رواية قلبه لا يبالي الفصل الخامس عشر 15 بقلم هدير نور
رواية قلبه لا يبالي الجزء الخامس عشر
رواية قلبه لا يبالي البارت الخامس عشر
رواية قلبه لا يبالي الحلقة الخامسة عشر
اغلقت داليدا الهاتف مع داغر و وضعته بجيبها الخلفي من ثم اخذت تنظر من خلال التلسكوب باهتمام لكنها زفرت بحنق عندما وجدت انها لا تسنطيع رؤية الخسوف بشكل جيد من موقعها هذا مما جعلها تتحرك بالتلسكوب متخذه عدة خطوات للامام و هي لا زالت تنظر من خلاله متناسيه تماماً السور الشبه منعدم الذي يفصل بينها و بين السقوط سوا خطوه واحده..و التي تحركتها داليدا فلم تشعر بنفسها الا وقدمها تنزلق من فوق السور لتندلع منها صرخه فازعه شقت سكون المكان من حولها و هي تسقط هاويه الي الاسفل نحو الارض التي كانت تبعد عن سطح القصر بمسافه ليست قصيره بالمره…
لم تشعر الا و هي تتشبث سريعاً
باحدي الاعمده الحديديه البارزه من سور السطح الخارجي ليصبح جسدها متعلق بالهواء..
تمسكت يديها بالعمود بقوه بينما تلهث بصوت مرتفع محاوله ادخال الهواء الي رئتيها التي انغلقت من شدة الذعر بينما الفزع و الخوف يسيطران عليها اخذت تصرخ باعلي صوت لديها طالبه المساعده لكنها كانت تعلم بطريقه يائسه بانه لن يسمعها احد فقد كان هذا الجزء الخلفي من القصر …
اخفضت عينيها ببطئ تنظر برعب الي الاسفل لتجد ان المسافه التي تفصلها عن الارض كبيره جداً لتعلم بانها اذا افلتت يدها و و سقطت للاسفل فلن تنجو…
انفجرت باكيه و قد ادركت انها لن تنجو شاعره بالم يكاد يحطم روحها الي شظايا فور تذكرها لداغر اخذت تهمس بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها داعيه الله ان تراه ولو للحظات قليله قبل موتها المحتم هذا..فقد كان الشخص الوحيد الذي يعنيها امره بهذه الحياه..فليس لديها احد اخر غيره يمكنها ان تحزن علي فراقه…
في ذات الوقت…
صعد داغر الي السطح بوجه مكفهر غاضب فقد عاد من العمل كل ما كان يرغبه فور وصوله للمنزل هو ان يأخذ داليدا بين ذراعيه و يستغرق بالنوم لمده لا تقل عن 12 ساعه متواصله علي الاقل فقد ارهقه العمل كثيراً
لكن ما ان وصل للمنزل لم يجد داليدا بأي مكان في جناحهم لذا قام بالاتصال بها علي الفور لتخبره بانها علي السطح وانها سوف تهبط للاسفل بعد قليل…
لكنه لم يستطع الانتظار و صعد علي الفور ليلحق بها فلن يستطع تركها بمفردها بهذا الوقت المتأخر في هذا المكان …
زفر بحنق بينما يصل الي باب السطح يفتحه و هو لا يمكنه فهم ما الذي تفعله تلك الحمقاء بمفردها هنا بمنتصف الليل..
دخل السطح اخذت تجول عينيه بارجاء المكان بحثاً عنها لكن كان المكان خالياً تماماً غمغم باحباط بينما يخرج هاتفه ليتصل بها مغمغماً بنفاذ صبر
=هنبدأ بقي نلعب يا داليدا….
سمع رنين هاتفها يأتي بمكان ما من السطح لذا اتبع الصوت و هو يظن انها تختبئ منه حتي وصل الي المكان الذي يطل علي الجهه الخلفيه للقصر
هتف ظناً انها لازالت تختبئ بمكاناً ما حتي تشاغبه
=اطلعي يا داليـ……….
