رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم إسراء الشطوي
رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الحادي والأربعون
رواية قد انقلبت اللعبة البارت الحادي والأربعون
رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الحادية والأربعون
–« -النتيجة مش هتظهر دلوقتي في المُستقبل. »
| قيل أحدهُم من يتعرض للخُذلان سَيظل تائهًا يبحث عن ذاته التي ضاعت بين جُدران الآلام التي مر عليها الزمن، مهما أنتقلت إلي أماكن وتعرفت علي أشخاص جُدد لَم تلتقي بروحك الذي تَشوهت مُسبقًا يجب عليك الرجوع إلي نفس المكان المُتسبب في فُقدانها، وأما أن ترتاح وتلتقي بها أما الأنتقام هو الذي سيُشفي غليل روحك وستلتقي بها لَكن لَم ترجع مثل السابق لأن من يتعرض لتشويه الروح سَيظل تائهًا مُحطًا. |
#بقلمي
* داخل مول مصر
يسير قاسم وهو يَمسك حقائب بها ملابس وأحذية خاصة ب إيلا يحملها بيد واليد الأخري يَمسك يد إيلا بين يداه وتسير أصالة وصفاء بجانب إيلا..
وَقفت إيلا أمام مَحل ملابس من محلات المول وشردت بعرض الأزياء علي المَليكانات الذي يتوسط واجهة المحل، حرك قاسم نظراته علي ما تنظُر إليه. أردف قاسم قائلًا بابتسامة:
– إيه اللي خطف عيونك الحلوة ديه بالشكل ده!
استفاقت من شرُودها علي صوته حَركت رأسها جانبًا تنظُر إليه قائلة بنبرة هدوءها الناعمة الطفولية كالعادة وهي تُشاور بإصبعها علي ما لفت أنتباها:
– قول إيه اللي مَخطفش عيوني هو أحنا مُمكن ندخُل عايزة أتفرج علي كُل حاجة جوه الأزياء خمسينياتِ أوي وأنا الجو ده بيخطف قلبي.
نَظر إليها ثوان وهو يتحرك بها إلي المحل قائلًا بسُخرية:
– أزياء!
كورت يدها المُحررة وضربتها علي كتفه بخفه قائلة:
– يا رخم
دَلف قاسم وإيلا المحل سويًا أما أصالة سَحبت يد صفاء قائلة:
– سيبيهُم المرة دي يدخلوا لوحدهُم
أبتسمت صفاء قائلة وهي تُشاور علي أحد المحلات:
– طب تعالي نتفرج في المحل ده
تَحركت صفاء وأصالة سويًا إلي محل أخر..
~ داخل المحل ذو الملابس الراقية التي تُعبر عن رُقي العصر الخمسينيات..
بمُجرد أن خَطتت قدميهُم داخل باب المحل وقابلتهُم عدد بورتريهات لصور قديمة إلي فنانين هذا العصر الذي كان يتمتعون بالجمال والأناقة ، منهُم السندريلا سُعاد حُسني، سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والدلوعة شادية والشحرورة صباح وملكة الأغراء هند رُستم وإلخ..
وصورة مُجمعة إلي الباد بويز ( الأولاد السيئون ) في الخمسينيات في مصر” أحمد رمزي و الدنجوان رُشدي أباظة و يوسف فخر الدين.
والوقور صالح سليم في بورتريه بمُفرده وبجانبه أحمد مظهر.
سارت إيلا وقاسم داخل المحل ليُقابلهُم إبتسامة من الرجُل والمرآة الجالسين بداخله ثُم رحبوا بهم بطريقة كلاسيكية كالغاية رَفعت السيدة لوحة مَكتوب عليها أهلا وسهلًا شرفتونا داخل عصر الخمسينيات أما الرجُل نَهض ورفع قُبعته ك تحية ثُم سَحب صينية بها نقوشات كلاسيكية مُرصص بها قَطع حلوي الشوكولاتة مُغلفة قائلًا:
– شرفتونا أنهاردة أول يوم أفتتاح مشروعنا اللي بنعيد بيه بناء الأزياء الخمسينيات وجمالها.
أبتسمت إيلا بسعادة بالغة، كما أبتسم قاسم وأردف قائلًا:
– الشرف لينا.. ربنا يجعله فتحت خير عليكُم
ضغط إيلا علي أيد قاسم دليل علي سعادتها لتردف قائلة بنبرتها الهادئة كانت مليئة بالشغف والأنبساط:
– حقيقي المكان خطف قلبي جدًا خصوصًا أنِ بحب أزياء العصر ده من كَم جمالهُم وأناقتهُم.
أردفت السيدة قائلة وهي تجلس علي مقعدها:
– واضح جدًا من بساطة وجمال لبسك الجوب ده كان موضة جدًا أيام عصرنا
خفضت إيلا عينيها علي الجيب التي ترتديها تتلمسها بأناملها قائلة بسعادة يملؤها البراءة.
– الجوب ده أنا طلبته أونلاين من جماله كُنت بدور علي الأستايل ده خصوصًا أنُه راقي.
أبتسمت السيدة قائلة:
– ومُحتشم طبعا و ده علشان الشاب الجميل اللي واقف جمبك
ضَحكت إيلا بخفوت قائلة:
– هو مش بيرغمني علي شيء أنا مش حباه، بس أنا اللي حابة ده وده شيءٍ يسعدني قبل ما يسعده أنِ أدور علي الجمال والأناقة في شيءٍ مُحتشم يداري جسمي.
حرك قاسم رأسه جانبًا ينظُر إليها بسعادة علي حديثها، هو بالأساس لا يعرف شيئًا عن ما ترتديه ف هو تفاجأ كما تفاجأ الكُل لَكن ما ترتديه أسعده.
تحدث الرجُل قائلًا:
– الأحتشام شيء جميل بيعبر عن حياء المرآة.
ثُم وجهُم عندما شاور بأصبعه قائلًا:
– أتفضلوا أتفرجوا علي معروضاتنا وإي شيء تحتاجوا أحنا موجودين.
أبتسموا إليهُم ثُم تَحركوا بين الأستندات كانت إيلا تبحث بين الملابس بسعادة ولهفة تختار من بينهُم عدة ملابس منها فساتين وجوبات وقُمصان من الحرير، بعد أن أنتشلت عدد من الملابس بين كفوف يدها الصغيرة أنتقلت إلي القسم الخاص الاكسسوارات، بدأت تختار بعض من القلادات والأساور. إلي أن أردف قاسم قائلًا وهو يأخُذ الملابس من بين كفيها بعد أن رأها تسقُط منها:
– هاتيهُم يا ماما مينفعش كده هيقعوا منك وهيتبهدلوا
تَحرك قاسم و وضعهُم علي أحد المقاعد لتردف إيلا قائلة بخوف وزعر:
– لاا هاتهُم جمبي أنا عايزاهُم
تَحرك قاسم إليها وهَمس إليها قائلًا:
– هو في حد غيرنا في المحل الناس كُلها دخلت وخرجت وأحنا لسه مُقيمين في المحل
رَفعت رأسها تنظُر إلي عينيه نظرات مليئة بالشراسة قائلة:
– والله للدرجة دي أنا مضيقاك خلاص يلا نمشي
قالت حديثها وألتفتت تُريد الذهاب، سَحبها من معصمها وقربها إليه قائلًا:
– مَقصُدش اللي فهمتيه يا أًستاذة قماصة بس مينفعش رايحة جاية في المحل باللبس وأنتي مش قادرة تشيليه سيبي لحد ما تختاري كُل اللي أنتي عايزاه.
نظرت إليه وهي تأوما رأسها قائلة:
– وأنت مبتختارش ليه؟
شاور بأصبعه علي ذاته قائلًا:
– أنا! ليه هو أنا اتهبلت زيك عشان أمشي في الشارع باللبس ده، يا روحي في فرق بين اللبس اللي أنتي لابساه حاليًا واللبس ده مش كُلوا هينفع تلبسيه.
رَفعت حاجبها وكررت يدها تضربه علي صدره بخفه قائلة:
– والله! ومالو اللبس ثُم أنِ بشتري اللبس ده عشان عايزة أعمل سيشن وأنت هتكون معايا.
أومأ إليها قائلًا:
– ااه وأنا أقول باردو هيا البت إيلا إتلسعت في نفوخها وعايزة تخرُج كده.
ضيقت عينيها قائلة:
– طب أتلم وكفاية تهزيق فيا، يلا علشان نختار سوا لبس يليق علي لبسي.
أومأ إليها ومن ثُم ظلوا يبحثون عن ملابس تُناسب ألوان ملابسها ثُم أشترت بعض الاكسسوارات والبرانيط والأحذية والحقائب ، كان المحل يشمل كُل أزياء هذا العصر.
دَخلت إيلا وقاسم ومعهُم الرجُل والمرآة أصحاب المكان إلي غُرفة بها أماكن خاصة بالقياس، بدأو بالنظر حولهُم ببعض من الأنبهار والصدمة. ليردف قاسم قائلًا:
– ديزاين المكان حقيقي مُميز من جوه ومن برًا أنا لحد الأن مش مصدق أن في مكان مُريح بالشكل ده.
تابعت إيلا حديثها قائلة:
– حتي غُرف القياس بتعبر عن العصر زي ما كُنا بنشوف في الأفلام الأبيض وأسود صح يا قاسم.
أومأ إليها برأسه يُأكد علي حديثها.
أردف الرجُل قائلًا:
– الغُرفة دي مقسومة لأماكن تقيسوا فيها اللبس والمرايا دي موجودة علشان تشوفوا اللبس عليكُم.
تحدث السيدة قائلة:
– نظرات الأنبهار اللي أنا شيفاها علي وشكُم دي أكتر حاجة خلتني أفتح أنا وشريك عُمري كُلها المكان ده عشان نعيد ذكري العصر الستينات عصرنا بقي وبنحبه حتي فكرة تصميم المحل والديكور أحنا اللي نفذناه علي ورق علشان يطلع بالشكل ده.
بعد أن أنتهوا من الحديث دَخلت إيلا مكان القياس وقاسم إيضًا يرتدون أحد الأطقم التي أختاروها ، خَرج قاسم.. كان يرتدي بنطال من القُماش الواسع باللون البُني ومن أعلي قميص أبيض مخفي داخل البنطال مَفتوح أزراره للمُنتصف ليظهر صدر قاسم العريض وحذاء أبيض. مرت ثوانِ خرجت إيلا لتخطف أنظار تلك الواقف مُنبهر بها كانت ترتدي جوب بُني مُتسعة قصيرة تتعدي رُكبتيها وبالأعلي قميص أبيض منقط بدوائر بُني وبقدميها ترتدي حذاء بكعب سميك باللون الأبيض وبكفوف يدها ترتدي جوانتي دانتيلا باللون البُني وتُخفي بعضًا من شعراتها بالبُرنيطة ليست كبيرة ولا صغيرة مُتوسطة الحجم وشعرها ينسدل من الخلف بخُصله الذهبية اللامعة ك أبريق من الذهب الخاص وانسدل بعض من الخُصل الامامية علي وجهها.
التفتت حول نفسها عدة مرات وهي تَمسك الجوب من الطرفيين الجانبين والابتسامة تُحلق علي وجهها بسعادة مُحلقة، أقترب إليها يَقُف خلفها ليضع يديه حول خصرها ثُم سحبها إلي جسده ليرتطم ظهرها بصدره فَزعت من قوة يديه علي خصرها وارتطامها جسده لتلتفت بسُرعة قائلة وهي تضرب بكفوف يدها علي صدره تبعده عنها:
– في إيه يا قاسم متتشددش عليا هو أنا قدك.. الله
أقترب إليها بإبتسامة مَرسومة علي شفته وهو يتحسس وجنتها بأنامل يده، دفعت يده عن وجنتها وتراجعت للخلف ببعضًا من التوتر والقلق الذي كسا ملامحها لتردف قائلة بتوتر:
– قاسم أحنا في محل .. قاسم بطل تبُصلي كده
بعض أن رأت ملامحه التي تحولت من الهدوء إلي ملامح التلاعُب والخُبث والعبث شكت بما سيفعله خصوصًا أنها تعرف جنونه الذي يجتاحه ف أوقات غير مُناسبة، ف عندما شعرت بهذا دفعت يده عن وجنتها وتراجعت حتي لا تسمح إليه بأن يعبث معها.
توسعت إبتسامة قاسم المُتلاعبة وأقترب إليها ليُباغتها سريعًا بسحبه لها من معصمها قائلًا بنبرة لعوبة:
– مش معقول السندريلا بنفسها واقفة قُصادي سُعاد حُسني.
ضَحكت بخفوت قائلة بإحراج وهي تضربه بكف يدها المُكور علي صدره:
– طب أتلم يا رُشدي عيب كده
رفع حاجبه قائلًا بمُشاكسة:
– رُشدي مين يا بت..أنطقي
أردفت والإبتسامة مازالت تُحلق علي ثغرها قائلة:
– أباظة.. رُشدي أباظة يا سيد الناس
ضَحك بقوة وهو يسحبها بين ذراعيه يحتضنها ، لتردف إيلا بعد أن أبتعدت عن أحضانه قائلة:
– يلا علشان نلحق نقيس باقي الهدوم
كادت أن تُهرول من أمامه وتدلُف داخل مكان القياس لَكن يده التي حاوطت كتفيها مانعة أياها من التحرُك قائلًا وهو يرفع هاتفه لأعلي:
– نتصور الأول.. بقي معقول أشوف السندريلا قُصادي بحلاوة أُمها دي وأسبها.
ضَحكت وهي تنظُر إليه ثُم ألتقطوا عدة صور بأوضاع مُختلف ظلوا هكذا كُلما أرتدوا طَقم يتصورون به إلي أن أشتروا الملابس وخرجوا من المحل..
بعد أن أنتهوا من شراء الملابس ذهبوا إلي مطعم وتناولوا طعام وجبة الغذاء ومعهُم الغفر ثُم تحركوا إلي المنزل..
~ داخل سيارة قاسم.. وخلفهُم سيارة الغفر ومعهُم بنات أعمامها بعد أن أصروا أن يركبوا السيارة مع الغفر حتي يتركوا مساحة إلي قاسم وإيلا في الأختلاء بالحديث سويًا مع بعضهُم..
يقود السيارة وهي تجلس بجانبه في صمت كُلًا منهُم يستمع إلي كلمات الأغنية بمشاعر إجتاحتهُم من كلمات الأغنية حركت إيلا رأسها تنظُر إليه بحُب بعد أن شَعرت بملمس يديه وأنامله تتحرك علي كفها التي تضعه علي فخذيها، سَحب قاسم كف يدها بين راحة يده وتشابكت أطراف أصابعها بأطرافه، تعلقت نظراتهُم ببعضهُم مع كلمات الأغنية ” دي الي اخدتني مني ودي الي بتحسسني أني ملكت كُل الدُنيا دي عشان لقتها، قبلت كتير وخوفت وقلبي صدق لما شوفت عينيها قولت سعتها بس خلاص لقتها”.
شدد قاسم علي تشابُك أناملهُم ببعض وهو يُحرك رأسه علي الطريق بعد أن جاء إليه حديثها التي قالته بنبرة يملؤها القلق والخوف قليلًا بسبب نظراته عليها وتجاهله للطريق.
– قااسم بُص علي الطريق كده غلط..
طالت بينهُم النظرات إلي أن قاطع الصمت بينهُم صوت رنين هاتف قاسم ضغط قاسم علي الشاشة الموجودة أمامه في السيارة و أوقف الميوزك ثُم سَحب الهاتف ونظر إلي الأسم ثوان ثُم رد علي المُتصل..
المُتصل من الجهة الأخري أردف قائلًا بجدية بعد أن سَمع حديث قاسم عندما سمح إليه بالحديث:
– قاسم باشًا الجماعة وصلوه البيت من أمبارح بليل لحد الأن مَخرجوش حاولت أتصل بحضرتك كتير بس مَكنش فيه شبكة أنت عارف الشبكة عندنا في الليل بتكون عاملة أزاي..
قاطع حديثه قاسم قائلًا بجدية مليئة بالعملية:
– أخلص إيه اللي حصل؟
حمحم المُتصل ثُم أردف قائلًا:
– مش عارف أوصل لإي حاجة بتحصل جوه، وبالنسبة للأمانة متقلقش يا باشًا في الحفظ والصون.
هتف قاسم قائلًا:
– تمام أستنا مني مُكالمة هقولك فيها إيه اللي هيحصل.. سلام
بعد أن أنتها قاسم من المُكالمة أغلق الهاتف و وضعه أمامه في مكانه بالسيارة ، حركت إيلا رأسها جانبًا تنظُر إلي قاسم الذي يقود بسرُعة هادئة لتردف قائلة:
– مين بيكلمك؟
عقد حاجبيه ورمي عليها نظرة سريعة ثُم أرجع نظراته إلي الطريق. أردف قائلًا:-
– مُكالمة شُغل
عضت شفتها السُفلية وهي تفرُك بيدها قائلة:-
– إيه في قضية مُهمة الفترة دي؟
أردف قاسم قائلًا بلا مُبالاة:
– اه يا حبيبي
أومأت برأسها بالإيجاب ثُم أردفت قائلة:
– لوحدك ولا.. يعني معاك ياسر ومُعتز فيها
نظر إليها وهو يستدير بعجلة القيادة قائلًا:
– إيه كُل الأسئلة دي؟ من أمتا!
حركت كتفيها لأعلي قائلة:
– لا عادي بس قلقانة شوية عليك غير أن يوم الخميس قرب وكمان الدراسة خلاص علي الأبواب مش عارفة حاسة أن الأيام اللي جاية هتحتاج مني وقت ومجهود
أوقف قاسم السيارة بعد أن وصل أسفل البناية، أستدار إليها بجسده سَحب كفوف يدها بين يديه ونظر إلي تفاصيل وجهها قائلًا بحُب:
– لو خايفة أن جوازك مني يعطلك عن دراستك ف أوعدك أن ده مش هيحصل أبدًا ، أنتي مش مُطالب منك إي حاجة بعد الجواز غير أنك تحبيني وبس
إبتسمت إيلا بسعادة قائلة وهي تُغمز إليه بعينيها الزرقاء قائلة:
– بس
أبتسم قاسم بشدة إلي أن أنسحبت عينيه من شدة الضحكة المُرتسمة علي ثغره وأردف قائلًا:
– يخربيت حلاوة أُمك.. إيه يا بت جمال وحلاوة عيونك اللي بتدوخيني بيهُم دول
صَدمت إيلا من طريقته لتردف قائلة:
– مالك يا قاسم؟ مالك يا حبيبي أنت سُخن!
قالت حديثها بعد أن رفعت يدها تتحسس جبهته، ليردف قاسم وهو يقترب بجسده إليها قائلًا:
– أنا هوت خالص
أحمرت وجنتيها من كلماته لتُكور كفوفها وتضربه علي صدره وأردفت قائلة بعصبية نابعة من خجلها:
– يا قليل الأدب ما أنت متربتش والله لأقول ل مامي علي قلة أدب و وقاحتك دي تلاقي اللي فسد أخلاقك ياسر ومُعتز ما أنا عارفة اللي يفسد الصاحب صاحبه مش كده.
مَسك كفيها بيد واليد الأخري وضعها علي فمها قائلًا بصدمة:
– إيه يا بت أمبوبة وفرقعت ف وشي إيه مالك! أنا قصدي هوت شوكليت نفسي فيه بس كده
أردفت قائلة بحاجب مرفوع وهي تُحاول دفعة قائلة:
– والله! بتكذب كمان عليا ماشي يا قاسم أنا اللي غلطانة كان زماني قاعدة في بيت جدي مُعززة مُكرمة قال بتقول هوت أنا إيلا يتقالي كده ماشي يا قاسم
كان يُحاول السيطرة علي ضحكته حتي لا تنفلت وتغضب أكثر مما هي غاضبة لَكنه لَم يستطع ضَحك بقوة وأرجع رأسه خلف المقعد وبوابل من الضحكات تخرُج من داخله بأستمتاع وضع يده علي قلبه الذي ألمه من كثرة الضحك، أما هي كانت تنظُر إليه بحاجب مرفوع غاضبة والخجل يُحاوطها من كُل إتجاه ف أصبحت مُعاكسات قاسم تشعل أحراجها عكس زمان ف الأم هي حبيبته وليست شقيقته إي أنه يَقصُد كُل كلمة يقولها..
بعد أن هدأت ضحكاته حرك رأسه جانبًا ليراها مازالت غاضبة و وجهها مُحقن ليضحك بقوة لتزداد هي من الغضب إلي أن توقفت ضحكاته ونظر إليها لتُقابله كلماتها قائلة بجدية ونبرة غاضبة حقًا:
– أضحك متكتمهاش.. ما أنت هتقول إيه أكتر من كده
ضيق حاجبيه قائلًا بصدمة:
– هو أنا شاقطك من المُقطم أنتي هبلة يا بت!
أفأفت بضيق قائلة:
– مامي عاملة إيه؟
نَظر إليها بحاجب مرفوع لتنظر إليه قائلة بعد أن طال صمته:
– وبابي رجع البيت امبارح ولا؟
لَم يُحيد أنظاره بعيدًا عنها ظل ينظُر إليها إلي أن نفخت بضيق وأستدارت بجسدها تَفتح السيارة لَكن منعها بعد أن أغلق السيارة من الزر، أستدارت إليه وهي تنفُخ بضيق وغضب قائلة:
– أفتح
رفع حاجبه قائلًا ببرود:
– مش فاتح
قلبت عينيها بضيق ثُم فتحتهُم بقوة وأقتربت إليه وهي تَقُف علي رُكبتيها علي المقعد و وجهت أصبع السبابة بوجهه قائلة بنبرة غضب مُصتنعة وشراسة:
– عارف لو مفتحتش الباب أنا هصوت وألم عليك الناس وأقول أنك خاطفني..ااااه
صَرخت بقوة بعد أن سحبها من خصرها بقوة لتقع بين ذراعيه داخل أحضانه كانت رأسها مدسوسة بصدره رَفعتها بَبُطء وهي تنظُر إليه، وقعت عينيه علي لون عيناها التي ألتمعت أثر النور الساطع الذي يأتي من النافذة ليردف قائلًا بنبرة هوس مليئة بالشغف:
– مهما يحصل في يومي من مشاكل وهم باجي قُدامك أنتِ بمُجرد ما أشوف العيون اللولي دول وبنسي كُل حاجة كأنك الدواء بتاعي، هموت ونتجمع في بيت واحد علشان أغرقك في حناني وتعرفي أنا قد إيه بحبك وبحلم باليوم اللي ربنا هيجمعنا بيه سوا.
خفضت بصرها بأحراج تُحاول إخراج بعض الكلمات لَكن دون جدي إلي أن شَعرت بملمس يده علي ذقنها يرفعها بَبُطء قائلًا بعد أن تقابلت عيونهُم بنبرة صادقة مليئة بالحُب:
– أنا بحبك أوي يا إيلا علشانك هعمل كُل اللي تطلُبيه أقابل جدك بس وننزل نغير عفش البيت كُلُه ولو عايزة تسكُني في حتة غير هنا معنديش مانع ونشتري الفُستان ونحجز القاعة بس خليكي جمبي لحد ما نعدي الفترة دي علي خير
رَفعت يدها وحركت أناملها علي فكه وسارت بأناملها إلي وجنته تتلمسها قائلة بحُب:
– أنا جمبك تحت إي ظرف بس قولي إيه اللي بيحصل معاك؟
تنهد برفق و وضع يده علي شعرها من الخلف وقربها إليه طبع قُبله طويلة علي جبهتها ثم أردف قائلًا:
– متقلقيش عليا أنا أفوت في الحديد وأطلع سليم خلي بالك من نفسك أنا مسافر النهاردة عملية تبع شُغلي مش هتأخر عليكي.
أومأت إليه بالإيجاب وهي تردف بقول:
– دي تبع المُكالمة اللي جاتلك
أومأ إليها بالإيجاب قائلًا:
– يلا اوعديني أنك هتخلي بالك من نفسك
أبتسمت إليه قائلة بحُب:
– أوعدك وأنت كمان اوعدني
بعد أن أودعها وودعها أيضا هَبطت من السيارة وصعدت لأعلي هي وبنات أعمامها ثُم تحرك إلي الغفر تحدث معهُم وأوصي توفيق والحارس الأخر أن يظلوا أسفل البناية حتي يلبوا طلبات إيلا وبنات أعمامها..
بعد أن وَصل قاسم إلي الفيلا أتي إليه أتصال من الحارس عادل يَخبره بخروج ديما ونور..
أتصل قاسم بياسر ومُعتز وأخبرهُم ما حدث ليطلُب مُعتز رَقم الحارس من قاسم حتي يستطيع التواصل معه ومعرفة مكانهُم عندما يصلوا إلي المكان.
* داخل الغُرفة المُحتجز بها الباشًا..
بعد أن أخترقت مسامعه حديث داوود شَعر عز بأن رجليه لَم تَعُد تتحمله من كَم الصدمات التي تُحاوطه، كَيف لَم يغتصب جميلة بالتأكيد يكذُب ف هو يتذكر أنه أكمل أغتصابها حد الموت لقد رائها مُمددة علي الفراش جُثة هامدة سائحة في دماءها.
أقترب عز من داوود وَقف أمامه ينظُر إليه بعدم تصديق وهو يُحرك رأسه يمينًا ويسارًا بتشتت ملحوظ ، إلي أن هَجم عليه سَحبه من تلابيبه يُحركه بقسوة وهو يُصرخ عليه بوجهه مُحقن وصدره يعلو ويهبط بطريقة مُخيفة وكأنه سيفقد حياته في التو:
– أزاي أنا فاكر كويس منظرها وهي مرمية علي السرير سايحة في دمها وقتها أنت جبت دُكتور قال أنها ماتت من النزيف اللي جالها أثر الأعتداء.
في لحظة أنتهاء حديثه لَم يَشعُر بذاته إلا سوا وهو ينهال علي داوود بضربات مُتفرقة في وجهه أدت إلي فتح جروح بوجهه الباشا وبدأت الدماء تسيل من أنحاء وجهه، في تلك التوقيت لَم يتدخل خالد والديب ظَلوا واقفين بمكانهُم يُشاهدون ما يحدُث أمامهُم بصمت تام إلي أن تتيح إليهُم فرصة الأختلاء به هُما أيضًا كانت نظراتهُم كفيلة أن تتحدث عن ما يشعرون به داخلهُم، كانوا غاضبين مُستائين بما عرفوا عن داوود وما فعله مع عز..
أما عن عز كانت دقات قلبه تنبُض بقوة من حوله كان يستطيع سماع أصوات أنفاسة الهائجة لا يتصور أن من وثق به تلك السنين هو من قام بخداعه، تَجمعت الدموع داخل حدقتيه بعد أن رأي حالة وجه داوود لَكن بعد أن قابلته نظراته وهو يرفع وجهه بَبُطء إلي عز قائلًا بضعف:
– مش ندمان علي اللي عملتوا ولو الزمن عاد بيا هعمل اللي عملته
لَم يستطع عز السيطرة علي أعصاب جسده التي نفرت من عروقها وبرزت ثوان وانهال عز علي داوود بالضرب لَكن بجسده كان يُصيب جسده بالضرب ف هو خبير بنقاط ضعف الرجال خاصتًا في الضرب بتلك التوقيت أبتسم ساخرًا علي ذاته أنه خسر عمله الذي كافح من أجله سنين الذي تعلم منه كُل شيء حتي نقاط الضعف وبدلًا من أن يُصبح رجُلًا صالح أصبح مُجرم يَقتل الشباب بهذا السم الذي يُتاجر به.
بعد أن أبتعد عز عن داوود خطوه ظل ينظُر إليه وهو يلتقط أنفاسه بقوة يعرف أنه يأن لَكن داوود قوي ومغرور ف لَم ييجعل إي شخص يراه وهو يتألم يُفضل الموت علي أن يراهأحد يأن بألم..
رَفع داوود رأسه وأعتدل بجلسته كأنه لَم يُصيب بشيئًا وصب نظراته بالكامل علي عز وهو يُفكر بما عليه أن يفعل ف كُل مُخططاته مُنذ سنوات تنكشف أمام عز الأن يجب أن يوضح له الأمر بدون كذب حتي يستعيده إليه مرة أخري. أردف دواوود قائلًا ببعضًا من الغرور والثقة المهوس بهم:
– أديك قولتها بلسانك طالما بنلعب علي المكشوف لازم تعرف أن كُل اللي عملتوا ده علشانك أنت.. أنت ابني أنا يا عز وده مش كلام وبس، علشان أريحك أنا اللي جبت الدُكتور وأنا اللي خططت ل كُل حاجة تمت من أول ما أصريت عليك يومها لحد ما سكرت بعدها حقنتك جُرعة زايدة من المُخدرات وفهمتك الكلام اللي هتقوله علشان توجع قاسم.
التمعت أعيُن عز من كَم الدموع التي أجتمعت داخلها لَكنهُ تماسك حتي لا تنهار دموعه علي وجهه وينهار هو معها، تحدث بنبرة حاول إخراجها طبيعية لَكنها كانت مُتحشرجة:
– لو كلامك ده صحيح.. فسر ليا الكوابيس اللي بتجيلي علي هيئة مشهد ل جميلة وأنا بعتدي عليها
خفض الباشا رأسه لأسفل ثوان ثُم رفع عينيه ينظُر إلي عز قائلًا:
– الأجابات تنتظرك في عالم الأحلام!
حرك عز رأسه بمعني ماذا تعني بقولك؟.. طالت نظرات داوود علي ملامح عز التي كساها الصدمة والجنون والحُزن قرر داوود أستكمال حديثه حتي لا يترُك عز في حيرة بعد أن تَم كشف كُل شيء لا داعي أن يُخبأ وإذا حاول تعديل الوضع بكُل الطُرق لن ينجح ف من الواضح أنهُم ملؤ دماغه بالأقوال عن ما فعله لَكنه يأمل أن لا يكون قد عرف أمر حنان والدته..
أردف داوود قائلًا بنبرة هادئة يملؤها الحُزن:
– أنت بعد ما خرجت من السجن أنا نزلت من أمريكا علشانك كان لازم أخليك قوي قلبك ميت وتكون ضهري وسند ليا لازم كُنت أخليك تنتقم من اللي أذوك، طول الفترة اللي كُنت مقيم عندي فيها كُنت بحطلك أدوية هلاوس أثرت علي نفسيتك وده اللي ساعدني علي سهولة مُهتمي وأنِ أقدر أوجهك لإي طريق أنا عايزة بدأت أعبي دماغك أن قاسم والصياد أبوك هُما اللي خططوا علشان يلبسوك شُحنة المُخدرات اللي أتقفشت وكانت كُل حاجة بأسمك ومش بس كده أنا بخطط للي هيحصل ده من زمان.
خفض بصره وأنسابت دموعه علي وجنتيه قائلًا:
– من سنتين قبل ما اللي حصلك ده يحصل أنا كُنت براقبك وعارف جميع تحرُكاتك فضلت أخطط لحد ما قررت أنِ لازم أخليك تفقد الثقه في كُل اللي حواليك وأولهُم قاسم صديقك المُقرب مَكنش ينفع أسيبوه قُريب منك لأنِ وقتها مش هعرف أخليك معايا..
زفر بقوة ثُم أستكمل حديثه قائلًا:-
– قررت وقتها أنِ ابعتله جميلة تلعب عليه وتخليه يحبها وبالفعل وقعت في طريقة ورسمت عليه الحُب كان لازم تسيب أثر في حياته علشان لما تطلع من السجن وتنتقم منه أخليك تنتقم منه فيها طبيعي بعد اللي هيحصل مُستحيل ترجعه أصحاب وزي ما توقعت نجحت في تكوين عداوة ما بينكُم.
أردف عز بمُحاولة من التماسك قائلًا بنبرة حاول إخراجها من حنجرته التي شَعر وكأن شيئًا يَقُف حائلًا بينها وبين كلماته:
– ليه كُل ده؟ ليه عملت فيا كده؟ أنا أذيتك في إيه علشان تدمر حياتي وتدمرني بالشكل ده!
حرك داوود رأسه يمينًا ويسارًا ينفي حديث عز بصدمة وأردف قائلًا بصدق يملؤه الصدمة:
– أنت بتقول إيه! أنا مُستحيل ائذيك أنت أبني ضنايا أنا أزاي تفكر في كده! أنا كُل اللي علمتو وبعمله علشانك أنت يا عز وأ..
لَم يستطع نُطقها كيف يَقول له أنه فعل كُل هذا حتي يقترب إليه كي يَحصُل علي والدته حُب عمره، كيف سيُبرر إليه أذيته إليه وإلي أشقاءه من أجل الحُب يُريد عز وحنان طيلة العُمر أما جاسر وجني لَم يَهمو في شيئًا من الأساس، ف عز الأبن البكري إلي حنان ويُشبها كثيرًا عكس جاسر وجني يُشبهوا أبوهُم لا يعرف لَما يَكن كُل الحُب هذا إلي عز لَكنه بمثابة أبنه الذي لَم يولده حقًا أمره غريب.
أستكمل حديثه بعد أن ظَل عز مَصدومًا لا يتحدث ينظُر إليه فقط، أردف داوود قائلًا:
– أخر كوباية ماية شربتها قبل ما تروح تنفذ المُهمه كانت مخلوطة بخليط من جُرعات منها مُنوم وهلاوس ومُخدر قوي جدًا كُل ده ساعذ علي أنك تعيش جو الأغتصاب اللي أتخيلته مع مُساعدة جميلة اللي فضلت تَصرُخ وأثرت علي حلمك أما قاسم كان مَحقون بحُقنة منوم خليته ينام بعد دقايق لما شافك بتقطع هدوم عز وبتحاول تعتدي عليها وبلحظة هو نام وأنت بعدها غيبت عن الوعي واللي حصل بعدها كان تمثيلية علشان لما تصحي تلاقيها قُدامك بالمنظر ده تتصور أنك اللي عملت فيها كده، وأكيد عارف الباقي أن قاسم الحرس رموه بعيد عن المكان.
أردف عز قائلًا ولا يُزال تحت صدمته ف داوود قائلًا بأنهيار دفين:
– وشريط الفيديو اللي شوفتوا بعيني وأنا بعتدي علي جميلة إيه ده تمثيل باردو.
رفع داوود رأسه لأعلي قائلًا:
– كان لازم أعمل احتياطاتي خوفًا أن الأدوية متأثرش عليك التأثير اللي انا كُنت عايزه علشان كده قررت بعد ما غيبت عن الوعي نقلناك وجبت واحد من الحرس نفس جسمك وطولك ولبس الماسك اللي خليت أبدع الفنانين يصممه كأنك أنت بالظبط وجبته معايا وخليت الحارس يلبسه ويمثل هو وجميلة أنُه بيعتدي عليها غير صريخها وضربه ليها فيك كُل دي أصوات اتظبطت عن طريق الفوتوشوب غير شوية حجات ظبطناها بالفوتوشوب خليتك تصدق أنك أعتديت عليها.
طالت نظرات عز التي كساها الكُره والأنتقام ، ليُبادر داوود قائلًا مُحاولة في تصليح الأمر:
– مش عايزك تنساه أنِ عملت كُل ده علشانك أنت يا عز اللي أنا عملته خلاك تتنقل ناقلة عُمرك ما كُنت تحلم بيها قوتك ونفوذك اللي وصلتلها خليتك تنتقم من الصياد وتنتقم من إي حد جه عليك في يوم من الأيام.
إلي هُنا لَم يستطع عز التماسُك لتنساب دموعه علي وجنتيه قائلًا بنبرة أجشة:
– بتسمي أذيتك ليا دي حُب، أظاهر أنك ماتعرفش أنا عرفت إيه عنك!
رَفع داوود شفته لأعلي قائلًا بنبرة جادة:
– اللي عرفته مش هيأثر علي حُبي ليك أنا بجد بحبك وعملت كُل ده علشانك
توسعت حدقتيه عز وامتلئت بالكره والهجوم ليكسوها نار الأنتقام أندفع إلي داوود وضع كفوف يديه حول عُنقه وبدأ يضغط عليه قائلًا بصُراخ مليئ بالأوجاع:
– بتلبسني قضية مُخدرات وتقولي بحبك بتخليني أكره نفس كُل يوم لما بفتكر مشهد أغتصابي ل جميلة بعتني عن أقرب صاحب ليا وخلتني أكسره وتقولي بحبك بتبعت حرسك يضربو أخويا ويتشل فيها وتقولي بحبك بتحُط أُختي في وضع مُخل كان مُمكن تتقتل لولا ربنا ستر ولما تفشل تحاول تسممها علشان تموت وفالأخر أبنها اللي بتحلم بيه أتقتل ويا عالم هينفع تخلف ولا لا.. كُل ده بدافع الحُب حُب إيه اللي يخليك تعمل فيا كده أنا واللي حواليا أنت إيه أبليس ولا فرعون ولا نمرووود أنت إيه أنا بكره وهقتلك وديني لأقتلك يا داوود بس هقتل بطريقتي هخليك كُل يوم تتمنا الموت وأنت بتشوف أحبابك بيدمروا قُصادك وأنت متكلبش مش قادر تعملهُم إيه.
أختنق داوود وبدأ وجهه يَكسوه الأحمرار من شدة ضغظ كفوف عز علي عُنقه كان يُحاول ألتقاط أنفاسه المكتومة بوجهه يُصارع من أجل العيش أما عز كان يضغط وهو يَصرُخ عليه بالأقاويل كان بحالة صدمة هيستريه لا يُصدق، كاد أن يلتقط داوود أنفاسه الأخيرة وبدأ وجهه يزداد أحمرار دليلًا علي أنه سَيفقد الحياة في الحال.
لَكن لَم يَحدُث هذا بفضل خالد والديب الذي ركضوا في الحال بعد أن رأو أن داوود سوف يموت أنتشلوا عز بقوة إلي أن تَم أبعاده عن داوود، حينها ألتقط داوود نفسه الأول بقوة بعد أن رأي الموت بعينيه ثُم علاه صدره لأعلي وظل يلتقط أنفاسة بقوة هائجة إلي أن أنتظمت أنفاسة بعد أن هدأ قليلًا، أما عن عز كان ك الثور الهائج الذي يُريد أن يُنال من فريسته حتي يَفترشها بأنيابه في الحال لَكن خالد والديب كانوا يمسكونه بكُل ما أُتيوا من قوة.
صَرخ عز وهو يُحاول دَفع خالد والديب حتي ينقض علي داوود يُريد أن يُفتك برأسه ويُهشمها أسفل حذاءه.
– هقتلك يا داوود هخليك تندم علي أنك قربتني منك والوحش اللي بنيته بأيدك هيطلع وأول واحد هيتأذي من الوحش هو أنت وديني ما هسيبك يا **** يا أبن الكلب أنت فاكر أنك هتثبتني بكلمتين ورحمة أُمك يا داوود الكلب لَا هعيشك أيام سودة هتترجاني فيها أنِ أرحمك.
صَرخ خالد علي عز قائلًا وهو يمسكه جيدًا:
– عز أمسك أعصابك كده ماينفعش أنت كده هتبوظ كُل اللي خططتنا
ثوان وكان خالد والديب مُلقاه بهُم علي أرضية الغُرفة بعدها أندفع عز بأتجاه داوود دَفعه واحده بقدمية عز كانت كفيلة بأنقلاب المقعد الذي يجلس عليه داوود للخلف بعد أن ضَربه رجليه بمعده داوود.
تَقدم عز إلي داوود وسَحبه بقوة خارقة من تلابيبه ورفعه لأعلي ليرتفع داوود بالمقعد المُكبل به وألتفت عز حول ذاته وهو يَحمل داوود بيديه التي كانت أعصابه نافرة من ثُقل الحمل علي يديه، أستدار به ثلاث مرات ثُم دفعة بقسوة إلي جانب الغُرفة ليرتطم جسد داوود بالجدار المُغطاه بالستائر نَتج عن هذا الأصطدام أنكسار المقعد مع صوت طرقعة في عظام داوود.
في تلك اللحظات التي مرت مثل الهواء المُتسرب من نافذة مُغلقة لَكن يوجد بها سرسوب صغير يُعبر من الهواء كان خالد والديب يُتابعون ما يَحدُث بصدمة حائلة منعتهُم من القُدرة علي القيام من علي الأرضية بسبب ما حدث ظَلوا جالسين علي الأرض يُتابعون ما يَحدُث بصدمة.
تَقدم عز وهو يَمسح بيده المُغطاه بدماء داوود علي مُقدمة أنفة قائلًا بشراسة قاتلة كانت النبرة أشبه بالجنون:
– حالًا وهنبدأ العرض اللي أتنفذ علشانك
رأي الخوف بارد علي ملامح داوود ليستكمل حديثه قائلًا بنفس ذات النبرة وهو يتقدم إليه:
– أوعا تكون يا تيفا عايز تحرمني من كرم الضيافة تؤ تؤ زي ما أكرمتني هكرمك بس زيادة حبتين لازم تشوف جنون عز اللي أنت كُنت السبب فيه ماينفعش الكاتب اللي كتب السيناريو بالكامل بأدق التفاصيل وتعب وشقي علشان يشوف البطل اللي عمله بيوجبمع الكُل وميوجبش مع الكاتب اللي ليه فضل عليه في كُل اللي علمه وعلشان كده أنا هطلعك المسرح ومش بس كده ده أنا هركبك المسرح وهخلي خيوط اللعبة كُلها حواليك وهتتلف حوالين رقبتك لحد ما تموتك أجدادنا زمان قالوا اللي يحضر العفريت لازم يكون بيعرف يَصرفُه ولو مايعرفش يصرفه يستحمل قلبته يا تيفا.
في نهاية حديثه صرخ بنبرة مُرتفعة جعل خالد والديب ينهضون علي الفور من علي الأرضية ويتحركون حتي يبدأو الأمر.
– يلااااا نركب تيفا المسرح
قال هذه الجُملة وهو ينتشل داوود من علي الأرضية ثُم وضعه علي مقعد لَم يَكُن ظاهرًا بالغُرفة ظَهر فجأة بعد أن صَرخ عز أحضره خالد علي الفور، وَضع عز داوود علي المقعد وثبت يداه علي مَسند المقعد وأيضا قدميه، ضَغط خالد علي زر الريموت المخفي بين يده الخاص بالمقعد ليظهر من المقعد كلابشات مُصنعة من الحديد كلبشت كفوف وكاحلي داوود الذي لَم يستوعب ما حدث في دقائق معدودة.
– عايز إيه من أُمي؟ إيه علاقتك بيها بالظبط؟!
صَدم داوود من حديث عز إلي هُنا وأنهارت قواه وتأكد أنه لَم يستطع إرجاع عز بسهولة إليه مرةً آخري بدأ عز بالعدد تحت صدمة وصمت داوود.
– أنا عديت لحد تمانية وإنت لسه مَجاوبتش ، الدقايق بتعدي وكُل ده من وقتك وبعدها هيبدأ العد التنازُلي لموتك علي أيدي
تلك الحديث خرج من جوف عز الذي كان يَقُف علي أحد الجدار التي تَم فتح ستائرها وعلي جدار أخر يَقُف خالد، وجدار أخر يَقُف الديب.
أتي صوت داوود المليء بالقوة كأنه أستعاد قوته وثقته مرة أخري كأن لَم يَحدُث شيئًا.
أردف داوود بقول:
– لو شايف أن العروسة تقدر تتحرك من غير أنامل اللي صانعها بخيوط من ذهب يبقي ركبني المسرح ومتقلقش مابقعش
– طَق طَق طَق طَق
تلك الأصوات التي ظَهرت فجأة جَعلت داوود يلتفت برأسه للخلف، وَقعت أنظاره علي عز وهو يَطرُق علي الجدار وعندما ألتفت برأسه جانبًا رأسه خالد يَطرُق علي الجدار وعندما حرك رأسه للجانب الأخر رأسه الديب يفعل نفس الشيء ، ظَلت أصوات الطقطقة مُستمرة فجأة صَرخ داوود بخوف بعد أن أنقطعت أضاءة الغُرفة بالكامل وأرتفع مقعد داوود القابع بمُنتصف الغُرف لأعلي ظَل داوود يَصرُخ علي عز وكن حوله بالسباب بعد أن رأي المسافة التي تفصل بين رأسه وسقف الغُرفة فإذا رَفعوا قليلًا ستصطدم رأسه بالسقف كان المقعد أشبه بالمسرح الذي يعلو حقًا كانت المسافة التي تُحيط حول المقعد دائرية وخرج منها شُعاع أحمر كان ينير المشهد الذي سوف يَحدُث حوله بعد قليل.
ظَلت نظرات داوود مُنخفضة لأسفل حتي يراهُم هو كان بالأعلي وهُم بالأسفل مرة أخري فزع بعد أن رأي صوت أصوات مُتداخلة تأتي من جميع الجُدران المُحاوطة إليه، بدأ خالد يُردد الحديث وهُو يَنقش علي الجدار بسكين عدت كلمات منها خططت، خدعت، خطفت، ظَلمت، قهرت، فرقت.
الصوت الذي كان يَشتعل ويُردده خالد كأنه يَعزف علي أوتار داوود حتي يَفقده عقله:
~ خالد..
– مانستش فاكر وقتها النغمة اللي اشتغلت بالتون الهادئ الحارق للأعصاب وأنا شايفك بتلعب بينا بتخلي الإنفجار بيتم علي مزاجك بس أحنا افتكرنا علي مزاجنا ف نفس الوقت أنقذت شريكك ما أنت الأب الروحي بتاعه وف نفس التوقيت خطفت روح هو جاي منها حابس روحها المتعلقة جوه جُدران غُرفتك بتحاول تبان كويس بس أنت مش كده، خايف يعرف حقيقتك خطفت الروح وبعت عصابتك تهاجم ضلع من أضلاعه وتسببله عجز ف يومها قهرت القلب ف ضلعه الضعيف اللي هيا بتكون ضلعي وكُل ما أملك لمًا وضعتها ف شُبهة كُل ده ناتج عن مرضك النفسي، رجعت للضلع الضعيف وخططت لأذيته مرة تانية كُل ده عشان تكسرني ف بدل ما تكسر ضلع كسرت ضلعين كان جوه أحشائها طفل بيتكون مني ومنها قتلته بكُرهك وقتلتها وخلاص ضلوعي راحت، هنرجع للبداية ونقول هُما ذنبهُم إي! كُل ده عشان حُبك ل أمهُم حاجة مش من حقك بتحاول تخليها حقك من البداية أنت السبب كُنت مُفرق الصحُبة، تعالا هفكرك لما خدعته وفهمته أن صَحبه وأبوه السبب ف دخُوله السجن كُلنا عارفين مين السبب يا باشًا حاولت تلفقها ل قاسم والصياد ولما لقيت نفسك بتخسر دخلتني جوه لعبتك القذرة.
ردد عز والديب مع خالد باقي الحديث وهُم يَنقشون علي الجدار بالسكين كانوا ينتظرون وقتهُم في الحديث كما خططوا، كانت أصواتهُم مُتداخلة مُتحشرجة من كَم الغضب والكُره نَتج عن ذلك أنكماش داوود علي المقعد وملامحه التي أبتسم عليها الخوف عندما علم أن نهايته أقتربت.
~ عز/ خالد/ الديب
– مابنلعبش بأعصابك أحنا بنفرتكها هنحُطك قُدام قُضبان القطر وعليك تتعامل معاه ل يطلع روحك وهو بيدهسك تحته ل تلحق تهرب خلاص المشهد أصبح خداع-داع-داع والنغمة المُفضلة هي الوداع-داع-داع
~ تَوقف عز والديب ليستكمل خالد الحديث بمُفرده.
– فاكر لعبك بأعصابنا بس ده مايهمنيش أنا جاي علشان أخُد أنتقامي منك مش هسيبك، حق ضيء عينيًا اللي قهرتني عليها حتي لو كانت قهرتي مؤقتة بس أنا الشيمي اللي مابيسبش حقه.
~ تَوقف خالد وأستلم الديب الحديث.
– وأنا جاي عشان أخُد حق صاحبي منك اللي كسرته ما هو رفيق كُل الليالي.
~ تَوقف الديب وأستكمل عز بنبرة غضب وشراسة ستُفتك من داوود الذي رَكب المسرح وأنتها أمره.
– وأنا جايلك يا أبويا مش أنت بتقول أني ابنك، ابنك جايلك عاوز يعرف لي كُل ده من البداية.
~ أستكملوا جميعهُم الحديث سويًا بعد أن تَقدموا و وَقفوا أسفل داوود، بدأو يَدُورون حوله كان المشهد مُرعب وما أرعب داوود عندما بدأ مقعده بالدوران بسُرعة فائقة.
– افتكرت أنك الشُجاع وعيشتنا جوه مَسرح الجريمة اللي خططته بنفسك
فاكر نفسك الجوكر هتقدر تلعب من كُل الأتجاهات
نسيت أنك بشر وزي ما ليك نُقاط قوة في نُقاط ضعف
بنيت المسرح وحان الآن أنك تَصبح بطل المسرح
وشك كرمش ليه فجأه أهدا لسه بنلعب حبه حبه
هوس هوس مش مسموح حد يبقي بَطلُه غيرك
صدقني المرة دي نهايتك وهنكتب علي قبرك أسامينا
أحنا ارتكبنا الجريمة
بس أنت بصامتك علي السكينة
جمد قلبك لسه اللعبة ف أولها، بلاش ترخي من أولها!!
ــ بقلمي
مع نهاية الكلمات كُل منهُم أخرج سلاحه وأصبحوا في وضعية أنطلاق الرُصاص بعد أن أستعدوا حتي يطلقوا علي داوود من أسفل كُلًا منهُم بدأ بالتركيز حتي يُصيبه ف كان المقعد ما زال يَدور بسُرعة فائقة.
خرجت ثلاثة طلقات كُل طلقة من مُسدس واحد وأستقرت بجسد داوود مع صَرخة خرجت من ثغر عز بعد أن أطلق سراح الطلقة التي كان يَظُن أنها لو خرجت ستُشفي جراحه علي العكس سببت إليه الألم..
صَرخة مَدوية خرجت من ثغر داوود الذي بدأت الدماء تنساب من جسده لأسفل سَقطت الدماء علي رؤسهُم.
كان يوجد أحد يَقُف عند باب الغُرفة يُتابع ما يَحدُث بعد أن أنتقلت الطلقات ودوت صَرخة داوود لتملأ أركان المنزل، صفق الذي كان يَقُف علي باب الغُرفة وأردف قائلًا:
– خلصتوا تعالوا عايزكُم
التفتوا ثلاثتهُم بصدمة وبعد أن رأو الشخص تجمدت أعصاب كُلًا منهُم.
ليأتيهُم رد من الشخص الواقف أمام باب الغُرفة قائلًا بكُل برود يتلاعب علي أعصابهُم:
– جَمدوا قلوبكُم لسه اللعبة في أولها، بلاش ترخوا من أولها!
* داخل المقابر..
وَصل مُعتز إلي تلك المقبرة بعد أن أخبره الحارس عادل بتواجُد ديما ونور بها، هَبط سيارتُه وسار للداخل بخطوات بطيئة خوفًا من حديث ديما التي قابلها بالخارج كانت تَجلس بالسيارة وعندما أخبرها عن سبب تواجُدهُم هُنا أخبرته أن نور من طلبت هذا تُريد زيارة صديقها يُدعي حازم عندما سَمع مُعتز الأسم أشتعل وجهه بالغضب وعلي الفور ترك ديما وركض إلي نور داخل المقبرة.
بعد أن توجه مُعتز داخل المقبرة عَلت إبتسامة علي وجهه ديما وهي تُحرك يدها علي شعرها بأستمتاع قائلة بخُبث:
– هابي داي يا نور، سوري يا روح قلبي بس أنتِ اللي هبلة وخلتيني أستغلك بسبب تفاهتك وغباءك
قالت حديثها وتحركت بالسيارة تتجه إلي طريقها التي خَطتت إليه بكُل تكنيك وبراعة، لتتذكر ما حدث وهي تَقود السيارة حيثُ هدفها..
* الأسترجاع الفني
~ عند ديما ونور
تَجلس ديما علي الفراش وتُشاركها نور به يتحدثون في بعض المواضيع منها حُزن نور علي جني وأنها تُريد زيارتها في قبرها والدُعاء لها إلي أن أردفت نور قائلة بنية حسنة:
– مفكرتيش يا ديما تبعدي عن قاسم وتشوفي حياتك مع حد تاني صدقيني هتلاقي اللي يحبك أضعاف حُبك ليه.
كانت ديما تخفض رأسها لأسفل وشعرها يُغطي وجهها رَفعت وجهها بَبُطء ليرجع معها شعرها ويتناثر حولها قائلة بنبرة هوس:
– مُستحيل أنا مابحبش غير قاسم أنا حلمي أنِ أتجوز ظابط وهتجوزه
لوت نور شفتها عندما تذكرت مُعتز لتردف قائلة:
– أسمعي كلامي أنا وقعت في ظابط هو كان طالب بس ظابط والموضوع مَظبطش فالأخر أتجوزت ظابط أبعدي أنتي بس وربنا هيكرمك
قالت حديثها بمزاح لعلا تُغير ديما رأيها ، نَظرت ديما إليها بتركيز وفضول قائلة:
– ظابط مين! هو أنتِ كُنتي تعرفي حد قبل مُعتز وأنا معرفش
فركت نور يديها ببعضهُم بتوتر لاحظته ديما وحركت رأسها بالنفي قائلة بتلعثُم:
– ل.. لا ط.. طبعًا
أقتربت ديما منها ومسكت كفوف يدها قائلة بنبرة فضول:
– نور أنا ديما أُختك اللي بتحفظ أسرارك أحكيلي إيه اللي حصل؟
أردفت نور قائلة بتلعثُم وتوتر:
– م.. مافيش حاجة يا د.. ديما
رفعت ديما حاجبها قائلة:
– عليا أنا.. نور أحكيلي إيه اللي حصل؟
بعد أن رأت ديما علامات التوتر والخوف علي وجهه شقيقتها الصغيرة أردفت قائلة بنبرة حُزن حتي تُخبرها:
– خلاص براحتك يا نور أنا مش عايزة أعرف حاجة وأنا اللي كُنت عايزة أعرف يمكن أعمل زيك وأبعد عن قاسم.
خَفضت ديما قدميها بأصتناع في هي تعرف نور جيدًا لَم تترُكها أن تنهض حزينه، بالفعل وضعت نور يدها علي معصم ديما قائلة ببراءة:
– خلاص أقعدي وهحكيلك كُل حاجة بس اوعديني ماحدش يعرف حاجة عن الموضوع ده أبدًا
أبتسمت ديما وهي مُتحفزة حتي تستمع إلي حديث نور قائلة:
– أُوعدك يا روح قلبي.. يلا أحكي
تنهدت نور بتوتر ثُم بدأت بسرد جميع ما حدث بينها وبين حازم وكيف خدعها إلي أن تزوجت من مُعتز، بعد أن أستمعت ديما إلي حديث نور أتت فكرة برأسها تجعلها تُنفذ ما تُريده ف قررت أن تَقول إلي نور أنها ستذهب معها وتجعلها تزور قبر جني لَكن ما كان يدور برأسها أنها ستضرب عصفورين بحجر واحد هي تعلم أن بالتأكيد قاسم يضع عليها مُراقبة لهذا ستستغل نور لَكن ليس فقط ستستغلها بل سَوف تُخرب حياتها مع مُعتز حتي لا تُحدثها مرة أُخري عن مدي سعادتها هي ومُعتز ولا تضع في الأعتبار عن مدي حُزن ديما علي ما يحدُث في حياتها.
أخبرت واحد من حراسة والدها أن يبحث عن مَدفن حازم السيد دمنهور ويعرف أين وبعد أن عرفت ذهبت إلي هُناك ورأت السيارة التي تُراقبها بعد أن دَخلت نور إلي المقبرة وأدعت ديما أنها لا تُحب الدخول إلي هذه الأماكن ف هي تُهاب منها زيارتها دَخلت نور و وقعت بالفخ التي نصبته إليها شقيقتها، بعد وصول مُعنز ودلوفه تَحركت ديما بالسيارة بعد أن أستغلت أنشغال الحارس بالحديث الذي هَبط من السيارة.
* أنتهاء الأسترجاع
كانت نور تَقُف أمام قبر حازم بأستغراب بعد أن ظَلت تبحث عن قبر جني لَكنها لَم تصل إليه، تنهدت بقوة وهي تَري أسم حازم مَحفور علي قبره زَفرت بضيق وهي تنظُر إلي باقة الورد التي تمسكها بيدها قائلة:
– أخر حاجة توقعتها أن ربنا يجمعني بيك مرة تانية وأقُف قُدام قبرك علشان أقولك كُل اللي ف قلبي وأدع…
قاطع حديثها صَوت مُعتز الذي أخترق أُذنيها بسبب وقوفه خلفها قائلًا:
– الواحد مهما بيحاول ينضف التُراب من عليكي بتغرقي فيه أعمل إيه بتموتي في الوساخة.
ثبتت قدميها علي الأرض وسقطت باقة الورد من بين يدها بعد أن عرفت صوت الواقف خلفها..
* عند ديما
وَصلت ديما داخل الحي التي تَسكُنه إيلا صَفت سيارتها بعيدًا وهَبطت السيارة كانت ترتدي عباءة سوداء وتُغطي رأسها بخُمار و وجهها مُخبأ بنقاب يَخفي وجهها عن الأنظار.
تَحركت إلي البناية بكُل ثقة ودلفت البناية من الداخل بعد أن عَبرت أمام سيارة الحرس وسيارة الغفر بكُل سهولة إلي أن وَصلت أمام باب الشقة طَرقت بخفه عليه.
فَتحت إيلا الباب ثُم نَظرت إلي تلك الواقفة أمامها لتردف قائلة بعد أن طال الصمت:
– حضرتك عايزة حاجة.
أقتربت ديما إليها برأسها وهَمست إليها بجانب أُذنيها قائلة بنبرة كُره وحقد:
– عايزة رقبتك
أزدرت لُعابها دليلًا علي الخوف وجَفت الدماء من وجهها مع شَحوب وجهها وقد أتسعت حدقتيها رُعبًا خشية بعد أن علمت من التي تَقُف أمامها، أسرعت بدفعها وبأغلاق الباب لَكن سارعت ديما بوضع قدميها وتدفع الباب بيدها بكُل قوتها التي تَفوق قوة إيلا من فوق جسد وطول.
وَقعت إيلا علي ظهرها لتنقض عليها ديما..