روايات

رواية قصة حنين الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت السابع والثلاثون

رواية قصة حنين الجزء السابع والثلاثون

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة السابعة والثلاثون

**في منزل عائلة عاصي**
يعود كاظم إلى المنزل وهو يحمل شيئًا في يديه، ويتجه نحو غرفته. عند دخوله إلى الغرفة، يتجول بعينيه في جميع أركانها بحثًا عن نوران، ولكن لا يجدها. يضع الشيء الذي كان يحمله على الطاولة ويخرج من غرفته إلى غرفة والدته. يطرق على باب الغرفة بهدوء، ولكن لا يرد أحد. يفتح الباب ليجد نوال تغط في نوم عميق ولا أحد بجانبها. يغلق الباب مرة أخرى وأردف قائلاً:
– دادة، يا دادة!
تأتي فتحية الخادمة وهي تحمل في يديها منشفة تجفف بها يديها.
– خير يا كاظم، يا ابني، في حاجة؟
كاظم بهدوء: لو سمحتي، يا دادة، ما تعرفيش نوران فين؟
فتحية الخادمة: المدام نوران خرجت من شوية ولسه ما رجعتش.
يعقد كاظم حاجبيه بضيق وهو يقول: خرجت؟ راحت فين؟
فتحية: مش عارفة والله يا ابني، بس سمعتها بتقول لست نوال إنها عاوزة تروح تطمئن على أهلها، يعني كده راحت لهم.
كاظم بضيق: طيب، شكرًا يا دادة.
ثم قال بتوعد: ماشي يا نوران، أنا هعرفك إزاي ما تسمعيش كلامي وتعملي اللي في دماغك.
ثم أخذ مفاتيح السيارة وخرج من المنزل.

**في منزل الشباب**
رياض بتوتر: هم… مالهم ما فيش حد اتصل لحد دلوقتي؟
عماد بقلق هو أيضًا: مش عارف والله يا رياض.
رياض: طيب اتصل أنت على علي أو محمد كده نشوفهم عملوا إيه؟
عماد: طيب، اهدي أنت بس عشان ما تتعبش.
ثم يخرج عماد الهاتف ويطلب رقم محمد، ويظل لعدة لحظات، لكن لا يوجد رد. يغلق الهاتف ويتصل على رقم علي، ولكن أيضًا لا يوجد رد. ينظر إلى رياض باستغراب، بينما قال رياض بقلق:
– خير يا عماد، في إيه؟ بتبص لي ليه كده؟
عماد: اتصلت على محمد وعلي، ما فيش حد منهم بيرد.
رياض بخوف: ما فيش حد بيرد إزاي؟ طيب حاول تاني كده.
عماد: طيب.
وبالفعل، يحاول الاتصال مرة أخرى، لكن لا يوجد رد أيضًا. ينظر إلى رياض وهو يقول:
– التليفون بيرن بس ما فيش رد.
رياض بخوف أكثر: يا رب أسترها. طيب جرب كده تتصل على زياد.
ينظر عماد إلى رياض ولا يقول شيئًا، وبالفعل طلب رقم زياد، ولم تمر دقيقة إلا وأجاب زياد. أردف عماد بلهفة قائلاً:
– أيوه يا زياد، أنتم فين؟ وليه محمد وعلي مش بيردوا على التليفون؟
**في الجانب الآخر**
يجلس زياد على الأسفلت بجانب سيارة نوران وأردف قائلاً بغضب:
– أنا مش معهم أصلاً، قاعد جنب عربية الهانم بصلحها.
**في المنزل**
يرد عماد باستغراب وعدم فهم قائلاً:
– هانم مين وعربية إيه اللي بصلحها؟ مش أنتم روحتوا تدوروا على حنين؟
**في الجانب الآخر**
زياد بضيق: أيوه يا أخويا، كنا رايحين ندور على حنين، بس رحنا وعرفنا الأستاذ عاصي الأول وأخذناه معنا، بس وإحنا في نص الطريق شفنا الهانم نوران واقفة جنب عربيتها البايظة. وطبعًا عشان أنا ميكانيكي خلوني أنزل أصلح لها عربيتها، وهي راحت معهم بدالي، وقالت إنها عارفة فين حنين.
عماد بلهفة: طيب حنين فين؟ ومين اللي خطفها، ما تعرفش؟
**في الجانب الآخر**
زياد بغضب: وها يكون مين يعني غير العقربة اللي اسمها سلوى دي؟
عماد: والله كنت شاكك فيها من الأول.
ثم ينظر باتجاه رياض وقال بدهشة وصوت عالٍ:
– رياض!
**في الجانب الآخر**
ينهض زياد وهو يقول بقلق وصوت عالٍ:
– في إيه يا عماد؟ رياض مالُه؟
عماد: مش عارف راح فين شوية، هكلمك سلام.

**في منزل خالد**
حنين كانت تأخذ أنفاسها بصعوبة، وتنظر إلى سلوى بذهول. الدماء كانت تتساقط من رأس سلوى، وفجأة تقع السكين من يدها، ويسقط جسدها أرضًا أمام الجميع. تصرخ نوران بصوت عالٍ وتركض نحو سلوى:
– ماما! لا، لا، أنا آسفة… مش كان قصدي، كنت بس عاوزاكي ما تأذيش حنين. هي السبب في إن أنا وابني لسه عايشين لحد دلوقت…
تتوقف نوران للحظات وهي تسترجع ذكرى معينة.

**فلاش باك**
تقف نوران في منتصف الطريق، تحمل الهاتف في يدها وتتحدث مع صديقتها المفضلة. كانت حنين تقف بالقرب منها تنتظرها لتُنهي المكالمة. بينما كانت نوران مندمجة تمامًا في حديثها، كانت حنين تفكر في كل شيء يحدث معها. فجأة، تأتي سيارة ضخمة نحو نوران، ويبدو أن السائق لا يستطيع السيطرة عليها. تنتبه حنين على الفور وتركض نحو نوران وهي تصرخ:
– نوران! خلي بالك!
نوران تنتبه للسيارة، لكنها كانت قد اقتربت منها كثيرًا. ولم تشعر بشيء سوى أن أحدًا يشدها بقوة من أمام السيارة. السائق يوقف السيارة وينزل منها وهو يقول بخوف:
– أنتي كويسة يا بنتي؟ سمحيني يا بنتي والله العربية مش عارف مالها، أنا آسف يا بنتي.
تنظر نوران إلى الرجل بذهول ولم تستطع قول شيء، فاكتفت بهز رأسها. ثم نظرت إلى حنين وهي تقول:
– انتي ليه أنقذتيني؟ كان ممكن تسيبيني أموت وكده تكوني انتقمتي مني على كل حاجة عملتها فيكِ وتكوني خلصتي من أكبر أعدائك.
ولم تشعر نوران إلا بصفعة من حنين على وجهها، وحنين تبكي:
– لو تجيبي سيرة الموت تاني على لسانك، أنا مش هقولك أنا هعمل إيه فيكِ.
وقبل أن تقول نوران شيئًا، تعانقها حنين بقوة وهي تقول:
– أنا عمري ما كرهتك يا نوران ولا هكرهك عشان تكوني أكبر أعدائي. حتى عمري ما تمنيت لحد الشر، إزاي هاتمناه لأختي الوحيدة؟ أنا مش عارفة انتي ليه طول عمرك بتكرهيني، بس والله أنا عمري ما كرهتك ولا تمنيت لكِ الشر أبداً.

