رواية قلوب بريئة تنبض بالحب الفصل السادس 6 بقلم موني عادل
رواية قلوب بريئة تنبض بالحب الجزء السادس
رواية قلوب بريئة تنبض بالحب البارت السادس
رواية قلوب بريئة تنبض بالحب الحلقة السادسة
هناك قلوب بقيت بشغف تنتظر عاما تلو العام وحينما أدركت حقيقة ما جنته على نفسها وجدت الآوان قد فات …والعمر غادر بلاعودة فأحيانا وعود اللقاء لا تكفي …فالقدر يحول بينها وبينك فأتمنى أن لا يذهب انتظارك هباءاً…ولكن لا ترهن غدك الآتي على مجرد وعود….
دخلت إلي غرفتها بعدما أوصلها أدهم طوال الطريق وهو يسترق النظرات إليها مما أسعدها وأحسسها أنها امرأة مرغوبه، فكم تضايقت عندما اقتربت من منزلها تمنت لو كان الطريق اطول لتجلس بجواره وتستمتع براحة عطره ، كم كان حضوره طاغيا عليها ، فكم أحست بالأمان عند رؤيته ، تمنت لو يبقي يعاملها بلطف دون ان يغضب منها ويتحول لشخص آخر بعيون حمراء وحاجبين منعقدتين ..
همست تحدث نفسها بصدمة
((مهلا يا أروي أأنتي حقا تفكرين به هل قلتي انك تمنيتي أن يعاملك بلطف ، هل وقعت بغرامه ، لا أياكِ انفضي هذه الفكره عن رأسك فانت تتوهمين فقط ، ادهم ليس الشخص الذي تنتظرينه .))
شردت تتذكر عندما أوصلها إلي المنزل وودعته دخلت لتجد والدتها قلقة عليها فعندما رأتها أتيه اقتربت منها لتبادرها وتسألها لما تأخرت فكذبت أروي لتخبر والدتها أنها كانت مع صديقة لها في المشفي ..
فتحدثت والدتها تقول بإستياء وقد صدقت كذبة ابنتها
(( فلتخبريني بعد الان لو حدث شئ وتأخرتي في العودة أتصلت بكِ كثيرا وقتلني القلق وأنتي لا تجيبين علي الهاتف ))
تحدثت أروي بتعب وصوت يكاد يخرج
((حسنا امي أنا أسفه لا تقلقي فأنا بخير وقد حدث مثلما قلت لكي لم أتذكر بأن هاتفي صامتا لهذا لم أستطيع أن أجيب ))
وجدت والدها واقفاً ينظر إليها فبادلته النظرات تنتظر منه ان يوبخها ويبدي أي اهتمام بها حتي لو كان سيغضب ويوبخها او يعاقبها ويمنعها من الخروج مجددا ًولكنه لم يتحدث معها بشيء ولم يحدث كما تمنت بداخلها بل انسحب بهدوء ليدخل إلي غرفته فزفرت انفاسها بضيق وتحركت ناحية غرفتها .
بدلت ملابسها لملابس بيتيه أكثر راحه وذهبت لتحضر شئ لتأكله فهي لم تأكل طوال النهار فوجدت والدتها تجلس في الخارج بمفردها وهي تقرأ في المصحف ،فاتجهت للمطبخ حتي لا تشتتها، وتصر والدتها علي تحضير الطعام لها ، فدخلت إلي المطبخ تعد لها شطيرة من الجبن وكوب من العصير ، ما ان انتهت من تحضير ما تريده حتي أخذتهم ودخلت إلي غرفتها من جديد فوضعتهم علي مكتبها وبدأت بمراجعه ما كتبته في دفترها .
❈-❈-❈
كان سيف يجلس مع والده وأخيه يتحدثون في امور شتي فرن هاتفه برقم مجهول لا يعرف صاحبه فستأذن منهم ليجيب عليه ، ضغط علي الهاتف ليجيب فلم يجد إلا الصمت ، فصمت هو أيضا يشعر أنها هي علها تمنحه مزيدا من الوقت ليتمكن من السيطره علي نفسه وصدمته ، انتظر لتتحدث هي ولكنه انتظر طويلا ولم تتحدث ظل يستمع لصوت أنفاسها وعندما طال الصمت بادر وتحدث هو قائلا
(( ملك أين أنتي ، كيف حالك حبيبتي ، أتعلمين بما أعانيه في بعادك ، ملك أرجوكي أجيبي تكلمي معي قولي لي لما تخليت عني ، ملك أنا أحتضر في غيابك فلتعطفي عليه وتسمعيني صوتك .))
تمتمت وهي تحاول ألا تظهر بكائها وصوتها الحزين فقالت
((أنساني يا سيف فانا لم أحبك يوما ، وعلي كل حال ساتزوج قريبا وقد قررت أن أنهي أي امل لديك بعودتي مجدداً وأطوي صفحتك من حياتي قبل أن أبدا بفتح صفحة جديدة فتصلت بك حتي تنساني وتكف عن البحث عني وأن تلتفت لحياتك .))
ثم انهت المكالمه وأغلقت الهاتف كلياً ، حاول سيف معاودة الإتصال بالرقم ومحادثتها ليعرف ما بها فلم يخلي عليه ما قالته والحزن الذي يملي صوتها ولكنه لم يستطع ان يحادثها فقد كان الرقم مغلقا حاول كثيرا وقد جن جنونه فدخل سريعاً حيث والده وأخيه فقال بحزن موجها حديثه لمؤمن .
(( هل استطعت أن تصل لشئ أو لأي معلومه قد توصلني لها ،أرجوك مؤمن ساعدني يجب عليه أن أجدها في اقرب وقت فأنا أشعر أنها ليست بخير ))
اجابه مؤمن بهدوء قائلا
((في خلال يومين ستكون أمامك فلا تقلق أهدا قليلا ً لقد وعدتك وسأفي بوعدي واحضرها))
تنهد سيف بإنهاك قبل ان يقول
((لا أريدك أن تحضرها إلي بل أريد أن أذهب أنا إليها فلا أريدها بهذه الطريقة ، فأنا لم أهينها ما دمت حياً .))
(( حسنا )) قالها مؤمن ليغلق الحديث في هذا الأمر ، بينما والده فضل عدم التدخل قبل ان يفهم ما الذي يحدث وعلام يتحدثان ومن هذه الفتاة التي يريد أن يعثر عليها ، فبعدما غادر سيف وترك والده ومؤمن بمفردهم
تحدث إبراهيم بنبرة تسأليه قائلا
((ما به أخيك ))
فقص عليه مؤمن كل ما يعرفه عن سيف والفتاة التي يريدها ، فتعاطف والده معه وقد وجعه قلبه علي ولده وهو يراه حزينا ومهموما، فهو لا يريد شيئا في حياته إلا أن يكون أبناءه بخير وسعداء في حياتهم فإن كانت هذه الفتاة هي مصدر سعادته فسيحضرها له بأي ثمن فقد رزقه الله بهم بعد معناه وعلاج استمر لفترة طويلة ، لن ينظر لمن تكون أو بنت من فهو عنده من المال و الثروة ما يكفي ، يكفيه فقط أن تكون علي خلق ، فقرر أن يطلب من مؤمن أن يعثر عليها ويجلبها له وإذا اراد الزواج منها فهو سيدعمه بل وسيوافق ، لن يتدخل في أي قرار يخصهم أو أن يفرض رأيه علي احدا منهم ، هو فقط يتابعهم ويرشدهم إلي الطريق الصحيح يعرض عليهم رأيه ومن ثم يترك القرار الأخير بين أيديهم ، فماذا إن أخطاءوا ، فليخطأوا ويتعلموا فنحن نخطئ لنتعلم ، فتحدث يقول بخفوت لمؤمن
((أعثر عليها مهما كلفك الأمر فأنا لا أستطيع أن اراه حزينا أو يريد شئ ولا أحققه له فإن كانت هذه الفتاة هي من سترجع له سعادتة فأنا موافق علي كل ما يريده فقط لاراه سعيدا أريده أن يعود لسابق عهده .))
❈-❈-❈
وصل منذ قليل إلي المنزل ولكنه لم يغادر سيارته بعد فما زال جالسا فيها منذ أكثر من ربع ساعه ، يتذكر وجودها معه في سيارته وقربها منه يتذكرها وهي تنظر من زجاج السيارة والهواء يداعبها ويطير خصلات شعرها لتتناثر علي وجهها فترفع يديها لتزيحها فكم كانت جميلة ورقيقة ، تصاعد رنين هاتفه من أخرجه من شروده ، مسك بالهاتف ليري من يتصل به ، فعبس وقد أشتدت ملامحه وهو يري المتصل لبني تركه ولم يجيب عليها وقد قرر الدخول إلي المنزل فلابد وأن والدته قلقة عليه لم يحدثها طوال اليوم ، فهي تعيش له ومن اجله فقط منذ أن أنفصل والديه وهو شغلها الشاغل تخشئ ان تفقده في أي لحظه أو أن يتركها بمفردها ويذهب ليعيش مع والده ، لو تعلم فقط كم يحبها ويقدرها فلا يستطيع العيش بدونها ، لارتاح قلبها ، يعرف بانه يشبه والده كثيرا في طباعه وهذا ما يخيفها فهو لديه كل شئ من مال وثروه ، فشخصيته تشبهه كثيرا فهو بارد ،قوي ، محب لنفسه ، زير نساء فما شبه أباه فلقد تخلي والده عن والدته من اجل امرأه أخري ، ولكنه لا يري امرأه في حياته سواها ، يعرف أن شخصيتة متناقضه فهو مع اصدقائه بشخصية أدهم الشاب اللعوب وكم يحب هذه الشخصية يري فيها حريته ، ولكن مع والدته يكون أدهم اخر لا يستطيع أن يرفض لها شيئا كلامها مطاع فهو يخشي أن تحزن أو تمرض فيكفي ما مرت به من قبل مع والده نور المناوي ، رن هاتفه مجددا فزم أدهم شفتيه وهو يري أنها قد عاودت الاتصال مره أخري فسحب نفساً خشناً قبل أن يضغط علي الهاتف ليجيب فاتاه صوتها غاضبا تقول
(( لما لم تجيب علي ، أين أنت.. ولما أختفيت.. أدهم لن أسمح لك ان تعاملني هكذا ، كنت معها أليس كذلك فأنا أفهمك أكتر من ذاتك أنا من عشقتك ولم تنتظر منك مقابل ، أدهم أجبني هل مازلت معها .))
صمت وهو يستمع إليها فهي مجنونه وقد أحبته ولكنه لم يبادلها شعورها ، فتحدث بنفاذ صبر يحاول أن يتحكم في غضبه منها ومن أفعالها قائلا
((لبني أسمعيني جيداً صوتك لا يعلو وأنتي تحدثيني ، وبمناسبة أين كنت ومع من فليس من شانك سأغلق الأن ونكمل حديثنا غدا، تصبحين علي خير.))
أنهي حديثه وأغلق الهاتف قبل أن ترد عليه ثم دخل إلي المنزل فوجد والدته مازالت مستيقظه تنتظر قدومه ككل ليله فهي أمه وأبيه فقد أنفصل والديه وهو سن صغير ، فخطي بقدميه يقطع المسافة القليلة بينهما ومال يطبع قبله أعلي رأسها
لتتحدث والدته قائله
((لما تأخرت في الدخول لقد رأيتك اتيا منذ اكثر من ربع ساعه ))
اخذ أدهم نفساً قوياً وجاوب والدته
(( كان معي مكالمة هاتفيه وقد تأخرت في إنهائها اعتذر لانني تركتك تنتظرين كل هذا الوقت ))
أردفت والدته قائله
((لا عليك حبيبي المهم أنك بخير وقد أطمأن قلبي عليك يمكنني الأن النوم بسلام إذا اردت شئ فلتطلبه قبل ان أذهب لغرفتي ))
قبل أعلي رأسها مره اخري وهو يقول
(( أذهبي لترتاحي فإذا احتاجت لشئ ساطلبه من الخادمه تصبحين علي خير ))
ربطت والدته علي كتفه ثم تحركت تخطؤ بإتجاه غرفتها وهو يتابعها بنظراته حتي إبتعدت واختفت من أمامه.
❈-❈-❈
عجيب حال البشر ، كيف يمكن ان يخفوا سرا كل هذه المده ولم يظهر عليهم بأنهم يخفون شيئا بإستطاعته تدمير حياتك كلياً ، فكم ان المظاهر خادعه فها هي والدته الذي كان يشدو ويتغني بها أنها لم تخفي عنهم شيئاً في حياتها أحياناً كان يخيل له بانها تؤامهم الثالث تخفي سرا بداخلها تحتفظ به لنفسها من عشرون عاماً لم يكن سرا عاديا بل اكتشف ان حياته وما يعيشه كله مجرد كذبه فمن عاش يناديه بأبي وبكي بدل الدموع دماء عند افتقاده ، لم يكن والده الحقيقي لم يحمل دمائه تذكر معاملته له فلم يعامله يوما معاملة سيئه لم يلمح له مجرد تلميح أنه ليس ابنه ولا من صلبه بل كان ابنه وصديقه بكي وليد عند تذكره معاملة والده له بكي كثيرا لا يعرف أهو يبكي علي من عاش يناديه أبي ، أم يبكي ليريح قلبه ويزيح ههمه ، فلم يعرف ما الذي عليه فعله فظل يفكر قليلا إلي أن أهداه عقله ليخرج من حالته ويتذكر تؤامه فهما مكملان لبعضهما في مؤاجهه الحياة ، هو رجل وبطبيعته قادر علي التحمل فما هي حالتها الأن عليه ان يكون بجوارها ويغدقها بحبه ، لا أن يجلس بمفرده ويبكي كالفتايات .
خرج من غرفته قاصدا غرفتها وقف أمام الباب وأخذ نفسا قويا ليهدي قليلا ثم طرق علي الباب بطرقات هادئه ، عندما لم يسمع صوتها تأذن له بالدخول ، فتح الباب ببطء شديد كي لا يصدر صوتاً فإذا كانت نائمه لا تستيقظ ، وجدها نائمه علي الفراش متخذه وضع الجنين فنظر إليها مطولاً واخذ يقترب منها أخفض راسه ووضع قبلة أعلي رأسها ففتحت عينيها ونظرت إليه نظرة آلمته ووجعت قلبه فكانت عيناها حمراء كالدماء من كثرة البكاء وبقايا دموعها ما زالت عالقه بعينيها ، ساد صمت مؤلم بينهما ، وكلاهما ينظر للأخر وهو لا يعرف ماذا يقول ليخفف عنها ولكنه لم يجد الكلمات المناسبه ليقولها فجلس بجوارها علي طرفي الفراش وسحبها لحضنه وأخذ يربط علي ظهرها وهي تبكي وتشهق بصوت مرتفع ، فقال بعد أن هدات قليلا وقد خفت نوبة بكائها
((ما رأيك في ان نخرج سوياً ربما نفعل شيئاً جديداً يبهج قلوبنا ))
نظرت إليه واؤمأت برأسها بالإيجاب ، ثم قالت
(( أين هي الأن ))
تحدث بلامبالاه قائلا
(( في غرفتها لم تخرج منها منذ أن اجتمعت معنا وأخبرتنا بسرها ))
فاؤمأت برأسها مرة اخري وهي تقول:
(( ماذا علينا أن نفعل أعلينا أن نبحث عن والدنا الحقيقي أم نبقي كما نحن ، فقد قالت أنه لا يعرف بوجودنا ، ربما أن ذهبنا إليه لم يرغب بنا وطردنا ، فما هو رايك أنبحث عنه أم لا ))
صمت يفكر ولم يجيبها حتي يأست بأنه سيتحدث معها في هذا الموضوع فيبدو بانه لا يريد التطرف للحديث فيه من جديد ، بينما نظر إليها وليد مطولا قبل أن يجيبها
(( سأذهب وأبحث عنه لأعرف من هو ولما أخفت والدتي وجوده في حياتنا ولما لم تخبره بوجودنا هناك سر ويجب عليا معرفته فاي شخص يتمني أن يكون لديه طفل ، فما بالك إذا كان لديه اثنين بل تؤام ))
❈-❈-❈
بينما في الملهي الليلي تعالت الضحكات والمزاح بينهم ،أخذ يقترب منها ويتلمس يدها فوجدها لم تعترض فبدأت لمساته في أزدياد بدأ يتحسس جسدها فخجلت منه وقد أحمرت وجنتيها وهي تشعر بيديه تتحسسها ونظرة عينيه مليئة بالرغبه ، فتحدثت نهي قائله بإضطراب وخوف
(( ابتعد عليَ أن أذهب لقد تأخرت ، فأبي سيغضب ويعاقبني لقد كان معترضا من الاساس علي حضوري ، ولكني تحايلت عليه كثيرا أنا ووالدتي حتي يسمح لي بالخروج ظناً منه بأنني ذاهبة لحضور حفل عيد ميلاد أعز صديقه لدي ،لأراك فقط .)
تحدث وهو يسحبها لتكون علي مقربة منه
((لا أبقي قليلاً بعد فما زال الوقت مبكراً علي طرقي ماذا سأفعل بمفردي من دونك هل تريدين أن اجالس فتاة غيرك ، هل ستتحملين رؤيتي مع فتاة أخري .))
نظرت إليه للحظة وكأنها لم تستوعب شئ من حديثه ثم سرعان ما قالت بنبرة مختنقه
(( هل تهددني إن ذهبت ستنظر وتجالس غيري .))
طالعها بنظرة مبهمه ثم أخذ نفساً قوياً يقول بثقه يؤكد علي حديثه وكأنها لم تعنيه بشئ
(( أنا رجل لدي مشاعر وأحاسيس ، لدي متطلبات إن لم اجدها عندك سأبحث عنها عند غيرك فأنتي تتعاملين معي بجفاء تمتنعين عني ، ولا تتجاوبين معي فماذا أفعل ، أحاول منع نفسي بصعوبة عن ارتكاب خطيئة مع أي فتاة فقد وعدتك أنني لن أتطرف لهذا الشي من جديد .))
صمت قليلا ثم اردف بخبث قائلا
(( فحبيبتي لا توافق أن تعطيني ما اجتاحه وأريده منها .))
بينما كانت هي تستمع إليه كالمغيبة فكل ما يشغل فكرها فتلك اللحظة هو أن يظل يعشقها فلا يتركها لحظة واحدة حتي يجمعهما منزل واحد نظر إليها نظرة كلها مسكنه وهو يمثل كم هو متأثر وحزين ، فأكمل حديثه يقول
(( أحبك فلا أستطيع العيش بدونك تغيرت من أجلك تعرفين كم هذا صعب علي ، أخبريني هل تحبيني أم لا إذا كانت اجابتك بنعم فلا يوجد غير حل واحد حتي أضمن بأنك لن تتركيني في يوم أو تتخلي عني .))
قالت بتسأل
(( ما هو .))
اجابها سريعاً وقد شعر بانه علي وشك تحقيق ما يريده فقال
(( الحل الوحيد هو الزواج علينا ان نتزوج سريعاً. ))
فرحت وسعدت كثيرا بعرضه للزواج منها ولكن لم تكتمل فرحتها فقد أكمل حديثه قائلا
(( علينا أن نتزوج ولكن زواج عرفي في الوقت الحالي فأنت تعرفين بأنني لن أستطيع الزواج رسمي الان فما زلت أدرس ، ووالدك لن يوافق علي ما دمت لم انهي دراستي الجامعية ، فأسلم قرار هو أن نتزوج ونكون معاً دائماً فلا يوجد فرق بين عرفي ورسمي ، فإذا كنتي تحبينني مثلما أحبك ستوافقين .))
صمت ينتظر ردها علي حديثه فأخذت تفكر وهي تنظر إليه وتتذكر عندما كانت تراه مع فتايات اخريات كم كانت تتمني الموت علي أن تري مع أحد غيرها فهي لم يدق قلبها لغيره كم تمنت أن يعشقها كما تعشقه ، إلي أن أت ذلك اليوم الذي شعر فيه بحبها فتقرب منها ثم أعترف لها بحبه ، وأنه قد غير من نفسه وطباعه لأجلها ، فؤجدت نفسها تهز رأسها بالإيجاب توافقه علي فكرة الزواج العرفي فقلبها يوافقه أما عقلها فيرفض وبشده ولكن ما علي القلب بسلطان فهو ينبض لمن اراد ومتي اراد وكيفما أراد فبعضهم ينبض القلب له ، وبعضهم ينبض القلب به ، وبعضهم هم النبض في حد ذاته .
ما ان اؤمات له سحب يدها واخدها ليخرج من المكان ، وهذه الحفلة الممله ، كم كان سعيدا فهو علي بعد خطوة واحده من تحقيق هدفه ، فتح باب سيارته واجلسها بداخلها ودار حول السيارة ثم جلس ايضا في مقعده وهي بجواره وشغل محركها وانطلق بها لشقته الخاصه حتي ينعم بأحضان حبيبته كما يدعوها تحت مسمي الزواج العرفي .
❈-❈-❈
كلما أشرقت شمس يوم جديد أضمرنا في نفوسنا الكثير من الأُمنياتِ و رجونا الله أن يحمل نهارناً قدراً من الإبتسامات فكم تتمني أن يمر اليوم دون مشاكل وأن تستطيع أن تتحمل نظرات وتساؤلات كل من رأها بالامس والشرطة تلقي القبض عليها ، تشعر بأنها لن تتحمل وستنهار قبل أن تستطيع أن تجيب علي تساؤلاتهم فكرت كثيرا في عدم الذهاب للجامعه ولكن ما الذي ستبقي من أجله في المنزل فأخذت أشيائها وخرجت من غرفتها فتوقفت بجوار غرفة أبيها وطرقت علي الباب ثم فتحته و دخلت فألقت عليه التحيه واقتربت منه تقبله علي وجنته وهي تحتضن ذراعه فرفع يده ووضعها علي رأسها وأخذ يمشط شعرها بيديه ثم قال
((أعتني بنفسك جيدا ))
أومات برأسها وقبلته قبله ثانية قبل أن تغادر الغرفه لتذهب ، فوجدت والدتها تحضر الفطور فقالت
((صباح الخير ))
ردت عليها فاطمه بعاطفة أموميه قائله
(( صباح الخير أجلسي لتتناولي فطورك ثم اذهبي ))
بعد عدة دقايق أنتهت أروي من الفطور فذهبت للجامعة كم كانت سعيدة اليوم فوالدها به شئ متغير يبدو وكأنه قد مل من السكوت والجلوس بمفرده وقرر مشاركتهم هي ووالدتها حياتهم تعلم بأنه قد تأخر في إتخاذ ذلك القرار ولكن لا باس مادام موجوداً بينهما ويسكن نفس البيت ، تتذكر أثناء تناولهم الطعام سألها علي أشياء كثيرة تخصها لم يكن يهتم من قبل حتي والدتها أستغربت طريقته وأسلوبه الجديد فما إن وصلت للجامعة حتي تعالت أصوات أنفاسها أخذت تنظمها وهي تعبر من البوابة الحديدية المرتفعة فحالت ببصرها سريعا وهي تبحث عنه ، فوجدته واقفا مع أصدقائة وكأنه أحس بها وأستشعر وجودها فستدار ينظر إليها مبتسماً فأخفضت عينيها وأخذت تكمل طريقها لتحضر أولي محاضرتها .
إنتهت المحاضرة الاولي كانت مازالت لديها محاضرات أخري ، ولكن مازال الوقت مبكرا علي بدأها فقررت الذهاب للمكتبه لتقرأ كتاباً أو لتراجع ما كتبته في دفترها ، وصلت أروي إلي المكتبه فوضعت أشياءها علي الطاوله بجانبها وأخرجت دفتر محاضراتها لتقرأ ما كتبته وجدت من يجلس بجوارها يتحدث بعملية وبساطة قائلا
((تفضلي أحضرت لكي شيئا تشربينه فانا أعرف بأنك لن تذهبي إلي الكافتيريا ، تتجنبين الظهور حتي لا يسألك أحد عما حدث .))
((شكراً لا أريد ))
قالتها أروي وهي تتغاضي النظر إليه حتي لا تري نظرة عينيه وطريقتة التي تغيرت كلياً عن قبل في الحديث معها .
قال أدهم يشاكسها لتضحك
(( بلا تريدي لكنك لا تعرفين ))
تحدثت أروي بنبرة هادئة
((يبدو أنك في مزاج جيد لتمزح فأنت هادئ علي غير المعتاد ))
فتح كلتا يديه مستسلماً وهو يقول بتلقائية
(( ولما لا فلقد أتفقنا اننا سننسي ما حدث من قبل ونكون أصدقاء ))
تحدثت سريعاً دون أن تنتبه لما تتفوه به
(( أتفقنا ! من أتفق أنا لم أقل هذا فأرجوك يا أدهم أنا لا أريد أي مشاكل مجدداً فلتدعك مني أنت لا تري نظرات عصابتك تجاهي نظراتهم تشعرني بأنهم سينقضون عليَ في أي لحظه يمتصوا دمائي كمصصين الدماء فأنتم تشبهونهم مخيفون وباردون مثلهم ))
عضت علي شفتيها وهي تستوعب ما تفوهت به وهي تتذكر بأنه فرد منهم بل هو زعيم عصابتهم
بينما تحدث أدهم قائلا
(( حسناً شكرا لكي علي الإطراء الجميل سأذهب حتي لا أفقد اعصابي وتغضبين مني فكلما تواجدنا معا تغضبيني فلا أستطيع السيطرة علي نفسي ))
تركها وخرج مسرعا فأغمضت أروي عيناها وهي تتنفس بسرعة تحاول تهدئة ضربات قلبها فيبدو أنها تحمل الكثير من المشاعر تجاهه ولكنها لم تستطيع تحديد تلك الاحاسيس هل هي مجرد إعجاب أم عشق .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب بريئة تنبض بالحب)