رواية قتلني قلبي الفصل السابع عشر 17 بقلم خلود بكري
رواية قتلني قلبي البارت السابع عشر
رواية قتلني قلبي الجزء السابع عشر
رواية قتلني قلبي الحلقة السابعة عشر
” إن كنت تريد الحياة عليك بالسعى، وإن كنت تريد الجنة عليك بالعمل لها ، وإن كنت تريد محبة الله والخَلق كُن حسن الخُلق ، وإن كنت تسعى لكسب شهرة وأموال طائلة فلا تلومنّا إلا نفسُك……”
غياهب السجون مؤلمة ، مؤلمة كالحد الذي يجعلك تتنفس ببطء وكأنك تلفظُ أخر أنفاسك لن ينفعك ندمًا ولا بكاء، كل ما ينفعك هو الرجوع عن طريق الخطء والتوبة لله، والعزم على عدم الرجوع ….
إنه يوم السبت حيث تفتح السجون أبوابها لكل زائر يأتي ليرى مُدانه، وإذا بهِ يجلس في مكانٍ منعزل في كل زيارة يتمنى لو يتذكره أحد فالجميع نسواه كما ظن ولا أحد يريد رؤيته بعد فعلته هذه، فرت دمعة هاربه من مقلتيه ليظهر الألم جليًا على محياه ، رفع بصره للسماء وقلبه يخفق وجعًا ثم بهمسٍ حدث الله :
ـ أنا عارف إني كنت غلط ومشيت في طُرق كلها أغضبتك عليه ، بس أنا عندي يقين في رحمتك يا ربّ سامحني وحنن قلب أولادي عليه ..
انفطر ببكاءٍ يُقطع نياط قلب من كانت تقف خلفه فجثى بركبتيه يلتقط أنفاسه بصعوبه وهو يسجد لله أمام أعينها المراقبه لما يفعله بتعجبٍ وذهول فاقتربت تدنوا منه ترفعه على مقعده قائلة تحت نظرات ذهوله :
ـ عرفت غلطك متأخر يا أحمد
كانت الصدمة أخذت طريقها إليه فأخِر ما توقعه زيارتها هي بالأخص فقال:
ـ فيروز ؟ مكنتش أتوقع إنك تزوريني !
رفعت بصرها تنظر لها بألم قائلة:
ـ أنا جايه بس عشان أقولك إن رغد وملك ومروان كتبوا الكتاب، مبسوط دلوقتي وعيالك في أشد الحاجة لوجودك جنبهم في وقت زي ده وأنت مش موجود …
بكى ، بكى بشدة كأنه طفلٌ صغير يود لو تحتضنه أمه وتهون عليه ألمه وعذابه، فتحدث بصوتٍ مبحوح من كثرة البكاء :
ـ سامحيني وقولي لهم يسمحواني
فرت دمعه هاربه من ملقتيها ورق قلبها له فجلست بجواره وهي تقول :
ـ أنا مسامحاك بس أنت سامح نفسك و إرجع لينا بالسلامة.
شعاعٌ من الأمل نبض بداخل قلبه فجذب كفها وهو يقول:
ـ هرجع شخص جديد صدقيني يا فيروز هرجع وهعوضكم عن كل التعب ده، بس تعالوا زوروني متسبونيش وحيد كده ، حاسس إني هموت لوحدي …
وضعت كفها على فمه ثم تحدثت ببكاء:
ـ ربنا يبارك في عمرك خلى عندك أمل في رحمة ربنا وعوض اللي فات من تقصيرك في حق الله ده امتحان ليك يا أحمد لو نجحت فيه ربنا هيكرمك وتخرج شخص جديد بصفحة بيضه..
ابتسم لها بمحبه ثم أردف قائلًا :
ـ زيارتك ليه النهارده وكلامك ده ريح قلبي يا أم مروان ربنا يقدرني وأعوضك عن تعبى ليكي طول السنين دي
وقفت تودعه بأعين باكيه وشوق يملأ قلبها فانتصب بوقفته وجذبه لأحضانه قائلًا :
ـ سامحيني انتى عارفه اني بحبك يا فيروز بس الشيطان كان أشطر منى وانا صدقته ومشيت وراه
أغمضت عيناها تنعم ببعض الراحة في حضنه فهو حبيب قلبها منذُ الصغر وزوجها وكل ما تملكه ، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ،فربتت على ظهره بحنان ثم أردفت بنبرةٍ متألمة:
ـ مسمحاك والله وقلبي راضي عنك ربنا يهون عليا سنين بعدك يا أحمد وترجع لينا بالسلامة
قبل رأسها بمحبه ومسح دموعه وشعر بعد مدة قضاها في الألم والتعب بالراحة والأمل لعودة حياته من جديد فودعها قائلًا بشوق لرؤية أولاده:
ـ سلميلي على مروان ، ورغد ، وملك ، كتير وقولى لهم إنى والله بحبهم وحشونى أوى وانى نفسى أشوفهم يوم الفرح لو يسمحولي ميحرمونيش من اليوم اللي كل أب بيستناه ..
انفطرت باكيه أثر حديثه المؤلم فأومأت رأسها بالموافقه وذهبت مسرعه من أمامه تبكي بحرقه عليهِ وعلى ما أوصلهم به….
*******************************
صوت المياه وهو يروي الزرع يشبه أزيز المطر ، لون الخضرة تعطي سحرًا للقلوب قبل العيون فتجعل الراحة والسكون في قلب كل من ينعم بها ..
جلس على جسر الحوض المخصص لماء الري بيديه عودًا من القصب يقشره بهدوء وهو ينظر للمياه تتسرب بقوة لتروي الحقل من أمامه فدندنٰ بصوتٍ عذب:
مال الهوى و مالي وحدي مع الليالي
اللي سكن قبالي سيدي – رمشه تعبلي حالي
مشغول به و خيالي سيدي – اللي سكن قبالي
مال الهوا ومالي وحدي مع الليالي
قلبي كان سالم و البال كان خالي
قسمك انتي حالي و القلب كم شكالي
مال الهوى ومالي وحدي مع الليالي
حاير اذا بدا لي اللي سكن قبالي
مشتاق للوصالي ارحمني يا غزالي
مال الهوا و مالي وحدي مع الليالي
اقتربت بحياء منه وهي تفرق كفها بتوتر :
ـ السلام عليكم
بلع ريقه بصعوبه من وجودها ومن المحتم سمعت صوت غناه فقال بثبات صنعه بصعوبة:
ـ وعليكم السلام ازيك يا نعمة
خفضت بصرها قائلة:
ـ بخير يا أستاذ ياسين
ضحك بمكرٍ ثم قال :
ما بلاش أستاذ دي ممكن تقولي ياسين بس
ابتسمت بهدوء وقالت :
ـ ياسين
ضربات قلبه كادت أن تفارق الجسد حينها وود لو قالتها ثانيًا فتماسك قليلًا :
ـ خير يا نعمة والدتك بخير
قالت بهدوء:
ـ بخير الحمد الله أنا كنت بس بستسمحك لو أروي بعدك شوية الزرع ده عشان هبيعه في السوق آخر الأسبوع ومحتاج يتروي ؟
تحدث مسرعٍ بإيجاب :
ـ أكيد طبعًا هخلص وأقطع عندك وخليكي انتي بس فين أرضك ؟
أشارت لها مكانه فابتسم قائلًا :
ـ كويس مش بعيده دي جنبي على طول روحي انتي وانا هرويلك الزرع…
رفضت مسرعة:
ـ كتر خيرك مش عايزه اتعبك انا بعرف أروي
صمم أن يساعدها فقالت بهدوء:
ـ خلاص اللي تشوفه بس مكنتش حابه أتعبك معايا
رفع بصره ينظر لها بهيام :
ـ تعبك راحه يا نعمة
اشتداد خجلها فقالت بتوتر ملحوظ:
ـ طب بعد إذنك هروح أبص على أمى لتكون عاوزه حاجه وهعملك شاي وأنا جايه …
تابع طيفها بعدما غادرت فحدث نفسه قائلًا :
ـ بقى القمر ده بيروي ويزرع سبحان الله
ثم تابع حديثه مبتسمًا:
ـ يا ربّ تكوني من نصيبي
★★★★★★★★★★★★★
انت اتهبلت يا مالك؟ إيه اللي عملته ده
قالت ملك بغضب ودموع تهدد بالسقوط
اقترب يقف قبالتها قائلًا :
ـ انتى مراتى وبعدين لاهو عيب ولا حرام !
مطت شفتيها بسخطٍ ثم أردفت بقوة:
ـ مش معني إن كتبنا الكتاب هتفكرها سايبه لا انسى اللي في دماغك ده ، وخلى الشهر ده يعدى بخير
ضيق عينيه باستغرب فقال متسائلًا بثبات ما قبل العاصفة:
ـ انتى بتكلميني كده ازاي وبترفعي صوتك عليه
ثم تابع بضيق:
ـ مش معنى إني بهزر وبعدي كتير يبقى ده أسلوبك يا ملك
أنا في الأول والآخر زوجك..
شعرت ببعض الندم فجأت تتحدث فأشار لها أن تصمت ثم تابع قبل أن يغادر :
ـ أنا معملتش حاجه غلط يا ملك انتى حلالي، وفي الأول والأخر انتى بنت عمي ومن لحمي ، فأكيد مش هرضى ليكي أي أذى ، لأنك قبل ما تكوني مراتي كنتي اختي وحته منى ، وأنا متعدتش حدودي معاكي مش كل واحد حضن مراته بعد كتب الكتاب يبقى أهبل ولا غلطان ، وإن كان زعلك التصرف فأنا أسف ومش هيتكرر وبراحتك خالص…
تركها تقف مذهوله من غضبه وذهب صافعًا الباب منه خلفه وهي في حيره تذهب إليه وتراضيه أم تستكمل عنادها وتخرب علاقتهم قبل بدئها …
******************””********”””****
شارفت الشمس على المغيب وأنهت روان محاضرتها جميعًا فهي طالبة بالفرقة الرابعة آداب عين شمس ، استلقت سيارتها وذهبت في طريقها للعودة إلى البيت، شعرت ببعض الضيق فقررت أن تصف سيارتها وتنزل تتمشي على. كورنيش النيل علها تنعم ببعض الراحة والهدوء ، صارت ببطء تفكر في حالها وفي حال أمير هل تعطى له فرصة ثانية أم تفعل ما تنويه وتذهب بعيدًا عنه …
جلست على بعض الاستراحات تنظر للمياه بهدوء فقاطعها رنين هاتفها الجديد فجذبته قائلة:
ـ أيوة أنا روان ، مين بيتكلم؟
على الجانب الآخر تحدث ذلك الشاب قائلًا :
ـ لو ناويه تعرفي أمير اللي انتى عرفتيه بخصوص يونس هنقتلك انتى وهو ….
صمتت بصدمة ثم أردفت متسائلة:
ـ أنت مين ؟
أنا اللى نهايتكم هتكون على أيده….
نظرت للهاتف بصدمة ثم تحدثت :
ـ أمير مش هيعرف حاجه بس متأذيش يونس وأنا مستعدة أعمل كل اللي تطلبه …
ضحك بمكر ثم تحدث بثبات:
ـ هي حاجه صغير لو عملتيها هنسيبه في حاله
أردفت مسرعة:
ـ إيه هي؟
ابتسم بغلٍ ثم قال :
ـ في ملف مهم جدًا ليونس تقريبًا في كل أملاكه الملف ده يلزمني ..
شحب وجهها بخوفٍ:
ـ مستحيل ادخل شركة يونس بصفتي إيه !
ضيق عينيه بغضب ثم هتف بها:
ـ قدامك شهر والملف يكون عندي، والحل الوحيد انك تتجوزي أمير بأقرب وقت عشان تبقى المهمة سهلة..
دق قلبها رعبًا وحيرة ثم جاءت تتحدث وجدته قفل المكالمه فحدثت نفسها قائلة:
ـ يا ربي هتصرف إزاي دلوقتي ؟ لازم أعرف يامن .
★★★★★★★★★★★
سمعت حديثه كله من شباك غرفتها فانتفضت مسرعة تقول :
ـ معقول يكون هو اللي روان قالتلي عليه
جذبت الهاتف وأجرت اتصالا عليها فوجدت صوتها متوتر فسألتها مهتمةٌ:
ـ روان انتى كويسه ؟
انفجرت باكية ثم تحدثت بصعوبة:
ـ ادعيلي يا سمية أنا في مصيبة
شكت سمية بالأمر فقالت مسرعة:
ـ روان في حد كلمك دلوقتي ؟
أوقفت السيارة وقالت متعجبة:
ـ وانتى عرفتى ازاى!
بلعت غصة حلقها وقالت بنبرة متوترة :
ـ روان انا عارفه مين كان بيكلمك
تحدثت بذهول قائلة:
ـ مين ؟
أجابتها بخوف وتردد :
ـ دكتور محمود
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قتلني قلبي)