لكن تجمدت باقي حروف جملته علي شفتيه عندما رأي التلسكوب الخاص بها ملقي بجانب حافة السور المنخفضه شعر بقلبه يهوى داخل صدره..بينما بدأت الارض تميد من تحت قدميه عندما بدأ عقله يترجم المشهد الذي امامه اقترب من السور بخطوات بطيئه يجر قدميه جراً كما لو كان مشلولاً حتي اصبح يقف امام الحافة يخفض عينيه التي اصبحت بلون الدماء الي الاسفل متوقعاً رؤية جسدها ملقي بالاسفل غارقاً في دماءه…
لكن بدلاً من ذلك رأي ما جعل قلبه يعاود النبض من جديد فقد كانت داليدا تتشبث بيديها بقطعه من الحديد لكن سرعان ما اختفت تلك الراحه ليحل محلها الخوف و الرعب بداخله عندما ادرك ان ذلك.العمود الحديدي لن يتحمل وزن جسدها كثيراً و انها معرضه للسقوط باي لحظه….
هتف بصعوبه اسمها بصوت مرتجف بينما ينبطح فوق الارض سريعاً علي بطنه ماداً يده نحوها…
رفعت داليدا وجهها الي اعلي عندما سمعت صوت داغر يهتف باسمها لتجده ينحني منبطحاً نحوها بينما يحاول مده يده اليها هزت رأسها و هي تعتقد انها تحلم من شدة يأسها لرؤيته قبل موتها سمعته يهتف بصوت متحشرج مختنق
=متخفيش يا حبيبتي…انا معاكي و همسكك..
انفجرت باكيه فور سماعها كلماته تلك وقد ادركت انه بالفعل معها و انها لا تتخيل هذا فقد كانت تشعر بالرعب بسبب يدها المرتجفه التي لن تتحمل الصمود كثيراً بهذا الوضع…
رأت داغر يمد يده اليها..لتحاول بصعوبه فك قبضة احدي يديها من فوق العمود الحديدي لكي تمدها نحو يده محاوله الامساك بها لكن عجزت عن الوصول اليها فقد كانت المسافه بعيده بين ايديهم…
عند هذا قامت داليدا بالتشهد بصوت مرتجف منخفض فقد ادركت انه لن يستطيع انقاذها و هي لن تستطع الصمود كثيراً خاصة و قد بدأ ارتجاف يزداد بقوه مرعبه عالمه بان مصيرها قد حدد…
سمعت داغر يهتف اسمها بيأس
=داليدا مدي ايدك اكتر ليا يا حبيبتي….متخفيش…
حاولت مد يدها نحوه مره اخري لكن فشلت محاولتها تلك ايضاً بدأت تشعر بيدها تنزلق لذا رفعت عينيها اليه متأمله وجهه قبل ان تهمس بصوت مرتجف باكي من بين شهقات بكائها بينما الدموع تغرق وجهها ناطقه بتلك الكلمه التي تكنها له منذ اكثر من سنه فلن تموت دون ان تخبره اياها
=داغر انا بحبك….بحبك اوي…..
لم تتغير تعبيرات وجهه الشاحب كما لو كان لم يسمعها حيث كان يبحث بعينيه من حوله كالمجنون عن شئ يمكنه انقذها به لذا همت ان تعيدها مره اخري عليه لكنها صرخت فازعه بدلاً من ذلك عندما رأته يتقدم بجسده المنبطح للامام اكثر حتي اصبح معظم جسده العلوي خارج السور متشبثاً بيده بالسور المنخفض بينما يده الاخري يمدها نحوها صرخت داليدا باكيه بهستريه و الخوف عليه يسيطر عليها
= داغر …لا.. ارجع…ارجع علشان خاطري……هتقع…
لكنه لم يستمع اليها ماداً يده نحوها اكثر هاتفاً بصوت مرتجف
=يلا يا حبيبتي حاولي علشان خاطري….يلا….
مدت يدها اليه بينما تحاول رفع جسدها بيدها الاخري المتشبثه بالعمود الحديدي لتنجح هذه المره بالامساك بيده الممدوده اليها…
قبضت يده علي يدها بقوه جاذباً اياها الي الاعلي بصعوبه حتي استطاع اخيراً برفعها للاعلي جذبها داغر نحوه بقوه عندما اصبح جسدها باكمله مرتفع للاعلي ليرتمي جسدها فوق جسده و يسقطوا للخلف سوياً علي ارضية السطح الصلبه افترش الارض جاذباً اياها فوق جسده يضمها اليها بقوه و هو يلهث محاولاً التقاط انفاسه التي كان يحبسها طوال الدقائق التي مرت لا يصدق بانها حيه و بين يديه للحظات فقد الامل في انقاذها عندما لم تستطع ان تصل الي يده..لكنه لن يستطع العيش بدونها فالموت بالنسبه اليه ارحم بكثير بان يعيش باقي حياته يتألم بدونها كان قلبه لا يزال يرتجف بين اضلعه بخوف لذا قام بضمها اليه بقوه اكبر دافناً وجهه بعنقها مستنشقاً بقوه رائحتها و الذعر و الخوف من فقدانها لا يزال يعصفان بداخله مرر يده بلهفه فوق ظهرها متلمساً اياها حتي يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمه و بين يديه لا يصدق بانه كاد ان يفقدها فعند تخيله لها ملقاه كجثه هامده بالاسفل كاد ان يفقد عقله شاعراً بخوف لم يشعر بمثله من قبل…
حاول التكلم و تهدئتها فقد كان جسدها يرتجف بقوه بينما شهقات بكائها تمزق السكون من حاولهم لكنه لم يستطع النطق بحرفاً واحداً فقد كان كالمشلول …
دفنت داليدا وجهها الباكي بعنقه هي الاخري بينما تحيطه بذراعيها تضمه بقوه اليها برغم احتضانه لها الشديد الذي قد يتسبب باختناقها الا انها شددت من احتضانها له و هي تبكي بشهقات تمزق القلب…
لكنها توقفت عن البكاء متجمده عندما شعرت بجسد داغر يهتز بقوه بين ذراعيها و مياه دافئه علي عنقها..لتدرك علي الفور بانه يبكي…
همست بصوت مرتجف بينما تحاول رفع وجهه عن عنقها
=داغر….
لكنه لم يستجب لها رافضاً رفع وجهه لها بينما جسده لايزال يرتجف اخذت تقبل رأسه ممرره يدها المرتعشه علي ذراعيه بحنان حتي شعرت به يهدئ…
ظل داغر ساكناً مكانه عدة لحظات بعد ان هدئ و هو لا يصدق بانه قد بكي حقاً بهذا الشكل فبحياته بأكملها لم يفعلها حتي بيوم وفاة والده برغم الالم الذي كان يشعر به وقتها…
انتفض واقفاً بصمت و هو لايزال يحمل جسدها المرتجف بين ذراعيه هابطاً بها للاسفل سريعاً كما لو كان هذا السطح مكاناً ملعون سوف يلاحقه….
!!!***!!!***!!!***!!!
فور دخولهم للجناح الخاص بهم انهار داغر ث مستلقياً علي الفراش وهو لا يزال يحملها بين ذراعيها لتصبح مستلقيه اسفل جسده الصلب ليسرع بضم جسدها اليه دافناً وجهه بعنقها و هو مغلق العينين و لازالت ضربات قلبه تعصف بداخله بجنون بينما هي الاخري كانت دافنه وجهها بكتفه متشبثه به محاوله الحصول علي اكبر قدر من الامان الذي يوفره ذراعيه التي تحاوطها بهذا الشكل..
بعد عدة دقائق..
كانوا لايزالون علي وضعهم السابق عندما رفع داغر رأسه اخيراً عن عنقها يتطلع الي وجهها بصمت عدة لحظات بعينيه المحتقنه قبل ان يمرر نظراته المتفحصه ببطئ فوق جسدها بحثاً عن اي ضرر فد اصابها ..اهتز جسده بعنف فور ان وقعت عينيه علي يدها المتورمه الحمراء..الملتهبه من تمسكها بالعمود الحديدي مده طويله مما جعله يتذكر مشهد جسدها الذي كان متعلقاً بالهواء و الذي سيجد صعوبه بنسيانه طول حياته مرافقاً اياه شعوره بالخوف و الذعر الذي شعر بهم وقتها… داليدا و جسدها معلق بالهواء..
رفع يدها الي فمه مقبلاً اياها قبلات عديده و عندما انطلقت من بين شفتيها انة الم خفف من حدة قبلاته عليها لتصبح كلمسة الريشة مقبلاً كل انشاً من راحة يدها..
ارتفعت قبلاته من يدها لتشمل ذراعها وكتفها حتي وصل الي عنقها الذي دفن وجهه به يمرر شفتيه فوق جلدها الناعم بشغف همست داليدا بصوت منخفض و قد بدأ جسدها يستجيب لقبلاته تلك
=داغر …
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما دفن وجهه بعنقها و قبلها بحنان عليه من ثم ارتفع مره اخري ممرراً شفتيه برقه علي وجهها موزعاً القبلات عليه كما لو كان يمجد كل انشاً منه..مقبلاً بحراره عينيها و وجنتيها حتي اخفض رأسه اخيراً متناولاً شفتيها في قبله حاره يبث بها خوفه الذي لا يزال يعصف به و حاجته اليها التى تعذبه…
و سرعان ما تبدل خوفه داليدا الي مشاعر اخري تسري بسائر انحاء جسدها مما جعلها ترتجف بقوة بين ذراعيه..
زاد من تملكه حارق و قد تحول خوفه عليها الي حاجه ملحه تكاد ان تقتله…
عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به ظل يقبلها بشغف و الحاح تي سقطوا اخيراً في عالمهم الخاص الذي لا بوجد سواهم به….
بعد مرور بعض الوقت..
كان داغر مستلقياً علي جانبه يضم جسد داليدا بين ذراعيه بينما يحاول تنظيم انفاسه اللاهثه لا يصدق انه اخيراً حصل عليها جاعلاً منها زوجته بكل ما تعني الكلمه من معني..
انحني مقبلاً رأسها المدفون في صدره بينما يده تمر علي طول ظهرها بحنان..
بينما كانت هي تدفن وجهها بصدره تحاول اخفاء الدموع التي تملئ عينيها و اخماد نار العذاب التي تشتعل بصدرها…شاعره بانها محطمه..منهكه..مشوشه كلياً كما لو قلبها قد انكمش بداخلها و مات…
لا تصدق انها استسلمت له بتلك السهوله فماذا سيظن بها الان.. و كيف سمحت لهذا بان يحدث..كيف امكنها نسيان انه متزوج من امرأه اخري يحبها بل يعشقها فبرغم معاملته لنورا السيئه الا انها تعلم ان سبب هذا شئ قد فعلته و جرحته به لكنه بالنهايه سوف يكون لها هي…
فبأستسلامها له قد اكدت كلماته و رأيه السابق بها بانها ليست سوا امرأه رخيصه باعت نفسها من اجل المال و الان فرطت في جسدها و شرفها دون خجل…بالطبع سيلقيها خارج حياته كما لو كانت قمامه شئ ملوث..
خرج نشيج متألم من بين شفتيها بينما تنفجر في البكاء الذي لم تعد تستطع السيطره عليه اكثر من ذلك..
تجمدت يد داغر التي كانت يمررها بحنان علي ظهرها فور سماعه لها تبكي بهذا الشكل ادارها بين ذراعيه لتواجهه قائلاً بلهفه فور رؤيته لوجهها الشاحب و الدموع التي تغرق وجهها و الرعب يتصاعد بداخله بان يكون قد اذاها او ألمها
=داليدا بتعيطي ليه…
ليكمل بلهفه و هو يبتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه عندما لم تجيبه دافنه وجهها بالوساده بينما شهقات بكائها تزداد بقوه
=في حاجه بتوجعك…اكلم الدكتور…
هزت داليدا رأسها هامسه بصوت مختنق من بين شهقات بكائها
=مفيش حاجه بتوجعني….
زفر داغر براحه محيطاً وجهها بيديه مغمغماً بحنان
=طيب بتعيطي ليه فاهميني..
ليكمل بصوت مختنق فور ادراكه الامر
=انتي ندمانه علي اللي حصل بنا…؟!
لم تجيبه بينما اخذ بكائها يزداد حتي احمر وجهها بشده
غمغم بتصميم و ذلك الشعور المميت يسيطر علي قلبه
=ندمانه…؟!
اجابته اخيراً بصوت مكتوم باكي و القهر ينبثق منه…
=طبعاً ندمانه…
لتكمل بصوت مرتجف ممزق من شدة الالم الذي يعصف بقلبها
=انا كده اثبتلك فعلاً اني رخيصه زي ما انت كنت فاكر…واحده استسلمت لواحد و هي عارفه كويس انه متجوزها بس علشان يغيظ بها واحده تانيه هو بيحبها…واحده تانيه اول ما خطيبها سابها جري و اتجوزها حتي لو كنت بتعاملها وحش فانت بتحبها بس كرامتك هي اللي مجـروحه……..
لم تستطع انهاء باقي جملتها حيث ازداد بكائها و شهقات بكائها تتتعالي بقوه بينما الضغط الذي قبض علي صدرها يهدد بسحق قلبها من شدة الالم الذي يعصف به…
غمغم داغر بصوت متألم وهو لا يستطيع رؤيتها بحالتها تلك
=داليدا بصيلي…..
لكنها رفضت مغلقه عينيها اكثر بينما تنسكب منها الدموع مغرقه وجهها
زفر بضيق قائلاً بيأس و هو يدير وجهها اليه بتصميم
=اهدي يا حبيبتي و بصيلي…
فتحت عينيها ببطئ تتطلع نحوه بالم و حسره مما جعله يحبس انفاسه من الالم الذي عصف به
احاط وجهها بيديه قائلاً بصوت اجش من اثر العاطفه التي تثور به ممسكاً بيدها واضعاً اياها بلطف فوق صدره موضع قلبه
=داليدا انتي هنا مراتي…و عمري ما فكرت انك رخيصه زي ما بتقولي…………
ليكمل ضاغطاً يدها بقوه علي صدره
=انتي غاليه عندي…و غاليه عندي اكتر ما ممكن تتخيلي….
اتسعت عينين داليدا بالصدمه فور سماعها كلماته تلك لا تصدق بانها تسمع تلك الكلمات تخرج من فم داغر…قربها منه اكثر هامساً بصوت اجش محمل بالعاطفه
=داليدا انتي مراتي اللي عايز اكمل معها عمري الجاي كله…..
حاولت داليدا التراجع للخلف ساحبه يدها من فوق صدره بينما تلهث بصدمه و قد اهتز جسدها بقوه كما لو صاعقه ضربته فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف ضعيف
=طيب ونورا ..انت بتحبها…
قاطعها داغر علي الفور بحده
=انا عمري ما حبيت نورا و لا عمري هحبها….
ليكمل بينما يعيد يدها فوق صدره حتي تشعر بضربات قلبه المتسارعه بجنون..
=المفروض كنت تفهمي ده لوحدك من ضعفي ناحيتك…من خوفي عليكي النهارده…..
همس بصوت معذب بينما بدأ جسده بالارتجاف
=داليدا انتي لو كان حصلك حاجه النهارده…انا مكنتش هقدر اكمل………
تحشرج صوته بالنهايه
بالدموع الحبيسه و قد عاد اليه الخوف فور ان تذكر مظهرها المعلق بذلك العمود اسرع بدفن وجهه بعنقها بينما اخذت دقات قلب داليدا تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شدتها همست بصوت ضعيف
=بس انت اتجوزتها بعد ما سابت خطيبها باسبوع واحد
رفع رأسه عن عنقها محيطاً وجهها بين يديه يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها قائلاً بصوت صارم
=جوازي من نورا كان له سبب هيجي يوم و لازم تعرفيه و وقتها هعرفك كل حاجه… بس مش دلوقتي…
من ثم اخفض رأسه طابعاً قبلة ذقنها ضاغطاً عليه بخفه قبل ان يهمس بصوت اجش من قوة المشاعر التى تعصف به
=دلوقتي هنبدأ حياتنا…مفيش غير داغر و داليدا بس…
ليكمل بعاطفه جياشه وهو يمرر شفتيته علي خدها مقبلاً اياه بخفه محاولاً اضحكها
=شعلتي…العضاضه
نجحت كلماته بالفعل في اضحاكها حيث اشرق وجهها بابتسامه واسعه همست بخجل بينما تحيط خصره بذراعيها
=ما انت كمان عضاض…..
انطلقت منه ضحكه منخفضه هامساً بالقرب من اذنها بينما يقضم بخفه شحمة اذنها باغراء مثير..
=اعمل ايه ما انتي اللي حلوة….
اشتعل وجهها بحمرة الخجل لكن سرعان ما شحب من جديد فور تذكرها لتلسكوب والدتها غمغم داغر بقلق فور ملاحظته شحوب وجهها هذا
=مالك يا حبيبتي في ايه…؟!
همست بصوت منخفض مرتجف
=التلسكوب بتاع ماما……
زفر داغر ببطئ علي رقة قلبها المتعلق بكل شئ كان ملكاً في يوم لوالدتها المتوفيه
=متخفيش موقعش انا شايفه كان جنب السور….
اطلقت داليدا صراح الانفاس التي كانت تحبسها فور سماعها كلماته تلك اومأت برأسها مغمغمه براحه
=بكره الصبح هبقي اطلع اجيبه
قاطعها داغر علي الفور هاتفاً بقسوه و قد احتدت عينيه بالغضب
=انسي ان رجلك هتخطي السطح ده تاني….
ليكمل بحده و تصيمم
=هبقي اخلي زكي يطلع يجبهولك…و كمان هخليهم يعلو سور السطح الغبي ده..انا مش فاهم ازاي مفكرتش في انه لازم يترفع قبل كده…
همست داليدا بصوت مختنق فور تذكرها لذاك السور ليعاودها الشعور بالخوف من جديد شددت من ذراعيها حول خصر داغر تضم جسدها اليه بحثاً عن الاطمئنان
=عارف انا عمري ما حسيت بالخوف و الرعب في حياتي قد ما حسيت النهارده انا كنت فاكره اني خلاص هقع و همو……
قاطعها علي الفور و اضعاً يده فوق فمها مغطياً اياه قائلاً بحده بصوت مرتجف
=اياكي تكمليها…..
ليكمل بذات النبره المعذبه و صور تلك اللاحظات المرعبه تتقافز امام عينيه
=انسي…و خاليكي فاكره دايماً اني مش هسمح لأي حاجه تأذيكي………
ليكمل بصوت مرتجف سانداً جبهته فوق جبهتها متشرباً انفاسها الحاره بشغف
=بس اوعديني…انك مش هتعرضي نفسك للخطر تاني….. وقبل ما تخدي خطوه لازم تفكري فيها كويس..
اجابته داليدا بصوت منخفض لاهث
=اوعدك….
اخفض رأسه مقبلاً عنقها مشدداً من ذراعيه حاولها كما لو كان يرغب بضمها حتى تصبح بداخل صدره
رفع رأسه متناولاً شفتيها في قبله حاره من ثم تركها حتي لا يرهقها
استلقي علي ظهره جاذباً اياها معه حتي اصبحت مستلقيه فوق صدره ضامماً اياها اليه بقوه غمغم بينما يقبل رأسها المندس بعنقه
=تصبحي علي خير يا حبيبتي…
اجابته داليدا بصوت منخفض طابعه قبله خفيفه علي جانب عنقه
=و انت من اهله…
ثم اغمضت عينيها وعلي وجهها ترتسم الراحه و الهدوء…
في وقت لاحق….
انتفض داغر مستيقظاً عندما سمع صرخة داليدا المختنقه التف اليها بلهفه ليجدها لازالت نائمه بينما تصرخ بفزع و وجهها شاحب يلتمع بالعرق ليدرك انها تعاني من حلم مزعج هز ذراعها علي الفور هاتفاً اسمها بلهفه ظلت عدة ثواني لا تستجيب له…حتي استيقظت اخيراً…
كانت عينيها متسعه بالذعر بينما صدرها يعلو ويهبط بجنون تكافح لالتقاط انفاسها كما لو كانت لا تستطيع التنفس….همست بصوت مرتعش بكلمات غير مترابطه
=السطح…السور…
جذبها داغر علي الفور بين ذراعيه محتضناً اياها هامساً باذنها بصوت اجش
=اهدي يا حبيبتي انا معاكي..
من ثم اخذ يربت علي ظهرها بيده بحنان محاولاً تهدئتها بينما يهمس لها بكلمات مهدئه
تشبثت يدي داليدا بظهره تشد جسدها اليه و الخوف لا يزال يسيطر عليها فقد كانت تحلم بانها معلقه بذاك العمود مره اخري و عندما حاول داغر انقاذها سقط الي الاسفل لكن الاسفل هذا لم يكن الارض الصلبه لحديقة القصر بلا كانت اخاديد من النيران المشتعله….
دفنت وجهها بصدره تضمه اليها بقوه و بعد ان هدئت حاول داغر النهوض ليصنع شئ دافئ تشربه لكي يهدئها لكنها رفضت تركه متشبثه به بقوه اكبر مما جعله يضطر للاستلقاء علي الفراش مره اخري وهي بين ذراعيه اخذ يمرر يده من شعرها الي اسفل ظهرها بينما يقبل رأسها قبلات متتاليه حنونه هامساً لها بكلمات مهدئه حتي غرقت مره اخري بالنوم بين ذراعيه…
!!!***!!!***!!!***!!!
بعد مرور ثلاثة ايام….
كانت داليدا مستلقيه علي الاريكه بين ذراعي داغر الذي كان يقبل عنقها بحنان و شغف…
فكان من المفترض بهم ان يجلسوا و يشاهدوا فيلماً سوياً لكن كان لداغر رأي اخر كالعاده…
جذب داغر الغطاء الموضوع علي ظهر الاريكه واضعاً اياه علي جسديهما بينما يجذب جسد داليدا اليه…
لكنها رفضت و حاولت النهوض لارتداء ملابسها لكنه منعها قائلاً بمرح
=مالوش لزوم تتعبي نفسك…
هتفت داليدا بينما تتصنع الغضب
=متستعبطش..بعدين احنا بقالنا اكتر من ٣ ايام قافلين علينا الجناح و مبنخرجش منه خالص حتي الاكل بيجيلنا لحد هنا زمانهم بيقولوا علينا ايه دلوقتي….
اجابها داغر بينما يقبل اعلي كتفها بشغف
= يقولوا اللي يقولوه انا ما صدقت انك وقعتي تحت ايديا….
مررت يدها علي صدره باستفزاز و اغراء و قد ارتسمت ابتسامه مستفزه علي وجهها عندما رأته يحبس انفاسه باستجابه حتي وصلت يدها الي بطنه التي قامت بدغدغتها و هي تضحك بمرح لكن اختفت ضحكتها تلك عندما وجدته غير متأثراً بدغدغتها تلك راسماً علي وجهه قناع جامد هتفت باحباط و هي تزيد من دغدغتها له موزعه اياها بانحاء بطنه الممتلئه بالعضلات الصلبه
=مبتضحكش ليه.. انت مبتغرش..
هز داغر رأسه بالنفي مبعداً يدها قائلاً
=لا مبغرش….
ليكمل بينما ترتسم نظره شريره مشاكسه بعينيه يضع يده علي بطنها مدغدغاً اياها بيديه برفق في بادئ الامر
= مانشوف انتي بقي….
من ثم ازدادت قوه دغدعته لها مما جعلها تنتفض بين يديه ضاحكه بقوه وهي تتلوي بين ذراعيه محاوله الافلات منه.. ارتسمت علي وجهه ابتسامه مشرقه و هو يراقبها بسعاده تضحك بهذا الشكل اخذت تحاول دفع يده بعيداً صارخه من بين ضحكاتها
=خلاص يا داغر…خلاص علشان خاطري مش قادره….
توقف عندما احتقن وجهها بشده ضامماً اياها اليه مناحاً اياها الفرصه لتلتقط انفاسها المتلاحقه
ابتعدت عنه فور ان هدئت و انتظمت انفاسها غمغمت بينما تنحني و تلتقط جهاز تحكم التلفاز من الطاوله التي امام الاريكه المستلقيان عليها…
=نتفرج بقي علي التفلزيون…
لكنها اطلقت صرخه ضاحكه عندما قبض علي يدها الممسكة بجهاز التحكم بينما رأسه مدفون بعنقها
=مفيش تلفزيون …خليكى معايا..
ضربته داليدا بصدره مبعده راسه عن عنقها موليه اياه ظهرها ليصبح مستنداً الي صدره الصلب هاتفه بغضب مصطنع
=لا هتفرج علي التلفزيون…و انت كمان هتتفرج…
ثم اخذت تقلب بالتلفاز حتي عثرت بالصدفه علي كرتون غامبول هتفت بفرحه كالاطفال
=غاااامبول….
صاح داغر بصدمه بينما ينهض مستنداً علي مرفقه حتي يستطع النظر اليها
=غامبول ايه….؟!!
ليكمل بينما يتابع بدهشه وجهها المشرق بالفرحه والسعاده و هي تتابع باعين تلتمع بالغشف الكرتون الذي علي التلفاز
=ايه الهبل ده انتي عيله صغيره يا داليدا….؟!
اجابته بينما تستدير اليه تتمتم باغاظه و هي تخرج لسانها اليه بمشاكسه
=اها انا عيله صغيره عند الكرتون و هتلاقيني بقي عندي 3 سنين..
ادخلت لسانها داخل فمها سريعاً عندما حاول القبض عليه باصابعه و هو يضحك لتكمل بحده وعينيها تلتمع بالغضب
=عجبك ولا مش عجبك يا سي داغر
زفر داغر باستسلام وهو يستلقي مره اخري علي الاريكه بينما يحاول كتم ضحكته جاذباً اياها نحوه مقبلاً خدها هامساً باذنها بصوت اجش مثير
=عجبني….طبعاً..
تنهدت داليدا بينما تقترب منه لتصبح مستنده الي صدره محتضنه ذراعه الذي يحيطها الي قلبها طابعه قبله حنونه علي يده
ظلوا علي وضعهم هذا اكثر من ساعه حتي انتهي كرنون غامبول ادار داغر نحوه علي الفور قائلاً
=كده انتي خدتي حقك و اتفرجتي علي الكرتون بتاعك..اخد حقي انا بقي….
احني رأسه متناولاً شفتيها في قبله عميقه سريعه لكنها ارجعت راسها للخلف متمته بخبث محاوله استفزازه
=داغر انا جعانة….
اجابها بينما يقرب وجهه منها مره اخري و عينيه مسلطه بجوع علي شفتيها فبرغم انه امضي الثلاثه الايام الماضيه يحاول اشباع جوعه لها الا انه رغم ذلك لم تهدأ رغبته بها بلا علي العكس قد ازدادت اضعاف مضاعفه
=طيب ما انا كمان جعان…
اسرعت بوضع يدها علي شفتيه مانعه اياه من تقبيلها مره اخري هاتفه بضحك
=لا انا مش قصدي قلة الادب اللي في دماغك دايماً دي..انا جعانه بحد..
ضيق داغر عينيه و هو بتفحص وجهها الكاذب
=كدابه…احنا لسه واكلين مبقالناش ساعه…
ليكمل و هو يتصنع الجديه محاولاً اغاظتها و اثارة غضبها
=حتي انتي كلتي الاكل كله…وانا ملحقتش اكل حاجه …
ضربته داليدا في كتفه بيدها بخفه هاتفه بصدمه
=انت بتعد عليا الاكل يا سي داغر…..
انفجر داغر ضاحكاً فور سماعه كلماتها تلك قبل جانب فكها قاپلاً
=بالهنا والشفا يا حبيبي….انا بهزر معاكي…
ليكمل عندما ظل وجهها متجهم بغضب
=خلاص بقي يا ديدا متزعليش…
كتفت ذراعيها فوق صدرها محاوله السيطره علي الابتسامه التي ترتجف بها شفتيها عند سماعها اسم تدليلها يصدر منه فلأول مره من بعد وفاة والدتها احد يقوم بتدليلها هكذا..
صرخت ضاحكه عندما اخفض يده علي بطنها ببطئ يهم بدغدغتها
=خلاص…خلاص مش زعلانه
غمغم داغر ضاحكاً
=كده انا عرفت نقطة ضعفك
ليكمل بينما يخفض رأسه يقبلها برفق
=هطلب من صافيه تجبلنا الاكل هنا….بس الاول اشبع جوعي…
من ثم عمق لتغرق معه في بحر شغفهم الذي اكتشفوه معاً حديثاً…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلبه لا يبالي)