روايات

رواية قلب مصاب بالحب الفصل الرابع 4 بقلم ناهد خالد

رواية قلب مصاب بالحب الفصل الرابع 4 بقلم ناهد خالد

رواية قلب مصاب بالحب الجزء الرابع

رواية قلب مصاب بالحب البارت الرابع

قلب مصاب بالحب
قلب مصاب بالحب

رواية قلب مصاب بالحب الحلقة الرابعة

الفصل الرابع …. ” فتاه أخرى !! ”
قلب مُصاب بالحب ” ناهد خالد ”
تأفأف بملل من الإنتظار بذلك المقهى المُتفق عليه للمقابله فيهِ , مرَّ على ميعادهما نصف ساعه كامله ولم تحضر بعد , وهو لم يعتاد الإنتظار مطلقًا , فتح هاتفه وطلب رقمها بجبين مقطب وملامح منزعجه حتى أتاه الرد فهتف فورًا باهتياج :
-نص ساعه يا مُنى ! أنتِ فين ؟
ردت عليهِ بضيق :
-أنا آسفه يا صالح , بس اتخانقت مع بابا ورفض نزولي .
ارتفع جانب شفتيهِ باستنكار مطلق وهو يردد بسخريه :
-أبوكِ ! , هو ماله خد باله منك فجأه كده ما أنتِ بقالك شهر ونص معايا عمرك ما اعتذرتِ عن مقابله عشان أبوكِ .
-ماهو كان مسافر يا صالح ورجع .
غمغم بصوت لم يصل لها :
-قال يعني رجع من العمره !
رفع صوته وهو يقول بجديه بعدما توصل لقراره الأخير والذي يفكر فيهِ منذُ سفرها :
-بقولك يا مُنى , أنا بقول يعني كفايه كده .
أتاه سؤالها المستفسر وهي تقول :
-كفايه ايه ؟
-كفايه في علاقتنا , يعني كل واحد يشوف طريقه أحسن .
صيحه مستنكره ومصدومه في آنٍ واحد تبعها صوتها المرتفع وهي تقول :
-أنت اتجننت يا صالح , أنت بتنهي علاقتنا بالسهوله دي !
رد ساخرًا :
-لا مليش حق , أنهي عشر سنين في لحظه كده ! , مالك يا مُنى متأفوريش أنا لسه عارفك الشهر الي فات .
أتاه ردها بنبرة شجن وهي تقول :
-أيوه بس كانوا كفايه أتعلق بيك .
-بالضبط اتعلقتِ بيا يعني لا حب ولا نيله , متقلقيش التعلق ده مش هياخد معاكِ أسبوع وهتكونِ نسيتِ أنك عرفتِ حد أسمه صالح أصلاً .
هدأت نبرتها فجأه وهي تسأله بحذر :
-ده آخر كلام عندك ؟
رد سريعًا دون تفكير :
-I wish the best for you . ” أتمنى لكِ الأفضل ”
أنهت حديثها بهدوء مُصطنع :
-مش هقولك غير إنك **** و *** .
أنهت كلمتها وأغلقت المكالمه ليستمع هو لصفير إنهاءها فأشتعلت عيناه غضبًا وهو يردد :
-بقى بتشتمني بنت ال … , أنا الي غلطان أديتها وقت أكتر من غيرها .
ألقى هاتفه على الطاوله وهو يشعر بأن مزاجه قد عُكر , ألتفت حوله ليرى النادل كي يطلب فنجان قهوه أخر عله يغير مزاجه ولكن بدلاً عن أن يجده وجد شئ آخر لفت انتباه ..بالتحديد شخص آخر , وأكثر تحديدًا فتاه تجلس على طاوله بمفردها تتناول عصير البرتقال وهي تطلع للمياه التي يطل عليها المقهى ..ابتسم بخبث كالصياد الذي وجد فريصته وقام متجهًا ناحيتها بعدما لملم أشياءه سار بخطى واثقه حتى وصل أمام طاولتها بابتسامته الجذابه وقال :
-تسمحيلي أقطع خلوتك ؟
رفعت أنظارها لتجد شابًا وسيمًا بشكل مُلفت ..شكل لا يمكن التغاضي عنه , ابتسمت له وهي تقول :
-طبعًا , اتفضل .
جلس محافظًا على نفس الإبتسامه وهو يقول :
-كنت قاعد لوحدي وعيني وقعت عليكِ لاقيتك أنتِ كمان قاعده لوحدك وحسيتك متضايقه , فمحسيتش بنفسي غير وأنا جاي ناحيتك .
ابتسمت بلطف وهي تقول :
-كنت زهقانه وحتى كنت بفكر أقوم أمشي , أصل مش متعوده أقعد لوحدي .
-وليه قاعده لوحدك ؟
-صحابي في الجونه بيحضروا weeding party هناك .
تسائل بفضول :
-وليه أنتِ مش معاهم ؟
-عندي شغل مهم ومقدرش أسافر .
-وياترى بتشتغلي ايه ؟
ردت بابتسامه :
-Weeding planner ” مصممة حفلات زفاف ” .
رفع حاجبيهِ مندهشًا وهو يردد :
-Wow واضح أنك شاطره .
ضحكت بخفه وهي تسأله :
-تحب تشوف شغلي ؟
رد بترحاب :
-طبعًا ياريت , بس قبلاً أعرف أسمك !
ابتسمت بحرج وهي تمد يدها له :
-آه , sorry نسيت أعرفك بنفسي , ديانا محفوظ .
التقطت كفها بترحاب وهو يعرف عن نفسه :
-صالح الزيني .
“صالح الزيني ” الذي ترك فتاه وبعد ثانيتان ارتبط بفتاه أخرى !!
………………….
استمعت لصوت صرير عجلات سيارته بالخارج لتدرك أنه قد عاد , ركضت للمطبخ لتجلب الطبق الذي احتفظت بهِ من أجله وعادت سريعًا تفتح باب شقتها لتستقبله وقد كان بالفعل قد صعد الدرجات القليله التي تسبق باب شقتها ..
أنتبه لفتح الباب وأبصرها واقفه بابتسامتها التي تزيد من دقات قلبه دون مجهود , وتلقائي ابتسم لها وأسرع في صعود الدرجتان الفاصلتان بينهما حتى أصبح أمامها فقال وهو ينظر لساعته :
-الساعه تسعه , تسعه و3 دقايق كنتِ هتلاقي تليفونك بيرن برقمي .
ضحكت بخفه وهي تقول :
-بتلحق نفسك ها , عشان مكلمتنيش من الصبح .
ابتلع ريقه بتوتر مصطنع وهو يقول :
-هو يعني العمر بعزقه !
أشاحت بوجهها للجانب لتخبئ ضحكتها ثم عادت بنظرها له وتسائلت وهي تضيق عيناها :
-قولي مش شامم ريحة حاجه حلوه ؟
أرجع رأسه للوراء قليلاً يتصنع الإشتمام جيدًا ثم عاد بنظره لها وقال بابتسامه عابثه ونظرات أصابتها بالإرتباك :
-شامم ريحة ياسمين تهبل .
تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تخفض وجهها لأسفل :
-صالح وبعدين بقى , أنا لسه متعودتش على طريقتك دي وبتكسفني .
ابتسم بمشاعر صادقه تغزوه تجاهها وقال راحمًا خجلها :
-هتتعودي متقلقيش , طب قوليلي ريحة ايه ؟
رفعت نظرها له بملامح منزعجه وسألته :
-أنت بجد مش شامم خالص ؟
قطب حاجبيهِ وهو يشتم جيدًا حتى ابتسم باتساع وهو يقول :
-طب طلعي طبق المكرونه بالبشاميل الي ريحتها تجنن دي من ورا ضهرك .
ضحكت بسعاده وهي تُظهر له الطبق الذي نظر له وهو يقول :
-يخرابي على الجمال , هو في كده !
سألته بابتسامه عابثه :
-عجبتك ؟
نظر لها وهو يقول :
-هي مين ؟
نظرت له باستغراب وقالت :
-المكرونه
-مكرونة ايه أنا بتكلم على الإيد الناعمه الي بتلمع دي .
شهقت بتفاجئ وخجل من حديثه لتصدم الطبق بصدره وهي تردد :
-امسك يا صالح واطلع يلا أنا الي غلطانه أنا واقفه معاك .
التقطه منها وضحكاته تجلجل بشده على مظهر وجهها وحديثها حتى أنه لم يستطع أن ينطق .
جذبت الباب لتغلقه لكنها فتحته مره أخرى وهي تنظر له مغمغه :
-وقح .
وأغلقته في وجهه , لتزيد ضحكاته وهو يتجه للأعلى ليصطدم فجأه بجسد قصير لحد ما , توقف ينظر لمن اصطدم بهِ ليجدها ” رندا ” تنظر لضحكاته والطبق الذي بين يده برفعة حاجب ونظره ماكره .
-رندا بتعملي ايه هنا ؟
تساءل بها بعدما تحكم في ضحكاته , فردت ” رندا ” بهدوء :
-جيت اشوف طنط جيجي بقالي كتير مشوفتهاش .
نظر لها بغموض وهو يقول :
-كويس , هتروحي ؟
-ايوه ..
نظرت للطبق ثم سألته بخبث :
-أنت جاي منين بالمكرونه دي ؟
نظر للطبق بتوتر طفيف فهو يعلم جيدًا مغزى سؤالها , وقبل أن يجيب استمع لها تكمل :
-وضحكتك كانت جايبه لفوق , خير إن شاء الله ؟!
رفع نظره لها وزفر بضيق وهو يرى نظراتها وقال:
-روحي يا رندا , وأنا هطلع ألحق المكرونه لأحسن تبرد .
ضحكت بشده وهي تنظر لتزمره وكادت تجيب لكنها استمعت لصوت آخر يقول :
-السلام عليكم .
ارتفع وجيب قلبها وتسارعت نبضاته وهي تستمع لصوته , لقد جاءت من الأساس وهي تتمنى رؤيته لكن أُحبطت حين وجدته بالخارج وها هي الآن تستمع لصوته الذي لا يفشل قلبها في التعرف عليهِ .
ابتسم ” صالح ” بهدوء وهو ينظر لتصنمها ثم نقل بصره لأخيهِ وهو يقول :
-وعليكم السلام , حمد الله على السلامه يا علي .
رد ” علي ” بهدوء :
-الله يسلمك , ازيك يا رندا ؟
حسنًا عليها الإلتفات والإجابه أيضًا , سحبت نفس عميق قبل أن تستدير له بهدوء وابتسمت ما إن وقعت عيناها عليهِ وقالت :
-الحمد لله , ازيك أنت يا علي ؟
رد بهدوء كعادته :
-الحمد لله .
تنحنحت بتوتر حاولت مدراته وهي تقول :
-طيب عن إذنكوا .
وانسحبت بهدوء وهي تشعر بأن قلبها قد ارتاح واستكان أخيرًا بتلك اللحظات التي رأته فيها .
نظر له ” صالح ” ليجده ينظر لمكان خروجها فأصدر صفيرًا من فمه ينبهه حتى التفت له فقال بعبث :
-ما يلا يا عيلوه ولا هنقضي الليله على السلم !
اقترب منه واضعًا يده على كتفه وهو يصعد معه :
-يلا ياخويا بالطبق الي في أيدك ده , أنت بتشحت من ورايا ياض ؟
نظر له بجانب عيناه وهو يقول بهيام :
-أشحت ! طب ياريت الشحته كلها كده وأنا أشحت كل يوم .
-طب ماتجيب حته .
رد رافضًا :
-لا يا حبيبي ده مخصوص ليا , متقلقش هتلاقيها طلعت لأمك طبق ما أنت عارفهم كل يوم طباق نازله طالعه بينهم .
ضحك ” علي ” وهو يفتح باب الشقه ويقول :
-يبقي ألحق أدخل اقتحم المطبخ .
…………….
جلب طبق المعكرونه الآخر وجلس بجوار صالح في منتصف الصاله مستغلين غياب والدهم و دلوف والدتهم للصلاه .
-امممم , البت ياسمين بتعمل شوية مكرونه أجدع من بتاعت أمك .
نظر له صالح بضيق ولم يعلق , فوجه ” علي ” بصره له وهو يقول :
-مبتردش ليه ؟
رد باقتضاب :
-هرد أقول ايه ؟!
أومئ برأسه قبل أن يعاود الأكل , ومرت ثوانِ قبل أن يقول ” علي ” مُتسائلاً :
-طمني , بقيت عارف تتعامل مع ياسمين ؟ اتقبلتها ؟
نظر له بتفاجئ لسؤاله , ليبتسم ” علي ” بهدوء وهو يقول :
-أنا فاهم كل حاجه من أولها , وعارف أنك مكنتش متقبل وجود ياسمين في حياتك , كمان مكنتش عارف تتجاوز حبك ل رندا .
-حبي ل رندا !!!؟
أومئ بتأكيد وهو يُكمل موضحًا :
-أنا سمعت كلامك معاها بالصدفه قبل خطوبتك لياسمين .
وضع ” صالح ” الطبق الخاص بهِ على الطاوله والتف ل “علي ” باهتمام وهو يسأله :
-كلام أيه يا علي ؟
رجع علي بذاكرته للوراء وهو يتذكر تلك الليله التي استمع لها لحديث ” صالح ” مع رندا وهو يقول :
-عارفه يارندا , أنا بتمنى بجد أن عيالنا يكونوا قريبين لبعض وميبقاش بينهم أي مشاعر سلبيه , عارفه أنا مش مصدق أني في يوم هشوفك لابسه فستان أبيض ونقعد بقى في حوارات الفرح المزعجه دي , بس خدي بالك بدلتي أنتِ الي هتختاريها أنا بقولك من دلوقتِ أهو , واجي أنا بقى أخدك من الكوفيرا على القاعه و……
كان هذا آخر ما سمعه قبل أن يقرر الذهاب بعيدًا وقلبه ينزف ألمًا بعدم أدرك أن علاقة أخيهِ بها ليست صداقه كما يدعون , وأنه قد خسر حبــًا لم يقدر له الإعلان عن نفسهِ بالظهور حتى …

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلب مصاب بالحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى