روايات

رواية قدر ووصال الفصل الأول 1 بقلم هدير ممدوح

رواية قدر ووصال الفصل الأول 1 بقلم هدير ممدوح

رواية قدر ووصال الجزء الأول

رواية قدر ووصال البارت الأول

قدر ووصال
قدر ووصال

رواية قدر ووصال الحلقة الأولى

يقولون كل شيء مسموح بالحب والحرب، وفي هذه المرة الحب تخطى كل حدود المنطق، فهو أقسم بأنها ستكون قدره، بينما هي كانت تتلاشى رويداً رويداً بسبب هذا لأنه كان هوس بالنسبة لها ، وتحاول الهرب بكل الطرق، فهل يتيسر طريقها وتنحج أم ستسقط في بئر الحياة الغادرة وتصبح أسيرة هذا الحب وتكون جسد بلا روح………

كانت بحجرتها، نائمة في سباتٍ عميق، غافلةٌ عن تلك الأعيُن التي تكاد تلتهمها، أعيُن مفعمة بالشهوة والجراءة، أقترب منها في تمهل وبطئ شديد، و وقف يتأملها بأعيُن مفترسة، بدأ يميل عليها ويديه راحت تتحسس جسدها، بشهوة، وهمس من بين شفتيه أنتِ قدري ومش هتكوني لحد غيري، ففتحت الفتاة عينيها في فزع مستشعرة تلك اللمسات القذرة وما كادت أن تصرخ حتى كمم فمها بكفه الضخم، محاصرًا جسدها بجسده وهمس بنبرة غليظة بجانب أذنها أصابتها بالأشمئزاز :
-أشش.
و أغمض عينيه مستشعراً لحظاته معها، بينما سالت هي دموعها بقلة حيلة.
فأنفتح باب الغرفة على عاقبيه،لينتفض هو واقفاً
فتحدثت المرأة التي فتحت الباب قائله بإستغراب:- في إيه، سيد أنت بتعمل إيه في أوضة قدر.
المدعو “سيد” بتوتر شديد، والغرق بدأ يغزو جبينه :
-ولا حاجه، أنا بس سمعت صوت قدر بتصرخ فجيت أشوفها وقالت أنها شافت كابوس فخافت بس، دي كل الحكاية

وتابع وهو ينقل بصره للفتاة بنظرة تحذير :
-مش كده ياقدر؟

اومأت قدر برأسها وهي تنظر له بخوف ومازالت دموعها على وجنتيها، فأقتربت منها والدتها و أزاحت دموعها وعانقتها وهي تربط على ظهرها، وتقول بنبرة تقطر حنانًا :
-قومي يلا يابنتي عشان تفطري وتنزلي الجامعة، “وقالت مازحة” ودقيقتين ونلاقي البنت وصال جات يلا بقا.

قالتها وهي تشدها من يدها فأزاحت قدر الغطاء وتوجهت إلي التواليت الملحق لغرفتها وملامحها يبدو عليها الذعر.

تنهدت الأم بضيق على حال أبنتها فتابعت حديثها قبل ان تغادر الغرفة: هشوف رهف جهزت ولا لأ عشان تخدوها في طريقكم للمدرسة.

آتاها صوت قدر المنخفض من خلف الباب: تمام يا ماما.

خرجت والدتها متوجهة إلى غرفة أخرى بجانبها، دلفت للداخل لترى أبنتها التي بعمر العاشرة أمام المرآه تمشط شعرها فأبتسمت وهي تتقدم منها و أبتسمت الطفلة في حين إنعكاس صورة والدتها بالمرآه فأخذت والدتها منها فرشاة الشعر وقالت: تسلملي بنتي اللي كبرت وجهزت نفسها من غير ما اقولها.

أبتسمت رهف قائلة بمزاح : طبعاً يا مُنمن أنا كبرت.

قالت منى “والدتها ” باسمة: روح مُنمن أنتي.

وضعت الفرشاه جانباً ولفت خصلات شعرها على هيئة كعكة قائلة: يلا روحي أفطري، وقدر هتيجي دلوقتي.

أجتمعوا جميعهم على طاولة الطعام وجلس سيد على رأسها ورهف ومنى من ناحية وقدر بالمقابل لهم.
قاطعت منى هذا الصمت قائلة: عمكم سيد الله يخليه، ويطولنا في عمره عطاني مصاريفكم وحطيتها فشنطة كل واحدة فيكم دلوقتي.

رهف: شكراً ياماما، شكراً ياعمو.

ابتسمت والدتها لها ووجهت نظرها إلي قدر قائلة: إيه ياقدر مفيش شكراً للراجل اللي بيصرف علينا وبيعاملكم زي بناته.

جاءهم صوت طرقات على الباب لتقف قدر من مكانها قائلة: وصال وصلت هقوم أنا، يلا يارهف.

حملت حقيبتها على كتفها وغادرت من أمامهم فأنتفضت والدتها واقفة وذهبت خلفها وهي تنادي عليها بصوت منخفض: قدر، انتي يابنت.

وقفت قدر مكانها قائلة : أيوة ياماما نعم.

غمغمت منى بضيق من أبنتها: في إيه يابنتي بتعاملي الراجل كده ليه هو أيوة جوز أمك بس عمره ما نقص عليكم حاجة عيب كده يابنتي.

تنهدت قدر بعمق قائلة: وصال بتخبط نبقا نتكلم بعدين.

وتوجهت إلى باب المنزل وفتحته بإبتسامة
لتفاجائها صديقتها بعناق ودود لتعبر لها عن مدى أشتياقها لها،وهي تقول بشوق : وحشتيني جداً جداً يا أجمل قدر

بدالتها قدر العناق بمحبة وإبتسامة قائلة:
أنتي اللي وحشتيني جداً ياحبيبتي.
انفصالا عن بعض لتنظر كل منهما للأخرى وإلى ثياب بعضهم، كانت قدر ترتدى دريس أزرق به بعض النقوش وخمار باللون الابيض بينما وصال كانت ثيابها عبارة عن بنطال وتيشرت قصير من نفس اللون .

وصال بضحكة مرحة : كما تخيلت تبدين جميلة بالأزرق.

تمتمت قدر بضيق : أنتي قولتيلي ألبس أزرق زيك ما توقعتش أنك تلبسي كده.

كادت وصال ان تتحدث لتقاطعها والدة قدر قائلة: وصال يابنتي أتفضلي أدخلي جوة.

قاطعتهم قدر قائلة بإمتعاض : لأ أحنا هنمشي عشان منتأخرش، وتابعت بصوتٍ عال قائلة
“يلا يارهف”
جاءت شقيقتها الصغيرة ركضاً من الداخل لتقول: وصال حبيبة قلبي عاملة ايه.

احتضنتها وصال قائلة: يابكاشة لما بكلم قدر مش بترضي تكلميني دلوقتي بقيت حبيبة قلبك.
رهف في أسف : لا هكلمك المرة الجاية، أنا هروح اقعد جمب الشباك من قدام.
أومأت وصال بإبتسامة: طب يلا يا قمري، وبدلت نظرها لقدر قائلة “وانتي ياقدر يلا”

صعدوا بالخلف و السيارة انطلقت بهم
تحدثت وصال بصوت منخفض إلي قدر قائلة: أول ما نوصل الجامعة أكيد هتحكيلي إيه اللي حصل.
أومأت قدر برأسها قائلة بضيق : تمام.
بعد قليل هبطت رهف من السيارة وتوجهت إلي مدرستها بعدما لوحت للفتيات بيدها ، ولم يمر الكثير أيضًا حتى هبطوا الفتيات ودلفوا إلي جامعتهم.

كانت نظرات الشباب تلاحق وصال وهم ينظرون إلي جسدها بسبب ضيق ملابسها، لاحظت هذا قدر ولم تتفوه بشيء.

لتقول وصال وهي تؤشر على باب الكافتيريا : قدر تعالي نروح الكافتيريا لسة فاضل نص ساعة وتبدأ المحاضرة وكمان هتحكيلي إيه اللي مدايقك.

قدر بأختصار: تمام.

توجهوا إلي كافتيريا الجامعة وجلسوا بمقابل بعضهم ووضعوا حقائبهم أمامهم أعلى الطاولة وتحدثت وصال بإنفعال:
-اكيد طبعاً سيد عمل حاجه صح.

غمغمت قدر بحنق : هحكيلك يا وصال بس الأول نحل مشكلتك.

وصال بإستغراب: مشكلتي، بس أنا معنديش مشاكل
نفت قدر قائلة : لا عندك، ومشكلتك أكبر من مشكلتي.
أمسكت قدر يد وصال قائلة: إن لم أرشدك وأحذرك فأنا لا أستحق ان أكون صديقة أحد، مش هقدر أشوف نظرات الشباب القذرة دي وهي بتبص على جسمك.
هزت وصال رأسها بتعجب : أنا بجد مش فاهمة!
أجابتها قدر في هدوء : الدنيا فانية ياغالية، وأصبح موت الفجأة هو مرض العصر الذي ليس له دواء، ألا تخافي ربما تنامين فلا تستيقظين، وربما لا نعود للمنزل مرة أخرى، ربما ملك الموت قريب منا بشدة ونحن بغفلة، لا أحد منا يعرف متى موعد رحيله فعلينا ان نكون مستعدين.

وصال بإبتسامة هادئة : فهمت انتي تقصدين لبسي الضيق صح.

قدر بإبتسامة : قال تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا)«الأحزاب 59».
وقال تعالى: وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ «النور 31»

نكست وصال رأسها بخجل قائلة: فهمتك

قدر بإبتسامة: أرفعي راسك ياوصال إن لم يكن لديكِ صديقة ترشدك إلي الصواب فأنتي ما زالتِ تائهة وحيدة في هذه الحياة، فلا خير في ان لم أكن أنا تلك الصديقة.

وصال بإبتسامة وصدق: وأنا أوعدك أني هعمل بكلام ربنا ومن النهاردة هكون وصال تانية خالص
وأبتسمت قائلة بمحبة:
الحمدلله على نعمة أنك صديقتي
وتابعت بمزاح: بحبك لما تتكلمي فصحى كده.

أبتسمت قدر قائلة: مش عارفة بجد باجي فنص الكلام و اقلب كده بس بحب لغتنا جداً وبعتز بيها.

وصال في مودة: ودلوقتي نيجي لمشكلتك سيد ده عاملك حاجة.
أمتلأت أعين قدر بالدموع وهي تتذكر ماحدث معها في الصباح وهزت رأسها بنعم.

وصال بضيق: يابنتي حرام عليكي بقا قولتلك ميت مرة اشتكي عليه أو قولي لمامتك ليه ساكتة.
قدر بإنفعال: أقول لماما إيه بس، وحتى لو قولتلها تعرفي انه بيهددني ودايما يقولي لو جبتي سيرة لـ منى أنا هقتلها وهعمل في رهف نفس اللي بعمله فيكي ياوصال أنا خايفة أفهمي.
وصال وهي تزفر في ضيق : أنتي اللي لازم تفهمي مش هيقدر يعمل حاجة أشتكي عليه في قسم الشرطة، وإلا اللي هيحصل أنه هيجي يوم وتلاقي نفسك ضعتي ياقدر، مش كل مرة هتفلتي من تحت أيده.
فرت دمعة من أعين قدر فهو أصبح كابوسها المخيف البيت الذي يعيش فيه الجميع بأمان أصبح سجنها وهي تريد الفرار منه.

أمسكت وصال بيد صديقتها قائلة: أوعدك أني مش هسيبك ياقدر وهفضل معاكي بس أنتي اللي لازم تاخدي الخطوة الأولي.

أزاحت قدر دموعها بيدها الأخرى، و افلتت يدها من يد وصال و أستقامت و اقفة وهي تحمل حقيبتها قائلة: يلا خلينا ندخل المحاضرة.

وقفت وصال هي الأخرى وقررت الصمت كي لا تزعج قدر.
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم 🌼

*بمنزل قدر*
كان زوج والدتها يتحدث بالهاتف في غرفته
سيد: أسمعني كويس أنا عاوزك تلاقيلي شاري في أسرع وقت للهايبر والبيت
فرد الطرف الآخر : ولما أنت هتبيعهم هتعيش فين
سيد بغضب: وأنت مالك ياعمنا نفذ شغلك واستلم فلوسك وكل واحد يروح لحاله.

الجهة الأخرى: أهدى ياعم أنا بس بستفسر هتروح فين أنت ومراتك وعيالك مش قصدى يعني.
سيد بإبتسامة: لا، أنا ههرب أنا وحبيبتي، اما مراتي دي فمش فاضلها كتير على وش الدنيا أعمل أنت بس اللي قولتلك عليه، ومش عايز حد يحس أنت فاهم.

الجهة الأخرى: فاهم ياعم كام يوم كده وهتلاقي اللي يشتري متقلقش
سيد: تمام

واغلق المكالمة وفتح معرض الصور بهاتفه وجاء بصورة قدر وهو يقول: وأخيراً ياحبيبتي هنهرب وهتكوني ليا وبس.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قدر ووصال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى