روايات

رواية قصة حنين الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم صباح عبدالله

موقع كتابك في سطور

رواية قصة حنين الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت الخامس والعشرون

رواية قصة حنين الجزء الخامس والعشرون

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة الخامسة والعشرون

**في منزل عاصي**
تقف نوران بكل وقاحة أمام نبيل وزوجته نوال، وهي تنظر إليهم بكبرياء وتبتسم بسخرية على ملامحهم الشاحبة من شدة الصدمة، ثم أردفت قائلة باستفزاز وهي تحدق في وجوههم بغرور، بينما تضم ذراعيها إلى صدرها بكبرياء:
_ “إيه يا جماعة، أنتم مش مصدقين أن أنا خلاص بقيت مرات كاظم ابنكم؟”
ترد عليها نوال وهي تحدق إلى زوجها، ثم نظرت إليها بدهشة وقالت بذهول:
_ “معقولة، إنتِ اللي اتجوزها كاظم؟”
نوران بغرور وهي ما زالت على وضعها:
_ “أيوة، والله اتجوزت كاظم، حتى لو مش مصدقة اسألي؟”
نبيل بذهول وصوت يشبه الصراخ:
_ “بس يا بنت، هو إنتِ فاكرة الجواز لعبة؟”
ترد نوران بوقاحة وصوت يشبه فحيح الأفاعي، وهي تقترب من الكرسي الذي يجلس عليه نبيل، ثم انحنت على أذنيه وأردفت قائلة، وهي تحدق إلى نوال التي تقف لا تستوعب شيئًا مما يحدث:
_ “أيوة فعلاً هو بقى لعبتي اللي أنا هالعبها وهامشيها زي ما أنا عاوزة، وحبيبة قلبك حنين اللي انت فرحان إن حبيبي عاصي سابني وتجوزها، استنى وشوف أنا هاعمل فيها إيه؟”
—–
**في غرفة عاصي**
تجلس حنين على الأرض داخل دورة المياه وهي تضم قدميها إلى صدرها وتبكي بشدة، وتنظر إلى شيء ما أمامها علي الارض وهي تدمدم بكلمات غير مفهومة:
_ “يا ربي، هعمل إيه في نفسي دلوقتي؟ ولا هروح فين ولا أقول لمين؟ يا ربي، إنت وحدك عارف بحالي، أعمل دلوقتي؟ يا لهوي، طيب عاصي أقول له إيه ولا أشرح اللي حصل إزاي؟”
وفجأة تسمع حنين صوت رنين هاتفها، فتقف وهي تشعر أن قدميها لا تستطيعان حمل جسدها، بينما تنزع آثار بكائها بكف يديها وتستند على الحائط قليلًا تحاول أن تجمع قوتها المبعثرة. ثم انحنت على الشيء الذي كان يوجد أمامها وقامت بتمزيقه إلى قطع صغيرة وهي تنظر إليه بغضب، ثم تخلصت منه ورمته في سلة القمامة. بعد ذلك خرجت من دورة المياه وذهبت تجاه الهاتف الذي يوجد على الرف بجوار الفراش الذي ينام عليه عاصي، وما زال عاصي يغط في نوم عميق ولا يشعر بشيء يحدث حوله. حملت حنين الهاتف ونظرت إليه بعين دامعة عندما علمت من هو المتصل، فتفتح السماعة وهي ترتجف بجسدها بالكامل، وتقول بصوت مخنوق من شدة بكائها، بينما وضعت يديها على فمها تحاول كتم صوت شهيق بكائها:
_ “أنت عاوز إيه مني؟ مش كفاية اللي حصل؟ حرام عليك، كفاية اللي أنت عملته فيا.”
يجيب المجهول عبر الهاتف قائلاً:
_ “أنا مش اتصلت بيكِ علشان أزعلك يا حنين.”
تجيب حنين بصراخ قائلة، وقد فقدت السيطرة على أعصابها، ونسيت أن عاصي ينام أمامها على الفراش:
_ “أمال إنت مش عاوز تزعلني، بتتنيل تتصل ليه؟”
ثم تنفجر في البكاء وهي تقول:
_ “ليه دائمًا بتفكرني باللي حصل؟ أنا بكرهك وبكره اليوم اللي شفتك فيه، وبكره نفسي اللي اتنجست بسبب واحد خاين زيك.”
يجيب المتصل بحزن قائلاً:
_”أنا عارف يا حنين إنك كرهتيني بعد اللي حصل ده، بس انتي عارفة إن ولا انتي ولا أنا كنا في وعينا. أنا لحد دلوقتي مش مصدق اللي حصل ده، حتى مش فاكر هو حصل إزاي ولا إمتى. والله العظيم يا حنين ما بأكذب عليكي. أنا عارف إن اللي حصل ده حاجة كبيرة وما يتسمحش عليها، بس أنا كنت زيك، مش عارف أنا بعمل إيه.”
تجيب حنين بصراخ وهي تبكي:
_”طيب اخرس بقى! مش عاوزة أسمع منك حاجة، مش عاوزة أسمع حاجة، أنا بكرهك! بكرهك! بكرهك! بكرهكم كلكم!”
ثم ترمي الهاتف بقوة لدرجة تحطمه إلى أكثر من قطعة. في هذه اللحظة، يستيقظ عاصي على صوت الضجيج بجواره، وهو يقول بنعاس بينما يضم رأسه بين راحتي يديه:
_”إيه في إيه؟”
ترتجف حنين من شدة خوفها أن يكون عاصي قد سمع شيئًا مما حدث منذ قليل، ثم أردفت قائلة بصوت متقطع وتغلغلت الكلمات في حنجرتها:
_”عاصي… انت صحيت إمتى؟!”

**في المستشفى عند الشباب**
يقف محمد أمام نافذة زجاجية وهو يحمل الهاتف في يديه وينظر إليه وعلامات التوتر والخوف لا تفارق ملامح وجهه. فجأة، يأتي علي وهو يسأله:
_”خير يا محمد، كلمت حنين وعرفتها إن رياض الحمد لله فاق ولا إيه؟”
ينظر له محمد باستغراب ويقول:
_”حاولت كتير أتصل عليها، بس بيديني غير متاح. حاسس إن في حاجة حصلت معاها.”
يرد علي قائلاً وهو يحدق إلى محمد بشك:
_”طيب اهدي، أكيد قافلة التلفون. بس انت مالك، بقالك كام يوم كده مش على بعضك. في حاجة؟”
ينظر إليه محمد بتوتر وهو يحاول أن يتهرب من السؤال الذي طرحه عليه علي، بينما تسللت قطرات العرق على وجهه، ثم أردف قائلاً بتلعثم:
_”ها، مش على بعضي إزاي يعني؟”
يرد علي بعد أن تأكد من ملامحه أنه يخفي شيئًا عن الجميع، ثم أردف قائلاً بهدوء وهو يضع يديه على كتفه:
_”خير مالك يا محمد، خوفت ليه كده؟ احكي لي إيه اللي حصل مخوفك كده. قول لي احنا مش بس صحاب، احنا إخوات وسرنا واحد.”
يبتعد عنه محمد وهو يقول ممازحًا محاولاً أن يغير مجرى الحوار:
_”سر إيه يا عم الحاج؟ عقلك راح فين؟ كل الحكاية إني خايف شوية على حنين من اللي حصل ده. وانت عارف إن الزفت كاظم عمل إيه فيها وهي دلوقتي اتجوزت عاصي وبقت عايشة معاه في نفس البيت، وخايف يعمل فيها حاجة.”
يجيب علي بعدم اقتناع وهو ما زال ينظر إليه نظرات جعلت محمد يرتبك، ثم أردف قائلاً:
_”انت بنفسك بتقول اتجوزت عاصي يعني بقت مسؤوليته خلاص، وهي دلوقتي بقت مراته وأكيد هيقدر يحميها. إيه اللي مخوفك انت بقى؟ أنا عايز أعرف.”
يجيب محمد بتلعثم وهو يحدق إلى علي بغيظ بينما يضحك باستفزاز:
_”ههه يعني انت متخيل إن واحد زي عاصي هيجي على أخوه علشان بنت مكسورة الجناح زي حنين؟”

**في منزل خالد**
في غرفة تلك العقربة سلوى، تجلس سلوى بكبرياء على مقعد جلدي وهي تضع قدمًا فوق الأخرى، بينما تضع الهاتف على أذنيها وتتحدث بجبروت عبر الهاتف إلى شخص مجهول:
_”لو حصلت أي غلطة صغيرة في اللي احنا اتفقنا عليه، انسى إنك تشوف مني جنيه أزرق، انت فاهم؟”
يرد الشخص المجهول عبر الهاتف قائلاً بتلعثم:
_”اهدي بس يا هانم ومش تخافي. كل حاجة ماشية تمام زي ما مخططين لها. وحتى ورقة التحليل وصلت ليدين حنين، وهي دلوقتي فاكرة إن كل اللي حصل حقيقي. وإن شاء الله هتخرب حياتها بإيديها قريبًا.”
ترد سلوى بغضب قائلة:
_”أنا كنت ناوية أكره الدنيا كلها فيها، علشان لما أخلص منها ما تلاقيش اللي يخد لها حقها. بس هي رجعتني عشر خطوات لوراء لما اتجوزت هي والزفت عاصي امبارح. بس معلش، لسة الورقة الرابحة ما تلعبتش بيها. وأنا متأكدة لما عاصي يكتشف الحقيقة، هو بنفسه هيخلص عليها.”
يرد الشخص المجهول متسائلاً:
_”طيب، هنعمل إيه لو حنين راحت للدكتورة وعرفت الحقيقة؟”

**في منزل عائلة عاصي**
في غرفة عاصي وحنين، لا يزال عاصي جالسًا على الفراش وهو يضم رأسه بين راحتي يديه ويتألم بشدة، وهو يقول بتوهان:
_”آها، مش قادر، دماغي هتنفجر.”
وفي هذه اللحظة، تضع حنين يديها على صدرها وهي تتنفس براحة، وتحمد الله أن عاصي لم يكن في وعيه ولم يسمع شيئًا مما كانت تتحدث عنه. بينما أكمل عاصي حديثه قائلاً وهو يفرك رأسه بيديه، دون أن يلاحظ بعد ملامح حنين الشاحبة وآثار بكائها التي جفت على خديها:
الكاتبة صباح عبدالله فتحي
_”آها، مش قادر. معلش يا حنين هتعبك معايا. ممكن تنزلي تعملي لي فنجان قهوة سادة؟ الصداع هيموتني.”
لا تقدر حنين أن تقول شيئًا، فقط اكتفت بهز رأسها بمعنى نعم وخرجت مسرعة من الغرفة، وهي تحاول أن تسيطر على نفسها وتظهر أن كل شيء طبيعي، من أجل ألا يشك أحد في أمرها. بينما نهض عاصي من على الفراش وهو يدمدم بكلمات غير مفهومة:
_”آها، رأسي، مش قادر. هدخل أخد حمام بارد، يمكن أرتاح شوية من أم الصداع ده.”
وبالفعل، اتجه عاصي إلى دورة المياه وهو لا يستطيع أن يرى أمامه من شدة ألم رأسه. وعندما دخل المرحاض، قام بنزع ثيابه قطعة تلو الأخرى، وفتح صنبور الماء بقوة ووضع رأسه تحت الماء البارد. وعندما اكتفى من الماء، أغلق الصنبور ورفع يديه محاولاً أن يأخذ المنشفة التي تتعلق على الحائط. وفجأة، تقع المنشفة منه في قلب سلة القمامة. ينحني عاصي ليأخذ المنشفة، لكن… تقع عينه على شيء ما، يحدق عاصي بدهشة إلى الشيء الذي أمامه وهو يقول بذهول:
_”معقول، تقرير…”
الكاتبة/ صباح عبدالله فتحي

**ستوب** 🖖🏿
في رأيكم حنين خايفه من اي؟ واي خطط سلوى الجديدة دي ومين المجهول اللي بيساعدها؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى