رواية قصة حنين الفصل الثاني 2 بقلم صباح عبدالله
رواية قصة حنين الجزء الثاني
رواية قصة حنين البارت الثاني
رواية قصة حنين الحلقة الثانية
تقف حنين أمام الجميع وهي تنظر إلى الأسفل ودموعها تتساقط على الأرض لتصدر أصواتاً مثل أصوات قطرات المطر. لا تقدر أن ترفع عينيها في عيني أحد من شدة الخجل مما فعلت بها نوران أمام الجميع في أول يوم لها في الجامعة. تدمدم حنين ببكاء:
“لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا ونعم المولى ونعم النصير.”
تردف الفتاة التي تقف بجوار حنين قائلة:
“وفيها إيه يعني؟ لو خادمة مش إنسانة زيك؟ وحتى لو والدك المحترم ساعدها تكمل تعليمها، ده مش يديك الحق تتعاملي معها بالشكل ده قدام الناس. وبعدين، لو والد حضرتك، يا آنسة، كان شايف إن الخادمة ما تستحقش تدخل جامعة زي دي، ما كانش يخلي مستواها زي مستوى بنته.”
ترد نوران بغيظ من رد الفتاة:
“اسمعي يا شاطرة، أنا عمري ما كنت في مستوى خادمة، ولا خادمة هتكون في مستواي، فاهمة؟”
يردف عاصي بصوت خشن قائلاً:
“سكوت! وياريت كل واحدة منكم تتفضل على مكانها. إحنا جايين هنا علشان نحضر المحاضرات مش علشان نشوف مين مستوى مين. وعلى ما أظن، في آخر السنة هنعرف مين مستوى أعلى من التاني.”
يخاف الجميع من صوت عاصي، فيذهب الكل إلى مقاعدهم إلا حنين التي ظلت واقفة. يردف عاصي بهدوء:
“اتفضلي يا آنسة، اقعدي في المقعد اللي وراي ده.”
تنظر حنين إلى ما يقوله عاصي لتجد أن المقعد يجلس عليه شاب. تردف بهدوء قائلة وبصوت رقيق وأرق إليه قلوب الكثير:
“أنا آسفة يا دكتور، بس أنا مش عاوزه أقعد جنب شاب. بعتذر، هافضل واقفة مكاني وتقدر حضرتك تبدأ المحاضرة.”
يرد عاصي قائلاً:
“هاتفضلي واقفة إزاي يا آنسة؟ المحاضرة هاتاخد ساعتين ونص على الأقل.”
ترد حنين وهي تنظر إلى نوران بحزن:
“عادي يا دكتور، مافيش مشكلة.”
وبالفعل، ظلت حنين واقفة طوال المحاضرة من أجل ألا تجلس بجوار شاب، وهذا ما جعل عاصي يعجب بها. وبعد أن انتهت المحاضرة، خرج الجميع إلا حنين التي جلست على أقرب مقعد إليها. كان عاصي مازال يحضر نفسه للرحيل، لكنه لاحظ حنين فتوجه إليها وهو يحمل في يده كأساً من الماء ووضعه أمام حنين قائلاً:
“مش كان يستحسن إنك تقعدي بدل ما حضرتك تعبتي كده؟”
حنين دون أن تنظر إلى عاصي:
“لا، مش أحسن. أنا أفضل إني أقف طول حياتي على إني أقعد جنب شاب غريب ماعرفهوش وممكن يلمس جسمي بالغلط. وده أنا ما أسمحش إنه يحصل معي. بعد إذن حضرتك.”
تخرج حنين من أمام عاصي دون أن تقول شيئًا آخر، أما عاصي فابتسم بينما ازداد إعجابه بحنين أكثر. يدمتم بالكلمات غير المفهومة:
“معقولة لسه في بنات بالشكل ده؟ أنا كنت فقدت الأمل إن في بنات تستاهل الاحترام لسه.”
بعد ساعة في منزل عائلة عاصي:
يرجع عاصي إلى منزله الذي لا يقل عن قصر ليجد شابًا يجلس على أحد الكراسي. يردف بغضب وبصوت عالٍ قائلاً:
“ما نزلتش المحاضرة ليه يا زفت أنت؟”
يرد الشاب وهو يتظاهر بالخوف:
“إيه يا عم الحاج، ما تقول السلام عليكم حتى بدل ما دخلت النيابة دي.”
عاصي وهو ما زال على وضعه:
“وعليكم السلام يا خويا، ها قولي بقى، ما نزلتش الزفت المحاضرة ليه؟”
يرد الشاب وهو يجلس ببرود:
“ولا حاجة، كنت نايم وصحيت لقيت الساعة اتنين. وحتى إني لسه صاحي من النوم وما فطرتش.”
عاصي بغضب ويمسك شقيقه من قميصه وهو يقول:
“نعم يا روح أمك، مين اللي لسه صاحي من النوم؟”
تنزل امرأة من على الدرج وهي تقول:
“روح أم مين يا عاصي؟”
الشاب باستفزاز وهو ينظر إلى عاصي بينما يبتسم باستخفاف:
“وقعت في شر أعمالك علشان بس تعرف إنك ديما ظالم أخوك الطيب.”
يرد عاصي بغيظ:
“ماشي يا قاظم الزفت، أنا هاعرفك إزاي تغيب من الجامعة في أول يوم.”
المرأة بحنق:
“بتقول إيه يا عاصي؟ وبعدين أنت ماسك أخوك كدا ليه؟ سيبه يلا وابعد عنه.”
قاظم وهو يجلد صوت الأطفال:
“شوفي يا مامي، عاوز يضربني علشان كنت نايم وما قدرتش أصحى من النوم بدري علشان أروح الجامعة.”
تنظر الأم إلى عاصي وهي تقول:
“يضربك إيه بس؟ خلي يعملها كدا يا قاظومه يا حبيبي وشوف أنا هاعمل في إيه.”
ينظر قاظم إلى عاصي وهو يقول باستفزاز:
“ماشي يا مامي يا حبيبة قلبي، أنا هاطلع أوضتي علشان الوحش ده مش يعمل فيا حاجة وأنتي هاتي لي الفطار.”
عاصي وهو يحاول أن يسيطر على أعصابه:
“لا يا دلعتي ومش عاوز حد يشيلك يطلعك لحد فوق كمان.”
قاظم ببرود:
“آه والله عاوز يا عمو، بس مين هايشيلني؟”
عاصي بغضب:
“طيب غور من قدامي يا قاظم بدل ما أشيلك أنا.”
الأم: “الله! مالك ومال أخوك يا عاصي؟”
عاصي بهدوء:
“ماليش يا أمي. يلا بعد إذنكم هطلع أغير هدومي علشان أنزل الشركة. وانت يا زفت، جاهز نفسك علشان هتنزل معي.”
قاظم: “وأنا مالي يا خويا؟ عاوز تنزل انزل، أما أنا هاقعد مع مامي حبيبتي.”
الأم بحنق:
“مع مامي برضو يا قاظم؟ ولا تخلي عاصي يطلع من هنا وتطلع أنت من هنا وما فيش حد يشوفك غير تاني يوم.”
ينظر قاظم إلى عاصي بخوف وهو يقول:
“بقى كدا يا نونو؟ عاوز الوحش يقتلني قبل ما يطلع؟”
عاصي بتحذير:
“سيبك من شغل الحريم ده يا قاظم وغور جاهز نفسك علشان هتنزل الشغل، فاهم؟”
قاظم بخوف:
“فاهم يا سطا، فاهم والله.”
ينظر إليه عاصي بانتصار وهو يقول:
“ماشي، هاطلع أغير هدومي وأشوف أبوك وهننزل مع بعض.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**نتعرف على عائلة عاصي**
**عاصي** شاب في الـ28 من عمره، ذو شخصية قوية ولا يحب الكلام الكثير. يتميز ببشرة قمحية، وعينين عسليتين، وأنف منحوت، وشفاه رقيقة، وشعر أسود. عاصي شاب قوي يتحمل مسؤولية العائلة والشغل الخاص بها منذ أن أصيب والده بحادث سيارة أدى إلى شلل جزئي. ومع ذلك، أحب أن يكون دكتور في الجامعة لسبب ما سنعرفه في الحلقات القادمة إن شاء الله. هو يتيم الأم، لكن الله عوضه بزوجة أب ربته وأحبته كما لو كان ابنها، وهو أيضًا يحبها كأنها والدته الحقيقية.
**قاظم** شقيق عاصي، عمره 23 سنة، يختلف عن عاصي كثيرًا. شاب مرح يعشق المزاح ولديه شغف بالموسيقى ويريد أن يصبح مطربًا في المستقبل، لكن عاصي يريد منه أن يتحمل بعض المسؤولية. قاظم شاب جميل يتميز بعينين خضراوين، وبشرة بيضاء، وأنف مستطيل، وشفاه رقيقة، وشعر أسود طويل، وجسد متوسط.
**نوال** زوجة الأب، امرأة طيبة جدًا وتحب عاصي أكثر من قاظم، لكنها مدلعة قاظم كثيرًا. عمرها 40 عامًا، تتميز ببشرة بيضاء وعينين خضراوين، وأنف عريض، وشفاه صغيرة. هي امرأة محجبة وتعرف الله.
**نبيل** الأب، رجل غدر به الزمن. بعد أن كان من أكبر رجال الأعمال في الشرق الأوسط والجميع يخاف من سماع اسمه، أصبح رجلاً مقعدًا والجميع يشفق عليه. هذا سبب له حالة اكتئاب حاد وأصبح دائم العصبية. عمره 49 عامًا، ذو وجه شاحب وحزين دائمًا، ويخاف الجميع التحدث إليه من شدة عصبيته.
—
**في فيلا خالد**
تقف نوران بسيارتها أمام الباب وهي تقول بتحذير:
“أنتِ عارفة لو بابا عرف أي حاجة من اللي حصلت في الجامعة أنا هعمل فيكي إيه؟”
ترد حنين بحزن قائلة:
“ما تخفيش يا نوران، أنا مش هاقول أي حاجة لوالدك، بس مش علشان خايفة منك ومن تهديدك، لا، علشان بس ما أكونش السبب في مشكلة بين الأب وابنته. بعد إذنك.”
تنزل حنين، وعندما تدخل تجد سلوى تنادي عليها بسخرية:
“والله وأخيراً الست هانم حنين شرفت!”
تنظر إليها حنين وهي تقول باحترام:
“السلام عليكم، عاوزة حاجة مني يا هانم؟”
سلوى بكبرياء:
“وهعاوز إيه يعني من حتة خادمة غير تمسح وتغسل؟”
حنين: “حاضر يا سلوى هانم، هاغير بس هدومي وهدخل أشوف شغلي.”
تنظر سلوى إلى حنين بخبث وهي تقول:
“ماشي، بس كنت عاوزاكي تمسحي جزمتي، أصلاً اتنيلت وأنا نازلة من على السلم، وعندي مشوار مهم مع ناس مهمين ومش عاوزة حد ياخد باله إن جزمتي اتنيلت.”
حنين بدهشة: “أنتِ بتقولي إيه يا هانم؟”
سلوى بغيظ: “أوعي تكوني مفكرة علشان دخلتي كلية محترمة هتكوني من الناس المحترمين، لا يا شاطرة، أنتِ خادمة وهتفضلي طول عمرك خادمة.”
ثم تخرج من الحقيبة منديلًا أبيض وتقوم برميه على الأرض وهي تقول:
“اخلصي، خدي المنديل وامسحي جزمتي علشان مستعجلة.”
تدمع عين حنين وهي تنظر إلى المنديل وإلى الجزمة بينما قالت بحزن وبدون حيلة:
“حاضر يا هانم.”
وبالفعل، ذهبت حنين من أجل أن تمسح جزمة سلوى، لكن قبل أن تلمس الجزمة يأتي صوت عالٍ من الخلف قائلاً:
“حنين!”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قصة حنين)