روايات

رواية قصة حنين الفصل الخامس 5 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل الخامس 5 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الجزء الخامس

رواية قصة حنين البارت الخامس

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة الخامسة

في الجامعة، تقف حنين أمام الجميع وهي تنظر إلى الهاتف بدهشة ودموعها تتسابق على خديها وهي تردد:
“لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. حسبي الله ونعم الوكيل. حسبي الله ونعم الوكيل.”
ينظر إليها عاصي الذي يقف بجوارها، وعقله وقلبه لا يصدقان ما تراه عيناه في الهاتف، ويردف بهدوء قائلاً:
“دي انتي؟ معقولة؟ أنا مش مصدق إن واحدة زيك تعمل كده.”
يأخذ كاظم الهاتف من يدي حنين وهو يقول بصوت عالٍ:
“مش مصدق إيه؟ شوف بعينك. دي واحدة وسخ***ة. شوف إزاي نايمة في ح***ضن الراجل وشوف كتابة إيه؟ ليلة سخنة للعشاق وبتشرح بالتفصيل ده كله ومش مصدق.”
حنين، بدموع:
“والله دي مش أنا. أنا والله مستحيل أعمل حاجة زي دي. والله يا دكتور دي مش أنا. أنا مستحيل أعمل كده. حتى اسألوا نوران.”
وتذهب باتجاه نوران وتحاول أن تجعلها تستيقظ. وبعد أكثر من مرة، تنجح في ذلك وتردف ببكاء:
“بالله عليكي يا نوران، قولي للكل إني مستحيل أعمل كده. إحنا متربين مع بعض وانتي أكتر حد يعرفني. بالله عليكي قولي لهم إن أنا مش كده.”
نوران، وهي تضع يديها على رأسها:
“ابعدي عني يا بنت. انتي إيه اللي بتتكلمي عليه؟ أقول إيه؟ مش فاهمة حاجة.”
تبعد حنين عن نوران وتذهب وتأخذ الهاتف من كاظم دون أن تستأذن منه، وتجلس على الأرض أمام نوران مرة ثانية وهي تضع الفيديو الذي يسئ إلى سمعتها وشرفها أمام نوران، وهي تقول ببكاء:
“شوفي يا نوران. بيقولوا إن دي أنا. بذمتك أنا ممكن أعمل حاجة زي دي؟ بذمتك يا نوران، أنا من النوع ده؟”
تنظر نوران إلى الهاتف بصدمة وتقول بدهشة:
“معقولة انتي دي؟”
حنين، بدموع:
“والله ما أنا. والله ما أنا. بالله عليكي قولي لهم إن دي مش أنا. انتي تعرفيني أكتر منهم كلهم.”
تقف نوران من فوق الأرض وهي تقول ما جعل قلب حنين يتمزق من شدة الحزن:
“أنا كنت متأكدة إنك واحدة تربية شوارع بس ما تخيلتش إنك عا***هرة بشكل ده. انتي واحدة عا***هرة وبتمثلي البراءة قدام الكل. أنا مستحيل أسمح لواحدة زيك تفضل في بيتي. أنا هرجع البيت وهاخلي بابا يرميكي في الشارع علشان اللي زيك ما ينفعش يعيشوا مع الناس المحترمين.”
حنين ببكاء وهي تنظر إلى نوران بذهول: “أنتِ بتقولي إيه يا نوران؟ معقولة أنتِ مصدقة إن أنا اللي في الفيديوهات دي؟”
نوران: “ومش أصدق ليه إن شاء الله؟ ده أنا أكتر واحدة عارفاكي وعارفة وشك الحقيقي.”
كاظم بضيق: “البنت دي لازم تنطرد من الجامعة.”
حنين بدموع: “أنت بتقول إيه؟ أنا ما عملتش حاجة غلط علشان أنطرد من الجامعة.”
بنت من اللي واقفين: “نعم يا شاطرة، حتى بعد كل اللي شفناه ده تقولي ما عملتش حاجة غلط؟ يا بجحتك يا أختي.”
واحد تاني من اللي واقفين: “البنت دي لازم تمشي من هنا لأن الناس اللي زيها ما ينفعش يكونوا في أماكن الناس المحترمين.”
تقف حنين وهي تنظر إلى الجميع، ولا أحد يشعر بما يحدث في قلبها، وأردف الجميع بصوت واحد ونفس الجملة بصوت عالٍ: “البنت دي لازم تطلع من هنا.”
تنحني نوران على الأرض وتحمل بعض التراب وترميه في وجه حنين، والغل والحقد يسيطران على قلبها، ليفعل الجميع مثل ما فعلت نوران. يقف عاصي أمام حنين ويضمها ليحميها من جبروت هذا المجتمع الذي يعاني من إعاقة ذهنية ولا يستطيع أن يفهم ما يحدث من حوله. يقف عاصي والجميع يرمي الحجارة على حنين، لكن عاصي كان مثل الجدار يحمي كل من يقف خلفها. يصرخ بصوت عالٍ بينما يرتعب الجميع منه: “بااااااااسسسس، اسكتوا!”
ليهدأ الجميع، ينظر عاصي إلى الجميع بغضب ويقول: “أنتم مين علشان تقولوا مين يطلع ومين يفضل؟ وأنتم تعرفوا إيه عن الآنسة علشان تحكموا عليها بالشكل ده؟”
ينظر عاصي إلى إحدى الفتيات اللاتي تكلموا عن حنين ويقول: “وانتِ مين علشان تقولي إن دي اللي في الفيديو؟ تعرفي إيه عن الاحترام علشان تتكلمي عنه؟ وياترى الآنسة اللي كل يوم في نادي الليل شكلها تعرف الاحترام، وانتِ يا محترمة مش حضرتك برضو اللي قبضوا عليها من فترة بتهمة المخدرات، ولا أنا غلطان؟”
ينظر الجميع إلى الأسفل بخجل، والجميع يخاف أن يواجه عاصي، بينما ذهب باتجاه نوران قائلاً باستخفاف: “وانتِ يا متربية، أو بالأخرى يا اللي مش متربية، اللي عملتيه من شويه في رأيك تصرف ناس محترمين ولا تصرف عا***هرة من أرخص العا***هرات؟”
تقلب نوران وجهها إلى الألوان ولا تقدر أن ترد أو تقول شيئاً، بينما قال عاصي بهدوء مميت: “ياريت كل واحد قبل ما يتكلم في شرف حد يشوف نفسه أولاً إذا كان بشرف أو من غير شرف.”
ثم يذهب باتجاه حنين ويسحبها من يديها ويذهب من أمام الجميع.
——:::
في الفلا:
يقف عاصي أمام البوابة بسيارته بعد أن أوصل حنين إلى المنزل الذي تعيش فيه. ينظر إلى حنين التي ظلت صامتة وتبكي في صمت ولا تشعر بشيء يحدث حولها، وهو يقول بهدوء: “وصلنا يا آنسة.”
تنتبه حنين على صوت عاصي، بينما نظرت حولها وقالت بصوت مخنوق من البكاء: “شكراً يا دكتور، مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه.”
عاصي بهدوء: “مافيش داعي لشكر، وبعدين ما بقاش في حد شريف أصلاً علشان تكوني أنتِ.”
ثم يصمت قبل أن يكمل ما يريد قوله، بينما تشعر حنين أن عاصي يقصد سخريته منها. ترد قائلة ببكاء: “أمال حضرتك مصدق اللي شوفتوا، بتقف معايا ليه؟”
عاصي بحنق: “أنا ما عرفكيش علشان أصدق أو ما أصدقش، أنا بس ساعدت بنت من الشارع كانت محتاجة مساعدة، مش أكتر. وتفضلي انزلي، عندي شغل، مش فاضي.”
تنظر إليه حنين والدموع تحجرت في عينيها، وتقول: “ياريت لو شوفت بنت من الشارع بتموت، مش تساعدها تاني، لأن ممكن أنت تكون سبب موتها بعد ما ساعدتها.”
ثم تنزل من السيارة دون أن تقول شيئاً آخر، بينما يلعن عاصي نفسه على ما قاله منذ قليل. تشعر حنين أن هناك شيئاً غريباً يحدث كلما اقتربت من الفلا، وتمسح آثار بكائها قبل أن تدخل حتى لا يرى جدها بكائها. لكن قبل أن يشعر أحد بها، تسمع ما يزيد أحزان قلبها:
سلوى بصوت عالٍ: “البنت دي مش هاتفضل في البيت لحظة بعد كده. إحنا مش ناقصين فضايح أكتر من كده، يا خالد كفاية إننا ربنها.”
خالد بحنق: “أنا مش مصدق إن حنين ممكن تعمل كده.”
سلوى بدهشة: “مش مصدق إيه يا خالد؟ أنت مش شوفت بنفسك الفيديوهات اللي هي عملتها؟”
خالد بحزن: “أيوة شوفت يا سلوى كل حاجة، بس عمري ما تخيلت إن حنين بالقذارة دي كلها.”
سلوى بخبث: “فعلاً أنا انصدمت لما شوفت الفيديوهات دي، بس إحنا ناس محترمين ولينا سمعتنا يا خالد، وانت لو الصحافة شمّت خبر عن الحكاية دي هيحصل مصيبة. علشان كده حنين لازم تطلع من البيت.”
خالد بضيق: “أيوة معاكِ حق يا سلوى، أنا حبتها أكتر من بنتي واعتبرتها زيها زي نوران، بس ما تخيلتش إنها قدام الناس بالشكل ده وفي ضهر الشكل. بس الحق عليا أنا اللي أخدت بنت من الشارع واعتبرتها بنتي.”
سلوى بانتصار: “خلاص يا خالد، إحنا عملنا اللي علينا وزيادة، كفاية لحد كده.”
خالد بحزن: “أيوة معاكِ حق، كفاية لحد كده. لما تجيبيها، اديها فلوس وخليها تمشي من هنا، علشان أنا مش هقدر أعمل كده، وعرفيها إن جدها مات وكانت هي السبب في موته.”
ثم يذهب خالد قبل أن ينتبه إلى تلك التي تقف خلفه وتسمع كل شيء قاله، لكن ما صدمها هو موت جدها. بينما تنظر سلوى إلى حنين بشماتة، وهي تراها من أول ما دخلت المنزل وتتعمد أن تجعلها تسمع كل شيء. لكن حنين لا تتحمل صدمة موت جدها فتقع على الأرض مغمى عليها، بينما قالت سلوى بصوت عالٍ: “أشرف، أشرف!”
يأتي أشرف البواب وهو يقول: “نعم يا ست هانم.”
ترد سلوى بكراهية، وكأن ما ينبض داخل صدرها حجر وليس قلبًا: “خذ البنت دي وارمِها في أي مصيبة، وخذ الفلوس دي وحطها جنبها.”
ينظر أشرف إلى حنين بحزن ودهشة مما تطلبه سلوى، ويسأل: “إنتِ بتقولي إيه يا هانم؟”
سلوى بنبرة تهديد: “لو عاوز تنطرد من شغلك، خليك واقف كمان خمس ثواني.”
أشرف بخوف: “آسف يا هانم.”
سلوى بجبروت: “خلاص، اعمل اللي بقول عليه، وخد القرف ده ارميه في أي سلة زبالة، وتعالى علشان عاوزك.”
أشرف بحزن: “أمرك يا هانم.”
ثم يذهب أشرف باتجاه حنين التي تنام ولا تشعر بشيء، ويحملها من على الأرض ويذهب بها إلى مكان مجهول.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى