رواية قسوة أطاحت بي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ديانا ماريا
رواية قسوة أطاحت بي الجزء السابع والعشرون
رواية قسوة أطاحت بي البارت السابع والعشرون
رواية قسوة أطاحت بي الحلقة السابعة والعشرون
سار حمزة طول الطريق يعد نفسه لما سيقوله عند يصل ولكن كان التوتر يسيطر عليه بدرجة كبيرة و حين وصل بلغ توتره ذروته ف نسي كل ما أعده من كلام.
وقف ينتظر حين رآها تخرج من مكان عملها ف تقدم ناحيتها، حين رأته مُقبل عليها قالت بدهشة: حمزة!
وقف أمامها بصمت وقال بصوت هادئ: لو سمحتِ يا وئام ممكن أتكلم معاكِ؟ مش هاخد من وقتك أكتر من خمس دقائق.
مازالت وئام تحدق به بدهشة ف قد تفاجأت من مجيئه إليها.
عاد يتحدث بإصرار: وئام سامعاني؟
أومأت برأسها بإستغراب: ايوا سامعاك يا حمزة بس ليه؟
قال بحزم: هتعرفي لما نقعد.
فكرت قليلا و هى تنظر حولها ثم عادت إليه ببصرها تقول بصرامة: مش هينفع أخرج معاك لوحدنا، إحنا اغراب عن بعض و أنت رجل متجوز كمان هتصل على مؤمن إبن عمي يجي هو وكارم.
أومأ برأسه بموافقة: تمام، اتصلي و نروح الكافيه نستناهم.
أخرجت هاتفها تتصل على مؤمن وأخبرته أن يحضر إلى المقهي القريب من الشركة التى تعمل بها لأمر ضروري، لقد أخذ مؤمن هذا اليوم إجازة حتى يعتني ب كارم بينما هى تسوي أمورها فى عملها القديم لأنها رغبت فى العودة إليه.
بعد قليل حضر كارم و مؤمن الذى أخذ ينظر لحمزة بإقتضاب ثم حدق إلى وئام: فى ايه ؟
قالت بإرتباك من نبرته: حمزة كان عايز يتكلم معايا فى موضوع مهم وعلشان مينفعش نقعد لوحدنا اتصلت عليك تيجي.
قال بنبرة ثابتة: أنتِ عايزة كدة ؟
أومأت برأسها ف نظر له بتفحص ثم حول نظراته لحمزة الذى نظر إليه بثبات و قال ببرود: يلا بينا.
حين دلفوا إلى المقهى كان مزدحمََا و لم يجدوا غير طاولتين شاغرتين ولكنهما بعيدتين عن بعضهما ف حدقت وئام إلى مؤمن بترقب.
أمسك مؤمن بيد كارم ثم نظر إلى حمزة بجمود: قدامك ربع ساعة تقول اللي أنت عايزه وبعد كدة القرار لوئام.
أومأ حمزة و ذهب مع وئام إلى طاولة بينما توجه مؤمن مع كارم للطاولة الأخرى.
جلسا أمام بعضهما و نظر حمزة إلى يده بتوتر.
رفع بصره إلى وئام وقال بتوتر: ماما ماتت من فترة.
ارتفع حاجبيها فى دهشة: بجد؟ إنا لله و إنا إليه راجعون البقاء لله.
قال بحزن: الدوام لله، علشان كدة أنا جاي أطلب منك حاجة مهمة هو أنه تسامحي ماما يا وئام، ماما غلطت كتير فى حقك و حق ناس تانية و أنا خايف عليها من ذنوبها.
أبتسمت نصف إبتسامة فى لفتة عجيبة منها وهى تنظر بعيدا: مش هقدر اكدب عليك وأقولك أني مسامحاها لكن ربنا يسامحها يا حمزة و يرحمها.
حدقت إليه: الحاجة الوحيدة اللى كانت مزعلاني جدا هى اللى عملته فى ماما الله يرحمها.
قال بذهول: هى مامتك توفت ؟
أومأت برأسها: اه من كام شهر لسة من قريب بردو.
قال بعطف: البقاء لله ربنا يصبرك أنا كنت بحب مامتك جدا، كانت طيبة أوى.
أومأت برأسها وقد عجزت عن الحديث عند تذكر والدتها.
تنهد حمزة: المهم تكوني تحاولي تسامحي ماما يا وئام هى دلوقتى محتاجة ده جدا.
قالت وئام بهدوء: ربنا يسامحها يا حمزة ويمكن أقدر اسامحها فى يوم.
حدق بها بإستغراب و تركيز: أنا حاسس أنك اتغيرتِ يا وئام يعني مثلا مكنتش متوقع أنك توافقي بالسهولة دى أنك تقابليني.
أبتسمت ببساطة: لأنى فعلا اتغيرت يا حمزة و اتغيرت جدا كمان، مبقتش نفس وئام زي زمان، مبقاش عندي أي ضغينة أو حاجة جوايا للماضي، دلوقتى بس بقي عندي سلام داخلي بحاول أعيش بيه باقي عمري، الفترة اللي فاتت غيرتني جدا و غيرت نظرتي لكل حاجة حتى اللى كنت عايزه أتغير.
مازال يحدق بها بتعجب: إيه اللي أتغير ؟
رفعت كتفيها بلامبالاة: حاجات كتيرة أهمهم صفات من شخصيتي مكنتش واحدة بالي أنها سلبية وبتأذيني و فيها ضرر ليا ولما بدأت أفكر أحسن بدأت أرتاح أكتر و مبقاش عندي أي شعور سئ تجاه أي حد عايزة بس أعيش مرتاحة.
حدق بها بإبتسامة ثم تردد ولكن قال فى النهاية: يعنى كدة ملناش فرصة تانية سوا ؟
اتسعت عيناها بصدمة: حمزة أنت بتقول إيه ؟ أنت متجوز!
أخفض بصره: أنا طلقت مريم من مدة.
رفعت حاجبها: طب ليه؟
لم يجب بل تنهد ثم قال: يعني ظروف جوازنا مكنتش طبيعية و أنا كنت لسة بحبك و حاجات كتيرة أوى ومقدرتش اظلمها معايا.
أبتسمت وئام وهى تنظر له بتدقيق: حمزة أنت أخدت بالك أنت قولت إيه ؟
عقد حاجبيه: قولت إيه؟
قالت بذكاء: كنت بتحبني, يعني دلوقتي أنت مش بتحبني يا حمزة ودى حاجة أنا متأكدة منها.
قال بإستنكار: ازاي ده؟
وئام بحكمة: زى أي حاجة بنتمناها ومش بنحصل عليها، بيبقي جوانا نوع من الحنين و شعور أننا اتحرمنا من الحاجة دي، زي لعبة مثلا كان نفسك فيها أوي بس مقدرتش تشتريها بيبقي جواك نوع من الحسرة كل أما تفتكرها و بيبقي نفسك فيها أوى وتعيش طول عمرك حزين عليها و معمي عن أي حاجة تانية قدامك، و ممكن تضيع عمرك كله بنفس الوضع ده وتخسر حاجات كتير أوى و أنت مش واخد بالك والله أعلم يمكن لو كانت جاتلك مكنتش حبيتها أبدا، و ده وضعنا دلوقتى أنت من جواك مبقتش تحبني يا حمزة لكن لسة جواك حنين و حسرة على اللى كان بيننا و لأننا طبعا اتفرقنا بطريقة مش طبيعية و لا عادلة وكان فيها وجع لينا إحنا الاتنين مقدرتش تنسي و ده فضل جواك، أفضل حاجة كنت تعملها يا حمزة أنك تتقبل زي ما أنا تقبلت كدة أنه الانفصال كان غلطة مشتركة بيننا كمان مش غلط مامتك وبس، أنا فهمت ده بعد فترة طويلة و الحمد لله أنه فهمته، فهمت أنه العلاقات بتحتاج حاجات أكتر وأهم من الحب علشان تستمر و تنجح و احنا علاقتنا مكنش فيها ده يا حمزة.
كان يحدث بها بذهول لتحليلها الأمر بهذه الطريقة و تابعت بإرتياح: أنا دلوقتى بقيت محتاجة و عايزة حاجات أهم من الحب بكتير، حاجات مش متأكدة إذا كنت هقدر أحسها معاك ولا لا هى الراحة و الأمان.
أبتسمت و تابعت: البنت مننا لما بتتخطب أو تتجوز مش بتبقي عايزة مجرد شخص تحبه لا بتبقي عايزة شخص تحبه و تتسند عليه و تحمي نفسها من الدنيا كلها منه لو حسيت فى يوم بأذي من أي حد، تلجأ له و تفضفض له، تبقي على راحتها معاه، تبقي معاه بشخصيتها الحقيقية بدون أي تكلف ولا تظاهر ولا خوف، أنا عقلت لدرجة أني عايزة الحاجات دى حتى لو كانت من غير حب يا حمزة
لذلك أنا حتى لو بحبك يا حمزة ف أنا مش عايزة أرجع تانى، علاقتنا واللي حصل فيها كان عاطفي و اندفاعي جدا و مرهق نفسيا و الأذى اللي سببته مامتك ليا و لمامتي كان صعب جدا عليا لأني فى النهاية كنت مجرد بنت مخطوبة عايزة تكون أسرة بسيطة مع الشخص اللي بتحبه مكنتش عايزة أكتر من كدة، لكن الحمدلله على كل حال أنا مؤمنة أنه كل حاجة حصلت كانت خير لينا و افتراقنا عن بعض كان بردو خير لينا سواء بتدخل مامتك أو بغيره و التجربة دي علمتني حاجات كتيرة أوى.
بقي ينظر لها مطولا حتى قال بنصف إبتسامة: كل ده يا وئام ؟ أنا عمري ما فكرت كدة، طب والشخص ده هو إبن عمك؟
ضحكت بذهول: عرفت منين؟
حدق بطرف عينيه : يمكن لأنه قاعد يبص لينا وكأنه عايز يقوم يخن*قني أو لأنه حسيت أنه عينك بتلمع وأنتِ بتتكلمي ورأسك و نظرتك بتروح ناحيته و كمان مش بنعرف كل الحاجات اللي قولتيها دي غير لما نمر بتجربة تعلمنا الفرق.
قال بتساؤل: طب أنتِ عارفة أنه بيحبك؟
أومأت برأسها بثقة ف تابع بتعجب: بس عارفة إزاي مش باين عليه حاجة ! قالهالك؟
قالت بحرارة و عيناها تلمع: مؤمن عنده أكتر عادة مزعجة فى الدنيا كلها، هو أنه شخص كتوم مش بيظهر مشاعره، مقالهاش لا بس أنا حسيت بيها، حسيت بيها فى كل مرة حاول يخرجني بيها من حزني، كل مرة كان بيقف جنبي و كل مرة كان بيخاف على مصلحتي وحاجات كتيرة أوى، هو مقالهاش لما كنت مجروحة بعدك، ومقالهاش فى ظروف وفاة ماما و باباه و مش هيقولها وهو شايفاك رجعت لحياتي وممكن تطلب مني أرجع، هو مش هيقولها هيسيب الإختيار ليا أنا.
حدق بها و قد أدرك أنها بالفعل تعني ما تقول أبتسم بقليل من المرارة و قال : ربنا يوفقك فى حياتك يا وئام.
أبتسمت و الدموع فى عينيها: وأنت كمان يا حمزة ربنا يوفقك فى حياتك الجاية، نصيحتي ليك فكر كويس و متخسرش مريم لأنه من إحساسي أنها بتحبك جدا، بتمني لك السعادة حقيقي وأنك تقدر تتحرر من الماضي و تنساه زي ما أنا اتحررت و نسيت.
أومأ برأسه بصمت ف قد كان الصمت أبلغ من الكلام فى تلك اللحظة ثم بعد دقيقة نهضت ف نهض معها.
قالت له بإبتسامة هادئة: مع السلامة يا حمزة.
رد حمزة بهدوء: مع السلامة يا وئام.
خرج حمزة و غادر بينما توجهت وئام إلى مؤمن الذى يحدق بها بحيرة.
قال لها عندما وصلت إلى طاولتهم: هو مشي ؟ كان عايز إيه؟
قالت بمشاكسة: هو أنت مش شايفه وهو ماشي يعني؟
حدق بها بضيق ف تابعت بهدوء: كان عايز يصفي شوية أمور بيننا مش أكتر.
نظرت إلى كارم و قالت بحماس: ايه رأيك نخرج و نروح نأكل آيس كريم ؟
قفز كارم لاقتراحها ب حماس بينما كادت تضحك من شكل مؤمن الذي ينظر لها بتعجب.
حين كانوا يسيرون إلى سيارته قالت له: فاكر لما قولتلك فى يوم لو كنا بنحب بعض و اتجوزنا كان أريح ليا من حاجات كتير ؟
ضيق عينيه وهو ينظر لها وقال بإستخفاف: ايوا و بعدين؟
وقفت أمامه و أبتسمت إبتسامة حقيقية واسعة: إيه رأيك لو نخلي الحل ده حقيقي و واقع؟ يعنى تنقذ بنت عمك و تتجوزها و كدة كدة مش هتلاقي أحسن مني؟
بقلم ديانا ماريا
عاد حمزة إلى المنزل بتعبير هادئ ولم يتحدث مع أحد و صعد مباشرة إلى الشقة، توجه إلى خزانته و أخرج حقيبته يضع بها بعض الملابس بعزيمة.
بعد قليل شاهدت مريم سيارة تغادر و سلمى و أميرة يعودان إلى البيت.
قالت بتعجب ل سلمى: العربية دي كانت موجودة ليه؟ حد تعرفوه؟
جلست سلمى على الأريكة و تنهدت : العربية دى كان فيها حمزة هو اخد هدومه و ودعنا و مشي خلاص سافر.
تجمدت مريم بصدمة مكانها: ايه ؟ سافر!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية قسوة أطاحت بي)