رواية قلب مصاب بالحب الفصل السادس 6 بقلم ناهد خالد
رواية قلب مصاب بالحب الجزء السادس
رواية قلب مصاب بالحب البارت السادس
رواية قلب مصاب بالحب الحلقة السادسة
قلب مُصاب بالحب ..الفصل السادس ” زفاف ” ….ناهد خالد
-بحبك .
فتحت عيناها بابتسامه ناعمه حين تذكر عقلها تلك الذكرى التي مرَّ عليها ثلاثة أشهر بالتمام حين اعترف لها بحبه لأول مره لكنها لم تكن الأخيره فبعدها توالت اعترافته بمناسبه وبدون مناسبه , وتوالت الخروجات والأحاديث بالهاتف لساعات دون ملل من جهته و الهدايا في أي وقت وكل وقت حتى شعرت أن ” صالح ” هذا غير الذي عرفته سابقًا تمامًا , هذا شخص يفعل كل ما بوسعه فقط من أجل سعادتها , عيناه اللامعه أثناء حديثه معها لا تُخفى عنها , وحبه للإستماع لحديثها حتى وإن كانت تسرد له أحداث فيلم ما رأته بالأمس يجعل قلبها يتراقص من فرط سعادته , حتى أن ” إسلام ” أخيها أصبح يقف بصفه بعدما كان يعارضها ويطلب منها الإنفصال عنه ووقوفه معه الآن ليس لشئ سوى لتأكده من أنه يكن حبًا حقيقيًا لأخته وهو لا يريد أكثر من هذا , فاقت من خضم أفكارها على صوت الفتاه الواقفه بجوارها وهي تقول :
-خلصنا , شوفي كده اللوك لو حابه تعدلي حاجه ؟
نظرت لإنعكاس صورتها في المرآه لترى الفتاه قد أبدعت في وضح مستحضرات التجميل على وجهها ببساطه ونعومه كما طلبت و يتماشى تمامًا مع بساطة تصفيفة شعرها الذي عصكته لأعلى بفورمه جميله ووضعت فوقه تاج متوسط الحجم من الكريستال اللامع وخلفه ثُبتت طرحة فستان الزفاف الطويله التي تصل لنهاية قدمها لتتصل ببداية ذيل الفستان , ابتسمت برضا وهي تقول :
-شكرًا يا سالي تسلم أيدك بجد حلو أوي وناعم زي ماطلبته .
ابتسمت الأخيره زهوًا وهي تجيبها :
-العفو يا مدام أهم حاجه أنه عجبك , وأنا كده خلصت , تطلبي مني حاجه تانيه ؟
نظرت لها بامتنان وقالت بابتسامه :
-لا كفايه كده تعبتك معايا تقدري تتفضلي .
أنهت الأخيره حديثها وهي تلملم أشيائها في حين تقول :
-ألف مبروك وربنا يسعدكم .
تنهدت ” ياسمين ” بتوتر مُجيبه :
-الله يبارك فيكِ , عقبالك .
أنهت ” سالي ” تجميع أشيائها واتجهت للخروج تزامنًا مع دلوف ” معتز ” فابتسمت له وهي تردد :
-العروسه جهزت خلاص , ألف مبروك .
ابتسم لها ” معتز ” بأعين لامعه وهو يطالع ابنته وردد :
-الله يبارك فيكِ يابنتي .
انسحبت الفتاه بهدوء تاركه لهما حرية التعبير عن مشاعرهما في هذه اللحظه المميزه , أنتبهت ” ياسمين ” لوجود أبيها فوقفت بابتسامه واسعه وهي ترفع فستانها من الأمام وتتجه نحوه ووقفت على بُعد خطوتين لتسمح له بتفحصها ورؤيتها في ثوب زفافها , جرت عيناه عليها بدأً من وجهها حتى فستانها الضيق حتى الخصر وينزل باتساع كبير يتلألأ قماشه بلمعه أظهرتها كنجمه مضيئه في ليله غاب فيها القمر من السماء , اقترب الخطوتان الفاصلتان بينهما حتى أصبح أمامها تمامًا فامتلئت عيناه بدموع حاول حجبها لكنه فشل وهو يغمغم لها :
-أحلى من القمر , مبروك يا ياسمين .
ضغطت على أسنانها بقوه تمنع نوبة بكاء آتيه في الطريق إليها , ورفرفت بأهدابها عدة مرات حتي أستعادت ثباتها فابتسمت باتساع وهي تجيبه :
-الله يبارك في حضرتك يابابا , ايه رأيك حلوه ؟
ضحك بخفوت مرِح وهو يقول :
-عارفه لو الواد صالح مش إبن أخويا كنت خدتك وروحت وقلتله معنديش بنات للجواز , بس الي مصبرني إنك هتبقي معايا في نفس البيت .
احتضنت كفيهِ بكفيها وهي تقول :
-متقلقش مش هتحس إني اتجوزت أصلاً وهتلاقيني كل شويه عندك ولو عاوزني أبات هبات .
ضحك بقوه وهو يهز رأسه بيأس يقول :
-عشان صالح يعلقنا على باب البيت أنت مش شايفه واقف تحت عامل ازاي عليه عفريت اسمه اطلع شوفها يا عمي اتأخرت ليه , الواد واقع خالص أنتِ عملتِ فيه ايه ؟.
أحمر وجهها خجلاً وهي تستمع لحديث والدها والتزمت الصمت ليُكمل هو وهو يقترب مقبلاً جبهتها بحب ثم ابتعد يقول :
-في أي وقت يزعلك أعرفي أن أبوكِ موجود وهيجبلك حقك , بس برضو ده لما يكون موضوع يستاهل لكن المشاكل العاديه خليها بينك وبين جوزك عشان متكبرش , طول ما هي بينكوا هتتحل لكن لو خرجت براكوا ممكن تتحل برضو بس هتتعقد وهتاخد وقت أطول , فهماني يا ياسمين ؟
أومأت له بإيجاب وهي تقول :
-فهماك يابابا .
———–
-إنما ايه القمر ده ؟
قالها ” علي ” الذي يجلس مجاورًا ل “رندا ” التي أصبحت خطيبته منذُ شهران ونصف و بعد ثلاثة أشهر ستصبح زوجته , ابتسمت الأخيره بخجل وهي تخفض بصرها في حين تغمغم :
-حلوه يعني ؟
كبح ابتسامه خبيثه كادت تظهر على وجهه وهو يجيبها :
-الصراحه أنا بتكلم على الفستان , قمر أوي .
رفعت رأسها له بحده وهي تردد باستنكار :
-فستان !
أومئ ببراءه مصطنعه وهو يقول :
-فستان , اومال أنتِ فهمتِ أني بقول عليكِ ؟
ضيقت عيناها بضيق وهي تردد :
-فستان ها ! تمام أوي أبقى اتجوز الفستان بقى .
أنهت حديثها وفي لمح البصر كانت قد وقفت مبتعده عنه متجاهله نداءه بأسمها .
كانت تبرطم بكلمات مُبهمه وهي تسير بغضب من حديث ذلك المعتوه الذي ربطتت نفسها بهِ وأنهت غمغمتها تقول :
-ماشي يا علي أنا هوريك إن م…
قطع حديثها تلك التي تناديها حين مرت بجانبها فنظرت لها باستغراب لترى فتاه جميله ترتدي ثوب نسائي من اللون الأسود يفصل منحنياتها بوضوح .
-نعم ؟ بتناديني ؟
قالتها ” رندا ” وهي تتجه لها فابتسمت الأخيره وهي تقول :
-Pardon , إن كنت هعطلك , بس كنت بسأل عن صالح الزيني ألأقيه فين لأني مش شيفاه ؟
نظرت لها ” رندا ” بريبه من أمرها قبل أن تسألها باستفسار :
-وأنتِ عاوزه صالح ليه ؟
ابتسمت الأخيره بهدوء مُجيبه :
-أنا ال weeding planner بتاعت الحفله , وخصلت شغلي وطلعت ألبس بعدين نزلت أدور على صالح عشان أتفق معاه على ظهوره هو والعروسه هيكون ازاي بس مش لاقياه ومبيردش على الفون .
ابتسمت لها ” رندا ” وهي تقول بإدراك لهويتها :
-ديانا محفوظ مش كده ؟
ردت الأخيره بتأكيد :
Yes –
-صالح اهو …صالح .
قالتها ” رندا ” وهي ترى ظهور صالح الذي دلف للتو من بوابة الفندق المُعقد فيهِ الحفل , انتبه الأخير لندائها فاتجه لهما بخطوات متريثه تلائم تمامًا مظهره الأنيق الزاهي ببدلته السوداء الفاخره وحذاءه المماثل حتى تصفيفة شعره الذي أبهت صورته أكثر وأكثر , وصل أمامهما ليهتف بهدوء :
-ها يا ديانا كله تمام ؟
ابتسمت له بثقه وهي تقول :
-Sure , كنت لسه بدور عليك عشان أقولك دخلتك أنت والعروسه هتبقى ازاي .
-أنتِ مش قلتي هننزل من على الكوبري المعلق الي في القاعه ؟
ردت بحماس :
-لا عندي فكره أحلى وجهزنالها خلاص بص أنتوا هتنزلوا من فوق .
قطب حاجبيهِ باستغراب مرددًا :
-فوق فين ؟
ردت بشرح :
-من فوق الكوشه هتنزلوا على حاجه شبه البساط كده .
-لا بقولك ايه أنا عاوز أعدي الليله على خير , لا بساط ولا مبساطش .
ردت بإلحاح :
-يا صالح أسمع بس والله هتبقى حاجه واو , ومتقلقش ده Safty جدًا أحنا يعني هنضركوا ؟
زفر باستسلام وهو يقول :
-ماشي , بس تنزل ونعمل السيشن ونكتب الكتاب بعدين نشوف .
أومأت بابتسامه سعيده وهي تذهب :
-هروح أظبط الدنيا .
ذهبت من أمامهما لتلتفت ” رندا ” لصالح وهي تقول بإعجاب زائف :
-يالهوي على بجاحتك , صدق يا صالح أنا لما قولتلي أنك هتجيب ديانا تعملك الديكور قلت ده بيهبد وأكيد مش هيعمل كده , لكنك قادر بصحيح !
رفع حاجبه الأيمن باستنكار وهو يقول :
-أنتِ عبيطه يابنتي ! فيها ايه لما أجيبها ما أنتِ عارفه أن الموضوع انتهى من قبل ما يبدأ , ده أنا حتى ناوي أعرفها على ياسمين النهارده والموضوع كله دلوقتي مجرد شغل , احنا تاب علينا ربنا يا ماما الحمد لله .
حركت سببتها على صدرها صعودًا ونزولاً وهي تقول بأعين ضائقه :
-مش مرتحالك .
أشاح لها بيده وهو يردد باشمئزاز :
-هش , روحي شوفي خطيبك فين أقرفيه أنتِ جايه تقرفيني أنا !
أنهى حديثه وتركها وذهب لمكان استقبال ” ياسمين ” ليخضعا لجلسة التصوير الخاصه بهما , وقعت أنظاره على ” ديانا ” أثناء سيره فرآها تتحدث مع أحدهم يبدو أنها تخطط لشئ بالحفل ليبتسم براحه وهو يتذكر ما فعله في ثالث لقاء بينهما….
هذه المره الثالثه التي سيراها فيها بعد مرة تعارفهما والمره الأخرى التي كانت مُرتبه من قبلهما , وقف على باب المطعم ينظر لدبلته بضيق حائر , المره السابقه خلعها بصعوبه قبل دلوفه ولم يشعر بالراحه طوال الجلسه التي لم تدم طويلاً . ولكن هذه المره لا يشعر أنه قادر على فعلها , ظل واقفًا لأكثر من دقيقه وهو الآن لا يرى الدبله فقط بل يراها هي ” ياسمين ” يرى وجهها ينظر له بعتاب ويلومه على ما يفعله والذي لا يسمى سوى ” خيانه ” , وبعد انقضاء هذه الدقيقه وجد نفسه يتركها في يده ويدلف للداخل بخطى ثابته وهو يعلم تمام العلم ما سيفعله , رآها جالسه على أحد الطاولات تعبث بهاتفها فاقترب منها بنفس الإبتسامه حتى جلس أمامها بعد أن صافحها بهدوء وبالطبع لم يغفل عنها ” دبلته ” التي تزين أصبعه .
-ازيك يا ديانا ؟
ردت بهدوء مفتعل :
-Good , هو أنت خطبت ؟
تسائلت بها مباشرةً وهي تنظر لكف يده , ليبتسم بهدوء وقال :
-ايوه , من يومين , عقبالك .
حافظت على ثبات ملامحها وهي تقول :
-Thanks , بس جت فجأه يعني ! بتحبها ؟
أفتر ثغره عن ابتسامه صادقه وهو يجيبها :
-جدًا , وجت فجأه لأني اكتشفت فجأه إني بحبها ومش عاوز غيرها في حياتي .
رساله مُبطنه لكنها فهمتها بوضوح , فوقفت بهدوء لتحافظ على كرامتها وهي تقول :
-مبسوطه إنك عرفت أنت عاوز ايه , وكادو مني أنا الي هعملك party الفرح , بس ابقى عرفني ميعاده .
وقف أمامها محافظًا على ابتسامته وهو يقول :
-أكيد هعمل كده , ده يشرفني .
وأنتهت مقابلتهما ليخرج بعدها وهو يشعر براحه طاغيه تحتل وجدانه كأنه قد تخلص من كل ما يؤرقه ..
” عوده ”
وقف أمام الدرج الخارجي الذي ستهبطه لتصل له وبالفعل ثوانِ وكانت أعلاه تبتسم له بصفاء وجمال يشبه جمال وردة الياسمين خاصته , قبل أن تهبط بحذر بسبب فستانها وأبيها جوارها تطأبط ذراعه حتى وصلت أمامه فصافح أبيها مبتسمًا وعدسات كاميرا المصور توثق هذه اللحظه , تنهد ” معتز ” وهو ينظر ل ” صالح ” قبل أن يقول :
-أنا واثق فيك عشان شايف في عنيك حب لبنتي , بس هقولك جمله واحده يا صالح ” يوم ما تزهق منها أو تكره عيشتك معاها رجعهالي , رجعها للي عمره ما هيأذيها ولا هيعاملها وحش , رجعها للي خدتها منه , ولو مت ترجعها لأخوها ” فاهمني ؟
لن ينكر أن حديث عمه أثار مشاعره بشكل ما , وبث الخوف في نفسه من أن يأتي يوم يضطر فيهِ لتنفيذ ما يسمعه الآن , ابتسم بكياسه وهو يقول له :
-متقلقش يا عمي أنا عمري ما هأذيها , ويوم ما مقدرش أحافظ عليها أوعدك أرجعهالك .
وكان وعد خفي لا يخص ما قصده ” معتز ” بل يخص شيئًا آخر في نفس ” صالح ” , شئ هو يعلمه جيدًا وقد قطع وعدًا الآن إن عاد لفعله حتى وإن لم تعلم هي سيعيدها لأبيها ليس مللاً منها أو كرهًا لحياته معها بل حفاظًا على وردة الياسمين من الذبلان .
توجه لها بابتسامته وأعينه اللامعه بلمعه تخصها هي فقط وقبل كف يدها ثم انتقل لرأسها يقبلها بحنو وهو يشعر بدقاته تتصاعد وما إن ابتعد عنها حتى قال بهمس لها وحدها :
-أجمل عروسه شافتها عيني , بحبك يا ياسمين .
تخضب وجهها بحمرة الخجل الفطريه وهي تهمس له :
-أنت كمان شكلك حلو أوي .
رفع حاجبيهِ بدهشه وهو يردد باستنكار :
-أنا شكلي حلو ! , ياسمين أنا كل الي شافني قالي أنت شكلك حلو , أنتِ مش هتقولي حاجه مميزه ؟
اتسعت ابتسامتها مرحًا وهي تجيبه :
-بعد كتب الكتاب هقولك , هو المأذون فين ؟
ذم شفتيهِ بضيق وهو يقول :
-لا مهو يوم باين , المأذون اتصل وهيتأخر ساعه , عشان عمي يصمم نكتب الكتاب النهارده .
تسائلت بحيره :
-اومال هنعمل ايه دلوقتِ ؟
أشار على المصور وهو يقول :
-هنتصور بقى بدل ما نضيع الوقت .
——-( ناهد خالد )———-
مرت الساعه وفوقها دقائق وانتهوا من التصوير وحضر المأذون وانتهوا من كتب الكتاب أيضًا , وبدأت مراسم الفرح , وهناك على باب القاعه كانت تدلف إحداهن بثوبها الأحمر المحتضن لجسدها ببراعه ودارت بعيناها في المكان حتى وقعت على صالح وهو يراقص عروسه فالتوى فمها بابتسامه ساخره وهي تردد بتهكم :
-ياحبيبي !!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلب مصاب بالحب)