**العودة إلى الواقع**
تستيقظ نوران من ذكرياتها وهي تنظر إلى سلوى ببكاء:
– إزاي بعد اللي هي عملته معايا، أذيها أو اسمح لكِ أو لأي حد يأذيها؟ إحنا غلطنا أوي في حق حنين، وعذبناها كتير في حياتها. خلاص كفاية عليها لحد كده، لازم نسيبها تفرح شوية.
تركض حنين نحو خالد وهي تقول:
– بابا، بابا…
ثم تجلس بجواره وتحمل رأسه من على الأرض، وتهزه برفق وهي تبكي:
– بابا، اصحي! ما تموتش عشان خاطري… اصحي.
يجلس عاصي بجوار خالد ويضع يده على قلبه ويقيس ضغطه. ينظر إلى حنين ويقول بلهفة ممزوجة ببعض السعادة:
– ما تخافيش يا حنين، عمي خالد لسه عايش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**بعد خمسة أشهر من كل هذه الأحداث**
تم الإفراج عن نوران من تهمة قتل أمها بعد ما أثبتت الكاميرات التي وضعها خالد في منزله أن سلوى تسببت بقتل كلٍّ من نبيل وعثمان، وأيضًا كانت تريد قتل حنين وخالد. تغيرت نوران وأصبحت شخصية أخرى تهتم بجميع من حولها وبالأخص حنين. ورغم كل شيء حدث، لم يتخلَّ خالد عن نوران وما زالت مكانتها كما كانت؛ ابنته المدللة. ورجع كلٌّ من رياض وحنين إلى أبيهم ورفضت حنين الرجوع إلى عاصي بعد كل شيء حدث.
في منزل عائلة عاصي.
يجلس كلٌّ من نوال وعاصي ونوران وكاظم على طاولة يتناولون وجبة الإفطار. أردفت نوال قائلة:
_بقولك يا عاصي يا بني.
ينظر عاصي إلى نوال وقال.. قولي يا أمي اللي انتي عاوزاه.
تنظر نوال إلى نوران بتوتر، بينما نظرت نوران إليها بترجي ثم قالت:
_كنت عاوزاك تروح ترجِّع حنين مراتك يا حبيبي، كفاية كده خمس شهور وانتوا بعيدين عن بعض.
ينظر عاصي للأسفل بحزن ثم يتكلم قائلاً:
_لا يا أمي، أنا بأي عين هروح أقول لها ارجعي لي يا حنين.
أردفت نوران بحزن قائلة:
‌جرب يا عاصي لو مرة واحدة، صدقني حنين طيبة أوي وقلبها أبيض وهتسامحك زي ما سامحتني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“في منزل خالد”
يجلس خالد وحنين ورياض يتناولون الإفطار، أردف خالد قائلاً موجهًا حديثه إلى رياض:
‌رياض، كنت عاوز أقولك على حاجة.
رياض: نعم يا بابا.
ينظر خالد إلى حنين ثم نظر إلى رياض وقال:
_في دكتور جراحة مخ وأعصاب كويس أوي من أمريكا نزل مصر، وأنا تكلمت معاه على حالتك وأخدت معاد هنروح له المستشفى النهاردة الساعة 1 بعد الظهر.
حنين بفرحة: طيب والله كويس، بس قالك إيه الدكتور يا بابا لما قلت له على حالة رياض؟
خالد: قال لي إن شاء الله في أمل إنه يعمل العملية، وأنا إن شاء الله يرجع أحسن من الأول.
ثم ينظر إلى رياض وقال:
_خير، مالك يا رياض ساكت ليه كده؟
ينظر رياض إلى حنين وقال:
_انتي عاوزاني أروح للدكتور وأعمل العملية يا حنين؟
تنظر حنين إلى خالد باستغراب ثم نظرت إلى رياض وقالت:
أيوه طبعًا، عاوزاك تعمل العملية وترجع زي الأول وأحسن إن شاء الله.
رياض: ماشي هروح للدكتور بس بشرط.
نظر كل من حنين وخالد إلى بعضهم باستغراب! ثم قالت حنين باستفهام:
‌_شرط إيه يا رياض؟
رياض: شرطي هو إنك ترجعي لجوزك تاني يا حنين.
نهضت حنين من على الكرسي وهي تقول بعصبية:
_أنا قلت لكم ألف مرة، أنا مش متجوزة، مش عندي زوج.
ثم تقول بحزن وهي تحارب نفسها لكي لا تبكي:
_أو ممكن كان عندي بس خلاص كل حاجة انتهت.
رياض بحزن: **إنتي ليه مُصرة تدمري نفسك وتدمري حياتك الزوجية؟ ما فيش حاجة انتهت يا حنين، بس انت اللي حاولي تسيطري على غضبك شوية. عارف إن اللي حصل معك ما كانش سهل، بس بردو ما كانش عاصي له ذنب في حاجة. ليه بتعاقبيه وتعاقبي نفسك قبله؟**
حنين ببكاء: **أنا عارفة إن عاصي ما كانش له ذنب في اللي حصل، بس بردو ما حاولش يسمعني، ما صدقنيش لما قلت إني مظلومة. والله ما لقيت الثقة اللي كنت مستنياها منه.**
