رواية قدري المر الفصل السادس 6 بقلم سارة فتحي
رواية قدري المر الجزء السادس
رواية قدري المر البارت السادس
رواية قدري المر الحلقة السادسة
دائمًا لا تسمع لما تتفوه به الناس ولا تحكم على احد قبل
المواجهة والإستماع إليه، ارتق بأخلاقك وترفع
عن القيل والقال، لا تتسرع بالأحكام، حتى لا تبقى
ندبة بحياة احدهم كن ذكرى جميلة
ولج للغرفة وجدها مظلمة وهى تنام بهدوء ولا تشعر
بأى شئ حولها أقترب ينظر لوجهها مع الضوء الخافت كيف تكون بكل هذه البراءة من الخارج وبداخلها جحيم، أوقعت أخيه، والآن تتدعى البراءة، كور يده محاولًا
كبح غضبه، هو بحياته لم يؤذِ أحد لم يسعى لإرتكاب
أى فاحشة، وضع يده على صدره متألمًا، بخطوات مثقلة
مضى نحو الاريكة ليجلس عليها وعيناه مثبتة عليها
ضجيج العالم فى رأسه، ألم حارق يكويه ليته لم يتزوجها
ليته يستطيع أن يفعل شئ لنزع هذا الشعور من داخله
نفض افكاره التى تذبحه، لا يريد التفكير بها، سوف
يطلقها وأنتهى الأمر
***
فى الصباح
أعدت الفطور للجميع وصنعت له فنجان ووضعته بجانبه
أزاحه بقوة ليقع أرضًا ويتهشم لشظايا، قائلًا
-مش عايز زفت متتصرفيش من دماغك
ارتسمت الصدمة والذهول على ملامحها ثم سألته بتردد:
-ليه كدا؟!
-انتِ هنا مش ست البيت عشان تتصرفى من دماغك
أغمضت عيناها بألم والدموع تغزو مقلتيها حاولت
كبت دموعها ونبرة صوتها الباكى هامسة:
-أنا تعبت، تعبت بجد من المعاملة دي ، أنا كنت بعدت
وريحتك ممكن افهم دا أخرته إيه وبتعاملنى كدا ليه؟!
صرخت بها حماتها قائلة:
-ما خلاص خلصنا بقى، جوزك ومتضايق هتفتحى
له تحقيق
رفعت عيناها تتأمله والألم يعتصر قلبها مردفه بصوت
معذب ومطعون:
-هو جوزى بس أنه يهينى ويوجعنى بالشكل دا وانتِ
تقولى عادى أنا طلبت من إبنك الطلاق عشان ترتاحى
انت وهو منى ياريت تقنعيه ونخلص
ولجت إلى غرفتها وظل الحال كما هو تنام طيلة الليل
والنهار تنعزل عن الجميع فى صمت
بعد يومين
ولج للغرفة لكنها لم تشعر به فوجئت بوجوده
نظرت له للحظات بعد أن أدركت ان عينيه فى
عينيها، بنظرات تحكى الكثير، لكن نظراته كانت غامضة
شعرت أنها تغوص فى بئر عميق متسع كان يقف أمامها بكل جبروت، أغمضت عينيها بوجع ماذا كانت تنتظر
أن يعود معتذر، نادمًا نهضت تقف أمامه هاتفة:
-طلقنى
-بعينك، كبرت فى دماغى مافيش طلاق وهاتفضلي طول
عمرك جوا البيت دا ومافيش خروج منه
نظرت له بعيون تملأها الدموع وقالت بصوت مبحوح
-طب ليه؟! أنا أذيتك فى حاجة؟!
خفق قلبه بشدة قبضة فولاذية تعتصره
لما الحياة ليست عادلة كيف سيحيا الآن مع هذا الوجع
كانت حياته هادئة، صوته المنكسر وملامحها الشاحبة
تعذبه، لم يجيبها وخرج مندفعًا لغرفة والدته و ما
أن ولج تسمر فى مكانه والدته مغشيًا عليها جثى
على ركبيته يصرخ بفزع:
-أمى امى يا أمى ردى عليا متسبنيش يا امى امى
هرولت من غرفتها على صوت صراخه واقتربت
من والدته تتحسس نبضها هاتفة:
-جهاز الضغط والسكر بسرعة
واتصل بالدكتور اتحرك
نهض مروان وهو ينظر للمشهد الذى امامه هاتفًا برعب
-لا يا أمى متسبنيش
حاولت أن تصفى عقلها من نوبة ذعرها أما هو حاول
السيطرة على نفسه متوجهًا للدرج يجلب الأجهزة
شرعت هى تقيس السكر ثم نظرت إليه هاتفة بغضب
من استسلامه:
-بقولك اتصل بالدكتور انت قاعد كدا ليه
اسرع يتصل بالطبيب ثم أقترب من والدته يحيطها
بيده ونهض بها يضعها على الفراش اسرعت هى
تعطى لحماتها جرعة السكر اللازمة، بعد مرور
نصف ساعة قد وصل الطبيب الذى بدأ فحصها
اعتدل واقفًا:
-الضغط واطى وهنركب محلول
بعد محاولة عديدة من الطبيب بغرس حقنة المغذى في يدها لكنه فشل فتتدخلت روان هاتفة:
-أنا ممكن أساعدك أنا اعرف
-تعرفى بجد؟! أنتِ دكتورة
-لأ ممرضة ممكن؟!
ابتسم الطبيب الشاب هاتفًا:
-ممكن؟!
دا أكيد طبعًا اتفضلِ
اقتربت تربط ذراعها من الأعلى بالرباط المطاطى ثم تحسست بإناملها عروقها تمتمت وهى تسمى الله
واخترقت الأبرة الوريد وظهرت قطرات الدم دليل
على إتمام المهمة بنجاح وضعت (الكالونة) ثم
أستقامت فنظر لها الطبيب الشاب هاتفًا:
-برافو عليكِ، أنا فعلًا محتاج واحدة بشطارتك معايا
فى العيادة
ابتسمت بإستيحاء فقطع مروان حديثهما ناظرًا لروان
وأمرها بصوت غاضب شرس:
– خلصتى تركيب إرجعى لورا
نظرت له بيأس عندما رأته يقف كالوحش الكاسر يقف بتحفز وغضب، تحركت تقف بجانبه وهى تبادله النظرات
أقترب الطبيب من والدته يقيس الضغط ثانية فابتسم
-الحمدلله الضغط ابتدا يتظبط، المفروض إنها تنزل
المستشفى عشان تبقى تحت الملاحظة بس طالما
بنت حضرتك معاكِ كدا تمام هى هتعرف تظبط الدنيا
انهى كلماته وهو يستدير لها متسائلًا:
-هتعرفى ولا ننقلها المستشفى
هزت رأسها وهى تمتم بخفوت:
-آه هاعرف لحد ما يتظبط الضغط والسكر وبس
هو يا دكتور انت مش هتيجى تانى عشان تشوف
العلاج وتكتب علاج تمشى عليه باستمرار اصل السكر والضغط
على طول طالعين نازلين بيتظبطوا يوم ويطلعوا يوم
اجابها الطبيب بعملية وابتسامة تزين ثغره:
-لا متقلقيش طبعًا هااجى
حدجها بنظرات نارية، صك أسنانه بغضب هاتفًا:
-لأ أنا هبعت اجيب ممرضة تعبناك اتفضل يا دكتور .
شعر الطبيب بحرج فنهض واقفًا يقول:
-المحلول يخلص وهتكون أحسن استأذن أنا
لم يعقب على كلامه وصار خلفه حتى خرج من باب البيت
ثم انطلق للأعلى يطوى درجات السلم، فتح باب الغرفة
يجرها خلفه كالشاه ثوانٍ كان يدخل غرفته دفعها بحدة
حتى كادت أن تسقط فصرخ بها بشراسة وهياج:
-أيه الهانم مش قادرة تكون محترمة ونضيفة شوية
أى راجل لازم ترسمى عليه
تمتمت بذعر وهى تراقب هياجه:
-أيه الكلام دا؟!
أنت مش طبيعى والله مجنون؟!
أقترب منها وهو يسب ويلعن هاتفًا بغضب نابع من نيران
تحرق صدره ولا يعلم ماهيتها
-احفظى لسانك وأحترمي البيت اللى انت فيه
مخزون صبرها قد نفذ خصوصًا بعد ملاحظته الأخير، كم تتمنى لو بيدها الآن خنجر مسمومًا تطعنه فى قلبه
ذلك الفظ، الذى أفسد حياتها، ليس فقط لتقدمه لزواجها
بل لخوضه الدائم فى عرضها، هو ليس كباقى البشر
بل هو مريضًا نفسيًا، أغمضت عيناها وكل ما يدور
بداخلها أفكار إجراميه للثأر لنفسها أجابته بشراسة:
-أنا محترمة غصب عن أى حد واللي مش عاجبه أخلاقى
ممكن يبعد ويطلق لكن تملى الواحد بيشوف كل الناس
زى نفس أخلاقه، ودي مش مشكلتى إنك كدا
توحشت عيناه يعلم أنه لو بقى ثانية واحدة سيكون
مصيرها الفتك رمقها باشمئزاز وانطلق للخارج يغلق
الباب خلفه.
****
فى المساء
لم تكف عيناها عن ذرف الدموع على ما حدث لها،
لحظات قاسية مرت عليها، لا تستطع ان تنسى نظرات
الشك والإستنكار بعيناه، لم تشأ أن تبقى معه تحت
سقف واحد ثانية اخرى، يأست ولا يوجد أمل
سترحل وتلملم كرامتها المهدورة وكبريائها المبعثر
تحت مسمى الزواج
يقف أمام الشرفة فى غرفة والدته عاجزًا عن النطق
تأوه بخفوت، غصة بقلبه يشعر بالإنهاك الشديد ليس
جسدياً بل نفسيًا، هى كحمى الموت، ذهب لعلاجها
فاصابته، أغمض عيناه بوجع وأقترب من والدته
النائمة ليطمئن عليها، ثم توجه نحو غرفته بخطوات
مترددا و ما أن ولج لم يجدها دار بعيناه فى الغرفة
يبحث عنها فى الغرفة ولم يجدها اسرع نحو الخزانة
يفتحها لم يجد حقيبتها، جذب خصلات شعره بغضب
وأسرع للأسفل
****
-وبعدها معاكِ يا روان كل يوم زعلانة وسايية بيتك يا بنتى متعرفيش أن الراجل مش بيحب الست الشكاية
تلك الكلمات اردفت بها والدة روان فعقبت هى ساخرة
-انتِ متعرفيش حاجة عن الجواز غير كدا
-ياختتاى دا أنا ياما أستحملت من ابوكِ وبعدين خليكِ
عاقلة وشغلى دماغك تكسبى جوزك.. هقوم أنا احضر العشا
والصبح نروح أنا وانتِ وبالمرة ازور حماتك
بمجرد أن خرجت والدتها اطلقت العنان لمشاعرها
وسمحت لنفسها فى الإنهيار ترتجف بشدة إثر
الألم الذى يجتاحها، تشعر بالذل والمهانة في كل شئ
فى آن واحد
*****
بعد المرة التى لا يعرف عددها ردت على اتصاله فكان
رده حازم
-أنا برا البيت وأطلعى حالا
-مش هاطلع يعنى مش هاطلع
-بلاش تخليني أتصرف وأعمل حاجة تضايقك انتِ وأهلك
أتفضلى بدل ما البلد كلها تتفرج على الفضايح
ألقت بالهاتف على فراشها وقالت بصوت متحشرج:
-اتفلق مش هاطلع
ولجت والدتها لتجدها بحالتها المُزرية تلك ضربت صدرها
-انتِ لسه زى ما انتِ
-ايوه وجه برا ومش هاطلع ليه؟!
-يا مصيبتى اقصرى الشر وروحى مع جوزك
لو ابوكِ عرف اصلا هيسحبك ويطلعك ليه والبيوت
ياما فيها أطلعى روحى طالما جه يبقى شارى وانا
هاروح بكرة ليه اشد عليه شوية
ليس أمامها سوى حنث وعودها لنفسها
بعد دقائق وكانت تسير نحو سيارته بإنهزام ودموع متحجرة، فتحت باب السيارة وجلست بجواره فى الصمت
رمقها بطرف عينيه وصدره يعلو ويهبط بانفعال، حرك
السيارة بسرعة جنونية وانطلق فى ظلام الليل لو كان بإمكانه الطيران لم يتاخر
*****
دلفت للبيت تشعر بروحها غريبة، صعدت للأعلى ولم
تنتظره ولج خلفها وأغلق الباب ثم أقترب يسألها:
-زعلتى لما قولتلك أنك تحترمى البيت اللى انتِ فيه
هو فى واحدة محترمة تخرج من البيت من غير إذن
جوزها
استدارت له تجيبه بسخرية:
-جوزى أنت مصدق نفسك اللى بينا دا جوز على الورق
بس مش اكتر وإشمعنا دي عايزنى أعتبرك جوزى
-كل اللى تاعبك كدا أن الجواز على ورق خلاص نتمم الجواز
قبل أن تستوعب ما نطقه فمه كان يحذبها من ذراعها بقسوة لتلصق بصدره يقبلها بقسوة وعنف على ثغرها
ثم انتقل لجيدها ويده تفك ازارها بقسوة ثم اخذ
يتحسس مفاتنها كانت تتلوى بين يده وهى عاجزة
عن التنفس، تخاطب أذنه الصماء:
-سيبنى كفاية، أنا اسفة، مش قصدى
تلبسه شيطانه واعمى عيناه، لكنه فاق فى الوقت المناسب
*****
**★**
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قدري المر)