رواية قد انقلبت اللعبة الفصل العشرون 20 بقلم إسراء الشطوي
رواية قد انقلبت اللعبة الجزء العشرون
رواية قد انقلبت اللعبة البارت العشرون
رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة العشرون
عنوان اللعبة العشرون –« - رأيت في عينيكِ موجًا لا يُقاوم فأبحرت .»
| قَد أكون قادرًا علي إسكات تلك الأصوات التي تنبع من الداخل ؛ لَكن كَيف يُمكنني إسكات نبضات قلبي الهائجة ، فأنا علي وشك الجنون من هذا العبث الداخلي أشعُر أن الدمار هو شخص يَحتل كياني بأكمله حتي يؤلمني أصاب الدمار حياتي ، لَم اعُد قادرة علي هذا أريد مُعانقتك حتي أشفي جراح قلبي من البُعد ؛ ما يؤلمني حقًا هو أنك لم تتذكرني بعد فترة طويلة من انفصالنا .. كثيرا ما كُنت أتخيل لقاءنا ، لَكنني لَم أتخيل أن يكون لقاءنا جاف غير مَرضي لي .. وفي الوقت الحالي أحاول الوصول إلى قلبك مرة أخرى ، لكنك لا تُساعدني تتهرب ، أشعُر بحُبك ، لَكن يَجب علي السعي لتتذكر من أنا .. ف أنا الحياة لك صدقني هكذا أعتدت أن تَقُول ، يُمكنك مُساعدتي في إخبارك بطريقة مُنمّقة أنك بداخلي ، على الرغم من المسافات والبُعد والأشياء السيئة التي حدثت لكُلًا منا وقلة الكلام الذي صار بيننا ، كيف اقول لك أن حُبك ثابت في قلبي ولم يتزحزح ولو سنتيمتر؟ .|
#بقلمي
فَتحت عيناها تَنظُر إليه لترآه ما زال علي نفس حالته ولَكن دموع غزيره علي وجهه ، رَكضت إليه وقلبها ينتفض من قلقها ، وَضعت يدها علي كتفيه تُساعده في النهوض:
– قاسم قاسم فوق يا قاااسم
جلست علي طرف الفراش وتحاملت علي جسدها كي تَرفعه لتسند ظهره علي الفراش إلي أن فعلتها وبدآت في ضرب وجنته بخفه لمُدة دقائق معدودة ولَكن مَرت عليها وكأنها سنين إلي أن بدأ في تحريك عينيه بَبُطء شديد إلي أن فَتحهُم بالكامل ، بمُجرد فَتح عيناه سَحبته داخل أحضانها تُربط علي ظهره وهي تَبكي بشهقات مُتتالية.
تحدث معها بعدما أستفاق من الحلم الذي زاره اليوم قائلًا وهو يُربط علي ظهرها:
– بتعيطي ليه إي اللي حصل بس ؟!
قالت من بين شهقاتها:
– خ .. خوفت ل .. لما ما .. ماردتش عليا
طَبع قُبلة علي شعرها رعشة سارت في جسدها وجسده لا يَعرف لما شعر أن يوجد رباط بينهُم غير الأخوة كُلما أقتربت إليه يَشعُر بأحاسيس غريبة من المفروض أن لا يَشعُر بها ف هي شقيقته بمُجرد شعوره بهذا وتفكيره أن لا يتوجب عليه التفكير بها هكذا ، دفعها بعيدًا عنه لتسقط علي الأرضية رَفعت عيناها إليه بصدمة مما حدث لتراه يُحرك يداه علي شعره بعصبية ، نَهضت وهي تقترب إليه تُردف بهدوء:
– ف حاجة حصلت ؟!
أردف بعصبية مُفرطة وما زال يَغلق عيناه قائلًا:
– أطلعي برا
صُدمت من حديثه ولَكن أردفت وهي تَمد كفها تتلمس وجهه:
– قا…
قَطع حديثها بعدما دفع يدها قائلة بغضب:
– أطلعي وسبيني لوحدي دلوقتي عشان مأذكيش
رَفعت حاجبيها بغضب حقيقي من طريقة تعامله معها حينها قررت الحديث بدون تفكير فيما سيترتب عليه هذا الحديث مع حالة قاسم قائلة بنبرة حادة:
– زي ما أذتني قبل كده
حرك عيناه بعدم معرفة لتُكمل حديثها بنفس الحدة:
– لما ضرب*تني بالحزام وكسر*ت أيدي و صوابعي وقطعت شعري ف إيدك هتعمل كده ولا المرة دي هتمو*تني وهتنسي وعدك ليا أنك مُستحيل ترفع إيدك عليا تاني ، وجاي دلوقتي ترفعها وتزُق أيديا ، ليه ما عرفش !
قالت أخر كلمة وهي تَرفع يدها لأعلي قليلًا.
صَدمة مع تَفكير في مُحاولة تَذكر الموقف التي تَحكيه ، ل تُهاجمه ذكريات تعود إليه ولَكن مُشوشة بدون رؤية واضحة رَفع يداه علي رأسه يَضغط عليها ل عله يُهدي من ألم رأسه الذي أحتاجه يَشعُر بألم يَصعب عليه شَرحه وكأن شيئًا صَلب يَهبط علي رأسه عدده مرات مُتتالية إلي أن كَرمش وجهه أثر الألم ، عند تلك النُقطة رَكضت إلي الأدوية الخاصة به وسحبتها وهي تفرغها بيدها .
أقتربت إليه تدسها بفمه ثُم سَحبت أنينه مياه ليرتشف منها القليل حتي يبتلع الأقراص ،ثُم حاوطت خصره بيدها بدأ صدره يعلو ويهبط وعيناه تنقلب بشكل مُخيف إلي أن هدأت ضربات قلبه واستقرت رأسه علي كتفها ، تنهدت براحة لتُرجعه بخفه حتي يتسطح علي الفراش .
نَهضت وهي تَشعُر أن ذراعها انخلع أثر سَحبها لجسده ، مَسدت علي ذراعها وهي تمشي بإتجاه الأريكة إلي أن رَمت جسدها عليها ، أغلقت عيناها في مُحاولة منها أن تنام قليلًا ، ولَكن للهاتف رأي أخر ليرن الهاتف سَحبته من حقيبتها تَرد وهي مُتسطحة ليأتي إليها صوت أروي:
– فينك يا هانم مش بتيجي الشُغل ليه و ولا بترُدي عليا
رَفعت يدها تُغرزها بشعرها قائلة:
– أفهمك بعدين
أروي بنبرة غضب:
– تفهميني إي يا نيلة ده المُدير طَردك
عضت شفتها السُفلية قائلة:
– كُنت مُتوقعة والله ، هو أنا بقالي كتير مش باجي
أروي: هشتمك ، أنتي فين عايزة أشوفك
إيلا: أنا ف الشفت الليلي ف المُستشفي
أروي بصدمة:
– شفت إي أنتي قِلالي أنك ف تدريب هناك مش بتشتغلي
إيلا: حصل حاجات كتير أنتي ما تعرفهاش أما أشوفك احكيلك
أروي: أعدي عليكي أنا وأنس
إيلا: تعرفوا
أروي: أحنا لسه مخلصين شُغل
إيلا: ليه كُل ده
أروي: النهاردة اليوم كآن زحمة بشكل مش طبيعي مش فاهمة في إي ، المُهم لما نوصل هرن عليكي تنزيلي
إيلا: تمام
أغلقت معها وهي تُحرك عيناها علي هذا النائم شَردت فيما حدث إليهُم مُنذ اعترافه إليها ، وما عليها أن تفعله الآن كي تُدافع عن حُبهُم ف هي لن تتركه إليها ولا لغيرها ف هو من علمها الأنانية ف الحُب وهي تعبت من الفُراق لا تُريد الابتعاد عنه ، تَعرف أن جلال لن يوافق بالأساس علي حُبهُم ولَكن ستنتظر عندما تعود ذاكرة قاسم ، حينها سيُحارب معها من أجل حُبهُم ف هذا ليس خطئهُم ف من البداية هُم من يحملون الوزر عندما تبنوها وأخفوا عنها السر ، أما عن قاسم ف هو مثل الكثير من الشباب التي تتعرض لهذا الموقف نَضج ليرآه قلبه يتحرك إليها لَم يتخطاه حدوده ولَكن مشاعره تحركت إليها ونسي أو تجاهل أنها أمام الجميع شقيقته ، تعرف أنهُم من سيدفعون ثمن حُبهُم بالنهاية ولَكن هل الثمن سيكون مُكلف كثيرًا أم الثمن حياة أحدهُم لا تعرف !
* داخل حديقة المُستشفي
تَجلس إيلا مع أروي وأنس علي أحدي المقاعد ، تَسرد لَهُم ما حدث بأختصار ، لتمد أروي يدها تُقرص ذراع إيلا قائلة ببعض من الغضب:
– كُل ده حصل وأنا أخر من يعلم
رَفعت إيلا كفها تُحكها ب معصمها قائلة بألم:
– يا غبية إنتوا أول من يعلم
أروي بغيرة أصدقاء:
– والله عايزة تفهميني نسرين و روبي ما يعرفوش حاجة
إيلا: والله ما يعرفوا حاجة
أروي: طب هتعملي إي لو أبوه خدوا وسافروا
شردت إيلا قليلًا ثُم قالت:
– هسافر وراهُم مش هسيبوا يضيع من أيدي تاني
ابتسمت أروي قائلة:
– هو ده اللي كُنت مستنياه منك ما تسمعيش لحد وأنسي اللي حصل لحد ما يسترجع ذاكرته و وقتها اتكلموا
أومأت إليها بالإيجاب قائلة:
– هو ده اللي هعملوا بس هو يقوم بقي
أنس: هيقوم بس أنتي هتعملي إي ف حوار الشُغل
أروي: تشتغل ليه وأهلها جمبها يا بني
إيلا: لااا يا أروي أنا هدور علي شُغل وأشتغل مش عايزة حاجة من حد أنا حابة أعتمد علي نفسي
أردف أنس بنبرة تشجيع قائلًا:
– أنا موافقك ف الرأي
أروي: يا بني أسكُت أنت بالعكس تقرب منهُم عشان تصلح اللي حصل
إيلا: لا يا أروي بالعكس اللي أنا هعمله ده الصح
أومأت إليها أروي قائلة:
– اللي يريحك بس أنتي بتفضلي هنا مطبقة يا بنتي
إيلا: ده من ورا جلال بيه
أروي وأنس بصدمة:
– جلال بيه
إيلا: ااه جلال بيه أكيد مش بعد كُل اللي حصل هرجع أقوله بابي عادي
أروي: مم يعني هُما ما يعرفوش انك مطبقة
إيلا: لاا طبعا يا بنتي ده راح أشتكى مني لدُكتور ألفريد
أروي بصدمة:
– نعم ! بتهزري
إيلا: اه والله لولا أنُه عارفني وواثق إني شاطرة سابني
أنس بقلق:
– طب حذري يا إيلا
نَظرت إليه قائلة:
– أحذر من إي
أنس: خلي بالك مُمكن ينفذ تهديده
إيلا: ما عتقدش أنا مقدره أنُه مصدوم بس لمًا قاسم يفوق كده ونتكلم معاه سوا أكيد هيوافق
أنس: يمكن بس حذري باردو
إيلا: ما تشغلش بالك المُهم روحوا عشان متتأخروش عن كده
ودوعوها ثُم نَهضوا يُغادوا المُستشفي أما عنها صَعدت لأعلي .
* داخل فيلًا عز
يَجلس في حديقة الفيلًا بعدما أوصلوا حُراس داوود هو وحُراسه يُحاول الإتصال ب داوود حتي يفهم ما حدث ؟ ولَكنه لا يُجيب إلي أن تَحرك لأعلي يأخذ قسطًا من الراحة .
* داخل قصر داوود
دَلف القصر وعلي يديه يَحمل حنان لتُقابلة زوجته سوزان نَظرت إليه من أسفل لأعلي قائلة:
– المجنونة دي اللي مغيراك من ناحيتي الفترة دي مش كده
تجاهلها وصعد لأعلي قائلًا:
– أستني ف الاوضة هطمن عليها و هجيلك نتكلم
نَظرت إليه بغضب وهي تراه يَصعد الدرج بعدما أختفي داخل جناح الذي أمر بتحضيره مُنذ أمس ، لتصعد علي الدرج بغضب مُتوجهه إلي غُرفة مي ، فَتحت الباب بعصبية وأغلقته لتنتفض مي ، تحدثت سوزان بغضب قائلة:
– قعدة طول اليوم زي البومة و ولا همك إي اللي بيحصل برا
سَحبت نفس من السيجارة القابعة بين أصبعيها قائلة بتجاهُل:
– حصل إي بس ؟
أردفت سوزان قائلة:
– أبوكي جايب عشيقته المجنونة البيت ومش همه حد هيضيعنا بجنانه
نَفثت دُخان السيجارة قائلة:
– إزاي عشيقته ومجنونه ف نفس الوقت
أقتربت إليها قائلة غضب:
– بتهزري وأنت هشيط قُصادك
أعتدلت في جلستها قائلة:
– عايزاني أعمل إي ؟
جلست بجانبها قائلة:
– نحاول نوصل لأهل الست دي
رَفعت حاجبها قائلة:
– أنتي عايزة بابي يقتلني أنا وأنتي مش كده
سَحبت السيجار من يد مي تَسحب نفس قوي قائلة:
– طب إي الحل ؟
مي: بُصي يا مامي بلاش اللعب أنتي عارفة بابا قال إي لو حد بس حاول يقرب من الجناح بتاعها لو حاولنا ندور وراه دي هتكون نهايتنا ، خلينا ساكتين أحسن ليًا وليكي
تنهدت بضيق وهي تُنفث من السيجارة قائلة:
– أنا مش مُتخيلة أنه يجي يعترفلنا أنه بيحب واحده وهيتجوزها لاا وكمان كانت ف مُستشفي المجانين
مي يلا مُبالاة:
– مالناش دعوة خلينا ساكتين بالله عليكي أنا عايزة أفضل هنا مش عايزة أروح ل عز
نَهضت وهي تُطفأ السيجارة قائلة:
– أنا رايحة أوضتي أستنا علي ما يخلص مع الهانم
ضَربتها علي رأسها قائلة:
– أقفلي الباب عليكي مش ناقصة يدخُل ويلاقيكي بتشربي وقتها فعلًا هيبعتك ل عز
أومأت إليها ، لتخرج سوزان لتركُض مي تَغلق خلفها الباب ، سَحبت الهاتف تتحدث مع الديب
مي: طمني عملت إي ؟
الديب: كُله تمام المُهم حد جه ناحيتك
مي: لاا خالص ، بابي جيه وجاب معاه الست اللي قولتلك عليها أمبارح أنه هيتجوزها علي مامي
الديب: شوفتيها ولا لسه
مي: لسه
الديب: طب لو حصل جديد كلميني
مي: هو أنا مش هشوفك
الديب بمُحالة من الهروب:
– هظبط الدُنيا وهكلمك سلام مؤقتًا
مي: سلام
* داخل جناح حنان
تتسطح علي الفراش بملامح مُنهكة وهو يَجلس أمامها يَشبع عينيه بملامحها تغيرت كثيرًا ولَكنه ما زال يعشقها ، نَهض بعدما جاء إليه طريقتان علي الباب .
خرج من الباب وأغلق خلفه الباب قائلًا:
– هو أنا مش قولتلك متهوبيش ناحية الجناح
سوزان بضيق:
– جيت أشوفك أنتَ أتاخرت
الباشا: غيرت رايي مش هنتكلم النهاردة بُكرة يلاا
صَكت علي أسنانها بغضب:
– داوود اللي أنت بتعمله ده غلط
الباشا ببرود:
– وقفتك هنا اللي غلط وفيها خطورة علي حياتك
نَظرت إليه بأعيُن مُشتعلة ثُم تحركت غادرت المكان مُتوجهه لغُرفتها .
دَلف إلي الغُرفة وتسطح بجانبها علي طرف الفراش تاركًا مسافة بينهُم حتي لا تُخاف عندما تستيقظ ظَل ينظُر إليها طوال الليل إلي أن دَلف لنوم مُريح لأول مرة في حياته بعدما أطمئن أن حبيبته عُمره بجانبه.
* داخل الملعب الليلي للديب
يَجلس هو والشيمي الغاضب وبشده
رَفع الديب الكاس علي فمه يرتشفه دُفعه واحده قائلًا:
– ما خلاص بقي بطل دراما ما أنا خليتك تطمن عليه لحد ما قام هو وحُراسه وركبوا العربيات ومشيوا
رمي إليه نَظرة قائلًا:
– والله هو ده اللي لحظته ما شوفتش اللي حصل والعربيتين اللي أنقذتهُم غير الحُراس اللي نقلوهم في عربيات تانية مُجهزة ف حاجة حصلت من وراهُم .
الديب ببرود:
– اللي حصل أنهُم خلونا نلعب بس علي طريقتهُم وبدل ما أحنا كُنا أبطال اللعبة هُما ساقونا من البداية لحد ما جابونا مسرح الجريمة نتفرج علي لعبه من أنتأجهُم.
الشيمي بصدمة.
– طب ما أنت فاهُم كُل حاجة اهو ، أومال إي البرود اللي بتتكلم بيه .
الديب: مش هحرق دمي وأخليهُم يكملوا اللعبة ، أنسي اللي حصل أحنا باردو مَطلعناش خسرانين الجولة كاملة أحنا ااه ما عرفناش نشككه ف عز بس فجرنا المصنع وده يتحسبلنا.
الشيمي: هموت وأعرف عرف منين ، معقول مي باعتك
الديب: ما عتقدش دي هبلة وعايزة تقابلني كمان وأنت اللي بفكسلها.
الشيمي: طب خاف من الهبلة.
الديب: بُص دلوقتي تعالي نطلع نبات ف الفُندق أنا مش قادر أروح ولما نصحي هفهمك إي اللي بفكر فيه.
نَهضوا سويًا وصعدوا وكُلًا منهُم دَلف إلي جناحه الخاص ف الديب يَعطي للشيمي جناح خاص بي إذا أحتاج إن يأتي في إي وقت يأتي بدون استئذان أو حجز.
* داخل غُرفة قاسم تحديدًا الساعة العاشرة والنصف
دَلفت إيلا الغُرفة وفي يدها فنجان قهوة ف هي لَم تنم ، ارتشفت من الكوب ثُم وضعته علي المنضدة وسحبت ريموند ليفتح الستائر وتضغط علي الزر لفتح الستائر لملء الغُرفة بالأضواء الطبيعية .
تَوقف بعدما جاء إليها صوت قائلًا بنبرة نعاس:
– صباح الخير
ابتسمت وهي تستدير قائلة:
– صباح الفُل والياسمين علي العسل بتاعي
رَفع حاجب قائلًا:
– عسل !
سَحبت كوب القهوة وتقدمت إليه قائلة:
– طبعًا عسل
قَطع حديثهُم طرقة علي الباب ثُم دَلفت زينب ، لتردُف إيلا بمرح:
– خلية النحل بذات نفسها جت
زينب بعدم فهم:
– خليه نحل إي يا بت
قاسم: بنتك بتقول عليا عسل وأنتي الخلية
إيلا بضحكات مُتفرقة:
– دي ملكة مش خلية وبس
أقتربت زينب طَبعت قُبلة علي خد إيلا ثُم تحركت إلي قاسم تَطبع قُبلة علي خديه الإثنين قائلة:
– أخبارك النهاردة إي يا حبيبي ، افتكرت حاجة
أومأ إليها بالنفي ، لتتحرك إيلا للخارج وهي تُردف بقول:
– خليكي يا مامي معاه علي ما أشوف الفطار اتاخر ليه
أومأت زينب إليها ، لتُغادر إيلا بعدما خرجت تحدث قاسم قائلًا:
– زوزو أنا مديت أيدي علي إيلا وتسببت ف كسر ليها
زينب: مين اللي قالك الكلام ده بس
قاسم: يعني ده حصل
زينب: ااه بس أنت دوننًا علي الذكريات تفتكر اليوم المشئوم ده
قاسم: طب احكيلي إي اللي حصل بالتفصيل
بدأت زينب في سرد تفاصيل هذه الليلة جميعًا من بداية خُطوبته علي ديما إلي تعرضه بالض*رب ل إيلا
قاسم: أنا وديما كُنا مَخطوبين
زينب: ااه يا حبيبي وسبتوا بعض ورجعته تاني ديما اللي بلغتنا
قاسم بدهشة:
– وأحنا سيبنا بعض ليه
زينب: كان حصل مُشكلة بينك وبينها عشان إيلا بس تفاصيل أنت ما قولتش
قاسم بحيرة زيادة:
– مم ، هو أنا علاقتي مع إيلا كانت إزاي
زينب: عادي زي إي أخوات بس أنت كُنت بتغير عليها اوي ده أنت كُنت بتغير عليها من أبوك
قَطع حديثهُم دخول إيلا تَجُر امامها طاولة الطعام ثُم أغلقت الباب برجلها قائلة بدندنه:
– مين اللي هياكُل كُل الأكل ده هم هم
قاسم: أمك
زينب بصدمة وهي تصفعه علي كتفه:
– نعم !
قاسم: أسف يا زوزو بس أنتي شايفة ظرافه بنتك
زينب: ظرافه مين دانا بنتي قمر
إيلا: عرفت منين أنك بتقولها يا زوزو مش ماما
ضَحكت زينب قائلة:
– أنا اللي قولتلوا يا روحي
جَلست علي طرف الفراش قائلة:
– ااه إذا كان كده ماشي
قَطعت لُقمة من الخُبز ووضعت بها جُبنه ودستها داخل فمه وملئت لُقمة أخري تَقول وهي تُقربها من فمه:
– توت توت القطر ده رايح فين
صَك علي أسنانه وسحب اللُقمة من يدها وديها داخل ثغرها قائلًا:
– رايحة عند الهبلة ، مَردتش أقول عندك يا زوزو
ابتسمت زينب علي مُشاجرتهُم ، إلي أن أنتهي قاسم من تناول الطعام
قاسم: هو بابا كُل ده عند الدكتور
زينب: مش عارفة والله يا بني هقوم أشوفوا
نَهضت زينب وتحركت خارج الغُرفة ، ليسحب قاسم كف زينب بين يديه قائلًا:
– أسف مرة تانية علي اللي حصل زمان
نَظرت إليه قائلة:
– هي مامي حكتلك حاجة
قاسم: ايوة أنا اللي طلبت منها ، بس مين عز ده وإزاي تعملي كده
إيلا: هي حكتلك إي بالظبط !
قاسم: أنكِ كُنتي تعرفيه ونزل ليكُم صور وأنتوا مع بعض
إيلا: مَقلتلكش أن اللي وصلك الخبر ده ديما
قاسم: لا إي علاقة ديما بالموضوع ده !
إيلا: يوم الخطوبة أنا ما قدرتش أكملها وطلعت سهرت مع عز والصحافة لقطت لينا صور وهو بي .. بيحاول ي .. يقرب مني وديما آما شأفتها بعتتهالك
قاسم: وأنتي ما قدرتيش تكملي الخطوبة ليه
إيلا: ما عرفش بس وقتها كُنت غيرانه عليك اوي أصل ما كُنتش قابلة أنك تسبني وتُخطب
قاسم بعدم فهم:
– مش فاهم تدايقي ليه من خطوبتي ده مصيري ومصيرك أنتي كمان
إيلا: وأنت ادايقت ليه وقتها وضر*بتني مش بس كده دانتا منعتني إنِ أشوف عز تاني
قاسم: ف فرق دي خطبتي أما ده مش خطيبك
إيلا: كان عايز يجي يُخطبني وأنت رفض ووقتها قولتلي إنِ مش هتجوز خالص وأنك مُستعد ما تتجوز وتفضل معايا
صدمة احتلت قاسم لا يَعرف معني حديثه لماذا يفعل هذا ؟
نَظرت إليه ف هي تستغل تلك النُقاط حتي يتذكر سريعًا ، ظَل صامت لتُقاطع حديثه قائلة:
– طب أنت مش فاكر سبب فسخ خُطوبتك من ديما
حرك رأسه يمينًا ويسارًا ، وَضعت إيلا يدها علي صدره مَوضع قلبه تحديدًا قائلة:
– عشاني أنت سبتها عشاني أنا وكُنت مُستعد تخسر العالم كُله عشاني
قاسم بحيرة أكبر:
– هو أحنا ع .. علاقتنا كانت إزاي مش فاهم
إيلا: عادي زي إي أخوات بس أحنا مُختلفين بنحب بعض اكتر ومُتعلقين ببعض زيادة .
قاسم: وده عادي
إيلا: ااه عادي
قَطع نَظراتهُم وحديثهُم دخول جلال وخلفه زينب بدون طرقات علي الباب ، لتسحب إيلا يدها من علي صدر قاسم علي الفور ، ولَكن جلال كان رآها نَظر إليها بغضب تلك النظرة ألتقطها قاسم وهذا جعله يَشُك أكثر بالأمر .
أقترب جلال وجلس علي المقعد بجانب فراش قاسم يردف قائلًا:
– عامل إي ؟
قاسم: الحمد الله أحسن
حَرك عيناه علي إيلا ولَكن حديثه موجهه ل قاسم:
– ما فيش حد بات معاك امبارح
نَظر قاسم إلي إيلا وهو يَتذكر حديثها.
* Flash back
إيلا: قاسم لو بابي أو إي حد سألك مين اللي بيكون معاك ف شفت بليل قول أن سمر اللي بتفضل معاك
قاسم بعدم فهم:
– ليه يعني
إيلا: عشان بابي لو عرف ده هيزعل مني لأنه بيخاف إنك تتعب ولا يحصل حاجة وأنت ما عرفش أتصرف وأنت عايزة أفضل معاك فهمت
أومأ إليها بالإيجاب قائلًا:
– طب وسمر دي أنتي ضمناها
إيلا: ااه دي صديقة ف التدريب وأنت مفهماها
* back
جلال: قااسم أنت سامعني
حرك عيناها إليه قائلًا:
– سمر أسمها سمر
جلال: سمر ااه تعرفيها يا إيلا
عضت شفتها قائلة:
– معرفة سطحية بس هيا شاطرة متقلقش
جلال بنظرة ذات معني هي تَفهمها:
– أنا مش قلقان أبدًا
نَهضت إيلا بتوتر قائلة:
– أنا هروح أأ .. أجيب قهوة بدا اللي بردت ع .. علي ما تكون أرتحت عشان النهاردة ه .. هتتمرن أأ .. أقصد هتبدأ تمرينات علي رجلك
انسحبت علي الفور خارج الغُرفة تحت عين جلال .
قابلت ياسر عند خروجها ليوقفها بعدما رآه احمرار وجهها مع تَصبُب العرق مسك معصمها قائلًا:
– مالك وشك أحمر ليه كده !
تنهدت وهي تُلوح يدها علي وجهها قائلة:
– بابي أقُصد جلال بيه شكلو شك إني ببات مع قاسم
ضَربها بخفه علي رأسها قائلًا:
– جلال بيه ! مجنونة والله روحي شوفي هتعملي إي وهدخُل أشوف الدُنيا جوه عاملة إزاي متقلقيش
أومأت إليه ثُم غادرت علي الفور إلي المرحاض ، دَلف ياسر بعدما طرق علي الباب عده طرقات ، ليردف قاسم قائلًا مع دخول ياسر:
– أدخُل يا أهبل خلاص حفظت هبلك أنت والهبلة التانية.
ضَحك وهو يَغلق الباب ثُم دَفع جسده بجانب قاسم ، ضَر*به قاسم علي كتفيه قائلًا:
– بغل بيُقعد
زينب: بُراحة يا ياسر الواد لسه تعبان
ياسر: تعبان إي بس يا زوزو ده صحته حديد فات ف الانفجار وقام زي القرد
زينب: يخربيتك الله أكبر ف عينك
ضَحك قاسم قائلًا:
– يا عم ركز معايا عايزك تحكيلي طبيعة الشُغل والدُنيا أنا ذاكرتي ميح
ياسر: هحكيلك بس ع الله يطمر
قاسم: أخلص
بدأ ياسر في سرد طبيعية شُغلهُم وما يَحدُث ، أما عن جلال كآن مُنشغل في هاتفه يتواصل مع أكبر القاعات حتي يُجهزون حفلة خُطوبة قاسم وديما يُريد الاستعجال قبل أن يتذكر قاسم شيئًا.
* داخل منزل جاسر وسارة
في الداخل علي كُرسي مُتحرك يَجلس جاسر جَسده بأكمله يؤلمه بعد جلسه اليوم ف كانت عُبارة عن المشي علي قدمة عن طريق العُكاز تحامل كثيرًا علي جزعة الأيمن … ألم بَشع يُفتت عظامه والأبشع أنه لا يَقدر علي الحركة بضع سنتيمترات حتي يأتي ب علبه الدواء أغلق عيناه لبضعة دقائق حتي يتحامل علي يداه ويضغط علي زر المشي لَكنه حقًا عاجز علي هذا .. ظَل هكذا دقائق ، إلي أن سَمع صوت دقات علي باب الغُرفة ثُم دَلفت سارة بوجهها البشوش تتقدم إليه وهي تُدندن ببعض ألحان ولَكن بطريقتها الخاصة:
-هكتب علي الاستوري خاص ممنوع دخول أصحاب أصلي بقي عندي اللي أحسن منهُم خلاص ملك كياني .
ابتسمت وهي تَضع صينية الطعام علي الطاولة قائلة:
-إي رأيك ف اللحن اللي لسه مألفاه بفكر اعملك أغنية تعبر عن حُبي ليك وأنت تنتجها
رَفع حاجبه قائلًا ببعض الصعوبة ولَكن يوجد تَحسن قليلًا:
-بِج .. د لِس ..ه مأ .. لفاه ( بِجد لِسه مألفاه )
حكت أصبعها بأنفها قائلة بغرور:
-طبعًا يا جيسو أنت مستقل بيا ولا إي
جاسر: ب..س ال ..لح .. ن ب .. ال ..كل .. ما .. ت حا .. سس إن .. ي سم ..عت ..هُم .. قب ..ل ك .. ده (بس اللحن ب الكلمات حاسس إني سمعتهُم قبل كده ).
ضيقت عيناها وهي تَحُك يدها علي ذقنها قائلة:
-معقول صاصا سرقها
رَفع حاجبه قائلًا:
-والل..ه أن ..تي شا ..ي .. ف .. ان ..ي أفغ ..اني.. ي .. يا ب .. ت ( والله ! أنتي شايفاني أفغاني يا بت ) .
سَحبت مقعد وجلست بجانبه ثُم مدت يدها وسحبت علبة الدواء قائلة وهي تَجلس:
-صدقني يا جيسو اللحن بتاعي وهُما سرقوا
جاسر: اا .. ه م .. ا أن ..ا عا..رف ( ااه ما أنا عارف)
فَتحت علبه الدواء تُفرغ قُرصان منها قائلة:
-أوعي تكون أخد الدواء
حرك رأسه يمينًا ويسارًا ، لتُقابلة بابتسامة علي وجنتها وهي تُردف:
-ايوة كده لو سمحت ماتجيش جمب الحجات اللي تخُصني
نَظر إليها وعلي وجهه علامة أستفهام ، لترد عليه قائلة:
-أنت تُخصني وكُل حاجة تُخصك يبقي تُخصني مفهوم
إبتسم إليها بحُب لتدس أقراص الدواء في فمه ثُم تَرفع كاسة المياه علي فمه ليرتشف منها ثُم بدأو ف تناول الطعام كانت تطعمه بيدها .
( سارة تَعرف أن يوم الجلسة حالة جاسر النفسية تَكون مُرهقة أمًا جسده يُفتك من كثرة الآلام لهذا تَقوم بتحضير الطعام قبل اليوم وتتركه علي التسخين فقط وتظل معه طوال اليوم لهذا دَلفت وهي تُدندن حتي تُخفف من آلامه كي لا يُشعر بعجزه ف هي تعرف التعامل معه بطريقتها).
* داخل المُستشفي
داخل غُرفة العلاج الطبيعي ، يَقُف قاسم في المُنتصف وبجانب الإيمن والإيسر يوجد عمود عريض بحديد يَسند يديه عليه ويَسير ببُطء وأمامه إيلا تُحاوط خصره بيدها الإثنين تُساعده علي الحركة للأمام وعندما يَعود تُحاوط خصره من الخلف ليكون ظهره مُقابل صدرها .
إيلا بخوف عليه:
– كفاية يا قاسم
قاسم بنهجان:
– لااا هكمل أنا عاوز أقوم علي رجلي بسُرعة زهقت من قعدة المُستشفي
إيلا: مَعلش أستحمل بس لحد ما تتحسن
وَضع يداه علي كتفيها لتنظُر إليه بتوتر قائلة:
– بتهزر
قاسم: عايز أصعب التمرين ونشوف هتقدري استحملي أخوكي ولا لا هسند علي كتفك وأمشي وأنتي إيدك علي وسطي
إيلا بخوف:
– لاا لاا أستنا أنادي ياسر أحسن أنا خايفة تُقع ولا يحصل حاجة
قاسم: يعني مش عايزة تساعدي أخوكي
أفأفت بضيق قائلة لذاتها:
أخوكي أخوكي يخربيت كده
قاسم: هاا قولتي إي
رَفعت عيناها إليه تَصُك علي أسنانها قائلة:
– موافقة
تحرك بَبُطء وكفيه الإثنين علي كتفيها وهي تَضع يدها علي خصره ورأسها عند موضع قلبه ، ظلوا هكذا إلي أن نَظر قاسم علي وضعها بخُبث قرر أن يخفيها ليميل جسده للأمام وكأنه سيسقُط ، شهقت إيلا بخوف وحاوطت خصره بيداها الإثنين ودست رأسها داخل احضانه كان الوضع أنها تَحضتنه كطفلة خائفة من شبح خلفها.
ضَحك قاسم بصوت مُرتفع قائلًا:
– عليكي واحد يا بت أنا زي القرد صقر زي ما ياسر قالي
ظَلت علي وضعها لا تتحرك ، مَدت يداه يُحاول رفع وجهها لا استجابة تَدسه أكثر داخل أحضانه ، ظل يُعافر إلي أن رفع وجهها خفض نظره إليها لقصر قامتها قائلًا بعدما راه دموعها:
– إي ده مالك بس !
رَفعت عيناها إليه وما زالت تُحاوطة قائلة بنبرة مليئة بالبحة مع صوتها الطفولي:
– أمسح دموعي ل سيبك تُقع
ضَحك وهو يُزيل دموعها بأطرافه ثُم طبع قُبلة علي شعرها قائلًا:
– طفلة اوي
نَظرت إليه بجراءة لا تُناسب ملامحها قائلة:
– طفلتك
كرمش وجهه بصدمة من قولها ، لتشعُر بهذا أخفقت بصرها بإحراج قائلة:
– كفاية كده يلا تعالي اوديك أوضك عشان تنام
سَحبت الكُرسي المُتحرك وجلس عليه ثُم تحركوا إلي غُرفته وساعدته هي وياسر في الجلوس.
كادت أن تتحرك للخارج ليوقفها حديثه:
– رايحة فين
استدارت إليه قائلة:
– هروح مشوار وهاجي بليل
قاسم: رايحة فين
بلعت ريقها قائلة بكذب:
– ر.. رايحة ال .. السكن
قاسم: سكن إي
فَركت يدها بتوتر قائلة وعيناها علي ياسر حتي يُنقذها ، ليردف ياسر قائلًا:
– السكن اللي هيا ساكنة فيه ما إيلا دراستها هنا بأمريكا مش ف مصر
أومأ قاسم قائلًا:
– ااه فهمت تمام روحي يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك
نَظر لياسر قائلًا:
– طب ما تروح معاها
إيلا: لا أنا مش هتأخر سلام بقي
تحركت إلي أن غادرت الغُرفة ليجلس قاسم يتحدث مع ياسر .
*عند مُعتز ونور
يَقود مُعتز السيارة وكُل حين يَخطف نظرة تجاه نور ليراها شاردة قلق عليها ليهتف قائلًا:
-حبيبي
لا أستجابة
مَد يداه يُحركها علي يداها مع قوله بنبرة هادئة:
-حبيبي
فَزعت نور من مقعدها ليردف مُعتز فورًا وهو يَتمسك بكف يدها بين راحة يداه:
-أهدي يا روحي مالك بس ؟
تنهدت بهدوء ثُم ألتفتت إليه جانبًا تَنظُر إليه ، رَفع يداها أمام شفته وطبع قُبله عليها قائلًا وعيناه ترتكز علي الطريق:
-كُنتي سرحانة ف إي
حَمحمت ثُم هَتفت قائلة:
-ماجبتليش سيرة أن نُهي أتسجنت ف قضية دعا_رة ليه
أردف بلا مُبالاة يَقصُدها:
-بجد ! ماعرفش
ضيقت عيناها قائلة:
-والله يعني مش أنت اللي عملت كده
أردف بنفس اللا مُبالاة:
-تؤ تؤ
مَدت يدها علي ذقنه تديرها إليها ، مع حركتها ظَهر ماكنة قيادة كاد أن يَصددم بها ليتَحكم بالسيارة ويلتفت بها جانبًا كي يوقفها ، أوقف السيارة وعلي ملامحة وجهه الغضب كُل هذا حدث في ثواني معدودة ليس أكثر .
تنهدت بضيق أثرٍ الموقف وهو يرفع يداه علي شعره يَسحبه للوراء .
أردفت وهي تَنظُر إليه قائلة بتلعثُم:
-مُ.. مُعتز أأ .. أنا أس ..أسفة
تنهدت بهدوء وهو مُغلق عيناها قائلًا بنبرة هادئة:
-ما تعتزريش
عضت شفتها تُأنب نفسها علي ما حدث ، ظَلوا هكذا لبضع دقائق صامتون إلي أن جاء صوت قائلًا إليها:
-بُصي بقي أيوة أنا عارف أنها أتسجنت ومش بس كده دانا اللي قابض عليها وكُنت مرقدلها .
أردفت بصدمة:
-ليه كده ؟
هَتف بنبرة مُرتفعة قليلًا يكسوها الدهشة:
-نعم ! هو إي ده اللي ليه كده ! مش دي اللي أذيتك ولعبت عليكي اللعبة ال…
صَك علي أسنانه بغضب كاد أن يسبها بأبشع الشتائم ولَكن توقف حتي لا تستمع إليه تلك الألفاظ التي كادت أن تخرجه من ثغره أكتفي بقول:
-الحقيرة
أومأت إليه بالإيجاب قائلة:
-بس أنا وأستاهل اللي حصلي بسبب غبائي
سَحب كف يدها يَطبع عليه قُبلة رقيقة قائلًا:
-أنتي ماتستاهليش غير الرضا والحُب والأخلاص ، أنتي طيبة وعلي نياتك مش غبية
حَمحمت قبل أن تَردُف قائلة:
-مم أنت مش ندمان أأ .. أنك أتجوزت ي .. يعني وا .. واحدة زي مُغت…
قَطع حديثها وسَحب كفيها الأثنين يَطبع عليهُم قُبلتين قائلًا:
-هشش أنا أتجوزت ست البنات اللي ملكة قلبي من سنين وأخيرًا ربنا رضاني وجابلي أحلي وأجمل فُرصة عشان أتجوزك ، وبالنسبة للماضي ده تنسي نهائي صدقيني أنا الحاجة الوحيدة اللي وجعاني إذنِ ماعرفتش أخد حقك من القذرة ده وف الأخر مَيت شهيد
دَمعتان أستقرت علي وجنتها قائلة بنبرة مُتألمة عند تَذكُرها بما حدث:
-يعني ربنا مش هيعاقبه علي اللي عمله فيا يا مُعتز
ترك كفيها ورفع أصبعيه يُزيل دموعها وهو يَقول:
-اما حد بيعصي ربنا ف حاجة تخُصه وبيرجع يتُوب لربنا ربنا بيتقبل توبته مدام توبة بنية صادقة ، أما لما بتأذي حد وترجع تتوب ربنا ما بيقبلش التوبة لازم الشخص اللي اتأذي هو اللي يغفر ويسامح ف أنتي ف اليوم العظيم هيجيلك حقك منه ومنها تالت ومتلت هيا أخدت عُقوبتها من قصاص الدُنيا بس لسه قصاص الأخرة.
رَمت ذاتها داخل أحضانه ليُحاوطها بذراعيه وهو يُمسد بلُطف علي شعرها ، ليأتي إليه صوتها قائلة:
-هو أنت لفقت ليها التُهمة دي يا مُعتز .
مُعتز: أبدًا والله هيا اللي أعمالها ومشيها البطال اللي وقعها في شر أعمالها وأنا كُنت ببعت اللي يراقبها ويعرف أخبارها كُلها لحد ما عرفت أنها مدورة بيتها للأعمال المشبوهة قومت هجمت عليها بالقوات ف نفس اليوم وتم القبض عليهُم .
رَفعت وجهها قليلًا وقبلت وجنته بإحراج لتدس وجهها مرة أخري داخل أحضانه وهي تَقول:
-بحبك يا مُعتز
إبتسامة عارمة عَلت وجنته مع صَدمة لبضع من الثواني ثُم أردف قائلًا:
-إي اللي حصل ده ؟!
رَفعت وجهها ببُطء والصدمة تحتل وجهها قائلة بتلعثُم:
-ه ..هو في ح .. حاجة غ ..غلط ؟
سَحبها داخل أحضانه قائلًا:
-طبعًا اللي بيحصل ده غلط قعدتنا لحد دلوقتي ف الشارع غلط
إبتعد عنها ثُم بدأ في تَسخين السيارة وهو يَقول:
-دانا محضرلك ليلة ولا ألف ليلة وليلة ف البيت وحظك إنِ رايق بسبب الكلمتين الحلوين دول
ضَحكت قائلة وهو يَتحرك بالسيارة:
-محضر إزاي يا عم الرايق وأحنا سوا
مُعتز بنبرة سعادة:
-اللي عندو أخوات زي ما يقلقش ، وبالنسبة لعم الرايق رايق عشان أنتي ف حياته
قال أخر كلام وهو يَقرص وجنتها ، ثُم غمز إليها وهو يَقول:
-لو عايزة حياتك كُلها روقان قربي للرايق
أنفلتت ضَحكة عالية منها قائلة:
-أنت مُشكلة والله
غمز لها قائلًا:
-دانا غلبان
نَظرت إليه قائلة:
-علي يدي
سَحب كف يدها وضعها بين راحة يداه وهو يَقود بيد واحدة قائلًا وهو يَخطف نظرة إليها:
-بحبك
إبتسامة عَلت ثغرها مع نَظرات عيناها التي كانت كفيلة علي أثبات عِشقها إليه…♡
*عند أمجد ومايا
يَجلسان سويًا داخل كافية يَطُل علي النيل في الدور العلوي ، كانت مايا تَرتشف القهوة وهي تَنظُر علي النيل مع صوت عَمرو دياب بأغنية ” الليلادي ”
أردف أمجد بعد صَمت دام لَمُدة قائلًا:
-بتحبي مش كده ؟
ألتفتت برأسها إليه قائلة بعدم فهم:
-بحب مين
أمجد: عَمرو دياب
مايا: ااه مين مابيحبش الهضبة مَفيش
أمجد: بتحبي إي ليه ؟
إبتسامة جانبية أحتلت ثغرها قائلة:
-كُلو بس بالأخص الليلادي
بحلق عيناه قائلًا:
-إي الصُدفة الحلوة دي
رَفعت حاجبها قائلة:
-أنت هتستعبط
نَظر إليها بصدمة قائلًا:
-هستعبط ! ف بنوته تقول لجوزها المُستقبلي الألفاظ دي
نَظرت إليها بأشمئزاز قائلة:
-ااه ف أنا ، وبعدين واضح أوي أنك متفق مع المكان من وقت ما قعدنا وهُما عمالين يعيدوا ويزيدوا ف نفس الأغنية إي عَمرو دياب معندوش غير الأغنية دي !
أمجد: تصدقي أنا اللي غلطان قولت أبسطك يا حلوفة
رَفعت يدها وصفعت كفه قائلة:
-حلوفة ف عينك ، ثُم أنت عرفت منين إنِ بحب الأغنية دي
رَفع فنجان القهوة علي شفته يرتشف بضعًا منها ثُم أنزلها وبدأ حديثه قائلًا:
-ثُم إنِ عارفك بقالي سنين أينعم اهتميت ب اللي بتحبيه الفترة دي بس عرفت بتحبي إي تقدري تنكري أن كام نفسك تيجي المكان ده وتسمعي الأغنية دي وتكوني قاعدة مع شخصك المُفضل .
مع مقطع الأغنية: ” الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك ، وانسى كل الدنيا دي وغمض عينيك ”
مايا: ومين فهمك بقي أنك شخصي المُفضل
أمجد بغرور:
-واضح يا بنتي أنتي حد يعرفك غيري
مايا بحركات طفولية:
-رخم علي فكرة
أمجد: عارف أنا بقيت عارف كُل حاجة عنك
مايا: عرفت منين إنِ عاوزة أجي هنا وأسمع الأغنية دي ؟
أمجد: شوفتك مشيره بوست للمكان أن نفسك تيجي هنا وتسمعي عَمرو دياب مع شخصك المُفضل ، ف أنا هعتبر نفسي شخصك المُفضل ، إي رأيك ف الكلام ده ..
مايا: طب وعرفت منين إنِ بحب الأغنية دي بذات
أمجد: هيا جت علي دي طب ما أنا عارف أنك بتحبي القهوة الفرنساوي وبتحبي المكرونة بالوايت صوص أكتر م المكرونة اللي بصلصة حمراء بتحبي البحر والنيل أكتر من أمكان الخضار ، وأعرف كمان أنك بتحبي السفر وبمُناسبة الكلام ده محضرلك سفرية أنما إي جناان .
مع مقطع الأغنية: ” والله كل حاجة فيا بتناديلك ، أيوة كل حاجة فيا بتناديك ”
مايا بأعيُن مَصدومة:
-أنت تعرف عني أنا كُل ده مُهتم بيا أنا
أمجد: لو مش ههتم بالي خطفت قلبي بجد ههتم بمين
لَمعت عيناه من تَجمُع الدموع:
-أنا مَستاهلش كُل ده علي فكرة ، أمجد أنا مريضة بجد أنا أتأكد إنِ مريضة كُل الأمراض النفسية فيا ، طَب أقولك حاجة تاكدلك أنا مش سوية من الأساس دايما خايفة مديه خوانه للكُل حتي ليك مش هعرف أقولك كلام حلو صدقني مابعرفش
أنسابت دموعها علي وجنتها ، رَفعت أصبعيها تُزيلهُم وهي تَقول:
-ط .. طب هفترض م ..معاك أن أتجوزنا عيالنا م .. مش هعرف أربيهُم علي الحُب لإني مُفتقداه ف بيت أهلي ف مثل بيقول ” فاقد الشيء لا يُعطية ” أنا مانفعكش نهائي .
سَحب كفيها بين راحة يداه قائلًا بنبرة حنونة للغاية:
-ده رأيكُم أنتو أما رأي العبد لله أن فاقد الشيء أفضل من يُعطية فاقد الحنان بيكون أحن واحد علي البشر زيك كده فاقد الحُب بيعطيه من الأخر كده عايزك تحتفظي برأيك لنفسك ساامعة
إرتسمت إبتسامة علي وجنتها قائلة بنبرة باكية:
-أمجد أنت أول واحد يهتم بيا وبالحاجة اللي بحبها.
طَبع قُبلة علي باطن كفها الإيسر قائلًا:
-أنا مُهتم أعرف كُل تفاصيلك ورغباتك ، أنا عُمري ما كونت بهتم بحد كده أما أنتي حالة خاصة عايز أعرف عنك كُل حاجة عارفة إي هدفي
كان حديثه مُتداخل مع مقطع الأغنية: ” قالوا ياما إن القمر عالي وبعيد ، والملايكة مستحيل تلمسها إيد .. وأنا الليلة ديا كل دا في ايديا يمكن في الدنيا دي اكون انا الوحيد ”
حركت رأسها بالنفي ، أستكمل حديثه:
-أعرف عنك أكتر ، نفسي أفضل معاكي طول العُمر عارف أن طبيعي هيحصل بينا مشاكل وخناقات كمان بس الرك ف العلاقات علي مدي التفاهُم
مايا: هتعمل إي وقت خناقتنا
أمجد: هاجي أفهمك اللي حصل
مايا: ولو رفضت
أمجد: هتشقلب وأوصلك عشان أفهمك ماقدرش أسيبك تنامي زعلانة
مايا: وده ليه ان شاء الله !
أمجد برفعة حاجب:
-والله ! هعتبر أنك مش عارفة
مايا بنبرة هدوء مليئة بالإحتياج:
-أستحملني أنا أول مرة ف حياتي أحس أن ف حد بيحبني بجد بيحب مايا ب كُل عيوبها
أمجد: قصدك ب كُل مُميزاتها ، وبخصوص الأستحمال أنا أستحملك العُمر كُله
تنهد براحة قائلًا:
-عارفة أنا بحب أبهرك عايزك تشوفي حلاوة الحُب معايا عُمري ما أنسي حالتك وقت ما كُنا ف شقة قاسم لوحدينا إي شاب كام مُمكن يستغل موقفك وأنتي عارفة إي اللي كان هيحصل وقتها شوفت دموعك وضعفك حلفت أنِ هعيش بقية عُمري أسعدك وأبهرك وأفضل مُهتم بيكِ وكأنك بنتي .
مايا: أنا مش عارفة حبيتك أمتا ولا إزاي بس كُل اللي حساه إنِ مبسوطة وده كفيل إنِ أعرف مدي حُبك ليا .
أمجد: أنا حبيتك لما شوفت ضعفك الراجل مننا بيحب أن الست تحتاجه حتي لو مش محتجاه تبين أمها محتجاه دي صفة فينا وقت ما شوفت ضعفك وعد نفسي إنِ مش هخلي حد يشوفك ضعيفة أبدًا ، أضعفي معايا بس تُخرجي للعالم قوية أعترفلك ب حاجة أنا مابقتش قادر أشوف غيرك
مايا: طب ما أنا كمان عايزة أعترفلك اعتراف !
-لما شيرت البوست وقولت اني نفسي أحب هنا مع شخصي المُفضل ونسمع عمرو دياب ، كُنت قصداك .. انا كمان بحبك يا أمجد ..
أمجد بصدمة:
– بجد؟
إبتسمت بإحراج:
– اه وأسكت بقى متكسفنيش
ضَحك علي أحمرار وجنتها قائلًا وهو يَغمز إليها بعيناه:
– متحني عليا بكوبايه مايه يا مايا
بحلقت إليه قائلة بصدمة:
– وحشة
أمجد: حلوة يا كدابة
ابتسموا سويًا وهُم يُرددون مقطع الاغنية: ” الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك ، وانسى كل الدنيا دي وغمض عينيك .. الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك ”
أكملوا باقي الخروجة وهُم يلقون علي بعض بضعًا من تفاهتهُم وكان هذا أفضل يوم مر عليهُم مُنذ وقت …♡
* داخل السكن
أردفت روبي قائلة:
– تعي نروح بكير ميشان نحكي مع المدير بخصوص عملك ، يلاا إيلاا
إيلا بتفكير:
– لاا أخاف بلاش هشوف شُغل تاني أحسن
نسرين: لولي حبيبي ما تخافي أحنا معك وما بيحصل شيءٍ هناك صدقيني راح تستمعين والمُرتب كتير أمنيح.
نَظرت إليهُم ببعض من التفكير إلي أن وافقت بالنهاية ، نَهضت وأرتدت الثياب وخرجت لهُم .
بحلقت روبي بها قائلة:
– شو هاد إيلا حبيبتي أنتي مانك رايحة تحاربي ، البسي فُستان أو اسكيرت شي يناسب المكان .
افأفت إيلا بضيق قائلة:
– ده اللي عندي
نسرين: ميشان خاطري إيلا أدخلي البسي شي عدل .
دَلفت إيلا وهي تُبرطم قائلة:
– أرسيلكوا علي خل شغالين تتكلموا مصري ف لبناني خربتوا اللغات.
ضَحكت روبي ونسرين ف هُم علي علم أن إيلا تغضب عندما يتحدثون هكذا ، مر وقت لتخرج إيلا تبهرهُم بما ترتدي ، كانت ترتدي فُستان أعلي الرُكبة قليلًا وبحمالات باللون الأسود ترتدي كعب أسود ولَكن لَم تضع إي نوع من مساحيق التجميل ،
نسرين بإنبهار:
– إي يا عم الجامد ما أنتي حلوة يا بت أومال لابسنا ليه لبس فطوطة دايما.
إيلا: فطوطة ! وأنتي إي رأيك يا مايصة بس أتكلمي عربي زي نوجه
ضَحكت روبي قائلة:
– حلوة اوي يا إيلا عنجد بهرتيني .
افأفت إيلا وهي تَضع هاتفها داخل الحقيبة قائلة:
– تااني نُص عربي ولبناني هتفضلي فاشلة غير نوجه
تَحركوا سويًا للخارج ، ثُم صعدوا تاكسي مُتوجهين إلي الملهي الليلي …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)