رواية قرار أم نصيب الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد
رواية قرار أم نصيب الجزء الأول
رواية قرار أم نصيب البارت الأول
رواية قرار أم نصيب الحلقة الأولى
بيقولوا ماهر هيخطب.
جملة سمعتها في وسط قاعدة لذيذة في أولها, مع عيلتي وضحك وهزار, وفجأة يحل الصمت والكل يتبلم بعد الجملة اللي اتقالت, وانا … قلبي وقف للحظة ونفسي راح وانا بسمع الجملة دي, اللي متخيلتش اسمعها في حياتي.. مش عارفه أيه التفكير الغريب ده, مهو طبيعي هيخطب ويتجوز, بس يمكن مكنتش مستعدة لها دلوقتي..
ماما بصتلي وبعدين سألت:
– هيخطب مين؟
– بيقولوا واحدة قريبة امه.
الكل بصلي بشفقة وقلق من رد فعلي , وانا جامدة, مش جامدة شخصية, جامدة في ملامحي, لدرجة أن اللي يبصلي يفكر أني مسمعتش, بس انا سمعت… سمعت بقلبي قبل ما اسمع بودني, قلبي اللي بقى مية حتة, وعقلي بيستغرب .. ازاي حاسة بأصعب وجع حسيته في حياتي! ازاي وأنا كنت فاكرة إن وجعي وقت فراقنا عمري ما هحس ربعه مهما حصل! بس شكلي كنت غلطانة..
– مين هيشرب سحلب معايا.
قولتها وأنا بقوم بابتسامة باهتة, والكل بصلي باستغراب, فيهم اللي فهم اني مش عاوزه اسمع حاجه عنه, وفيهم اللي حس إني بهرب, واعتقد باين انهي اصح..
دخلت المطبخ ووقفت اعمل السحلب للكل, وغصب عني انتباهي وودني بره فسمعتهم بيتكلموا..
– عرفتي منين يا سهير؟
سألتها ماما, عشان ترد عمتي..
– قابلت خالته في السوبر ماركت, وكلمتين كده ولاقيتها بتقولي انه رايح يخطب الجمعة الجاية .
– بسرعة كده! دول لسه سايبين بعض من شهرين.
اتدخلت بنت عمتي في الحوار وهي بتقول:
– وهو الراجل بيبكي على واحدة, كلهم قلبهم قلاب في ثانية يكون نسي وشاف غيرها, رغم انه كان يبان عليه أنه بيحب لميا اوي!
عارضتها عمتي:
– مش كل الرجالة يا بنتي, مهو الراجل بني ادم برضو, بس يمكن هو هيخطب اه لكن لسه قلبه معاها مين عارف.
– ولو قلبه معاها مستعجل على الخطوبة ليه؟ ده حتى مستناش أمل انهم يرجعوا.
خرجت اختي عن صمتها وهي بتقول:
– محدش عارف, يمكن مش عاوز يسيب نفسه للحزن, في ناس بتفكر كده, بعدين يا جماعه بلاش كلام قدام لميا في الموضوع لو سمحتوا.
قالت عمتي بزعل:
– والله يا بنتي ما قصدت اضايقها, معرفش ايه خلاني أقول قدامها بس.
– حصل خير يا عمتي.
وانا جوه, ساندة بايدي على الحوض , وحاسة بوجع رهيب, وضيق في صدري لدرجة…لدرجة إن نفسي مش خارج, وعقلي بيسأل سؤال واحد, ازاي قدر ياخد خطوة زي دي؟
وبمكان تاني يبعد عنهم بالضبط شارعين..
في بيت كبير, خاصةً في صالة البيت.. قاعد شاب على كرسي ماسك التليفون في ايده بيقلب فيه بملل, قطعه ظهور اخوه وهو بيقول:
– ايه يا ماهر مش هتيجي معانا ولا ايه؟
– الحقيقة يا محمد المشوار كله مش على هوايا.
– ازاي بس ده احنا رايحين لجدك عشان نعرفه انك هتخطب , ازاي بقى متكونش موجود؟
– عادي, مش شرط.
قعد جنبه وسأله باستغراب:
– مالك يا ماهر؟ هو أنت حد جابرك تخطب؟ مش امك عرضت وانت وافقت!
بصله بجنب عنيه, وسكت, معرفش يقوله ايه, يقوله كانت ساعة غضب منها! من اللي مش قادر ينساها ولا يستوعب انهم سابوا بعض بعد سنتين خطوبة! سنتين فضل مستنيهم عشانها, عشان تكمل دراستها وما صدق خلصوا, عشان يتفاجئ بيها جاية تقوله يستنى تاني عشان جالها منحة سفر! غضب من انها اختارت المنحة لما خيرها بينه وبينها, حصلت مشكلة كبيرة بينهم وقتها.. وبين عناد الطرفين, وإصرار كل واحد على موقفه.. انتهى الأمر.
– مش مرتاح, حاسس اني بغلط وحسبتها غلط.
– بصراحة, أنا حاسس انك اتسرعت يا ماهر, واستغربت لما لاقيتك وافقت على الارتباط بالسرعة دي.
– ناري قايدة منها, لحد دلوقتي مش قادر استوعب اللي عملته, وحاسس اني عاوز احرق قلبها زي ما حرقت قلبي.
ما هي كمان اكيد بتعاني.
– بتعاني؟ لو بتعاني مكانتش عملت اللي عملته, دي هي السبب, هي اللي اختارت تبعد لما فضلت منحتها عليا!
– بصراحة مش فاهم حكاية المنحة دي, شايف ملهاش لازمة قصاد علاقتكوا ومستقبلكوا.
– هي شايفة ان علاقتنا ملهاش قيمة قصاد منحتها, تخيل! سنتين من عمرنا ضيعتهم في لحظة عشان حلمها اللي بتجري وراه.
– ما كنت صبرت يمكن كانت غيرت رأيها.
بصله بغضب وقال:
– استناها لحد ما تشفق على علاقتنا وتغير رأيها؟ كنت عاوزني افضل مركون على الرف لحد ما هي اللي تقرر هنكمل ولا لا؟ غير انها قالتها في وشي.. أنا مش هرفض المنحة عشان أي حد , هستنى ايه تاني؟؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قرار أم نصيب)