رواية قد انقلبت اللعبة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم إسراء الشطوي
رواية قد انقلبت اللعبة الجزء التاسع والعشرون
رواية قد انقلبت اللعبة البارت التاسع والعشرون
رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة التاسعة والعشرون
عنوان اللعبة التاسعة والعشرون –« - أصبح الألم يُحاوطني »
| أصبح الألم ك القرادة الذي تلتصق ولا تزول، لا تُريد الرحيل من قلبي ولا يوجد من يُساعدني حتي يُشفي جراحي..
دائما ما كان يَربُطنا شيئًا أشبه برُباط مُقدس يُحاوطنا من جميع الاتجاهات، ف كان مهما يَحدُث لا يتخلي أحدٍ منًا عن الأخر كُنا ك العلكة المُلتصقة ف بعضنا، وعندما نود أن نبتعد ل نرتاح قليلًا ويلتئم جراح كلانا كان تلك الرُباط المُقدس يتحكم بقلوبنا مهما تشاجرنا لا نُترك بعضًا لبعض، إلي أن قررتِ التخلي وقطعتِ هدا الرُباط المُقدس لتسقُطي منِ.
أشعُر وكأني داخل حلم بشع انتظرته أن ينتهي، ولَكنه لا ينتهي أبدًا.
لا أُريد الأندماج داخل هذا الحلم الذي يَسحبني بعُمق للحُزن، حاولت الأستيقاظ ولَكنني ف كُل مرة أفشل وأظل داخل هذا الحلم الذي أصبح كابوسًا..
أُريد أن أفتح عينيّ لأري هذا الكابوس يذوب ، ولأول مرة أشعُر بالعجز وأظل واقفًا مكاني، غير مُصدقًا ما يحدُث حولي .. ما يحدُث يُصعب علي تصديقه! .. ف أين رحلت جنتي في الأرض، أُريد أن أقول لها شيئًا أنها مهما حاولت الهرب، لَن أترُكها وسأظل أقترب حتي لو أنهيت حياتي حتي التقي بها مرةً أخري|.
#بقلمي
* عند خالد والديب
وَصل خالد وخلفه الديب ليفتح الحُراس البوابة، لينطلق كُلًا منهُم للداخل بالسيارة..
هَبطوا سويًا وهُم مُتجهين داخل الفيلا، وَقف الديب ليدلُف خالد يري هل من أحد في الأسفل ليُنادي الديب ويحسه علي الدخول بعدما رآه الساحة فارغة، تَحركوا إلي غُرفة المكتب سويًا.
جَلس خالد وبجانبه الديب وأمامهُم الجهاز وبدأ بتشغيل مقطع الفيديو الخاص بتلك الليلية، ليري سيارة الحرس التابعة ل عز تَقُف وتَهبط منها جني وبجانبها الحارس أو السائق لا يعرف ولَكن كان يقود السيارة ويوجد حارس أخر ولَكن لَم يهبط من السيارة.
أردف الديب قائلًا:
– زوم كده علي الحارس اللي ف العربية
أقترب خالد من وجهه الحارس جيدًا، ليردف الديب قائلًا:
– تعرفه
أردف خالد وهو يتفحص ملامحه جيدًا لعلا يتذكره ليقول:
– مش فاكر بالظبط بس اللي نزل ده مؤمن من حُراس عز اللي بيثق فيهُم
الديب: كده لازم نروح ل عز ونعرفه كُل حاجة ماينفعش تفضل مخبي اللي حصل كده.
حرك أصبعيه السبابة بالنفي قائلًا:
– لاا عاوز أكشف داوود وبعدها أواجهه بعز
الديب: طب محتاجين نجيب الإتنين دول يمكن يعرفوا حاجة
دقائق يُفكر خالد إلي أن هَتف وهو ينهض قائلًا:
– أنا هطلع أعرف من جني الأول أسم الحارس التاني وأنت شوف او في إي حاجة غريبة حصلت
الديب: تمام يا برو
تحرك خالد خارج الغُرفة وصعد الدرج مُتجهه إلي غُرفة جني .. دَخل الغُرفة..
فوضي عارمة في الغُرفة وبقايا طعام مُلقاه علي الأرض وشراشف الفراش كذلك .. وكأن أحداهُم يُصارع الموت يستغيث بإي شيء ليتمسك بأي شيء حوله .. نغزات بقلبه يُحاول تكذيب قلبه الذي يُنبه أنها في خطر وشيئًا ما حدث لها .. بدأ يتحرك داخل الغُرفة بخطوات بطيئة وكأنه يُهاب أن يراها كما صور له عقله، إلي الآن لَم يراها .. ليصل إلي أذنيه بعدما أقترب من الفراش أنين خافت يأتي من جانب الفراش حرك عيناه ليري يدها تتمسك بستار النافذة القابع بجانب الفراش .. تحرك إليها سريعًا وقلبه كاد أن يقفز من محله، فَزع من الحالة التي كانت بها.
وجدها مُمدة علي بطنها وشعرها يُغطي وجهها وتأن بخفوت ويدها تعتصر الستار وكأنها تُحاول السيطرة علي الآلم.
إقترب منها سريعًا يَجلس أمامها وهو يَرفع رأسها علي رجليه يَمسح علي وجهها وشعرها المُبللين من العرق بيد واليد الاخري يُمسد علي يدها .. يُنادي عليها بلهفه شديدة:
– جني ..
ابتلع حديثه من هول ما رأه .. سَقطت يدها وبدأ أنينها يضعف إلي أن أنقطع وسكن جسدها من بين يداه وجهها شحب بشدة، وشفاه تحولت إلي البياض بكثرة وشيء أبيض بدأ بالخروج من فمها .. حملها سريعًا ليري بُقعة دماء كبيرة أسفلها، عند تلك النُقطة شل عقله فماذا حدث لها ؟
تَحرك سريعًا خارجا الغُرفة يَركُض علي الدرج وهو يُصرخ بقوة علي الحَرس حتي يستمعون إليه.
لتستمع ريتاج إلي صُراخه، لتخرج من الغُرفة علي الفور لتراه يركض وبين يداه جني .. لتهبط خلفه وكذلك الديب خرج من الغُرفة وصَدم مما رآه.
رَكض خارج الفيلا ليركض الديب وريتاج خلفه، ليردف الديب قائلًا:
– في إي يا خالد جني مالها
صَرخ خالد عليه قائلًا وهو يتوجهه لسيارته الذي فتحها له الحرس بعدما سَمعوا صُراخه ورآوا حالة جني:
– مَتسألش .. حالا اطلع ورايا وأتصل علي المُستشفي اللي علي أول الطريق تجهز غُرفة العمليات ودكاترة
وَضعها داخل السيارة برفق وركب بجانبها وتحرك بالسيارة بأعلي سرعة ليتحرك الديب بعدما صعدت معه ريتاج خلفه وسيارات الحرس خلفه عادا ظَل عدد منهُم في الفيلا.
كانت سيارته تَشُق الطريق تخترقه بعُنف كالسهم المُشتعل بالنار .. يَقبض علي مقود سيارته وعروقه يداه بارزة من كثرة الخوف عليها وعينيه لا تُحيد عن تلك المُمدة بجانبه، ولا يَمل من الحديث معها طيلة الطريق:
– جني .. حبيبي فوقي .. استحملي عشاني وعشان ابننا
– يااااارب ماتورنيش فيها حاجة وحشة يااااارب
ضَرب عجلة القيادة وهو يَصرُخ بقوة
ليون هاتفه ليرد علي الفور بعدما رآه أن الديب يتصل به، أردفت خالد سريعًا قائلًا:
– ها يا ديب عملت إي
الديب: ماتقلقش كلمتهُم في المُستشفي وعلي ما نوصل هيكون كُل حاجة جاهزة أنت بس أهدا جني هتقوم منها ماتقلقش يا صاحبي
تحدث خالد بنبرة ضعف قاتلة للديب لا يُحب أن يري صديقه بتلك الحالة:
– لو حصل ل جني حاجة أنا همو_ت وربي ل همو_ت إي حد ليه علاقة بالي حصلها
صك الديب علي أسنانه قائلًا:
– مش هيحصل حاجة أنا جمبك
أردف خالد قائلًا:
– وأنا مش عايز غيرها جمبي
ليغلق الخط ودفع الهاتف أمامه، حرك عيناه عليها ويداه تتحرك علي شعرها قائلًا:
– قربنا نوصل مافيش حاجة هتحصلك اوعي تسبيني يا جني .. أنتي هتقومي عشان تنتقمي مني زي ما أنتي عايزة أعملي ما بدالك بس تقومي
بعد دقائق .. ضَغط علي المكابح بعُنف لتَقُف السيارة أمام بوابة المُستشفي ، هَبط السيارة وفي لمح البصر حملها ورَكض داخل المُستشفي .. ليستقبلوا الأطباء وهُم يركضون لاستقباله بالترولي، وخلفه الحرس والديب وريتاج يرون الد_ماء التي تتسرب منها .. أما هي كانت بحالة لا يُرثي بها شحوبها يزداد وقاطعة النفس لا يصدر منها إي رده فعل.
وضعها علي الترولي وأخذها الأطباء لغُرفة العمليات .. أما هو أنظاره كانت مُعلقة علي تلك القابعة أعلي الترولي الذي اختفي ..خَفض بصره ينظُر إلي يديه المُلوثه بدمائها مَدهوشًا مما حدث، بالتأكيد ما حدث حلم وسينتهي.
وَقف الديب خلفه رَفع يداه يُربط علي كتفه .. هُنا شعر خالد أن ما حدث حقيقة.
سَقط علي رُكبتيه وهو يُصرخ باسمها وجسده يَنتفض لا يُصدق ما حدث ..
ليسقُط الديب خلفه وهو يحتضنه من ظهره أما خالد عينيه ترمش سريعًا
أردف الديب وهو يحتضنه بقوة من الخلف قائلًا:
– خالد ماينفعش تُقع هي محتاجلك قوم
هَمس خالد بنبرة ضعيفة للغاية قائلًا:
– لو راحت هروح وراها مافيش حياة بعدها
سَند الديب رأسه علي رأس الشيمي وهمس إليه بأذنه بحديث يستمعه هو فقط قائلًا:
– لازم تهدأ عشان تجيب حقها .. هتسيب حقها يا صاحبي
ظَل خالد علي هذة الحالة بضعًا من الدقائق.. وفجأة نَهض وعينيه مازالت تُبربش
استدار إلي الديب الذي نَهض يُردف قائلًا:
– وديني لَقتله لو كان ليه يد في اللي حصلها
رَبط الديب علي كتفيه قائلًا:
– نطمن عليها بس ووقتها هنعمل اللي انت عاوزة
أومأ إليه خالد بعدها تَحرك يَقترب من غُرفة العمليات إلي أن وقف أمامها
أما ريتاج كانت تنتفض من كثرة البُكاء علي ما حدث .. شعرت بالندم كثيرًا بعدما رآت حالة خالد ف عرفت أنه يعشق جني واستحالة أن يعشقها رُبع حُبه ل جني
سَمع الديب شهقاتها ليستدير يَنظُر إليها ثُم تحرك يَقُف بجانب خالد
مر العديد من الوقت .. يَجلس خالد علي الأرضية ويَسند ظهره علي الحائط وكذلك الديب يجلس بجانبه.
كانت صورتها وهي غارقة بدمائها حالتها وكأنها علي مشارف الموت لا تُحيد من أمام عينيه.. صورتها تَقتله نادم علي كُل ليلة أحزنها أو نامت ودموعها علي وجنتها قَلبُه العاشق يَصرُخ، شَعر بسخونة الدموع التي تنساب علي وجنته وكأنها دموعها التي كانت تُنام بها كُل ليلة احزنها بها او أذاها
أفاق بعدما شعر بباب غُرفة العمليات يَفتح .. نَهض سريعًا عيناه تُحاول إختراق غُرفة العمليات حتي يراها وتحدث بتوتر قائلًا:
– جني قامت صح .. هي كويسة
تنهد الطبيب ورَفع عينيه قائلًا بحُزن:
– تسمُم في الدم وقدرنا نخلص من جُزء كبير منه الحمد الله بس للأسف أخترق المشيمة وفقدنا الجنين ربنا يعوض عليكُم
تحدث خالد سريعًا قائلًا:
– أنا عاوزها هيا طمني عليها هيا أنا مَسألتش علي الجنين
تفهم الطبيب ليردف قائلًا:
– أجرينا ليها عمليه إجهاض جراحي وضعها مش أحسن شيءٍ هنخليها تحت المِلاحظة عشان نقدر نتخلص من السم اللي ف دمها بالكامل ونطمن علي حالة الرحم ونعرف تضرر بنسبة كام
خالد: عاوز أشوفها
الطبيب: مش هينفع حاليًا هي لسه مفاقتش مستنين تقوم عشان نطمن عليها الوضع صعب وعمليه الإجهاض مش سهله ، ف بطلُب من حضرتك تهدأ ماينفعش تشوفك بالحالة دي هيأ محتجالك الفترة دي جمبها لازم تاخد بالك من نفسيتها وتبعدها عن إي حاجة تأثر عليها .. وكمان تكون مُستعد لإي خبر
خالد: مش فاهم
اجابة الطبيب بتأثر:
– بخصوص الحمل مانعرفش الرحم تضرر بنسبة وصلت ل فين، لو مُتضرر جامد مُمكن يأثر علي الحمل مش بخليك تفقد الأمل هنستنا لحد ما نشوف أدعيلها وخليك جمبها عشان لما تفوق الحمل كُله هيكون عليك الوضع مش سهل.
سَند خالد علي الحائط خلفه وأغمض عيناه ودموعه لا تتوقف
فَتح عينيه بعدما شعر بها ليراها تخرُج من غُرفة العمليات علي الترولي ساكنة لا حول لها ولا قوة .. رَكض إليها بعجلة ليسقُط علي رُكبتيه بعدما أحتضنها طارة يُقبل يدها وطارة رأسها وجهها وهو يَبكي بإنهيار .. وطاقم التمريض يُحاولون إبعاده .. ليقترب الديب ويسحبه عنوة.
احتضنه الديب يُعانقة بقوة ليُبادلة خالد العناق وهو يَصرُخ بقوة وشهقاته تعلا.
* داخل سيارة عز
يقود السيارة وهو يَمسك الهاتف يتصل علي جني بدون إجابة بيتصل علي خالد ونفس الشيء.. ليقوم بالإتصال علي واحد من الحرس الذي أخذ رقمه حتي يتطمأن علي جني إذا أراد.
ليعرف منه أن جني بالمشفي وأردف له تفاصيل ما حدث ..
غير طريق مساره وحركة بإتجاه المُستشفي وهو يَقود بأقصي سُرعة وتفادي العديد من الحوادث كان يقود بجنون يُريد أن يصل إليها بخضون ثواني حتي يراها ويطمئن عليها.
بعد مُدة ..
أنتقلت جني إلي جناح خاص بالعناية وحولها أجهزة موصلة بها ومحاليل موصلة عبر الوريد.
أما عن خالد بدأ يهدأ، تَحرك إلي غُرفة الطبيب .. ليردف قائلًا بنبرة مليئة بالألم:
– أرجوك عاوز اشوفها حتي لو ثواني بس أشوفها اطمن عليها
الطبيب: تفوق بس يا أستاذ خالد ونطمن عليه..
لَم يُكمل الطبيب حديثه بسبب حديث خالد الذي نَطقه بصوت مُنكسر:
– لاا بلاش تقول كده حرام إرحم قلبي ووجعي عليها مش هقدر خليك رحيم عليا
أغمض الطبيب عينيه بحُزن علي حالته، نَهض وهو يقول:
– صَدقني مش هينفع أنا كده هجازف بيها الأفضل تستنا لما تفوق عشان اطمن علي حالتها
تَحرك للخارج وهو مُنكسر كُليا..
أقترب مُختار إليه وهو يتحدث بهدوء:
– مش راضي يخليك تشوف..
قَطع حديثهُم حديث عز وهو يَتقدم إليهُم بشراسة قائلًا بغضب عارم ليستديروا الإثنين علي صوته:
عَملتوا فيها ايه يا ولاد الكلب!!
لينتشل خالد من ياقة قميصه وهو يهزه بقوة ويتحدث من بين أسنانه التي التصقت ببعضها البعض:
– ده أنا هاشرب من دمك يابن ال*******
ليهجم عليه بعدد لكمات سطحت جسد خالد علي الأرضية ف هو في وضع غير قادرًا علي الهجوم ف هو مُستسلم تمامًا.
كان الديب والحُراس يُحاولون السيطرة علي الموقف وأبعاد عز عن خالد
صَرخ عز لينفجر الغضب بصوته فجاة واحدة قائلًا بنبرة صوت قوية وكأنه أجمع قوته بالكامل في حنجرته، ويَمسك خالد من تلابيبه:
-عملت فيها ايه يا حيوان يا بن الكلب؟ أنطق وقولي بدل ما اموتك .. وديني لو أنت السبب في دخولها المُستشفي لهطلع مي** أهلك
لينتشل الديب خالد من يد عز بصعوبة وهو يُرجعه خلف ظهره وما زال يَمسك معصمه قائلًا بنبرة غضب:
– كفاية فضايح أنا مقدر حالتك ومُمكن اللي وصلك الخبر موصلهوش صح لأنه مايعرفش إي اللي حصل بالأساس..
القي نظرة شراسة علي الحارس الذي أوصل الخبر ل عز، ليرجع الحارس خطوة للخلف وهو يبلع لُعابه من الخوف مما ورط نفسه
أكمل الديب حديثه قائلًا:
– عاوز تعرف اللي حصل تمام هنقعد ونتكلم بس لما تهدأ عشان الكلام يكون بالعقل مش بالأيد لو الكلام بالأيد مافيش أطول منها وأظنك مش حابب تجربها
رفع عز حاجبيه وهو يتقدم من الديب وأخذ بتلابيبه وصاح به:
– دانا هخليك تجري لسوعه الحزام علي جسمك أنت وصاحبك
لَم يتحرك مُختار ولو سنتيمتر ومازال يَمسك معصم خالد، رَفع نَظره له في غطرسة دون إكتراث يُذكر وزجره ببرود:
– نزل ايدك يا شاطر واتكلم معايا عدل بلاش تكون معايا عداوه
قَطع حديثهُم ريتاج وهي تنظُر إليهُم قائلة:
– اهدوا يا جماعة ماينفعش كده فرجتوا علينا الناس
ابتعد عز خطوة للخلف..
دَفع خالد يد الديب برفق وهو يَتقدم من عز قائلًا بانهيار ونبرة مُنكسرة:
– لو ضربك ليا لحد الموت هو اللي هيرجعهالي اضربني يا عز
قاطعة بلكمه علي فكه ليتدخل الديب علي الفور يَسحب خالد من أمام عز حتي لا يتصاعد الأمر.
ليصرُخ عز هذه المرة بنبرة شرسة:
– فين الدُكتور الزفت اللي عالجها!
تنهدت الديب بغضب يعتريه وهو يُحاوط كتف خالد بيد واليد الاخري يَمسح بُقع الد_ماء التي تنساب من أنفه.
هرولت واحده من المُمرضات بعدما سمعت صوته الهادر برواق المشفي.. باردها عز بصراخه وهو يتقدم إليها قائلًا:
– فين الدُكاترة اللي في الزفتة دي، أخلصوا قبل ما اطربقهالكوا فوق دماغكوا
صاحت المُمرضة علي الفور قائلة:
– خير يا فندم في ايه؟ اقدر أساعد حضرتك ازاي؟
صَرخ بها قائلًا:
– أختي عملت عمليه في المُستشفي عاوز أعرف إي اللي حصلها بالظبط
ارتعدت المُمرضة للخلف من مظهره المُخيف قائلة:
– أسمها إيه؟
– جني الصياد عاوز أعرف كُل حاجة إي اللي جرالها وجات هنا ازاي؟!
أردفت المُمرضة سريعًا ليخرُج الحديث مُتعلثمًا وهي تتقدمه بسُرعة كي يتوجه معها إلي غُرفة الطبيب المُعالج:
– أتفضل معايا عند الدُكتور وهو هَيفهمك كُل حاجة بخصوص الحالة
تتبعها ولَكن قبل أن يتحرك معها وجهه حديث إلي خالد وهو يُلوح بأصبعه علي الديب والحرس:
– لا حُراسك ولا ده هيعرفوا يرحموك من تحت أيدي لو أنت السبب في اللي حصلها
كاد أن يتحرك الديب حتي يُلكمه ويعلمه درسًا علي حديثه وتعدي علي صديقه لَكن يد خالد أوقفته وهو يقول:
– سيبو يا مُختار أرجوك أنا مش حمل مشاكل أكتر من كده كفاية
صَك الديب علي أسنانه ثُم ثُم ربط علي خالد وبيده يُلوح إلي واحد من الحرس، ليوجه حديثه إليه بعدما تَقدم قائلًا:
– هتاخد ريتاج علي الفيلا وتاخُد معاك اتنين وتسيبهُم علي البوابة عشان ريتاج وتيجي مَفهوم
أومأ إليه الحارس بالإيجاب وهو يقول:
– مَفهوم يا مُختار باشا
حرك عيناه علي ريتاج التي باتت ملامحها مُعترضة علي حديثه ليقول:
– هتروحي وهيجيبك بُكره بس دلوقتي لازم تروحي وتبعتي معاه لبس ل خالد ماينفعش يفضل بالحالة دي
تحدث ريتاج قائلة برفض:
– لا مش هين…
قَطع حديثها خالد قائلًا:
– من غير كلام كتير أنا فيا اللي مكفيني ولسه عز اللي مش عارف هعمل معاه إي بالظبط ف قصري الدُنيا وروحي يا ريتاج علي البيت
أومأت إليه بالإيجاب وهي تُتحرك يدها علي كتفه قائلة:
– ربنا معاك .. لو أحتجت هدوم لجني عرفني وهجبلها بُكره وأنا جاية
تحدث خالد قائلًا:
– هكلمك وأقولك الحاجات اللي محتاجك تجبيها
ابتسمت إليه ك نوع من المواساة ثُم تحركت مع الحرس..
حرك الديب يداه علي كتف خالد قائلًا:
– مُمكن تنزل معايا الكافيتريا ناكُل ونشرب فنجان قهوة ونفكر هنعمل إي بالظبط ، علي ما عز يخلص كلام مع الدُكتور
حرك رأسه بالنفي وهو يُجاهد في كّتم دموعه ، سَحبه مُختار يتحرك به لأسفل يُحاول إقناعه علي أن يتناول شيئًا.
* داخل غُرفة الطبيب المُعالج
تسائل عز في صدمة ، مأخوذة مما سَمع من الطبيب بصوت أجش:
– أنت قصدك أن مُمكن جني ماتعرفش تخلف؟!
اجابة الطبيب بعملية:
– أستاذ عز كُل ده إحتمالات أنا ماقدرش أحدد نسبه تضرر الرحم ألا لما المدام تفوق ونشوف، هو السم تمركز في المشيمة، كُل اللي علينا نحمد ربنا أن السم ماتجمعش في الرحم وقتها كُنا هنضطر نعمل عمليه استئصال رحم ف قضا أخف من قضا.. ف بطلُب منك الهدوء لحد ما أخت حضرتك تقوم بالسلامة وبلاش مشاكل مع زوجها زي اللي حصل واتفاهموا بهدوء أحنا في مُستشفي وفي مرضي ماينفعش كده
غرز اظافره في باطن يده وهو يَقول ما بين أسنانه:
– هيا مافاقتش كُل ده ليه؟
الطبيب: طبيعي عملية الإجهاض مش سهلة غير الدم اللي نزفته كان كتير وواخده بنج، احنا نقلنالها دم بدل اللي فقدته.. بس الأهم عندي دلوقتي أتي اطمن علي حالة الرحم لأن لو الحالة مش مُستقرة مُمكن نضطر نشيله خالص.
صَدمه أكثر احتلت ملامحه بعدما أستمع إليه لا يدري ماذا يقول او يفعل يُريد فقط أن يُحطم رأي خالد، ليتحدث الطبيب قائلًا:
– ده ف أسوء الظروف بس المؤشرات الحيوية طبيعية، لكن لسه مش عارفين حالة الرحم
ظَل عز علي حالته صامت لا يتحدث..
تنهد الطبيب بقلة حيلة ليردف قائلًا:
– إن شاء الله منضطرش نشيل الرحم ادعيلها تقوم بالسلامة الأول وبعدين نشوف إي اللي هيحصل؟
نَهض عز وتوجه للخارج كالمجنون باحثًا عن خالد ليري الحُراس يقفون أمام جناح جني ليتوجه إليهُم ويشد الحارس الذي أخبره بما حدث من تلابيبه سألًا عن خالد:
– فين الزفت اللي مشغلك
تحدث الحارس علي الفور قائلًا:
– مُختار باشًا أخد خالد باشًا وراحه الكافي..
لَم ينتظر أن يُكمل حديثه دفعه وركض علي الدرج في عجلة..
* في الكافيتريا
يَجلس خالد والديب يتناولون فنجان القهوة وأمام كُلًا منهُم شطيرة جُبن لَم يلمسها أحدهُم.
تنهد الديب وهو يَضع فنجان القهوة علي الطاولة ثُم مَسك الشطيرة وقسمها لنصفين ولف نصف ووضعه بين يد خالد قائلًا:
– تعدمني لو ماكلتش
زفر خالد بضيق وهو يقول:
– صدقني مش قادر يا مُختار
التقط الديب النصف الأخر وقطم قطعة قائلًا:
– من غير كلام يلا كُل وأنا هاكُل معاك يلاا ياض ولا عايز تعدمني
فاضت عيناه بالدموع المكتومة فأصبح لا يستطيع الرؤية وتحدث كالطفل الخائف قائلًا:
– عايز تسبني وتروح زيها مش كفاية هيا سيباني حاسس روحي متعلقة معاها
فجأة نَهض وتحرك بعشوائية في المكان وهو يَدفع الطاولة والمقاعد برجليه ويَصرُخ بجنون:
-أنا السبب أنا اللي سبتها لوحدها بعد اللي حصل ماكنش ينفع اسيبها لوحدها، أنا مش عارف أعمل ايه أنا من وقت ما اتجوزتها وأنا بأذيها وكُله بدافع الحًب لحد ما ربنا غضب عليا وغضبه أنه يأذيني فيها أنا مش هستحمل مش هستحمل أن يحصلها حاجة أو أشوفها بتروح من بين أيديا قولي يا صاحبي أعمل أي قووولي الحل مش أنت دايما بتنصحني وأنا بعمل اللي ف دماغي المرادي أنصحني وهعمل ب كلااامك انصحني يا صاحبي
كان الديب يُحاول أن يُهدأ من حالته خالد ف كان خالد يتحرك بعشوائية ونُختار خلفه يَمسكه من كتفيه يُحاول إرجاعه إلي عقلة ف هو كان في حالة جنون.. إلي أن تَحكم الديب بحركته وسقط خالد علي الأرضية ليسقط معه الديب ليتشبث خالد في أحضان الديب كطفل صغير خائف، ليحضتنه الديب داخله وهو يُربط علي ظهره ويهمس داخل أذنيه بكلام لا يسمعه سواهُم:
– أنا جمبك وجني هتقوم وهتعوضها عن كُل حاجة مش بس كده ربنا هيكرمكوا بأطفال لحد ما تزهقوا بس أهدا يا صاحبي بالله عليك
كان الديب يُحاول السيطرة علي جسد خالد من كثرة انتفاضات جسده وشهقاته المُرتفعة ليردف خالد من وسط نشيجه:
– بعد ايه؟ بعد ما الطفل اللي كانت بتتمناه راح ومُمكن تتحرم نهائي أنها تكون أُم أنت مش مُتخيل جني كان نفسها إزاي في البيبي أنا حرمتها سنين من الحمل ولما جه وحصل راح ، هواجها إزاي طيب هقولها إي .. د .. دي مُمكن تطلُب مني الطلاق ااه جني هتطلق مني لو حصل كده
رَفع رأسه من أحضان الديب وهو يُحاول النهوض وسط جسده الرافض للقيام بأي مجهود ف هو في حالة لا يُرثي لها حالة من الدمار والانهيار ليصرخ قائلًا:
– أنا لازم أقوم دلوقتي وأقول للدُكتور أن لو حصل إي مايقولهاش جني ماينفعش تعرف أن الطفل نزل لا لاا ماينفعش جني لو عرفت هتسبني
سَحبه الديب بقوة داخل أحضانه يُرغم جسده علي الوضع، ليأتي إليه صوت خالد بنحيب وشهقات تزداد:
– أنا وحش اوي معاها أذتها ومابتعلمش بأذيها أنا…
تلجم لسانه بعدما أستمع إلي حديث عز:
– حققت انتقامك مني فيها مَبسوط أنك كسرتها مش كده
رَفع الديب رأسه قائلًا بهجوم:
– أنت بتقول إي أنت مش شايف حالته؟!
أستكمل عز حديثه وكأنه لَم يستمع لحديث الديب قائلًا:
– قوم ودعها أختي علي مشارف الموت وكُل ده بسببك، الا قولي يا خالد إزاي اتسممت وهي ف الفيلًا عندك مش غريبة
رَفع خالد جسده من بين أحضان الديب قائلًا وهو غير مُستوعب لحديث عز قائلًا:
– في ايه؟
كانت نظرات الديب تُحرق عز ينظُر له بكُل غضب وكُره ف حديث عز يَخرُج كالنار لتشتعل بجسد خالد، ليصرُخ الديب علي عز قائلًا:
– أمشي لو خايف علي عُمرك امشي
بادله عز نفس النظرات قائلًا:
– سامع يا خالد أختي علي مشارف الموت وكُله بسببك .. لو جني حصلها حاجة ماهيكفيني فيك موتك سااامع
نَهض الديب علي الفور وتحرك بخطوات سريعة إلي أن وصل أمام عز قائلًا من بين أسنانه:
– امشي يا عز امشيييييييي بقولك
تَحرك عز قائلًا ببرود:
– أنا فوق مع أختي اللي لو قامت بالسلامة مش هخليها ثانية علي ذمتك
التفت الديب وهو يَضرب قدمية علي الأرض بغضب يعتريه ليري خالد يُحاول النهوض ولَكنه جسده يرفُض ليسقُط مرة أخري، رَكض الديب إليه ينتشله من الأرض يسنده علي جسده وبيداه يلتقط مقعد يسحبه ويضعه خلف خالد حتي يجلس عليه.
ثُم جلس أمامه علي رُكبتيه يَسحب كفوف يداه بين يداه يُربط عليها قائلًا بألم:
– صدقني جني هتقوم، متيأسش يا صاحبي
تحدث خالد بضعف وتوهان:
– عاوز أشوف جني
كاد أن يتحدث الديب لينخرط خالد في البُكاء ولَكن بشكلٍ هستيري أكثر، تَجمد الديب بعدما شعر بخالد يرتمي داخله أحضانه ولَكن جسده كان يتشنج وهو يقول بنحيب وشهقات مُرتفعة:
– أرجوك أتصرف عاوز أشوفها أأ .. أنا خايف اتصرف
ف لأول مرة يراه بهذه الحالة ف خالد قوي لأكثر الحدود ف كيف لإمراه أن تُهزه هكذا يعرف أنه يُحب جني ولَكن لَم يتصور إلي تلك الدرجة، ف هو يَتجرد من كُل شيء كبرياءه وغروره ويبكي أمام الجميع وكأنه يبعث رسالة للعالم بأسره أنه تخلي عن كُل شيء ولا يُريد سواها في عالمه، رَبط على ظهره بأسى وقال برفق:
– حاضر هخليك تشوفها بس أهدا أنا أول مرة أشوفك ف الحالة دي
رَفع رأسه بَبُطء شديد قائلًا بضعف مُهلك:
– عشان دي جني
رَفع جسده بيداه وهو ينهض ثُم توجه به إلي المصعد..
▬ ▬ ▬ ▬ ▬
تحرك خالد مع الطبيب وارتداء الملابس الخاصة بالعناية ودَخل الجناح..
بعد دخوله وانغلق الباب عليهُم تحولت ملامحه الضعيفة المُنكسرة إلي الانهيار الدمار بدأ وجهه يتعرق وهو يري الأجهزة تُحاوطها من جميع الاتجاهات .. كان يخطي إليها بَبُطء إلي أن وَقف أمامها جلس علي رُكبتيه امامها وهو يسحب يدها بين راحة يده يتحسس برفق الإبرة المغرُزة بالعرق
أردف بدموع وصوت مخنوق يُجاهد في عدم البُكاء قائلًا:
– حبيبتي قومي بقي وحشتيني .. عارفة قومي أنتي بس وانا هنفذلك كُل اللي تتمنيه وهاخدك ونسافر براحة عشان انسيكي كُل حاجة حصلت بس أنتي قومي
طبع قُبلة علي يدها ودموعها تتسابق في الهبوط علي يدها، قائلًا بنبرة أجشة:
– أسف يا روحي إنِ حسستك ولو ف يوم إنِ شاكك فيكي أسف علي إي دمعه نزلت منك بسببي او مش بسببي وحياتك عندي يا نور عيني هعوضك عن كُل حاجة بس أنتي قومي يا جني كفاية قلبي وجعني اوي
رَفع يداه يتحسس معدتها الفارغة برفق قائلًا:
– أنا واثق أن ربنا مش هيحرمك من أمومتك عارفة ليه لأنك أنضف مني وربنا بيحبك حتي لو انا بعصية هو هينتقم مني فيا أنا أكيد مش فيكي صح .. رُدي عليا ماتسبنيش أكلم نفسي كده أنتي طول عُمرك عندك طوله باب وبتسامحيني ليه دلوقتي ساكتة
زفر بأستياء ثُم نَهض وثني جسده قليلًا عليها وهو يحتضنها، بمُجرد أن تلمس جسده جسدها وتسارعت نبضات قلبه ودقت طبوله ليهمس بشفتيه المُتلمسة عُنقها:
– أنا عارف هتفوقي إزاي بتموتي في الشعر وأنا كُنت رخم مابقولكيش ..
– أُحبك يا من ملكت قلبي حُبك يسري داخل الشُريان يحتل القلب ك مثل الوطن وحاليًا أنا بدون وطن أطالبك بأن تعودي داخلي مرة أخري حتي أشعُر بالدفئ داخل وطنك، ف أنتي الحبيبة والزوجة الأولي والثانية والثالثة والرابعة ستظلي زوجتي إلي مالانهاية ولَكن ارجوكي بكُل معاني الإنسانية أن تعودي لي وترحمي قلبي من ألمه ف..
لَم يُكمل حديثه بسبب شعور بتسارُع نبضاتها بشكل مُفجع رفع رأسه من عُنقها وهو يتنفس سريعًا وعينيه تُرمش، رَفع أصبعيه يتحسس ملامحها.
ساءت حالتها وبدأت نبضاتها تقل سريعًا، أما هو جن ف بدأ يُحاول فتح عيناها بأصبعيه ويدفعها علي وجهها وهو يتحدث معها بتلعثُم أثر الموقف:
– حبيبتي مالك أنا جمبك قومي في ايه بس قومي يلااا وأنا معاكي أهو هعملك اللي أنتي عاوزاه وهنجيب أطفالك كتير أوي الديب قالي كده ااه والله يلاااا جني مابترُديش لييه جني!
فجاة توقفت يداه علي وجنتها وعينيه ظَلت تُرمش سريعًا ويُغمض ويفتح عينيه بمُحاولة أن يتغير القدر ف هو يشعُر أنه داخل كابوس وسينتهي ليهمس بصوت غير مسموع وبكلمات غير مُتوازنه:
– هتقوم .. الكابوس هينتهي ايوه أنا هفضل مغمض عيني عشان أخلص من الحلم ده
بدأ في العد من واحد إلي ثلاثة، ثُم فَتح عينيه ليراها مازالت بنفس حالتها فجأة بدون سابق إنذار سَقط علي الأرض أمامها ومَسك يدها يُحاول ألتقاط أنفاسة بصعوبة مع تَشنج جسده وهو يَصرُخ بنبرة مُفجعة للقلب مليئة بالوجع:
– قووومي يا جني ماتسبنيش قووووومي يا جني
دَخل طبيبان والمُمرضة علي صُراخه وسحبه جسده بعيدًا عن الفراش..
صَرخ الطبيب علي المُمرضة بأن تُجهز جهاز الأنعاش فورًا، ثُم بدأ في الضغط علي صدر جني في مُحاولة بأن ينقذها ولَكن بدون جدوي.. لتأتي المُمرضة بجهاز الأنعاش وتحرك الطبيب الأخر يُرغم خالد علي الخروج من الغُرفة ويغلق الباب .. لينتشله الديب قبل أن يَسقُط، ليدفعه خالد بقوة ويركُض إلي زُجاج الجناح الخارجي ويضع يداه الإثنين عليه وهو يُشاهد ما يفعلوا في الداخل ودموعها تنساب علي وجهه بكثرة إلي أن تلاشت الرؤية، وعز لَم يَكُن بحالة أفضل والديب يَقُف بجانب خالد ويداه علي كتفية وتجتمع الدموع داخل عيناه بتأثر من الموقف..
* داخل منزل أهل رحيق
تَحركت رحيق إلي المزرعة المُجاور للمنزل كانت ترتدي عباءة ريفية مع حجابها وتوجهت داخل الزرائب تُطعم الجاموس ثُم تحركت إلي مكان البقرة الحامل تتطمأن عليها وتطعمها، جلست بجانبها تُطعمها بيدها قُم رفعت يدها تُحركها عليها وهي تُدندن بعض أغاني الزمن القديم أغنية ل نجات الصغيرة.
في عز أندماجها وهي تُغني بصوتها الهادئ الذي ينبع منه الرُقي والحنان ويدها تُسير علي البقرة وكأنها تُصبرها علي آلامها.
كان حُسام يَقُف أمامها مُنذ دقائق يستمع إليها والابتسامة تعلو وجهه، بعدما أنتهت استدارت برأسها بعدما شَعرت بإحدهُم يَقُف خلفها بعدما تحرك حُسام خطوتين.
رحيق: حُسام
تحرك وجلس بجانبها علي الأرضية وحرك يداه علي البقرة قائلًا وعيناه علي رحيق:
– صوتك حلو اوي، ماكونتش أعرف
ابتسمت قائلة:
– مابحبش أغني قُصاد حد
حُسام: كده أفضل أصل صوتك جد جميل اوي
رحيق بإحراج:
– ماتبالغش مش للدرجادي
حُسام: لا للدرجادي وزيادة كمان .. هيا الجاموسة دي تعبانة
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– أولًا دي بقرة الجاموس ده مُذكر مش مؤنث ثانيًا دي حامل وقربت تولد عشان كده كُل شوية باجي اطمن عليها
أومأ إليها حُسام ثُم أردف قائلًا:
– ااه علي فكرة كُنت بختبرك انا بفهم كويس في الحيوانات ومش ف الحيوانات وبس في إي زريبة
رَفعت حاجبها قائلة:
– زريبة! لا واضح
ابتسم حُسام قائلًا:
– رحيق كُنت عاوز أسالك حاجة
رحيق: عارفة زعلان من طريقتي معاك امبارح
حرك رأسه بالنفي قائلًا:
– لاا كُنت عاوز أعرف أنتي بتحبيني ولا اللي هو واحده اتقدملك وكويس وخلاص
ابتسمت رحيق قائلة:
– وهو أنت كويس
صَدم حُسام من حديثها، ليردف قائلًا بصدمة:
– والله! لو أنا مش كويس قبلتي بيا ليه
رَفعت حاجبها قائلة:
– أصل فاضية ف قولت اتخطبلك
زفر حُسام بضيق وهو يُلقي علي وجهها بعضًا من الحشائش التي التقطها بيداه من جانبه
صَرخت رحيق وهي تلتلقط بعضًا من الحشائش وتُلقيها عليه
ظَلوا هكذا ثُم تحركوا خارج الزريبة وكُلًا منهُم ملامح وجهه لا تُفسر أحدُهما غاضب والأخر السعادة تُملأ وجهه وبالتأكيد كان حُسام السعيد.
* عند قاسم وإيلا ( صباحًا بتوقيت الولايات المُتحدة )
يَقُفان علي الدرج وخلفهُم أبواب الشُقق..
حرك يداه علي شعرها قائلًا:
– خلاص بقي أدخلي قولتلك مش هتأخر هروح اشوف أوراق الجامعة بتاعتك واشوف الدُنيا إي واحجز تذاكر السفر وهاجي
كانت تَمسك كفه الأخر بيدها الإثنين لتقفز علي قدميها بطفولة وهي تَقول:
– لاااا خُدني معاك ارجووك ياقاسم أروي هتنزل وانس وانا هفضل لوحدي وهزهق
حرك رأسه بالرفض قائلًا وهو يُربط علي شعرها:
– قولتلك مش هتأخر سبيني أروح لوحدي عشان أنجز الدُنيا بسُرعة والحق اجي بادري
زفرت بضيق قائلة:
– أووف طب هاتلي حلويات وأنت جاي
ابتسم علي طفولتها ف أصبحت أنسة ولَم تتخلي عن طفولتها سَرح بعيونها
لتُبرق إليه قائلة:
– هتجبلي الحلويات ولا لاااا
مَسح علي وجهه بعدما فصلته من الجو الشاعري الذي رسمه داخل مُخيلته قائلًا:
– هجبلك هو أنا أقدر ماجبش باردو
ابتسمت بإحراج قائلة بدلال:
ماتتأخرش يا قاسومي
رفع حاجبه قائلًا:
– قاسومي! حلو وجديد
حركت يدها الإثنين علي يداه قائلة:
– بحبك يا أوجين يلا روح ومتتأخرش
تحدث قاسم بهيمان وهو يقترب إليها قائلًا:
– طب بذمتك هروح دلوقتي ازاي بعد ما سمعت الشهد من بوقك
ضَربته علي صدره برفق وهي تبعده للخلف قائلة:
– يلاااا روح وبطل دلع يلاا
تَحركت إلي باب شقة أروي وهي تلوح إليه، أرسل إليها قُبلة في الهواء ثُم هبط الدرج والإبتسامة تعلو وجهه
دَخلت إلي الشقة لتري أروي تستعد للخروج، أردفت بضيق قائلة/
– هتتأخري النهاردة في الشُغل
أقتربت اروي منها وقبلت وجنتها قائلة:
ش هحاول أرمي الشُغل علي أنس وأجيلك بدري
حركت إيلا رأسها بضيق قائلة:
– لاا حرام خليكي معاه قاسم قالي أنه مش هيتأخر، وأنا هقعد دلوقتي أتفرج علي التلفزيون
ابتسمت أروي إليها قائلة:
– تمام يا قلبي هتلاقيني حضرتلك الفطار جوه أقعدي وأفطري متنسيش
قالت حديثها وهي تشد اذنها بخفه
ابتسمت إيلا وهي ترفع قدميها قليلًا وتطبع قُبلة علي وجنتي أروي لفرق الطول بينهُما
تحركت أروي للخارج لتغلق إيلا خلفها الباب ثُم تحركت إلي المطبخ وسَحبت صينية الطعام وخرجت إلي الصالة..
كانت تُتابع أحد المُسلسلات وهي تتناول الطعام، ليرن هاتفها برقم روبي
سَحبت الهاتف علي الفور وهي تَرُد عليها قائلة بإشتياق:
– تصدقي يا بت روبي وحشتيني اوي
أردفت روبي قائلة:
– وأنتي اكتر ميشان هيك كلمتك عشان نتقابل سوا
إيلا: خلاص تمام يا قلبي كُنت هكلمك أنتي ونسرين أصلًا عشان نتقابل قبل ما أسافر
روبي: طب بقولك شو ماتيجي نتقابل هلا ونفطر سوا
إيلا: لا مش هينفع قاسم مش موجود ومش هيرضي ينزلني لوحدي
روبي: ميشان خاطري يا إيلا أنا كتير مخنوقة وبدي نتفتل سوا
إيلا: طب أستني هكلم قاسم وأقوله يمكن يو…
قاطعت روبي حديثها بعجلة قائلة:
– لا بلاها ما تحكي معه أحنا راح ننزل وماراح نتأخر صدقيني إيلا ما راح أخرك
إيلا: بس ص…
لَم تدعها تُكمل حديثها قائلة:
– ميشان الله وافقي لو ترفلتيله ماراح يوافق
قطمت إيلا أظافرها بتردد قائلة:
– موافقة بس مش هنتأخر يا روبي
ابتسمت روبي قائلة:
– بوعدك حياتي .. راح سكر هلا واجهزي وراح أبعتلك العنوان اللي راح نتقابل فيه سلام
إيلا: سلام
أغلقت معها ثُم نهضت تتحرك إلي الغُوفة وهي تقول بضيق:
– ف مرة هتودي نفسك في مُصيبة ما كُنتي قولتيلها لا وخلاص بدل ما يعرف ووقتها والله هيضربني أووف ..
~ عند روبي بعدما أغلقت مع إيلا تحدثت مع جوزيف تُخبره أن إيلا وافقت ليقول لها أن ترسل العنوان ويتشكرها..
ف هو تحدث معها وأخبرها ان حدث مُشكلة معه هو وإيلا ويُريد أن يُصالحها وهي لا توافق ف طلب مُساعدتها بدون أن تُخبر نسرين شيئًا لتوافق.
* عند إيلا
تَقُف تنتظر روبي في أحدٍ الحدائق العامة التي أرسلتها إليها إنها سَتُقابلها عندها..
حركت إيلا يدها علي النضارة بعشوائية وهي تنظُر في الهاتف بتوتر خائفة أن يتصل بها قاسم..
أما من الخلف كان يقترب منها أحدٍ إلي أن وضع يداه وهو يَمسك قطعة قُماش بها مُخدر ووضعها علي أنفها ليرتخي جسدها وتسقُط علي الفور، أنتشلها الشاب وتحرك بها إلي السيارة المُنتظرة ووضعها في المقعد الخلفي..
ابتسم جوزيف فورًا أن رآها ورفع يديه يسحب النضارة ثُم أغلق عينيه وبدأ يُحرك أنامله علي وجهها وشعرها وهو يتحسسه كانت ملامحه تُعبر عن أنه مُستمتع مما يحدُث ليأتي صوته قائلًا:
– أنطلق علي منزل الغابة..
* داخل السرايا العُمدة
تَعلو الزغاريط داخل الدوار بقدوم غريب واعتماد وهو يحمل طفله داخل احضانه وهي تحمل الطفلة..
أقتربت ثُريا من اعتماد وهي تقول بأمر:
– هاتي حفيدي عاوزة أملي عينيا منيها بدا ما أنتي ربطاها في حجرك طول الطريق
تحدث غريب قائلًا:
– سيبيها معاها ياما هيا لسه ماعتصدقش أن أسيه بخير
كتفت ثُريا يدها حول صدرها قائلة:
– طب هات الواد علي ما الهانم تصدق أن البت بخير
أومأ إليها غريب وهو يعطيها أسر ثُم أنحني برأسه قليلًا يَهمس إلي إعتماد قائلًا:
– جادرة تطلعي السلم ولا أشيلك
ابتسمت إليه قائلة:
– لا جادرة تسلملي يا ابو أسر
بادلها الإبتسامة وحاوط خصرها بيدها، لتشهق بخفه قائلة:
– أنا جادرة والله
غريب: هطلع معاكي وهسندك إحتياطي.. أُمي جولي لأبوي وجدي لو سألوا عليا إني فوق لو احتجوني في شيء يشيعولي وأسر لو هعيط ابعتي مع سنيه
لوت شفتها قائلة:
– حاضر يا عين أُمك أطلع بشويش ل تتكفي علي وشك
ابتسم غريب إلي إعتماد قائلًا:
– بتناغشك
لَم تُعطي اعتماد إي رده فعل ظَلت صامته إلي أن وصلوا أمام باب الغُرفة ودلفوا للداخل..
بعدما دخلوا تحركت اعتماد داخل الغُرفة لتشهق بصدمة قائلة:
– مين اللي جاي سراير الأطفال دي اهنيه يا غريب
أقترب غريب إليها قائلًا بغرور:
– أنا ماينفعش أولادي يجوا من غير ما يلاقوا أغراضهُم موجودة ولا انتي عاوزاهُم يحبوكي ويكرهوني أنا
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– لا والله ماجدرش دانا مبسوطة جوي إنك جبتهُم
حرك يداه علي كتفها قائلًا:
– ولسه هاجبلهُم كُل حاجة ناجصه بس أنتي جومي بالسلامة عشان ننزل علي القاهرة زي ما كُنتي عاوزة ونجبلهُم حجات من هناك
ابتسمت اعتماد قائلة بسعادة:
– بتتكلم جد يا غريب
بادلها غريب الإبتسامة ثُم قرص وجنتها قائلًا:
– جد الجد كمان .. أنا هدخل أخد دُش كده سريع
تحرك داخل المرحاض لتتحرك تضع آسيه علي فراشها والإبتسامة تعلو وجنتها من السعادة وطريقة غريب معها.
* داخل منزل الغابة
وَقفت السيارة امام المنزل ليترجل منها جوزيف وتحرك إلي الباب الاخر وفتحه وسَحب إيلا يحملها علي يداه ثُم تحرك داخل المنزل.
كان المنزل الخشبي يتمتع بطابقين يتلألأ ببريق النحاس، حيث يقف وحيدًا وسط أشجار الغابة المُرتفعة والمحيطة به من كل زاوية، مع شُرفته الخشبية التي تحوي طاولة طعام خشبية مُستديرة؛ للاستمتاع بوجبة ومشروب وسط الطبيعة والأشجار.
كان التصميم يتمتع بالبساطة، ويمنحه إطلالة مُشرقة وسط الخضرة، مع نوافذه الزُجاجية المستطيلة، وسقفه القرميد الرمادي الداكن ، فضلًا عن قاعدته الطوبية الملونة.
كان ما يُميز المكان أن تستيقظ على أصوات الطيور، لترى سلاسل من أشعة الشمس تتسلل من نافذتك التي تطل على مساحات مملوءة بالأشجار المُرتفعة الكثيفة.. والاستمتاع بأجواء الطبيعة الخلابة، والهواء النقي، داخل منازل خشبية تندمج مع الطبيعة وفي الليل المكان يُصبح ك مكان شاعري للحبيبه.
دَخل جوزيف غُرفة في الطابق الثاني ووضعها علي الفراش ثُم تَحرك إلي الأريكة المُقابلة للفراش وهو ينزع سُترته العلوية ويُلقي بها علي الأريكة ثُم جلس وسَحب من جيب بنطاله قنينة سوداء بها نبيذ وبدأ أن يرتشف منها بتلذُذ وعينيه مُصوبه علي تلك القابعة علي الفراش.
~ حركت عيناها يمينًا ويسارًا وهي تَشعُر ببرودة تَسري داخلها، لتقع عيناها علي الأرضية لتري ثيابها مُمزقة علي الأرض ثُم نظرت علي جسدها أسفل الغطاء لتري نفسها عارية وأسفلها بُقع دماء .. تَجمعت دموعها داخل مقلتيها تأبى النزول كما تأبى الاندحار والتوقف .. لا تعرف ماذا حدث بالظبط ولَكن تلك المشاهد التي تأتي أمام عيناها وهو يَنزع ملابسها ويُحاول أن يسلب شرفها إلي أن غابت عن الوعي مرة أخري لتستيقظ وتتيقن الأن أنها استسلمت له .. كَيف أتت إليه لا تعرف وأين قاسم ماذا سيفعل إذا عرف ما حدث لها؟ هي المُذنبة.. أنسابت دموعها بقوة علي وجنتها إلي أن أغرقت دموعها عيناها لتُغمض عيناها ف روحها مُنهكة قررت أن وروحها المنهكة تُحاول نسيان لمساته الجريئة علي جسدها همساته قُبلاته ف مازالت لا تستوعب كيف حدث هذا.. تَشعُر وكأن أحدهُم غرس خنجر في قلبها.
شَعرت بأنامل تتحسس وجنتها لتنتفض وهي تَصرُخ بكُل قوتها بإسم معشوقها الوحيد:
– قاااااااااااااااسم
* داخل الجناح التي تَقبع به جني
خفض الطبيب عينيه قائلًا بتأثُر:
– البقاء لله .. ربنا يصب..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)