خالد بهدوء: **بس بردو ما سبكيش يا حنين، وفضل واقف جنبك لحد آخر لحظة. حتى هو كان مستعد يحارب العالم كله علشانك. أنا مش هغصبك على حاجة يا حنين ومش هقولك إنك غلطانة، بس هقولك حاجة واحدة، انسي إن عاصي ما سمعكيش وما قالش إنه مصدق إنك مظلومة. بس يا بنتي عمر الكلام ما كان له لازمة، الأفعال يا بنتي هي اللي بتثبت صدق وحب الناس لينا، وكل اللي عاصي عمله معاكي ما يثبتش غير على حبه وثقته فيكي يا حنين. بس إنتي علشان شايفة الموضوع من جنب واحد مش قادرة تشوفي الجنب التاني. وما تنسيش يا بنتي إن عاصي مهما كان هو راجل في النهاية، ولو كان ضربك ولا غلط فيكي مرة ده من غيرته عليكي وفكر إن حد تاني امتلك مراته. فكري إنتي شوية كده، لو كنتي إنتي مكان عاصي وجت واحدة قالتلك إنها حامل من عاصي، كنتي هتعملي إيه؟ ولا هتفكري إزاي؟ هل لو كان عاصي قالك صدقيني مظلوم كنتي هتصدقي في وجود أدلة بتثبت إن البنت فعلاً حامل من عاصي؟**
تجلس حنين على الكرسي مرة تانية وهي تقول ببكاء: **كنت مستحملة إني أفكر أسمحه أو أصدق أي كلمة منه.**
وفجأة يصدر صوت عاصي من على باب المنزل قائلاً بحزن: **بس أنا كنت مستعد أسمحك يا حنين حتى لو الحقيقة ما كانتش ظهرت. كان مستحيل أسيبك أو أتخلى عنك تحت أي ظرف. عارفة ليه يا حنين؟**
تقف حنين وهي تقول ببكاء: **ليه؟**
عاصي يفتح ذراعيه بحب وهو يقول: **عشان أنا بحبك وما أقدرش على بعدك ولا لحظة. كفاية حزن وفراق لحد كده، أنا تعبت. وحشتيني أوي أوي أوي يا حنين. ارجعي لي، والله العظيم بحبك.**
تنظر حنين إلى خالد، فيبتسم لها خالد وهو يقول: **روحي لجوزك، مستنية إيه؟**
تضحك حنين من أعماق قلبها لأول مرة، ثم تركض نحو عاصي وترمي نفسها داخل أحضانه الدافئة وهي تقول: **وأنا كمان بحبك أوي أوي أوي، وما أقدرش على بعدك لحظة واحدة. بحبك أوي يا عاصي، ووحشتني أوي أوي.**
يقف على الباب خلف عاصي وحنين نوران وكاظم ونوال. ينحني كاظم على أذن نوران ويقول لها: **هو أنا قلت لكِ قبل كده إني بحبك موت يا أم عويس؟**
كانت نوران تبتسم بخجل من كلمات كاظم، لكن تأتي عند جملة “أم عويس” وتنظر له بغضب وهي تقول: **عويس؟ عويس مين يا كاظم؟**
كاظم بحب: **عويس ابننا يا حبيبتي.**
نوران بغضب وصوت عالي، وأوشكت على البكاء: **باباااا.**
وتركض نحو خالد وهي تبكي.
ينظر الجميع إلى نوران وهي بتجري وعاملة زي البطريق، بينما قال خالد بفزع: **نوران حبيبتي مالك؟**
تحضن نوران خالد وهي تقول ببكاء: **أنا عاوزة أطلق. طلقني يا بابا من الغبي ده.**
الجميع بدهشة: **آهااا، تطلقي؟**
نوال بغضب تضرب كاظم على كتفه: **عملت إيه يا واد لنوران؟**
كاظم بذهول: **عاوزة تطلقي يا نوران عشان بقولك هنسمي ابننا عويس؟**
تنظر حنين إلى عاصي، وينظر خالد إلى رياض، وتنظر نوال إلى كاظم، وقال الجميع بصوت واحد: **عوووويس.**
وفجأة تنفجر حنين في الضحك وهي تقول من بين ضحكاتها: **يالهوى يا نوران، هيكون ابنك اسمه عويس.**
يقف الجميع يبتسم بحب من ضحكة حنين التي لأول مرة تفعلها، وتضحك دون أحزان أو تفكير. فقط كانت تضحك من أعماق قلبها. توقفت حنين عن الضحك وهي تنظر إلى الجميع وقالت بخجل: **مالكوا بتبصولي ليه كده؟**
عاصي بحب: **بحبك أوي يا حنين.**
ثم حملها علي ذراعيه وهو يقول بعشق.
_انا كمان عاوز اجيب عويس، اشمعنا الزفت ده وانا لا؟
اخفضت حنين رأسها بخجل بينما اخذها عاصي وغادر المنزل من أمام الجميع وهو يقول.
_انا هسافر انا وحنين يومين مش عاوز ازعاج من حد.
كاظم بغيظ: ايوه يا عم الله يسهله.
تضرب نوال كاظم علي كتفه برفق وهي تقول بسعادة.
_الله واكبر في عينك سيب اخوك يفرح له شويه.
ينظر كاظم الي نوران وهو يقول بعشق.
_وانا كمان عاوز افرح اشمعنا هو وانا لا؟
ثم يذهب نحو نوران ويحملها وهو يقول وهو يغادر المنزل تحت انظار وضحك الجميع عليه.
_انا هخد مراتي وهرجع علي البيت مش عاوز حد يزعجني.
صوت ضحك الجميع يملأ المكان…
الكاتبة/ صباح عبدالله فتحي
النهاية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى