ وهي تتطلع الي ملامح وجهه المتعبه.. : انت كويس يا أدهم
ادهم بشرود : أنا بقيت محتاجك اووي يامريم ، اوعي في يوم تفكري تسيبي ايدي ، خلينا نعاتب بعض نزعل ، نثور نغضب ، بس اوعي في يوم تبعدي وتسبيني سامعه .. ليبتسم بألم :انا عارف اني ظلمتك ، وجيت عليكي كتير ، وهدمت حبك ليا بأيدي ، ومهما بتعملي وتثوري عليا مش بزعل بحسك انك بنتي الي لازم احتويهاا
لتبكي امامه بصمت .. ليقف امامهاا ويحتضنهاا : اخبار حبيبي او حبيبة بابا ايه
لتتأمل ملامح وجهه بحب : احنا كويسين طول ما انت معانا وجنبنا
لم يتمالك نفسه ، سوا ان يقربهاا منه ثانية ويحتضنهاا بشده ، لتبكي هي علي كتفيه ، فالاول مره تراهه بهذا الضعف ، الضعف الذي جعلها تعصف بكل شئ ، حتي لا تبقي هي ايضا جلاد ينصب عليه .. ليرفع وجهها قليلاا : بتعيطي ليه دلوقتي ، مش كنتي بطلتي عياط وبقيتي مريم القويه
مريم بدموع : اوعي تضعف يا ادهم ، وتكرهه بابا ، والله مكنش راجل وحش ، لو كان عايش لحد دلوقتي كنت فعلا هتصدق كلامي
ادهم بشرود : ماهو ده الي مخليني تايه ، مش قادر اصدق ان الراجل الي عرف يربي بنته كويس ، ويربيها احسن تربيه وبرغم كل حاجه قبلته ، حافظ عليها وعلمهاا ، مش قادر اصدق ان البنت الي رضيت تشتغل اي حاجه عشان تصرف علي والدتهاا وترعاها ، ولا قادر اصدق ان الي بتدعيلي حتي لو ظالمهاا ….ليصمت قليلا ليقول : شوفتي انا تايه ازاي
………………………………………….. …………
كانت اعينه مازالت تتفحصهاا ، وهو يتتطلع الي جسدهاا برغبه شديده ، ليبتسم لهاا : انتي تؤمري يا مدام نانسي
لتتطلع اليه بشمئزاز ، تحاول ان تداريه تحت ابتسامتها المزيفه : عايزاك تنشرلي الصور ديه ، ولازم تنشرهالي في اسرع وقت ، وياريت يكون في العدد الي جاي
فهمي : صور ايه ديه يامدام نانسي
لتعتدل هي من جلسته : هيبقي سبق صحفي لمجلتكم هايل ..
ليتطلع هو الي الصور … لتبدء شفتاهه في التبسم : تحبي تشربي ايه يا مدام .. لمون صح
نانسي بضحك : طبعاا محدش هيعرف ان انا الي ورا الصور ديه مفهوم
فهمي ، بتأمل للصور : طبعا يا هانم !
………………………………………….. …………….
كان يحتضنهاا بين ذراعيه ، لتصبح انفاسه تحاوطهاا ، لتغمض عينيهاا قليلاا ، وهي خائفه لا تعلم لماذا اصبحت تخاف من حياتها ، وكأن كل شئ معه اصبح مهدد ، ليشعر هو بهدؤئهاا ويقول بدعابه : بطنك بدأت تظهر ياحببتي ، قربتي تبقي شبه الكوره
لتضحك وهي تبتعد عن حضنه .. ليجذبها له ثانية ليهمس بصوت حاني : بس عجباني برضوه في كل الحالات ياطفلتي
لتبتسم هي ، وتمسك بأحد أيديه وتضعهاا علي بطنهاا التي بدأت بالفعل في الظهور : سامع بابا بيقول ايه ، ماما هتبقي شبه الكوره
ليضمهاااليه بشده .. ليشرد قليلاا في يوم قد فكر للحظه ان يتخلص منه ويحرم نفسه من اجمل شعور يتمناهه المرء .. : كنت خايف مكنش اب كويس ، كنت خايف اكون زيه ، وابني يكرهني
لتتطلع الي وجهه الذي اشاحه بعيدا عن أعينها : كتير كنت بحتاجه يبقي جنبي ، عارفه كنت بعوض نقص احتياجي ليه في اياد ، كنت كل ما احس اني محتاج حضنه ، وايدهه تطبطب علياا وتوجهني ، كنت الاقي نفسي مع اياد ، افضل ازعقله واعقبه ، كنت عايش معاه تقريبا دور الاب قبل الاخ
ليتأمل وجهها بحب : خفت اووي يامريم ، اكون اب ولا حاجه بالنسبه لولادي ، وكأن وجودي زي عدمه
ليقول بشرود : نظرتهاا عمري ماهنساها، وهي بتبصلي انا واياد ، كان اياد لسا طفل بيتعلم المشي ، قالتهاا اخر جمله في حياتها
ياتري مين فيكم ياولادي هيكون زيه ، فضلت تبصلنا احنا الاتنين وكأنها كانت بتدور علي عزت تاني ، مكنتش عارف ليه نظرتهاا كانت فيها ألم كده ، بس بعدين فهمت هي كانت خايفه ليه ……. تصدقي لو قولتلك اني مش بكرهه ، عمري ماكرهته
لتتطلع الي نظرات اعينه قليلاا .. : انت مش زي باباك ولا هو زيك ، احنا الي بنقرر هنعيش بأي دور وبأي وش ، في الي بيكون عايز يعيش زي الصنم مبيسمعش غير شيطانه ، وفي الي بيكون عايز يعيش انسان زي ما ربنا خالقه … وكلنا بنحدد دورنا وكل واحد هو الي بيحكم علي نفسه الدور الي هيعيشه ، وفي الاخر الرساله بتنتهي .. وقلوبنا التايه بترجع مطمئنه من تاني … وعقلنا بيقف عن البحث في عالم فاني …. وبكده كل واحد بيوصل لرسالته …
ليتأملهاا بحب شديد ، ويلمس وجهها بحنان .. : انتي احلي حاجه ربنا بعتهالي بجد يامريم ، ده انا حتي ساعات بستغرب ان ربنا بعتك لياا ، ليبعد بوجهه قليلا ليقول بندم : مع اني كنت بعصيه احيانا ليصمت قليلا وكتير كمان ، وبنسي انه مطلع عليا وشايفني
لتتطلع هي الي الفراغ الذي امامهاا بشرود : ساعات ربنا بيمد ايدهه ليناا ، عشان يساعدنا والشاطر هو الي يقدر يجري علي فرصته قبل ما تضيع ، لان الفرصه ما بتجيش غير مره واحده … وكل واحد حسب فرصته في الي ممكن ربنا يبتليه بمرض عشان يختبر صبرهه ورضاهه وديه بتكون فرصته في الدنيا ، وفي الي بتمر عليه الدنيا بمواقف للعبره ، عشان تنبهه ويفوق ، وفي الي ربنا بيقابله بالناس الي روحهم شبه عشان يقدروا يمدوا ايديهم لبعض ويكملوا مع بعض …. وفي الي بتتوفر ليه كل الفرص ديه ، وللاسف بيكون الاوان فات … والفرص بتكون خلاص راحت .. والحياه انتهت
ليظل يتأملهاا طويلااااا … ليقول بحب(يوم جوازنا مصلناش مع بعض تيجي نقوم نصلي واكون انا أمامك)
يتبع…
الفصل الرابع والعشرون
وكأن الزمن يصارعنا ،لنصبح بين طيات ماضيه وحاضره ، ليقف لحظه بنا في عالم لا نري فيه سواا نسمات ارواحنا .. لنسير معه بخطي بطيئه وكأننا لا نريد أن نترك عالم أصبحت اهوائنا بين عصافات رياحهه ، لنلتف خلفنا فأذا بنا نرجع للسراب ثانية ، ونخرج من عالم قد رسمته قلوبنا ورفضه العقل بأحلامه الوهميه ، لتقف أقدأمنا بين ذاك وذاك ، لتبحث عن مكان … ما يقال عنه عالمنا الحقيقي .. لتهرب القلوب التائه منه لعلها تجد ما تبحث عنه ، وتظل القلوب الضائعه في ظالمهاا القاتم … لتبصر العين كما اراد القلب … وتصبح الارواح في الملكوت سابحه …. بين ذكريات وماضي وقلوب اشبه ما يقال عنهاا قد فقدهاا اصحابهااا منذ زمن في رحلة قد كان العقل هو سيدهاا ….
لم يكن لغفران شئ سهل ان تقدمه له ، فالجرح لا يطيب الا بعد وقتا يمهله الزمن لنا ، لا نعلم هل سيطيل اما سنطيب سريعاا ، ولكن قد نسينا ان الاهتمام قد يجعله يشفي سريعاا ليطيب … ولنقل هذا ما جعل الغفران سمة لقلوبنا التائه
فكم كان صوته جميلااا ، وهو يؤمهاا في الصلاه ، لم تتمالك أعينهاا من أن لا تفيض دمعا ، وهي تسمع صوت بكائه وهو مازال يردد قول الله تعالي ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنعا)
لينهوا صلاتهم سوياا ، ويزال هو شاردا في عالم بعيدا وكأن الزمن قد أطال بينهم فأصبحت المسافات لا تحسب من طيلة بعدهاا ، لتقترب هي منه .. وبعد لحظات طويله قد قضاهه بمفردهه هائما في عالمه .. التف اليهاا ليقول بصوت تائه : ساعات من غبائنا بنفتكر ، اننا ماشين صح في الدنيا ، ونكمل طريقنا عادي ، وكأن التايه بيكون عارف ان طريقه صح وانه خلاص قرب يوصل ، لحد ما بيلاقي نفسه في نهاية مطاف مسدود ، بين الضياع والسراب .. ليبتسم بمراره : كنت طول عمري بفتكر اني ماشي في طريقي الي رسمته صح ،بس للاسف اكتشفت ان اكبر غلط انك تظن لحظه انك فعلاا صح … في العالم الي خلقت نفسك فيه ، ونسيت في الاخر انك انت الوحيد الي ضايع في دنيا محدش عارف فيهاا اذا كان كسبان ولا خسران ، اذا كان تايه ولاا عارف طريقه كويس ، اذا كان ماشي صح ولا ماشي غلط ولسا بيكابر مع نفسه لحد ميكتشف انه كان ضايع
لتمد يدهاا بحنان وتضعه علي أحد أيديه وكأنهاا تريد أن تشعرهه ، بأنها مازالت معه .. وسيسيروا معاا في طريق واحد …
ليلتف اليهاا بأعينه الحانيه ليحتضنهاا بهم .. وكأن للعين حضناا خاص لا يفهمه احد سوا المحبين ….
………………………………………….. …………………..
وكم كانت لحظه لا تنسي من العمر ، لحظه ستظل ذكري خالده في ذهنه يتذكرهااا كلما رئ طفله يكبر امام أعينه ، كلما رأهه يخطوا اول خطوه له ، ليصبح رجلا يافعاا يتكئ عليه في كبرهه بعد ان يحسن تربيته في صباهه ، ليقف به الزمن لحظات وهو يدرك سعادته وهو يحمل طفله بين يديه ، لتتأملهم هي بأعينهاا ، وهي تري صورة لأسرتهاا الجميله ، فها هو زوجهاا ، وطفلهاا امامهاا ، لترسم العين صورة اخري من صور الحب ، ليلتف هو اليهاا وبصوت حاني :
حمدلله علي سلامتك ياشاهي ، قصدي يا ام أدهم
لتبتسم هي بتعب : الله يسلمك ياحبيبي ، طالع حلو
اياد بفرحة الاب : وهيكون وحش لمين ، باباه ومامته حلوين
لتبتسم له لتقول : طب هاتوا اشوفه بقي ، عشان نفسي المسه
ليقترب منهاا ، وهو مازال يتأمله .. لتمد يدها بحنان لتقول بصوت باكي : مكنتش فاكره لما هتيجي هتلاقينا في السعاده ديه وهتلاقينا منتظرينك بفارغ الصبر ، كنت خايفه عليك تعيش حياه في اب وام مجبرين علي بعض ، فكرت كتير ان اتخلص منك وارمي كل حاجه ورايا واضعف لشيطاني .. لتبتسم من بين دموعهاا لتقول : كنت أظن ، ولكن قد خاب الظن ، وبقي الظن بربنا أعظم واكبر من كل شئ …
ليتسم هو من بين دموع فرحته المخطلته بدموع ندمه : الحمدلله ان ربنا انعم علنا بيه وجعله سبب في رجعونا لبعض
لتقرب أيديهاا بحنان ، الي أنامله الصغيره وتظل تتحسسهاا بحب وهي تشعر بمشاعر اخري قد بدأت تزرع في قلبهاا ، مشاعر لا يمثلهاا شئ سواا الحب الابدي …
لتقف الاعين لحظات … وتتلاقي اعينهم علي فرد واحد فقط وهو الضيف الجديد
………………………………………….. ……………………..
لحظات قد قضاها ، يصرخ بهاا وهو يلعن ويسب في خيانتهاا
لتقف امامه بدموعها الوهميه لتقول : صدقني ياعزت أنا معرفش حاجه عن الصور ديه ، متظلمنيش ياعزت
ليمسك أحد ايديهاا بعنف ليقربهاا منه وهو يقول : والصور ديه ياهانم ، ها فهميني انتوا كنتوا بتستغفلوني انتي والبيه أبني
نانسي بدموع : لما كنت بشتغل في الشركه ، قبل ما أتعرف عليك ، كان أدهم بدء يلفت نظري ويقرب مني ، وبدء يوهمني بحبه ، بس في الاخر طلع كداب
لينهرهاا بشده وهو يقول : والصور ديه
نانسي : كنا في صفقه لازم نمضي عقودهاا في شرم الشيخ ، والشركه رشحتني أني اسافر مع مستر أدهم ، ومعرفش بقي أكتر من كده ، حرام عليك بقي ياعزت … والله انا مظلومه ومحبتش حد غيرك
عزت بشك : عشان كده كنتي عايزه ترجعي تشتغلي معاه في نفس المكان
نانسي بهستريه مصطنعه : لا ياعزت متظلمنيش ، انا عملت كده عشان بس أثبتله اني عمري مافكرت فيه للحظه ، وان هو دلوقتي بس أبن زوجي والله …
لتقترب منه بخبث : اوعي ياعزت تصدق الكلام الفارغ ده ، انت لو صدقته انا ممكن اموت … لتنهض بتثاقل أمام أعينه … وهي واضعه بيدهاا علي رأسهاا … لتسقط مغشية عليهااا
………………………………………….. ……………………..
وكأنهاا أصبحت محور حديثهم كل يوم ، ليسلطوا عليهاا أعينهم ، ويظلوا يتحدثون بهمسات جانبيه ، ولكن اليوم كان مختلف تمام ، عن سابقه فالنظرات قد أختلفت تماماا ، واصبحت أما شفقه او شماته لا تعرف سببهاا ، لتظل تتابعهم بنظراتهاا الحائره بينهم وكأنهاا تبحث عن مجيب لهاا ليخبرهاا لما كل هذه النظرات … لتقترب منها أحد زميلاتهاا وتلقي أمامهاا تلك المجله .. والبسمه تملئ وجهها وكأنهاا في معركة سباق معهاا
لتتطلع الي نظرات اعينهااا ، التي تحدثهاا بأن ما تريد معرفته في هذه المجله وامام اعينها ، لتسقط بنظراتها علي خبراا … ظلت تتابعهاا بنظراته وكأنهاا تري أمامهاا شخص أخر ليس بزوجها ، لتتوالي الاسئله علي ذهنهاا أيعقل أن يكون علي علاقه بزوجة ابيه ، وكيف ؟؟ لتعاود بالنظر الي تلك الصوره وهي تراهم اشبه ما يقال عنهم بالعشاق .. وكأنهاا كانت حبيبته او بالأصح عشيقته
لتقف علي قدميهاا التي اصبحت في تثاقل ، لتسير بخطوات بطيبه وهي هائمه بين مارأت …..لتقف علي صدمه اخر وهي تسمع
انت لازم يا ادهم تقول لمريم عن نانسي ، اكيد اللعبه ديه هي الي وراها ، ليتنهد قليلا ليقول : وياريت كمان تصارحها بسبب جوازك منهاا في البدايه يا أدهم ، قبل ما تلاقي كل الماضي بيتفتح من تاني ، وتكون الصدمه اكبر ليهاا
أدهم بحده : الحقيره بتحاول تهدم حياتي ، بعد ما هددتها بأني افضحها واكشفهاا ، وكمان انت ازاي يا احمد عايزني اقول لمريم اني فكرت للحظه اني بعدهاا عن اخوياا بجوازي منهاا عشان متبقاش عقبه ليه ، وتأثر عليه .. ازاي اقول لمراتي : كنت شاكك في علاقه بينك وبين اخوياا
أحمد : طب الصور ديه فعلاا حقيقيه
أدهم بحده : ما انت كنت معانا يا أحمد أنت وندي ولا انت ناسي ، وكنت بتشوف نانسي قد ايه كانت بتحاول تقربلي وتفرض نفسهاا عليا ، مش هنكر اني في اوقات كنت بسمح ليها بكده ، بس مش هتوصل للمناظر الي في الصور ديه
ليدقق احمد في هذه الصور قليلا ليعود بذاكرته للوراء : ديه صوري انا وندي ، اظاهر انهاا استغلت تقاربنا في الجسم والطول وعرفت تلعب كويس علي الصور بس بأحتراف
لتتتساقط دموعهاا ، وهي تتذكر اللحظات الاولي من زواجهم ، لتكتشف حقيقه اخري ، فمن تزوجة منه كان يراهاا مجرد عاهره تبحث عن رجلا توقعه في شباكها
لتلتف بخطوات بطيئه للهروب من ذلك المكان ، لتصطدم بسكرتيرته وتقع مغشية عليهاا …. لا تدري بشئ سواا بشريط ذكرياتهاا الذي يمر أمام أعينهاا
………………………………………….. …………………………
لحظات من الصمت دامت بينهم ، وهو يتأملها بتنهد ويفرك بشده بين اصابعه ، ليقول بصوت جامد : الصور ديه وقعت في ايد الصحافه ازاي
لتتطلع اليه بأعين باكيه : مش عارفه صدقني يازيزو ، لتبدء في البكاء ثانية لتقول : انت مش مصدقني صح
عزت بضيق : يعني اشوف صور ليكي انتي وابني ، وفي الاخر اطلع مغفل ما بينكم
نانسي : والله يازيزو انا عمري ما ستغفلتك ، انا محبتش حد غيرك وسيبت كل الناس وبقيت معاك انت وبس …
عزت بحده وهو ينهض من جانبهاا : المهزله ديه لازم تتحل ، احنا مش ناقصين فضايح
ليتركهاا وهي تمسح دموعهاا التي صنعتهاا بمهاره لكي تتقن الدور ، ليتحقق لهاا ما تريد
………………………………………….. …………………
بدأت تفتح عيناهاا برفق ، لتغمضهاا ثانية وكأنهاا تريد أن تظل بين ظلام الذكريات، لتعود بفتحهاا من جديد لتتلاقي أعينهم سوياا ، لتشيح بوجهها بعيدا عنه وهي تقول بصوت باكي : انا عايزه امشي من هنا ، مش عايزه أعيش معاك ، مش عايزه حاجه تفكرني بيك …. لتظل تصرخ في وجهها
لتنهض بثقل ، لتظل تدور بأعينها في أرجاء الغرفه وهي تقول : مش هعيش تاني معاك ، مش هعيش في سجنك من تاني ….
ليقف امامها بوجه صارم : ممكن تسكتي شويه ، اديني فرصه افهمك
مريم بحده : مش عايزه افهم حاجه ولا عايزه اسمع صوتك .. لتضع بأيديهاا الاثنان علي أذنيهاا وكأنها تريد أن تمنعهما من سماع صوته أدهم : مريم اسمعيني بقي ، حياتنا مش هتفضل بالطريقه ديه ، انا اتخنقت
لتبكي أمامه وهي تقول : وانا مش عايزه الحياه ديه معاك ، مش عايزه أكمل عمري مع شخص كان أكبر كدبه في حياتي ، سيبني بقي حرام عليك أنا مش أسيره عندك ، ولا لعبه أمتلكتهاا
لتجلس علي الفراش بتعب وهي تقول : مش قادره أستحمل خلاص… لتتنهد بشرود لتقول : اوعي تفتكر انه فارق معايا موضوع الصور لان ديه حياتك وانت حر فيها ، بس حياتي انا بقي سيبهاا واخرج منهاا ، انت اكتر حد أذني وجرحني … لتبكي بدموع لتقول: كنت فاكره ان الوحده الي كانت محوطاني في بيت اهلي بعد ما سبوني قاسيه عليا ، كنت فاكره ظلم عمي ليه وانه يرميني ليك قهر ، بس دلوقتي عرفت يعني ايه قهر بجد … عارف يعني ايه .. يعني تكتشف فجأه ان اقرب حد ليك هو أكتر حد خدعك ، وعرفك يعني أيه ألم ……. انا عايزه أرجع لوحدتي تاني مش عايزه الحياه ديه … لتصرخ في وجهه لتقول : انتوا ليه فاكرين أن حياتكم ديه نعمه وخايفين عليهاا مننا لنسرقهاا ، ونستولي عليهاا ، ليه فاكرين انكم لوحدكم عايشين واحنا بالنسبالكم هامش بس ، ليه فاكر بفلوسك قدرت تشتريني وتقنع عمي انه يبعني ليك عشان خاطر الفلوس الي قدمتهاله علي السلعه الي اشترتهاا منه، لتتنهد بتعب : خفت علي اخوك مني ، فحبيت انك تبعدني عنه … لتضحك بدموع وهي تقول : اتجوزتني ، ورمتني زي اي حاجه ممكن ترميهاا مادام لسا مجتش علي هواك ، خلتني اسأل نفسي مية سؤال ليه أنا ….. بس دلوقتي عرفت السبب ….. لتتنهد قليلاا وبصوت باكي : وبعدين اكتشفت اني بنت الراجل الي كنت عايز تنتقم منه …
لتقف امام اعينه لتقول بصراخ : حياتي لعبه في ايدك !!
لتضع يدهاا علي بطنهاا بتعب لتقول : ياريت ماكان في رابط بينا ، ياريت حياتي كانت انتهت مع اهلي .. انا دلوقتي عرفت يعني ايه يتم بجد ……
ليتتطلع اليهاا بأعين دامعه ليقول : سامحيني يامريم ، لو كنت اعرف ان حياتك جنبي هتعذبك كده مكنتش فكرت للحظه اني اقربك مني …. الي انتي عايزاه انا موافق اني اعملهولك
وبعد نظرات طويله دامت بينهم : انا عايزه أطلق يا أدهم !!
ليقف يتأملها للحظات .. وبعد صمتا طويلا : حاضر يامريم!
لتتساقط دموعهااا اكثر لتقول : دلوقتي
ادهم بتنهد : هطلقك بس بعد ما اطمن عليكي وتولدي
مريم بدموع : عايز تاخده مني ، حتي الحاجه الحلوه الوحيده ليا عايزها
ادهم بألم : لاء يامريم محدش هيربي ابننا غيرك ، مش عايز اظلمه وادمرله حياته هو كمان ….
ليقف القلب للحظات وهو ضائع بين ألام واوجاع اصحابه ، ليصرخ بالجسد وكأنه يريد ان يساعدهه احد بالأنعاش حتي لا يموت
لتتلاقي الاعين وتهرب الانفاس بعيدا … ليعود النبض ثانية ولكن بعد ان هرب احدهماا مُعلناا عن قرب لحظة الفراق
ليخرج هو هائما بين قواهه وضعفه ، بين دموع لا يشعر بها وبين روح اصبحت تفارق جسدهه …….
خرج ليجد من تحتويه دائما واقفه امامه بأعين دامعه لا تعرف ماذا ستقول هل تعاتبه ام تقف مساندة له اما تبعث له احد نصائحهاا
ليخرجهاا هو من افكارها ليقول : خليكي جنبهاا عشان شكلهاا تعبان ، خلي بالك منهاا …
ليهرب بعيدا بخطي لا يشعر بهاا ، وكأن كل جسدهه قد فارق الحياه ليبقي سرابه ليحركه
………………………………………….. ……………………
لم يشعر بنفسه سوا وهو يبتسم بعد ما رئي ما امامه ليلقي المجله من امام اعينه ، وهو لا يعلم لماذا قد تحول العبوس من وجهه بعد ان علم بأنها متزوجه ومن من ، من اكبر شريك له ، فبعد ان وجدهاا ،اصبحت لغيرهه ، ولكن الان قد تحول كل شئ .. واصبح كل شئ امام اعينه ، لينهرهه ضميرهه عن حلماا لا بد ان ينساهه حتي لا يصبح احد مخدوع سواهه ، ليقف هائما بين افكارهه التي تراودهه وكأن كل فكرة اصبحت تنقد الاخري …. ليتنهد بضيق وهو لا يفكر بشئ سواا برغبات عقله
فالعقل يرسم له صورة الزوجه التي تستحق ان تكون ام لابنه
والقلب يصمت علي خذلان صاحبه له ، ليصرخ به ويقول
لا تظلمني معك وتصبح بقلب تائه وعاقل ضال …
ليقف العقل للحظات ليقول : ولكن انت ترغب بهاا ، لماذا الرفض اذا
ليخفض القلب رأسه هاربا وبصوت ضائع : انا ارغب في كل شئ ، يشعرني بالدفئ ، يشعرني بأنني وجدتُ ما اريد … فلتعاتب العين اذا
لتتأملهم العين قليلاا لتقول : لقد جعلتموني الان انا المُخطئه
ليصمتواا الاثنان …. ليتحدثوا سوياا ليقولوا : انتي من تبصري بكل شيئاً جميل .. فتجعلي احدنا يضيع معكي والاخر يرغب
ليقول القلب : اذا انا الضائع
اما العقل يصمت قليلاا ليقول : وانا من ارغب
ليضع هو بأيديه علي رأسه التي تكاد أن تنفجر منهم ، ليتنهد بضيق ،وهو يخرج من حجرة مكتبه هائماا …
ليقع بنظرهه علي ابنه المنهمك بين العابه ، ليأتي اليه سريعاا ليقول : هو انا امتا هشوفهاا يابابا ، اصلها وحشتني اووي ..
ليصمت جلال قليلا وهو يعبث بشعر طفله كي يداعبه وهو شارد
يتبع…
الفصل الخامس والعشرون
لحظات وقف فيها ليصرخ في وجهه ليقول بصوت حاد : انا يا ادهم ، انا ابوك تخوني ومع مراتي
ليسير ادهم بخطوات بطيئه ،ليظل يتأمل والدهه ليقول : لو هي قدرت تخليك تصدق اني خاين ، فبجد هي نجحت وقدرت تكسر الشرخ الي بينا وتهدمه ، اما لو انت جاي تسمع مني الحقيقه ، فلسا في امل ان الشرخ يتصلح
ليقترب منه عزت قليلاا ليقول : مكنتش فاكر ان طعنة الغدر هتكون منك انت يا ادهم ، وانك تستغفلني
ليصمت ادهم قليلاا ليقول : يبقي هي فعلاا قدرت تكسر الشرخ الي بينا ، وتقريبا انت مش جاي تسمعني انت جاي ومصدق اللعبه
ليصرخ عزت بحده ليقول : وهي هتعمل كده ليه ، فاهمني هتعرض صور ليك وليهاا ليه عشان تفضح نفسهاا قدامي ، ديه اكيد الضربه الي كنت عايز تضربهالي وتشككني في اقرب حد ليا
ليضحك ادهم : اقرب حد ليك ، وبشكك فيهاا … فعلاا مافيش امل ان اي حاجه تتصلح بينا
عزت بحده : انت الي بتهدم كل حاجه بينا يا ادهم ، من ساعة ما تجوزت البنت ديه ، وحياتنا بقيت للاسوء
ادهم ببرود : ههههه ، ضحكتني ياعزت باشا ، حياه ايه الي اتحولت للاسوء ، ومن امتا حياتنا كانت حياه ، ها قولي حياه ازاي .. كل واحد في عالم لوحده … وكأننا اغراب عن بعض
ليتنهد عزت قليلا ليقول : انت السبب ، انت الي بعدت عني انت واخوك ، وفضلتوا تعيشوا بعيد عني
ادهم بسخريه : عايزني اعيش ازاي مع اب ، كان السبب في عذاب اقرب حد ليا ، سامع امي
عزت بصراخ : امي امي امي ، ايه هو انا مش ابوك .. وكمان امك الي بتتكلم عنهاا ديه انت اتجوزت اكتر حد برضوه اذاهاا .. وحبيتهاا ولاا انا الي لازم بس اكون غلطان
ليصمت ادهم قليلاا ليقول :مع ان موضوع مراتي مش موضوعنا دلوقتي ، بس احب افرحك .. انا ومريم هنسيب بعض عشان تقدر تستريح
ليتنهد عزت قليلاا ليقول : انت ونانسي ايه الي بينكم ، ليصمت قليلاا ليقول : انت الي قربتهاا مني عشان تقدر تاخد كل حاجه ، وافضل انا ولا حاجه وتحت رحمتك
انا مكنتش قادر اصدق ، لما سمعت منهاا ان ابني بيحاول يخدعني ..بس هي طلعت اشرف منك وأعترفتلي بكل حاجه ، ومن حقها اني اغفرلهاا
ليظل أدهم يتأمله بريبه ليقول : وصدقتهاا طبعاا ، صدقتها عشان عايز تصدق كده …
عزت بغضب : ومصدقهاش ليه ، انت كرهك ليا بقي عميك ، اما هي عمرهااا ما تمنت غير سعادتي
ادهم بهدوء : انا مبسوط اوي ، عارف ليه عشان صدقتهاا وكدبتني ، نانسي كسبت اخر جوله بينا .. واظن ان الجولات خلاص خلصت
………………………………………….. …………
جلست امامه بقهقهتهاا المعتاده ، وهي تضع ساقا علي ساق ، لتظل تنفث بدخان سيجارتهاا وهي تقول : ميرسي خالص يا فهمي بجد انت ،عرفت تظبط الصور جداا ولعبت اللعبه صح
ليبتسم فهمي برغبه : انتي تؤمري يانانسي وانا عليا انفذ ، والمجله ورئيسها تحت امرك
لتنهض هي من مكانها وتقترب من احد اذنيه لتقول : ده العشم برضوه يافهمي .. وتبتعد عنه سريعاا وهي تقول : انا همشي بقي
فهمي برغبه : ايه ده هتمشي علطول كده ، ده انا حتي عاملك سهره تجنن ياحياتي في البيت عندي ، ولا انتي عايزه تكثفيني
نانسي : معلش بقي يافهمي ، الايام ديه لازم افضل في البيت ومتأخرش عشان عزت ، ممكن يشك بس اوعدك قريب اوي هنكون مع بعض
ليقترب منهاا فهمي : وانا هستني اليوم ده بفارغ الصبر
نانسي بدلع : مش اكتر مني ياحياتي
لتذهب هي تحت اعين فهمي التي تتفحصهاا ،
ليقف شادي امام مديرهه ليقول : هي مدام نانسي ، كانت هنا
فهمي بحده : وانت مالك يا استاذ انت ، يلا اتفضل علي شغلك .. وياريت تنتبه لشغلك عشان مش عجبني اليومين دول ، وغلطه بسيطه منك هتسيب المجله فورا مفهوم
نظر اليه شادي بحنق ، وهو لا يدري لماذا قد تغير معه فهمي هكذا ، وكيف لا يتغير والافعه قد دخلت هنا ايضا
………………………………………….. …….
لحظات من القلق قضاها ، وهو ينتظر امام غرفة العمليات ، وهو ينتظر ان يطمئن عليهاا ، ظلت الساعات تمر ولكن بدون جدوي
لتقف الهام بجورهه وهي تقول : متخافش يا ادهم ان شاء الله خير
ليخرج الطبيب بأسي ليقول : ربنا يعوض عليكم .. ليذهب ويتركهم تحت مسمع تلك الكلمه
لتتأمل الهام وجهه بحزن وهي تربط علي احد كتفيه لتقول : ربنا يعوضك عليك ياحبيبي ، لسا العمر قدامكم طويل
لينظر لها ادهم بألم ليقول : الرابط الوحيد الي كان بيربطنا ببعض ، خلاص راح ، الطفل ده هو الامل الوحيد الي كان ممكن حياتنا تستمر عشانه
لينكس برأسه ارضا : ان لله وان اليه راجعون
………………………………………….. ……….
وكأن لحظات قربهم ثانية .. لم تأتي لمجرد احياء الماضي فقط ، بل لصنع حاضر ومستقبل ليجمعهم معا بعد ان فرقهم الزمن في ظل ماضي قد سحق بقلوبهم
جلس امامها يتأملهاا ، ليشيح بوجهه بعيدا علي الطفلان وهم يمرحان معاا
لتتطلع صافي الي نظرة اعينه بحب لتقول : اتعودوا علي بعض اووي
ليضحك مازن : مبقاش في حد علي لسانها غير مازن ، كل ما اقولها ما انا معاكي اه يارهف .. تقولي انا مش عايزاك انت انا عايزه مازن التاني .. شكلهاا باعتني خلاص
لتبتسم صافي بحب : ومازن برضوه بقي كده ، مبيقدرش يعدي يوم لغير مايفضل يقولي انا عايز العب مع رهف
لينظر مازن الي عينيهاا ليقول : طب وانتي ياصافي ، مازن مبقاش يوحشك
لتصمت صافي قليلاا وهي تعلم ما يرمي اليه ، ولكن : مازن ده كل حياتي ، لو بعد عني ثانيه ممكن اموت
ليبتسم مازن اليها : مش قصدي مازن الصغير ، قصدي مازن الكبير ياصافي ، وبلاش تهربي بعينك بعيد عني …. ليتنهد قليلا ليقول بعد لحظات من الصمت : انتي لسا بتحبيني ياصافي
لتتطع هي الي اعينه ، وتظل تتأملهماا .. وكأنها تترك لعيناها المهمه لتقول له كل شئ .. لا يستطيع لسانهاا ان ينطق به
ليقطع هو صمتها : انا عمري ما نسيتك ياصافي !!
………………………………………….. …………..
لم تكن تظن انهاا قد احبته هكذا ، وكيف لا تحبه وهو كان جزء منهاا جزء من نبضهاا وجسدهاا ، وجزء منه هو ايضاا ، ظلت تتطلع الي الفراغ الذي امام اعيناها وهي تتحسس مكانه السابق ، لتذرف دموعاا قد ارهقتهاا كثيراا ، ليدخل هو عليهااا ولاول مره تراهه ضعيفاا ، حائراا هكذا
ليقف امامها بألم ليقول : الدكتور طمني عليكي ، وقال ممكن تخرجي علي بليل ان شاء الله
مريم بتعب : عايزه اطلب منك طلب واحد يا ادهم ، ممكن تنفذهولي
ليتأملها بحب ليقول : اطلبي يا مريم ، وتأكدي اني هنفذهولك
مريم بألم : انا عايزه ارجع لحياتي القديمه ، ممكن
أدهم بوجع : حاضر يامريم
مريم بهدوء : هو ينفع اخرج دلوقتي
أدهم بعتاب : لدرجادي مش طايقه وجودي جنبك
ليقول كلمته الاخيره ، ويذهب تاركا ايها بمفردهاا
لتسقط دموعهاا بغزارهه بدون ان تشعر بهاا …
………………………………………….. ……
جلس امامه بأرتياب ، ليقول بصوت حاد : اه نانسي مشيت وسبتنا ، اتفضل اتكلم يا احمد
احمد : مش معقول يا خالي ، عايز تصفي كل الشراكه الي بينا ، وتنفصل عنا ، طب ليه
عزت بضيق : عشان اسيب الاستاذ يتمتع براحته ، واريحه مني .. ومادام هينفصل عن البنت ديه فمبقاش خلاص حاجه تخصه تهمني ، وكويس اوي ان الطفل الي كانت ربطانا بيه مات ..
احمد بأسي : لدرجادي ياخالي ، هان عليك ادهم
عزت : انا الي خليت ادهم يبقي اقوي مين ، بس دلوقتي خلاص لازم اعلمه الادب ….
احمد بعتاب : قبل ما همشي ياخالي احب اوريك صوره ، واحب افهمك حاجه كويس .. ليخرج احد الصور ليقول : بص الصور الي في المجله وبص علي الصور ديه وقولي….في اختلاف بينهم ، مش هتلاقي لان الصوره الحقيقه هي الي معاياا … ديه صوري انا وندي ، للاسف نانسي عرفت تستغل الموضوع ده كويس كانت فاكره ان محدش هيقدر يكشفهاا ونسيت ان الصور كانت معايا نسخه منها وزي ما ندي ادتهالها ، كان معايا انا النسخه التانيه ،اوعي تقولي يا خالي انك نسيت ندي …. ليصمت قليلاا ليقول : بس ندي بالنسبه لنانسي ولا حاجه …انا هسيبلك الصور وانت اتأكد بنفسك … وتقريباا الحقيقه بقيت واضحه قدامك .. عشان تعرف انت متجوز مين كويس …
………………………………………….. ……………
لحظات طويله من الصمت دامت بينهم ، لتقف تائها بأعينهاا وهي تعيد ذكرياتهاا في بيتهاا القديم ، لتظل تتذكر كل شئ ، قد مرت بيه هنا ، حتي أتي بها المطاف .. الي الحب الذي نبت في قلبها هنا ، هنا كانت تعود الي بيتها لتظل تتذكر اللحظات البسيطه التي تراهه فيهاا ، لتجلس علي فراشهاا وهي شارده في حلما ، لعنت نفسهاا انهاا تمنت يوما ان يتحقق ..
ليضع حقيبتهاا جانبا ليقول : هابعتلك حد من الخدم يفضل معاكي
مريم : ياريت يا استاذ ادهم ، تخرج من حياتي ، زي ما انا خرجت منهاا ، واظن ان الي مكنتش عايزهه من الاول خلاص راح ، والرابط الي بينا انقطع .. ومتشغلش نفسك بيا انا هبقي كويسه طول ما انت بعيد عن حياتي
لينظر لهاا بألم شديد .. ويتركهاا مودعاا بقلبه قبل عيناهه .. ليلتف اليهاا قبل ان يغلق اخر باب بينهم ليقول : لو احتاجتي حاجه هفضل ديماا جنبك ومعاكي ، وهبقي اطمن عليكي من بعيد عشان مضيقكيش
لتسقط دمعه من عيناهه ، ويذهب ليتركها بين ماضي قاسي وحاضر اليم ومستقبل غامض .. لتجلس علي الارض بأنهيار وهي تبكي بين جدران بيتها القديم .. الذي عادت اليه ثانية .. لتظل وحيده فيهاا
………………………………………….. …………
لحظات من الصمت دامت بينهم ،وهي تسمع صوت انفاسه.. ليتنهد قليلاا ويقول : انتي معايا ياهبه
هبه بحزن : ليه هنأجل الفرح يا احمد
احمد بشرود : غصب عني صدقيني ، اوعدك اني هعملك اجمل فرح لاحلي عروسه
هبه بأبتسامه حزينه : الي تشوفوا يا احمد ، المهم اننا نفضل مع بعض
احمد بحنان : اوعي تزعلي مني ياحببتي ، صدقيني انا نفسي النهارده قبل بكره يكون بيجمعنا بيت واحد
هبه بحب : انا مش زعلانه يا احمد صدقني
احمد بدعابه : طب فكري تزعلي كده ، عارفه هعمل فيكي ايه
هبه : هتعمل ايه !
احمد بهيام : هاجي احضنك واخبيكي بين ايدياا ، ليضحك قليلاا ليقول : بس في الاخر هشدك من ودنك عشان بتزعلي مني
لتضحك هي قليلاا ، وقد نست كل شئ ، لتبقي الابتسامه علي وجهها بعد ان بدء الحزن يسيطر عليهاا ، لتتنهد قليلا لتقول : ربنا يخليك ليا !
ليغلق معهاا الهاتف … لتظل انفاس صدرهه تتصارع وهو يمسك ذلك الخطاب القديم .. ليظل يتطلع اليه وهو يتذكر!!
بتقولي ايه يا نيره ..
نيره : صندوق ماما الله يرحمهاا افتحه ، هتلاقي في المجوهرات بتاعتهاا ، عشان تديها هديه لهبه هي كانت موصيه بكده يا احمد
احمد : يااا انتي لسا فاكره الموضوع ده ، ده انا نسيته حتي نسيت مكان الصندوق
نيره بضحك :شكل هبه نسيتك كل حاجه ، كان نفسي اجي قبل الفرح بمده عشان ابقي جنبك بس غصب عني ، ان شاء الله هنوصل انا وحازم والأولاد قبل الفرح بيومين
لينهي حديثه مع اخته …ويظل يتذكر مكان الصندوق ، ليدخل الي غرفة والدته التي كانت دائما مغلقه ، تحمل بين جدرانها كل ذكرياتها … ليبحث عن الصندوق .. وبعد وقتا طويلا كان يجلس علي سرير امه وهو يتفحص الصندوق ، ليظل يتتطلع بأعينه داخل الصندوق .. ليمسك بعد الاوراق والصور … لتقع عيناهه علي خطاب قديم …واسم المرسل .. ليظل يتفحص كل كلمه قد سطرت فيه ..
اخت زوجي الغاليه مها ، لقد اصبحت اشتاق اليكي كثيراا ، انتي والاولاد ، انتظر قدومك بفارغ الصبر بعد تلك الغربه الطويله عائده الي الوطن بسلام …
ليلي : انا عارفه انك الوحيده الي ممكن تجاوبيني علي أسئلتي ، وتريحيني من الضياع الي بقيت عايشه فيه ، وطول حياتي مع عزت حاسه انه مخبي عني حاجه ، حتي عمي من ساعة جوازي انا وعزت وبقي مقطعنا ، مش هنكر انه حنين معايا اووي انا وولادي ، وديما بيسأل علينا ، بس النهارده اكتشفت حقيقه مش قادره اصدقها .. عبدالله فعلااا اخوي عزت .. انا مش قادره اصدق ، وفكرت كتير ان اوجه عزت بالحقيقه ديه ، بس انا واثقه انه هينكرهاا ومش هعرف حاجه وهفضل مش فاهمه حاجه ، ارجوكي يامهاا فهميني بجد .. انا عارفه انك مش زي عزت ومش ههون عليكي اني افضل مخدوعه ، اكيد انتي حاسه بيا عشان ست زي … وعارفه قد ايه صعب تبقي عايشه حياه مخدوعه فيهاا ، انا مش قادره اصدق ازاي عبدالله اخوه عزت وهو خبي ليه علياا ، وليه بيكرهه كده وبيحاول يكرهني فيه لحد ما فعلا بقيت اكرهه بعد الي حصل .. اكيد عزت حكالك وانتي عارفه كل حاجه حصلت …..
لتترك توقيعهاا في النهايه ….ليلي
ليظل يبحث بعيناهه عن شئ اخر ، يثبت صحة تلك الكلام
ولكن بالتأكيد لا يوجد وحتي لو وجد شئ اخر ، بالتأكيد قد وقع بين ايدي خاله لتظل الحقيقه مخفية عنهم جميعاا ، فهو يعلم ان خاله وامه اخوات من الاب فقط ولكن الام مختلفه … فأم والدته قد توفت بعد ولادة امه سريعا ، ليتزوج والدها بأم خالهاا لتتوفي هي ايضا بعد انا كان عمر خاله20 عاما
نظر الي الخطاب قليلاا ، وكأنه يبحث عن شئا بعيد جداا ، ولكن كيف ولماذا كل هذه الاسرار ….
………………………………………….. …………….
ظلا شاردا بذهنه ، لا يشعر بشئ سواا صوت انفاسه المضطربه ، ليحرك يداهه علي وجهه بألم ، لتقترب هي منه لتقول : انت لسا زعلان مني يازيزو، زعلان من نانسي حببتك
عزت بشك : ليه ادهم ردت فعله كانت عاديه ، ليه مثرش علياعشان يثبت ان كلامك ده كدب .. ليتطلع اليها بشرود : مافيش حد بيرتكب حاجه غير لما بيفضل يحاول يثتب للي قدامه انه مظلوم ، حتي لو مكنش كده بس لازم يثور عشان يبعد الشك عنه ، بس ابني قبلني بهدوء ، وفضل ساكت
نانسي بدموع : انت مش مصدقني ياعزت ، طب انا كنت هعرفك ازاي ، انا معرفتكش غير لما ابتديت احضر الاجتماعات عشان اسجل الملاحظات ، لو كنت فضلت في العلاقات العامه ، عمرك ماكنت هتشوفني … ادهم ده طماع وعايز كل حاجه ، بس صدقني انا حبيتك واتجوزتك عشان بحبك مش عشان الفلوس
لتتطلع اليه بأعين متفحصه لتقول : انت فعلا هتستقل عنه بشركاتك
عزت بهدوء : وانتي شاغله نفسك ليه بالموضوع ده
لتتنهد هي بضيق ، وتحادث نفسهاا لتقول : شكلي قلبت الطربيزه علياا ، وانا الي هطلع في الاخر خسرانه …
………………………………………….. ………….
عادت الي وحدتهاا ثانية ، عاده الي جنتها الصغيره ، جنتها التي خرجت منهاا بقلب لا يملئه سوا الحب ، لتعود بقلب ضائع قد فقدته معه ، ولكن مازال قلبها يبحث عنه ، قد مر عليهاا اسبوعاا وهي لا تراهه ، لا يطمئن عليهاا سوا من الهام ، وكأنهاا قد صدق كذبتها بأنها تريد ان يتركها في حياتها وحيده ، ولكن مازالت تحتاجه .. والان اصبحت تحتاجه بشده ، لتمسك احد صورهه ، وتظل شارده في تلك العينان ، لتسبح بداخلهما وهي تبحث عن ما احبت في خلف تلك القوه التي اصبحت تعلم تماما انهاا ساتر لضعفه ، لا احد اصبح يري ضعفه سواها ، لتتنهد بألم وهي تخبر قلبها بأن قرارها هذا هو الصائب ، حتي لا يموت ثانية
لتسمع صوت جرس بابها يدق ، لتقوم بفزع ، فمن سيأتي اليهاا ، نعم ان الوقت مازال مبكراا ولكن قد ارتابها شئ من الخوف
نهضت سريعا من علي فراشها عندما اخبرها قلبها بأنه هو ، لتسير بخطوات سريعه حتي تُهدء من شوق قلبها وحنين عيناها لرؤيته
لتتطلع الي الشخص الماثل امامها لتقول : استاذ جلال ، حضرتك عرفت عنوان بيتي ازاي ، خير!
جلال بأبتسامة عذبه : طب ممكن ادخل ، ولا هفضل واقف علي الباب كده
مريم : اسفه مقدرش ادخل حضرتك ، لاني لوحدي اعذرني
جلال بأبتسامه : وانا متفهم موقفك .. ليتطلع اليها قليلا ليقول : بأختصار ، انا عارف انك سبتي الشغل مع ادهم ، وكمان هتنفصلواا ، فبصراحه .. لينظر اليها بأرتباك : انا مش عارف اكمل كلامي دلوقتي ، ده الكارت بتاعي فيه عنوان الشركه وتليفوناتي ، هنتظرك ان شاء الله في الشركه
ليتطلع اليها قليلاا .. ويذهب بعد ان اخجله لسانه من ذلك الارتباك
………………………………………….. …………
كانت تحادثه بحذرا شديد ، وهي تلتف حولهاا يمينا ويسارا ، لتقول بصوت هامس : انا لازم اقبلك ياشادي ، في اسرع وقت
شادي بخبث :فين في شقتنا
نانسي : لاء ياشادي ، بلاش شقتنا عشان عزت دلوقتي بقي يشك فيا
شادي بسخريه : ما انتي الي قلبتي كل حاجه عليكي ، وافتكرتي انك نصحه ، ونسيتي ان جوزك مش حتت عيل ممكن تضحكي عليه ، زي كده تماما
نانسي : مش وقت عتاب ياشادي ، انت ايه عمرك ماهتنسي ، انا دلوقتي محتجالك اووي .. نسيت نانسي حبيبتك ياشادي
شادي بألم : للاسف لاء …
لينتهي حديثهم ، ويغلق معها الهاتف وهو يشعر بأنه فعلا لعبتها فقط ، تستخدمها متي ارادت .. فهو من سمح لها بذلك وجعلها تستغل حبه لها
………………………………………….. ……..
لحظات من الالم قضاهه وهو يتطلع اليه بوجه حزين علي حاله ، ليتأمل ملامح وجهه ليقول : انت ايه الي بتعملوا في نفسك ده يا ادهم ، مش شايف نفسك بقيت ازاي .. هتموت نفسك من الشغل
أدهم بتعب : انت شايف قد أيه مجموعتنا بدأت يهتز اسمها في السوق ، غير الاسهم الي ساحبهاا عزت باشا ، يعني لازم نوقف علي رجلنا من تاني
أحمد بأسي : بتزور مريم ، وبتسأل عنهاا
ادهم بألم : ألهام حولت معاهاا كتير ، تخلي معهاا واحده من الخدم ، للاسف رفضت ، حتي حسابهاا في البنك مسحبتش منه حاجه ، مبقتش عايزه مني حاجه ، الهام بتقولي عايزه تشتغل .. ليتنهد بضيق : الهانم لسا تعبانه وعايزه تشتغل
ليتطلع له أحمد بأشفاق : رغم ضعفهاا ، لساا قويه من بره
أدهم : انا السبب في ان حياتها تبقي كده ، حتي الحاجه الوحيده الي كانت رابطه بنا راحت
ليتأمله احمد بأشفاق ، ثم يغادر، ليتركه في عالم قد اجبرهه ان يظل يحارب فيه بمفردهه ..ليتذكر امر المحامي .. ليرفع هاتفه وهو يقول : عايزك تجمعلي كل المعلومات عنه مفهوم وفي اسرع وقت ..
ليتحدث بهمس : ياريت شكي يطلع صح
………………………………………….. .
بدء يفيق من المخدر، لينظر حوله وهو يتفحص المكان بأعينه ، ليجد زوجته واولادهه حوله ، وهم يتأملونه بأسي
ليتأملهم قليلاا .. ليخرج صوته حتي يخرجهم من هذا الصمت ليقول : انا مش حاسس برجلي ليه ، يابكر هو ايه الي حصلي ..
لينظر له أبنه بدموع : اصل !
ليدخل عليهم الطبيب : سلامتك ياحج ، انت راجل مؤمن ولازم ترضي بقضاء ربنا
ليهبط بأحد أيديه بدموع ، وهو يتحسس ذلك الفراغ ليقول : يعني بقيت عاجز في أخر أيام عمري
لتقترب منه زوجته باكيه : متعملش في نفسك كده يامنصور ، ده أمر ربك …
ليتأمل منصور وجههم بحزن : كان لازم ربنا ياخد حق اليتيمه مني ،ربنا مبينساش حق حد
لتنظر إليه زوجته بألم : قولتلك يامنصور ، بلاش سكه الشيطان
لينظر لها منصور بألم . : يُمهل ولا يهمل ، يُمهل ولا يهمل !!
يتبع…
الفصل السادس والعشرون
لم يكن يتوقع انه عندما يقربهاا منه، سيشعر بمدي حقارته ، امام برائتهااا ، فهي قد وافقت علي عرضه عندما اخبرهاا بأنهاا لابد ان تبدء صفحة جديده من حياتهاا ، وان لا تترك نفسها لماضي قد أوشك علي الانتهاء ، فكان بالنسبه لعرضه لها كمنقذ ، اما هو كان لشوقه الي قربها ، لتقابله هي بحسن نيتها ولا تظن شئ سواا كمجرد شخص يساعدهاا
ظل ينظر بأعينه للأواق التي امامه قليلاا ، وعندما وجدهاا تردف الي داخل مكتبه لتقول : حضرتك طلبتني يا أستاذ جلال
جلال بنظرة عاشقه : تعالي يامريم ، اتفضلي اقعدي
مريم برهبه :خير يا استاذ جلال
جلال بأبتسامة عذبه : مبسوطه في الشغل معانا يامريم
مريم :انا مش عارفه أشكرك بجد أزاي ، بجد حضرتك مديت ايدك لياا في الوقت الي كنت محتاجه حد يقف جنبي
لينهض جلال من علي كرسي مكتبه ، ويجلس مقابل لها ليقول : متشكرنيش يامريم ، انتي متعرفيش أنتي غاليه عندي قد ايه .. ليبتسم ويقول بعد أن أحس بأرتباكها منه: انا ومروان يعني
ليصمت قليلا ليتابع بحديثه : عيد ميلاد مروان بعد يومين ، وهو عزمك ياستي
مريم بأبتسامه : كل سنه وهو طيب
جلال : أكيد هتيجي يامريم ، واوعي ترفضي عزومه مروان
لتبتسم له بألم… وتشيح بوجهها سريعاا، وهي تتذكرمن أفتقدته كثيرا
………………………………………….. ………..
لم يكن عليه كرجل أن يتحمل تلك الحقيقه التي سقطت علي مسمعه ، ليغفر لهاا لحظة ضعف قد عصفت بهاا ، لحظه أحتياج قد جعلتهاا تلغي جميع حواسهاا ليبقي قلبهاا هو فقط من يرشدهاا … كانت كل كلمه تقصهاا عليه لايزيدهه سواا ألم ، لم يشعر بنفسه سوا وهو يشيح بوجهه بعيدا عنهاا
لتتطلع اليه بأعين باكيه: كان لازم أحكيلك عن الفتره ديه الي مرت عليا بحياتي ، عشان متفضلش طول عمرك فاكر ان صافي الي حبيتهاا فضلت زي ماهي
ليصمت مازن بألم ، وهو يشعر بأن كل كلمة قد نطقت بها تخنقه .. ليقول بمراره : يعني حبتيه
صافي بألم : انا محبتش راجل غيرك أنت يامازن صدقني ، بس للحظه حسيت ان محتاجه حد فعلاا جنبي ، حسيت ان بنت مراهقه بتفكر بقلبهاا مش بعقلهاا ، نسيت نفسي ومشيت ورا قلبي الي بقي ضايع في حياه انا مش عارفه انا مين فيهاا
لينظر لهاا بمراره ليقول : انا مش مصدق الي سمعته ياصافي ، قولي انك كنتي بتكذبي عليا
صافي بألم : لسا عايز تتجوزني ، ولا غيرت رئيك
لينظر لهاا مازن طويلاا وهو يتأمل ملامح وجهها .. ليقول : للاسف ياصافي انتي خيبتي ظني فيكي ، وهدمتي الحلم الوحيد الي كان باقي لياا ، الحقيقه طلعت مؤلمه اوي ، احسن من الخداع
صافي بحزن : مكنش ينفع أني أخدك ، واحسسك أن صافي الي لسا بتحبهاا ، لما اقبلتها من تاني كانت زي ماهي
ليتأملهاا مازن قليلاا ، وينهض ليلتف بوجهه بعيداا ليرحل .. ليتوقف علي صوت كلماتها وهي تقول : هتسبني يامازن !
ليذهب هو .. وتستلم هي لضعف دموعهاا ، لينهرها العقل علي غبائهاا ، اما القلب يظل يمد يدهه ليمسح برفق علي جرحا ، من الأفضل ان ينذف الأن ، حتي لا تعيش به طيلة حياتهااا كمرض سقيم …
………………………………………….. …….
ظل يسمعها ، وكأن حديثهاا أصبح متوقع بالنسبه له ، ليحادث قلبه ليقول : كنت بتدافع عنهاا ،وشايفني انا الخاين ، تفتكر هي تستاهل أنهاا تعيش ، وتفضل زي الافعي ، ليتأمل معالم وجهها بأحتقار ، وهو يشمئز من قلبه بأنه قد أحبها يوما ، حتي جسدهه اصبح يكرهه ، لانها أمتلكته أيضاا ، وجعل الافعي للحظات في حضنه .. لينعم بهاا ، لينعم بنعيم زائف بغيض ، نعيم قد صورهه له الشيطان بأنه حقا نعيم ، وليس جهنم ، ليتنهد قليلاا بعد ان رئهاا تبتسم له وهي تقول : هاا ياشادي ، هتساعدني ياحبيبي
لينظر لها شادي بريبه : انتي اتجننتي يانانسي ، عايزه تموتي جوزك ، انتي أتجننتي اكيد
لتنظر له بأحتكار لتقول : متعش الدور ده ياشادي عليا ، وتعمل نفسك عندك اخلاق ، ما انت عايش برضوه في خيرهه ولا انت ناسي الشقه الي من فلوسه الي بنتقابل فيهاا
لينظر لها شادي بأحتكار: الشقه ديه ياهانم انتي الي جبتيها ،عشان تقدري تاخدي كل حاجه ، تخدي الفلوس من راجل قد ابوكي ، وتاخدي المتعه من عشيقك الي كان في يوم حبيبك وخطيبك ، وتنتقمي من الي كنتي عايزاه ليكي بس كان ذكي وعارف معدنك ومأثرتيش فيه للحظه وفي الاخر اتجوزتي ابوهه ..
نانسي بغضب : انت بتقول ايه ياشادي ،لتهدء من روعهاا قليلاا لتقول : انا نانسي حبيبتك تهون عليك ،تسيبهاا لوحدهاا في محنه زي ديه ، وانا الي بعمل كده عشان خلاص مبقتش قادره استحمل بُعدك ونتجوز بقي
شادي : نتجوز يااا يانانسي ، فاكره يانانسي ده فعلا كان حلمناا الي هدمتيه بجمله واحده افكرك بيها ولا نسيتيها زي ما نسيتي نفسك
كل واحد يشوف نصيبه ياشادي بعيد عن التاني ، انا مش هقدر اكون الزوجه الي انت عايزها ، ولا انت هتقدر تكونلي الزوج الي انا عايزاهه، انا مش عايزه افضل طول عمري في الفقر ده
ليضحك شادي بسخريه : نسيتي يانانسي ، ولاا الماضي بيتمسح علطول
نانسي بضيق : يعني مش هتساعدني ياشادي ، بس افتكر اني جتلك في يوم وطلبت منك انك تساعدني
شادي بألم : فوقي بقي يانانسي من الشر الي انتي فيه ، انا بقيت بشفق عليكي من نفسك … علي فكره انا مسافر
نانسي بغضب : في ستين داهيه ، لتذهب من امامه وتغادر المكان سريعاا وهي تسب وتلعن فيه
ليتأملهاا شادي لاخر مره وهو يقول : لازم تفوقي يانانسي ، لينظر الي هاتفه ، بعد ان نظر الي مده التسجيل التي دامت بينهم ..ليقول : لازم الأفعي تظهر علي حقيقتها كفايه عليكي كده
………………………………………….. ……………
لحظات من الصمت دامت بينهم ، ليتوقف بها الزمن قليلا ، لتمر حياته أمام أعينه ، وهو لا يري شئ فيهاا سوا السراب ، سراب قد أضاع بأجمل شئ قد أهدته له الحياه ، لتهدمها كدبه لم يعرف لماا كل هذا …. ليعود بأعينه الهاربه وهو يتأمل كل شئ حوله ، وكأنه يبحث عن نفسه الضائعه في وسط حياه كاذبه ، لم يري فيها غير الظلام القاتم
ليقترب أحمد منه بألم وهو يقول : هي ديه الحقيقه ، الي مكنتش عارف أقولهالك أزاي يا أدهم ، بس لازم كنت أقولك
أدهم بألم : يعني ايه مريم تبقي بنت عمي ، يعني ابوهاا عمي طب ازاي ، انا مش قادر افهم يا أحمد
أحمد : والد مريم يبقي ابن جدتك بس من أب تاني الي هو يبقي أبو عبدالله ومنصور ، الي عرفته ان سميه هانم ، كانت مجرد مربيه في القصر ، اتجوزهاا شوكت باشا عشان حبهااا ، طبعا هي كانت هربانه من اهلها واهل جوزهاا ، لانهاا مقدرتش تتحمل الحياه الي كانت عيشاهاا معه ، ولا قدرت تتحمل الضرب والاهانه من مراته الاولي الي هي تبقي ام منصور عم مريم ،فهربت وسابت عبدالله لسا طفل صغير ، وطبعاا ابوهه سجله بأسم مراته الاولي الي هي صفيه .. وبقي عبدالله في الاوراق مش منسوب ليهاا ، وكأنه مات …. في الفتره ديه جدنا حب سميه ، واتعاطف معهاا جداا ، واتجوزها وطبعاا كانت امي لسا صغيره ، فلقي فيها الزوجه والام لبنته ، برغم ان العيله رفضت جامد ، بس هو أصر واتجوزها وخلفت منه والدك الي هو خالي…
ليصمت احمد قليلاا ليقول: الكلام ده الي حكهولي محامي الشركه القديم ، لان والدهه كان صديق جدك ومحاميه وكان عارف كل حاجه جدك مر بيهاا
أدهم بشرود : وازاي احنا مكناش نعرف بكده
أحمد : كنا هنعرف أزاي ومن مين ، الموضوع أتقفل من زمان اووي ومحدش يعرف حقيقته غير جدك وامي ، وامي قضت معظم حياتهاا بره ، مع خالتهاا ولما كبرت بعدين اتجوزت وسافرت بلجيكاا ، بس جواب مامتك لامي ، هو الي فتح الموضوع ، ليعطي له الخطاب ليقول : امك بعتته تقريبا قبل ما تموت بسنه ، وطبعا احنا الفتره ديه منزلناش مصر خالص ….
أدهم : امي فعلاا أخر تاريخ لمذاكرتهاا قبل ما تخلف أياد ، يعني لما عرفت الحقيقه كانت بطلت تكتب مذكرتهاا ، عشان كده خالك عرف يلعب الدور كويس من غير ما نحس ، طب ليه بيكره اخوهه كده ، مش معقول في حد بالجبروت ده ، اكيد هو الي عمل الفيلم الي مكنش حد البطل ولا المخرج غيرهه ، عشان يبرر لنفسه كل الي عمله ، ، واكيد ابو مريم مأذاش أمي ولا ظلمهاا ، بس ازاي يتجوز مرات اخوهه ، ازاي وليه
أحمد : مافيش غير أتنين هما الي يعرفوا الحقيقه ، عم مريم الي أكيد كان عارف انت أبن مين لما اتجوزتها ، واكيد خالي
أدهم بشرود : انا فهمت دلوقتي سبب نظرات خوفه مني لما عرف ان انا أبن مين ، حتي أنا مركزتش في الاسم الي كنت بدور عليه ، بس عارف يا احمد كأن ربنا كان عميني اللحظه ديه ، ومحستش بنفسي غير وانا بمضي علي قسيمة جوازي من مريم ، وعيشت معهاا احلي دنياا كنت بتمنها ، بس الدنيا كأنهاا كانت ناويه تكشف كل الماضي …
ليبتسم بسخريه ليقول : بعد ما رجعت من سافرية المانيا ، روحتله علطول عشان اعرفه اني اتجوزت وهعلن جوازي … لقيته عارف اني متجوز .. مش قادر أنسي ضحكته وهو بيقولي
عزت : اتجوزت بنت الراجل الي كان السبب في عذاب وظلم أمك ، من بنت الراجل الي هدم حياتنا ….
ليعود أدهم من شرودهه ليقول : كنت مصدوم اووي
ليربط أحمد علي كتف صديقه بألم : محدش مظلوم في كل الي حصل ده ، غير مريم وبس …
أدهم بشوق : وحشتني اوي يا احمد ، بقيت احب شقتي القديمه عشان هي المكان الوحيد الي جمعنا ببعض ، جمعنا بأحلي ذكريات عمرنا …
………………………………………….. ……….
لحظات قد دام الصمت بينهم ،ليعلن الزمن صافرته ، بأن الوقت قد حان لتصفية الحسابات ، واليوم قد جاء الزمن ليصفي حسابه معه ، ليعطي له أكبر درس ، وألد طعنه ، ممن أحبهاا وأستسلم لهاا وعصف بجبروته وقوته وأستكان بين أيديها …
ليتتطلع اليه شادي .. ليقول : لو مش مصدقني ديه كل الفيديوهات الي تقدر تشوف مراتك وهي في حضني .. وتقدر تسمع اخر حاجه طلبتهاا مني ..
ليبدء بتشغيل أحد مقاطع الفيديو أمام مرئه أعينه ، ليحدق عزت بكل شئ ، ليتوقف به الزمن للحظات وهو يري زوجته في حضن رجل أخر ، ليسمع صوتهاا وكلماتها البذيئه … وكأن السكين قد بدأت تقطع في جسدهه ، ليتوفق الفيديو … ليسمع حديثهااا وهي تخطط لموته كي ترثه وتصبح وريثه شرعيه لأملاكه ، لاملاكه التي قد حرم منها اخاهه وجعله يتذوق الفقر ، ويعمل كمجرد عامل كي يحصل علي قوت يومه ، علي الرغم بأن والدهه قد كتب له بعض الاملاك لكي يورث في امواله بعد أن اعتبرهه أبن له أيضا .. لتأتي هي وتتمتع بكل هذاا بعد ان تقتله …
لينهض شادي من أمامه وهو يقول : كده الحقيقه كلها بقيت واضحه قدامك
ليضع عزت يديه علي قلبه ليقول : واشمعنا جاي دلوقتي تفضح عشيقتك
شادي بألم : عايز أنضف بجد ، وأبعد عن الوساخه ديه بقي ، الوساخه الي خليت اقرب حد لياا تموت بقهرتهاا بعد ما شافت ابنهاا الي ربته ، بقي أحقر مخلوق ، للاسف كل واحد بيفوق بعد ما بيدفع التمن وبيدفعه غالي اوي
عزت بألم : اخرج بره مكتبي ياحقير
شادي بسخريه : افتكرت أنهاا حبيتك ، ديه كانت بتحب فلوسك وبس ، كنت بتوهم نفسك بكدبه انت نفسك مش مصدقها … لينظر اليه شادي قليلاا .. ويتركه وهو يقول : سلام ياعزت باشا
………………………………………….. ………..
لحظات من الألم قضاهاا وهو يتطلع اليه بشفقه ، وهو يري ذلك الرجل الطامع نائم علي الفراش بأنكسار، وهو يغطي رجله التي فقدها حتي لا يشعر بعجزهه ، نظرة قد شرده فيهاا بكل شئ .. فنعم لكل شئ نهايه .. مهماا طالت بنا الحياه ..، للظلم نهايه ، وللباطل نهايه ، وللكذب نهايه ، وللأنتقام أيضا نهايه ، ولقوتك أنت ايها الانسان أيضا نهايه .. حتي الحياه مجرد نهايه لنا جميعاا
منصور بألم : كنت هبعتلك بكر أبني ياوالدي عشان اعترفلك بكل الحقيقه ، اعترفلك ان عبدالله اخوي مكنش فيه اجدع ولا احن ولا اشرف منه .. ليصمت منصور قليلا ليقول : ابوك كان بيكرهه عشان عبدالله مكنش حد بيشوفه من غير مايحبه ، كانت كل الخلق بتحبه .. حتي جدك وامك … جدك مع انه مش ابنه وابن مرته بس حبه وكان عايزه يعطيه من ماله ويرفعه ، بس ابوك للاسف كان بيكرهه متعرفش ليه وكأنهم مش اخوات من بطن واحده ، امك كانت بنت اكبر اعيان بلادنا ، كانت زينة البنات ، في يوم قرر جدك بعد ما يأس من عبدالله انه يجي يعيش معه في القاهره بعد ما سميه هانم ماتت ، عشان يقدر يخلي باله منه ويساعدهه ويمتعه في خيرهه ، بس للاسف هو رفض لانه قاله ده مش من حقي ، جيه جدك بلدنا واشتري مزرعه كبيره وخلي عبدالله هو المسئول عنهاا واحنا كمان معاه ونعيش في خيرهاا ، وتبقي مكان ليه لما يجي يزور عبدالله يلاقي مكان يقعد فيه ، كان معتبر عبدالله والدهه التاني ، كان بيحبه زي ما احب امه وحب يعوضه سنين الحرمان الي عشهاا بعد ما أمه سبيته لسا بيرضع وهربت من ابوي بسبب ظلمه وضربه ليهاا ، ولما رجعت عشان ترجعه ليهاا ابوي رفض لما عرف انها اتجوزت وحرمهاا منه لما رفضت ترجعله تاني بعض ماجدك كان طلقها منه واتجوزهاا ، ليصمت منصور قليلاا وهو يتنهد : كان عبدالله بيحب امك اوي ، كان بيحبها من بعيد من غير ماتعرف انه بيحبهاا انا الوحيد الي كنت عارف
كان ديما يجي يقولي : تفتكر يامنصور ممكن يجي يوم واقدر اصرحهاا وتعرف حبي ليها ، انا خايف لتضيع مني
لغايت لما جيه ابوك ، واول بنت وقع بنظرهه عليهاا في بلدنا هي امك وحلف انهاا مش هتكون لحد غيرهه مهما كلفه الامر حتي لو هيقتل عبدالله .. ليشرد منصور قليلاا وهو يتذكر!!
اوعي تفتكر ياعبدالله ان كل حاجه هتاخدهاا مني انت بتحلم ، يابن الفلاح ، واوعي تعمل نفسك راجل ولا شريف قدام ابويا عشان تضحك عليه وتكرهه فياا عشان تبقي انت ابنه فاهم ياعبدالله
ليتتطلع اليه عبدالله بألم ليقول : ليه ياعزت الكره ده ، ده انت اخويا الصغير الي بحس اني مسئول عنه ، ومستعد اني اسيبلك الدنيا كلهاا ، ولو ليلي فعلا عايزاك هسيبهالك صدقني وهتمنالكم السعاده
ليأتي منصور اليهم : انت هتسيب الانسانه الوحيده الي حبيتهاا ليه ، لينظر الي عزت بأحتكار: ابعد عنا يا ابن الباشا ، اوعي تفتكر ان الخير الي معيشينا فيه ، ممكن يخلينا نسيبكم تبيعوا وتشتروا فينا ، الا اخوي سامع
ليعود منصور بذاكرته ليقول : وصممت امك تتجوز عبدالله عشان حبيته، وده زاد الكرهه بينهم اكتر بس من ناحية ابوك … لحد ماجيه اليوم الي هدده فيه ابوك بأبوي وبيا.. وقاله لو مطلقتهاش هشرد اهلك وهسجن ابوك بعد طبعا مكان عايز يتهم أبوي انه سرق وطبعا عبدالله مقدرش يشوف ابوهه في اخر أيامه مسجون ولا اخوهه .. كان جدك الفتره ديه مسافر بره البلد يتعالج ، ومكنش حد قادر يقف لأبوك لأننا كنا غلابه ياوالدي ، وطردنا من البلد كلهاا … وسيبنا بلدنا ، وروحنا بلد بقينا أغراب فيهاا …. وعبدالله مبقتش عارف فين اراضيه … لغير بعد سنين طويله كانت مراتك عندهاا 4 سنين لقيته في يوم جيه ليا ومسكهاا في ايدهه ….
بس للأسف النفوس اتغيرت ، والطمع بقي خلاص عماني هو والكرهه ، بقيت كارهه اخويا ومحمله ذنب مش ذنبه لما اطردنا بسبب جوازته من امك ….. لحد ماجيه ليا في اخر ايام عمرهه الله يرحمه بيطلب مني اني اساعدهه واسلفه فلوس عشان العمليه الي مفروض يعملها في اسرع وقت ، كان ربنا الحمد بدء يفتح عليا وبقي معايا فلوس .. وبدل ما أساعدهه .. خليته يتنزلي عن بيته ، مقابل الفلوس … ليتنهد منصور بألم ليتابع حديثه ليقول : ويوم ما جيت تطلب مني ايد بنت اخوي ، وعرفت انت مين ، عرفت ان الزمن جيه يصفي حساباته مع ابوك ، كنت خايف لتشك في الاسم ، بس ربك كان مدبر كل حاجه ، واتجوزت بنت عمك عبدالله
وانا أستغليتك وبعتلك بنت اخوي ، ونسيت أنهاا عرضي ، ولازم احافظ عليهاا ، وروحت لأبوك عشان اشمت فيه واخد منه فلوس ، واعرفه اننا خلاص بقينا عايشين في خيرهه ، الي حرم منه اخوي ….. ليصمت منصور بألم : وكانت اخر خطه ليا مع ابوك .. اني اثبتلك انه كلامه صح وان عبدالله هو الي رمي امك واذاهاا عشان تنتقم منه في بنته وأحط ورق مزرعة أمك في بيت اخوي عشان تعرف ان كلام ابوك صح وانا عبدالله أخد المزرعه مقابل حرية امك .. مع ان جدك هو الي كتب المزرعه بأسم عبدالله لما عرف الي حصل وفضل يدور علي عبدالله .. بس للأسف محدش كان عارف فين اراضيه ……
ليظل أدهم شارداا ، في عالم لا يري فيه شئ سواا الظلام
منصور بألم : الكرهه ياولدي يعمل أكتر من كده ، والشيطان
ربنا يسامحني ، ليتأمل رجله المبتوره بألم : وزي ما أنا خطيت في الحرام ونسيت المنتقم الجبار ، ربنا أنتقم مني
ليتنهد أدهم بصعوبه .. ويسير بخطوات بطيئه كي يغادرهذا المكان
ليقول منصور : خلي مريم تسامحني ياولادي
………………………………………….. ………..
والأن قد أصبح كل شئ واضح امامه ، ليمر ماضيه امام أعينه وهو يتذكر كل شئ مر بحياته ، حياته التي لم تكن غير مليئه بالكرهه ، بالكرهه الذي كان يعشق جنايته وكأنه ورد، ليأتي الزمن ويوقعه تحت يد تلك الافعي ، التي أحبهاا علي كبر ، وكأن الزمن يعاقب كل أحد بما يحب … ليتذكر زوجته الاولي وحبهاا لأخاهه الذي كان يقتله كل يوم كلما شعر بأنها مازالت تحبه بعد ان هدم صورته امام اعينهاا .. ليأتي به المطافي أن يزرع الكرهه في قلب أبنه كي يخفي حقيقته المخذيه ، ليأتي صورة زوجته وهي بين أحضان اخر ، وهي تحادثه بأن تقتله .. ليشعر بأنه قد فقد السيطره علي موقد سيارته ، ليحاول ان يتحكم بهاا ولكن …..
يظل فقط صوت صراخه ، وهو لا يري شئ أمام اعينه غير النهايه المقتربه ….
يتبع…
الفصل السابع والعشرون
لحظه قد تجمع فيهاا الخوف ، ليعلن عن أنتهاء حياة في عالم قد نسي المرء تماما انه فاني ، حياة تمر سريعاا أمام أعينا في شريط واحد وكانهاا تقول بصوت عالي : انظر أيها الانسان ، هل حصدت ما جنيته ، هل رأيت لحظة ضعفك وانت ترجو من الله أن يقف هذا الشريط للحظات ، لتبدء صفحه جديده بشريط جديد ، هل نفعك غرورك ، هل حصد كرهك شئ ، لتنظر النفس بحسره وهي لا تري شئ غير الخوف … لتقول برهبه : لقد أصبحت خائفه من حياه تنتظرني! …
لتضحك الحياه بصوت عالي : الان قد خفت ، بعد أن انتهي كل شئ .. فيالك من أحمق .. تذكرت خوفك في لحظه ضعفك ………… ليقف كل هذا علي صوت واحد
النبض ضعيف اووي يادكتور
لينظر الطبيب بخوف وهو يقول : أعملوا صدمات الكهربه بسرعه !….
كان لا يري شئ أمامه ، ولا يفكر في شئ سواا بمن أنجبه وليس من رباه ، فمهم حدث سيظل هو اباهه وسيظل هو الابن … لم يكن يتوقع انه عندما عزم علي المواجهه ، سبقه القدر وانهي كل شئ ، كل شئ اصبح الان في عداد النهايه المنتظره …
وقف أدهم أمام أحمد بغضب وهو يقول : محدش خرج لحد دلوقتي يطمنا ، انا هنقوله من المستشفي ديه …
لينظر له احمد بألم وهو يقول : اهدي شويه يا أدهم ، ادعيله هو مش محتاج دلوقتي غير دعائنا
ليجلس أدهم علي احد المقاعد بدموع مثل الاطفال وهو يقول : اهدي ازاي ، قولي يا أحمد … انا مش عايز حاجه غيرهه ، قوله يجي يتخانق معايا ، يضربني يعمل أي حاجه بس يفضل وسطنا .. ليبكي بحرقه ليقول : انا ليه بعدت عنه سنين عمري ونسيته ، مع أنه هو ليه حق علياا … ليتنهد بضيق : بقاله قد أيه جوهه
لينظر أحمد في ساعته ليقول بأسف : 5 ساعات ، وقبل أن يتحدث أدهم بشئ .. كان الطبيب يخرج وهو ينظر أمامه بتعب ليقول : احنا عمالنا الي علينا والباقي علي ربنا
ليقف أمامه أدهم بغضب وهو يقول : اتصرفوا ، فاهم أتصرف يا أمجد اعمل اي حاجه
أمجد بتفهم : صدقني يا ادهم ، كل حاجه بين أيد ربنا ، ومش بأدينا غير أننا ندعيله .. أدعيله يا أدهم
ويرحل الطبيب وعلي وجهه علامات الأسي ، وهو يري صديق عمرهه أمامه بهذا الانهيار
………………………………………….. ………….
لحظات من الصمت بدأت تدوم ، لتترك سماعة الهاتف من يديهاا ، وهي لا تتذكر له سوا الاشياء الجميله التي أسعدها بها حتي لو كانت قليله ، لتهبط دموعهاا هاربه عليه ، حتي لو كانوا تفرقوا منذ زمن ، فمهما حصل فهو كان زوجهاا في يوم من الايام ، لتنهض بألم من علي الاريكه وهي تأمر خادمتهاا أن تبلغ السائق بالأستعداد للذهاب الي المشفي
اما هي أين من كل ذلك ، وكيف ستكون فالحال يسأل علي من لديه أدميته ، اما هي فمجرد أله فقط أله تخزن وتصرف منهاا الاموال … لتنتبه علي صوت صديقتهاا في ذلك المكان الصخب وهي تقول : أنتي ولا علي بالك يا نانسي ، وجوزك بين الحياه والموت
لتقف نانسي بصدمه : عزت مات!
سمرصديقتها : ههههه ، لسا ياحببتي ، بس بيودع أه
لتجلس نانسي علي اقرب مقعد وهي تتمتم ببعض الكلامات وتقول : مكنتش فاكره خططتي هتتنفذ ومن غير ما يكون ليا يد في حاجه ، والقدر لعب لعبته وريحني من الخوف الي أنا فيه قبل ما يرميني …. ياااا ياعزت أخيرا هتمتع في خيرك ، واقف قدام أبنك زي الشوكه في ضهرهه
لتهتف سمر بصوت عالي علي صديقتها : انتي هتفضلي هنا ، أحنا لازم نرجع القاهره حالاا .. انتي عايزاهم يقولوا أيه مراته بتتفسح في عين السخنه ولا علي بالهااا
لتتطلع اليهاا نانسي بشرود .. وهي غائبه بين أفكارها الطامعه ..بدون أن تفكر للحظه في زوجهاا وكأن الامر لا يفرق معاهاا ، فمماته سيحقق لها كل ماتريد
………………………………………….. ………..
لحظات كان الصمت هو سيدهاا ، ولكن العين كانت تتحدث بكل شئ ولكن بأعين المخاطب وليس من تخاطبه ، لتنفر الأعين هاربه ، من أمل بدأت تفقدهه ، من أمل باتت تحلم به ولكن كيف الامل يحدث وهي مازالت تعشقه ، ولن تحب أحد غيرهه
ليأتي بجانبهاا جلال بأبتسامه عذبه ليقول : انا مش عارف أشكرك أزاي يامريم انك جيتي الحفله ، شايفه مروان بقي مبسوط ازاي اول ما شافك
لتبتسم مريم بأعين متسلطه علي مروان : ربنا يخليهولك وميحرمكاش منه .. لتتذكر ماكان في رحمهاا .. ليتأمل هو معالم وجهها ليقول : متعرفيش الخير فين يامريم
لتنظر له مريم بتسأل: مش فاهمه حضرتك ، يعني ايه
ليبتسم لها جلال ليقول : ايه حضرتك ديه ، علي فكره احنا مش في الشركه ، وانا عمال أقولك يا مريم عادي .. وانتي برضوه عادي لما تقولي ياجلال
لتنظر له مريم بشرود من تصرفاته التي اصبحت غريبه : يبقي هقول يا استاذ جلال
جلال بتنهد : ايه استاذ جلال ديه علي فكره انا مش كبير اوي .. ليضحك وهو يقول : يعني اكبر منك بيجي 15 سنه وبس
لتبتسم مريم أبتسامه بسيطه ، وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه ، لتتأمل في أعين الأطفال … وتستأذن منه كي تعطي هديتهاا لمروان وترحل
ليتطلع هو اليهاا وهو يراهاا تحضن أبنه ليتنهد بأسي ، وهو ينهر نفسه ، لما لم يخبرهاا اليوم بطلبه .. فهو كان قد اوشك علي مصارحتهاا ولكن … لم يري في أعينهاا التشجيع لكي يعرض طلبه ، وكيف ستشجعه وفي قلبهاا رجلا أخر قد أمتلكه من أول يوم قد رئته فيه
………………………………………….. ………..
دموعاً قد تحجرت في أعينه ، وضعفاً قد عصف بقوته ، وصرخه قويه اراد أن يصرخ بها لكي يخرج كل ما يشعر به لعله يستريح لو قليلاا ، ودعائا قد اطلق به لسانه ، وسجدة خاشعه بدموعا قد ارتوت بهاا الارض، ليرفع يدهه الي السماء وهو يقول بصوت باكي : يـــــــــــــــاربــــــــــــــ
أقتربت منه ألهام بألم وهي تقول : صليت ودعتله ياحبيبي ، ايوه كده خليك قوي ، ومافيش أقوي من المؤمن مهما ربنا بيبتليه بيفضل ، يحمدهه وصابر وهو عارف رحمة ربناا به ، وانه عمرهه ماهيديله حاجه ازيد من طاقته عشان يتحملهاا
لينظر الي ألهام بتعب وهو يقول : هو أحمد فين
ألهام وهي تتطلع الي من أمامهاا ، ليلتف هو بوجهه ليري من تتطلع عليه، ليشيح بوجهه سريعاا وهويشعر بالاختناق عند رؤيتهاا …
لتأتي هي اليهم بأعين باكيه مخادعه ، لتمثل دور الزوجه الحزينه التي سيقتلها الحزن اذا فارق زوجهاا الحياه .. لتقترب من ادهم بأعين باكيه : عزت ماله يا أدهم ، قولي .. اوعي تقولي انه حصله حاجه
لتجلس علي الارض بدموعهااا الكاذبه ، وهي تتنهد بألم
لتقترب منها ألهام بأشفاق ، وقد ظنت حقاا انهاا حزينه بالفعل لتربط علي كتفيها وتنهضها لتقول : ادعيله ياحببتي
ليظل يتطلع اليهاا ادهم بأعين كالصقر وكأنه يتهمها بكل شئ ، فمنذ أن دخلت حياتهم وتعقد كل شئ بينهم بالاكثر …
لتخرج الممرضه سريعا من أمام اعينهم ، وبعد ثواني معدوده كان خلفهاا الطبيب الذي خرج بعد دقائق ليربط علي أحد كتفيه ليقول : عزت باشا عايزك يا أدهم …
لحظه قد توقف فيهاا الزمن لثواني ، ليسمع ضحكت والدهه ويشعر بأنفاس حضنه عندما كان يلاعبه أحيانا وهو طفلا صغير ، لتسير كل اللحظات الجميله أمام أعينه … ليتمني أمنيه واحده فقط لو أن تلك اللحظات قد ظلت هكذا وظل والدهم أبا يعيشوا في كنفه طيلة شبابهم …
ليدخل علي والدهه وهو يراهه بوجه متألم ليقول عزت : الحمدلله ان ربنا زود في عمري دقايق عشان أقدر اقولك سامحني يا ابني ، انا عارف اني مكنتش أب كويس ليك لا انت ولا اخوك ، ولا حتي زوج واخ ، ولا ابن بار بأبوه ، أبويا كان عندهه حق لما حب عبدالله أكتر مني ، حتي امك ، لان انا كنت مجرد شيطان ماشي علي الارض ، اهم حاجه نفسي وبس ، حتي الخير القليل الي كان جوايا ضاع مع شري وبقيت مجرد انسان من غير قلب ولا روح ..
ليتطلع عليه ادهم بتعب ليقول : أوعي تزعل أنت مني ، والله انا بحبك زي ما بحبهاا ، انتوا الاتنين اغلي من روحي اوعي تسبني كمان ، انا محتاجك جنبي انا واياد اوعي تتخلي عني ، طب مش عايز تشوف أدهم الصغير ده أياد بيقول انه شبهك
ليتطلع اليه عزت بتعب : ياا يا أدهم مكنتش اعرف انك بتحبني لدرجادي ، كنت فاكر انك بتحبهاا هي وبس .. ليبتسم بحزن وهو يقول : أمك فعلا أنسانه كانت تستاهل الحب ، كانت أنسانه طيبه وبريئه .. ليتطلع الي ملامح وجهه بألم ليقول : عشان كده انتوا مطلعتوش زي ، نبتت الخير برضوه بتفضل ، وليلي كانت البذره الوحيده الي صح زرعتهاا عشان تجيبكم للدنيا ياولادي …. ليتطلع الي كل شئ حوله وهو يقول : ابقي سلملي علي اخوك ، واقوله يسامحني هو كمان انا مكنتش ليه فعلا الاب الي اي ابن بيتمناه ، ليبتسم بألم : ومريم خليهاا تسامحني .. كان نفسي عبدالله هو كان يسامحني بس خلاص انا ريحله ، والسماح الي في دنيا خلاص انتهي .. اقول لمريم يا أدهم : ان عبدالله عرف يربي كويس ، واوعي تفرط في مريم .. اوعي يا ادهم تخسرهاا واول ابن ليكم سموهه عبدالله عشان عايز عبدالله يشاركني بأسمي .. زي ماكان مشاركني في دمي بس للاسف عمري ما حسيت ولا حسيسته انه اخوياا .. كنت طفل اناني لما كنت اشوف امي ماسكه صورهه وبتعيط ، اكرهه اكتر عشان مشاركني في حبهاا مع ان انا الي كنت متمتع بحنانها واهتمامهاا وهو بس مجرد حنين ولحظات قليله بتجمعهم لما بتزورهه ، ولما كانت بتفارق الحياه فضلت تطلب من جدك انه يخلي باله منه ، بس للاسف كرهته برضوه اكتر بأنانيتي وانا شايف امي حتي في لحظة موتها بتفكر فيه ..ومفكرتش لحظه انها بتطلب كده عشان عارفه ان انا معايا اب هياخد باله مني وعايش حياه محدش عايشها اما هو كان فين في كل ده ، وحتي لما جدك حبه وفضله عليا مع انه قالهالي قبل مايموت .. الكرهه الي جواك ياعزت من اخوك هو الي مخليك غبي ، حد يكرهه ابنه الي من صلبه يابني ، انا كنت بس بحاول اقربكم من بعض عشان تفضلوا اخوات طول العمر في ايد بعض ….. لينظر عزت لابنه بتعب : كان عندهه حق جدك ، الكرهه الي سيطر علياا من الغيره والانانيه خلوني انسان غبي معندهوش قلب ولا رحمه ..
ادهم بدموع : كفايه يابابا !
عزت بفرحه : يااا اخيرا نطقتهااا ، ليقول بصوت مُجهد : كل حاجه املكها مكتوبه بأسمك انت ، عارف انك مش هتظلم اخوك للحظه ولا مريم بنت عمك يا ادهم بنت اخويا عبدالله .. وقبل ان يلطقت انفاسه الاخيره : نانسي لاء لاء ياأدهم.. ليتنهد لحظات بأقتضاب وهو يقول : يارب ارحمني !
ليتوقف كل شئ ، ولا يبقي سواا هذا الصوت الذي يعلن عن رحيله ، ودموع تتساقط بغزاره علي فراق قد كسر بظهرهه ، ليتأمل معالم وجه اباهه بألم وهو يقول : والله كنت بحبك اووي يابابا ، بسبب حبي ليك كنت بعاقبك وبأسي قلبي عليك قدامك .. بس كنت بحبك صدقني ولو كنت طلبت عمري مكنتش هتأخر لحظه وهدهولك …..
………………………………………….. ………..
لحظات من الهدوء بدأت تسري ، وكأن العاصفه تأتي اولاا وبعدهاا يعم هدوئهاا ولكن بعدماا أدت مهمتهاا ، جلست بجانبه وهي تحمل طفلهاا لتقول بصوت مضطرب : أياد في ايه طمني ، في حاجه حصلت
ليتأملهاا طويلاا ،وهو لايري شيئا أمامه وكأنه يبحث عن احد ، ليضع وجهه بين كفيه ليقول : بابا مات ياشاهي ، عزت باشا مات
لترتفع صوت شهقات شاهي وهي تقول : ان لله وان اليه راجعون
أياد: جهزي نفسك بسرعه عشان مسافرين في اول طياره دلوقتي وحالاا
لتنظر له شاهي بصمت ، وهي تري دموعه التي تحجرت امامهاا لتقول بصوت هادئ : حاضر
لترحل هي ، وتبدء دموعه بالتساقط وكأنها تحجرت قليلاا قبل ان تنفجر الاعين باكيه
………………………………………….. …………
لحظات من الصدمه قد تجمعت أمام أعينهاا وهي تري ذلك الخبر في أحد الجرائد وكأنهاا أصبحت غريبه عنهم ، ولكن لماذا لا تشعر بالألم ، هل لأنهاا كانت أخر من تعلم بكل شئ حتي تري هذا الخبر الماثل أمامهاا وتصبح علي علم بكل ماحدث معه، ولماذا تحزن وهو قد أخبرهاا بأنه قد طلقهاا وأن قليلاا من الوقت وستري ورقة طلاقهاا أمام أعينها كما قال أخر مره قد أتي اليهاا فيهاا ، لتنهض من علي كرسي مكتبهااا وتأخذ حقيبتهاا ، وتغادر الشركه بدون أن تفكر أين سيكون مقر العزاء ، وما من لحظات قليله كانت تقف أمام القصر الذي أتت اليه باكيه ، ورحلت منه بقلب لا يُقال عنه سوا بالجبل الذي مازال صامدا … علمت من الحارس بعد أن رحب بهاا بأن العزاء سيكون في قصرهم الاخر ، لتذهب الي هناك وهي لا تفكر في شئ سوا ان تراهه ، سوا أن تمسح بيديهاا دموعه ، سوا ان تقول له أصمد ياحبيبي
لتدخل القصر بخوف شديد ، فهي قد أصبحت تخشي من تلك الحياه ، من حياة القصور التي لا تكون سوا سجنا يدخله المرء ليفني في حياة لا يبصر فيهاا بسوا الألم .. كما أصبحت تظن
لتقترب منها ألهام بدموع وهي تحتضنهاا : ياحببتي يامريم ، وحشتيني معلش معرفتش اتصل بيكي وأقولك ، غصب عني لتحتضنهاا مريم بحب وهي تقول : ربنا يصبركم ويصبر أدهم
ألهام بألم : أدهم لحد دلوقتي منهار،ربنا معاه ويصبرهه
مريم بأسي : احساس الفقد صعب اووي ، وبالذات الاهل ، ربنا يصبرهه
ألهام : يارب يامريم
مريم بتسأل : هو فين دلوقتي
ألهام : بيشوف الحادثه كانت من فعل فاعل ولا لاء ، لان البوليس شاكك في الموضوع ، ومستنين أياد عشان طلب أن محدش يدفن أبوهه غير لما يكون موجود
لتتطلع مريم بألم اليهاا ، وهي تتنهد بحزن ، لتمسك الهام يدها وتجلسهاا علي أحد الارائك وهي تقول : تعالي اقعدي يابنتي ، أنتي شكلك تعبانه
………………………………………….. …………..
وتري القبور أمام عينيك ، لتتأملهاا وانت تري أين نهايتك ، نهايتك التي تصبح غافل عنهاا ، حتي يأتي الدور ، لتفيق علي أصواتهم وهم يودعوك ، ويتركوك بمفردك ، ولا يبقي لك شئ لا مال ولا بنون ولا قصور ولا أي شئ غير عملك الذي قضيت طيله حياتك تجنيه .. ليأتي يوم الحصاد لتفارق الروح الجسد ولا يبقي شئ حولك غير التراب والظلام
لحظات من الحزن قد أعتلت قلوبهم ، وهم يودعوهه بألم ، وهم لا يظنون للحظه أنه قد فارقهم
ليقترب أياد بدموع من أخيه الاكبر ليحتضنه وهو يقول : خلاص يا أدهم ، راح ابوك راح وسبنا ، أنا حاسس أنكم بتضحكوا علياا …
ليحتضنه اخاهه بشده وبصوت ضعيف : أياد خليك قوي ، أدعيله يا أياد
أياد بألم : كنا ديما بُعاد عنه ، بس هو الي أختار كده .. وقرر أنه يسيبناا نعيش حياتنا بالفلوس ، الفلوس الي مكنتش غير نقمه ومش نعمه علي حياتنا ، الفلوس الي مش بتعمل الحنان ولا بتعمل الاسره ، طول عمرنا كنا اسره مشتته كل واحد في حياته ، مبنجمعش لغير في الحفلات والمناسبات او في المشاكل وبس …
ليتمالك أدهم دموعه التي قد أوشكت علي أن تخونه ليصرخ ويقول : خلاص ياأياد ، ارجوك …
ليقترب أحمد منهم بألم : أياد يلاا ، وسيب ادهم شويه لوحدهه
لينظر لهم أياد بألم ، ويغادر احمد واياد المدفن ليبقي أدهم فقط ، ليظل يتأمل ذلك المكان بدموع قد خانته الان وبدأت تسقط ليقول بصوت باكي : مبقتش قوي خلاص ، فاكر لما كنت بتقولي اني بفكرك بشبابك وقوتك ، وان محدش كان يقدر يقف قدامك مهما كان… خلاص القوه اتهدمت الي كنت بأخدهاا منك ، ليبكي بحرقه ليقول : عزت باشا ، قصدي يا بابا ، كنت ببقي كارهه نفسي وانا مش بنطقهاا ، مهما كبرت وبقيت حاجه كنت بشتاق اوي لنطقهاا ، فاكر وانا صغير لما قولتلي ان اول كلمه نطقتهاا هي ديه ، بقيت تقولي مكنتش فاكر ان اول كلمه هتنطقهاا هتبقي اول كلمه هتكرهه انك تقولهاا .. سامحني
ليذهب ويتركه ، وهو يجفف دموعه، ليرتدي نظارته وهو يخفي عيناهه ، ليصبح القلب وحدهه من يشعر بضعف صاحبه
………………………………………….. …………..
يوما طويلاا قد قضوه من الألم ، ألم سوف يطيب مع الوقت ، وينسي مع الزمن … ليرحل اخر ونودعه بنفس الطريقه ليعود ألينا النسيان محملا لنا حتي تستمر الحياه ، ولو نظرناا سنجد ان كل مناا يرحل بعمله فقط وطيبته التي يزرعها في دنياهه ، ليبقي أثر خيرهه هو فقط الموجود
بدء الناس بالأنصراف ، وبدأت لحظات الصمت تعُم المكان لتبدء دموع نانسي المزيفه بالهبوط بأحترافيه لتقول : محدش حاسس بيا ،ولا حد حاسس بالوجع الي جواياا ، لتتطلع الي أعين شاهي ومريم وهي تقول : كل واحده فيكم مع جوزهاا الا انا ، اترملت في عز شبابي .. لتظل تبكي بألم مخادع
لتظل نظرات مريم وشاهي لبعض ، لتنهض شاهي لكي تطمئن علي طفلها النائم ، وتنهض مريم لتقترب منها وهي تقول : ربنا يصبرك يامدام نانسي … وتلتلف بوجهها بعيدا كي ترحل
لتقترب منهاا ألهام : رايحه فين يامريم
مريم : هروح ، وهبقي أجي بكره ان شاء الله عشان أعزي أدهم وأطمن عليه
لتقترب منها الهام بأشفاق : علي فكره هو في مكتبه تعالي أدخليله
لتتابعهاا مريم ، وأعين نانسي مسلطه عليهم لتنهض من مكانهاا وهي تنفث دخان غضبهاا لتغادر المكان بأكمله فهي لن تتحمل أكثر من ذلك في تمثيل دور الزوجه المخلصه
وما من دقائق كانت تخرج فيهاا صوتهاا بصعوبه وهي تقف خلفه وهو يدخن سيجاره تلو الاخري ، لتقترب منه بخطوات بطيئه وبصوت هادئ : البقاء لله يا ادهم
ليلتف اليهاا بهدوء وهو يتطلع الي معالم وجهها : ونعم بالله
مريم بحب : انا حبيت اطمن عليك قبل ما امشي واعزيك
أدهم بجمود : تمشي تروحي فين !
مريم : هروح بيتي !
أدهم بصرامه : وعلي أساس أن ده بيت مين، مش عايز أسمع موضوع بيتي وبيتك ده تاني فاهمه ، انا مش هسيبك عايشه لوحدك أكتر من كده ، قولتي تبعدي شويه قولت مش مهم ، قولتي اعيش لوحدي قولت هنفذلك رغبتك ، منعتيني أن اكون جنبك أستحملت وقولت مادام هي حابه كده انا هنفذلهاا رغبتهاا … بس بعد كده هتسمعي الكلام سامعه
مريم بألم : أنت ناسي اننا خلاص اطلقنا
أدهم : ومين قالك أني طلقتك ، انا قولتلك كده عشان أريحك من وجودي الي بقيتي خلاص رفضاهه في حياتك
مريم : يعني أيه احنا مطلقناش !
أدهم بشرود : لاء ، وانتي لسا مراتي يا مريم
ليظل يتأملهاا قليلا وكأنه يخاطب كل جزء فيهاا بأنه قد أشتاق اليهاا كثيراا ، ليشيح بوجهه سريعاا وهو يندهه علي أحد الخدم بعد أن غادر مكتبه ليقول : طلعي الهانم أوضتي ، عشان ترتاح … ويتركهاا ويغادر القصر بأكمله وأعين ألهام ومريم عليه ، ليصطدم به أحمد ويخرج خلفه مُنادياً
لتقف الكلمات عاجزه، وتتوالي نظرات الاعين باحثه عما تفقدهه ، ويبقي صوت واحد يأن بين الدموع وهو صوت القلب …. ليخبرنا بضعفه وأنينه…
يتبع…
الفصل الثامن والعشرون
لحظات أستكان بها الزمن ، بعد أن بدء بتصفية حسابته ليعلن بداخل كل صفحات الماضي حياه قد حيت في قلوبنا بعدما أصبح القلب يبحث عن نفسه من جديد ، ليتأمل حاله بعد زمناً طويلاا قد طال ….ليجد أنه قد كان ضائع وسط سراب اهوائه .. ليفيق علي ذكريات الشوق والحنين ليصبح نادما علي لحظات قد أهدرهاا بين طيات الزمن وسط الأمال الزائفه
لحظات من الشرود قضاها وهو يطيل النظر الي الفراغ الذي امامه وكأنه يبحث وسط الظلام علي شعاع نور يضوي بداخله ، ليتنهد طويلاا وهو يستنشق بعض نسمات الهواء العليله .. وهو سارحاا في عالمه هو فقط
أحمد بألم : اول مره اشوفك ضعيف كده يا أدهم !
ليلتف اليه بأعين هاربه وهو يقول : ومين فينا مش ضعيف من جواهه ، عارف يا أحمد انا دلوقتي أكتشفت أني عامل زي القشايه او الريشه الي الهواا ممكن يطيرهاا فأي مكان .. من غير أي مقاومه ، قوتي كانت أطار بداري بيه ضعفي ..
أحمد بتنهد : بس أنت عمرك ماهتبقي ضعيف يا أدهم ، عشان أنت لو ضعفت مش هتبقي أدهم الي كلنا عارفينه
ليضحك أدهم بسخريه : ماهو عشان كلكم عارفيني بأدهم القوي والصارم ، عمر ماحد تخيل ان جوه أدهم ده حد ضعيف اووي ، عامل زي الطفل ممكن يفرح بأي حاجه حتي لو لمسة أيد .. ليبتسم بأسي : مريم الوحيده الي قدرت تخرجه ببرائتهاا وطيبتها وضعفهاا قصادي
احمد بحنان :طيب مادام أنت محتاج لمريم دلوقتي ، ليه متروحش ليهاا وترمي نفسك في حضنهااا ، ولا أدهم الضعيف مش عايز يظهر دلوقتي ، ويظهر أحتياجه
ليظل يجول بنظرهه في كل أرجاء المكان وهو شارد بخفقان قلبه
………………………………………….. …………
لم يكن خفقان قلبهاا بكاذب ، ولا حنينها الذي اصبح يسيطر عليهاا مجرد فقط لشئ مضي لا اكثر ، حتي ذلك الصوت الذي أصبح يتردد في أذنيهاا لم تستطع يوماا أخمادهه
فكلما تردد لم تجد شئ تجادله به حتي لا تصبح حجتهاا مجرد حنين وشوق لا أكثر … ليتردد ذلك الصوت في أذنيهاا ليقول : لماذا مازلتي تحبيه ، وتخشي عليه حتي من حزنه .. لما كل هذا
ليخمدهه قلبهاا ليقول : لا أعلم وكفي ، وجعاا بي ، فأتركني وشأني
لتخمد هي كل شئ بداخلهاا ، وهي تسمع صوت طرقات الباب ، وتنهض من مكانهاا لتري من الطارق
لتقف ألهام أمامها مبتسمه لتقول : جيت أطمن عليكي ياحببتي، واجيبلك حاجه تلبسيهاا بدل ما انتي قاعده بهدومك كده
لتنظر لهاا مريم بحب : تعبتي نفسك ليه ، انا كنت هروح الصبح بيتي
ألهام بحب : وده يعني مش بيتك يامريم ، ده بيتك وبيت جوزك ، ولازم تقفي جنبه وتفضلي معاه في الفتره ديه
لتقترب منهاا الهام وتربط علي أحد كتفايها وهي تقول : ادهم بقي محتاجلك أووي يامريم ، محتاجلك أنتي أكتر واحده ، عارفه انه ظلمك وعذبك بس صدقيني كان بيعذب نفسه الاول ، لتجلس الهام علي أحد المقاعد وتقربهاا منها وهي تقول :ادهم عمرهه مكان كده ، كان زي اي شاب في عمرهه ليه طموح وبيتمني يلاقي انسانه يحبهاا وتحبه ويعملوا أسره صغيره وجميله ، كان نفسه يأسس حياته زي ما كان بيتمني يلاقيهاا هو ويعيشهاا ، يمكن أنا الوحيده الي كنت ديماا بحسسه بالدفئ والحنان الي محتاجه عشان كده فضلت انا الوحيده الي بيقدر يشكيلهاا حتي من ضعفه ، ادهم أتغير اوي ، لتصمت ألهام قليلاا لتقول : من ساعة لما عزت الله يرحمه كشفله الحقيقه المخادعه الي كانت السبب في جواز امه وعيشه في وهم ظلم أبوكي لأمه ، طبعا كان صعب عليه اووي أنه يستحمل كده وأترسخت جواه فكرة الانتقام من باباكي الي فضل يدور عليه ، وبالصدفه أكتشف ان الي حبهاا وأتجوزها هي بنته ، وكأن القدر كان عايز يزرع الحب بفكرة الانتقام ،انتوا الاتنين يامريم عيشتوا لعبه الكرهه والانتقام الي زرعها عزت بسبب كرهه لأبوكي
لتصمت ألهام ، وتظل نظرات مريم مسلطه عليهاا ، لتضمها اليها الهام بحب وهي تقول : هو محتاجلك دلوقتي خليكي جنبه ، وبعدين وقت العتاب هيجي ، بس هو دلوقتي محتاج مراته مش مريم الي بقيت عنيده
لتضحك مريم بدون أن تشعر لتقول : هو الي خلاني ابقي عنيده ، انا عمري ماكنت كده
ألهام بحب : ربنا يهديكم ياولادي !
………………………………………….. ………..
لحظات من الشرود قد قضاهاا ، ليظل يفكر في كل شئ لم يستطع عقله أن يصدقه ، وكيف يصدقه وكل شئ قد قص إليه لا يعتبر سواا حكايا من قصص الاساطير
ليمسك بهاتفه وبعد ثواني معدوده : أنت فين ياأحمد !
وما من لحظات ظلت فيها نظرات أعينهم تجول بينهم ، ليظل كل منهما شارد في عالمه
ليتحدث اياد وهو يقول بصوت مضطرب : يعني مريم تبقي بنت عمي ، يعني بعد السنين ديه كلهاا يبقالي عم اول مره اسمع عنه .. ليتابع بنظراته وهو يتطلع الي وجه ادهم الشارد وهو يقول : انا دلوقتي عرفت ليه كان جوايا حاجه بتشدني ناحيتهاا ، ليصمت قليلا ليقول : فعلاا الدم بيحن
ليقترب اياد من اخاهه : اكيد مريم لسا معرفتش الحقيقه صح
احمد بأسف : للاسف كلنا كنا اخر من يعلم بحقيقه عمرهاا ما كانت تخطر علي بالنا ، بس الحقيقه لسا فاضل واحد بس معرفهاش
لتتابعهم نظرات أدهم بشرود ، ليتركهم ويرحل وتظل نظراتهم مصوبه عليه
أياد بأسي : اول مره اشوف ادهم كده يا أحمد ، أنا خايف عليه اووي
احمد :متخافش علي ادهم ، الصدمات ديماا بتقوي فيه وبتخليه اقوي
أياد بحزن : وتفتكر هيفضل طول عمره كده ،يقدر يتحمل ويواجه اي حاجه لوحدهه ، ده لو جبل كان زمانه اتهد من زمان .. ليصمت بشرود وهو يقول : حتي الانسانه الوحيده الي كنت فاكر هتكون مصدر لسعادته طلعت للاسف الحاجه الي ديما بتعذبوه بسبب حبه ليه
ليربط احمد علي كتفه وهو يقول : متظلمش مريم يا أياد ، حتي مريم كانت لعبه دخلها القدر وسطكم عشان تنكشف كل حاجه ، بس للأسف هي اكتر واحده اتظلمت من غير ماتعرف ليه وعشان ايه … مريم كانت بتحب ادهم ولحد دلوقتي بتحبه بس للاسف الماضي لساا سايب وهيسيب وجع فيهم .. بس أنا واثق ان حبهم أقوي … وحاسس ان زي ما كل حاجه انكشفت مره واحده .. كل حاجه برضوه هتتغير مره واحده
لينظرله أياد بشرود: ياريت يا أحمد ياريت !
………………………………………….. ………..
لحظات من السكون كانت تعم المكان، وهو يراهاا نائمه ليظل شاردا ببسمة حزينه ظهرت علي شفتيه وهو يتذكر لحظات قربهم القليله التي جمعتهم ، ليتذكر تلك الوجه البرئي الذي عشقه وتلك البسمه الصافيه التي لا تحمل عبئ شئ ، و تلك الملامح التي دوما كانت يملئهاا الحزن بسبب ألام وأوجاع صاحبتهاا ،لتمتد يديه برفق علي وجهها ليتحسسه برفق، ويجلس علي مقربة منهاا ليظل يتأملها وهو يتحسس وجهها بحنان حتي نام بجانبهاا بدون ان يشعر بذلك النعاس الذي داعب جفونه بدون ان يشعر…
لتظل هي مستمتعه بدفئ أنفاسه ولمساته ،ليئنبها عقلها بذلك الغفران الذي تمنحه له ، ليتألم القلب بصمت بعد ان علم بأن غبائه هوالسبب في تلك الأوجاع .. ليصدر انينه بصمت وكأنه يريد ان يسمعهُ هو فقط بأوجاعه حتي يعيد له حجته بسبب حباً اصبح تحت بند الانتقام ،الانتقام وفقط ، لتنهض من جوارهه وتظل شارده في ملامح وجهه الحزينه وهي تتأمله بحزن ،لتشيح بوجهها سريعاا وهي تبتعد عنه
لتسبقهاا لمسات يديه وهو يجذبها اليه وبصوت حاني
ادهم : خليكي يامريم ، انا هخرج من الاوضه
لتظل نظراته مصوبه نحوهاا ، لتبتعد بنظراتها عنه وهي تقول : انت شكلك تعبان ، ارتاح شويه ، انا اصلا مش جيلي نوم ..
لينهض هو دون ان ينتظر ردهاا ليقول :بكره هنروح نجيب حاجتك من بيت اهلك ، عشان كفايه عِند لحد كده ، عايزه تعاندي معاياا فعِندي هنا وانتي تحت عيني .. ليتركهاا وتظل هي شارده في حياتها مع ذلك السجان الذي تعشقه
………………………………………….. ……..
وما من لحظات كان يقضيها وهو يودع كل شئ حوله ، يودع ماضي قد أنهي الكثير من عمرهه لينتهي به المطاف الي الرحيل لكي يهرب من عالم قد صنعه لنفسه بسبب حب قد أمتلك قلبه حتي جعله يكرهه ذلك الانسان الذي اصبح هو عليه الأن
ليفيق من شرودهه لينهض كي يتابع بعض أجرائات سفرهه قبل رحيله، لبدء رحلته التي لا يعلم متي ستنتهي وهل سيعود ثانية اما سيظل غريبا طيله حياته في بلدا غريب… ليسير بخطوات بطيئه وهو يلقي بنظرهه علي كل شئ حوله ، حتي يسمع صوتهاا وهي تقول : شادي !
ليلتف اليهاا بعد أن ترك لأذنيه ان تسمع صوتهاا الذي اصبح يبغضه ..
نانسي : عزت مات ياشادي ، وانا خلاص هورث وهبقي معايا فلوس كتير .. ونقدر نتجوز ، اوعي تسافر وتسبني ياشادي
ليظل يتأمل معالم وجهها بسخريه ليقول : مزعلتيش علي جوزك مجرد يومين ، وجايه لحبيبك عشان تتمتعه سوا بفلوسه ، ليظل ينظر لهاا بألم ليقول : تفتكري لو اتجوزنا وجيه اليوم الي هتودعيني فيه لما اموت.. تفتكري دموعك هتنزل عليا ولا لاء يانانسي .. ليضحك بسخريه وهو يقول : مظنش أصل انا معيش فلوس عشان تقدري تمثلي لساعات انك زعلانه علي فراقي ، انتي مريضه اووي يانانسي
نانسي : انا ياشادي ، انا لو مكنتش بحبك مكنتش انت اول حد أفكر فيه ، وجتلك جري عشان نبدء حياتنا الي اتهدمت ياحبيبي وكنت زعلت منك بسبب أخر مره عاملتني فيهاا وحش واتهمتني بحاجات أي ست متقدرش تستحملهاا ، لتقترب منه وهي تقول : احنا دلوقتي هيبقي معانا فلوس كتير ونقدر نعيش واحنا فوق مش تحت
شادي : تصدقي أنا صعبان علياا فعلا جوزك الي مات بسبب واحده زيك ، واني ندمان اني كشفتله خيانتك وكنت سبب في موته ، بس اكيد جوزك يستحق ان حياته تنتهي علي ايد واحده زيك
نانسي بصدمه : انت بتقول ايه ، عزت عرف قبل ما يموت بخيانتي
شادي بشرود : للاسف اه ، وللاسف طلعتي محظوظه وملحقش يطردك ويرميك في الشارع الي تستحقيه يانانسي
نانسي بغضب : انت ياشادي تعمل فيا كده ..لتهدء قليلاا وهي تتطلع أليه لتقول : انت فعلا متستحقش أني أفكر فيك للحظه ، انا مش عايزه اشوف وشك تاني
شادي بضحك : ومين قالك انك هتشوفيني تاني يانانسي ، انا خلاص سايب البلد كلهاا ومسافر ولا انتي مش واخده بالك انك في المطار .. ولا انتي خلاص غرورك بقي عاميكي مش عايزه تعترفي انك نقمه في حياة اي حد ، وبقي وجودك غير مرغوب فيه
لتظل تنظر اليه وهي تبحث عن شادي الذي أحبهاا بكل مافيهاا من عيوب ، ولكن كان لا بد لحبه لها نهايه
ليبتسم لهاا وبصوت يخلو من كل شئ : سلام يانانسي هانم …
ويلتف بظهرهه مودعاا كل شئ ، ليذهب الي ارضاً بعيده يبحث فيها عن شادي اخر ، وليس شادي الذي صنعته نانسي ليكون لها فقط
لتظل هي تتابعه بنظرات أعينهاا ، لينديهاا صوتاً بداخلها ليقول :لستي انتي الخاسره ، فهو وحده الخاسر
………………………………………….. …………
لحظات من الصمت قضوها وهم يجلسون سويا علي مائده الافطار ، ليظل كلا منهم يتابع تناول طعامه بصمت
لتقترب منهم تلك السيده الطيبه ، فاطمه لتقول بصوت حاني : يااا من زمان وانا نفسي اشوفكم متجمعين كده ، مكنش نفسي لما تتحقق أمنيتي ديه يكون في وقت الحزن
ألهام بحب : الحمدلله علي كل حال ، تعالي يلا أفطري معانا عشان نكمل اللمه سوا
فاطمه : لا ياست ألهام ، ميصحش برضوه
ألهام بطيبه : انا هسيب اياد هو الي يتكلم بقي عشان عارفه انتي بتحبيه قد ايه .. لتنظر الي شاهي بحب وهي تقول : علي فكره فاطمه هي الي مربيه جوزك
شاهي بطيبه : أياد حكالي عنك ياداده كتيير، وحكالي عن كل المقالب الي كان بيعملهاا فيكي ، انا خايفه أدهم يطلع زيه
ليبتسم أياد بشرود : يلاا بقي يابطوط اقعدي أفطري ولا أنا موحشتكيش
فاطمه بحب : ده انت وحشتني اووي ياحبيبي ، وكان نفسي اشوف أبنك والحمدلله رجعتوا لينا بالسلامه وهربيه زي ماربيتك
ايادبحب : ربنا يخليكي لينا ياداده ، ليتابع بالحديث ليقول : أدهم ومريم مش هينزلوا يفطروا معانا
ألهام : ادهم راح مع مريم عشان تجيب كل حاجتها من بيتها القديم
لتنظر لهم شاهي وهي تحمل طفلهاا : مريم شكلهاا طيبه اووي ، انا مبسوطه اوي ان هيكون ليا اخت زيهاا وانتي برضوه ياطنط الهام حضرتك طيبه كمان
لتتابعها نظرات زوجهاا والهام بحب وهم يسمعوا حديثهاا
………………………………………….. ………….
ظلت تجول بأعينها في كل أرجاء البيت ،حتي وقفت بأعينهاا علي أحد الصور وهي تتأملهاا ، ليتابعها هو بأعينه ويقترب منها وبصوت هادئ: ده باباكي يامريم !
مريم بألم : اه ، ده بابا والي جنبه ماما،لتضحك بألم لتقول : وانا الي في النص
أدهم بحب : انتي شبه مامتك اووي… ليصمت قليلاا ويلتف اليهاا بعد ان امسكها برفق من أحد كتفيها ليقول :سامحيني يامريم عشان للحظه فكرت أظلمك فيهاا ، بس الي لازم تتأكدي منه أني عمري ماخدعتك في مشاعري صدقيني ، ليتنهد قليلاا وهو يعاود النظر الي تلك الصوره التي امامه : ياريت ياعمي عبدالله تسامحني ، عشان مقدرتش احافظ علي بنتك ولا احميهاا من نفسي ، ليلتف بأعينه الي مريم ليقول بأسي : النهارده لازم تعرفي الحقيقه كلهاا ، عشان اللعبه خلاص انتهت وخلصت وانتي مبقتيش دلوقتي لعبه يامريم بين عالم انا الي دخلت فيه بأيدي .. بس للاسف كان لازم تدخليه عشان الحقيقه كلهاا تبان
ليصمت أدهم بشرود ليظل يدور بنظرهه في كل شئ امامه ، ليبدء يقص لهاا كل شئ … حتي انتهي علي اخر جمله وهي تتابعه بأعين شارده لتنطق بكلمه واحده بعد أن جلست علي احد الارائك وهي تقول : انا مش فاهمه حاجه !!
ليظل هو يسير يمينا ويساراا … حتي جلس بجانبهاا بتعب : للاسف هي ديه الحقيقه يامريم ، الي كانت غايبه عني سنين وانا جوايا بس فكره واحده اني انتقم من عمي الي مكنتش اعرف بوجوده غير انه شخص غريب ، اذي اقرب انسانه ليا
لتنظر له مريم بألم :طب فضل يكره بابا ليه ،حتي لما عرف انه مات ليه فضل يكرهه ، وكرهني انا كمان عشان انا بنته طب ليه .. لتصمت قليلاا لتقول: عشان كده بابا عمرهه ماحكي عنه عشان عارف انه بيكرهه ، واكتر حد مبيتمناش وجوده في حياته
ليقترب منها أدهم بحب : الكره كان مسيطر اوي علي بابا يامريم ، سامحيه أرجوكي .. كان نفسي عمي يكون موجود عشان يسامحه وعشان اعتذر منه كمان عشان محفظتش عليكي
مريم بشرود: ادهم احنا حبنا بقي مليان وجع وكرهه وحاجات كتير اووي ، مش هي ديه الحياه الي حلمت اعيشهاا مع الانسان الي اتمنته ، عارف يا ادهم كان كل حلمي بيت صغير وجميل وولد وبنت ، شبهي انا وبابهم ، نربيهم صح ونحفظهم القرأن ونعلمهم دينهم كويس واول حاجه نعلمهلهم التسامح والحب والخير ، حاجات كتير كنت بحلم بيها في دنيا بقيت متحكمه فينا .. ونستنا انها في وقت هتنتهي بعد ما احنا هنكون خلاص انتهينا !
عارف يا ادهم ، احيانا كنت بلوم نفسي علي طيبتي الزياده عشان هي سبب غبائي .. بس دلوقتي عرفت ان الغباء ساعات بيكون راحه ، عن حياه انت مش شايف فيهاا حاجه وسط حاجات كتيير بتحاول تهدم وتكسر فيك .. لتضحك بأسي : انا كنت ضاحيه زي والدتك .. للاسف انت كمان عاملت نسخه تانيه من أمك .. بسبب الكرهه والانتقام الي للأسف ملهوش مبرر ولا عذر حتي قدام نفسك
ليقترب منهاا وهو يمد يديه ليمسح دموعهاا التي بدأت تنساب .. ليكون رد فعلهاا بأن تشيح بوجهها سريعاا وهي تنهض من جانبه لتقول بصوت هادئ : انا هروح اجهز حاجتي
ليبتسم هو.. ويظل شاردا في كل شئ امامه ، حتي يقف امام صورة لوالدها ويظل يتأمل ملامح ذلك الرجل الذي احبته امه ولم يفرقهم سوا اباهه
لتقف هي خلفه وهي تتأمله ، وبعد لحظات من الصمت قضتها وهي تتابعه بأعينها : انا خلاص خلصت ، ممكن نمشي دلوقتي
ادهم بشرود: تفتكري ليه محكاش ليكي انتي ووالدتك عن الحقيقه
مريم : مشكله بابا الله يرحمه كان شخص مسالم جدا وممكن يتخلي عن اي حاجه مادام هيلاقي الي حوليه سعدا واقدر يحققلهم الي بيتمنه حتي لو هيتخلي عن سنين حبه وفرحته ويفضل طول عمرهه وحيد ، كان اهم حاجه عنده انه يعيش حياه ديما كان بيصورهالي بقلبه قبل عقله ، حياه تقدر تشوف فيهاا العين كل حاجه ممكن تتمني وجودهاا في عالم مزيف ، عالم تقريبا مش بنلاقيه غير في الاحلام ، وللأسف من كتر ما عشت معاه العالم ده نسيت الحقيقه الي احنا عايشين فيهاا ..
لتصمت قليلاا ..حتي تبتسم بعفويه لتقول :بس بابا قدر يلاقي الانسانه الي هي شبهه ويكمل معاها باقي عمره ويعمل الاسره الي بيتمناها صحيح حلمه الاولاني مات ، بس قدر يعمل حلم تاني ليه ويعيشه ومهما كانت بتقبله من صعوبات كان ديماا بيبقي راضي بأي حاجه … لتشرد قليلاا لتقول بصوت شارد وهي تتأمل ملامح والدهاا في تلك الصوره :كنت طفله صغيره نفسها في لعب ولبس كتير وجديد ، مكنتش فاهمه حاجه
وفي يوم فضلت اعيط عشان يجبلي فستان جديد وجذمه جديده، ولما قالي هجيبلك ياحببتي ان شاء الله وعد بس لما بابا يبقي معاه فلوس
فضلت اطنطت واعيط واقوله ، لاء انا عايزه دلوقتي هو انت ليه مش هتجبلي هو عشان احنا فقره
ضحكلي وخدني في حضني وقالي : الفقر يابنتي مش في الفلوس ، الفقر فقر النفوس ..
لتتنهد قليلا لتقول : مكنتش عارفه يعني ايه فقر النفوس ، بس لما كبرت فهمت
لتضحك بحزن وهي تتذكر احد لحظاتها مع والديهاا لتقول :وماما عملتي الفستان الي كان نفسي فيه لانها كانت خياطه شاطره ، وهو اشترالي الجذمه الي نفسي فيها .. بس انا الي في الاخر مرضتش البسهم عشان محستش بفرحتهم .. عشان نفسي مكنتش فرحانه وحسيتها انها فعلاا بقيت فقيره ، بس عشان بابا يفرحني ويخليني البسه خدني يفسحني وقالي مش هفسحك لغير بشرط يامريم ، انك تلبسي الفستان الجديد
حياتي كانت بسيطه وجميله ،عمر بساطتها ماحرمتني من جمالهاا .. ولو سألوني تتمني ايه دلوقتي!!
هتمني لحظه واحده بس ارجع فيها وسطهم واشوف نظرة عينيهم الي كانت بتمثلي ديما دنيا جميله ، وناس أجمل
ليقترب منهاا ادهم بحب، وبدون ان يشعر وجد نفسه يضمهاا إليه بشده ليهمس في احد اذنيهاا ليقول : انا اسف يامريم علي كل لحظه حرمتك فيها انك تعيش الحياه الي اتمنتيهاا
لتبتعد هي من حضنه لتقول : عايز ترتاح يا ادهم وتحس انك فرحان وراضي عن حياتك ، اعمل صدقه لوالدك بجد هي الي تقدر تنفعه وصدقني هتنسيك حزنك عليه حتي لو بمقدار بسيط ، وعلي فكره هو كان بيحبك اوووي انا صح مشفتهوش غير مرتين بس .. بس حسيت انه ديما بيشوفك انت الاب وهو الابن …. لتتنهد قليلا لتقول : عمو عزت كان طيب بس للاسف الطيبه اختفت ورا الكرهه لان الكرهه كان خلاص انتصر عليها .. وبقي ضايع وسط دنيا هو رسمها لنفسه ،وللاسف تاهه وسطها حتي والدتك الي كانت ممكن تغيرهه هي كانت سبب ان يفضل شايف ان كرهه وانتقامه ده صح ، لانها فضلت تحب بابا حتي لما صورلها انه انسان وحش فضلت برضوه مش قادره تصدق …فشاف ان حتي الكرهه الي فضل يزرعه في قلبها مأثرش علي حبها ليه ، وبقي الكرهه والحب بالنسباله شئ واحد
أدهم بتنهد: للأسف حاجات كتير ظهرت متأخر
لتمد هي يدهاا له بتلك الورقه لتقول: ده عقد بيع مزرعة والدتك لبابا ، انا اول مره اشوف الورقه ديه .. بس لقيتهاا بالصدفه وانا بحاول أدور علي اي حاجه تثبتلي حتي لوجزء من الحقيقه ، وديه صوره كانت بتجمع ست وراجل وطفلين ، لتشير علي احد الاشخاص ، اظن ده بابا .. وديه جدتي
ليبتسم أدهم بحب : ده شوكت باشا ، وديه سميه جديتنا ، ليبتسم بأسف وهو يقول : وده بابا وده عمي عبدالله
بس أنتي لقيتي الحاجات ديه امتا ؟؟
مريم : لما رجعت اعيش في مملكتي الصغيره ديه تاني ، بعد ما وافقت انك تطلقني
ليضع أنامله علي فمهاا ليقول بصوت حاني : وانتي صدقتي للحظه اني ممكن أطلقك يامريم…
لتبتعد عن نظرات اعينه لتقول بصوت مضطرب : ديه مزرعة والدتك وانت احق بيها ، وصدقني انا اتفجأت بالعقد ده لو كنت اعرف كنت من زمان اتنزلتلك عنهاا
ليصمت ادهم قليلاا ليقول : ديه ملكك انتي يامريم ، وفي حاجات كتير برضوه هتبقي ملكك .. حق والدك انتي الي هتاخديه لان جدي الله يرحمه كان موصي ان والدك يورث مع بابا .. وبابا قبل مايموت وصاني بكده برضوه ، زي ماوصاني ان اطلب منك تسامحيه وتدعليه
مريم بطيبه : صدقني أنا مش عايزه حاجه ، وانا مسامحه من غير اي مقابل مهما كان ده عمي .. ومفتكرش ان بابا قبل ما يموت كان لسا زعلان منه ومسمحهوش .. انا هرجع أعيش معاكم عشان عايزه يكونلي عيله وبس يا ادهم وسط ولاد عمي
ادهم : ولاد عمك ، ده علي اساس انك مش متجوزه من واحد فيهم ومراته ..
لتتطلع الي ملامح وجهه بشرود : لازم بعد كل اللي حصل ده ندي نفسنا فرصه نراجع فيهاا كل حاجه عشان لو بدأنا صفحه جديده نبدئهاا من غير ماضي ممكن في يوم يفرقناالـــفــــصـــل الــثـــامــن والـــعــشـــرون
لحظات أستكان بها الزمن ، بعد أن بدء بتصفية حسابته ليعلن بداخل كل صفحات الماضي حياه قد حيت في قلوبنا بعدما أصبح القلب يبحث عن نفسه من جديد ، ليتأمل حاله بعد زمناً طويلاا قد طال ….ليجد أنه قد كان ضائع وسط سراب اهوائه .. ليفيق علي ذكريات الشوق والحنين ليصبح نادما علي لحظات قد أهدرهاا بين طيات الزمن وسط الأمال الزائفه
لحظات من الشرود قضاها وهو يطيل النظر الي الفراغ الذي امامه وكأنه يبحث وسط الظلام علي شعاع نور يضوي بداخله ، ليتنهد طويلاا وهو يستنشق بعض نسمات الهواء العليله .. وهو سارحاا في عالمه هو فقط
أحمد بألم : اول مره اشوفك ضعيف كده يا أدهم !
ليلتف اليه بأعين هاربه وهو يقول : ومين فينا مش ضعيف من جواهه ، عارف يا أحمد انا دلوقتي أكتشفت أني عامل زي القشايه او الريشه الي الهواا ممكن يطيرهاا فأي مكان .. من غير أي مقاومه ، قوتي كانت أطار بداري بيه ضعفي ..
أحمد بتنهد : بس أنت عمرك ماهتبقي ضعيف يا أدهم ، عشان أنت لو ضعفت مش هتبقي أدهم الي كلنا عارفينه
ليضحك أدهم بسخريه : ماهو عشان كلكم عارفيني بأدهم القوي والصارم ، عمر ماحد تخيل ان جوه أدهم ده حد ضعيف اووي ، عامل زي الطفل ممكن يفرح بأي حاجه حتي لو لمسة أيد .. ليبتسم بأسي : مريم الوحيده الي قدرت تخرجه ببرائتهاا وطيبتها وضعفهاا قصادي
احمد بحنان :طيب مادام أنت محتاج لمريم دلوقتي ، ليه متروحش ليهاا وترمي نفسك في حضنهااا ، ولا أدهم الضعيف مش عايز يظهر دلوقتي ، ويظهر أحتياجه
ليظل يجول بنظرهه في كل أرجاء المكان وهو شارد بخفقان قلبه
………………………………………….. …………
لم يكن خفقان قلبهاا بكاذب ، ولا حنينها الذي اصبح يسيطر عليهاا مجرد فقط لشئ مضي لا اكثر ، حتي ذلك الصوت الذي أصبح يتردد في أذنيهاا لم تستطع يوماا أخمادهه
فكلما تردد لم تجد شئ تجادله به حتي لا تصبح حجتهاا مجرد حنين وشوق لا أكثر … ليتردد ذلك الصوت في أذنيهاا ليقول : لماذا مازلتي تحبيه ، وتخشي عليه حتي من حزنه .. لما كل هذا
ليخمدهه قلبهاا ليقول : لا أعلم وكفي ، وجعاا بي ، فأتركني وشأني
لتخمد هي كل شئ بداخلهاا ، وهي تسمع صوت طرقات الباب ، وتنهض من مكانهاا لتري من الطارق
لتقف ألهام أمامها مبتسمه لتقول : جيت أطمن عليكي ياحببتي، واجيبلك حاجه تلبسيهاا بدل ما انتي قاعده بهدومك كده
لتنظر لهاا مريم بحب : تعبتي نفسك ليه ، انا كنت هروح الصبح بيتي
ألهام بحب : وده يعني مش بيتك يامريم ، ده بيتك وبيت جوزك ، ولازم تقفي جنبه وتفضلي معاه في الفتره ديه
لتقترب منهاا الهام وتربط علي أحد كتفايها وهي تقول : ادهم بقي محتاجلك أووي يامريم ، محتاجلك أنتي أكتر واحده ، عارفه انه ظلمك وعذبك بس صدقيني كان بيعذب نفسه الاول ، لتجلس الهام علي أحد المقاعد وتقربهاا منها وهي تقول :ادهم عمرهه مكان كده ، كان زي اي شاب في عمرهه ليه طموح وبيتمني يلاقي انسانه يحبهاا وتحبه ويعملوا أسره صغيره وجميله ، كان نفسه يأسس حياته زي ما كان بيتمني يلاقيهاا هو ويعيشهاا ، يمكن أنا الوحيده الي كنت ديماا بحسسه بالدفئ والحنان الي محتاجه عشان كده فضلت انا الوحيده الي بيقدر يشكيلهاا حتي من ضعفه ، ادهم أتغير اوي ، لتصمت ألهام قليلاا لتقول : من ساعة لما عزت الله يرحمه كشفله الحقيقه المخادعه الي كانت السبب في جواز امه وعيشه في وهم ظلم أبوكي لأمه ، طبعا كان صعب عليه اووي أنه يستحمل كده وأترسخت جواه فكرة الانتقام من باباكي الي فضل يدور عليه ، وبالصدفه أكتشف ان الي حبهاا وأتجوزها هي بنته ، وكأن القدر كان عايز يزرع الحب بفكرة الانتقام ،انتوا الاتنين يامريم عيشتوا لعبه الكرهه والانتقام الي زرعها عزت بسبب كرهه لأبوكي
لتصمت ألهام ، وتظل نظرات مريم مسلطه عليهاا ، لتضمها اليها الهام بحب وهي تقول : هو محتاجلك دلوقتي خليكي جنبه ، وبعدين وقت العتاب هيجي ، بس هو دلوقتي محتاج مراته مش مريم الي بقيت عنيده
لتضحك مريم بدون أن تشعر لتقول : هو الي خلاني ابقي عنيده ، انا عمري ماكنت كده
ألهام بحب : ربنا يهديكم ياولادي !
………………………………………….. ………..
لحظات من الشرود قد قضاهاا ، ليظل يفكر في كل شئ لم يستطع عقله أن يصدقه ، وكيف يصدقه وكل شئ قد قص إليه لا يعتبر سواا حكايا من قصص الاساطير
ليمسك بهاتفه وبعد ثواني معدوده : أنت فين ياأحمد !
وما من لحظات ظلت فيها نظرات أعينهم تجول بينهم ، ليظل كل منهما شارد في عالمه
ليتحدث اياد وهو يقول بصوت مضطرب : يعني مريم تبقي بنت عمي ، يعني بعد السنين ديه كلهاا يبقالي عم اول مره اسمع عنه .. ليتابع بنظراته وهو يتطلع الي وجه ادهم الشارد وهو يقول : انا دلوقتي عرفت ليه كان جوايا حاجه بتشدني ناحيتهاا ، ليصمت قليلا ليقول : فعلاا الدم بيحن
ليقترب اياد من اخاهه : اكيد مريم لسا معرفتش الحقيقه صح
احمد بأسف : للاسف كلنا كنا اخر من يعلم بحقيقه عمرهاا ما كانت تخطر علي بالنا ، بس الحقيقه لسا فاضل واحد بس معرفهاش
لتتابعهم نظرات أدهم بشرود ، ليتركهم ويرحل وتظل نظراتهم مصوبه عليه
أياد بأسي : اول مره اشوف ادهم كده يا أحمد ، أنا خايف عليه اووي
احمد :متخافش علي ادهم ، الصدمات ديماا بتقوي فيه وبتخليه اقوي
أياد بحزن : وتفتكر هيفضل طول عمره كده ،يقدر يتحمل ويواجه اي حاجه لوحدهه ، ده لو جبل كان زمانه اتهد من زمان .. ليصمت بشرود وهو يقول : حتي الانسانه الوحيده الي كنت فاكر هتكون مصدر لسعادته طلعت للاسف الحاجه الي ديما بتعذبوه بسبب حبه ليه
ليربط احمد علي كتفه وهو يقول : متظلمش مريم يا أياد ، حتي مريم كانت لعبه دخلها القدر وسطكم عشان تنكشف كل حاجه ، بس للأسف هي اكتر واحده اتظلمت من غير ماتعرف ليه وعشان ايه … مريم كانت بتحب ادهم ولحد دلوقتي بتحبه بس للاسف الماضي لساا سايب وهيسيب وجع فيهم .. بس أنا واثق ان حبهم أقوي … وحاسس ان زي ما كل حاجه انكشفت مره واحده .. كل حاجه برضوه هتتغير مره واحده
لينظرله أياد بشرود: ياريت يا أحمد ياريت !
………………………………………….. ………..
لحظات من السكون كانت تعم المكان، وهو يراهاا نائمه ليظل شاردا ببسمة حزينه ظهرت علي شفتيه وهو يتذكر لحظات قربهم القليله التي جمعتهم ، ليتذكر تلك الوجه البرئي الذي عشقه وتلك البسمه الصافيه التي لا تحمل عبئ شئ ، و تلك الملامح التي دوما كانت يملئهاا الحزن بسبب ألام وأوجاع صاحبتهاا ،لتمتد يديه برفق علي وجهها ليتحسسه برفق، ويجلس علي مقربة منهاا ليظل يتأملها وهو يتحسس وجهها بحنان حتي نام بجانبهاا بدون ان يشعر بذلك النعاس الذي داعب جفونه بدون ان يشعر…
لتظل هي مستمتعه بدفئ أنفاسه ولمساته ،ليئنبها عقلها بذلك الغفران الذي تمنحه له ، ليتألم القلب بصمت بعد ان علم بأن غبائه هوالسبب في تلك الأوجاع .. ليصدر انينه بصمت وكأنه يريد ان يسمعهُ هو فقط بأوجاعه حتي يعيد له حجته بسبب حباً اصبح تحت بند الانتقام ،الانتقام وفقط ، لتنهض من جوارهه وتظل شارده في ملامح وجهه الحزينه وهي تتأمله بحزن ،لتشيح بوجهها سريعاا وهي تبتعد عنه
لتسبقهاا لمسات يديه وهو يجذبها اليه وبصوت حاني
ادهم : خليكي يامريم ، انا هخرج من الاوضه
لتظل نظراته مصوبه نحوهاا ، لتبتعد بنظراتها عنه وهي تقول : انت شكلك تعبان ، ارتاح شويه ، انا اصلا مش جيلي نوم ..
لينهض هو دون ان ينتظر ردهاا ليقول :بكره هنروح نجيب حاجتك من بيت اهلك ، عشان كفايه عِند لحد كده ، عايزه تعاندي معاياا فعِندي هنا وانتي تحت عيني .. ليتركهاا وتظل هي شارده في حياتها مع ذلك السجان الذي تعشقه
………………………………………….. ……..
وما من لحظات كان يقضيها وهو يودع كل شئ حوله ، يودع ماضي قد أنهي الكثير من عمرهه لينتهي به المطاف الي الرحيل لكي يهرب من عالم قد صنعه لنفسه بسبب حب قد أمتلك قلبه حتي جعله يكرهه ذلك الانسان الذي اصبح هو عليه الأن
ليفيق من شرودهه لينهض كي يتابع بعض أجرائات سفرهه قبل رحيله، لبدء رحلته التي لا يعلم متي ستنتهي وهل سيعود ثانية اما سيظل غريبا طيله حياته في بلدا غريب… ليسير بخطوات بطيئه وهو يلقي بنظرهه علي كل شئ حوله ، حتي يسمع صوتهاا وهي تقول : شادي !
ليلتف اليهاا بعد أن ترك لأذنيه ان تسمع صوتهاا الذي اصبح يبغضه ..
نانسي : عزت مات ياشادي ، وانا خلاص هورث وهبقي معايا فلوس كتير .. ونقدر نتجوز ، اوعي تسافر وتسبني ياشادي
ليظل يتأمل معالم وجهها بسخريه ليقول : مزعلتيش علي جوزك مجرد يومين ، وجايه لحبيبك عشان تتمتعه سوا بفلوسه ، ليظل ينظر لهاا بألم ليقول : تفتكري لو اتجوزنا وجيه اليوم الي هتودعيني فيه لما اموت.. تفتكري دموعك هتنزل عليا ولا لاء يانانسي .. ليضحك بسخريه وهو يقول : مظنش أصل انا معيش فلوس عشان تقدري تمثلي لساعات انك زعلانه علي فراقي ، انتي مريضه اووي يانانسي
نانسي : انا ياشادي ، انا لو مكنتش بحبك مكنتش انت اول حد أفكر فيه ، وجتلك جري عشان نبدء حياتنا الي اتهدمت ياحبيبي وكنت زعلت منك بسبب أخر مره عاملتني فيهاا وحش واتهمتني بحاجات أي ست متقدرش تستحملهاا ، لتقترب منه وهي تقول : احنا دلوقتي هيبقي معانا فلوس كتير ونقدر نعيش واحنا فوق مش تحت
شادي : تصدقي أنا صعبان علياا فعلا جوزك الي مات بسبب واحده زيك ، واني ندمان اني كشفتله خيانتك وكنت سبب في موته ، بس اكيد جوزك يستحق ان حياته تنتهي علي ايد واحده زيك
نانسي بصدمه : انت بتقول ايه ، عزت عرف قبل ما يموت بخيانتي
شادي بشرود : للاسف اه ، وللاسف طلعتي محظوظه وملحقش يطردك ويرميك في الشارع الي تستحقيه يانانسي
نانسي بغضب : انت ياشادي تعمل فيا كده ..لتهدء قليلاا وهي تتطلع أليه لتقول : انت فعلا متستحقش أني أفكر فيك للحظه ، انا مش عايزه اشوف وشك تاني
شادي بضحك : ومين قالك انك هتشوفيني تاني يانانسي ، انا خلاص سايب البلد كلهاا ومسافر ولا انتي مش واخده بالك انك في المطار .. ولا انتي خلاص غرورك بقي عاميكي مش عايزه تعترفي انك نقمه في حياة اي حد ، وبقي وجودك غير مرغوب فيه
لتظل تنظر اليه وهي تبحث عن شادي الذي أحبهاا بكل مافيهاا من عيوب ، ولكن كان لا بد لحبه لها نهايه
ليبتسم لهاا وبصوت يخلو من كل شئ : سلام يانانسي هانم …
ويلتف بظهرهه مودعاا كل شئ ، ليذهب الي ارضاً بعيده يبحث فيها عن شادي اخر ، وليس شادي الذي صنعته نانسي ليكون لها فقط
لتظل هي تتابعه بنظرات أعينهاا ، لينديهاا صوتاً بداخلها ليقول :لستي انتي الخاسره ، فهو وحده الخاسر
………………………………………….. …………
لحظات من الصمت قضوها وهم يجلسون سويا علي مائده الافطار ، ليظل كلا منهم يتابع تناول طعامه بصمت
لتقترب منهم تلك السيده الطيبه ، فاطمه لتقول بصوت حاني : يااا من زمان وانا نفسي اشوفكم متجمعين كده ، مكنش نفسي لما تتحقق أمنيتي ديه يكون في وقت الحزن
ألهام بحب : الحمدلله علي كل حال ، تعالي يلا أفطري معانا عشان نكمل اللمه سوا
فاطمه : لا ياست ألهام ، ميصحش برضوه
ألهام بطيبه : انا هسيب اياد هو الي يتكلم بقي عشان عارفه انتي بتحبيه قد ايه .. لتنظر الي شاهي بحب وهي تقول : علي فكره فاطمه هي الي مربيه جوزك
شاهي بطيبه : أياد حكالي عنك ياداده كتيير، وحكالي عن كل المقالب الي كان بيعملهاا فيكي ، انا خايفه أدهم يطلع زيه
ليبتسم أياد بشرود : يلاا بقي يابطوط اقعدي أفطري ولا أنا موحشتكيش
فاطمه بحب : ده انت وحشتني اووي ياحبيبي ، وكان نفسي اشوف أبنك والحمدلله رجعتوا لينا بالسلامه وهربيه زي ماربيتك
ايادبحب : ربنا يخليكي لينا ياداده ، ليتابع بالحديث ليقول : أدهم ومريم مش هينزلوا يفطروا معانا
ألهام : ادهم راح مع مريم عشان تجيب كل حاجتها من بيتها القديم
لتنظر لهم شاهي وهي تحمل طفلهاا : مريم شكلهاا طيبه اووي ، انا مبسوطه اوي ان هيكون ليا اخت زيهاا وانتي برضوه ياطنط الهام حضرتك طيبه كمان
لتتابعها نظرات زوجهاا والهام بحب وهم يسمعوا حديثهاا
………………………………………….. ………….
ظلت تجول بأعينها في كل أرجاء البيت ،حتي وقفت بأعينهاا علي أحد الصور وهي تتأملهاا ، ليتابعها هو بأعينه ويقترب منها وبصوت هادئ: ده باباكي يامريم !
مريم بألم : اه ، ده بابا والي جنبه ماما،لتضحك بألم لتقول : وانا الي في النص
أدهم بحب : انتي شبه مامتك اووي… ليصمت قليلاا ويلتف اليهاا بعد ان امسكها برفق من أحد كتفيها ليقول :سامحيني يامريم عشان للحظه فكرت أظلمك فيهاا ، بس الي لازم تتأكدي منه أني عمري ماخدعتك في مشاعري صدقيني ، ليتنهد قليلاا وهو يعاود النظر الي تلك الصوره التي امامه : ياريت ياعمي عبدالله تسامحني ، عشان مقدرتش احافظ علي بنتك ولا احميهاا من نفسي ، ليلتف بأعينه الي مريم ليقول بأسي : النهارده لازم تعرفي الحقيقه كلهاا ، عشان اللعبه خلاص انتهت وخلصت وانتي مبقتيش دلوقتي لعبه يامريم بين عالم انا الي دخلت فيه بأيدي .. بس للاسف كان لازم تدخليه عشان الحقيقه كلهاا تبان
ليصمت أدهم بشرود ليظل يدور بنظرهه في كل شئ امامه ، ليبدء يقص لهاا كل شئ … حتي انتهي علي اخر جمله وهي تتابعه بأعين شارده لتنطق بكلمه واحده بعد أن جلست علي احد الارائك وهي تقول : انا مش فاهمه حاجه !!
ليظل هو يسير يمينا ويساراا … حتي جلس بجانبهاا بتعب : للاسف هي ديه الحقيقه يامريم ، الي كانت غايبه عني سنين وانا جوايا بس فكره واحده اني انتقم من عمي الي مكنتش اعرف بوجوده غير انه شخص غريب ، اذي اقرب انسانه ليا
لتنظر له مريم بألم :طب فضل يكره بابا ليه ،حتي لما عرف انه مات ليه فضل يكرهه ، وكرهني انا كمان عشان انا بنته طب ليه .. لتصمت قليلاا لتقول: عشان كده بابا عمرهه ماحكي عنه عشان عارف انه بيكرهه ، واكتر حد مبيتمناش وجوده في حياته
ليقترب منها أدهم بحب : الكره كان مسيطر اوي علي بابا يامريم ، سامحيه أرجوكي .. كان نفسي عمي يكون موجود عشان يسامحه وعشان اعتذر منه كمان عشان محفظتش عليكي
مريم بشرود: ادهم احنا حبنا بقي مليان وجع وكرهه وحاجات كتير اووي ، مش هي ديه الحياه الي حلمت اعيشهاا مع الانسان الي اتمنته ، عارف يا ادهم كان كل حلمي بيت صغير وجميل وولد وبنت ، شبهي انا وبابهم ، نربيهم صح ونحفظهم القرأن ونعلمهم دينهم كويس واول حاجه نعلمهلهم التسامح والحب والخير ، حاجات كتير كنت بحلم بيها في دنيا بقيت متحكمه فينا .. ونستنا انها في وقت هتنتهي بعد ما احنا هنكون خلاص انتهينا !
عارف يا ادهم ، احيانا كنت بلوم نفسي علي طيبتي الزياده عشان هي سبب غبائي .. بس دلوقتي عرفت ان الغباء ساعات بيكون راحه ، عن حياه انت مش شايف فيهاا حاجه وسط حاجات كتيير بتحاول تهدم وتكسر فيك .. لتضحك بأسي : انا كنت ضاحيه زي والدتك .. للاسف انت كمان عاملت نسخه تانيه من أمك .. بسبب الكرهه والانتقام الي للأسف ملهوش مبرر ولا عذر حتي قدام نفسك
ليقترب منهاا وهو يمد يديه ليمسح دموعهاا التي بدأت تنساب .. ليكون رد فعلهاا بأن تشيح بوجهها سريعاا وهي تنهض من جانبه لتقول بصوت هادئ : انا هروح اجهز حاجتي
ليبتسم هو.. ويظل شاردا في كل شئ امامه ، حتي يقف امام صورة لوالدها ويظل يتأمل ملامح ذلك الرجل الذي احبته امه ولم يفرقهم سوا اباهه
لتقف هي خلفه وهي تتأمله ، وبعد لحظات من الصمت قضتها وهي تتابعه بأعينها : انا خلاص خلصت ، ممكن نمشي دلوقتي
ادهم بشرود: تفتكري ليه محكاش ليكي انتي ووالدتك عن الحقيقه
مريم : مشكله بابا الله يرحمه كان شخص مسالم جدا وممكن يتخلي عن اي حاجه مادام هيلاقي الي حوليه سعدا واقدر يحققلهم الي بيتمنه حتي لو هيتخلي عن سنين حبه وفرحته ويفضل طول عمرهه وحيد ، كان اهم حاجه عنده انه يعيش حياه ديما كان بيصورهالي بقلبه قبل عقله ، حياه تقدر تشوف فيهاا العين كل حاجه ممكن تتمني وجودهاا في عالم مزيف ، عالم تقريبا مش بنلاقيه غير في الاحلام ، وللأسف من كتر ما عشت معاه العالم ده نسيت الحقيقه الي احنا عايشين فيهاا ..
لتصمت قليلاا ..حتي تبتسم بعفويه لتقول :بس بابا قدر يلاقي الانسانه الي هي شبهه ويكمل معاها باقي عمره ويعمل الاسره الي بيتمناها صحيح حلمه الاولاني مات ، بس قدر يعمل حلم تاني ليه ويعيشه ومهما كانت بتقبله من صعوبات كان ديماا بيبقي راضي بأي حاجه … لتشرد قليلاا لتقول بصوت شارد وهي تتأمل ملامح والدهاا في تلك الصوره :كنت طفله صغيره نفسها في لعب ولبس كتير وجديد ، مكنتش فاهمه حاجه
وفي يوم فضلت اعيط عشان يجبلي فستان جديد وجذمه جديده، ولما قالي هجيبلك ياحببتي ان شاء الله وعد بس لما بابا يبقي معاه فلوس
فضلت اطنطت واعيط واقوله ، لاء انا عايزه دلوقتي هو انت ليه مش هتجبلي هو عشان احنا فقره
ضحكلي وخدني في حضني وقالي : الفقر يابنتي مش في الفلوس ، الفقر فقر النفوس ..
لتتنهد قليلا لتقول : مكنتش عارفه يعني ايه فقر النفوس ، بس لما كبرت فهمت
لتضحك بحزن وهي تتذكر احد لحظاتها مع والديهاا لتقول :وماما عملتي الفستان الي كان نفسي فيه لانها كانت خياطه شاطره ، وهو اشترالي الجذمه الي نفسي فيها .. بس انا الي في الاخر مرضتش البسهم عشان محستش بفرحتهم .. عشان نفسي مكنتش فرحانه وحسيتها انها فعلاا بقيت فقيره ، بس عشان بابا يفرحني ويخليني البسه خدني يفسحني وقالي مش هفسحك لغير بشرط يامريم ، انك تلبسي الفستان الجديد
حياتي كانت بسيطه وجميله ،عمر بساطتها ماحرمتني من جمالهاا .. ولو سألوني تتمني ايه دلوقتي!!
هتمني لحظه واحده بس ارجع فيها وسطهم واشوف نظرة عينيهم الي كانت بتمثلي ديما دنيا جميله ، وناس أجمل
ليقترب منهاا ادهم بحب، وبدون ان يشعر وجد نفسه يضمهاا إليه بشده ليهمس في احد اذنيهاا ليقول : انا اسف يامريم علي كل لحظه حرمتك فيها انك تعيش الحياه الي اتمنتيهاا
لتبتعد هي من حضنه لتقول : عايز ترتاح يا ادهم وتحس انك فرحان وراضي عن حياتك ، اعمل صدقه لوالدك بجد هي الي تقدر تنفعه وصدقني هتنسيك حزنك عليه حتي لو بمقدار بسيط ، وعلي فكره هو كان بيحبك اوووي انا صح مشفتهوش غير مرتين بس .. بس حسيت انه ديما بيشوفك انت الاب وهو الابن …. لتتنهد قليلا لتقول : عمو عزت كان طيب بس للاسف الطيبه اختفت ورا الكرهه لان الكرهه كان خلاص انتصر عليها .. وبقي ضايع وسط دنيا هو رسمها لنفسه ،وللاسف تاهه وسطها حتي والدتك الي كانت ممكن تغيرهه هي كانت سبب ان يفضل شايف ان كرهه وانتقامه ده صح ، لانها فضلت تحب بابا حتي لما صورلها انه انسان وحش فضلت برضوه مش قادره تصدق …فشاف ان حتي الكرهه الي فضل يزرعه في قلبها مأثرش علي حبها ليه ، وبقي الكرهه والحب بالنسباله شئ واحد
أدهم بتنهد: للأسف حاجات كتير ظهرت متأخر
لتمد هي يدهاا له بتلك الورقه لتقول: ده عقد بيع مزرعة والدتك لبابا ، انا اول مره اشوف الورقه ديه .. بس لقيتهاا بالصدفه وانا بحاول أدور علي اي حاجه تثبتلي حتي لوجزء من الحقيقه ، وديه صوره كانت بتجمع ست وراجل وطفلين ، لتشير علي احد الاشخاص ، اظن ده بابا .. وديه جدتي
ليبتسم أدهم بحب : ده شوكت باشا ، وديه سميه جديتنا ، ليبتسم بأسف وهو يقول : وده بابا وده عمي عبدالله
بس أنتي لقيتي الحاجات ديه امتا ؟؟
مريم : لما رجعت اعيش في مملكتي الصغيره ديه تاني ، بعد ما وافقت انك تطلقني
ليضع أنامله علي فمهاا ليقول بصوت حاني : وانتي صدقتي للحظه اني ممكن أطلقك يامريم…
لتبتعد عن نظرات اعينه لتقول بصوت مضطرب : ديه مزرعة والدتك وانت احق بيها ، وصدقني انا اتفجأت بالعقد ده لو كنت اعرف كنت من زمان اتنزلتلك عنهاا
ليصمت ادهم قليلاا ليقول : ديه ملكك انتي يامريم ، وفي حاجات كتير برضوه هتبقي ملكك .. حق والدك انتي الي هتاخديه لان جدي الله يرحمه كان موصي ان والدك يورث مع بابا .. وبابا قبل مايموت وصاني بكده برضوه ، زي ماوصاني ان اطلب منك تسامحيه وتدعليه
مريم بطيبه : صدقني أنا مش عايزه حاجه ، وانا مسامحه من غير اي مقابل مهما كان ده عمي .. ومفتكرش ان بابا قبل ما يموت كان لسا زعلان منه ومسمحهوش .. انا هرجع أعيش معاكم عشان عايزه يكونلي عيله وبس يا ادهم وسط ولاد عمي
ادهم : ولاد عمك ، ده علي اساس انك مش متجوزه من واحد فيهم ومراته ..
لتتطلع الي ملامح وجهه بشرود : لازم بعد كل اللي حصل ده ندي نفسنا فرصه نراجع فيهاا كل حاجه عشان لو بدأنا صفحه جديده نبدئهاا من غير ماضي ممكن في يوم يفرقنا
يتبع…
الفصل التاسع والعشرون
لحظات باتت فيها جميع أحلامهاا مجرد رمادا ، قد جانته هي في النهايه بعد أن ظنت بأن لكل الاحلام نهاية علي اهوائنا ، وأن للطمع حياة تنبت لينعم المرء بكل مايتمني بعد ماحصد
جلست امامه وهي تبتسم أبتسامتهاا التي لا توحي سوا بأفعي ماثله علي هيئه بشر،لتضع ساقا علي ساق وهي تتمدد في جلستهاا لتتأمل كل شئ حولها بأعين رابحه تتمتع بالفوز لتقول بصوت هادئ : اظن ان المفروض الوصيه تتفتح يا ادهم ، ولا انت عايز كل حاجه تبقي ليك
ليظل يتأمل معالم وجهها قليلاا ،حتي يشيح بوجهه سريعاا عنهاا ليتطلع الي الاوراق الماثله امامه ليقول بصوته المعتاد : وياتري سهراتك وخروجك الكتير نسيتك ان الراجل الي جايه تتطلبي بحقك منه مكملش شهر علي وفاته ، تفتكري ان ده يديكي الحق انك تتمتعي في خيرهه
لتنظر له بأستهزاء وهي تقول : أظن ديه حياتي وانا حره فيها ، ومحدش واصي علي حد ، والمفروض كمان تلزم حدودك معايا .. ولا عشان خلاص الي كان بيني وبينك مات هتقفلي ، لاا اوعي تفتكر انك تقدر تحاسبني يا ادهم
ليتطلع لها ضاحكا وبصوت هادئ : خير يا مدام نانسي !
نانسي ببرود : عايزه حقي يا ادهم ولا انت فاكر ان الاملاك ديه كلها ملكك انت وبس
ليتنهد قليلاا وهو يتطلع الي الاوراق التي امامه ثانيه ، ليعاود الحديث معها بصوت جاد :طيب لو قولتلك انك ملقيش حق في الورث يانانسي ، وان حقك بس هي الفيله الي عايشه فيهاا والفلوس الي بأسمك في البنك
لتتطلع اليه بصدمه ، حتي تتلاشي الصدمه سريعا وتقول بصوت غاضب : انت بتقول ايه ، لا انت اكيد اتجننت يا ادهم وعايز كل حاجه ليك طول عمرك طماع ، بس انا مش هسكت عن حقي فاهم وحقي هاخده ، أنا مفضلش مستحمله العيشه مع راجل عجوز وفي الاخر اطلع بره وانتوا تتمتعوا بكل حاجه
ليقف امامهاا ببرود وهو يقول : دلوقتي بقي راجل عجوز ، طول عمرك انسانه زباله .. وكان اكبر غلطه عمالهاا ابويا الله يرحمه انه اتجوزك ، بس هقول ايه كان نصيبه ان حياته تنتهي وهو معاشر افعي زيك
لتقترب منه بأعين ثاقبه يمتلكهاا الغضب لتقول :وانت فاكر نفسك بقي الملاك ، لتتنهد قليلا وهي تقول : بص يا ادهم حقي هخدهه فاهم ، وده حقي الشرعي ولا هطلعني في الاخر بلا مولد بلا حمص
ليظل يتأملهاا قليلاا وهو يشعل دخان سيجارته وبصوت جامد : ما انا قولتلك حقك يانانسي الفيله الي انتي عايشه فيهاا والفلوس الي بأسمك في البنك وبتهيألي ان 2 مليون في حسابك في البنك مش قليل غير الفيله طبعاا … ولا الطماع لساا مشبعش
لتظل نظرات اعينها تحاوطه ، حتي يخرجهاا من كل هذا ليقول : بصي يانانسي ، كنتي ممكن تورثي فعلاا زي ما بتقولي وتاخدي حقك بس ده لو مكانتش كل الاملاك بأسمي انا ،بالتوكيل الي معمولي يعني محدش من حقه حاجه غيري ، والكلام ده تقدري تعرفيه من المحامي
لتجلس هي علي اقرب مقعد : والاسهم الي ليا في المجموعه ، ولا انت كمان هضمها لاملاكك
ادهم : ما انا قولتلك يانانسي حقك هي الفيله الي بأسمك ، والفلوس الي في البنك وبس .. غير كده مافيش
لتصمت قليلاا وهي تري ان كل ماعصفت به من اجل تلك الغنيمه لم يبقي لهاا سوا هذه الاشياء وكأنهم يتصدقوا عليها
ادهم بتنهد : انا مش ظالم يانانسي ولا هظلمك ، وبدل ماهيكون في حسابك 2 مليون هيكون 5 مليون وبكده تقدري تعيشي الحياه الي انتي عايزاهاا
لتنهض امام نصب اعينه لتقول ساخره : 5 مليون في ثروه بمليارات ، انت بتتصدق عليا يا ادهم وبترميلي ملليم
ليتطلع اليهاا قليلاا ، وهو يتنهد ليقول : تقدري تقعدي مع المحامي وهو هيخلص معاكي كل الاجرائات وكل حاجه انتي حابه تتأكدي منها ، شرفتي يا مدام نانسي
………………………………………….. …………..
منذ زمن بعيد وهي تحبه ، كان عشق طفولتها ومراهقتهاا وشبابها أحبته بصمت حتي جاء اليوم الذي اعلن فيه عن زواجه بأخري ، لم تستقبل هذا الخبر سوا بدموعهاا التي احرقتهاا من كثرة ذلك العشق الذي حرمهاا من حياه تحياهاا بدونه ، ولكن ظل دائما عشقها له سرا أخفتهاا عن الجميع حتي نهروها عن حياه قد اضاعتها في العمل فقط حتي هو كان كثيرا ينهرهاا علي تلك الحياه .. فهو ينظر لها دائما بأبنة العم الصغري التي لا بد ان يرعاهاا وفقط .. حتي انه لم يلاحظ يوما ان ابنة عمه قد كبرت واصبحت امرأه ناضجه في منتصف العشرون
جلست امامه وهي تطلعه علي بعض التصميمات الهندسيه وبصوت هادئ : ده تصميم الي حضرتك طلبته
ليتطلع اليها جلال مبتسما : مش مصدق انك كبرتي يا ايمان وبقيتي مهندسه شاطره
لتبتسم له بخجلهاا المعتاد، ليقول ضاحكا : وكمان لسا بتتكثفي ،لسا متغيرتيش
لتتطلع اليه قليلا وبصوت حزين : لسا ديما شايفني البنت الصغير مع ان البنت الصغير كبرت خلاص وبقي عندها 26 سنه
ليضحك جلال بشده : خلاص متزعليش ياستي ، كبرتي وبقيتي عروسه والمفروض نخلص منك بقي ، اشرف لسا مكلمني من البلد وبيسألني عن رئيك في العريس
لتصمت بألم وهي لا تري في اعينه اي شئ جديد سوا تلك النظره التي اعتادت عليها : ممكن منتكلمش في الموضوع ده تاني ، انا جيت من البلد عشان اشتغل وبس .. اما فكرة الجواز ديه انا مبفكرش فيها
لينظر لهاا جلال مستفهما : لو في حد في حياتك يا ايمان ، تقدري تثقي فيا وتحكيلي ، وتأكدي اني هسمعك من غير اي اعتراض .. انا عارف تربية عمي صعبه شويه غير التقاليد الي لسا متمسكين بيهاا ان البنت ملهاش رئي ولا ينفع تتكلم عن الحب … ليضحك قليلاا ليقول : بس انتي يا بشمهندسه مش زي اي حد انتي كسرتي القاعده مع عمي .. واه وافق تيجي القاهره وتشتغلي وتعيشي هناا مع عبدالله ومراته
لتتطلع اليه قليلاا وهي تتأمل معالم وجهه التي طالما عشقتها : صحيح عبدالله عزمك انت ومروان علي العشا .. هو قالي هيتصل بيك بس انا قولت اقولك برضوه
ليضحك جلال قليلاا : لاء متقلقيش اخوكي البخيل أتصل وعزمني ..
لتبتسم له كالمعتاد وبصوت هادئ : هروح اكمل انا شغلي بدل ما يقولي وسطه بقي وكده ، عن اذنك..
ليتطلع اليهاا مبتسماا ليقول : اتفضلي!
حتي يُعاود الاطلاع الي التصميمات التي امامه ، ليشرد قليلاا بهاا ،لينهض من علي كرسي مكتبه ويخرج لسكرتيرته الخاصه : ساره ممكن تناديلي استاذه مريم !!
………………………………………….. ……
ولأول مره يشعر بأن الحديث عليه اصبح ضاحكا .. ليظل يتطلع الي فنجان القهوه الذي امامه ليقول بجديه : خلاص يا احمد ، انت ما صدقت تستلمني النهارده وتعمل عليا حفله
لينظر له احمد قليلاا ومازالت ضحكاته مستمره : ماهو بصراحه يا ادهم ، حاجه تضحك اووي انا اعرف فتره الخطوبه قبل الجواز اما بعد الجواز بصراحه مسمعتش ، بس مع ادهم ومريم مافيش حاجه مستحيله
لتتابعه نظرات ادهم بضيق وهو يقول : انا غلطان اني حكتلك ، روح لخطيبتك يا احمد روح
احمد : خلاص هتكلم جد شويه ، يعني انتوا الفتره الي فاتت كلها وانتوا بتتعملوا علي الاساس ده
ادهم بتنهد : ايوه ياسيدي ، حتي الشغل صممت تروحه تقولي لما ابقي مراتك ابقي اتحكم فيا .. ساعتها كان هاين علياا اشدهاا من شعرها واحط وشهاا جوا قسيمة الجواز وقولهاا اومال ايه ده ياهانم … انا قربت اتجنن ،انا تعبت بجد لولا ان الشركه الفتره ديه في مشاكل كان زماني ارتكبت جنايه
لينظر الي صديقه .. الذي وجدهه يتتطلع اليه ضاحكا
ادهم بضيق : شكلي علي أخر الزمن بقيت فرجه قدام الي يسوا وميسواش .. اقول عليكي ايه يامريم!
احمد ضاحكا : حقها والله تعمل فيك كل حاجه ، وكمان بقي من حقها بصراحه فترة الخطوبه برضوه هتعرفك علي حقيقتك وهتقول اريد خلعاا … ليتنهد احمد قليلاا ، بعدما رئي ان كل هذا لا يزيد علي صديقه سوا غضباا
ليقول بصوت جاد : مش انت وعدتهاا انك هتصبر عليها وهتستحمل ، وكمان متنساش الي مريم مرت بيه كان صعب ومن حقهاا تعيش كل ده وتتدلل عليك كمان ومتقلقش ياسيدي حاسس ان قريب اووي كل الامور هترجع لطبيعتهاا
لينظر له ادهم بتنهد ليقول : نظرات جلال واهتمامه مش مريحني ، حاسس ان في حاجه من ناحيته
احمد : طيب ماتخليها تستقيل ، وترجع تشتغل معانا تاني
ادهم : وتفتكر انا معرضتش عليهاا كده ، بس الهانم برضوه رفضت …وقالت انها مرتاحه في شغلهاا ، بس شكلي مش هصبر كتير عليها
احمد ضاحكا : فعلاا الحب ياما بيبهدل ناس ، واولهم انت يا بوس
لينظر له ادهم مشمئزا وهو ينفث دخان سيجارته بغضب .. يكاد يفتك بكل شئ امامه
………………………………………….. ………
لحظات من الصمت قد قضوها وكلا منهم سارح في عالمه الخاص ، عالم لا يوجد فيه شئ سوا الطمع والرغبه ، لتصبح الرغبه عند احدهما ، والطمع عند الاخر ، لتتلاقي الاعين كما تلاقت النوايا
جلست أمامه ، وهي لا تفكر بشئ سواا في كل ماخططت من اجله وفي النهايه اصبح لاشئ
لتظل نظراته مصوبه نحوهاا وهو يقول بصوت هادئ: وانتي زعلانه ليه يا نانسي ، ولا انتي كنتي فاكره انك في الاخر هتطلعي من الجوازه ديه كسبانه ، تبقي كنتي مغفله ، وكويس اووي انك طلعتي منهم ب 5 مليون غير العربيه والفيله
لتقابله نظرات نانسي الهاربه : انت بتقول ايه يافهمي !
فهمي بهدوء: بصي يا نانسي ما انتي لازم تكوني فاهمه حاجه واحده ، انتي مكنتيش متجوزه عزت بس ، متنسيش ولاده وبالاخص أدهم ، يعني المفروض تكوني عارفه انك مش هتاخدي الي انتي عايزاه
ليتنهد فهمي قليلاا : ايه رئيك تشاركيني في المجله ونعمل بيزنس سواا
لتظل نظرات نانسي تتابعه بتفكير : مجله ، مافتكرش هو ده المشروع الي هيفدني وهيخليني انتقم منه وافضل وقفاله زي الشوكه في كل حاجه
فهمي بهدوء: ومين قالك أنك لما تبقي صاحبة المجله ، مش هتقدري تقفيله بالمرصاد ، وكل خبر هيأثر علي سمعته في السوق… فكري كويس في عرضي وانتي حره
لتبدء هي في أشعال سيجارتهاا بشرود ، حتي يقترب هو منها بخبث ليقول : أنا عازمك علي سهره هتنسيكي كل حاجه ، ايه رئيك تقبلي عزومتي ، وتأكدي انك مش هتكوني خسرانه
لتبتعد هي قليلاا عن نظراته : انت متعرفش حاجه عن شادي بعد ماسافر يافهمي
ليضحك وهو يقترب منها ثانيه : تصدقي احلي حاجه عاملها الواد شادي انه عرفنه علي بعض … لتصبح انفاسه قريبه جداا منهاا ..ليقطع عنهم تلك اللحظات دخول سكرتيرته الخاصه بعد ان اذن لها بالدخول
………………………………………….. ………….
من يراهم من بعيد يظن بأنها اسره قد تكونت منذ زمن ،حتي جدران المنزل اصبح يظن انه يضم اشخاص اخرين ، ليسوا من سكانه ، وان كل هذا ليس سواا حلما سيفيق منه علي جدرانه الخاليه ثانية
جلسوا يتسامرون في بعض الاحاديث بينهم ، لتقترب منهم الهام بحب لتقول : صحيح يا مريم ليه مفكرتيش انتي وشاهي تعملوا مشروع سواا وكل واحده فيكم بمجالهاا وتقريباا مجالكم واحد
لتتابعهم نظرات اياد الذي عاد من الخارج علي تلك الجمله ليقول بمرح : حرام عليكي يالولو انا ماصدقت اقنعها انها تتفرغ ليا انا وادهم وبس
لتنهض شاهي بطفوله وهي تتحدث : ياسلام ياسي اياد ، أنت عايز تحبسني ولا ايه ، انا عايزه أشتغل زي مريم
لتضحك مريم قليلاا : بلاش مريم ، اتصرفوا بعيد عن مريم
ليقترب أياد بحب من زوجته : انا مش عايز احبسك ولا افرض رئي عليكي ، بس أنا بجد عايزك ليا انا وبس ليضحك أياد قليلا ليقول : ولأدهم برضوه عشان متقوليش اني اناني
لتبتسم الهام ومريم ، حتي تتابعهم نظرات شاهي لتقول : شوفتوا مش قولتلكم اه ده أياد ، وانتي ياطنط الهام ، قولتيلي مش معقول يطلع ده من اياد ، وانه العقليه ديه عقليه ادهم .. شكل الاتنين نسخه واحده وابني هيبقي النسخه التالته ،
لتبتسم مريم بهدوء لتقول بضحك : مالكيش دعوه بجوزي ياست شاهي لو سامحتي …
ليأتي هو علي تلك الكلمه ، وكأن أذناه أبت ان تسمع شئ الا هي حتي تسقط علي مسمعه لتوحي كلمه واحده بمعاني جميله
ليقترب منهم مبتسماا حتي يقول : انا سامع أسمي ، هنا
أياد بضحك : شكلهم هيعملوا عليناا عصابه ، ولولو شكلها هتنضم ليهم وهتتخلي عننا يا أدهم
ليقترب هو منهاا ليميل علي أحد أذنيهاا هامسا : شوفتي حتي لسانك قال جوزك ،بس تصدقي اجمل كلمه سمعتهاا النهارده ، ليتنهد قليلا وبصوت حاني : بعشقك ،ووحشتيني اووي ياطفلتي !!
لتظل نظراتهاا تجول بينهم بخجل
حتي يخرجها هو من هذا الارتباك ليقول : أياد عايزاك في المكتب !!
لتقف تتابعه بأعينها في صمت وهي شارده ،حتي تقترب منها الهام بحب لتقول :روحتي فين ،علي فكره دخل من بدري المكتب ومادام انتي مش بتقدري علي قربه كده ليه بتعذبيه وبتعذبي نفسك
لتهرب هي من نظرات اعين الهام لتقول :هي شاهي راحت فين
لتضحك الهام بحب وهي تتأملهاا :شاهي راحت تطمن علي ادهم الصغير ياستي !!
اما هو جلس بتعب امام اخيه ،ليظل يحادثه عن كل شئ حدث من زوجة ابيهم ، ليتنهد بتعب هو الاخر ليقول : كويس انك اتصرفت كده يا ادهم ، مهما كان هي كانت ذكري من ابونا الله يرحمه ، صحيح هي ذكري الواحد مبيحبش يفتكرهاا بس نانسي امر واقع في حياتنا ، وتصرفاتها دلوقتي بقيت محسوبه علينا اكتر
ليظل هو شاردا في عالم اخر ،في عالمها هي فقط ليفيق علي صوت اخاهه وهو يقول : بقالي ساعه بنادي عليك روحت فين يابوس
ليبتسم ادهم بعفويه : في حاجه يالمض
اياد بحب : ياا من زمان اووي مقولتليش الكلمه ديه ،تصدق كل حاجه وحشتني ،المهم انا طالع اطمن علي ادهم واشوف شاهي الي عايزه تشتغل زي مريم ديه
ليضحك ادهم بشده : عايزه تبقي زي مريم ربنا يستر!!
………………………………………….. ……………
لم يكن بعدهه عنهاا سواا بكبرياء أراد ان لا يعصف به تحت بند العشق ولكن هذا ،العشق الذي جعله مازال يحبهاا حتي الغفران قد اعطاه لها عندما راجع حسابته للحظات ، نعم فقد كان مثلهاا تماما، احتاج اليهاا كثيرا بعد وفاة زوجته فسلك مثلها ذلك الطريق ، طريق الاحتياج الذي لا يؤدي لشئ غير رغباتنا ، رغبات قد انهكت كل منا ولكن يبقي الحب انقي واطهر من تلك اللحظات التي نسرقهاا من عمرنا ولا تجلب لنا غير الندم علي ذكريات لو عادت الينا لتمنينا الاا تصبح لنا ذكري خالده في اذهاننا
لتجلس امام أعينه ، لتتابعه بعتاب حتي رفض كبريائها اكثر من ذلك فرفع صوته عاليا لتقول هي : ليه افتكرتيني دلوقتي يامازن ، مش ده نفس المكان الي تخليت عني فيه وسبتني
انا صحيح الاول كنت ضعيفه وتايه بس دلوقتي لاء ، ومتفتكرش اني بقيت محتاجاك او محتاجه لحد .. بالعكس انا مبقتش محتاجه لغير صافي القديمه الي هداوي جروحهاا وألامهاا لوحدهاا
ليظل هو قابعاا امامها يتأملها في صمت حتي يعلن الصمت عصيانه وبصوت هادئ: عشان حاسيبت نفسي ياصافي ، عشان لو كنت حفظت علي قلبي ليكي كنتي انتي برضوه حفظتي علي كل حاجه ليا ، انا خونتك برضوه وضعفت تحت مبررنا القذر الي بنسميه احتياج ، وللاسف ده اسوء احتياج ممكن الانسان يرمي نفسه تحته ويقول اصل انا كنت محتاج لحد جنبي … بس انا دلوقتي مش جاي اتكلم في الي راح عشان مش عايز افتكر اي حاجه من الماضي الي ديما بحاول اهرب منه ، انا عايز نعمل صفحه جديده ياصافي مش صفحه بس كتاب يجمع كل لحظتنا الحلوه مع بعض بس مش تحت بند الاحتياج لاء تحت الرباط الاقوي والاعظم ، رباط الموده والرحمه
لتتطلع اليه صافي بألم : بس انت لو سامحتني انا مش هقدر اسامح نفسي ،لان بسبب ضعفها هي الي وصلتني لكده
مازن بحب : لاء هننسي ياصافي ، هننسي بحبنا بولادنا ، هننسي مع كل ذكري جديده في حياتنا .. هننسي واحنا مع بعض زي ما تمنينا زمان .. فاكره زمان ياصافي
فاكره امنيتنا
لتتطلع اليه صافي بحب لتقول بحنين وهي تتذكر الماضي !!
نفسي اقرب من ربنا اووي ، وتكون ايدينا سوا عشان نبقي مع بعض في حياتنا التانيه وميفرقناش حتي الموت
لتتنهد بدموع وهي تقول : احلام كتير ماتت جوايا ، مع اول لحظه كنت بين ايديه وانا حاسه اني روحي بتتطلع ، وانا في حضن غيرك وبفكر فيك .. نسيت كل حاجه وبقاش جوايا غير الذكريات الي كانت بتموتني مع كل لحظه حنين
ليبتسم لها بحب وهو يقول : والزمن رجع بين أيدينا تاني ، وصافي ومازن اتغيروا ومبقوش المراهقين بتوع زمان الي بيحلموا وبس .. ليصمت قليلاا ليقول بحب : بعد السنين ديه كلها تقبلي تشاركيني حياتي انا وبنتي ياصافي
لتبتسم له بعفويه من بين دموعهاا لتبقي نظرت عيناهاا فقط هي من تنطق بكل شئ ، ويصبح اللسان عاجز عن النطق
………………………………………….. …………..
ليأتي الليل ويأتي الحنين معه ، وتبقي همساته ونظرات اعينه الحانيه هي فقط التي تراودهاا ، ليصبح الحنين قاسي جدا علي قلب قد انهكه ذلك الحب الذي حرمت منه نفسهاا من اجل الصمود أمامه ، حتي لا تشعر يوما بأن حبها هذا هو من قضي علي كبريائهاا ، ولكن كيف للكبرياء وجود مع الحب ، فالحب يلغي معه كل شئ ولكن احيانا يبقي للقلب رغبه ان يشعر بكرامته للحظات امام توبيخ العقل له
لتتنهد قليلاا بألم وهي تمسك أحد صوره وتظل تتأمل في ملامح وجهه حتي بكت عيناها من كثره الحنين والاحتياج لحبه
لتتوقف عن البكاء عندما سمعت صوته خلف الباب وهو يسألهاا هل مازالت مستيقظه ام لا!!
أدهم بحب : لسا منمتيش يامريم
لتشيح بوجهها سريعا حتي لا يعلم من احمرار أعينها انها قد كانت تبكي علي حنين قد أنهكهاا لتقول بصوت ضعيف : هنام بس بعد ما اقرء الورد بتاعي
ليبتسم لهاا بحب وهويقول : طيب ما تيجي نقرا سوا ، ولا انتي مش عايزاني أشاركك في الثواب
لتتطلع اليه وهي تبتسم بعفويه وتهز له رأسهاا بحب
ادهم بدعابه :هروح اتوضي واجيلك ،بس اوعي تبدئي قبل ما اجي سامعه
وقبل ان يلتف ويغادر حجرتهاا ظل ينظرلها طويلا وهي تتطلع الي ملامح وجهها حتي اقترب منهاا وضمها بين أحضانه بشوق ليقول : اوعي تعيطي تاني يامريم ،دموعك ديه غاليه عليا اووي ، وممكن اعاقب نفسي لو انا سببهاا
ليخرجها من بين ضلوعه ويترك الغرفه سريعاا قبل ان يخونه شوقه ، ويعصف بكل الوعود
لتظل نظراتهاا تتابعه بحب ،وهي تتنهد بألم :دموعي بسبب حبك يا ادهم ، الي ساعات كتير بيخليني اسعد ست في الدنيا ، وساعات تانيه بيجني علياا
ويظل الحنين بين قلوب قد عصف بهاا الحب يوما ، ليظن القلب ان الراحه في الحب … ليعاتبه الزمن علي سذاجته ويبقي الحب هو ألذ ألم تُصيب به القلوب
يتبع…
الفصل الثلاثون
تمر الايام ببطئها المعتاد ليصبح الغد مثل اليوم لا يفرقه شئ ، كما أعتادنا وبين هذا وذاك يبقي لكل منا حياه مع ايامه ، فمنَ منَ يُحي الحياه ومنَ من تحيه الحياه .. ليصبح كل شئ بين أيدينا وما علينا سوا الاختيار،فهل نريد ان نحيا وكأن لا وجود لنا ، اما نحيا حياه تسعدنا .. لتستمر تلك الدوامه بنا وتصبح للحياه كما يقولون يوماً لك ويوماًعليك
حاله من الهدوء أصبحت بينهم ، بعد أخر شئ قد حدث ليظل القلب يُعاتب ويبقي العقل كدفاع
جلس كما أعتاد يقرء في احد المجلات التي اصبحت لاتتفرغ لشئ سواه ، وكأن المجتمع لا يوجد به أحداً غيره ، ليظل يتطلع الي ذلك الخبر حتي يفقد صوابه ويقذف بالمجله بعيداا ،ليتنهد بضيق وهويهاتف سكيرتيرته لكي تردف اليه
أدهم بعصبيه : ازاي لحد دلوقتي ياهنا ، معرفتيش مين صاحب المجله ديه ، عايز اعرف اسم صاحب المجله ديه حالا سامعه
لتتطلع اليه هي بأرتباك لتتحدث بصوت منخفض : حاضر يافندم ، اتفضل اوراق الصفقه الجديده
ليتنهد هو بضيق وبصوت جامد : اطلبيلي البشمهندس احمد
لتخرج سكيرتيرته وهي تتمتم ببعض الكلمات ، حتي تقف فجأه امام نظرات احمد الثاقبه : مالك يا هنا ، شكل أدهم رجع لعصبيته تاني
هنا بأرتباك: اظاهر كده يا بشمهندس ، انا قولت خلاص هترحم من العصبيه والشخط ، بس للاسف رجعتلي تاني
احمد بضحك : المفروض تكوني اتعودتي خلاص علي كده ياهنا ، انا داخل لأدهم
هنا : اتفضل يا بشمهندس ، هو اصلا كان طالب حضرتك واكيد في أنتظارك
ليدخل عليه أحمد بقلق وهو يقول : مالك يا أدهم مش طايق حد كده ليه
أدهم بتنهد وهو ينفث دخان سيجارته الذي اصبح اعتاد عليهاا يومياا بل وكل دقيقه : هتجنن يا أدهم ، مين الي مصمم انه يشوه صورتنا في السوق ، حتي اسرار حياتنا بقيت معروفه ، وكأن مافيش حد في البلد غيرنا
أحمد بهدوء : وانت لسا معرفتش مين الي ورا كل ده ، ده انت طول عمرك ذكي حتي .. ليتنهد احمد قليلا وبصوت هادئ : انا لما لقيت الموضوع زاد عن حده ، ملقتش حل غير ان اروح لرئيس الجريده ، بس للأسف طلع مجرد صوره والشريك الاساسي فيهاا طلع للأسف .. هي نانسي!!
ليتطلع اليه أدهم بجمود : مافيش حاجه بعيده عنهاا ، فعلا عمرهاا ما هتتغير ، الي زي ديه مبيتغيرش لانها مريضه بالكرهه
ليظل احمد صامتاا وبصوت هادئ : متشغلش بالك ، طول ما احنا ماشين صح فمافيش حاجه هضرنا ، اما بالنسبه للأمور العائليه مافيش حد مش معرض لكده
ليتتطلع اليه أدهم بضيق : بس ديه وصلت لمراتي كمان ، انت نسيت الصور الي كان ليهاا مع جلال ، كانت مجرد صور عاديه وطلع عليهاا اقذر كلام ممكن حد يتخيله
احمد بتنهد : انتوا لسا زعلانين بسبب كده ، ماجلال جيه ووضحلك كل حاجه ، ونفي صحة الصور ديه
أدهم بجمود :مش عارف هتفضل لحد امتا شوكه في ضهري ، نانسي ديه وباء من ساعة مادخلت حياتنا وهي مصممه انها تدمرها ، وبالاخص انا
ليتنهد احمد قليلاا وهو يقول : المهم اننا بقين عارفين الضربه جايلنا منين ومن مين ؟؟
………………………………………….. …………..
بعد وقتا طويلا قضوهه في البحث عما يريدون ، جلسوا ثلاثتهم بتعب حتي يستطيعوا اكمال جولتهم
لتتنهد مريم بتعب : انا خلاص مبقتش قادره يا هبه ، حرام عليكي
لتبتسم شاهي بتعب : أنا هقوم اتصل بطنط ألهام عشان أطمن علي ادهم
لتقترب هبه من مريم وبصوت هادئ: لسا برضوه موضوع الصور مضايقك ، وزعلانين من بعض
مريم بألم : ده كان فاكر ان بيني وبين جلال حاجه ، مع ان والله ياهبه كنا في أجتماع بره الشركه ، بس ربنا يسامح الي صورنا وكأن انا الوحيده الي في البلد ديه
هبه بحب : أي حد مكان أدهم كان هيضايق يامريم ، يعني لما يلاقي مراته ساندهاا راجل غيرهه وقريبين اوي من بعض تفتكري هيفكر أزاي
مريم بشرود وهي تتذكر ذلك اليوم !!
مقولتليش ايه رئيك في الاجتماع يامريم
لتسير هي بجانبه وبصوت هادئ: بس الشرط الجزائي مش كبير يعني علي مده العقد
جلال مبتسما : لاء مش كبير ولا حاجه ، ومادام هنفضل ملتزمين بالعقود يبقي مافيش حاجه هضرنا ولا هتضرهم ،وبالمناسبه ديه ياستي انا عازمك علي الغدا وياريت متقبليش طلبي بالرفض ممكن
لتصمت هي قليلاا حتي تقول : ماينفعش لان ادهم هيرفض
لتتحول ملامح جلال الي الجمود وبصوت جامد : الي يريحك ، يلا عشان اوصلك وبرضوه هتصممي تروحي في تاكسي ، زي ما جيتي برضوه في تاكسي
لتظل هي شارده في معالم وجهه التي تغيرت فجأه وصوته الذي أصبح صارم ، لتتطلع اليه قليلا وبصوت هادئ :لاء هروح زي ماجيت عن اذنك … وماهي لحظات حتي كادت ان تسقط امامه ، ليلحق بهاا سريعا وبصوت خائق : انتي كويسه يامريم
مريم بألم : رجلي بس مش قادره احركهاا
جلال بخوف وهو يمسك بهاا : تعالي اوديكي للدكتور
لتتطلع اليه بألم وهي تقول : لاء انا كويسه صدقني
جلال بغضب : يعني تعبانه ومش عارفه تمشي ، وبرضوه عانيده ، يلا عشان اوصلك .. ليفتح لها باب سيارته وهو ممسك بهاا .. يلا اركبي
مريم بأرتباك : لو سامحت يامستر جلال ، وقفلي تاكسي ارجوك ،ومتقلقش صدقني انا كويسه
ليظل يتطلع اليهاا بغضب ،وقبل ان تزداد عصبيته ، تنهد بألم وهو يقول :حاضر يامريم !!
لتتطلع اليهاا هبه وهي تقول : مش عارفه ليه حاسه ان جلال ده بيحبك
مريم بضحك : هو يعني عشان حد بيعملك بلطف يبقي بيحبك
هبه : صدقيني يامريم جلال بيحبك او يعني ممكن نقول معجب بيكي ، وإلا مكنش ادهم غار لدرجادي منه وهو عارف ان مافيش حاجه بينكم غير انه مديرك بس في الشركه ، الراجل بيفهم نظرات الراجل الي زيه
مريم بشرود : تفتكري ياهبه ، بس ده عارف اني بحب ادهم واني لسا علي ذمته
هبه :بس لسا حياتكم مرجعتش طبيعيه من تاني ، وده في حد ذاته يديله امل ، خلي بالك يامريم ، لان ساعة الامل بيعيشنا في اوهام بنكون فاكرينها حقيقه
لتظل هي شارده من حقيقه ، قد كذبتهاا حتي لا تظن ان كل مايفعله من أجلهاا ليس سوا مجرد أهتمام لا غير
………………………………………….. ………
عالم لا تري فيه سوا النفوس المريضه ، نفوس لا تبحث سوا عن الانتقام ، تبحث عن المتعه وهي تري غيرهاا يسقط أمام أعينها حتي تتمتع في ذلك المشاهد ، وكأن العين قد شغفت بهذا ليصبح كل ما تحب أن تبصر به لا تجدهه سوا في ذلك المرض البغيض
جلست بجانبه وهي تتمايل من كثرة السكر ، لتضحك بشده وهي تري ذلك الخبر الذي نشترته ، ليقترب هو منهاا برغبه ليقول : مش قولتلك هتتمتعي وانتي كل يوم بتشوفيه ، مش وراه حاجه لغير الاعلام والصحافه ، والاسهم بتاعته بتهتز في السوق ، عشان تعرفي بس ان فهمي الوحيد الي بيعرف يلعبها صح
نانسي بسكر : تعجبني دماغك يافهمي بجد ، طلعت جامد اووي
ليضحك هو بشده علي طريقتهاا ويقول بصوت هامس : هنفضل طول الليل كده ، مش ورانا غير أدهم ..
نانسي بتمايل : لا يافهمي ، احنا اصدقاء وبس ياحبيبي واحنا خلاص خلصنا حفلتنا علي أدهم واحتفلنا في بيتك زي ما طلبت ، انا همشي بقي
لتقف هي بسكر وبصوت ضعيف : تصبح علي خير يافهمي
ليقف فهمي بجانبهاا وهو يتلذذ في معالم جسدهاا ، ليقترب منهاا بخبث ، حتي تبتعد هي عنه قليلاا ، لتسبقها لمسات يديه حتي يجذبهاا اليه برغبه ، فتقع بين نظرات اعينه ليتلذذ بها كما كان يرغب منذ البدايه
………………………………………….. ………..
لم يصبح القرب سوا ألماً يتلذذ في تعذيبهم ،وكيف لا يكون عذابا والحنين لا يُعرف سوا بالموت البطئ، فنعدما تتلاقي الاعين يعلن القلب عن هزيمته وتصبح العين مرسال بكل الاشواق حتي يفتضح القلب سرهه ويصبح السر سراباً
جلسوا جميعهم يتناولون وجبة العشا فقد اصبح الشعاء والافطار هما وجبة التلاقي بينهم
ليبتسم أياد ضاحكا وهويقول : فاكره نفسك العروسه ياشاهي ، شهر عسل مين ، انتي هتغيري من احمد وهبه
لتضحك شاهي بحب :كده يا اياد ، طيب مش هديك البدله الي انا اشترتهالك
ليصمت اياد قليلاا وبصوت طفولي : شوفت يااستاذ ادهم ، اه ديه اخرة الجواز ، ليت الشباب يعود يوما
ليضحك ادهم بحب علي تصرفات اخيه: واحشتك السرمحه ولا ايه يا اياد ، ده انت بالذات استمعت بالشباب وأخدت حقك كمان
ليتذكر اياد نفسه منذ عاما ليبتسم : ياااا ايام ، بس انا كده الحمدلله ، لينظر الي وجه زوجته وهو يمسك يدها ليقبلهاا :ولا ايه ياحببتي
لتتلاقي اعينهم وتنظر اليه شاهي بحب وهي صامته
لتضحك الهام قائله :بتحبوا في بعض قدامنا ، وبالنسبه لادهم الصغير خلاص مريم شكلهاا الي هتتبناه وناسينه
لترفع مريم وجهه بعيدا عن ادهم الصغير ، لتري نظرات زوجهاا اليهاا ، حتي تبتعد بأعينها هاربه من حنينهاا وحبها قائله : لاء انا مبسوطه كده ، وكمان ادهم هادي ومش متعب خالص
ليضحك اياد :بلاش يامريم تقولي كده ، شاهي هتستغلك وهتفضل سيبهولك انا بقولك اه
شاهي بطفوله : انا يا اياد ، طب مش هتاكل وهات الطبق الي عماله من الصبح احطلك فيه اكلك
ليتطلع اليهم ادهم مبتسماا حتي ينهض بعد ان انهي طعامه الذي اصبح لا يزيدهه سوا وجعاا من وجودهاا امامه ، فهي مثل البعيد والقريب في ذلك الوقت … بعيده عنه بأعينهاا التي تمنعها من النظر اليه وقريبة من اعينه التي لا تسقط علي شئ سواهاا
لتتطلع اليهم الهام بحزن ، حتي تلتف الي المريم الجالسه بجانبه ، وتتطلع الي وجهها وهي تري عيناهاا مازالت عليه ، لتربط الهام علي احد ايديهاا وبصوت هامس : بضيعوا احلي ايام عمركم في العِند انتوا الاتنين
لتشرد هي اخر شئ حدث بينهم وتبتسم بمراره عندما تتذكر نظرة اعينه لها عندما ظن للحظه بأن يوجد شئ بينهاا وبين جلال
………………………………………….. ……………..
لم يستطع ان يخفي عليهاا اكثر من ذلك ، لتبقي الليله التي تسبق موعد زفافهم ، هي ليلة الاعتراف بكل شئ .. ليظل هو شاردا في ماضيه وهو يتذكرهه معاها حتي يقول بصوت هادئ : وديه حكايتي مع ندي ياستي ، وصدقيني الماضي كله انتهي من اول يوم وعدتك اني هفضل احبك طول حياتي وعمري ماهخلي ست تشاركك فيا ، وزي ما انتي وهبتيلي قلبك ، قلبي عمرهه ماهيكون غير ليكي ياهبه
لتبتسم له بحب قائله : ربنا يقدرني واقدر أسعدك يا أحمد ، عشان انت بجد تستاهل السعاده
ليضحك أحمد بحب : ياسيدي ياسيدي علي الكلام ، مبقيناش نتكثف خلاص
لتصمت هبه قليلاا وبصوت مرتبك : سلملي علي نيره، وقولهاا الفستان جميل اووي بجد عجبني
أحمد بخبث : والعروسه برضوه عجباها اوي ، ونفسها بكره يجي بسرعه عشان تاخدهاا في حضنهاا وتقولها كلام كتير اووي
لترتبك هبه أكثر قائله : هي مين ديه
أحمد بضحك : نيره ياحببتي ، بتمووت فيكي …ليقول بصوت هامس : شكلك هتتعبيني اووي معاكي
هبه بأرتباك : مش هتروح تنام ، وتسيبني انا كمان انام
احمد ضاحكا : زهقتي مني ، علي فكره ديه اخر مكالمه هتكون بينا أه بنودع العزوبيه ، وبعد كده كله هيكون وجها لوجه
لينهوا الاثنان حديثهم ، وهم يحلمون بليلة عمرهم التي ستجمعهم سويا ليبث كل منهما شوقه وحبه للأخر
………………………………………….. ……………
سنون تمضي ، وأحلاما ترحل وتبقي القلوب تائه بين طيات الماضي ونسمات الحنين ، ليعصف بنا الزمن بعهدا أخر يحيِ بيه قلوبنا … لتعود الاحلام ثانيه وكأن للأحلام عهدا ، فيالها حقا من أحلام تتحقق ، نعم قد تحققت بعد زمنا ، ولكن في النهايه قد شاء الله لهاا بأن تتحقق ، لتصبح الامنيات حقيقه نحيا بهاا من جديد
جلست بجانبه ، ليضمهاا هو طويلاا حتي يقول : انا مش مصدق نفسي ياصافي ، انا حلمنا اتحقق بعد سنين طويله ، انا كنت هبقي غبي لو كنت ضيعتك من أيدي تاني
لتبتسم صافي بحب قائله :مش انت قولت هننسي الماضي خلاص ، خلينا دلوقتي في الحاضر الي هنعيشه سوا مع ولادنا
ليبتسم لها مازن ليقول بصوت هامس : مازن ورهف ناموا
لتتطلع اليه بخجل ، حتي تشيح بوجهها سريعاا عنه ، ليقترب منهاا ويضمهاا ثانيه وبصوت حاني : بحبك
لتسقط الكلمه علي القلب فيتراقص فرحا ، ويعلن العقل بأن للحياه أسرار كثيره لا نعلم متي واين سيأتي اليوم الذي كنا نتمني ان نحياهه، ولكن تبقي القلوب تنتظرحياه واحده قد حلمت بها ، ليفاجأها القدر بحياة قد رغبت بها ولكن لم يكن الوقت قد حان لتتحقق فيه أمنيتها، ليتركنا الزمن نحيا حياه اخري حتي يعود ثانية بما تمنينا ، ولكل منا حياه سوف يعيشها
………………………………………….. …………
وقفت أمامه ، وهي لا تعلم كيف ستبدء بالحديث معه ، لتُنهي أملاً قد وضعته القلوب بسبب ضعف أصحابهاا، فأحيانا كثيرا يخطئ القلب حتي ينتبه له العقل ويقف أمامه ليواجه بحقيقه قد نسيها تماماً ، نسيهاا مع قلبه التائه في عالم أصبح يضع نفسه فيه ، كما صنعه بنفسه
مريم : ديه أستقالتي يا أستاذ جلال ، واتمني انك تقبلهاا
ليتتطلع اليها جلال بحده وبصوت حاد: أستقالت ايه ، اتفضلي يا أستاذه علي شغلك أستقلتك مرفوضه ، ولو علي موضوع الصور أظن ان انا كذبت ده كله ، فبلاش الحساسيه الي بقيتي فرضاهاا ما بينا الايام ديه
لتتنهد مريم قليلاا حتي تقول : بس أنا كنت مقرره اني اسيب الشغل من بدري، وموضوع الصور ملهوش دخل بحاجه ، لاني مش هخاف من حاجه ملهاش وجود
ليتطلع لها جلال بحيره : ومادام مافيش حاجه ، ليه عايزه تستقيلي يامريم ممكن تفهميني … حتي يصمت قليلا ليقول : أدهم ضغط عليكي في الموضوع
لتبتسم مريم بألم قائله : بالعكس أدهم بقي سايبني اعمل كل حاجه بمزاجي ، وحتي اعتراضه علي اي حاجه مبقاش موجود
ليقف امامها جلال بحب : مريم انا .. حتي يعجز اللسان عن نطقهاا
لتتطلع اليه بفهم قائله : بتحبني يا أستاذ جلال ، هو ده سر أهتمامك بيا ، اليِ للأسف أكتشافته متأخر … بس أنا عايزه اقولك حاجه ، انت مابتحبنيش أنت ممكن تكون لاقي معايا الراحه ، لاقي معايا الاسره الي نفسك تكونها ، بس مش حب صدقني
ليتطلع اليها جلال بشرود : لاء يامريم انا بحبك ، بس انتي اليِ بتحبي أدهم ، وكل ما الامل بيتولد قدامي انك ممكن تكوني ليا ، فجأه بلاقيكي بتبعدي وتروحيله هو ، عارف انه جوزك بس الحياه ما بينكم بقيت مش موجوده
لتبتسم مريم وهي تتطلع الي معالم وجهه وبصوت هادئ : للاسف انت بتقنع قلبك مش نفسك يا أستاذ جلال ، انت لو فكرت بجد هتلاقي ان مش انا الحب الي انت عايزه ، في حب تاني انت مدورتش عليه وهو قدامك بس للأسف ديما القلب بيدور علي المستحيل عشان يصور لنفسه الحب دايما بعيد عننا ، مع انه بيكون قدام عنينا بس احنا الي مبندورش عليه ، احنا بس بندور علي رغباتنا … ودايما رغباتنا تايه وسط العقل والقلب
ليجلس جلال امامها بشرود : مريم انتي بتقولي ايه ، مريم انت الست الوحيده الي فكرت تشاركني حياتي بعد ماكنت مقرر ان حياتي هوقفها علي ابني وبس
لتبتسم له قائله :انا يمكن تكون لقيت فيا حاجات كنت بدور عليهاا وسط الحياه ، ولما لقيت ده اديت لقلبك فرصه انه يفتكر ان ده حب مع انه شئ عادي
جلال بألم : عمري مافكرت أحب ، جوازي من مراتي كان مجرد صفقه وبس لان هي بنت الحسب والنسب وبينا مصالح انا واهلها ، وبعد سنه جواز كنا خلفنا مروان .. ليتنهد جلال بوجع : اكتشفت انها علي العلاقه بأعز اصدقائي لياا ، حتي تفر دمعه من عينيه قائلا : تخيلي لما أشوف مراتي في حضن راجل غيري ، كان نفسي انتقم منهم هما الاتنين بس للاسف .. القدر انتقملي منهم في اليوم الي عرفت فيه أني كنت مغفل … كانت اكبرصدمه ممكن أي حد يتحملها بالبند العريض في المجلات (رجل الاعمال يري زوجته وهي في حضن اخر وقد توفوا بعد جُرعات كبيره من المخدرات ليلاقي كل منهما مصرعه )..
ليبتسم جلال بمراره قائلا : وسافرت وسيبت البلد كلها ، ولما رجعت شوفت فيكي الصوره الي خلتني احس ان مش كل البشر كده ، في ناس لساا بتدي للحياه حياه بوجودها فيها
لتتنهد مريم بألم وبصوت هادئ : شوفت ، اه انت لوحدك قولت ، اني كنت النور الي بدور عليه لِنفسك عشان تخرج من السراب الي كنت عايش فيه ، فعلا لسا في الحياه حياه ممكن نعيشها واكيد هنعيشها بحلوها ومرها ، بالحب والكرهه ، بالخير والشر ، بالناس الطيبين والناس الي نسيت قلوبهم الرحمه
ليتطلع اليها جلال مبتسما : انتي انسانه جميله يامريم ، ومش هكون اناني واحرمك من حياتك ، ادهم بيحبك وبيحبك اوي كمان ، علي فكره ادهم لغي الصفقه الي بينا بسببك انتي ، عشان هددني لو مبعدتش عنك هيلغي كل الاتفاقات الي بينا الي أضطرته يدفع الشرط الجزائي من غير ما يتردد ، بصراحه انا مكنتش متخيل انه ممكن يعمل كده ، بس الي بيحب دايما بيخاف علي الي بيحبه حتي من نظرة حد ليه ، بيكون عايز يخبيه من عيون العالم كله ، هو أسلوب أناني .. ليصمت جلال قليلا وبصوت هادئ : بس ديه طبيعة الرجل الشرقي ، هتفضل حاجه بتتورث ، وعمرنا ما هنفهم ولا هنلغي أنانيتا، استقلتك مقبوله يامريم .. بس هفضل ليكي طول عمري اخ ، ولو احتاجتيني هتلاقيني ديما جانبك يامريم
لتتطلع اليه هي مبتسمه لتقول : دور كويس حواليك هتلاقي الي انت عايزه ، من غير ماتتعب كمان
حتي تخرج من امامه لتتابعها نظرات أعينه ، حتي تصطدم هي بشخصا لتبتسم له وترحل وهي تاركه لعينه هو شخصا رغم معرفتها القليله به ولكن تعلم بأنه يحمل له اسرار حبه التي لا تصبح سرا امام نظرات العين
لتدخل اليه ايمان مبتسمه : كانت فسحه حلوه اوي ياجلال ومروان اتبسط اووي
ليتطلع اليها جلال ولاول مره لا ينظر لها بأيمان التي دائما يراهاا أبنه عمه وفقط .. ولكن اليوم اكتشف شيئا اخر سيعلنه الزمن ولكن فلنتمهل ونترك الدور له
………………………………………….. …………….
حلما جميلا قد بات حقيقه ، لتأتي اليهم الحياه محمله معاها نسمات رياحها الهادئه ، لتتطلع عليهاا عيناهه بحب وهو يراهاا في أبهي صوره بفستانهاا الابيض ،لتتلاقي قلوبهم قبل عيناهم ، ليقترب منهاا بحب لكي يقبل جبينها وبصوت حنون : ماشاء الله ، الحمدلله أن ربنا رزقني بيكي ياهبه في النهايه ، وبقيتي فرحة قلبي وحياتي كلها !!
لتتطلع اليه هبه بحب شديد وبصوت هامس : انا بحبك اووي يا أحمد ، انت الحلم الي اتمنيته انه يتحقق وفعلا أتحقق
ليمسك هو يدها بحب ليقبلهاا ، وتتشبث هي بين ذراعه بحب ، لتنزل معه بخطوات بطيئه علي درجات السُلم ، امام نظرات المدعوين … لتبدء حفل زفافهم ورحلة دربهم سوياا لسيروا معا في حياه تبقي القلوب فيهاا واحده
………………………………………….. …………….
تتلاقي الأعين ، والقلوب ايضا ومع تلك النظرات التي تجمعت علي العروسين ، التف ينظر الي نظراتها بألم فقد حرمها من حبه دائما حتي يوم ان اعلن عن حبه هذا ، كانت الصاعقه الكبري ، اخبرها بأن كل هذا من باب الانتقام ومن شروط لعبته .. فكان الجرح اعظم واكبر وكيف تداوي القلوب جرحهاا ومازال الألم موجود .. وهل مع الألم حياه اخري
أقترب منها ادهم بحب وبصوت هامس : الفستان حلو ، بس ضيق شويه يامريم ، وبلاش تضحكي تاني سامعه
لتنظر اليه مريم بعناد طفله : انا كنت بتكلم مع شاهي والهام ، وكمان احنا في فرح
ادهم بغيظ : عارف اننا في فرح ياحببتي ، عشان كده بقول نقول حاضر وبس
لتلتف بوجهها بعيدا عنه وهي تنظر لأحمد وهبه بحب قائلا : حلوين اووي صح
ليقترب هو منها بحب و يضمها اليه بشوق: تحبي اعملك فرح ونبقي عريس وعروسه من تاني
لتلتف الي عيناهه بألم قائله :عريس وعروسه !!
حتي تتذكر بعض اللحظات التي قضوها سويا في الغردقه ، لتأتي ذكري حملها وهي تتذكر يوم انا دمرهاا بدون رحمه ، لتبتلع ريقها بصعوبه قائله : ايه رئيك لو عملنا زي احمد وهبه ، احمد هياخد هبه وهيعملوا عمره الاول وبعدين ، هيقضوا شهر العسل
أدهم بحب : بحبك يا اجمل حاجه في حياتي ، ياطفلتي ويا ملاكي وياابنه عمي
لتنظر له مريم بحده قائله : بنت عمك !!
ادهم ضاحكاا: ومراتي كمان ، بس كنت عايز اوريكي ازاي كنتي بتعملي فياا ايه ، وانتي ناسيه انك مراتي
لتتلاقي اعينهم بحب ، ويظل اياد يتطلع اليهم باسما حتي تقترب منه شاهي وبصوت مداعب : المكان ده مش بيفكر بحاجه يا أياد
ليتطلع اليها أياد ضاحكا : انتي لسا فاكره ، ده انتي قلبك اسود ، ليقترب منهاا بحب ويضمها اليه وهو ينظر الي طفله الذي تحمله الهام ليقول : وعشان اصلحك ياستي هاخد اجازه ونقضي احلي يومين سوا ، وكفايه يومين عشان ادهم ميموتنيش انا واحمد !!
لتتأمله شاهي بحب وبصوت حاني : انا بحبك اوي يا أياد
ليضمها اليه ثانيه : وانا اسعد راجل عشان اتجوزت أحن واجمل وأرق ست في الدنيا ، وجبتلي احلي طفل في الوجود
لتبقي القلوب بين حنين وذكريات وأشواق أصاحبهاا …
يتبع…
الفصل الحادي والثلاثون والأخير
تسير بنا الحياه .. لنسير معاها وسط سراباً لا ندركه إلا عندما نفيق علي صرخه تضوي بين أعماقنا .. وكأنها صرخة الصحوه .. ولكن ليست الصحوه دائماً تأتي كالأنذار ولكن احيانا تأتي وكأنها تريد ان تخبرنا بأن لا وقتاً أمامُنا .. فالوقت قد أذن بالرحيل وأعلنت الحياه صافرتهاا وهي تُودعنا ولكل منٌا وداع .. وفي النهايه نحن من نختار كيف يكون وداعُنا … لترحل النفس وترحل معاها القلوب، متأمله كل شئ حولهاا لتبقي العبرة في النهايه .. والعبره لا تُصنع بدوننا .. فاليختار كل منٌا عبرته كما يشاء.. ولتتورث دروس عبرتنا لغيرنا ….
كانت تسير مثل الغريب الذي قد ضل طريقه ، لتشرد في سنين عمرهاا القادمه .. وقد نسيت ما مضي وكأن الحياه لا تُريد لهاا للحظه بأن تصحو من غفلتهاا .. فالنهاية قد صنعتها هي بأعمالهاا وقرر الزمن بأن يُكافئهاا بها حتي ترحل لعالم لا ينفع فيه مالا ولا بنون .. عالم سنسأل فيه عن حياتنا فيما قد فنيناها ، أحست بأن عيناها لا تستطيع الرؤيه لتبقي الصوره مشوشه امامها .. لتتشبث في موقد سيارتهاا وهي تضغط علي فراملهاا وكأنها تضغط علي زر النهايه .. حتي تفقد صوابها وتنجرف بها السياره لتنحدر لأسفل .. لتضوي اخر صرخاتهاا حتي تنفجر السياره .. لتسقط نانسي ويسقط معها كل شئ ….
………………………………………….. …………
امسك هاتفه بألم ، وهو يتأمل كل شئ حوله بشرود
ليدخل عليه اخاهه وبصوت هادئ : سمعت الخبر يا ادهم
أدهم بشرود : مكنتش متوقع ان نهاية نانسي هتكون كده يا أياد
اياد بأسي : ربنا يرحمهاا .. احنا المفروض نروح نستلم جثتها ، متنساش انها كانت مرات ابونا الله يرحمه
ليتطلع له ادهم .. وهو يحرك رأسه بالأيجاب
لينظر اليه أياد بتسأل : انت كويس يا أدهم !!
………………………………………….. ………..
عاد بعد ان قرر الرحيل للنهايه .. ولكن قد خانه الرحيل وعاد به ثانية .. عاد به لكي يقف علي قبرهاا وهو يبكي لا يعلم لماذا يبكي ولما الان البكاء .. ليجلس بجانب قبرها بألم قائلا : انتي الي اختارتي الطريق ده يانانسي ، قولتلك بلاش ، حبك للدنيا عماكي .. وعمتيني معاكي كان لازم اصرخ فيكي واقولك لاء بس للأسف كنت ضعيف زيك .. ولما فوقت سيبتك لوحدك بدل ما أفوقك معاياا .. مخفتش عليكي من نفسك .. سامحيني ياحببتي، ايوه حببتي يانانسي والله كنت بحبك بس انتي الي نسيتي حُبنا ، وحولتيه لمجرد مصلحه كنت بتقطع من جوايا وانا شايف رجولتي بتتلغي قدام حبي ليكي .. كرهتك وكرهت نفسي .. فكرت اني هفوقك لما روحت لجوزك وقولتله علي حقيقتك .. بس كنت غبي وسيبتك وسافرت ودلوقتي رجعت عشان اشوفك هنا
ليظل يتطلع الي المكان الذي حوله بأسي ، حتي يسمع صوت أحدهما وهو يقول له : انت كويس يا استاذ
لينظر له شادي بألم وهو ينهض .. مودعا ايهاا وهو يقول : هبقي اجي ازورك تاني !!
………………………………………….. …………..
جلست بجانب زوجهاا بحب لتقول بصوتها الحاني : مالك يا ادهم بقيت ديما سرحان
ليظل هو يجول بنظره بعيداً حتي يقول : مش عارف يامريم ، حاسس اني تعبان
لتضمه اليها بحنان قائله : مالك ياحبيبي ، فيك ايه
ادهم بشرود : تفتكري حياتي ممكن تنتهي زيهم كده ، تفتكري أن حياتي صح
لتبتسم اليه بحب قائله : طول ما احنا بنفكر كده .. صدقني حياتنا هتبقي احسن ، عاتب نفسك ديما وأسألهاا انا صح ولا فاكر نفسي صح.. وساعتها هتعرف اذا كانت فعلا حياتك ماشيه صح ، ولا لازم تغيرهاا
ليتطلع اليها ادهم بحب :برتاح اووي لما بلاقي نفسي تايه ،وأجي أترمي في حضنك وأشكيلك همي .. نعمه جميله اووي لما تلاقي الراحه في اقرب الناس ليك .. ليجذبها الي حضنه ويضمها بشده قائلا : ربنا يخليكي ليا يا ملاكي !!
………………………………………….. …………
أيام لا تُمحي من الذاكره قد قضوها سويا ، لتزيل ذكريات كنا نظن بأنهاا لا تُنسي ، ولكن لكل شئ وقت ويتنهي ، حتي الحياه سيأتي يوما ونرحل جميعا من عليها ، فكيف للذكريات التي نصنعها لا تُنسي ، نعم يظل أثر ريحها يحاوطنا ولكن ليبقي منها العبره او الحنين لما قد مضي..
وقفت بجانبه ، وهي تبتسم برؤية حب قد أخفاهه أحداهما ، ليعيش بيه سنين طويله ، والأخر قد ظل طيلة حياته يبحث عنه ، لينظرالقلب لنفسه متعجبا علي غبائه فالحب الذي بحث عنه لسنوات كان أمام أعينه ، ولكن ليس كل شئ نريده تبصر به العين … ولكن الحياه قد لعبت لعبتها معهم ايضا ، لتكشف لهم حباً قد أخفاه الزمن ربماا قد خُفي من المجهول ، او ربما لم يكن الوقت قد حان ليعلن الزمن عنه .. ولكن في النهايه أجتمعت القلوب وتلاقت الأعين
أدهم : يستهلوا بعض فعلا
مريم بشرود: ربنا يسعدهم
أدهم : طيب ماتيجي نباركلهم بقي ، ولا هنفضل واقفين بعيد كده
ليتطلع اليهم جلال باسما وهو يقول : انا مبسوط اووي أنكم قبلتوا دعوتي ، متشكر اووي يا أدهم
ليبتسم له أدهم قائلا : مبرووك ياجلال، ربنا يسعدك أنت والبشمهندسه !
لتقترب أيمان من مريم بحب قائله : متشكره اوي يامريم ، لولاكي كان حبنا هيفضل ضايع بسبب أن كل واحد فينا مستني من التاني يتحرك خطوه ، بس بسببك أنتي الخطوه أتحركت وخلتيني أعمل حاجه عشان حب عمري بدل ما أنا عايشه وحاسه ان قلبي مقسوم نصين ، نص مستني وصابر علي يوم ممكن يجي او ميجيش ، ونص تاني الامل الي جواه قرب يضيع مع السنين
مريم بحب : متشكرنيش يا أيمان ، انا معملتش حاجه ، هي ديه كانت نهاية حبك وكان لازم تعيشيهاا .. والحمدلله النهايه جات زي ما انتي اتمنيتي
لتبتسم لها أيمان بحب ، وهي تمسك في يدهاا طفلاا ، لتقترب منه مريم قائله : مش عايزه تسلم علي طنط مريم
ليقترب منهاا مروان : أنا بحبك اووي ياطنط مريم ، لو بابا وماما جابوا بنت هخليهم يسموهاا مريم ، وهدعي ربنا انها تكون زيك
لتضحك ايمان وتهبط لمستواه وتحتضنه : من عنيا ياحبيبي ، اوعدك ان اول بنوته هنسميهاا مريم
لتقع نظرة جلال عليهاا باسما ، وكأنه يشكرها بأمتنان
………………………………………….. …………..
جلست أمام الطبيبه بخوف قائله : ها يادكتوره طمنيني
لتتطلع اليها الطبيبه مبتسمه : مبرووك يامدام مريم ، حضرتك حامل وفي الشهر التاني كمان
لتنظر اليهاا مريم بفرحه قائله : بجد !
الطبيبه مبتسمه : اه بجد ، انتي مش مصدقه ليه ، لازم ترتاحي كويس وتخلي بالك من نفسك ، مفهوم
مريم بفرحه : حاضر
لتنهض هي بحلماا قد باتوا يحلموا به سوياً ، لتعود بذاكرتهاا الي يوما قد أمحته هي مع الماضي .. ولكن للقلب حنينُ أحيانا لذكريات تُزعجنا ، لتبتسم بحب قائله بداخلها : الحمدلله !
لتذهب اليه في عمله ، وتبتسم وهي تراه جالس علي كرسي مكتبه منهمكا في بعض الاعمال ، حتي يقول أحمد : نورتي الشركه يامريم
ليرفع بوجه بعيدا عن الأوراق التي أمامه وبصوت هادئ: ايه المفاجأه الحلوه ديه ياحببتي
ليرحل احمد تاركهم ، حتي يقترب هو منها وبصوت حنون : وحشتك ، زي ماوحشتيني صح، حتي يتطلع اليها بحب مُقبلاً أيها
لتبتسم له بخجل : أدهم عيب
ادهم : عيب ليه ،طب عشان عيب ديه بقي أنسي هاخدها يعني هاخدهاا
لتبتعد هي عنه قليلا ، حتي يجذبهاا اليه بحب : ليقبلهاا قبلة طويله قد ذابت هي معها ونسيت كل شئ .. حتي يبتسم لها قائلا : مريم أنتي روحتي فين .. لتفتح هي عيناهاا ببطئ .. ليتطلع اليها ضاحكا ، حتي ينحني ثانية ليقبلهاا بحب
ليقف بهم الزمن للحظات ، ويسير بهم لعالم قد خصص اليهم فقط … حتي نسوا كل شئ حولهم
ادهم بحب : انتي خطر عليا بجد ، انا بقول بلاش شغل النهارده
لتضحك هي قائله : مش ملاحظ ياحبيبي انك مبقتش تحب الشغل خالص ، بعد ماكان عشقك الاول والاخير
ادهم ضاحكا : ده كان زمان ، بس دلوقتي مبقاش حد يقدر يشاركك في حاجه
لتدعابه مثل الاطفال قائله : احمممم ، ميرسي ميرسي يادكتور
أدهم ضاحكا : ههههههههه أنا لو كنت بفكر ارجع لمهنة الطب من تاني ، دلوقتي مينفعش أفكر نهائي في الموضع ده ، ماهو ماينفعش دكتور القلب يعالج المرضي ، ويسيب نفسه
مريم ضاحكة : سلامتك ياحبيبي
لينهض هو من علي الكرسي الذي أمامها قائلا : مريم انا عندي اجتماع بعد ربع ساعه ، يلا ياحببتي علي البيت ، شكلي هيبقي وحش اووي لما رئيس مجلس الاداره يروح متأخر لاء وكمان هيبقي سرحان ..
لتقترب هي منه بزعل مصطنع : طيب مش هقولك علي المفاجأه الي أنا جايلك عشانها يا أستاذ ، ومقدرتش أصبر، وقولت لازم جوزي حبيبي اول حد يعرف
ليتطلع اليها قليلاا وهو يقول : مريم انتي روحتي للدكتوره ، وقالتلك انك …
مريم بحب : حـــــامــل يا أدهم في أبننا او بنتنا
ليضمهاا اليه بحب قائلا : وكل ده وقاعده ساكته ، حسابك معايا بعدين بس بعد ماهو يجي بالسلامه
مريم : فرحان يا أدهم
ليضمها اليه ثانية : فرحان بس ديه كلمه قُليله علي الي أنا حاسس بي دلوقتي ، سامحيني يامريم أني حرمتك وحرمت نفسي من السعاده ديه قبل كده ، كنت خايف ربنا يحرمني من النعمه الي بدل ما كنت احمده عليها، فكرت للحظه اني أتخلص منها ، يااا الحمدلله
لتبتعد عنه قليلا وهي تضع أناملها الصغيره علي وجنتيه لتمسح تلك الدمعه لتقول بصوت حاني : انا مبسوطه اووي يا أدهم وفرحانه عشان كل حاجه كنت بحلم بيها بقيت بتتحققلي ، فعلا أحلامنا بتتحقق بس لازم نصبر الاول
ليمسك يدهاا بحب ليقبلهاا : بـــــــــحــــبــــــك يا اجمل حاجه في حياتي ، يانور عيني
ليقطع عليهم تلك اللحظات دخول أياد مبتسما : شكلي جيت في وقت مش مناسب ، انا بقول أمشي أحسن
ليلتف ليغادر وهو يقول : الاجتماع بدء علي فكره ، ومستنين رئيس مجلس الاداره ، انا هقولهم مش فاضي ، وراه حاجات مهمه
لتضحك هي علي حديث اياد قائله : لاء انا خلاص همشي .. عشان معطلكمش
أدهم بحب وهو يتأملها : قولهم رئيس مجلس الاداره مش فاضي ، يلاا يامريم
ليعود أليهم أياد : بقي ادهم باشا ، مش فارق معاه الشغل ، عملتي ايه فيه يابنت عمي ، لاء انتي بقيتي خطر علي أخوياا
ليضحك أدهم علي حديث اخوه الصغير : بقيت أب ولسا معقلتش ، وهتبقي عم وبرضوه زي ما انت
ليتطلع اليه أياد بفرحه : عم !! يعني مريم ..
أدهم : ايوه ياسيدي ، وبعد 7 شهور بالتمام والكمال ، هخليه هو الي يعقلك وهسيبله المهمه ديه .. بدل ماشاهي مش قدها
أياد بحب وهو يحتضن أخاهه : ياا يا أدهم ، ده اجمل واحلي خبر سمعته …
لتتلاقي أعينهم ضامة حباً عاني منه القلب بسبب سطوة عقل صاحبه ، حتي أعلن القلب بأن السطوه له هو وفقط…
………………………………………….. ………….
أصبحت للحياه هدنه قد اعلنتها معهم ، ليصبح الدفئ والسعاده هما رفيق دربهم ، ولكن للدرب رفقاء اخرين ، فلا حياه بسعادة كامله ، ولا حزنا تدوم به الحياه
تعالتُ ضحكاتهم ، لتقترب هي منه هامسه : أنا عايزه أركب خيل يا أدهم
لتسمع ألهام همساتهم قائله : تاني يامريم ، طب أعمليهاا كده ، ولو هو وافقك علي جنانك ده انا الوحيده الي هقفلكم
ليضحك أدهم علي زوجته قائلا : اه وتيجي بليل تقوليلي أه يا أدهم هموت ، وهولد ، انتي نسيتي يوم ماقررتي أنك ترجعي تشتغلي معايا، يوم واحد وقولتي مش قادره وطلع كله علياا بليل ، استهدي بالله كده ياحببتي وانا هعملك كل الي أنتي عايزه ، بس لما عبدالله يوصل بالسلامه ان شاء الله
ليأتي اليهم أحمد ضاحكا : تقريبا احنا مسبناش شجره ، لغير ماجمعنا منها فاكهتها
لتأتي هبه من خلفه وهي تمسك احد سلات الفاكهه قائله : يا أحمد لسا فاضل الشجره ديه مجبتش منهاا ، أنا بحب التين اوي يا احمد قوم بقي
أحمد ضاحكا علي منظرها : أقعدي ياحببتي وانا هخلي سعد يجبلك كل الشجر لحد عندك وانتي اختاري ، ما هو انا اصل مبقاش فيا حيل امشي وراكي
ليتطلع اليهم أدهم ضاحكا : هو أحنا فاكرنا نتجوز ليه يا أحمد ، ده انا مكنش فيه زي ، كنت أشخط الشخطه الكل يترعب ، اما دلوقتي للأسف ..
مريم بطفوله : قصدك ايه يا أدهم ، هو أنا بخوفك
أدهم بدعابه : هو انا بقدر اتنفس قدامك ، مبقولش غير حاضر ، يعني تصحيني بليل تقوليلي عايزه اتكلم يا ادهم انا زهقانه ، وفي الاخر تسيبيني وتنامي
لينظر أحمد الي زوجته : طيب هي عايزه تتكلم ، اما الي عندي ما بتفكرش غير في الاكل …
لتضحك ألهام عليهم بسعاده : مصدقتوا تطلعوا كل الي جواكم ، تقريبا كده هتستنوا العاصفه الليليه
ليتطلع كل منهما الي زوجته .. حتي يقولوا في صوت واحد : ربنا يستر !!
ليأتي صوت أياد أليهم من الخلف .. وشاهي تضحك من خلفه وهي حامله طفلهاا واياد يسير بتعب قائلا مقلدا أيها : عايزه اطلع فوق الشجره يا أياد ، لحد ما في الاخر بسبب الهانم اقولها انزلي تقولي خايفه ، ساعه بقولها متخافيش ياحببتي ، هنزلك زي ماطلعتك تقولي طب امسك أدهم كده وانا هنزل لوحدي ، لينظر الي طفله : عشان لما قولك يا ابني أن امك مجنونه ، ابقي صدقني ، ربنا يهديكي ياشاهي يابنت أسعد
لينظروا جميعا اليهم ضاحكين ، وهم يرونه يحمل حذاء طفله الصغير ، ويتطلع الي زوجته بغيظ
ليصبح يوماا ،لا يُنسي وكل منهما ذكري قد حفرهاا بنفسه في ذلك المكان
ليأتي الليل ليعلن هدوئه وهدوء نسماته ،ليظل سحر الظلام سحرا خاصا ،تستكين به النفوس
لتقف بشرود وهي تتأمل ذلك النجم الساطع قائله بصوت حاني : ياريت نفضل عايشين هنا في المزرعه يا أدهم
ليقترب منها ليضمها من الخلف وهو يتحسس بطنهاا المنتفخه : وانا كمان بحب المزرعه ديه ، عشان ليها ذكريات عندي كتير ، لتلتف اليه بخجل قائله : الجو جميل اووي ، ماتيجي ننزل نتمشي
ليتطلع اليها أدهم باسما : انسي ، مش هتنازل عن الليله الي وعدتيني بيها ، الي بسببها لغيت كل اجتماعاتي ، وجبتك زي ماطلبتي المزرعه ، واتحججتي وقولتي ، عايزين كلنا نروح سواا ،جبتهملك وقولت مش مهم ، يلاا بقي
لتبتعد بوجهها بعيدا عنه قائله : يا ادهم !
ليحملها هو للداخل : الدكتوره قالت مافيش اي خوف
ليضعهاا برفق علي الفراش ، وهو يتطلع اليها مبتسما ليقترب منها بحب :وحشتيني اووي !!
لتنطفئ الانوار ، ويبقي نور القمر وحدهه ساطعاً، بين سواد الليل واحلام العشاق ، تاريكين لنا الخيال سارحا بنا معهم .. ويبقي للحب طعما أخر لا يعرفه الا من تذوق طعمه بنفسه
………………………………………….. …………
وعلي كابوسا أخذ يصارعها ، فتحت عيناها بخوف وهي تتطلع اليه ، لتنظر اليه بألم ، حتي يضوي صوت أذان الفجرفي كل مكان .. لتضع هي يدها برفق عليه قائله :أدهم اصحي الفجر أذن
ليتطلع اليها بحب :ماشي ياحببتي ، انا نازل اصلي في المسجد
لتتطلع اليه بوهن : خلي بالك من نفسك !
ليضحك عليها قائلا : ده انا رايح المسجد يامريم
لتقول بصوت مرتجف : استودعك الله الذ لا تضيع ودائعه
ليتطلع اليهاا بحب .. وهو يبتسم
لتضع هي يدها علي بطنها قائله بضعف : يــــاربــــ
ليهبط من علي درجات السلم ، وهو يتطلع الي اخاهه مبتسما :بكون مبسوط اوي ، وانا ماشي جنبك ورايحين نصلي ، ياا الدنيا ديه غريبه اووي ، من حال لحال ، الحمدلله ان ربنا اختارلنا الحال الاحسن
ليبتسم له أياد بحب : (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )
ليتأمله أدهم مبتسما : وديه أجمل هدايه ، القرب من ربنا راحه جميله اوووي
ليسير أياد بجانبه بحب .. حتي يدخلوا من باب المسجد علي نفس الخطي… وعلي نفس الخُطي يخرجون
لتضوي صوت رصاصه عاليا ، حتي يسقط أدهم بوجع : انا كويس يا اياد متخفش ، لو حصلي حاجه خلي بالك من مريم ومن أبننا
ليبكي أياد : لاء يا ادهم ، انت الي هتربي أبنك أن شاء الله
وعلي صوت صرخا ، قد أتي من غرفتها ، أتجهت أليها ألهام بخوف : اتصلي بالأسعاف ياشاهي ، بسرعه
لتظل تجول بنظرهاا باحثة عن هاتفها : أحمد ، متكدبش عليا ، أدهم فيه حاجه أنا حاسه انك بتكدب عليا ، ومريم بتولد
أحمد بألم وهو يتطلع الي وجه أياد الذي يجلس أمام احدي الغرف : متقوليش لمريم حاجه دلوقتي ، مش هتستحمل الصدمه ، ادهم في غرفة العمليات أدعيله
لتضع ألهام يدها بوجع حتي تكتم صوت شهقاتها : كنت حاسه أنه فيه حاجه ، ليسقط الهاتف من يدهاا حتي تجلس علي أقرب مقعد قائله : يــــاربـــ ، رجعه لينا يـــارب
ويصرخ طفلا معلناا الحياه ، ليحي بوجوده روحا أخري قد كانت في عداد الموتي .. ليبقي الله رحيما بقلوب عباده
أخذت تجول بنظرهاا بتعب ، لتبحث عنه قائله بصوت متعب : أدهم فين ياشاهي ، وماما ألهام كمان فين
شاهي بألم : أدهم كويس يامريم ، بس جاله شغل مستعجل واضطر انه يسافر
مريم بخوف : لاء ياشاهي ، ادهم فيه حاجه ، انا حلمت بيه وهو بينادي عليا .. وبيقولي هرجعلك تاني متخافيش
لتبتعد شاهي عنهاا حتي لا تري دموعهاا : انا هروح أندهلك الدكتور
لتخرج شاهي .. وتفر من عيناهاا هي دمعه حتي تقول بصوت واهن : يــــــاربــ خيب ظني ، ورجعهولي يــاربــ
ليخرج الطبيب معلناا بوجه متعب : لو تعرفوا ، ان كان بينه وبين الموت خط رفيع اووي ، مش هتصدقوا ، ديه معجزه ان ربنا يكتبله عمر جديد ، والرصاصه متدخلش القلب
لتبكي ألهام : الحمدلله ، الحمدلله، محدش هيربي أبنك غيرك يابني
………………………………………….. …………
وبعد أياماا قد مضت بأحزانهاا .. أرتسم الفجر من جديدا ، ولرب الكون حكما عظيمه نتعظ منها
جلست بجانبه وهي تتكئ برأسها علي صدرهه بحب قائله : ورجعتله أرضه
ادهم : ايوه ، للأسف ابويا ظلمه واخد أرضه منه ، يمكن الي حصلي كان أنذار من ربنا عشان ارجعله حقه ..
مريم بحب : وهتتنازل عن حقك يا ادهم ، ده كان هيموتك
أدهم بشرود : أنا كنت مستني لحظه عقابي يامريم ، عشان أعرف ان ربنا خلاص سامحني
مريم بدموع : أنت كنت هتروح مني
ليضمها اليه بشده : وربنا رجعني ليكي تاني ، انتي وأبننا .. ليتطلع الي الطفل الذي يتوسطهم بحب قائلا : اوعي تطلع زي بابا ياحبيبي ، وتعيش حياتك كلها بقلب تايه
لتضع هي قبله حانية علي كفه الممسكه به قائله : أنت ليه محكتليش عن فرح !!
ادهم : وانتي عرفتي فرح منين ..
مريم : مامتهاا لما عرفت الي حصلك جتلك عشان تطمن عليك ، أنا دلوقتي فهمت أنا ليه شوفت بنت صغيره كانت وقفه بتضحكلك وهي بتمد أيديهاا ليك ، وانت بتقولي هرجعلك تاني يامريم متخافيش
ليبتسم اليهاا أدهم بحب : فرح يوم ماشوفتها ، فاكرتني بيكي اووي ، شوفت الطفله الي في عينيكي فيها ، نظرة عينيها فيها جمال حاسسني ان في الحياه لسا فيه مريم تانيه ، واكيد هيكون فيه نسخ كتير منك عشان يبقي للوجود معني .. بس في مريم واحده وبس هي الي بتاعتي ولياا .. هي حبي الي فضلت ادور عليه طول حياتي .. ويوم مالقيته لقيت النور
لتبتسم له بحب : ادهم ، انت الي كتير علياا
ليتطلع اليها بشوق : جمال الروح بيفضل طول العمر ليه ضوء ساطع ، ضوء بيجمع كل الناس حواليه .. عشان ينور ليهم حياتهم .. وانتي كنتي الضوء بتاعي بروحك وطيبتك ونقائك .. أنا محبتش مريم كأنسانه بشكلها .. أنا حبيتها كروح ..
ليفتح طفلهم عيناهه ضاحكا ، وكأنه كان يسمع والدهه وهو يتغزل في أمه ….
………………………………………….. ………..
ليسير العمر ، وتسير الحياه ،راحله بلحظات قد بعثهاا لنا الزمن كغفوه ، محمله لنا بغيرهاا معلنه بأن له حكايا وقصص كثيرة قد عصفت بنا ومازالت ستعصف .. لنظن ان العاصفه دائما تكون محمله بالأتربه .. وقد نسينا أن بعد العاصفه أيضا مطرا .. تطيب به ارواحناا ونحن نستنشقه .. وتعشقه العين عند رؤيته
لحظه قد سقطت فيهاا دموعهم .. وكل منهم تنظر لأبنائهاا وهي تراهم يكملوا مسيرة حبهم ، حباً قد أعلنته الحياه لهم دون مشاقه ، وكأن الزمن أراد ان يزرع بذورهه اولا عند أبائهم … ليجمعوا هما تلك الثمار
وقف مازن وهو يضم زوجته الباكيه ليقول بحب : الولاد كبرونا ياصافي ، مازن ورهف اتجوزوا
لتتطلع الي اولادها الاثنان وهي تري فرحتهم قائله : كبروا يامازن ، يااا انا حاسه اني شايفه نفسي معاك دلوقتي يوم ما أتقبلناا واحنا شباب .. قبل
ليقطع حديثها هو : قبل ايه .. لاء الفتره ديه انسيهاا خالص ، احنا عمرنا أبتدا من اول يوم بقيتي ليا انا وبس
لتقترب منهما فتاه تشبه أمها كثيرا وبصوت طفولي يدل علي مرحها : انتوا قاعدين هنا بتعيدوا في ذكرياتكم ، وسيبين العيال لوحدهم .. يلاا بقي عشان نتصور معاهم
ليضحك مازن علي ابنته .. التي كانت ثمرة حبهم ليقول : شايفه بنتك ياصافي
لتبتسم صافي له بحب : مش بنتي لوحدي بنتك انت كمان خد بالك
ليقف المصور وهو يلتقط صورة لهم .. ومن هنا قد أصبح للزمن ذكريات اخري سيجنيهاا
………………………………………….. …………….
ونسير بُخطانا ، لنري قلوباً أخري ، ليجمعنا بهم الزمن في مكان، تشتاق له العين كثيراا مهما أستمرت في رؤيته
وقفوا وهم يودعوا بأعينهم أخر يوم سيقضونه ، امام بيت الله الحرام .. لتتطلع أعينهم للكعبه محمله بحباا يملئ جميع القلوب ..
لينظر لها جلال بحب : ياا بحس براحه متتوصفش ، ربنا يكتبهالنا في كل سنه باقيه من عمرنا
أيمان بحب : يـــاربـــ ياجلال
لتمتد يدهه بحب وهو يمسك يدهاا ، حتي يسيروا سويا وهم يغادرن الحرم .. تاريكين قلوبهم هناا
ليقف شاباا وفتاه ، ناظرين حولهم ليتأملواا كل الوافدين .. حتي يقول الشاب : ماما وبابا اهم ، يامريم
ليقتربوا منهم بحب .. ليحتضناهم هم
وينحني كلا منهما ليقبل يد والديه .. ليتطلع جلال الي زوجته باسماا وهو يري نظرت عيناهاا لولده الذي أحبته وكأنه أبننا لم تنجبه واحدة غيرهااا ، ليقترب من أبنته ويضمهاا اليه
لتكتمل صورة الحب .. في صورة اخري
………………………………………….. ……….
ومع كل لحظه قد أحس فيها بشيبته ، كان يراها بأبنته الصغيره ، حتي بعد أن انجبوا مولودهم الثاني ، التي قد سمياها ليلي ..
ليقف بجانبه بحب وهو يمسح دمعتها بكفه بحنان : بتفرحي بتعيطي ، وبتزعلي برضوه بتعيطي ، ياحببتي ديه بنتنا النهارده بتتجوز
مريم ببكاء : هتوحشني اووي يا أدهم
ادهم بحب : ماشاهي اهي ، مبسوطه ، عيطت دلوقتي يعني علي فراق أدهم
لتلتف اليه مريم بحزن : هتلي بنتي منهم يا أدهم ، انا لغيت الجوازه ديه
ليضحك ادهم علي زوجته حتي يضمهاا اليه بحب : ماهي ديه سنة الحياه ياحببتي
ليقترب منهم شاباا يشبه والدهه كثيرا ، وبصوت ضاحك : طب جوزوني انا كمان واخلصوا مني ، عشان الجو يخللكم
ليضحك أدهم : انت مستعجل علي ايه ياواد أنت ، ده انت عندك 25 سنه ده أنا اتجوزت امك علي ال 30
لتضحك مريم قائله : قصدك 32 ياحبيبي
ليتطلع أدهم لها بخبث : ولسا عندي صحه علي فكره…. حتي يقترب منهاا قائلا : بقولك ايه ماأتفق مع أحمد دلوقتي ، وأخلص من الواد ابنك كمان ، وتفضلي لياا انا وبس ياجميل ، واحلي شهر عسل في الغردقه
ليقترب منهم أياد بضحك : ابو العروسه مبقاش معانا خالص ، المأذون وصل عشان كتب الكتاب ولا انا هبقي وكيل العيال ، وهتخلع يا ادهم
أدهم ضاحكا : ولد أخرس ، انت بتكلم اخوك الكبير كده أزاي
ليضحك أياد قائلاا : ده أحنا خلاص قربنا نبقي جدود ، ونشوف احفادنا وبنجوز ولادنا النهارده ، وبرضوه لسا ولد واخرس .. أنا وربنا خايف علي ابني منك
لتضحك مريم بشده علي زوجهاا وهي تتطلع اليه
حتي ينحني لها ليقبل يدهاا بحب : كنتي وهتفضلي الوحيده الي ببقي معاهاا انسان مختلف ، بكون زي المراهق الي لسا بيحب… حتي يضع بكفه علي رأسه ليتحثث ذلك الشيب الذي أصبح يكسوهه
لتبتسم له هي بحب .. لتفر دمعه من عينيها قائله : كنت بتقولي لو فضلت طول عمري اسعدك مش هقدر للحظه اعوضك عن الي فات ، ده انت عوضتني وبزياده كمان يا أدهم..
حتي تلتف الي أبنتهاا بفرحه قائله : قمر ماشاء الله عليكي ياحببتي
حتي تأتي اليهاا شاهي وهبه مُبتسمين : هتفضلي واقفه بعيد كده يامريم ، ده انتي حتي النهارده أم العروسه
لتسير معهم ، وهي تتطلع الي اعين زوجهاا ، لتري في عيناهه حب سنين طويله قد بدء صامتاا .. حتي أتت لحظه قد ظنت فيها بأنهاا تعيش حلما ستفيق منه ، لتتزوجه بدون ان تشعرمتي وكيف حدث ذلك .. لتدخل معه سجنا قد صنعه هو لها .. لتكشف الحياه لهم أنتقاماا قد نال منهم الكثير … حتي تنتهي بهم الحياه بل قصتنا الي يوم قد أجتمع فيه الحب بدموع الفرح
وتبقي القلوب دائماً تائهه…
النــهـــايـــه
نتمنى لكم قراءة ممتعة زوار مدونة كامو الأعزاء
ولطلب اي رواية من اختياركم راسلونا على قناة التليجرام من هنا —-> مدونة كامو للقصص والروايات
أو على رسائل الصفحة الخاصة بالموقع على الفيس بوك من هنا —-> كامو للراوايات والقصص
وللمزيد من الروايات الرائعة يمكنكم تصفح الموقع والبحث عن أي رواية ترغبون بقراءتها من هنا —-> مدونة كامو