رواية قصة حنين الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم صباح عبدالله
رواية قصة حنين البارت الخامس والثلاثون
رواية قصة حنين الجزء الخامس والثلاثون
رواية قصة حنين الحلقة الخامسة والثلاثون
في منزل الشباب…
صرخ رياض بصوت عالٍ وهو يحمل الهاتف في يديه:
“الو! الو! الو! انت مين؟ وفين حنين أختي؟ الووو؟”
لكن لم يُجِبه أحد، غير علي الذي أتى هو والباقون على صوت صراخ رياض وقال:
“خير، مالك يا رياض؟ في إيه على الصبح؟ وحنين مالها؟”
نظر إليهم رياض بذهول، ثم إلى علي الذي يتحدث وقال بين دهشة وذهول:
“حنين… حنين اختُطِفَت؟”
حدق الجميع برياض بذهول. أردف محمد قائلاً بدهشة:
“انت بتخرف؟ تقول إيه؟”
أردف علي وعماد وزياد بصوت واحد:
“انت بتقول إيه يا رياض؟”
أجاب رياض وهو يبكي خوفاً على شقيقته، وأصبح عاجزاً لا يقدر على فعل شيء من أجلها. قال بترجي وهو ينظر إلى الشباب بعين دامعة:
“أختي اختُطِفَت، ومش عارف مين ولا ليه اختطفها. في حد اتصل علي دلوقت وقال لي لازم أروح له على العنوان اللي هيبعثه، وقال لي لو ما رحتش، هيقتلوها.”
ثم بكى بقوة، وصوت شهيقه أصبح يسمعه الجميع، وأكمل حديثه قائلاً:
“بس أنا هروح إزاي بعد اللي حصل لي ده؟ بالله عليكم، انقذوا أختي. أنا ما لحقتش أقعد معاها حتى.”
ذهب الشباب نحو رياض وعانقوه، وأردف محمد قائلاً:
“بس اهدي يا رياض، ما تخافش، بس فهمنا الشخص ده قال إيه بالضبط، وإحنا إن شاء الله كلنا معاك، ونرجع حنين بالسلامة بإذن الله.”
—
**عند حنين**
تجلس حنين على كرسي مقيدة اليدين والقدمين، ويظهر أنها فاقدة للوعي. وبعد مرور الوقت، تفتح عينيها ببطء شديد، وهي تتذكر ما حدث معها…
**فلاش باك**
في المنزل الذي تركها فيه عاصي، تجلس حنين على الأرض وهي تبكي وتدعو الله أن يكون كل شيء بخير. وفجأة تقع عيناها على محفظة عاصي التي تركها على الطاولة ونسي أمرها عندما اتصل به شقيقه وأخبره بما حدث. تنهض حنين وتتقدم نحو الطاولة، وتحمل المحفظة النقدية بين يديها، ثم أردفت قائلة:
“عاصي نسي المحفظة، هتصل عليه أعرفه.”
وبالفعل حملت هاتفها وطلبت رقم زوجها أكثر من مرة، لكن كل مرة كان يعطيها مغلق. أغلقت الهاتف، ولم تمر لحظة إلا ورن الهاتف. حملته بلهفة لتجيب عليه حتى قبل أن ترى من المتصل، فكانت تظن أن المتصل هو زوجها عاصي، فقالت بصوت ملهوف ومرتفع قليلاً:
“أيوه يا عاصي، بابا نبيل عامل إيه؟ وانت نسيت محفظتك في…”
وفجأة قاطعها صوت مجهول قائلاً بصوت غليظ:
“أنا مش عاصي، واسمعي هقولك إيه. لو عاوزة تشوفي الأستاذ خالد قبل ما يموت، تعالي على العنوان اللي وصلك على الواتس.”
نظرت حنين بدهشة إلى شاشة الهاتف وهي لا تفهم شيئاً، ولم تجد غير رقم مجهول. أعادت الهاتف على أذنها وأردفت قائلة بفزع:
“انت مين؟ وماله الأستاذ خالد؟ الو، مين معايا؟”
**نهاية الفلاش باك**
هنا استيقظت حنين وعادت إلى رشدها وهي تقول بفزع:
“أستاذ خالد…”
واكتشفت أنها مقيدة ولا تستطيع الحركة، ولم ترَ شيئاً سوى الظلام في المكان الذي كانت فيه، فقد كان مظلماً بالكامل. صرخت بأعلى صوت تمتلكه حنجرتها في أهوال الظلام قائلة:
“أستاذ خالد، حد هنا؟ لو في حد يساعدني بالله عليكم…”
لكن لم يُجِب عليها أحد، فبكت بكاءً شديداً وهي تقول كلمات غير مفهومة بين بكائها:
“بالله عليكم حد يساعدني، حد يرد عليا. عاوزة حد يفهمني إيه اللي بيحصل. ليه كل ده بيحصل؟ ليه؟ نفسي أعرف ليه؟ هو سابني ليه لما عرف إن هو بيكون أبوي؟ ظلمني وسبني. كان نفسي في الوقت ده يأخذني في حضنه ويحسسني إن أنا لي سند يمسكني قبل ما أقع. نفسي أخده أنا في حضني دلوقت، وأقول له إني مسامحة على كل حاجة، وإني بحبه وبعتبره قدوتي ومثلي الأعلى في الحياة حتى قبل ما أعرف إن هو أبوي…”
وفجأة، أشعل أحدهم الضوء وقال بصوت غليظ:
“حلو! أهو، هنستمتع بعذابك قبل موتك.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**في منزل عائلة عاصي**
يركض عاصي على الدرج وهو شارد الذهن يفكر في حبيبته حنين. كانت نوران تجلس في الصالون، وفجأة تقع عيناها على عاصي الذي لم يلاحظها أصلاً. أردفت قائلة بتساؤل وهي تنهض من على مقعدها:
“عاصي، خير؟ في إيه؟”
لكن عاصي استمر في الركض ولم يهتم لأمرها، أو ربما لم يسمع ما قالت. ركب السيارة وذهب متوجهًا إلى المنزل الذي ترك فيه زوجته، بينما ظلت نوران واقفة مكانها والفضول ينهش في عقلها، تفكر في السبب الذي جعل عاصي في هذا الحال. أردفت قائلة وهي تضع إصبعها في فمها بشكل طفولي:
“غريبة، مال عاصي؟ بس الأغرب، فين حنين؟ من امبارح محدش شافها ولا يعرف هي فين؟”
وفجأة يأتي كاظم من خلفها قائلاً:
“لو سمحتِ يا نوران، ممكن تروحي تقعدي مع أمي لحد ما أرجع؟ عندي مشوار مهم ولازم أروح له وخايف أسيبها لوحدها. حتى مش عارف عاصي اختفى كده وراح فين.”
نظرت نوران خلفها وأردفت قائلة بفزع من قدوم كاظم المفاجئ، وضعت يديها على صدرها من الفزع:
“في إيه يا عم؟ انت خوفتني! وبعدين مشوار إيه المهم اللي انت هتروحه؟ عاصي لسه خارج دلوقتي حالًا وكنت بكلمه وما عبرنيش حتى ولا رد عليَّ.”
عقد كاظم حاجبيه باستفهام وهو يقول بتساؤل:
“عاصي خرج؟ راح فين دلوقتي؟”
نظرت نوران إليه بضيق وهي تقول:
“يا غبي، أنا بقول لك خرج، وكنت بكلمه وما ردش عليَّ. في رأيك هيقول لي هو رايح فين؟”
رد كاظم وهو يغادر:
“طيب يا نوران، لو ما كنتش مستعجل كنت عرفتك مين الغبي…”
نوران بصوت عالٍ:
“استنى! طيب قول لي رايح فين؟”
—
**في مكان مجهول**
يقف عاصي بجوار السيارة ينتظر قدوم أحدهم. بعد دقائق، يأتي ثلاثة أشخاص، وركض أحدهم نحو عاصي وهو يقول:
“عاصي، كويس إنك سمعت مني وجيت.”
أجاب عاصي الشخص بضيق وهو يقول:
“خلصوا قولوا عاوزين إيه؟ عشان مستعجل.”
أجاب الشخص قائلاً وهو ينظر إلى الآخرين بتوتر:
“فين حنين يا عاصي؟”
رد عاصي بغضب:
“جايبني هنا على ملا وشي علشان تقول لي فين حنين يا عاصي؟”
أجاب أحد الأشخاص قائلاً:
“وانت تعرف هي فين دلوقتي يا أستاذ عاصي؟”
شعر عاصي بالقلق وأردف قائلاً بتوتر:
“أيوة، أعرف هي فين. أمال أنتم اللي هتعرفوا يعني؟”
أحد الأشخاص:
“طيب، هي فين؟”
أردف أحدهم قائلاً بصوت عالٍ:
“اسكت انت يا زياد دلوقتي.”
ثم نظر إلى عاصي قائلاً:
“اسمع يا أستاذ عاصي، جالنا اتصال تهديد لرياض الصبح، وقالوا له إن حنين اتخطفت، وهم طالبين رياض. وقالوا له لو ما راحش على المكان المطلوب هيقتلوها. واحنا اتصلنا بحضرتك علشان نشوف حل للمشكلة دي مع بعض. لازم نلاقي حل بسرعة لأن رياض مش هيقدر ينفذ اللي هم قالوا له عليه. وفي نفس الوقت، لازم نعرف فين حنين ونرجعها قبل ما الناس دي يعملوا فيها حاجة.”
وضع عاصي يديه على جبينه وصمت لبعض الوقت يحاول استيعاب ما قيل له، ثم قال:
“أنتوا أكيد بتهزروا! أنا سايب حنين في مكان محدش يعرفه. إزاي هتتخطف؟”
ثم توجه نحو السيارة وهو يقول:
“أنا مش فاضي للعب العيال بتاعكم ده.”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قصة حنين)