روايات

رواية قدر لنا لقاء الفصل الثالث 3 بقلم ريهام أبو المجد

رواية قدر لنا لقاء الفصل الثالث 3 بقلم ريهام أبو المجد

رواية قدر لنا لقاء الجزء الثالث

رواية قدر لنا لقاء البارت الثالث

قدر لنا لقاء
قدر لنا لقاء

رواية قدر لنا لقاء الحلقة الثالثة

شروق بصدمة وصوت هامس: ماما!!!!
حازم كان وصل ووقف جنبها، وسمعها وبص للست فعلًا وعرف فعلًا أنها والدتها لأنه شاف صورتها، وشروق بصتله بضعف وبعدين بصت تاني عليها وعلى البنت اللي جنبها.
سارة: أي يا محمود وصلت مصر ومقولتش لي يا ابن عمي؟
مروة: ايوا يا حبيبي مش تعطونا خبر كنا جينا نستقبلكم، بس الغلط مش عليكم، المفروض أيمن ونادية كانوا يبلغونا.
سارة بدلع: ايوا ماما عندها حق، بس مش مشكلة المهم أنكم وصلتوا بالسلامة.
شروق بصدمة وهي بتبص لحازم وبتقول: بتقولها ماما يا حازم!
حازم بهمس وحزن: خلاص يا شروق.
بس كانت شروق خلاص مكنتشي قادرة تسند نفسها، وعيونها بدأت تغمض وفجأة بصت على حازم وقالت بصوت ضعيف: حازم.
وحست إن الدنيا بتلف بيها ومحمود كان أخد باله، وبيبص لقاها بتفقد توازنها ولسه هيجري عليها، لقى حازم لحقها بين إيده وشاورله وقال: متقربشي لو سمحت.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
فمحمود رجع خطوة لورا، بس كان حاسس إن روحه بتطلع، حاسس بنغزة في قلبه بالذات لما شافها كدا، حاسس بوجع جوا قلبه ومش عارف سببه، ولي لما شافها كدا حس بكل دا، حس أنه موجوع عشانها.
وميرا قربت عليه بخضة وقالت: هي مالها، حصل أي؟
حازم بضيق: معرفشي زي ما أنتي شايفة كدا.
حازم شالها ووهو شايلها وخارج، إيدها سابت ولمست إيد محمود وحازم ماشي بيها، أول ما إيدها لمسته حس برعشة في كل جسمه، وقلبه نبض بشدة، وكأنه بيعلن تمرده واشتياقه، ومحمود استغرب اووي ولف بجسمه وبصلها وحازم شايلها، ومش فاهم هو أي اللي بيحصله وإزاي من لمسة منها يحصل فيه كدا.
أخدها حازم وطلع برا الكافية، وهيام ولارين قربوا عليه بلهفة وخوف.
هيام بخوف: شروق مالها في أي يا حازم؟
لارين بعياط: مالها شروق؟
حازم بضيق: مش وقته الكلام دا، وقفوا تاكسي بسرعة.
كل دا وهو شايلها وكل شوية يبصلها بحزن وخوف كبير عليها، محمود أخد باله أنهم مش لاقيين تاكسي فكان هيعرض عليه أنه يوصلهم بس كان شريف سبقه وجري عليهم وقال لحازم: أنا شايف أن حضرتك مش لاقي تاكسي، ممكن أنا أوصلكم للمكان اللي حابينه عشان بس الأنسة.
حازم بضيق: لا شكرًا مش عايزين خدمات من حد.
شريف بهدوء: يا أستاذ دا مش وقته مكابرة الأنسة تعبانة ولازم الدكتور يشوفها.
هيام بتسرع: ايوا يا حازم مش وقته، وافق.
لارين: ايوا يا أبية حازم أرجوك.
حازم بص على شروق اللي بين إيده لا حول لها ولا قوة، وقال: تمام بسرعة.
شريف فرح وجري على محمود وقال: هات مفتاح العربية بسرعة يا محمود عشان أوصلهم، عشان نلحق الأنسة الجميلة دي.
ـــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــ
محمود وهو بيبص عليهم: تمام، أجي معاك؟
شريف: لا مفيش داعي، وابقوا روحوا بعربية سارة.
ميرا: ابقى طمني عليها يا شريف.
شريف وهو بيخرج بسرعة: حاضر.
سارة كانت مدايقة وقالت: واحنا مالنا ومالهم، لي شريف ياخد العربية ويوصلهم؟
ميرا بضيق لأنها مش بتحبها وعارفة أنها استغلالية: وأنتي أي اللي مزعلك يا سارة هي كانت عربيتك؟ وبعدين دي حاجات إنسانية متعرفهاش أنتي.
سارة بعصبية بس بتحاول متبينهاش عشان محمود: في أي يا ميرا بتتكلمي معايا كدا لي؟
محمود بحدة: ميرا متقصدشي يا سارة، وعن إذنكم مضطرين نمشي، وحضرتك يا مرات عمي ابقوا روحوا وفرصة سعيدة.
وشد ميرا وقال: يلا يا ميرا عشان نرجع القصر.
مروة: هتروحوا إزاي يا ابني، تعالوا في عربيتنا.
محمود: لا يا مرات عمي أنا مبحبش حد يكون ليا جميل عليا، ومبحبش أفرض نفسي على حد.
مروة: احنا مش حد يا محمود.
محمود بضيق: أكيد طبعًا، بس معلشي أنا مصمم.
وفعلًا محمود أخد ميرا وركبوا تاكسي ووصلوا البيت، بس طول الطريق وهو مشغول بالبنت الجميلة اللي شافها، وإحساسه وقتها، وإزاي كل دا حصله وهو مفيش حد لفت انتباه ولا شغل تفكيره غير شروقه اللي شوقه ليها بيزيد وخاصةً في الوقت دا.
في عربية شريف كان بيسوق وهيام ولارين ورا وحاطين شروق في النص وهيام حضناها وبتعيط، ولارين ماسكة إيدها وبتعيط بردك، وحازم قاعد قدام بس مركز معاهم، وشريف بيبص عليهم من المراية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــ
شريف: هنروح المستشفى؟
حازم: لا وصلنا البيت من فضلك، هديك العنوان.
شريف: تمام زي ما حضرتك تحب.
ووصلوا فعلًا وحازم شال شروق وقبل ما يطلع بص لشريف وقال: شكرًا على التوصيلة.
شريف: مفيش شكر عادي، المهم الأنسة تكون بخير.
حازم: إن شاء الله.
وطلعوا الشقة وشريف فضل واقف قدام العربية، ومش عارف يمشي لأنه عايز يطمن عليها، وكمان عايز يعرف الشاب دا يقربلهم أي.
حازم طلع وحطها في السرير وقعد جنبها ومسك إيدها وبيحاول يفوق فيها.
حازم: لارين هاتي إزازة برفيوم من عندك بسرعة.
لارين: حاضر يا أبية.
جابتها وحازم قربها من أنف شروق وفعلًا بدأت تفوق، وأول ما فاقت بصت حواليها بضعف، وبعدين بصت لحازم وقالت: أنا فين؟ وأي اللي حصل؟
حازم استغرب وقال: أنتي في البيت، متقلقيش أنتي كويسة.
شروق فجأة افتكرت كل حاجة وبدأ تعيط وتشهق وحازم ولارين اتخضوا.
حازم بحنية: خلاص يا شروق يا حبيبتي اهدي.
شروق بقهر ودموع: خلاص أي يا حازم أنا شوفتها، ويا ريتها لوحدها دي معاها بنتها، يعني اتجوزت وعاشت حياتها وخلفت يعني عوضت وجودي، طب لي؟ لي يخلفوني ويرموني مدام مش عايزني؟
وبعدين كملت بكسرة: أنا أي كان ذنبي؟ طب لي اتحرم من حنانها وطفولتي، بنتها التانية أخدت كل الحنان اللي كان من حقي أنا، أخدت الإهتمام اللي كان المفروض ليا أنا وبس، أنا مش بلوم عليها، هي ملهاش ذنب بس هي أحسن مني، هي حصلت على كل حاجة أنا أتحرمت منها.
هيام بعياط: هي متستهلشي أنك تنزلي دموعك دي عشانها، دي مينفعشي تكون أم أصلًا.
شروق بعياط وصوت عالي: طب لي جابوني على الدنيا مدام مش هيمارسوا أدوارهم، أنا لسه محبوسة في الماضي، لسه لحد دلوقتي بدور على طفولتي اللي اتسرقت، لسه لحد دلوقتي مش عارفة أنا مين، أنا شروق سامح عاشور، ولا شروق اليتيمة اللي اترمت في ملجأ من غير أي شفقة، أنا لسه فاكرة نظراتهم اللي كانت كلها جفاء، لسه فاكرة لما كنت بترجاهم ميسبونيش ويمشوا، فاكرة لما كنت بقعد كل ليلة استناهم على أمل أنهم هيفتكروني، هيفتكروا إني بنتهم.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ
حازم بغل: شروق، أنتي مش محتجاهم انسيهم، وابدأي حياتك، احنا معاكي يا حبيبتي، هم ناس مريضة وقلوبهم حجر.
شروق: انسى أي يا حازم، انسى نفسي، انسى الطفلة اللي اترمت بكل قسوة في ملجأ وتتيتم وهي ليها أهل وعيلة كبيرة.
حازم بحزن وهو بيملس على شعرها: أهدي يا شروق، حاولي تنسي، عشان تعرفي تعيشي.
شروق بدموع: أنا عايزة هيام؛ عايزاها تحضني حاسة إني بردانه اووي.
هيام قربت عليها وقالت بدموع: أنا هنا أهو يا حبيبتي، أنا جنبك.
وأخدتها في حضنها، وشروق شددت على حضنها وكأنها بتلاقي أمانها في حضنها هي وبس، ما هي اللي زمان أخدت المكان اللي المفروض يكون لأمها اللي اتخلت عنها.
حازم ولارين كان الحزن مخيم عليهم، وطلعوا برا الأوضة وسابوهم سوا، عشان شروق تنام وترتاح.
حازم بحزن: مش قادر أشوفها كدا، قلبي بيوجعني عليها.
لارين: فعلًا، شروق طول الوقت بتدعي القوة، وأنها ناسية كل حاجة، بس هي مبتنساش؛ هي بس عايزة تثبت لنفسها أنها تقدر تنسى، وطول الوقت بتمارس معانا دور الأمومة اللي هي افتقدته.
حازم بغضب وهو بيضرب الطربيزة: أنا مش عارف أي اللي خلى الست دي تظهر تاني، بظهورها رجعت لنقطة الصفر تاني.
لارين بغضب مماثل: عندك حق يا أبية حازم، الست دي أنا بكرهها اووي؛ بسببها شروق بقت حالتها كدا، كمان راجعة ومعناها بنتها بتقهرها أكتر.
حازم: بقولك أي يا لارين أنا همشي دلوقتي؛ عشان الوقت اتأخر ومينفعشي أفضل هنا أكتر من كدا، وهعدي عليكم بكرا إن شاء الله.
لارين: تمام يا أبية، خلي بالك من نفسك.
حازم باس راسها وقال: حاضر يا حبيبتي، وخلي بالك من شروق عشان خاطري.
لارين: مش محتاجة توصية والله يا أبية.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
نزل حازم من العمارة وكان وقتها شريف قاعد في عربيته، وأول ما لمحه نزل من العربية وجري عليه وقال: هي الأنسة بخير؟
حازم استغرب وقال: أنت لسه هنا بتعمل أي؟!
شريف: أصل كنت عايز اطمن على الأنسة، وعشان لو احتاجتوا حاجة.
حازم بشك: لا شكرًا، تقدر تتفضل دلوقتي.
شريف: طب هو حضرتك رايح تجيب حاجة ممكن أوصلك.
حازم بنفاذ صبر: لا مش رايح أنا مروح.
شريف: لي هو دا مش بيتك؟
حازم بنرفزة: هو أنت عايز أي بالظبط، وأي الأسئلة دي كلها، هو استجواب ولا أي؟!
شريف حاول يلطف الجو: لا والله خالص، دا أنا بس عايز أساعدك بأي حاجة، لأني حاسس أننا السبب، وكمان الأنسة كانت بتساعد أختي فبردلها جميلها مش أكتر.
حازم: تمام، بس لا جميل ولا حاجة أي حد مكانها كان عمل كدا.
حازم حب يعرف أم شروق تقربلهم أي فقال يسألوا.
حازم: هو صحيح يا أستاذ..
شريف: اسمي شريف، ومن غير أستاذ.
حازم ابتسم وقال: هي الست اللي كانت واقفة معاكم هي وبنتها تقربلكم أي؟
شريف: دي مرات عمي ودي بنتها الوحيدة من عمي عثمان الله يرحمه.
حازم اتصدم وقال: مرات عمك! طب هو حضرتكم من عيلة أي؟
شريف بإبتسامة: احنا من عيلة المصري.
حازم بذهول: المصري صاحب أكبر شركات فاشون في مصر وخارجها.
شريف: ايوا بالظبط.
حازم: تمام اتشرفت بحضرتك.
شريف: تمام هستأذن أنا بقى، تحب أوصلك في طريقي؟
حازم: لا متتعبشي نفسك أنا ساكن في العمارة اللي جنبنا دي.
شريف بإبتسامة: اها تمام بعد إذنك، وألف سلامة على الأنسة.
حازم: الله يسلمك.
وكل واحد راح لطريقه، ومحمود وصل البيت، ولقى مروة وبنتها كانوا وصلوا وقاعدين يضحكوا ويتكلموا، أول ما سارة لمحت محمود جريت عليه وعايزة تحضنه، بس محمود وقفها بحركة إيده، وهي وقفت واتحرجت.
محمود: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، مساء الخير يا جماعة.
الكل: وعليكم السلام يا حبيبي.
نادية: أمال فين شريف يا ولاد؟
ميرا: لا دا موضوع كبير يا مامي يطول شرحه، هبقى احكهولك بعدين.
نادية بعدم فهم: لي كدا؟
محمود: بعد إذنكم هطلع ارتاح فوق شوية.
مروة بخبث: لي يا محمود مش عايز تقعد مع مرات عمك وبنت عمك؟
محمود: معلشي أصلي تعبان شوية، وعندي شغل بكرا الصبح بدري.
نادية بتفهم: أطلع يا حبيبي أنت فعلًا تعبان، واحنا معاكي أهو يا مروة.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ
سارة اتغاظت جدًا من تجاهل محمود ومعاملته معاها، وبصت لمروة اللي طمنتها أنها مش هتسيبه وهتجوزهولها.
محمود طلع أوضته، واترمى على السرير، وبيحاول ينظم دقات قلبه اللي مش فاهم لي بتدق كدا؟! غمض عيونه؛ عشان يشوف شروقه وابتسامتها الجميلة بس فجأة شافها هي، شاف البنت اللي شافها في الكافية، فتح عيونه بسرعة وهو مدايق من نفسه وصوت أنفاسه عالية، ومش فاهم لي شافها هي؟! هو كان عايز يشوف شروقه اللي بيعشقها.
محمود بغضب لنفسه: في أي يا محمود أنت مفيش واحدة يتلفت انتباهك غير شروقك، لي افتكرت البنت دي بالذات؟!
فضل يجلد في ذاته كتير لحد ما نام، بس وهو حاضن صورتها.
عند شروق كانت نايمة في حضن هيام، وهيام بتملس على شعرها، وبتقرأ لها قرآن عشان ترتاح، فجأة شروق قامت وهي مفزوعة.
هيام بخضة: مالك يا حبيبتي فيكي أي؟
شروق شاورت على قلبها وقالت: دا بيوجعني اووي يا هيام، نفسي يخف.
هيام بصتلها بحزن وقال: صدقيني هيجي عليه يوم ويشفى تمامًا، وكل اللي كان بيوجعه زمان هيكون عادي بالنسباله، هو بس محتاج وقت، محتاج أنه يواجه ميتهربشي.
وبعدين ملست على شعرها وقالت: تعرفي يا شروق رغم إن ظهورها كسرك وفتح الجرح اللي كان بيحاول يضمد نفسه، لكن ظهورها فيه فايدة ليكي وخير.
شروق بعدم فهم: فايدة وخير إزاي يا هيام؟!
هيام مسكت إيدها وقالت: ايوا خير وفايدة، قلبك مش هيشفى تمامًا غير لما يواجه مشاكله بنفسه، غير لما يتعود على الجرح من نفس الشخص مرة واتنين لحد ما يقوى والشخص دا يموت جواه وميبقاش فارق معاه، لما تشوفيها قدامك أكتر من مرة وتشوفيها إزاي مش فارق معاها عكسك تمامًا، في الأول هتتوجعني ومش هتقدري تكملي عارفة بس مع الوقت هتكوني أقوى وهتلاقي كل دا مش فارق معاكي.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــــ
شروق: تفتكري يا هيام.
هيام: طبعًا يا قلب هيام، المهم أنك تبقى قوية، متستسلميش لماضي بيوجعك، فكري في الناس اللي بتحبك، فكري فينا يا شروق، متخليش شخص واحد وجعك ينسيكي ناس كتير بتحبك.
شروق حضنتها وقالت: عندك حق يا هيام، أوعدك إني هكون قوية ومش هستسلم، أنا هثبتلها إني مش ضعيفة، وهخليهم يندموا أنهم رموني زمان، هنجح وأحقق أحلامي.
هيام: ايوا بقى هي دي شوشو حبيبة قلبى.
شروق مسكت إيد هيام وقالت: هيام أنا من غيرك ولا حاجة، أنتي مش مجرد صديقة ليا، لا أنتي أمي وأختي، أنتي اتكفلتي بيا وأخدتي دور الأمومة رغم صغر سنك وأن الفرق بينا مش كبير، مش عارفة أقولك أي بس حقيقي لولا وجودك في حياتي كان زماني ولا حاجة.
هيام حضنتها وقالت: وأنا بعتبرك بنوتي الصغيرة، وبحبك أووي، وربنا زرع حبك في قلبي والله، وأنا هفضل دايمًا معاكي، وأنتي صدقيني عوضتيني عن حاجات كتير وكنتي ليا أخت وصديقة.
أشرقت شمس يوم جديد، ومعاه هتبدأ حياة جديدة، وأهداف أجدد.
استيقظت شروق وبصت لقت هيام لسه نايمة جنبها، باستها من خدها وقامت، أخدت شاور ولفت شعرها بطريقة عشوائية زادتها جمال، وراحت عشان تحضر الفطار، بس لقت جرس الباب بيرن، راحت تفتح لقت حازم.
حازم: أي أخبار الجميل بتاعنا؟
شروق ابتسمت وقالت: بخير الحمد لله.
حازم دخل وكان في إيده أكياس، وقال: يلا نفطر.
شروق: هو أنت يا ابني مش هتتغير أبدًا، وبعدين أي العشم دا، داخل شقة بنات عزاب وتفرض نفسك عليهم وتفطر كمان.
حازم شال لها الخصلة اللي نازلة على وشها وقال: براحتشي، وبعدين أنا جاي أشوف لارين وهيام مش جايلك أنتي.
شروق نفخت بضيق وقالت: فعلًا مش هتتغير، حتى أول مرة اتقابلنا فيها غلست عليا.
حازم ضحك وقال: بحب استفزك اووي مش عارف لي؟
شروق: ادخل يا حازم اخلص، متعكرشي يومي.
دخل حازم وحط الأكياس في المطبخ وقال: يلا عشان نحضر الفطار سوا.
شروق: لا شكرًا أنا هعمله بنفسي، وبعدين دا أنت جايب جبنة ولنشون فطار أي اللي هتحضره، تقصد الاطباق بقى.
حازم ضحك وقال: الله، مش بياخد جهد دا ولا أي هتنكري؟
شروق ضحكت وقالت: ايوا صح أنت هتقولي.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
حازم قرب منها ومسك إيدها وقعدها على الكرسي وركع قدامها وقال بحنية: شروق مش عايز أشوفك حزينة أبدًا، أو دموعك على خدك، أنا حاسس بيكي، وعارف وجعك لإني جربته قبلك بس صدقيني هتتخطى كل دا، وأنا واثق فيكي، شروق أنتي غالية عليا اووي، أنتي أختي وصديقتي وأقرب واحدة ليا، ميغركيش إني بغلس عليكي وكدا لا والله أنا بغلس عليكي عشان أشوف ضحكتك، ودي طريقتي في التعبير عن الحب، بس صدقيني أنا في ضهرك ومستعد أعمل أي حاجة عشانك وعشان أشوفك سعيدة.
شروق دمعت من كلامه وحطت إيدها على إيده وطبطبت عليها بحنية وقالت: تعرف يا حازم أنك أول مرة تقولي كدا، أنا عارفة إنك بتحبني بس مكنتش أعرف أنك بتحبني اووي كدا، أنا فعلًا بثق فيك جدًا يا حازم، وبعتبرك أخويا وسندي في الدنيا، أنت عملت عشانا كتير، ووقفت جنبنا ومسبتناش لحظة، ودايمًا بتحامي علينا، بجد كلنا هنا بنحبك ونفسنا نفرحك زي ما بتفرحنا.
حازم ابتسم وقال: هتفرحوني لما تكونوا سعداء وفرحانين، وبلاش أشوف دموعك دي تاني يا حبيبتي.
لارين من وراهم: الله الله، بتخوني يا أبية حازم عيني عينك كدا.
حازم قام وضربها على دماغها وقال: اتلمي يا هبلة.
لارين حطت إيدها مكان الضربة وقالت بنرفزة: يا أبية قولتلك أكتر من مرة متضربنيش على دماغي.
حازم: براحتشي يا لمضة.
شروق مسحت دموعها وقالت: بطلوا نكش في بعض ويلا عشان نفطر، عشان تنزلي جامعتك يا لولو.
لارين: حاضر يا شوشو، هدخل أصحي هيام.
شروق: تمام يا قلبي، وأنا وحازم هنحط الأكل على السفرة.
وفطروا في جو جميل تحت مشاكسات حازم لشروق، ولارين.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــ
كانوا قاعدين سوا بيتكلموا وبعدين لارين دخلت تلبس، ولما طلعت وقفت وقالت: يلا يا أبية حازم عشان توصلني الجامعة.
شروق لما شافتها شرقت وهيام عطتها ماية تشرب، وبعدين شروق بصتلها بغضب وقالت: أي اللي أنتي لبساه دا يا لارين؟
لارين بصت على هدومها وقالت: أي يا شوشو دا هوت شورت وبلوزة فيهم أي؟!
شروق قالت بغضب: ادخلي غيري القرف اللي أنتي لبساه دا يا لارين بسرعة، بدل ما أحلف ما تخرجي خالص.
لارين بغضب: ودا لي إن شاء الله، ما أنا لابسة أهو.
شروق قالت: دا بذمتك لبس تلبسيه، اتكسفي على نفسك، وبعدين دا لبس يتلبس في الشقة وبس مش خروج بطلي دلع وادخلي غيري.
وبصت لحازم اللي لقته باصص فى تليفونه عشان ميحرجهاش.
هيام: اسمعي كلام شروق يا لارين، وبطلي مكابرة.
لارين دبدبت في الأرض وقالت: طيب.
حازم: شروق بالراحة شوية عليها عشان متفتكرشي إنك بتتحكمي فيها، وتبعد عنك.
هيام: حازم عنده حق يا شروق، لارين نورهان كانت مدلعاها اووي، ولما سابتنا ومشيت احنا أخدنا مكانها واضطرينا نتعامل معاها بنفس الطريقة فتعودت على كدا، وبعدين هي ملهاش غيرنا واحنا كبار لازم نحتويها ونعلمها بالراحة، بلاش تهدديها كدا، ومتنسيش أنها في فترة مراهقتها وفي الفترة دي بتبقى عايزة تفرض شخصيتها اللي بتبنيها، ومبتحبش تاخد أوامر من حد.
شروق بتفهم: حاضر، أنا هدخل اكلمها.
شروق دخلت على لارين، لقتها قاعدة على السرير ولسه مغيرتشي وزعلانة، قربت منها وقعدت جنبها، بس لارين لفت وشها الناحية التانية.
شروق ابتسمت ولفت وشها ليها تاني وقالت: لارين يا حبيبتي بصيلي.
لارين بصتلها وكانت في عيونها دموع، فشروق قلبها وجعها وقالت: لارين يا حبيبتي مش عايزاكي تزعلي مني، والله مقصدت أزعلك، أنا خايفة عليكي، أنا بعترف إن أسلوبي كان غلط وإني أحرجتك وبعتذر منك، بس حقيقي خايفة عليكي، أنتي لسه صغيرة وراحة مكان جديد عليكي، وهتتعاملي مع ناس جديدة وكتيرة مش عايزاكي يكون شخصيتك ضعيفة وأي حد يضحك عليكي بكلمتين.
ــــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
وبعدين مسكت إيدها وباستها وقالت: حبيبتي أنتي بنت ولازم تحافظي على نفسك، ولبسك يكون بيعبر عنك وعن إحترامك لنفسك، مينفعشي تلبسي لبس زي دا مفتوح اووي كدا، وقصير دا وحش ليكي أنتي، وهتسمعي من وراه كلام يجرحك فهماني يا حبيبتي.
لارين ابتسمت وقالت: فهمتك يا حبيبتي، ومتزعليش مني وأنا مش هعمل كدا تاني.
شروق باستها من خدها وقالت: ايوا كدا هي دي لولو حبيبتي، البسي بقى فستان طويل واطلعي، ووعد مني مش هكلمك كدا تاني، أنا مقدرشي على زعلك، وبعدين دا أنتي الصغننة بتاعتنا وبندلعك بس متنسيش أننا بنخاف عليكي اووي.
لارين باستها وحضنتها وقالت: عارفة يا حبيبتي ووعد مش هزعلك تاني.
وطلعت وحازم أخدها عشان يوصلها الجامعة ويكملها الأوراق بتاعتها، اللي لأزمة للتقديم.
هيام: أنا همشي بقى يا شوشو عشان متأخرشي على شغلي.
شروق: تمام يا حبيبتي وأنا هخرج معاكي أقعد قدام البحر شوية قبل ميعاد شغلي.
هيام: تمام يلا يا حبيبتي.
هيام راحت شغلها وشروق قعدت قدام البحر بقرب الكافية اللي بتشتغل فيه، وكان قدمها ساعة على ميعاد الشفت بتاعها، فطبعت الإسكتش بتاعها وبدأت ترسم ديزين جديد، ووهي بترسم رجعت بذكرياتها لورا.
شروق: محمود أنت بتعمل أي؟
محمود: بتسلى شوية وبرسم ديزين للفساتين والبدل.
شروق بإعجاب: واو دول حلوين اووي، إزاي رسمتهم.
محمود: مش عارف بس أنا من صغري وأنا بحب الرسم وفجأة لقيت نفسي بعمل ديزينات من دي، ومعايا أسكتش غير دا كله عبارة عن ديزينات، نفسي لما أخرج من هنا أفتح شركة كبيرة اووي للفاشون؛ وأظهر الديزينات دي كلها.
شروق: طب أنا عايزة أول ديزين ليك يكون فستان خاص بيا أنا، ومتوريهوش لحد خالص وتخليني أنا أول واحدة ألبسه.
محمود ابتسم وقال: خلاص وعد أول ديزين هيكون ليكي أنتي وهسميه *”لشروق”*
شروق بفرحة: الله بقى، بحبك اووي يا محمود.
محمود بصدمة: أنتي قولتي أي دلوقتي؟!
شروق أخدت بالها وقالت: ها لا مقولتش، بقولك دا حلو اووي.
محمود مسك إيدها وقال: لا قولتي قوليها تاني بالله عليكي.
شروق سحبت إيدها وقالت: لا عيب، لما نكبر كمان شوية هبقى أقولهالك.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــــ
محمود زعل وكمل رسم وبعدين هي قربت عليه وقالت: محمود عايزة أطلب منك طلب.
محمود من غير ما يبصلها: أؤمري وأنا أنفذ يا شروقي.
شروق: متزعلشي بقى وبصلي عشان أعرف أطلب منك.
محمود ابتسم غصب عنه وبصلها وقال: أهو يالا قولي عايزة أي؟
شروق: عايزاك تعلمني أنا كمان أعمل زيك كدا، وابقى مصممة كبيرة ومشهورة.
محمود ضحك وقال: بس كدا من عيوني، تعالي جنبي هنا عشان أعلمك، وكل يوم نتقابل في مكانا هنا وأعلمك حاجة جديدة.
شروق بحماس: بجد! يعني أنا هقدر أعمل كدا؟!
محمود: طبعًا أنتي أصلًا شاطرة، وأنا واثق فيكي.
شروق: وأنا إن شاء الله هكون عند ثقتك.
فلاش باك
عادت شروق من ذكرياتها، رغم أنها حزينة على فراقهم، وزعلانة من محمود أنه اتخلى عنها وموفاش بوعده ليها، بس مش قادرة تبطل تحبه، حبه بيسري في عروقها زي الدم، الحب عمره ما كان بإختيارنا، الحب بيجي على غفلة مننا، وبيتبت في قلوبنا بدون ما يمل.
كملت الرسمة وكانت جميلة اووي بمعنى الكلمة، وكل مرة بتتطور أكتر، بس قطع عليها اللحظة رنت الموبايل بتاعها وكان حازم، فتحت عليه وقالت: ايوا يا حازم في حاجة حصلت معاكم؟
حازم: لا كل حاجة تمام، بس افتكرت إني نسيت أقولك حاجة مهمة اووي.
شروق اتوترت وقالت: حاجة أي؟ أنا سمعاك.
حازم حكالها على اللي شريف قالهوله امبارح بالليل، وشروق اتصدمت جدًا ومش عارفة لي القدر يجمعها بيها من تاني، ويا ترى القدر ليه كلام تاني.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
فضلت باصه قدامها بشرود وبتفكر، بس قالت لنفسها: خايفة لي؟ كدا كدا مش هتشوفيهم تاني، ما يقربولها ولا ميقربوش مش فارقة معايا، أكيد مش هتتقابل تاني.
لسه مخلصتشي كلامها ولقت الورق بتاعها طار فجريت وراهم عشان تلمهم، بس لقت إيد بتساعدها وبتلم الورق، اتصدمت لما لقته شريف، ابتسم ليها وهو بيمد إيده بالورق بعد ما بص فيهم وقال: واو، دا رسمك؟!
شروق بتوتر: ايوا، رسمي لي في حاجة حضرتك؟
شريف بفرحة: لا طبعًا، بس رسمك والديزينات بتاعتك تحفة تجنن، وقريبة اووي من نفس أسلوب الديزينات بتاعة أخويا، كأنكم أنتم الإتنين متعلمين على إيد نفس الأستاذ.
شروق اتوترت وقالت: بعد إذنك ممكن امشي، عشان عندي شغل.
شريف ابتسم وقال: أكيد، اتفضلي أنا كمان جاي معاكي الكافية أصله عجبني اووي، وارتحت فيه.
شروق أديقت ومشيت من غير ما ترد عليه، ودخلت وبدأت تستلم الشفت بتاعها، وتشوف الطلبات، فطبعًا شريف طلب قهوة، وهي راحت تعطهاله.
شروق: اتفضل القهوة بتاعة حضرتك.
شريف بإبتسامة: تسلم إيدك.
شروق لسه هتتحرك لقت في بنت داخلة عليها، وكانت البنت اللي هي زعقتلها امبارح عشان ميرا.
البنت بعصبية: أخيرًا لقيتك، دا أنا هرفدك من شغلك النهاردة.
شروق: في أي وبتتكلمي كدا لي؟ وبعدين هو الكافية كان بتاعك عشان ترفديني؟
البنت بغضب: لحقتي تنسي أنا مين؟ أنا اللي أنتي تطاولتي عليها امبارح عشان حتة البنت اللي متسواش اللي كانت معاكي امبارح.
شريف فهم أنها بتتكلم عن أخته، وكان لسه هيرد فلقى شروق بتتكلم وبتقول: أنتي تحترمي نفسك، ومتتكلميش عنها كدا، وبعدين أنتي اللي غلطانة وهي إنسانة محترمة، وبعدين وسعي كدا دا مكان شغل مش للعب العيال دا.
البنت بغضب: أنا بقى هوريكي هعمل أي.
ـــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
وفجأة البنت بدأت تزعق وتطلب المدير بصوت عالي، ووصل المدير فعلًا وقال: نعم حضرتك، في أي مشكلة؟
البنت بتكبر وهي بتشاور على شروق: ايوا في، الأشكال الزبالة اللي أنتم بتشغلوها عندكم دي قللت من احترامي، ومش بتجيبلي طلبي وبتبجح فيا، وأفتكر إن دا مكان محترم يعني إزاي مشغلين عندكم الأشكال دي؟
المدير: احنا أسفين يا فندم، مش هتتكرر تاني، وهي هتعتذرلك.
وبص لشروق وقال: اعتذري يلا بسرعة.
شريف اتعصب جدًا ولسه هيتكلم ويعلم البنت دي الأدب، لقى شروق بتخلع المريلة اللي كانت لبساها فوق هدومها، ورمتها على الأرض تحت ذهول الجميع، وقربت من البنت بغضب وقالت: الأشكال الزبالة دي تبقى أنتي واللي زيك بالظبط، واوعي تفتكري إني سكت عشان خايفة يعيني، لا يا حبيبتي أنا كنت عايزة أشوف أخرك أي، واحمدي ربنا إني متصرفتش معاكي بأسلوب ميعجبكيش عشان أنا محترمة مش شكلك أهلك مكنوش فاضيين يربوكي.
وبصت للمدير وقالت: وأنت فاكر نفسك مين عشان تطلب مني إني أعتذر للأشكال دي، لو على الشغل فأنا مش عايزاه، اعتبرني استقلت وأقولك كمان خلي مرتبي ليك صدقة عن صحتي مش عايزاه.
وبعدين بصت عليها وقالت: أنا ميتلويش دراعي، وعمري ما اعتذرت لمخلوق، أنا نفسي عزيزة مش زيكم بتجروا ورا فلوس.
وبعدين بصتله وقالت: ولا عاش ولا كان اللي يجبرني على حاجة، أو يزلني أبدًا.
ودخلت جابت شنطتها وحاجتها وخرجت ولسه هتمشي، سمعت صوت شريف بيقول: استني لو سمحتي.
وقفت واستغربت وقالت: نعم.
شريف: مش هتمشي من هنا إلا لما هي تعتذرلك.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
شروق استغربت ولسه هتتكلم لقت شريف اتجه للمدير والبنت وقال للمدير: البنت دي هي اللي غلطت فيها دا أولًا، ثانيًا أنت لو معتذرتش منها حالًا اعتبر الكافية بتاعك دا مقفول.
المدير بغضب: أنت بتقول أي؟ وأنت مين أصلًا عشان تقفلي الكافية بتاعي؟
شريف بثقة: أنا شريف المصري.
المدير بزهول: ابن أيمن بيه المصري؟!
شريف ابتسم وقال: بالظبط كدا، وبما أنك عارفنا كويس يبقى هتنفذ اللي طلبته منك.
المدير خاف فعلًا منه لأنه عارف أخوه محمود المصري، وعارف أنه اللي بيقرب من عيلته عقابه بيبقى شديد، فقرب من شروق وقال: أنا أسف يا شروق، أوعدك مش هتتكرر تاني، وتقدري ترجعي الشغل من تاني، وهضعفلك مرتبك.
شروق قالت: وطلبك مرفوض، أنا مبرجعشي لمكان خرجت منه أبدًا، أنا كرامتي فوق كل حاجة.
شريف بص للبنت وقال: ها هتعتذري ولا أعملك محضر.
البنت بخوف: أنا آسفة سامحيني، مش هتتكرر تاني.
شريف بص للمدير وقال: بالنسبة للأنسة شروق فمش هترجع الشغل تاني، لأنها ميلقشي بيها أنها تشتغل في مكان غير محترم.
ومشي وهي مشيت وراه وراحت قعدت قدام البحر وهي حزينة، رغم القوة اللي رسمتها قدامهم بس هي من جواها ضعيفة وحاسة إن الدنيا كلها متفقة أنها تهزمها.
شريف راح وقعد جنبها وعطاها منديل، فهي بصتله واستغربت وقالت: أي دا؟
شريف: مناديل.
شروق: وهو أنت شايفني بعيط عشان تديني مناديل؟
شريف ضحك وقال: لا، مش أنتي الشخصية اللي تعيط عشان موقف زي دا، بس دي جنتلة بقى وكدا.
شروق ضحكت غصب عنها وقالت: جنتلة! طب والله ضحكتني.
شريف: يعني كسبت، وأديكي ضحكتي.
شروق: طب أنتي عايز أي دلوقتي بردك؟
شريف: صراحة كدا عندي ليكي عرض حلو.
شروق بإستغراب: وعرض أي دا؟ وبعدين مش عشان حركة الجدعنة اللي عملتها جوا دي هتصاحبني وتكلمني بعشم كدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
شريف ضحك جامد وبعدين رفع حاجبة وقال: طب والله الحمدلله أنك عارفة أنها حركة جدعنة.
شروق اتعصبت وقالت: طب أنا ماشية.
شريف قام وراها بسرعة وقال: طب خلاص اهدي كدا واسمعيني وبعدين اعملي اللي أنتي عايزاه، مش هتخسري حاجة لما تسمعيني بالعكس هتكسبي.
شروق رفعت حاجبها بطريقة حلوة وبعدين قالت: تمام سمعاك.
شريف ابتسم وقال: بصي يا جميل.
شروق بعصبية: اتكلم عدل الأول.
شريف ابتسم وقال: تمام حاضر بصي أنتي دلوقتي عرفتي أنا مين وابن مين، وأنتي عارفة أننا عندنا أكبر شركات فاشون في العالم، وأخويا بيدير كل دا لوحده، بس بابا طلب منه إني أنزل معاه وأكون تبع الإدارة وليا حقوق بردك رغم إني مبحبش مجالهم.
شروق بضيق: اللهم طولك يا روح، أنا مالي بالموضوع دا؟ ممكن تدخل في الموضوع على طول يا أستاذ شريف.
شريف: حاضر هدخل في الموضوع، أنا لما شوفت رسوماتك دلوقتي بجد انبهرت أنتي مصممة هايلة، والديزينات بتاعتك أنا متأكد مليون في المية إنها هتعجب أخويا اووي، عشان كدا أي رأيك تكوني من ضمن فريق الديزينر بتاعنا في الشركة، وبمرتب هايل والله ولو حبيتي زيادة مفيش مشكلة، ها قولتي أي؟
شروق فضلت ساكتة ومش عارفة تعمل أي، هي فعلًا محتاجة فرصة زي دا، وشركات المصري معروفة ومش أي حد يشتغل فيها، غير أن دا حلمها من زمان أصلًا، بس في مشكلة واحدة هي أمها مروة وأختها، لأنها مرات عمه، فأكيد هيحصل أي تصادم بينها وبينهم.
شريف: ها قولتي أي يا أنسة شروق؟
شروق: موافقة بس بشرط.
شريف بإبتسامة: موافق.
شروق: مش تعرف الشرط الأول؟
شريف بإبتسامة: موافق عليه من قبل ما أعرفه، بس قولي سامعك.
شروق: هاجي معاك بس بشرط أنك متقولشي اسمي خالص، يعني مش عايزة حد يعرف إني اسمي شروق ولا يعرف حقيقتي.
شريف استغرب اووي وقال: طب لي؟
شروق: عندي أسبابي الخاصة مش هقدر أقولها ويا ريت تحترم دا من فضلك، ها موافق ولا لا؟
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــــــ
شريف فضل ساكت وهي افتكرت أنه مش موافق، فقامت عشان تمشي بس شريف قال بسرعة: استني راحة فين؟
شروق: همشي شكلك مش موافق.
شريف بضحك: ومين قالك؟ أي بتقرأي الأفكار كمان، طب والله أنا قولت أكيد مش إنسانة وإنك ملاك.
شروق: هتستظرف هزعلك.
شريف ضحك وقال: خلاص أنتي بتقفشي بسرعة كدا لي؟ أنا بس كنت ساكت بفكر في اسم أناديكي بيه.
شروق فرحت وقالت: بجد؟!
شريف ضحك وقال: ايوا، بصي اسم جميلة لايق عليكي اووي بما إنك جميلة فعلًا.
شروق ابتسمت وقالت: هتغاضي عن أخر كلامك جدعنة مني، بس حلو موافقة على الإسم، بس وعد متعرفشي حد هويتي الحقيقية؟
شريف ضحك وقال: اتفقنا، وأنا قد وعدي متقلقيش.
شروق: طب هنبدأ امتى؟
شريف: من بكرا إن شاء الله.
شروق بحماس: اتفقنا.
رجعت شروق البيت، وقعدت حكت لحازم وهيام ولارين، وحازم كان قلقتن عليها وقالها بلاش بس هي صممت، وقالت أنها محتاجة تبدأ حياة جديدة، وحلمها وصل لحد عندها مينفعشي هي ترفضة، وفعلًا حازم اضطر يوافق، وأكدت عليهم أنهم يقولولها يا جميلة قدام أي حد من عيلة شريف وياخدوا بالهم.
أشرقت شمس يوم جديد، ومعاه بدأت الاحلام تحلق وتسير نحو صاحبها، وأخيرًا هتقدر تعمل اللي كان نفسها فيه.
قامت شروق وهي في قمة نشاطها، ولبست وخرجت من غير ما تفطر لأنها متحمسة اووي.
وقفت تاكسي ووصلت قدام الشركة، ونزلت وهي فرحانة اووي، ومنبهرة بالشركة وتصميمها، وكانت لابسة فستان سماوي وفرده شعرها وعلى دراعها شنطة من نفس اللون، وكانت لابسة هيلز لونه أبيض، وكانت فعلًا جميلة اووي.
نزلت ودخلت وركبت الأسانسير بس قبل ما تقفله محمود ركب هو كمان بس من غير ما يبصلها وكان في إيده ملفات، وهي كانت واقفة وراه، فلقته بيمد إيده ليها بالملفات من غير ما يبصلها وبيقول: اتفضلي الملفات دي وراجعيها وهتيها على مكتبي بس بسرعة.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــــ
شروق اتفاجأت ومش عارفة تعمل أي، بس أخدتهم منه، وافتكرت أن شريف كلمه ودا شغلها وكدا.
وطبعًا محمود عمل كدا لأن الأسانسير اللي ركبته خاص بمحمود بس، والسكرتيرة بتاعته مسموح ليها تستخدمه معاه فهو افتكرها السكرتيرة بتاعته عشان كدا.
ووصلوا وهو طلع وراح على مكتبة بس لقى السكرتيرة بتاعته بتقابله وبتقول بدلع: حمدالله على سلامتك يا محمود بية.
محمود اتفاجأ وقال: أنتي مش كنتي معايا في الأسانسير من شوية جيتي هنا إزاي؟
السكرتيرة: محصلشي يا محمود بيه.
محمود بص وراه وشاف شروق وانبهر بجمالها وحس أنه مش قادر ياخد أنفاسه، وقلبه بدأ يدق بقوة، وهي اتوترت وحطت إيدها على شعرها وحطته ورا ودنها، وفي اللحظة دي محمود افتكر شروق لأنها دايمًا كانت بتعمل الحركة دي لما تتوتر، فمحمود قرب منها بلهفة وقال: أنتي!!!!
وبعدين قرب اووي وقال: لي ماسكة الملفات دي؟
شريف من وراه: دي جميلة يا محمود، هتشتغل معانا من النهاردة.
قبل ما محمود يرد، تليفون شروق رن برقم هيام، فضطرت ترد، ووصلها صوت هيام وهي بتبكي، فشروق قالت بخضة: أي؟ طب أنتي فين دلوقتي؟
قفلت وشريف بصلها بإستغراب وقال: مالك؟ في أي؟
شروق بخوف ودموع: لازم امشي من هنا فورًا، بعد إذنك يا أستاذ شريف.
شريف: في أي طمنيني؟
شروق: هبقى أعرف حضرتك لما أرجع.
ونزلت بسرعة، كل دا تحت أنظار محمود اللي مستغرب وبص بقوة لشريف، فشريف قال: متبصليش كدا، هفهمك كل حاجة يا باشا والله.
نزلت شروق وركبت تاكسي ووصلت على قسم الشرطة اللي هيام قالتلها عليه، ودخلت ولقتها قاعدة بتعيط، فقربت عليها وحضنتها وقالت: مالك يا حبيبتي، أي اللي حصل؟
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
جالها صوت من وراها وقال: تقدري تتفضلي هنا الأول.
بصت شروق لقت ظابط أسمر بس وسيم، وعضلاته بارزة، فقربت وقالت: ممكن افهم حضرتك لي أختي هيام هنا؟
الظابط: أكيد هتعرفي، بس ممكن البطاقة بتاعتك عشان تضمنيها، لأنها معهاش بطاقة.
شروق وهي بتطلع بطاقتها وقالت: أكيد اتفضل.
الظابط أخدها وبص فيها واتصدم وبعدين بص لشروق تاني وقال: أي دا أنتي اسمك شروق سامح عاشور؟
شروق بإستغراب: ايوا يا فندم هو في حاجة غلط؟!
الظابط بزهول: أخيرًا لقيتك يا شروق، أنا دورت عليكي كتير اووي.
شروق بزهول وعدم فهم: أفندم، هو حضرتك تعرفني؟
الظابط: ايوا يا شروق أنا غسان ابن عمك.
شروق بصدمة: أي؟؟؟؟؟؟!!!!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قدر لنا لقاء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى