رواية قد انقلبت اللعبة الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم إسراء الشطوي
رواية قد انقلبت اللعبة الجزء التاسع والثلاثون
رواية قد انقلبت اللعبة البارت التاسع والثلاثون
رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة التاسعة والثلاثون
عنوان اللعبة التاسعة والثلاثون –« -تعالي في حُضني مَلكِش مكان غيروا»
| مَفيش حُب مَبيوجعش، بس أحنا اللي بنختار طريقه الوجع وعلي قد ما بنتحمل عيوب الشخص علي أمل أنُه يتغير علي قد ما الوجع بيزيد بشكل مُفجع ، وطالما أخترت من البداية أستحمل للنهاية، لاما تنجوا لاما تغرق وفي الحالتين هتفضل موجوع أما من ألم الأشتياق أو من الأنهيار اللي هيحصل لروحك، في الحالتين هتفضل غرقان. |
#بقلمي
* داخل مكتب جلال
بعد أن جاء إليه صوت قاسم علي الهاتف سارت رعشة في جسد جلال بالكامل لا يعرف بما عليه أن يفعل، حَمحم حنجرته حتي يستطيع قول ما يُريد وأردف قائلًا:
– أنت فين؟
لوي قاسم شفته بسُخرية وعيناه علي تلك الجالسة بجانبه علي المقعد تَفرُك يدها بتوتر، ليردف قائلًا:
– ماتخافش عليا يا حج ده أنا قاسم باردو
حك حاجبه بإصبعه الوسطي قائلًا:
– تعالي علي البيت عايزك
حرك عينه عليها يُطمئنها بعد أن رأي ملامح الفزع والخوف تحتل ملامحها مَد يده مسك كفها بين راحة يده وباليد الأخري يَقود السيارة يُهاتف جلال عبر السماعة، طال الصمت ليأتي إليه صوت جلال.
– قاسم أنت معايا
فاق من شروده ليردف قائلًا:
– مش فاضي النهاردة خليها بُكره
تحدثت جلال سريعًا قائلًا:
– أُمك مش بخير يا قاسم
أوقف السيارة فجأة حتي أن جَسد إيلا أرتد للأمام وكذلك بنات أعمامها في المقعد الخلفي وبحركة سريعة حرك عجلة القيادة وألتفت بها بطريق أخر قائلًا بنبرة سريعة مليئة بالخوف:
– إي اللي حصلها؟
تحدثت جلال بجمود قائلًا:
– متتأخرش
قال حديثه وأغلق الخط بوجه قاسم
– الو الو اااااه هه
ضَرب عجلة القيادة عدت مرات وهو يَصرُخ بغضب بعد أن أغلق جلال بوجهه مما جعل إيلا تلتصق بمقعدها أما أصالة وصفاء أنكمشو بجانب بعضهُم..
* في سيارة ياسر
ضيق عينيه وهو يري سيارة قاسم تَشُق طريق أخري أخرج يده خارج السيارة يُلوح إلي مُعتز حتي يَقُف بعد أن وَقف مُعتز وأردف قائلًا:
– هو قاسم رايح فين
أردف ياسر قائلًا:
– مش عارف بس يلا بينا وراه وهتصل بيه أفهم منه إي اللي حصل
تَحركوا خلف قاسم بدون دراية عما يَحدُث ظل ياسر يُحاول عدة مرات الأتصال علي قاسم لَكن دون جدوي لا يَرُد عليه؛ إلي أن أسرع ياسر بالقيادة و أوقف سيارته أمام سيارة قاسم، هَبطوا الاثنان وهبط بعدهُم مُعتز.
تحدثت ياسر قائلًا:
– إي اللي حصل؟ وبتجري فجأة بالعربية ومبترُدش في إيه؟!
تنهد قاسم بضيق قائلًا:
– أبويا كلمني بيقولي أن أُمي تعبانة ولازم أروح فهمت سبني بقي أروح
قال حديثه وهو يَُربط علي كتف ياسر بقوة وكاد أن يتحرك لَكن يد ياسر منعته قائلًا:
– أفرض كمين وأبوك متفق مع اللواء
رَفع حاجبه قائلًا:
– والله علي أساس أنا عيل بقي ومش هعرف أتصرف وقتها، خُد مراتك وروحوا وأنت كمان يا مُعتز روح
بعد أن قال حديثه دَفع يد ياسر ورفع أصبع السبابة قائلًا بتحذير:
– مش عايز حد ورايا ولو في حاجة هكلمكوا
ثُم توجه إلي السيارة وصعدها ، نَفخ ياسر بضيق ثُم توجه إلي سيارته وهو يقول بصوت عالي:
– لما نشوف أخرتها
صعد الجميع سيارته وكُلًا منهُم تحرك إلي طريقة أما سيارة العُمدة التي يقودها الغفير كانت خلف قاسم..
وَصل قاسم أمام البوابة ليفتح الحرس البوابة علي الفور هَبط قاسم السيارة بدون أن يَدخُل بها تركها علي البوابة وركض داخل الفيلا ظَلت إيلا وبنات أعمامها ينظرون إلي بعض بتوتر إلي أن أردفت أصالة بقول:
– إيلا أحنا بنعمل إيه هنا؟!
رفعت شفتها بأعلي دليل علي عدم علمها ثُم حركت عينيها تنظُر إلي بوابه الفيلا الداخلية الذي دخلها قاسم مُنذ ثوان قطمت أظافرها بتوتر قائلة بهمس وصل إلي أصالة وصفاء:
– طَب هو أنا المفروض أعمل إي أنزل ولا أخليني هنا!
تحدث صفاء علي الفور قائلة:
– أنزلي طبعًا عشان تعرفي إي اللي بيحصل جوه!
حركت أصالة رأسها بالنفي قائلة:
– لا متنزليش الغفر جاين ولو دخلتي هيتصلو بجدي وهيعمل مُشكلة كبيرة…
لَم تُكمل حديثها بسبب الغفر الذي أدخل واحد منهُم رأسه من نافذة الباب بأتجاه إيلا قائلًا:
– وجفتو اهنئه ليه؟ وإيه الدوار ده!
أغمضت عينيها بنفاذ صبر قائلة من بين أسنانها:
– أولًا ده مش دوار ثانيًا وجفنا اهنئه عشان ده بيت أهل قاسم ف تقدر تستنا في العربية لحد ما يطلع
قالت حديثها ف البداية بنفس طريقة الغفير ف كانت تتكلم وهي تَصُك علي أسنانها لا تُطيق أحداث اليوم الذي ضغطت علي أعصابها ف إيلا لا تُحب الضغوطات بالأساس وما حدث أرهقها.
فاقت من حديثها علي صوت الغفير قائلًا:
– في بنسيون جريب من الشجة اللي هتجعدوا فيها عشان لما نحب نريح
حركت إيلا رأسها بغضب قائلة:
– رُدي منك ليها أنا مش فايقة بجد
قالت حديثها وهي تفتح باب السيارة ليبتعد الغفير وكادت أن تَدلُف لَكن توقفت بعد أن أتي إليها صوت الغفير قائلًا:
– رايحة فين يا عروسة؟
حاولت رسم إبتسامة علي شفتها لترتسم إبتسامة مليئة بالغضب والضيق لتردف قائلة:
– أسمي إيلا وداخله التواليت في مانع
قالت حديثها ثُم تحركت إلي الداخل ، حك الغفير يده في العمة التي يرتديها علي رأسه قائلًا:
– إي التوتي اللي دخلاه ده
تابعها الغفير الأخر بنظراته إلي أن دَلفت داخل الفيلا ليردف قائلًا:
– دي وكلة مش اجده يا أبلة أصالة
أردفت أصالة من بين ضحكتها قائلة:
– اه وكله وأسمها توتي باك
توسعت حدقتيه بالدهشة قائلًا:
– طَب وعلي أجده حلوة ولا مايعة زي أبلة إيلا
توسعت حدقت أصالة وصفاء ثُم ضَحكوا بشدة علي تشبيه إليها، لتردف صفاء قائلة:
– مايعة! علي فكرة بجي أنا هجولها
تحدثت أصالة قائلة:
– التواليت ده يعني الحمام ياعم محمد وإيلا مش مايعة هي بس رقيقة
تحدث الغفير قائلًا كتصليح للحديث:
– والله أنا جصدي أجده بس خرجت منِ بجي ماقصدهاش بس أصلها غيركوا وغير البنات اللي عندينا ف البلد حتي طريجة حديتها وصوتها
أبتسمت أصالة قائلة بهمس لصفاء:
– يُجصد أن أحنا دُكره
قالت صفاء من بين ضحكتها:
– حاسة مش مُتأجده
قاطع حديثهُم حديث الغفير الأخر الذي مازال مَدهوش وكأنه يُحلل الكلمة:
– يعني التوتي عنديهُم اهنيه مراحيض
نَظرت أصالة وصفاء إلي بعضهُم بدهشة يُحاولون كتم الضحكة لَكنهُم لَم يستطيعوا بعد أن أستمعىا إلي حديث عن محمد الذي أردف قائلًا كجواب علي الغفير الأخر صديقه.
– اجده يا واد يعني لما تتزنج اهنيه في مصر تجول عايزة أدخُل التوتي باك
حرك الغفير الأخر رأسه بإيماء…
* داخل الفيلا
بعد أن دَلف قاسم راكضًا والخوف يعتليه أستوقفه جلال وسَحبه معه داخل المكتب..
داخل المكتب كان جلال يجلس علي مقعد مكتبه وقاسم يَقُف أمامه الغضب يعتريه ليردف قائلًا بنبرة مُرتفعه:
– ميت مرة قولتلك مبحبش الطريقة دي عايز تشوفني قول أنك عايز مش تحور وأمك تعبانة أنت عارف أنا كُنت هعملك كام حادثة وأنا جاي ف الطريق
تابع جلال حديثه وكأنه لَم يستمع إلي حديث قاسم قائلًا ببرودة أعصاب:
– أقعد عشان عايزين نتكلم سوا ف كلام كتير عن اللي حصل
أشتعل وجهه قاسم بالغضب من برودة حديث جلال معه وكأنه لَم يُخطأ ألتفت قاسم قاصدًا مُغادرة الغُرفة حتي يُحاول السيطرة علي غضبه لَكن تَوقف بعد أن أستمع إلي حديث جلال الذي فز ناهضًا ضاربًا بكفيه علي سطح المكتب قائلًا بنبرة غضب عالية:
– تعالي يا روح أمك أقعد قُدامي زيك زي إي فردة جزمة لَتكون فاكر أنك كبرت عليا ومش هقدر أمشي عليك كلمتي
أغمض قاسم عينيه وتنفس بهدوء حتي يُخرج طاقة الغضب التي تملكته أثر حديث جلال ثُم ألتفت وفتح عينيه قائلًا من بين أسنانه:
– لَما تكون مش فاهم ولا عايز تفهم ولا تسمع وجهه نظري يبقي الأحسن أمشي بمزاجي أنا يا حج ولا إيه رأيك!
نَظر إلي بتركيز وأستكمل حديثه قائلًا:
– حُط نفسك مكاني أبويا رايح يتفق مع حته عيلة قلت مني ومن بنتك علينا ده تسميه إيه!
زفر جلال بغضب مكتوم قائلًا:
– أقعد يا قاسم لازم نتكلم بهدوء لو عايز كُل حاجة تتصلح
ألتفت قاسم مرة أخري يَجلس علي المقعد وهو يَنفُخ بضيق، مَسك جلال علبة السيجار و وجهها أمام قاسم حرك قاسم رأسه بالنفي أنه لا يُريد أومأ جلال إليه ثُم أخرج عود سيجار إليه و وضعه في ثغره و أشعلها..
بعد أن سَحب نفس قوي من السيجار تحدث قائلًا:
– أُمك بالفعل تعبانة وموجوعة من اللي حصل لحد الآن مش قادر أتفهُم ردة فعلها بالظبط هي راحت في النوم وهي بتعيط كانت ماسكة صورك أنت وإيلا مش مستوعبة أنكُم بتحبوا بعض وعايزين تتجوزوا زي ما أنا مش مستوعب بالظبط
نَظر قاسم إليه بجمود ثُم أردف قائلًا:
– تمام يعني هيا كمان مش موافقة
سَحب نفس قوي من السيجار وأخرجه لينتشر حوله وهو يقول:
– مش عارف أنا طالبك عشان تسمع رائيها زي ما أنا هسمعه لأول مرة بس لو رفضت أنسي أنِ أوافق علي جوازكُم
أومأ قاسم رأسه بالإيجاب وهو يقول:
– جد إيلا وافق علي فكرة وهروح أطلُب أيديها يوم الخميس اللي جاي بس المفروض أنو طالب أهلي يجيوا معايا
تحدث جلال بجمود قائلًا:
– طلبك متوقف علي حسب كلامك أُمك
~ في الخارج أمام المكتب
كانت تَقُف إيلا أمام الباب تستمع إلي حديثهُم سويًا ليتكون بصيص من الأمل داخلها ف هي علي علم و دراية بقلب وحنية والدتها زينب تَشعُر أنها ستوافق ولَم تَكسر بقلبهُم.
شَعرت بأقتراب أحد من الباب لتفُر راكضة علي بوابة الفيلا قبل أن يَخرُج قاسم وجلال من غُرفة المكتب ويروها وهي تتصنت عليهُم، خَرج قاسم يلية جلال ليروها وهي تَدلُف من البوابة.
تحدث قاسم علي الفور عندما رآها ليتذكر أنه رَكض للداخل بدون ان يَقول لها شيئًا:
– تعالي يا حبيبي إيه اللي موقفك هنا
ظَلت واقفة بمكانها لتردف قائلة بتلعثُم خوفًا من جلال:
– أ.. أنت دخلت من غ.. غير ما تقولي في إيه ف ق.. قلقت
تَقدم إليها قائلًا وهو يسحبها من معصمها يوقفها بجانبه:
– حقك عليا يا حبيبي ماما بس تعبانة شوية وهنطلع نشوفها تحبي تطلعي معانا
حركت عينيها علي جلال تنظُر إليه تنتظر موافقته، حاوط قاسم كتفيها بذراعه بعد أن رأي حالتها قائلًا وهو يتحرك بها لأعلي:
– يلا نشوفها سوا
صَعدوا سويًا ليصعد خلفهُم جلال وهو يَغرز أظافره بكفيه غاضبًا مما يَحدُث، بعد أن صَعدوا و وصلوا أمام غُرفة زينب كادوا أن يَدلفون لَكن يد جلال التي مسك بها الأوكرة أوقفتهُم.
وأردف قائلًا:
– هدخُل أنا الأول وأنتوا ورايا لو عيطت أو حصل حاجة تاخدوا بعضكُم وعلي برا
دَخل جلال ليدخلوا خلفه ، كانت زينب ما زالت مُتسطحة علي الفراش وبين يدها أحد الصور وباقي الصور تُحاوطها علي الفراش.
وَقف قاسم وإيلا أمام الفراش أما جلال وَقف بجانب زينب وكاد أن يَضع كف يده علي جبهتها حتي يطمئن عليها لَكن رأها تُجاهد في فتح عينيها وهي تتحدث بَبُطء قائلة:
– إ..إيلا ق.. قاسم
أرتسمت إبتسامة علي وجهه إيلا ومسكت معصم قاسم بكفوفها وهي تَهمس إليه قائلة:
– مامي صحيت علشانا أنا حاسة أنها هتوافق
نَظر إليها بحاجب مرفوع قائلًا بأستفهام:
– توافق علي إيه؟!
حمحمت حنجرتها ثُم حركت عينيها بعيدًا عنه تنظُر إلي زينب، أما هو أبتسم عليها ف يعرف انها كانت تَقُف أمام الباب وأستمعت إلي حديثه بالكامل مع جلال، ف هو رآه خيالها من أسفل الباب من الداخل.
فَتحت زينب عينيها بَبُطء شديد لتقع علي الفور عليهُم بمُجرد رؤيتهُم أنفجرت في بكاء مرير مما جعل جلال يندفع عليها يُحاوطها بين ذراعيه أما إيلا ضغطت علي معصم قاسم تنكمش بجسدها داخل جسده رَفع يده وحاطها من كتفيها.
رَفعت زينب وجهها من علي صدر جلال تنظُر إليهُم بحُب قائلة:
– تعالو في حُضني وحشتوني أوي
تَحرك قاسم ومعه إيلا كان يَشعُر بكم الخوف والتوتر الذي يملأها ، نَهض جلال حتي يَتيح لهُم بالتقرُب منها، جَلس قاسم وإيلا علي طرف الفراش ليحتضنها قاسم علي الفور أما إيلا ظلت تنظُر إليها بحُزن وقعت عينيها علي صورة تجمعهُم جميعًا هي وقاسم مع جلال وزينب أنسابت دمعة علي خديها لتراها زينب فَتحت ذراعها قائلة بهمس:
– وحشتي مامي يا لولي
أرتمت إيلا بين ذراعيها لتحتضنهُم زينب بشدة لتنغمر دموع إيلا بغزارة وشاركتها زينب الأخر أما قاسم رفع يديه حاوطهُم بين ذراعيه بعد أن رآي حالة البُكاء والحُزن التي تملكتهُم. ليردف قائلًا قاصدًا المزاح حتي يَخرجهُم من حالة الحُزن:
– علي رأي تامر مُشكلتكُم بطلات العالم في النكد، إي لازمت العياط دلوقتي بس
رَفعت زينب وجهها طَبعت قُبلة علي جبهت إيلا ثُم قاسم هامسة إليهُم قائلة:
– أحكولي كُل حاجة خبتوها عني عايزة أعرف كُل حاجة حصلت من وراه ضهري
أبتعدت إيلا قليلًا للخلف ورفعت بصرها إلي قاسم ليرمي إليها نظرة طمئنتها.
حمحم حنجرته ثُم تحدث قائلًا:
– مش مُهم بس اللي مُهم تعرفيه دلوقتي أنِ بحب إيلا وهي كمان بتحبني ومش طالبين منكُم غير موافقتكُم علي الجواز، أنا وهيا مشاعرنا صادقة مش مُزيفة ولا موهومين أنا إيلا بالنسبالي زي النفس اللي بتنفسه والكُل عارف مدي تعلُقي بيها من وأحنا صغيرين مَكونتش عارف أن حُبي ليها هيتحول لكده بس من وأنا صِغير وأنتوا مفهمني أنها مش أختي لما كبرت لقيت نفسي متعلق بيها وبخاف عليها حاولت أعتبرها أختي وبس؛ بس معرفتش صدقيني يا ماما حاولت ومعرفتش.
سقطت دمعه من حدقت زينب دليل علي تأثُرها بحديثه ، حركت عينيها إلي إيلا تنتظر حديثها.
جمعت إيلا قوتها لتردف قائلة:
– أنا عيشت عُمري كُله فكراكوا أهلي وهو أخويا مَكونتش أعرف إي حاجة وحبيتكوا بجد ولحد دلوقتي بس كُنت مُتأكدة أن فيه حاجة بتجمعني بيه أكتر من حُبي ليه كأخ أهتمامه بيا الزائد وهو عارف كده كويس أنا دائمًا كُنت بروح أقوله أني محظوظة بيه عشان علطول بقارن حُبه وخوفه عليا مع أخوات صُحابي حُبهُم مُختلف مش زيه حتي غيرتي عليه لمًا خطب مَكونتش عارفة أفسرها لحد ما حه اليوم اللي عرفت فيه الحقيقة وبعدها عرفت بحبه ليا رفض والله رفض صدقيني بس معرفش إي اللي حصل فجأة لقتني ببادلة مشاعره وكأنِ محوشاه ليه معرفش ده أزاي حصل بس أنا عايزاه زي ما هو عايزني وأكتر كمان أنا بحب قاسم ومش طالبة غير موافقتكُم وتوقفوا جمبنا عشان نقدر نعيش في سلام مش عايزين نعمل حاجة أنتوا مش موافقين عليها أرجوكي يا مامي أرجوك يا بابي لو لسه بتحبوني وبتعتبروني بنتكُم وافقوا
قالت حديثها وفي نهايته نظرت إلي جلال تستعطفه حتي يوافق علي زواجهُم، بعد أن تحدثت إيلا ودموعها تسبقها قبل الحديث علي وجنتها قَطعت قلب زينب شعرت بعذابهُم ف هي لَم تُعارض طلبهُم مهما حدث سيظلوا أطفالها التي تُريد أن تراهُم سُعداء وما سيحدُث لَم يؤثر علي حُبها لهم؛ أما عند جلال كُل حديثها وحديثه أثر به لَكن ما وجعه تلك النظر التي نظرتها إليه كانت نظرة مليئة بالضعف وقلة الحيلة تسترجاه علي أن يرحم قلوبهُم ف ما ذنبهُم ما يُحركُهم مشاعرهُم لَم يقصدوا أن يعاندوا أو أن يحرجوا أمام المُجتمع والعالم كما يتصور هُم عاشقان مُتيمين في حُب بعض مثله هو وزينب ف هو إذا وافق سيوافق أولآ من أجل زينب حبيبته لا يُريد أن يخسرها أو يكسر قلبها لوهله وضع نفسه مكانهم لو أن تبدلت الأمور وأصبح هو بمكان قاسم وزينب معشوقته مكان إيلا ماذا كان سيفعل؟ رد علي ذاته فورًا أنه سيحرق العالم بجميع من يرفضوا تزويجه لها.
أغمض جلال عينيه يَسحب دموع عينيه للداخل حتي لا تَفر هاربة من عيونه، وتحدث قائلًا ينظُر إلي زينب:
– رأيك إيه في اللي سمعتيه ده؟
لَم ترفع حدقتيها ظَلت عينيها مُصوباهُم علي قاسم وإيلا. أردفت قائلة:
– لو موافقتي هتخليكُم مبسوطين وجمبي أنا موافقة
لَم يُصدق كُلًا منهُم ما سمعوا، ليتحدث قاسم بسرُعة يُريد التأكد مما قالت:
– أنتي قولتي إيه؟
إبتسمت زينب بعد أن رأت الإبتسامة مُشرقة علي وجهه رَفعت يدها علي وجهه تُربط علي خديه وكفها الأخري علي وجهه إيلا. قائلة بحُب:
– موافقة موافقة ألبسك الطرحة بأيدي يا نور عيني وأسلمك لنور عيني وقلبي أبني حبيبي موافقة أزفكُم وأعملكُم أكبر فرح، العالم كُله يتحاكه عنه سنين قُدام موافقة أساهم في فرحتكُم عشان تكونوا سوا مادام دي رغبتكُم أنا موافقة
بعد أن أنتهت من حديثها رَفعت بصرها إلي جلال تنظُر إليه هامسة بقول:
– وأنت يا جلال وافق عشان تكمل فرحتنا صدقهُم مشاعرهُم مش ملكُهم، هُما مش بيعملوا حاجة حرام ولا تخالف الشرع ده نصيب ومينفعش نعارضهُم ولو في حد السبب في اللي حصل يبقي أنا؛ أنا اللي أصريت عليك نخبي الموضوع عنها ومنعرفهاش أنا اللي هفضل شايلة ذنب التبني لأنك مَكونتش موافقة ف الأول وقولت كفاية نتكفلها بس أنا اللي أصريت عليك وخليتك تحمل ذنب هنتحاسب عليه عند ربنا سامحني يا جلال سامحني يابني سامحيني يا بنتي
حركت يدها علي خد قاسم وإيلا في نهاية حديثهُم وهي تَطلُب منهُم السماح
علي ما أرتكبته من أنانية حين أصرت علي تبنيها وبعدها أصرت علي عدم أخبار إيلا بعد أن تمت سن العشر سنين كان يجب عليهُم أن يخبروها لَكنها هابت أن تتخلي عنهُم أو أن تَشعُر باليتم وسط زُملائها هدفها لَم يَكُن لغرض سيء بل كان غرضها نبيل نابع من خوفها علي طفلتها التي ترعرت بين يدها ف هي لَم تَشعُر للحظة أن إيلا ليست طفلتها ف الأُم هي من تُربي وتسهر مع طفلتها تُراعيها وتعتني بها لَيست من تَنجب فقط وزينب كانت ونعمة الأُم في حياة إيلا أيضا جلال لَم يَكُن باغض هكذا لَكنه عكس زينب ف هو حقًا مُتعلق بإيلا لا يُريد أن ينتهي الحال به بزواجها مع أبنه عند هذا الحد سَتُصبح إيلا في نظر الجميع أنها زوجة أبنه وليست طفلته لا يُريد أن يتحدث أحد عليهُم ويغتابهُم بالباطل خائف أن يَمس إي شخص سُمعتها أو سُمعة أسرته التي عاش طيلة عُمره يعمل ويجتهد من أجلهُم، لا يفهموا وجهه نظرة وبما يُفكر كُل ما يُهمهُم أنفسهُم يُريدون تحقيق حلمهُم وبناء حياتهُم كأي عاشقان وهذا لا يعيبهُم لَكن الأمر صعب عليه أن يتقبله عكس زينب قلبها الذي يَقودها؛ أما هو عقلة ومشاعر الأبوة تجاه إيلا وغيرته علي أبنته من تَقوده.
فاق من شروده علي حديث زينب الذي مزق قلبه من الداخل، قائلة:
– جلال لازم تفهم أنك لو موافقتش علي جوازهُم أنا مش هفضل علي ذمتك ثانية واحده كُله إلا زعل أولادي فاهم
صَدم وأبتسم وضحك أيضا بعد أن أستمع إلي حديثها ف هو بالأساس وافق من أجلها وهي تتخلي عنه من أجلهُم، حقًا صدمته بعد أن طال صمته يُحاول يستوعب ما سمعه وَضع يديه الإثنين في جيب بنطاله وتحدث قائلًا بجمود مليئة بالقوة:
– وأنا كمان موافق علي كلام والدتك بس هزود عليه شوية كلام ، كُل اللي هيحصل من اللحظة دي أنت المسؤول عنه مهما حصل أنا مش هدخل لا ليها ولا ليك، طالما قررتوا أنكُم تتجوزوا يعني إنتوا كُبار بما فيه الكفاية وتقدروا تتحملوا إي حاجة هتحصل إنتوا المسؤولين عنها مش عايز أسمع كلمة مُساعدة من بعد النهاردة والملام ده هيطبق علي إي حاجة تَخُص جوازكُم نفسه أنا هروح معاك أطلبُها من أهلها بس إي مصاريف خاصة بالفرح بالعفش بالمكان اللي هتعيشوا بيه تَخُصكوا انتوا.
صَدم كُلًا من قاسم وإيلا أما زينب تَحركت من الفراش تَصرُخ علي جلال قائلة بغضب:
– أنت بتقول إيه! يعني إي موافق بس واقف قُدامهُم أنت بتعمل زي اللي بيدس السم في العسل بترميلهُم الصنارة وهي مفهاش الطُعم أنت قصدك إيه بالظبط باللي بتعملوا عايز تعجزهُم مش كده
أقترب جلال منها إلي أن وَقف أمامها بلحظة مَسك معصمها بقوة ولأول مرة في حياته يَصرُخ عليها:
– أنتي تخرسي خااالص سامعة أنا مش وفقت علي قرارك يبقي مسمعش صوتك بعد كده ومن النهاردة أعتبري أن خيط الود اللي بينا أتقطع عشان تعرفي أزاي تُحطي حياتنا قِصاد حياتهُم كويس بتهدديني بالطلاق صح طب وحياة سنين العشرة اللي عيشناها سوا وخليتك تضمني وجودي وقدرتي تهديني وتساوميني علي حياتك معايا لآما أوافق علي جواز عيالك لاهتشوفي وش عُمرك في حياتك مَشوفتهوش.
بعد أن وضعت حياتهُم أسفل قدمها وكأنه كَلب ذليل عندها تُهدد حياتها معه بأبناءها مَزقت جميع أحبال الحُب والعشق التي يَكُنه إليها لأكون ضقيقة بالأمر لَم تُمزق إي شيءٍ سوا قلبه الذي تفتت إلي قطع صغيرة ك الكاسة التي وَقعت وأنكسرت هكذا كلامها فعل بقلبه لَم يتصور قط أن زينب حُب حياته تَفعل هذا به مهما حدث لَم يتوجب عليها أن تَقول هذا، ف هو بالأساس قال إلي قاسم انه سيوافق علي القرار التي ستقوله زينب وكأن سيفعل لهُم ما يُريدون؛ لَكن بعد حديثها تحول إلي بُركان مُشتعل سيجعلهُم يفعلوا كُل شيء بأنفسهُم ك عقاب لها وليس لهُم سيريها كيف تضع حياتها معه تحت التهديد سيذيقها المُر بأكمله.
كان قاسم يَمسك والدته خوفًا من أن يَمد يديه علي والدته أما إيلا تَقُف ك الصنم تَشعُر بالذنب ف بسبب حُبهُم جعلوا والدهُم لأول مرة يرفع صوته علي والدتهُم لا تُريد أن تبني سعادتها علي هدم حيات والديها.
لَم تَشعُر بنفسها إلا وهي تقترب تَضع كفها علي معصم والدها هامسة إليه بقول:
– لو جوازنا هيهدم حياتكُم أنا مُستعدة أتراجع بس بلاش تعمل كده دي أول مرة أشوفك بتزعق لمامي
نَفض يدها هي وقاسم بقسوة قائلا بغضب:
– مش عايز أسمع كلمة عن الموضوع ده خلاص أنا موافق علي جوازكُم وكُل واحد علي أوضته ويوم الخميس هنروح نطلُبك من أهلك أما أنتي يا ست الحُسن والجمال أتفضلي قومي شوفي هتحضري لأولادك الرضعة ولا هتعمليهُم إي بالظبط بس خُدي بالك لو عرفت أنك سحبتي جنيه واحد من الفيزة عشان تساعديهُم بيه هوقفها ف ثانية خلينا نشوف هيتجوزوا أزاي من غير مُساعدتي
تحرك قاسم وَقف أمامه قائلًا بثقه نابعة من داخله مثل والده وغرور:
– قبل ما تقول كلامك ده اللي بالنسبالك بتعجزنا أنا مَكونتش هاخُد منك جنية واحد أظاهر حضرتك مستقل بيا جامد ومش عارف أنا مين ولا عارف أنا بقبض كام ف متقلقش أنا راجل وقادر أتحمل مصاريف جوازي من البداية للنهاية
قال حديثه بغرور وثقه بعد أن شَعر بالاهانة من حديث جلال وكأنه قاصدًا أن يَحرجه أمام إيلا، لَكن جلال لَم يَكُن بوعيه ف ما كان يُسيطر عليه ويشغل تفكيره حديث زينب كان يتردد داخل مُخيلته ويحرقة بَبُطء مما جعل ردة فعله تُصبح هكذا قاسية.
تَرك جلال الغُرفة بل الفيلا بأكملها، أما قاسم وإيلا ظلوا مع زينب يَهونوا عليها ما يحدُث أما هي قالت إليهُم أنها ستتكلم معه بعد أن يَهدأ وستحل الأمر لَكن قاسم أثرٍ علي أنه سيتحمل جميع التكاليف في أمر زواجه، وأيضًا شرحوا لها ما سيحدُث وأن إيلا ستُقيم في منزله مع بنات أعمامها إلي يوم الأربع القادم.
تَحركوا خارج الغُرفة جميعهُم لتَقُف إيلا علي بداية الدرج هامسة إلي قاسم بقول:
– عايزة أطلع الأوضة أغير الفُستان
خفض قاسم بصره ينظُر إلي ثيابها ف لا تُزال ترتدي فُستان الزفاف تنهد بإرهاق قائلًا:
– أطلعي أوضتك غيري بُسرعة وحضري في الأنجاز الحجات اللي هتحتاجيها الكام يوم دول
أومأت إليه ثُم أبتسمت إلي زينب وركضت إلي غُرفتها، أقترب قاسم من والدته حاوط كتفيها بذراعه يَهبطان الدرج سويًا. ليردف قائلًا:
– زوزو مَينفعش الطريقة اللي اتكلمتي بيها مع الحج دي مهما كان مينفعش تهدديه لاما يوافق أو تسيبي البيت هو أساسًا كان هينفذ كلامك من غير حاجة
رَفعت بصرها إلي قاسم قائلة:
– بجد هو قالك كده؟
أومأ قاسم إليها قائلًا:
– حاولي ظَبطي الدُنيا ما بينكُم وبلاش تجيبي سيرة جوازي أنا وإيلا قُصاده أنا مَكونتش محتاج غير موافقته أما الباقي عليا أنا، مش أبنك راجل باردو ولا إيه!
كانوا هَبطوا الدرج لتَقُف علي أطرافها تَطبع قُبلة علي خديه قائلة:
– ده أنت سيد الرجال يا نور عين أُمك بس أنا عايزة أفرح بيك وبأُختك
قَطعت حديثها تَضرب كف يدها علي رأسها قائلة:
– والله ما مصدقة
حاوط كتفيها بكفوفه قائلًا بإبتسامة:
– حقك عليا يا أُمي بس زي ما أنتي شايفة أنا بحبها وهي كمان وأحنا هنكون مَبسوطين لما نتجوز حتي لو معملناش فرح كبير زي ما أنتي عايزة
تحدثت زينب قائلة بضيق:
– بس أنا عايزة أفرح بيكُم بفرح كبير عايزة الناس كُلها تفرحلكُم
طَبع قُبلة علي جبهتها قائلًا:
– حاضر يا أُمي يوم الخميس بس يعدي علي خير وأنا هعملك كُل اللي إنتي عايزاه
بعد أن قال حديثه وَقعت نظراته علي تلك التي تَهبط الدرج تُحاول سَحب الحقيبة خلفها، ترك والدته راكضًا إليها سَحب منها الحقيبة بيد واحده قائلًا بنبرة ساخرة:
– ضعفت أوي يا ملبن ومبقتش قادر تشيل حتة الشنطة دي
رفعت شفتها لأعلي وهي تَقلب عيناها بضيق قائلة:
– الشنطة بجد تقيلة
أبتسم علي وجهها ثُم ضَربها علي رأسها قائلًا:
– أعدلي عينك بدل ما تتحولي
تحركت و وَقفت أمامه علي السلمة التي تُقابلة رَفعت نفسها تَقُف علي أطراف قدميها قائلة بدلال:
– طب بزمتك مش هكون قمر تخيل كده حوله بعينين ملونة كُل عين بلون
صَدم من حديثها ليمد أصبع السبابة يَضربها علي أرنبة أنفها قائلًا:
– حولة إي يا بت!
إبتسمت ثُم ألتفت تنظُر إلي زينب تَرسل إليها قُبلة عبر الهواء ثُم ألتفت إليه قائلة:
– يعني لو اتحولت هفضل عجباك
ضَحك بخفه وهو يَضربها علي خدها قائلًا:
– بعيد عن كلامك المُتخلف ده بس أنت تعجب الباشا يا باشا قمر في كُل حالاتك وهتفضل عجبني يا ملبن
ضيقت حاجبيها قائلة:
– باشا وبتضربني كمان في إيه أنت بتعاكس واحد صاحبك
ضحك بقوة وهو يَسحبها من قميصها من الخلف يَهبط بها الدرج قائلًا:
– لا بعاكس علبة المولود
لوت شفتها قائلة:
– خفة أوي
لوي شفته مثلها قائلًا:
– خفة! ماشي يا سُكر
ضَحكت زينب عليهُم لتردف قائلة:
– ده منظر أتنين هيتجوزوا والله عيال
دَفعت إيلا يداه و وضعت كفيها بخصرها قائلة بغنج وهي تتراقص بجسدها بدلال:
– لا لا يا مامي أتكلمي عليه أنا كبيرة وكام سنة وأكون دُكتورة
رَفع كف يده وهبطها علي أسفل رأسها من الخلف بخفه قائلًا:
– دُكتورة! ااه قابليني أما نشوف هتقضي السنة دي أزاي ما أنتي أسمك إيلا مُغامرات
ضيقت عينيها وهي تلتفت بجسدها وَقفت أمامه كورت يدها لتضربه علي صدره قائلة:
– بطل رخامة ويلا عشان عايزة أنام
نَظر إليها وهو يسخرون طريقة حديثها ويُعيدها، يعشق مُشاكستهُم سويًا ف عندما يمزح معها يتغير مزاجه إلي الأفضل هكذا يعشق كُل شيء معها الحُب والدلال والمزاح حتي مُشاجرتهُم وغيرتها عليه كُل شيءٍ معها مُختلف.
إبتسمت زينب وهي تَفتح ذراعيها قائلة:
– تعالي في حُضني
رَكضت إيلا داخل أحضانها ظَلوا دقائق هكذا ثُم ودعتها وتحركت هي وقاسم للخارج.
بعد أن وَصلوا أمام السيارة أتاهُم صوت الغفير محمد قائلًا:
– كُل ده في التوتي باك يا أبلة إيلا عوأتي جوي
نَظرت إيلا إليه بصدمة تُحاول إستيعاب حديثه بالتأكيد لَم تستمع إليه، لتردف قائلة:
– بتقول إي يا عم محمد؟
غمز إليها بعينيه قائلًا:
– أهيي مستغربة أنِ بجول توتي باك لاا أنا بعرف أتحدت لُغات
تدخل قاسم بالحديث قائلًا:
– أنتوا بتتكلموا في إيه؟
أضافت أصالة علي الفور قائلة:
– أركبوا طيب وهفهمكُم في السكة
نَظرت إلي عم محمد قائلة:
– يلا يا عم محمد روح أركب العربية هنتحرك دلوجت
تَحرك قاسم بالسيارة وخلفه الغفير..
* داخل منزل مُعتز
وَصل المنزل لَكنه لَم يجد نور حاول الأتصال بها لَكن هاتفها كان مُغلق، ظل ينتظرها بضعًا من الوقت إلي أن نَهض قلقًا عليها لا يُريد الأتصال بأحد من عائلتها لَكن أتطر إلي الأتصال ليتصل علي هاتف والدتها.
بعد أن ردت عليه فوزية طَلب أن يتحدث مع نور لتعطيها الهاتف.
تحدث مُعتز بعجلة قائلًا:
– إي يا نور فينك لحد دلوقتي وموبايلك مقفول ليه؟
تَحركت نور خارج غُرفة ديما ودَلفت غُرفتها ف لقد وصلوا إلي الفيلا بعد أن تَركوا المُستشفي ف حالة ديما جيدة ولا تُستدعي إلي المُستشفي لَكن رفعت مان يُريد أن يأخُذ التقرير الذي يُدين قاسم وبالفعل أخذه.
بعد أن دَلفت غُرفتها وأغلقت الباب أردفت قائلة:
– لسه واصلين الفيلا من شوية وحطيت الموبايل علي الشاحن
ضيق مُعتز حاجبيه قائلًا بعدم فهم:
– مجتيش علي البيت ليه؟ طَب أجي أخدك!
نور: لا أنا مش هسيب ديما في الحالة دي وكأن محصلش حاجة
حك مُعتز أصابع يده في ذقنه النابتة قليلًا. وأردف قائلًا:
– طَب وده إي علاقته ما أميرة مَسبتش بيتها عادي يعني هجيلك أخدك وروحيلها بُكرة
تحدثت نور بنبرة مُنفعلة قائلة:
– انا ماليش دعوة بأميرة أنا ليا دعوة بنفسي مش هسيب أُختي في الظرف ده، وعلي فكرة عيب أوي اللي أنت عملته النهاردة ده بقي بتجري مع صاحبك و واقف معاه ضد أُختي مَكنش العشم علي فكرة أنت مننا أحنا
غَضب مُعتز من طريقة حديثها ليردف قائلًا:
– مننا إيه ومنكُم إيه! أنتي عايزاني أقُف مع الهبل اللي أختك بتعمله ثُم أن قاسم ده صحبي يعني الطبيعي أنِ أقُف معاه وأُختك غلطانة مافيش واحدة تعمل العمايل اللي هيا بتعملها ديه!
أنفعلت نور من طريقة حديث مُعتز ف هي بالأساس غاضبة من أنه تركها وركض خلف قاسم كيف له أن يَقُف معه ضد شقيقتها التي قاسم كَسر قلبها ولَم يستكفي بهذا بل تطاول عليها بالضرب.
أردفت قائلة بنبرة عالية:
– مُعتز لما تيجي تتكلم عن أُختي تتكلم بأدب وأنا هفضل مع أُختي لحد ما أطمن عليها وبالنسبة لصاحبك واللي بيعلمه ده هيخليه يخسر كتير أنصحه وعرفه أن عيب اللي بيعمله ده في بنات الناس ديما مش قُليلة عشان يفكر أن اللي عمله هيعدي بسهولة.
صَك مُعتز علي أسنانه بغضب يُحاول السيطرة علي غضبة ليردف قائلًا بمُحاولة من الهدوء:
– نور أنا دلوقتي ماليش دعوة لا بأُختك ولا ب قاسم واللي حصل أنا بكلمك عشان أقولك أجهزي علي ما أجي أخدك
هَتفت نور بأصرار وتحيُذ لشقيقتها قائلة:
– وأنا مش عايزة أجي يا مُعتز ومش هسيب أُختي في الظرف ده..
لَم تستكمل حديثها بسبب أغلاق مُعتز الهاتف في وجهها ف هو قرر أغلاق الهاتف فورًا في تلك التوقيت حتي لا يغضب عليها ويُلقي عليها بعض الكلمات ردًا علي حديثها؛ حاول أن يُهدأ من نفسه وغدًا سيذهب إليها حتي يُراديها لترجع إلي المنزل ف أصبح لا يعرف الجلوس به بدونها.
أما نور صَرخت بغضب بعد أن أغلق الهاتف بوجهها ودفعته علي الفراش قائلة:
– ماشي يا مُعتز أما وريتك بتقفل في وشي تمام.
* داخل منزل ياسر وأميرة
كان يَتسطح علي الفراش و تتسطح أميرة بين فخذيه يُحاوط جسدها من الأمام بذراعه واليد الأخري يمسك الهاتف يتحدث مع قاسم يطمئن علي الوضع ليطمئنه قاسم ويقول له علي موافق جلال وزينب علي زواجه من قاسم.
بعد أن أنتهي من المُكالمة وَضع الهاتف علي الكُمدينو ثُم أقترب بجسده للأمام و وضع رأسه علي كتف أميرة العاري ف كانت ترتدي أحدي قُمصان النوم ذو حمالات رفيعة، إبتسمت أميرة بعد أن لَف ذراعيه بأحكام أسفل صدرها لتضع يدها علي ذراعيه وترتمي بجسدها علي صدره قائلة:
– أنا مبسوطة أن أخيرًا الدُنيا أتحلت عند قاسم وإيلا وهنفرح بيهُم
طَبع قُبلة علي كتفها ثُم سند ذقنه علي كتفها قائلًا:
– الحمد الله بس ربنا يُستر وأبوكِ يعدي اللي حصل علي خير
حركت رأسها جانبًا تنظُر إلي ياسر قائلة:
– قصدك انُه مُمكن يأذي قاسم أو يمنع جوازه من إيلا
حرك كتفيه لأعلي وهو يتشبت بها أكثر قائلًا:
– مش عارف بس اللي مُتأكد منه أن ديما مش هتخلي أبوكِ يعدي اللي حصل علي خير
نظرت إليه بحُزن قائلة:
– تَحب أروح بُكرة وأفهم إي اللي هيحصل؟
ضيق عينيه قائلًا:
– هُما من النهاردة مش هيطمنولك أصلا بعد ما شافوكي جنب إيلا أنا هعرف قاسم وأخليه يعمل كُل الإحتياطات وبأذن الله خير.
– أنتي اتصلتي اطمنتي علي أُختك
أومأت إليه بالإيجاب قائلة:
– كلمت ماما وطمنتني عليها هُما روحوا من المُستشفي
أومأ إليها وهو يَخطف قُبلة من شفتها قائلًا:
– أخص عليا هو أنا النهاردة مقولتش ليكِ قد إيه أنا بحبك
قال حديثه وأنتشلها بين ذراعيه في قُبلة عميقة تُعبر عن كَم حُبه لها، مع ضحكات أميرة المُتفرقة وهي تُحاول دفعة..
– بس بقي يا ياسر ههه هو أحنا في إيه وأنت في إيه…
قاطع حديثها أندماجها معه ليسبحوا في بحور عشقهُم التي ستولد عشق أكثر وأكثر.
* عند إيلا وبنات أعمامها داخل شقة قاسم
بعد أن وَصلوا إلي المنزل دَخلت أصالة وصفاء، أما إيلا كانت تَقُف مع قاسم أمام باب الشقة.
كانت تَقُف من الداخل وقاسم أمامها يُحاصرها بجسده يمنع عنها رؤية من خلفه بسبب جسده العريض ويضع كف يده علي الحائط، كانت رأسه مُندسة لأسفل قليلًا بسبب فرق الطول بينه وبينها حتي تستمع إلي حديثه ف كان يتحدث بهمس.
قاسم: الأوضة اللي ف أخر الطُرقة متخليش حد يدخُلها
ضيقت حاجبيها وهي تُكتف يدها حول بعضهُم أسفل صدرها قائلة بتطفُل:
– ليه يعني إيه اللي فيها؟
غَمز إليها قائلًا:
– لأن دي الأوضة اللي هتجمعنا بعد الجواز يا ملبن أنت
في أخر حديثه مَد يداه ودغدغها في معدتها، دَفعت إيلا يده بعيدًا قائلة بجمود مُزيف:
– أتلم
قرب وجهه من وجهها قائلًا وهو يُراقص حاجبيه:
– ولو متلمتش
وَقفت علي أطراف قدميها حتي تصل إلي وجهه بعد أن رفعه حتي بعد أن وَقفت علي أطرافها لَم تصل إليه، فكت يدها من حول صدرها و وضعت كفها علي معصمه قائلة بتهديد مُصتنع:
– هلمك وبطريقتي
تحدث ضد شفتها قائلًا:
– أحب أوي يلا لميني في حُضنك يا ملبن
توسعت حدقتها من الأحراج لتكور يدها وتضربه علي صدره وهي تَقول بتعلثُم وإحراج:
– يا قليل الأدب والله لو متلمتش هصوت وأخلي عم محمد يطلع يلمك
مَسك يدها وثبتهُم علي صدره ثُم دفع جسدها علي الباب ليرتطم ظهرها بالباب أقترب إليها وحاوط جسدها بجسده ثُم قرب شفته من أذنها قائلًا:
– أنتي لسه شوفتي قلة أدب قلت الأدب اللي علي الحق جاية جاية بس بعد ما يتقفل علينا باب واحد
قاطعت حديثه مُحاولتها في دفع يده لَكن كان يُثبت يدها علي صدره جيدًا كساه وجهها اللون الأحمر أبتسم علي حالتها ليُقرر اللعب معها أقترب إليها قائلًا بهمس:
– الروج ده بطعم الفراولة ؟
لا زالت حدقتها مُتوسعة وتُحاول الفرار لتردف قائلة بغضب:
– لا ده بتطعم قلة أدبك
غمز إليها قائلًا:
– ده علي كده هيكون جامد أستني هدوق وأحكُم
قرب شفته من شفتها بدون أن يلمسها ف هو يضايقها فقط أما هي ظَلت تُحرك رأسها بقوة يمينًا ويسارًا وهي تَصرُخ عليه:
– أبعد يا قاسم بطل بقي والله أنت مش متربي وقليل الأدب و..
قاطع حديثها شفته التي طبعت قُبلة سريعة علي خدها تلك القُبلة اسكتتها وجعلت وجهها يَكسوه الحمرة بشدة تُريد الفرار.
أستغل فُرصة هدوءها ليطبع قُبلة أخري علي خدها الأخر، كانت في حالة من التوهان أثر قُبلته الناعمة لتردف قائلة بهمس ونبرة ضعيفة بالكاد سمعها بحالة التوهان التي تملكتها قائلة:
– أأ.. أنت بتقول كلامك و.. وبتعمل حجات بتخليني مش عارفة أقولك إيه! أأ.. أنت بجد مُشكلة وبتقعُد تقول كلام غريب بيخليني مش عارفة أرُد إي ده بجد؟
أبتسم إليها وهو يترُك يدها يُحررها ثُم حاوط كتفيها قائلًا بهمس:
-علشان أنا قليل الأدب وفعلًا زي ما قولتي متربتش بس في حل علشان نحل المُشكلة دي
أردفت قائلة بتوهان:
– اه
همس بجانب أُذنيها قائلًا:
– تتجوزيني وتربيني بمعرفتك
خَطف قُبلة سريعة من عُنقها ثُم هَبط الدرج راكضًا وهو يقول:
– هنزل أشتري أكل وجاي بسُرعة أقفلي الباب بالمُفتاح
أغمضت عينيها و رَفعت كفوف يدها علي صدرها تُزفر الهواء التي كانت تَكتمه بسبب أفعاله والإبتسامة تزداد علي شفتها، كانت حالتها وكأنها طير مُحلق في سماءه.
قاطع شرودها وحالة الهيمان التي كانت بها صوت أصالة.
– الله الله يا ست إيلا وإي كومان شكلك اجده بدك جِدك وغريب يجيوا يشوفوا إي اللي واخد عجلك منك
حاوطت إيلا كتفيها وهي تَلف بها وهي تقول بسعادة:
– بحبو بحبو يا أصالة كلامه بيدُخني أنا دوخت يا بوي
قالت أخر حديثها وهي ترتمي بجسدها من الخلف علي صدر أصالة التي مسكت جسدها وهي تَضحك لتردف قائلة:
– الله الله لا أنتي تيجي تحكيلي إي اللي مخليكي ف حالك السعادة دي، ولا تحكيلي ليه كُل حاجّه واضحة هو في غيرو سي جاسم اللي واخد عجلك.
بعد ان قالت حديثها توجهت إلي باب الشقة تغلقه جيدًا لتستمع إلي حديث إيلا لتستدير لتراها تتراقص هي وصفاء.
– ده خد قلبي وعقلي وكُل حاجة
رَفعت أصالة حاجبها وهي تتوجهه إليها تَسحبها للداخل قائلة:
– لا أنتي تيجي تحكيلي يا بنت عمي إي اللي حوصل في غيابي
دَلفوا سويًا داخل الغُرفة ورتبوها سويًا وتبادلوا الأحاديث.
* داخل الفُندق الذي يُقيم داخله عز
يَجلس داخل الجناح الذي حجزه إليه هو وخلود وجني كان الجناح كبير به زاوية تَفصل فراشه هو وخلود عن فراش جني.
كان يتسطح علي الفراش يُفكر بالخطة التي وضعها مع خالد والديب ضدد داوود حتي يستطيعوا كشف الأمر كاملتًا، أكثر ما يُشتته لما فعل داوود هذا به ف هو بالفعل يُحبه ويَكن له الأحترام، لماذا خدعه يُقسم أنه سَيذقيه من العذاب ألوان ف أكثر ما يبغضه عز أن يلعب عليه أحد من ظهره وداوود لَم يلعب فقط بل فعل كُل ما لا يَخطُر علي البال ف قام بأذيه شقيقته وشقيقه، ليأتي داخل مُخيلته حديث قاسم عندما قال له مُن مُدة أن يبحث خلف داوود وحينها سيعرف من السبب في دخوله السجن هل يَقصُد أن داوود السبب مُستحيل ف داوود لَم يَكُن يعرف عز من الأساس.
~ لحظة
لحظة أتي علي تفكيره الشخص الذي كان مَسجون معه هو من قال له علي داوود وأنه يَستطيع أن يَجعله ينتقم من المُتسبب في دخوله السجن، هل يُمكن أن يَكون كُل ما حدث من البداية مُخطط حتي يقترب من داوود ويبدأ بالعمل معه، لَكن لماذا فعل هذا؟ وما مُخططه؟ ماذا يُريد من عز؟!
كُل هذه الأسئلة دارت في مُخيلته ولَم يستطيع أحد الجواب علي تلك الأسئلة سوا داوود وغدًا سيجاوب عليه ف الأمر لَم يتطيل وسيعرف كُل شيء.
قاطع شروده جَلوس خلود علي الفراش تقترب إليه قائلة بهمس:
– عز ماينفعش كده جني حالتها صعبة أوي
ألتفت إليها برأسه وصَب تركيزه كاملًا علي خلود حتي يستفسر منها عما تَقصُد ضيق حاجبيه قائلًا بأهتمام:
– قصدك إيه؟
أردفت قائلة بنفس الهمس:
– لازم جني تعرف أن البيبي نزل هيا متعلقة بيه أوي قاعده بتاكُل وبتتكلم معاه وبتحكيله عن خالد عز صدقني كده غلط جني هيحصلها حاجة لو فضلت علي الحالة دي
أغمض عينيه وشَد شعره للوراء قائلًا بضيق:
– بُكره هتعرف كُل حاجة بس مشي الليلية دي معايا النهاردة
نَفخت بضيق قائلة بغضب لَكن صوتها مازال مُنخفض:
– قسمًا بالله لو حصل حاجة للغلبانة اللي جوه دي أنت اللي هتكون السبب وأفتكر أنِ من البداية مش موافقة علي اللي أنت عملته جني لازم تعرف كُل حاجة بلاش تدمرها يا عز
انكمشت علي ذاتها وعضت شفتها السُفلية بغضب بعد أن رأت عز يَضرب كفه علي وجهه مُحاولتًا في السيطرة علي غضبه، كورت يدها وضربتها علي صدره قائلة بهمس:
– والله يعني أنا بتكلم عشان حضرتك تتعصب وتضرب نفسك عز أنا هخليني ساكتة احد بُكره بس بعدها جني هتعرف كُل حاجة أنا مش هفضلة ساكتة وأنا شيفاها بضيع دي متعلقة بالطفل يعني لازم خالد يكون جنبها هو أكتر واحد هيعرف يحتويها في الموقف ده
نَهض عز من الفراش وخلع بنطاله ثُم سَحب بنطاله الجينز يرتديه في عجلة يليه القميص وهو يقول:
– أنا نازل من وشك لحد ما تهدي علشان أنا فيا اللي مكفيني ومش طايق حد
نَهضت علي الفور وقفت أمامه تُكتف ذراعيها حول بعض أسفل صدرها قائلة:
– مش هتنزل يا عز، مش هتسبني في الورطة دي وتنزل أنا أعصابي مدمرة أساسًا ودلوقتي تحكيلي أنت جايبني هنا ليه وإيه اللي هيحصل بُكرة بالظبط
سَحق شفته السِفلية بأسنانه ظَل يزفر بضيق مُحاولتًا في السيطرة علي غضبة إلي أن هدأ قليلًا ليردف قائلًا:
– أنتي عايزة إيه بالظبط يا خلود؟
رفعت حاجبها قائلة بأصرار:
– أعرف إيه اللي بيحصل وبيدور من ورا ضهري ؟ عز لو في مُصيبة جديدة هتعملها عرفني عشان مخسرش فيها طفلي زي المرة الي فاتت
حك ذقنه بغضب مُشتعل ليردف قائلًا:
– غوري من وشي يا خلود
نَظرت إليه بجمود قائلة:
– مش هغور يا عز أنا لا الحرس اللي بيترمي تحت رجلك وخايف بيترعش كده ولا جني أُختك اللي بتخوفها بصوتك عز أنا خلود وأنت عارف لما الجنونة بتهب مني أنا أقدر أعمل إيه كويس!
حرك رأسه يمينًا ويسارًا وهو يَضرب قدمية علي الأرضية بغضب، ليردف قائلًا:
– أنا أستاهل ضرب الجزمة علي نفوخي أنِ اتجوزت واحدة دماغها أوسخ من دماغي
كتفت ذراعيها حولها أسفل صدرها وارتسمت إبتسامة تشفي، لتردف قائلة بنبرة ساخرة:
– مَظبوط وللأسف أدبست ف بهدوء كده تَقعُد وتحكيلي إيه اللي هيتم ده علي رأيك أنت الحلة وأنا الغطا يا عز اللي بتقفله بعد ما بتحكي المصايب اللي بتعملها
عض شفته السُفلية وهو يَسحبها من معصمها خلفه داخل الفراندة يُبرطم بضيق:
– ده أنتِ دماغك صفيح بنت كلب بصحيح
كورت يدها وضربتها علي ظهره قائلة:
– أتلم
بعد أن دَخلوا الفراندة أغلق بابها جيدًا ثُم تنفس بضيق وجلس علي المقعد وشد خلود من معصمها يدفعها عليه لتسقُط جالسة علي فخذيه ، لَفت ذراعيها حول عُنقة وارتسمت إبتسامة علي شفتها قائلة:
– مثل وأنت بتحكي يا بابا
قال من بين أسنانه:
– أحلا حاجة فيكي أنك فهماني وف نفس الوقت أوحش حاجة
أومأت إليه بالإيجاب قائلة:
– طب أنجز
حاوط خصرها بذراعه هامسًا بالقُرب من شفتها حتي يوهُم إذا رأهُم أحد أنه يستمتعون بوقت رومانتيكي لَكنهُم كانوا يتحدثون من بين أسنانهُم وكُلًا منهُم غاضب من الأخر ويُريد الأنفجار ا به.
قال عز من بين أسنانه:
– في لعبة بتحصل من ورايا علي أيد داوود واللي كشفها ليا خالد وصاحبه ف المفروض بُكره أنهُم هيخلوا داوود يكشف كُل الورق المستخبي عشان أعرف ليه بيعمل معايا كده
أقتربت إليه أكثر وهو تتشبت بذراعيها أكثر حول عُنقه قائلة بالقُرب من شفته، كان من يراهُم يقول أنهُم يُقبلون بعضهُم.
– طَب وإذا أكتشفت أن داوود بيلعب من وراك هتعمل فيه إي؟
حرك كف يده بظهرها عن طريق أصبع السبابة والوسطي ودس وجهه بعُنقها قائلًا:
– أنا أكتشفت مش لسه هكتشف بس عاوز أعرف لو في حاجة تانية هيعملها من ورايا، وإيه هدفه بالظبط!
رَفعت يدها علي شعره وغرزت أظافرها به قائلة:
– طَب هتعمل إيه فيه؟ وخالد هتقوله علي جني؟!
أبتسم عز قائلًا:
– هخليك يتمناه الموت دي حاجة قُليلة علي اللي هعمله فيه أنتِ متعرفيش هو أذاني أزاي
خلود: أذاك أزاي؟
أبتعد عن عُنقها ورفع يده إلي شعرها يُعدل خصله الهائجة قائلًا:
– لا ده وقته ولا مكانه كُل اللي عايزك بُكره تعمليه تفضلي في المكان اللي هبعتك عليه أنتِ وجني المكان ده مش هتروحي إلا لما أوصل مكان المُهمة مؤمن وباقي الحرس هُما اللي هينقلوكُم علي هناك ومتقلقيش أنا مرتب لكُل حاجة هتحصل بالورقة والقلم
تنهدت بقوة ثُم أردفت قائلة:
– عاوزاك تفتكر أنك قولت هتبطل بعد ما تحقك أنتقامك وأنا وافقت ومعاك في طريقك من البداية بس مش عايزة النهاية تفرقنا أو تخسرنا بعض يا عز.
سَحبها في قُبلة عميقة طالت يُعبر بها عن كَم الحُب الذي يَكنه لها ف علاقتهُم غير إي زوجان ف خلود بير أسرار إلي عز تعرف كُل شيءٍ عن حياته عادا موضوع جميلة لَم تَكُن تعرفه لَكن عز تحدث معها حول الأمر وعرفت من طريقة حديثه أنه لَم يكذب عليها قَط لَكنها تَشعُر أن الأمر وراءه سر مُخبأ لا يعرفه عز والأن تَشعُر أن السر مع داوود الباشا.
* عند جني
كانت تجلس علي الفراش تَضع يدها علي معدتها و وجهها مليء بالدموع من كَم أشتياقها إلي خالد، أغمضت عينيها بقوة وهي تتذكر مواقف سابقة جمعها مع خالد في فترة المُراهقة قبل زواجهُم.
° تَكملة بارت اللعبة التاسعة والثلاثون °
* الأسترجاع الفني
ليلًا داخل فيلًا الصياد في الحديقة من أتجاه غُرفة جني يَجلس خالد علي النجيلة يَسند ظهره علي شَجرة كبيرة مُحاوطة بأسلاك من الأضاءات حتي تنشُر الأضاءة في الليل وبين يده كُتب دراسية يفتحها علي مصراعيها لَكن لَم يَكُن يُركز في الكتاب كانت عيناه مُعلقة علي تلك الأميرة التي تَقُف أمامه في البلاكون الخاصة بغُرفتها ترتدي فُستان صيفي بلون البينك وبه ورود صغيرة وترفع شعرها علي هيئة ذيل حُصان كانت تنظُر إلي السماء كعادتها تُتابع النجوم.
وَقعت نظرات جني علي تلك الجالس ينظُر إليها لتبتسم بتلقائية. لتردف قائلة بنبرتها العذبة:
– خالد
نَظر إليها وهو يتنفس بقوة ف نُطقها لأسمه قادرًا علي أقتلاع قلبه من مكانه. بادلها الإبتسامة وأردف قائلًا:
– بتعملي إيه في الوقت المتأخر ده؟!
رفعت كتفيها لأعلي قائلة بسعادة:
– بتابع نجوم الليل وأنت
أردف قائلًا بإبتسامة تُحلق حول ثغره:
– بتابع النجمة اللي واقفة قُصادي وبشوف هقدر أخط_فها أزاي يا وردة مكانها في البُستان
ضَحكت بإحراج ثُم رَكضت للداخل علي الفور، ليبتسم خالد عليها وهو يَشرُد بتفاصيلها.
* أسترجاع أخر
~ بعد حَبس عز بتُهمة الأتجار بالمُخدرات أنتقل جاسر وجني للعيش في شقة بعيدًا عن والدهُم الصياد.
في أحد الليالي تأخر جاسر في الخارج كانت جني تَجلس علي الأريكة تُتابع أحد الأفلام، لتتوسع حدقتيها خوفًا بعد أن وَضع أحدهُم كف يده علي فمها، لَكنها هدأت بعد أن رأته خالد أبعد كف يده عن فمها لتنهض جني علي الفور وهي تقول:
– في إيه يا خالد إي اللي جابك هنا وأزاي دخلت؟!
تنهد بضيق قائلًا:
– مش مُهم الكلام ده يا جني، المُهم دلوقتي أنا وأنتي
حركت كتفيها لأعلي قائلة:
– مالنا
أقترب منها ولامس خدها بأصبعيه قائلًا:
– لازم نهرب ونتجوز
أبتعدت عنه وهي تنظُر إليه بخوف حركت رأسها يمينًا ويسارًا، ليقترب خالد إليها حاوط وجهها بكفوفه قائلًا بهمس:
– أنتي مش بتحبيني زي ما أنا بحبك
أنسابت دموعها علي خديها قائلة بنبرة بُكاء ضعيفة:
– بحبك
إرتسمت إبتسامة علي وجهه قائلًا بهمس:
– طب يلا نهرب طالما بتحبيني زي ما بحبك
حركت رأسها بالنفي وهي تبتعد عنه للوراء قائلة بَبُكاء:
– أطلع برا يا خالد
أبتسم بكسره كان وجهه لا يُفسر ليردف قائلًا:
– مش فاهم حاجة! هو أنتي ليه بتكابري ليه مُصرة تعذيي نفسك وتعذبيني وياكي!
رَفعت كفوفها تَمسح دموعها التي تنساب قائلة بنبرة وجع:
– علشان أنا مش عايزة كده، مش عايزة اتجوزك في الضلمة مش عايزة أحس أنِ رخيصة
أقترب إليها وحاوط كتفيها بكفوف يده قائلًا:
– قَطع لسان اللي يقول عنك كدا أنتي غالية وغالية أوي كمان بس زي ما أنتي شايفة كُل الأبواب متقفلة وماحدش موافق من عندك يَحُط أيدوا في أيدي أعمل إي طيب؟ أنا ذليت نفسي بما في الكفاية قُدام أهلك وباردو مش موافقين
رَفعت يدها ابعد يده من علي جسدها قائلة بخوف من أن يأتي جاسر ويري خالد:
– خالد أطلع برا دلوقتي وبُكره نتقابل ونتكلم أطلع قبل ما جاسر يرجع
صَرخ خالد بجنون وهو يَضر_ب قدمية علي الأرض قائلًا:
– مش متحرك من هنا قبل ما تديني جواب أنتي عايزاني زي ما أنا عايزك ولا لا؛ عايزاني أحارب عشانك ولا أبطل
طالت صمتها لا تعرف بما يتوجب عليها أن تَقول ف هي في حالة لا يُرثي لها بعد أن أرتمت والدتها في مصحة نفسية وأرتمي عز في السجن كانت حالتها سيئة، بعد أن طال صمتها صَرخ خالد عليها قائلًا بجنون:
-عايزاني أحارب ولا أبطل
صَرخت بوجهه وهي تُخفي وجهها بين يدها:
– بطل يا خالد مش عايزاك سااامع بطل مش عايزاك
* أنتها الأسترجاع
~ في الوقت الحالي
أنسابت دموعها علي خديها بغزارة رَفعت كفوفها علي وجهها تُحاول كَتم أنينها وهي تَصرُخ بأنين:
– عايزاك يا خالد حارب علشاني أنا عايزاك ااااه عايزاك يا خالد
وَصل أنينها إلي عز وخلود ليركضوا إليها صَدموا من مظهرها رَكض عز وخلود خلفه ، جلس علي حافة الفراش يُحاول أبعاد يدها من علي وجهها وهو يقول:
– جني مالك؟ مالك يا حبيبتي فهميني
لَم تُغير حديثها كانت لا تزال تَصرُخ بتلك الكلمات:
– خالد عايزاك، عايزاك يا خالد، حارب علشاني أنا عايزاك
أنتشلها عز داخل أحضانه يُربط علي ظهرها وهو يقول:
– طب أهدي وأنا هعملك اللي أنتي عايزاه بس أهدي يا روحي
طَبع قُبلة علي شعرها قائلًا:
– حقك عليا يا روح قلبي
حاول إن يجعلها تهدأ لَكن دون جدوي ظَلت تبكي بمرارة وكأنها لَم تبكي من قبل، سَحبته خلود للخارج قائلة بهمس:
– روح أطلُب حاجة سُخنة وأكل مع فاكهة فرش وأنا هقعد أهديها بطريقتي
رأت ملامح الخوف مُرتسمة علي وجهه حركت يدها علي خديه قائلة:
– ثق فيا يا قلبي يلا
بعد أن تَحرك عز أتجهت خلود إليها جلست أمامها علي الفراش مَشكت يدها وثبتتهُم بقوة قائلة:
– أحكيلي إيه اللي حصل وصلك للحالة دي، مالك يا جني أنتي كُنتي كويسة إي اللي حصل هتفضلي ساكتة؟
لَم تتوقف دموعها علي السقوط وأردفت قائلة بين شهقاتها:
– خالد فين؟ ليه ساكت دي مش طبيعة خالد هو حصله حاجة وأنتوا مخبين عليا صح، خالد مُستحيل يسبني بعيده عنه الفترة دي هو بيتجنن لو غبت عنه ثواني
رَفعت كفوف جني أمامها وطلعت قُبلة عليهُم قائلة:
– أنتي عارفة أنا بحبك أزاي مش كده؟ وعارفة أنِ مُستحيل أتسبب في إي حاجة توجعك، كُل اللي عايزاه منك تهدي لحد بُكرة
عضت شفتها بحسرة قائلة:
– طب هو فين؟ حرام عليكوا حسوا بيا أنا موجوعة من بعده
رَفعت يدها تَمسح دموعها وهي تقول بنبرة ضعف:
– هو أتخلي عني رماني خلاص زهق مني مش عايزني تاني في حياته جاوبيني يا خلود أبوس أيدك ريحي قلبي
قالت حديثها وهي تَسحب يد خلود تترجاها حتي تُريح قلبها تَشعُر بشيئًا يحدُث من خلف ظهرها لا تُصدق أن خالد تركها ورحل إلي البلد حتي ولو مًدة تلك ليست طباع خالد.
حالتها مزقت قلب خلود لا تعرف بما عليها أن تُجاوبها حتي تُريح قلبها، حاولت التماسك لتردف قائلة:
– خالد بيمو_ت فيكي مُستحيل يسيبك يا عبيطة ده رمي نفسه في النا_ر عشان خاطر عيونك أنا اللي هقولك دلوقتي خالد بيحبك قد إيه بطلي عبط!
قالت وهي تُخبأ وجهها بين كفوف يديها:
– طَب هو فين؟ ليه سيبني هو عارف أنِ محتجاله الفترة دي أكتر من إي حاجة طَب هو مش مبسوط بالبيبي
حركت خلود رأسها نفيًا قائلة:
– إيه اللي بتقوليه ده بطلي هبل يا جني!
رَفعت وجهها من بين كفوف يديها وعضت شفتها السُفلية بألم قائلة:
– طب أحنا هنا بنعمل إيه؟
نَهضت خلود وربطت علي ظهرها قائلة:
– قومي خُدي شاور وفوقي كدا علي ما الأكل يوصل ، وبعدها نكمل كلام في الموضوع دا
ساعدتها في النهوض إلي أن دَلفت جني المرحاض..
* في صباح اليوم التالي / تحديدًا في مكان صَحراوي مَقطوع لا يَوجد به أحد سوا عددت سيارات سيارة خالد وبجانبه سيارة الديب وخلفهُم سيارات الحرس..
كان خالد يَقود السيارة ويتحدث عبر السماعة مع الديب الذي يَقود بجانبة، ويخرج صوت ميوزك مُرتفع من سيارة خالد.
” شوف أنت عامل إيه وأنا عامل إيه، شوف أنت قد إيه وأنا قد إيه.. شوف أنت أصلك إيه وأنا اصلي إيه، ده اللي أنت فرحت بيه أنا متعود عليه “.
صاح الديب علي خالد بنبرة مُرتفعة قائلًا:
– بروح أُمك بتزفنا علي ما نوصل، مش فاهم إي الهبل اللي بتعمله علي الصُبح ده
ضَحك خالد وهو يُردد كلمات الأغاني، وأردف قائلًا للديب:
– يا غبي ده أسمع فن ترويق الدماغ، إي فهمك أنت في الفن يا عن عن
صَك الديب علي أسنانه بغضب ثُم أقترب من سيارة الشيمي بشكل مُفاجيء جعل الشيمي يرتد بسيارته للجانب الأخر سريعًا وهو يَصيح عليه:
– يا مُتخلف هتقلبنا قبل ما نتزفت نوصل ل داوود مخلل
أقترب أحد سيارات الحرس الخاصة في المُنتصف بين الشيمي والديب وأخرج الحارس الذي يجلس بجانب الذي يقود رأسه قائلًا وهو يُصفق بيده:
– وسع وسع، وسع وسع
ضَحك خالد وهو يُغني معه قائلًا:
– وسع وسع، وسع وسع
تَحرك الذي يعلي الفور يَزنُق عليهُم بسيارته وهو يصيح غاضبًا:
– قسمًا بالله العملية دي لو باظت هتكون بسببك أنت والحُمار اللي مشاركك الزفة دي وبسبب أحمد سعد اللي أنت مشغله ده
ظَلوا طيلة الطريق يُرددوا كلمات الأغنية وكأنهُم في رحلة مدرسية.
وفجأة أصطدمت سيارة الديب في شيئًا، صَك علي أسنانه وهو يَضرب عجلة القيادة عدة مرات بضيق قائلًا وهو يَهبط السيارة:
– اليوم كان بالفعل محتاج بلوة جديدة، يخربيت فقرك يا شيمي..
لَم يُكمل حديثه بسبب صوت إنفجار أتي من…
* داخل منزل جاسر وسارة
كانت سارة واقفة بالمطبخ تُحضر وجبة الأفطار كان كامل تركيزها ينصب علي البطاطس وهي تغلي في الماء وعلي الباذنجان التي تَقوم بشوية داخل الفُرن بأهتمام وتركيز مُبالغ به، ف هذا كان طلب جاسر أنه يُريدها أن تُحضر إليه طَبق من البطاطس المهروسة وطَبق بابا غنوج، مَسكت الشوكة وبدأت بغرزها داخل حبة البطاطس حتي تعرف إذا نضجت أم لا وهي تُبرطم بضيق قائلة:
– حبكت توافقي علي طلباته ما كُنتي نزلتي جبتيهُم جاهزين وريحتي نفسك بس إذا لازم تمرمطي نفسك يا سارة…
قاطع حديثها مع ذاتها صُوت صُراخ جاسر شَق جُدران المنزل، أنتفضت من مكانها إلي الدرجة أنها قفزت عاليًا ثُم رَكضت إلي غُرفة المعيشة الذي يَجلس بها جاسر وهي تتنفس بقوة وصدرها بعلو ويهبط من شده الخوف..
دَلفت الغُرفة سريعًا التي بها جاسر بأنفاس لاهثه وهي تَصيح عليه بخوف:
– ج.. جاسر في إيـــ..
* داخل الفيلا/ تحديدًا في غُرفة قاسم
بعد أن نَهض وتحدث مع إيلا وأطمئن عليها بدأ بارتداء ملابسه حتي يَذهب إلي عمله في الأدارة ثُم سيذهب إلي إيلا حتي يراها ويطمئن عليها وإذا كانت تحتاج إلي شيئًا هي وبنات أعمامها..
خرج من بوابة الفيلا الداخلية وأستقل سيارتة وتحرك بها إلي الأدارة، ليأتي إليه أتصال تلفوني من ياسر، بعد أن رَد عليه أتي إليه صوت ياسر المُنكس_ر قائلًا بحُزن.
– حصل اللي كُنت خايف منه يا قاسم أنت أتوقفت عن العمل
بعد أن أستمع إلي ما قاله ياسر كاد أن يَصطدم في سيارة أخري لَكنه فرمل سريعًا ثُم أردف قائلًا ويداه لا تزال مُثبته علي عجلة القيادة.
– أنت بتقول إيه يا ياسر أمتا وأزاي ده حصل…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)