روايات

رواية قطة في وادي الذئاب الفصل الرابع 4 بقلم إسراء عبد القادر

رواية قطة في وادي الذئاب الفصل الرابع 4 بقلم إسراء عبد القادر

رواية قطة في وادي الذئاب الجزء الرابع

رواية قطة في وادي الذئاب البارت الرابع

قطة في وادي الذئاب
قطة في وادي الذئاب

رواية قطة في وادي الذئاب الحلقة الرابعة

يقطع الرومانسى و سنينه بقى مشهد واحد ياخد معايا خمس ساعات! ، اخرنى لحد ما كنت هتشل😅

((مع الزواج تتخذ الأنثى عن والدها أمانا بديلا يتمثل فى كنف زوجها ، فهل يستحق هذه المكانة ام تجد نفسها هوت ببئر الأخطار؟!))

كان أشرف يجلس على الطاولة و هو يتصفح على هاتفه و يراسل هيدى على الجانب الآخر عن طريق أحد التطبيقات حيث كتبت له:
_ اى الأخبار عندك؟
_ خلاص الفرح بعد بكرة ، هسافر تانى يوم علطول
_ و اشمعنا تانى يوم؟ ، ما تيجى من يوم الفرح على القاهرة علطول
ضغطت بها و علامات التبرم و النزق بادية على وجهها بينما يكتب هو:
_ ماعرفش والله ، لسة هحاول اشوف الموضوع ده
و حينما كان ينتظر ردها فوجئ بدخول ناصر للغرفة و هو يلقى التحية بوقار ، ليغلق الهاتف ثم يرمق ناصر بابتسامة و هو يجيب السلام باختصار ، اقترب ناصر حتى جلس على الأريكة بجانبه ثم ربت على فخذه قائلا بود:
_ مبروك يا ولدى ، و الله و بجيت عريس!
بادله بابتسامة مجاملة و هو يقول:
_ الله يبارك فيك يا عمى
ثم حمحم مردفا بتهذيب:
_ كنت عايز استأذن يا عمى ، اخد زينة يوم الفرح ، لأن هناك فى شغل متلتل عايز اللى ينجزه
أدار ناصر رأسه نصف دورة نحو أشرف و قد سلط كل تركيزه عليه ، حيث يتحدث بتعجب:
_ و فرج إيه اول يوم من تانى يوم يا ولدى؟ ، أهو حتى تكون ارتاحت انت و عروستك من يوم الزفة ، و تانى يوم من النجمة تاخدها و تروحوا
اماء برأسه بهدوء يحمل الحنق بثناياه و قد استشعر الغباء الحقيقى بسؤاله ، بينما اكمل ناصر بحكمة:
_ جاسم ما هيكونش عنده مشكله ف مرواحكم يوم الزفة ، بس كلام الناس كتير يا ولدى
ضيق حدقتيه بعدم فهم و قد سلط بصره مطولا على ناصر الذى استرسل يقول:
_ لو سافرتوا جبل ما الدخلة تتم ، هيكتر الكلام العفش حولين زينة ، و هى بت مرباية و مافيهاش حاجة ، عشان أكده جاسم جال يتجى شر الشبهة
جحظت عيناه و انفغر فاهه بعدما استمع إلى كلمات ناصر و التى بات مغزاها واضح اجدا حيث قال فى نفسه بقلق و استنكار:
_ يبقى عشان كدة متمسكين بالزفة؟ ، يا نهار أزرق هقول اى انا لهيدى دلوقتى؟ ، يعنى كدة انا لابس لابس!
ثم أغمض عينيه بنفاذ صبر و قد عرف جيدا ما سيحصل بعد يومين من عادة ظنها مدفونة و ردمها مرور الزمن ، و لكن على العكس تماما ، سيضطر الآن إلى المساس بها بعدما ظن أنه سيتخلص منها قريبا دون ان يقرب شعرة بها!

انتهى كل شئ بمجرد نطقه لكلمة (قبلت زواجها) ، و التى ستعد بمثابة قبر الذى ستدفن فيه إلى أجل غير معلوم بعد تخطيطه مع المدعوة هيدى للإيقاع بها فى شرك الخداع ، بعد الحصول على المراد من ورائها
صدحت الزغاريد بالمكان بعد إعلان انتهاء كتب الكتاب لتضع زينة يدها على قلبها الذى بات وجيبه يعلو و يهبط بعنف و كأنه غير موافق على ما سيحدث مستقبلا ، و لكنها أرجعت ذلك إلى الخوف خاصة بعدما عرفت بما سيتم بعد بضع ساعات و هى التى لم تكن على علم بذلك مسبقا! ، و ما يزيد الطين بلة هو كون الرجال جميعا فى الانتظار بالأسفل! ، تقليد أحمق مهين ينتهك حق العروس فى الاحتفاظ بخصوصيتها و عرضها أمام الملأ!
دلفت نجاة إلى الغرفة لتجد زينة التى وصل توترها إلى منتهاه باديا بوضوح و هى تعض على شفتها السفلى بالإضافة إلى أناملها التى تفركهم ببعض باضطراب ، اقتربت منها نجاة و ابتسامة السعادة على ثغرها متسعة حتى لامست أذنيها ، أمسكت بساعدى زينة التى رمقتها بابتسامة خافتة ثم أخذتها بين ذراعيها فى حضن امومى قائلة بسعادة منتفخة الاوداج:
_ أشرف عجد عليكى خلاص ، مبروك يا حبيبتى
قالت زينة ممتنة برقة:
_ شكرا يا نجاة
ابعدتها نجاة و قد استشعرت نبرة الخوف بحبالها الصوتية حيث تقول متسائلة بنبرة ثاقبة:
_ ماله صوتك يا زينة؟ ، فى حاجة ولا اى؟
ازدردت زينة ريقها ببطء و هى تجهل ما تقول بموقف كهذا بينما تفهمها نجاة من مجرد قراءة التعبيرات على معالمها حيث تقرص وجنتها بخفة و هى تقول مطمئنة إياها بحب:
_ ما تجلجيش يا زينة ، الموضوع بسيط جوى ، بس انتى خليكى هادية و هتبجى تمام
_ ازاى ما خافش و فى عيارين نار هيبجوا مستنيين تحت ، و يا أما يتطلجوا فى الهوا يا إما عليى؟
ربتت على وجنتها بباطن كفها مكملة بهدوء:
_ مافيش حاجة هتحصل واصل ، و انتى خليكى هادية و الموضوع هيعدى بسرعة ، ماتخافيش
اماءت زينة برأسها ثم سرعان ما استطردت تغير مجرى الحديث و كأنها تذكرت توا:
_ نجاة
_ نعم يا جلب نجاة
تحركت زينة عن مكانها متجهة إلى السرير الذى أخرجت شطر صورة فارس من أسفل وسادته ، نظرت نحوها نجاة مطولا محاولة اكتشاف ما تود فعله حيث اقتربت منها ثم مدت بالصورة إليها هامسة:
_ كنت جلتلك جبل سابج انى هنسى فارس و أفكر فى أشرف جوزى ، بس زى ما بعدته عن راسى ما عرفتش أخلص من صورته
ثم أمسكت بيد نجاة و وضعت الصورة بها قائلة برجاء:
_ خبى الصورة معاكى يا نجاة ، و بلاش ترميها عشان دى آخر حاجة من ريحة المرحوم ، هتعملى اكده ولا لا؟!
أمسكت نجاة بالصورة ثم رمقت زينة بحنو و هى تقول موافقة:
_ هشيلها معايا ، ما تعوليش هم يا حبيبتى
عادت زينة تحتضنها و هى تتمتم بنبرة ممتنة:
_ تسلمى يا نجاة

و ها قد حان موعد الزفة حيث ينتظر أشرف عند نهاية السلم بينما يأتى قاسم و بيده ابنته المختبئة خلف وشاحها الأبيض كى لا تكون بمتناول الأنظار ، اقتربا منه حتى وصلا الدرجة الأخيرة من درجات السلم حيث يسلم قاسم ابنته لأشرف و هو يتمتم بابتهال:
_ ربنا يوفجكم و يكرمكم بالذرية الصالحة
بادله أشرف الابتسامة ثم تأبط بذراع زينة التى لم ير طرفا منها حتى الآن ، فقط كل ما يعلمه فتاة قصيرة نحيلة بعض الشئ ترتجف يدها الممسكة بذراعه بينما تخفض رأسها خجلا كعادة اقرانها من الصغيرات ، ظل يمشى بها متجها الى الغرفة التى ستشهد ليلتهما الأولى ، و هى تنصاع لاتجاهاته كالشاة المتجهة إلى المدبح مع الجزار!
دلفا إلى الغرفة لتقترب زينة من السرير و تجلس عليها و هى تضع يدها على قلبها الذى تضاعفت دقاته برعونة ، تشعر بأنه يكاد يختلج من مكانه من شدة الارتباك ، أغلق أشرف الباب و هو يزفر بضيق و قد بقيت مهمته الأصعب فى هذه الجولة ، حيث يستدير ببطء ليجدها على حالها دون ان ترفع وشاحها حتى! ، مسح وجهه و جبينه بنفاذ صبر ثم أخذ فى الاقتراب منها و قد بدأ يرسم تعبيرات الحب و الحنان بملامحه باحترافية شديدة ، ما أن وقف أمامها حتى أمسك بساعديها لتسرى رجفة بأطرافها استشعرها بلمساته ، و لكنه لم يرجع عما يجب القيام به حيث رفع الوشاح عن وجهها ببطء ليطالع وجهها الذى يراه للمرة الاولى ، عينين سوداوتين كعيون البقر بهيئتها ، شفتان مكتنزتان رغم صغر حجمهما ، وجنتان مخمليتان تزيدان وجهها الحنطية بشرته جمالا فوق جمال ، و بنظرة رجل طبيعى لا ينفى كونه افتتن بها منذ رآها حيث تصنم مكانه و هو يطالع هيئتها الهادئة مع نظراتها البريئة الخائفة ، لما وجدت نظراته الثاقبة باتت مسلطة عليها بالكامل اخفضت رأسها أرضا ليمسك بذقنها ثم يرفعه قليلا حتى تتلاقى عيناهما مجددا ، و هنا دار ببال زينة كونه سيهدئ من روعها قليلا خاصة و هو يعرف عمرها الحقيقى! ، و لكن على عكس التنبؤات تجاوز بضعة خطوات و قد وجد انه لا جدوى من الانتظار و رصاصات النار تنتظر على أحر من الجمر ، خطف شفتيها بقبلة عنيفة باغتتها على حين غرة كما امتدت يداه حول خصرها مقربا إياها منه حتى صارت ملاصقة له ، اتسعت عيناها ذهولا و قد ازداد ارتياعها اضعافا لتحاول التملص من براثنه الحديدية او حتى شفتيه الصارمتين التى تألمت على اثرهما شفتيها ، ثم تدريجيا تحولت محاولتها إلى مقاومة ليبدى رد فعله على الجانب الآخر و الذى كان على هيئة ان يوقعها على السرير ثم ينقض عليها كذئب جائع اصطاد فريسته و لا يستطيع الصبر قبل التهامها! ، فلقد نسى هيدى و نسى أمر خطته الدنيئة و انهدمت حصونه أمام لمحة منها ، حتى فقدت حواسه القدرة على العمل تماما مع لحظة اتحادهما و ختم صك ملكيته عليها شرعا و عرفا
و بعد انتظار دام لفترة ليست بالقصيرة حتى دب الذعر بأوصال قاسم و نجاة و بالطبع حسنى الذى اصبح يرتقب نظرات الرجال الملتهمة حوله ، أخذت نجاة تناجى ربها فى خفوت و قد صور لها التشاؤم بأن هذه الليلة لن تمر مرور الكرام
اجفلت ما ان سمعت صوت صرير نافذة الغرفة يفتح بواسطة أشرف الذى ألقى إليهم ما كانوا بانتظاره منذ زمن ، لتبادر طلقات النيران فى الصدوح مع التهليل و صرخات الفرح التى انتشرت بالأجواء ، غير مكترثة إلى العبرات المنهمرة على وجه هذه القاصرة التى لا تستطيع إطلاق أنين الألم حتى! ، فقط شعرت باسدال الغطاء عليها من قبل أشرف ، لتغمض عينيها بقوة و هى غير قادرة على الاستدارة و النظر بعينيه بعدما فعل! ، تشعر بجرم الإهانة التى تعرضت لها! ، حيث و لأجل تقليد قديم لم يكلف نفسه لتهدئتها او التحدث معها ، و إنما بادر بالتنفيذ قبل ان يجد اقتحاما لحرمته! ، تعلم أنه كان مجبورا و لكن ما ذنبها هى؟!
بينما استلقى أشرف على الجانب الاخر من الفراش و هو ينظر الى الجهة الأخرى و الحنق صار باديا على وجهه حيث وجد كونه اصبح مخدرا بالكامل أمامها ، فلم يقم بوظيفة املته عليه خطة ، و إنما قام بذلك متلذذا و قد شعر بكونه شخصا آخر!

اراح ظهره على الوسادة بتعب و قد مر بيوم حافل بالأعمال الشاقة اليوم فضلا عن الفزع الذى اعتراه حتى وصل عرقه إلى منتهاه ، بينما جلست نجاة بجانبه ترمقه بغضب و هى تقول محتجة:
_ ليه ما سمحتليش ادخل اطمن على زينة؟
زم شفتيه بسخط و هو يقول متهكما:
_ باين عليكى اتهفيتى ف مخك يا مرة ، يعنى عايزة الراجل بعد ما دخل تكتمى على نفسه و تشوفى زينة؟! ، ما هى لو جرالها حاجة هيجول يا حزينة ، ولا انتى بتفولى عالبت؟!
هتفت بسرعة:
_ الشر برة و بعيد ، بس كان جصدى اطمن عليها دى لسة صغيرة و يمكن ما تستحملش!
نظر نحوها قائلا باستنكار:
_ مانتى اتجوزتى أصغر منها ، ما جاتش واحدة ليه تدخلك؟!
همت لتجيبه و لكنها قاطعها بالتجاهل التام حيث استدار إلى الجهة الأخرى قائلا بلهجة آمرة:
_ جفلى سيرة عالموضوع

تململت فى فراشها ببطء و هى تسحب أنفاسها بصعوبة بعدما صار بليلة الرعب هذه ، بينما خرج أشرف من المرحاض و هو يجفف شعر رأسه الذى تتساقط قطرات المياه منه بعدما خرج من المرحاض مغتسلا! ، اقترب منها و هو يتأمل ملامحها الحزينة و التى تتأوه كل منها بألم مضنى ، ما أن فتحت عيناها و عادت مراكز الانتباه خاصتها إلى العمل حتى وجدته يطالعها بتركيز لتفتح عينيها عن اخرهما بفزع و هى تعتدل ببطء بينما يهدئها قائلا بلهفة:
_ اهدى اهدى يا زينة ، ماتخافيش ارجوكى
توقفت إثر كلماته الحانية و هى تزفر بتعب ليبتدئ الكلام قائلا بلهجة مترددة:
_ سامحينى يا زينة على اللى حصل امبارح
رفعت بصرها إليه قاطبة حاجبيها بتساؤل بينما يكمل هو مبررا:
_ و الله انا اتصرفت بالسرعه دى بعد ما شوفتك عشان الناس اللى كانوا مستنيين تحت ، لكن صدقينى لو كان الموضوع ده ف مصر كنت اتصرفت معاكى بالطريقة اللى تستحقيها ، سامحينى
الحلف بالله هو من أشد ما يكون حيث يهتز مع الحلف به كذبا السبع سماوات و هو ما جعل زينة تصدق مبرراته حينما تقدمها لفظ الجلالة العظيم!
رمقته بنظرة راضية و هى تقول بهدوء:
_ خلاص مش مشكلة
و لكى يؤكد صدق مشاعره و كونه رقيقا بالفعل عكس ما رأت بالأمس ، طبع على رأسها قبلة حانية مضيفا البهارات الأخيرة التى ستضفى إلى وصفته مذاقا لذيذا ، و هو ما ظهر أثره حينما رمقته بنظرة دافئة و قد استشعرت بمعاملته الأولى الحنان الذى وجدته مع والدها بل و سيكون أكثر أيضا!

بعد مرور ثلاث ساعات ، كانت زينة تقف أمام السيارة استعدادا للرحيل ، بينما يقف خلفها أفراد أسرتها الصغيرة ، حيث أخذت تعانق كلا منهم و الألم يعتصر قلبها حتى أدماه ، تحتضنهم و قد عاد قلبها إلى الانقباض مرة أخرى ، خاصة بعدما ابتعدت عن ظل والدها الذى ألقى إلى مسمعها كلمات دعائه كى تكون دائما فى أمان ، دقت نواقيس الخطر بقلبها مع ركوبها السيارة و لكنها أرجعت ذلك إلى ألمها على فراقهم لا شيئ آخر ، حيث سيكون ملجأها الآن بعد والدها الرحيم ، ركبت السيارة و انطلق بها أشرف باتجاه القاهرة كالريح بينما تشعر هى بالغم و الألم قد اعتليا صدرها مع الاتجاه إلى هذا المكان الغريب ، غفت على مقعدها لبضع ساعات بينما بقى أشرف الذى كان يسترق إليها النظرات كل حين و آخر ، و كأنه يقسم أنه ما رأى جمالا بريئا بهذا الشكل أبدا! ، فكيف كان سيقاومها ليلة أمس؟!
فتحت عينيها ما ان داعبت أشعة الشمس رموشها الطويلة و قد باتوا فى مرحلة الظهيرة لتعتدل فى جلستها ثم تفرك رأسها بألم بينما يقول أشرف مبتسما:
_ صباح الخير
اجابته و هى تعدل مفصل رقبتها يمينا و يسارا:
_ صباح النور
ثم اردفت متسائلة:
_ هو باجى كد ايه على ما نوصل؟
اجابها ببساطة:
_ أقل من ساعة و نبقى هناك
اومات برأسها ثم عادت تشرد بالطريق حتى تجاوزت السيارة الصحراء و باتت تتنقل بين شوارع القاهرة ، لينغغر فاه زينة و تحدق فى ما حولها بتركيز و قد بدت ابتسامة سرور على وجهها حيث ستقضى بقية حياتها بمكان رائع كهذا ، تصميمات رائعة للمطاعم و المحلات و السيارات ذات العلامات الجيدة تملأ المكان إلى جانب الملابس المختلفة التى يرتدونها ، و ما أبرز ذهولها أكثر هو أن النساء يخرجن فى هذا المكان بكل سهولة على خلاف الباب المغلق عليها بإحكام فى منزلها الصعيدى ، شعرت بأن بهجتها وصلت عنان السماء بعدما تيقنت من كونها ستعيش فى مكان كهذا ، بينما لحظ أشرف انغماسهما مع الأشكال و الألوان حولها فوجد أن من الأفضل عدم مقاطعتها و هى ترى هذه الأشياء كرؤية المعالم الأثرية لا كونها أشياء عادية توجد بكل مكان
ما ان وصلت السيارة أمام فيلا فهمى محمد حتى قال أشرف:
_ خلاص وصلنا
التفتت نحوه دون كلام ثم فتحت باب السيارة و خرجت و كل ضلع بها يؤلمها بعد هذه الجلسة الاعتيادية التى استمرت لساعات متواصلة ، و لكنها سرعان ما نسيت آلامها و ماهيتها ما ان لحظت المكان حولها من جنائن خضراء و حمام سباحة كبير رأته فقط فى الأفلام إلى جانب المنزل الشاهق الاتساع الذى ما ان دلفته حتى ارتسمت معالم الانبهار بوجهها بينما يقول أشرف بحبور:
_ عجبك البيت؟
_ جوى جوى
قالتها و هى تحدق بالمصابيح الصفراء المعلقة بسقف الصالون بينما يقول أشرف:
_ أهو ده بقى هيبقى بيتك من هنا و رايح
أدارت بصرها نحوه ثم اردفت اخيرا بأولى كلماتها قائلة بود:
_ جصدك بيتنا
بادلها الابتسامة بحب و هو يمسك بيدها قائلا:
_ يالا على أوضة النوم تلاقيكى تعبانة
امتثلت لأمره و اتجها معا نحو غرفة النوم الخاصة بأشرف ، ما ان دلفت حتى صعقت من صدمة المفاجأة حيث لم تر يوما جناحا كهذا أبدا! ، بتصميمه الراقى و الأثاث المتميز المنتقى بعناية مع وجود تلفاز كبير و فراش يتسع لخمسة أشخاص ، كل هذا جعلها تشعر حقا بأنها فى جنة على الأرض حيث لم تر يوما مثل هذا ، أخرجها أشرف عن شرودها قائلا ببعض التوتر:
_ بصى ، خدى شاور و نامى ، و انا هروح اعمل حاجات فى الشركة و جاى ، اى حاجة تطلبيها الخدم تحت
_ طب استريح شوية!
_ معلش بقى الشغل مايستناش ، يالا باى
قالها و هو يتجه نحو الباب حيث يخرج مغلقا إياه خلفه تاركا إياها و هى تنظر إلى ما حولها بإعجاب حتى استغرقت نصف ساعة لتزيح بصرها عن الأثاث حولها و هى تتجه نحو حقيبتها مخرجة ملابس منها ، ثم تتجه نحو المرحاض الملحق بالغرفة و الذى جعلها تتوقف أيضا لتحاول فهم ما ترى حولها من جديد ، و كأنها التحقت بكوكب غير الكوكب الذى عاشت فيه!

_ بتقول عملت ايه؟
قالتها بعصبية و الانفعال بات باديا على قسماتها بينما اكمل أشرف بوجوم:
_ اللى حصل بقى ، هما كانوا مصرين أفضل يوم الدخلة عشان كدة ، و لو مكانش حصل كان زمانى انا اللى خدت الرصاصتين
تحدثت بعتاب و العبوس قد اكتسى وجهها:
_ انت عمرك ما قربت لواحدة من ساعة ما ارتبطنا ، و دلوقتى جاى تلمس دى؟!
قالتها باستنكار يعلوه التقزز و هى تشير بسبابتها نحو الفراغ بكبرياء ليقف أشرف عن مجلسه ثم يقول بغضب:
_ اعمل اى يعنى؟ ، ابعدين دى اللى بتتكلمى عنها تبقى مراتى ، يعنى بلاش تزوديها يا هيدى و إلا مش هحكيلك اى حاجة بعد كدة
شعرت بأن الخطر بات منها قريبا ، لتزفر زفرة طويلة خافتة ثم تقترب منه و تحاوط عنقه بكلتا يديها ثم تخطف قبلة سريعة من فمه قائلة بهمس:
_ الحق عليا انى بغير عليك يعنى؟
تحدث أشرف بقتامة:
_ للصبر حدود يا هيدى
عادت تلاصق جبهته بجبهتها قائلة بحب:
_ خلاص يا قلبى ما تزعلش منى
_ خلاص
ثم أبعد يديها عنه و اتجه إلى السرير حيث يتسطح عليه و هو يقول:
_ انا هنام شوية لأن المشوار تاعبنى ، صحينى كمان ساعتين
ودت و بشدة لو تجد شيئا بيدها حتى تقذفه به حيث تقول فى نفسها بحنق:
_ يعنى انت جاى هنا تنام؟ ، صبرنى يارب

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قطة في وادي الذئاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى