رواية قصة حنين الفصل العشرون 20 بقلم صباح عبدالله
رواية قصة حنين الجزء العشرون
رواية قصة حنين البارت العشرون
رواية قصة حنين الحلقة العشرون
في أحد المستشفيات، يقف الشباب أمام غرفة العمليات بينما يحارب رياض في الداخل من أجل أن يستمر في العيش في هذه الحياة الظالمة. قال زياد وهو يبكي، وكلماته مقطعة: “إحنا السبب، إحنا اللي قتلنا رياض. لو كنا حضناه وقلنا له إننا مسامحينه، مش كان نزل زعلان. ليه؟ ليه مش أخدناه في حضننا؟”
ثم صرخ بصوت عالٍ وهو يمسك محمد من قميصه الأزرق الملطخ بدماء رياض: “ها، ليه مش أخدنا رياض في حضننا ومش خليناه ينزل زعلان؟ ليه يا محمد؟ ها! كنت بتقول علشان يتربى صح، هو كده بيتربى ولا إحنا؟”
ينظر محمد إلى زياد بحزن شديد، ولا يقدر على قول شيء، فقد كان يبكي وينتحب مثل الأطفال. ولم يكن علي وعماد أفضل منه في شيء. يبكي زياد وهو يقول: “لو أخويا حصل له حاجة، أنا مش هاسمحكم، فاهمين؟”
وفجأة، تدخل حنين من باب المستشفى وهي تقول ببكاء، موجهة حديثها إلى موظفة الاستقبال: “لو سمحتي، فين رياض، أخويا فين؟”
موظفة الاستقبال: “اهدي يا آنسة وقولي لي البيانات بشكل صحيح علشان أقدر أساعدك.”
يرد عاصي بحزن وهو يضم حنين إلى صدره: “لو سمحتي، ابحثي عن آخر حالة طوارئ نُقلت هنا ومع المريض أربعة شباب.”
تمسك حنين قميص عاصي وهي تبكي بشدة، بينما وضعت رأسها على هذا الصدر الصلب. وفجأة تلمح عيناها الشباب واقفين أمام غرفة العمليات. تخرج من أحضان هذا العاشق وتركض باتجاه الشباب وهي تقول بصوت عالٍ: “رياض فين؟ رياض، أخويا فين؟”
ينظر الشباب إلى حنين بدهشة، بينما قال محمد بصوت مخنوق من شدة البكاء وهو يضع يده على وجهه لينزع آثار بكائه: “حنين، إنتي بتعملي إيه هنا؟ وعرفتي إزاي إن إحنا هنا؟”
وفي هذه اللحظة، تتذكر حنين كل شيء حدث قبل أن تأتي إلى المستشفى.
رجوع للماضي
في الفيلا خالد
تدخل حنين إلى الفيلا وهي تضع يديها على قلبها بينما تقول بصوت رخيم مليء بالحزن: “يا رب استرها، هو ليه حاسه الإحساس الوحش ده من وقت ما نزلت من الجامعة؟ خير اللهم اجعله خير.”
تتجاهل حنين هذا الشعور الذي بداخلها وتتقدم إلى الداخل، لكنها تقف مندهشة عندما تسمع أحدهم يقول: “انت متأكد أنك خلصت عليه؟”
يرد شخص مجهول: “أيوة، متأكد إنه هايموت ومش هايعيش.”
يخرج الشخص بعض المال ويعطيه إلى المجهول وهو يقول: “طيب خد دول والباقي بعد ما تكمل اللي اتفقنا عليه. عايزة أخلص منهم هم الاثنين، انت فاهم؟”
يرد المجهول: “طيب يا ست الكل، أنا خلصت من الولد، وإن شاء الله خلال اليوم هاكون خلصتك من البنت كمان.”
الشخص: “طيب امشي انت دلوقتي قبل ما حد يشوفك، ونفذ اللي اتفقنا عليه. لو قابلتها في الشارع، خلّص عليها.”
المجهول: “أمرك يا هانم، يلا سلام عليكم.”
تردف فتاة قائلة: “طيب وخالد، هتعملي فيه إيه يا ماما؟ أنا عاوزة أخلص منهم كلهم وأتجوز عاصي وارتاح منهم كلهم.”
ترد سلوى بغضب قائلة: “أنتِ اتجننتِ؟ عاوزة أقتل أخويا يا نوران؟”
نوران ببرود: “طيب ما أنتِ قتلتي ابنه وهتقتلي بنته، إيه الجديد؟”
ترد سلوى قائلة: “أيوة أنا أقتل عياله، ودي أصلاً غلطتي من الأول إني مش قتلتهم وهم صغيرين، بس معليش غلطة وهتتصلح. بس أنا مش هقدر أقتل خالد، ده أخويا الوحيد واللي فضل لي في الدنيا.”
نوران: “وأخوكي ده لو عرف اللي أنتِ عملتيه أو أن أنا مش بنته وحنين هي اللي بنته، هايقتلك وهايقتلنا إحنا كمان.”
تقف حنين مندهشة وهي تسمع كل شيء يقال بين سلوى ونوران. تضع يديها على فمها بينما تحاول كتم بكائها وتركض إلى الخارج وهي تقول برعب والقلق والخوف لا يرحم قلبها الصغير: “رياض! قتلوا رياض! دول مجرمين قتلوا أخويا!”
وفجأة تصطدم حنين بسيارة وتقع أرضاً وهي لا تشعر بشيء، بينما ينزل عاصي من السيارة وهو يقول بقلق: “حنين، أنتِ كويسة؟”
تنظر حنين إلى عاصي بذهول وهي تقول: “عاصي…”
عاصي بقلق من منظر حنين الذي لا يبشر بالخير: “أيوة عاصي، أنتِ نسيتي الشنطة بتاعتك في المحاضرة، قلت أجي أدهالك، بس خير مالك؟ شكلك بيقول في حاجة.”
تقف حنين بسرعة وتقف أمام عاصي وهي تمسكه من قميصه وتقول بصوت مخنوق بالبكاء بينما ترتجف من شدة الخوف: “بالله عليك تساعدني، بالله عليك تخدني من هنا!”
عاصي بقلق وهو لا يفهم شيئًا: “طيب اهدي وقولي لي إيه اللي مخوفك بشكل ده.”
حنين ببكاء: “بس خدني من هنا وأنا هحكي لك على كل حاجة، بس بالله عليك تساعدني. أنا ماليش وماعرفش حد غيرك.”
يأخذ عاصي حنين إلى السيارة ويقودها وهو ما زال لا يفهم شيئًا، ويردف قائلًا بهدوء: “رجاءً اهدي يا حنين واحكي لي إيه اللي حصل مخليكي تعيطي بشكل ده.”
حنين ببكاء وكلماتها ترتجف: “قتلوا أخويا، وعاوزين يقتلوني أنا كمان.”
يوقف عاصي السيارة مرة واحدة وهو يقول بدهشة: “أنتِ بتقولي إيه؟ أخوكي مين؟ ومين دول اللي عاوزين يقتلوكِ؟ مش فاهم.”
حنين: “أنا هاحكي لك على كل حاجة، بس بالله عليك تساعدني وتخدني عند رياض، أخويا.”
عاصي بدهشة أكبر: “رياض بيكون أخوكي إزاي؟”
تسرد حنين كل شيء حدث معها منذ أن رأت عثمان إلى أن رجعت من الجامعة. وبعد أن انتهت من سرد كل شيء، تردف قائلة ببكاء وهي تنظر إلى عاصي: “والله العظيم هو ده كل اللي حصل، ما بكذب عليك بحرف واحد.”
عاصي بحزن ممزوج بالغضب: اهدي يا حنين، أنا مصدقك والله، بس مش قادر أصدق إن نوران بشر والحقد ده كله هي وسلوى. بس لازم عمي خالد يعرف الحقيقة دي، وإن نوران مش بنته وإنكِ ورياض عياله.
حنين ببكاء: مش ده المهم دلوقتي يا عاصي، أهم حاجة دلوقتي رياض أخويا… مش…
ثم تنفجر في البكاء ولا تقدر أن تكمل ما كانت تريد قوله. بينما قال عاصي بهدوء، عكس ما بداخله من حزن وغضب بسبب ما يحدث لحبيبة قلبه، ويقول وهو يناولها منديلًا: اهدي يا حنين، إن شاء الله مش هايحصل أي حاجة لرياض، بس لازم نعمل حاجة علشان نفسد خطة سلوى ونوران ونمنعهم من تنفيذ اللي في دماغهم، علشان نقدر نكشفهم قدام عمي خالد.
حنين بيأس: أنا معاك من إيدك دي لإيدك دي، بس أهم حاجة الناس دي ما تنجحش في اللي هم عاوزين يعملوه وأقدر أنقذ أبوي وأخويا من شرهم.
ينظر عاصي إلى حنين ويقول دون مقدمات: الطريقة الوحيدة علشان نمنع كل اللي بيحصل ده هي إنكِ توافقي تتجوزيني يا حنين.
حنين بدهشة: انت بتقول إيه؟
عاصي وهو يحاول أن يقنعها بما يخطط: اهدي بس يا حنين واسمعيني. أنا عاوز أقولك حاجة بس أهم حاجة، ما فيش أي مخلوق غيري وغيرك يعرف الحقيقة.
حنين باستفهام: يعني إيه؟ مش فاهمة انت عاوز توصل لإيه؟
الحاضر
تستيقظ حنين من ذكرياتها على صوت باب غرفة العمليات ينفتح ويخرج منه الطبيب. يركض الشباب وحنين إلى الطبيب والجميع بلهفة وفي صوت واحد: خير يا دكتور، رياض عامل إيه؟
ينظر الطبيب إلى الجميع وهو يقول بأرتياح: اهدوا يا جماعة، المريض الحمد لله عدى مرحلة الخطر، بس عنده شرخ بسيط في دماغه وكسر في قفصه الصدري وكسر بسيط في إيده ورجله. احنا ركبنا له شرائح وهيحتاج وقت عشان يشد حيله ويرجع زي الأول.
عماد بلهفة: ده مش مهم، احنا كلنا معاه بس هو يعيش ويكون كويس.
الطبيب: إن شاء الله هايعيش ويكون أفضل من الأول، بس أنا هبلغ الشرطة علشان ده حادث خطير، وياريت تخلصوا إجراءات المستشفى بأسرع وقت.
محمد: حاضر، هنعمل كل اللي حضرتك بتقول عليه. بس ممكن نشوف رياض؟
زياد وهو ينزع آثار بكائه: أنا عاوز أشوف رياض لو سمحت.
يرد الطبيب قائلًا: هو دلوقتي لسه تحت تأثير المخدر وهو موجود في العناية المركزة، وممنوع أي حد يدخل العناية إلا بعد ما يفوق ونتأكد إنه بخير. هننقله بعدها لأوضة عادية، واللي عاوز يشوفه يشوفه. لكن دلوقتي ممنوع، أنا آسف. تقدروا تشوفوه من وراء الزجاج لو حبيتوا. بعد إذنكم، عندي شغل مهم.
ثم يغادر الطبيب، ويتوجه الشباب إلى زجاج غرفة العناية المركزة لينظروا إلى رياض، بينما تقف حنين تبكي في صمت. يتقدم نحوها عاصي ويقول: حنين، رياض الحمد لله بخير، والدكتور طمأننا عليه. ليه بقى الحزن ده كله؟
تنزع حنين آثار بكائها وهي تقول بشرود: لازم نكمل اللي اتفقنا عليه.
عاصي وهو ينظر إلى حنين بدهشة: مش عاوزة تطمني على رياض الأول؟
تنظر حنين إلى الشباب وتقول: رياض مش لوحده، وأنا متأكدة إنه إن شاء الله هايكون بخير.
عاصي:طيب يا حنين، أنا معاكي في أي حاجة عاوزة تعمليها. بس إزاي هنعرف الكل إننا اتجوزنا؟
يأتي محمد من الخلف وهو يقول بدهشة: جواز مين؟ وهتعملوا إيه؟ مش فاهم أنتم بتتكلموا عن إيه بالضبط؟
تنظر حنين وعاصي إلى مصدر الصوت، بينما تقول حنين دون مقدمات: جوازي أنا والدكتور عاصي.
محمد بدهشة أكبر: انتي بتخرفي؟ بتقولي إيه؟
عاصي بضيق: خد بالك من كلامك، يا جدع. حنين مراتي دلوقتي، ومش هاسمح لأي حد يغلط في حقها ولو بحرف واحد.
—
**في منزل عائلة عاصي**
يجلس كل من نوران، سلوى، نوال، خالد، نبيل، وكاظم يتناقشون في أمور زواج عاصي ونوران. تردف سلوى قائلة: يا جماعة، أنا في رأيي بدل ما نتعب نفسنا، نحجز في قاعة وخلاص.
ترد نوال قائلة: يا سلوى يا حبيبتي، الفرح ما يكملش غير في البيت، في وسط الأهل والحبايب. ولا إنتِ رأيك إيه يا نبيل؟ وأنت يا أستاذ خالد؟
ترد نوران بنبرة كبرياء قبل أن يتكلم أحد: لا طبعًا، أنا رأيي من رأي عمتي سلوى، أنا مش عاوزة حفلة الخطوبة بتاعتي بالطريقة البلدي دي.
وفي هذه اللحظة يدخل عاصي إلى المنزل وهو يمسك بيد حنين ويردف قائلًا بصوت عالٍ: ومين قالك إن هيكون في خطوبة من الأساس؟
يقف الجميع على أقدامهم وهم ينظرون إلى عاصي بدهشة، بينما تقول نوال باستفهام: انت بتقول إيه يا عاصي؟
يرد عاصي دون مقدمات: هخطب إزاي وأنا لسه عريس يا أمي؟ أنا اتجوزت أنا وحنين.
الكاتبة/ صباح عبدالله فتحي
يتبع الي الجزء الثاني
وبكدا بفضل الله انتهى الجزء الأول من “قصة حنين” وإن شاء الله الجزء الثاني هاينزل في أقرب وقت ممكن.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قصة حنين)