روايات

رواية قصة حنين الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت التاسع والعشرون

رواية قصة حنين الجزء التاسع والعشرون

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة التاسعة والعشرون

في المستشفى، ظلت حنين تصرخ وتتوسل إلى عاصي أن يتركها، لكنه كان مثل الوحش بلا رحمة في قلبه، كأنه غائب عن الواقع، أشبه بوحش جائع يريد فقط القضاء على فريسته ليشبع رغبته في القضاء عليها. بينما كانت هي تبكي وتصرخ كطفلة صغيرة تائهة في غابة مليئة بالذئاب، لا أحد يرحم ضعفها وبؤسها. كل منهم يريد أن يحصل على قطعة من جسدها، والجميع ينهش في قلبها الصغير الذي لم يتمنَّ سوى الخير للجميع. شعرت هذه الطفلة الصغيرة باليأس من صرخاتها التي أرهقت حنجرتها، ومن الآلام التي جعلت قلبها يتمزق إلى أشلاء، ومن التوسل بالمغفرة من ذلك الوحش الذي لم يرحمها ولم يرحم ضعفها؛ فقررت الهروب والذهاب إلى عالم آخر، عالم بلا ألم ولا عذاب، حيث لا يوجد فيه أحد غيرها.
كان عاصي يصفعها على وجهها بلا رحمة، كان عنيفًا أشبه بذئب مفترس. لم يبتعد عنها إلا عندما شعر بثقل جسدها بين يديه، نظر إليها بفزع عندما رآها أشبه بجثة هامدة بلا روح، لا شيء يثبت أنها على قيد الحياة. نظر بذعر إلى وجهها المتورم وأنفها الذي ينزف بشدة. وضع يديه على شفتيها المتشققتين من شدة الانتفاخ الذي أصابهما، وصرخ بذعر وخوف وقلق حقيقي وهو يضمها إلى صدره غير مصدق أنه هو من فعل بها ذلك. لا يصدق أنه نفس الشخص الذي تعهد بحمايتها والوقوف بجوارها ليكون لها سندًا قويًا لا يمل ولا يسمح لأحد بإيذائها. لكن ماذا فعل الآن؟
**عاصي (بصوت مملوء بالندم):** “حنين… حنين… حبيبتي افتحي عينيكِ! أنا آسف، والله مش عارف إزاي عملت كده. أنا… أنا آسف. افتحي عينيكِ يا حنين، عشان خاطري، افتحي عينيكِ.”
لكن كل هذا كان بلا فائدة. لم تجبه ولم تسمع له. لقد ملت منه ومن هذه الحياة القاسية التي لم تضحك لها يومًا. بينما استيقظ هو من هول الصدمة، حملها على ذراعيه وركض بها نحو الخارج، يصرخ طالبًا النجدة من أحد الأطباء لإنقاذ حبيبة قلبه مما فعله هو بها. جاء أكثر من طبيب على صوت صراخه، وأردف أحد الأطباء قائلاً باستفهام:
**الطبيب:** “خير يا أستاذ عاصي، أقدر أساعدك في إيه؟”
**عاصي (بذعر):** “حنين… حنين… مراتي مش…”
ثم صمت، ينظر إليها، تغلغلت عيناه بالدموع، لا يتحمل فكرة أنه هو من فعل بها ذلك. لقد نسي لماذا فعل هذا وثقل لسانه عن النطق. نظر الطبيب إلى حنين التي ليس هناك شيء يثبت أنها ما زالت على قيد الحياة، فصرخت إحدى الطبيبات الواقفات قائلة بفزع مما رأت:
**الطبيبة (بفزع):** “يا لهوي! مين المتخلف اللي عمل فيها كده؟ البنت دي تعرضت للاعتداء، لازم نعمل محضر.”
صرخ عاصي بها قائلاً:
**عاصي (بغضب):** “هو ده اللي شغلك؟ ما تشوفي شغلك الأول وبعدين دوري على المحضر والزفت. دي مراتي يا دكتورة وكنا بنتناقش والشيطان دخل بينا ورفعت إيدي عليها من غير قصد.”
أجابت الطبيبة بغضب ورفعت صوتها بشدة قائلة:
**الطبيبة (بغضب):** “إنت إنسان متخلف! إزاي ترفع إيدك عليها بالشكل ده؟ وإيه الذنب العظيم اللي عملته يخليك توصلها للحالة دي؟”
غضب عاصي بشدة من تلك الطبيبة الوقحة التي تخطت حدودها ورفعت صوتها عليه:
**عاصي (بغضب شديد):** “أظن أن ده مش شغلك يا هانم. ولو ما كنتيش واحدة ست كنت عرفتك مين المتخلف.”
يقطع هذا النقاش صوت الطبيب قائلاً:
**الطبيب (مهدئًا):** “اهدى يا أستاذ عاصي، أنا بعتذر لك نيابةً عن الدكتورة إيمان. هي لسه جديدة في الشغل.”
ثم ينظر إلى الطبيبة قائلاً:
**الطبيب:** “لو سمحتي روحي شوفي شغلك يا دكتورة إيمان.”
ثم ينظر إلى عاصي وهو يشير بيده إلى إحدى الغرف قائلاً:
**الطبيب:** “وأنت يا أستاذ عاصي، لو سمحت، دخل المدام أوضة الكشف وما فيش داعي للتوتر. إن شاء الله هتكون كويسة.”
أجاب عاصي قائلاً دون أن يلاحظ من أتى، فقد كان ينظر إلى حنين بندم على ما فعل بها:
**عاصي (بهمس):** “ربنا يسمع منك وتكون كويسة. أنا مش عارف إزاي عملت كده وأنا عارف إنها حامل.”
أجابته نوال التي أتت بصحبة كلٍّ من نوران وقاظم من أجل الاطمئنان على زوجها نبيل وسمعت آخر شيء تفوه به عاصي:
**نوال (بدهشة):** “هي مين دي اللي حامل، يا عاصي يا ابني؟”

**في منزل خالد:**
تنزل سلوى ركضًا من على الدرج وهي تصرخ باسم شقيقها خالد قائلة:
**سلوى (بصوت مرتفع):** “خالد… يا خالد، الحقني يا خالد!”
ينهض خالد من على مائدة الإفطار ناظرًا إلى تلك التي تسارع قدميها وهي تهبط من على الدرج قائلاً بتساؤل، وعلامات الاستفهام واضحة بوضوح الشمس على ملامح وجهه:
**خالد (بقلق):** “خير، مالك يا سلوى؟ في إيه على الصبح؟”
تقف تلك الملعونة أمامه وهي تضع يديها على ذراع شقيقها، واليد الثانية تضعها على صدره، وتحارب من أجل التقاط أنفاسها. تفوهت قائلة:
**سلوى (بصوت متقطع):** “نبيل… يا خالد.”
يقطعها خالد قبل أن تكمل ما تريد قوله، قائلاً بقلق وصوت عالٍ وهو يضغط على ذراعيها بقوة دون أن يشعر بما يفعله:
**خالد (بقلق شديد):** “نبيل؟ مالُه نبيل؟ انطقي! صاحبي مالُه؟”
وقفت هي تحدق إليه في صمت، كانت تتذكر شيئًا حدث في الماضي…

**فلاش باك:**
تجلس تلك الملعونة، سلوى، في السيارة أمام منزل عائلة عاصي، تنظر إلى صندوق صغير بجوارها على المقعد الآخر، بينما تضع سماعة الهاتف على أذنها وتتحدث إلى شخص ما:
**سلوى (بقلق):** “إنت متأكد إنها هتقدر تنفذ اللي أنا عاوزاه؟”
يجيب المتصل قائلاً بثقة:
**المتصل (بثقة):** “إنتي بس حطيها قدام اللي انتي عاوزاه تخلصي منه، واتفرجي على اللي ها يحصل بعدين. اللي معاكي ده أسرع من طلقة سلاح، وسمها مش بيدخل جسم حاجة وتعيش حتى لو عملوا المستحيل.”
**سلوى (بتوتر):** “إنت متأكد من كلامك ده؟”
يجيب المتصل قائلاً:
**المتصل:** “أيوة، متأكد 100% من كل حرف بقوله لحضرتك.”
**سلوى:** “طيب افرض حد لحقها وأخدوها على المستشفى، ممكن تعيش؟”
يجيب المتصل قائلاً:
**المتصل:** “لو اتعمل تغيير دم، مش تعيش بس أكتر من أسبوع أو اثنين، مش أكتر. سم الحية ده سم خبث، مش بيطلع مكان ما بيدخل. بس خدي بالك، لو حصل لها حاجة، إحنا متفقين على مليون جنيه…”

**عودة إلى الحاضر:**
تستيقظ تلك الملعونة من ذكرياتها قائلة بعلم:
**سلوى (بجفاء):** “نبيل في المستشفى بين الحياة والموت…”
يحدق إليها خالد للحظات، ولا يصدق ما تقول له تلك الملعونة. تفوه بذهول قائلاً بعدما استوعب ما قالت:
**خالد (بدهشة):** “إنتي بتخرفي؟ بتقولي إيه؟”

**في المستشفى عند الشباب…**
يقف محمد يحدق إلى الهاتف الذي بين يديه وهو يتساءل عن سبب تجاهل حنين له:
**محمد (بدهشة):** “غريب… حنين مالها مش بترد عليا ليه؟”
وفجأة، ينظر خلفه بفزع عندما قال أحدهم:
**صوت مجهول:** “حنين مين اللي لازم تعمل عملية إجهاض يا محمد؟”
يحدق محمد إلى كل من علي وزياد اللذين أتيا وهو يتحدث على الهاتف ولم يلاحظ حضورهما. أجاب بتلعثم قائلاً وهو يحاول أن يهرب من هذا المأزق:
**محمد (بتوتر):** “إنت بتقول إيه؟”
أردف زياد قائلاً بعصبية:
**زياد (بغضب):** “ما تتوهش كتير يا محمد. إحنا سمعنا كل حاجة. قول، حنين مين اللي هتعمل إجهاض وليه؟”
أجاب محمد قائلاً وهو يغادر من أمامهم خوفاً مما سيحدث:
**محمد (بتهرب):** “إنتو أكيد حصل لكم حاجة. إجهاض إيه اللي بتقولوا عليه؟ أنا هروح أطمن على رياض.”
يوقفه علي قائلاً بغضب وهو يقبض على معصمه:
**علي (بغضب):** “استنى عندك يا زفت! انت فاهمنا الأول في إيه. حنين هتعمل إجهاض ليه؟ وهي حامل منين أصلاً؟”
أجاب محمد بغضب مصطنع وهو يسحب معصمه من يد علي بعنف:
**محمد (بغضب):** “أفهمكم إيه بس؟ إنتو بتخرفوا، مش عارف بتتكلموا عن إيه أصلاً. وبعدين، حنين هتعمل إجهاض ليه؟”
وفجأة يسقط أرضاً بسبب لكمة قوية تلقاها من يد قاسية. يحدق الجميع إلى صاحب هذه اليد بذهول. تفوه زياد بدهشة قائلاً:
**زياد (بدهشة):** “عاصي؟ إنت بتعمل إيه هنا؟”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى