روايات

رواية قاب قوسين الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد

رواية قاب قوسين الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد

رواية قاب قوسين الجزء الثاني

رواية قاب قوسين البارت الثاني

قاب قوسين
قاب قوسين

رواية قاب قوسين الحلقة الثانية

– اصله متجوز, وخايف مراته متقبلش بالوضع, تفتكري مراته ممكن تقبل يتجوز قريبته عشان يسترها؟
تجمدت ملامحها وطالعته لصمت بثواني ثم قالت:
– مفيش ست تقبل ان جوزها يتجوز عليها يا شاكر, حتى لو كان بهدف انه يستر قريبته دي, مفيش واحده تقبل بده.
تلعثم في حديثه:
– ايوه بس دي عرضه, يعني قريبته زي ما بقولك وعرضها من عرضه, وكمان هتحصل مشاكل كتير اوي, وهو مجرد جواز على ورق عشان سمعتها.
– ومراته ليه تتحمل كده؟
– ده يكون ثواب ليها, انها ساعدت جوزها يستر بنت, وهي لو واثقة فيه هتعرف ان عمره ما هيخون ثقتها ويميل للتانية مثلا.
ابتسمت بهدوء تعقب:
– بقولك ايه, هو حر يعمل اللي يعمله, لكن لو أنتَ مكانه أنا كنت قتلتك.
حاول الابتسام ونجح في اصطناعه وهو يقول:
– من ورا قلبك.
نفت برأسها تقول بجدية:
– لا يا شاكر, مش من ورا قلبي, فعلا لو مكانه عمري ما هقبل تتجوز عليا لو ساعة واحدة.
نظر لها بصدمة من موقفها, كان موقن انها لن تقبل, ولكن لهذا الحد؟ وحديثه لم يفرق معها ولم يلين دماغها ولو قليلاً!
– قومي اعمليلي فنجان قهوة دماغي مصدعة.
تهرب من الموضوع, ورأى أن الأفضل اغلاق الحديث معها كي لا تشك بهِ, فهي لا تعلم عن أمر ابنة عمه شيء فقد حرصوا ألا يعرف أحد غير والدتها ووالده وهو.
*************
– عادل ازيك؟ أنتَ جاي لرؤى؟
وقف أمامها ينظر لها من أسفل لأعلى كأنه يراها لأول مرة قبل أن يقول بهدوء:
– كويس, آه جاي لرؤى.
اومأت برأسها وهي تنظر له ولم تتنحى جانبًا ليصعد, ليسألها بحرج من وقفتهما:
– أنتِ كويسة؟
هزت رأسها مرة أخرى دون رد, فقط تنظر له! فخرج سؤاله بحدة رغمًا عنه:
– هو فيه حاجه يا رغد؟ أصلك واقفة وانا عاوز اطلع.
نفت ” رغد” برأسها وتحركت فورًا بارتباك, ليصعد على الفور بعدها ونظرت هي لظهره بتنهيدة قوية قبل أن تكمل طريقها لأسفل.
**********
– ها يا شاكر قولت ايه؟ فكرت؟
اومأ برأسه وهو يتنهد بقوة, ليبتهج والده ويسأله ثانيًة:
– موافق؟ شكلك بيقول كده صح؟
نظر له ساخرًا:
– قصدك شكلي مهموم ومش طايق نفسي يبقى وافقت؟ آه وافقت, بس مراتي لو عرفت…
قاطعه سريعًا:
– مش هتوافق, متقلقش, المهم هكلم خوالها واعرفهم انك عاوز تتجوزها, بس هي وامها حابين يرجعوا يقعدوا في البلد زي ما جدها أبو أمها كان عاوز, وانكوا بكده هتتجوزوا هناك, عشان بس ميشكوش.
– برافو يا حاج, مرتب كل حاجة.
اردف بها باختناق قبل أن ينهض ثم قال:
– ياريت تعرفها انه جواز على الورق.
وانسحب من الغرفة ليقف على بابها حين أقدمت هي على الدخول, لتحييه بارتباك:
– ازيك يا شاكر؟
باقتضاب وملامح واجمة أجاب:
– كويس.
وتخطاها ذاهبًا…
– تعالي يا رغد.
تحركت بناء على صوت عمها, حتى جلست أمامه برأس منحنية, ليحدثها بغلظة واضحة:
– اسمعي, جوازك من شاكر هيكون في بلد امك, وهتقعدوا هناك لحد ما يطلقك او لو تقعدي هناك على طول يبقى اريح للكل, رؤى مراته متشمش خبر عن جوازكوا, وتبيني قدام خوالك انك موافقة ومرحبة وميعرفوش أي حاجه عن الموضوع, وطول فترة جوازكوا تبيني قدامهم ان جوازكوا طبيعي وهو من وقت للتاني هيجيلك عشان محدش يشك فيهم.
– ماشي يا عمي.
نظر لها لثواني بصمت, فرفعت رأسها تنظر له, لتجد اللوم يتشكل في عينيه وهو يسألها بعتاب:
– ليه؟ ليه يا بنتي تعملي فيكي وفينا كده؟ ليه محافظتيش على نفسك؟ ليه معملتيش حساب كسرتك وكسرتنا؟ أنا قصرت معاكي في تربيتي؟ أنا حاسس اني خاين لآمانة اخويا اللي سبهالي عشان معرفتش اربيكي صح واعلمك يعني ايه تكوني بنت ناس ومحترمة.
ادمعت عيناها بشدة ونهضت تلف حول المكتب حتى وصلت له فقالت ببكاء وهي تمسك كفه لتقبله:
– متقولش كده, عشان خاطري يا عمي متدبحنيش اكتر, أنت مقصرتش والله ولا حد قصر, هو … هو بس الشيطان لعب بعقلي ومعرفش ازاي طاوعته.
سألها متلهفًا:
– طب قوليلنا مين؟ مين اللي لعب بيكي؟ مين اللي غلطي معاه؟ ريحينا يا بنتي ونجيبه يتجوزك بدل ما شاكر يشيل ذنب مش ذنبه.
انهارت في البكاء اكثر تنفي برأسها تقول:
– مقدرش, مش هينفع والله, لو هو مجاش بنفسه واعترف, مش هينفع هفتح طاقة جهنم لو انا اللي اتكلمت.
هز رأسه يائسًا وقال:
– وأنتِ كده مفتحتيهاش؟ الشيطان ملعبش بعقلك, أنتِ اللي سبتي نفسك له وسلمتي, امشي , امشي يا رغد مش طايق اشوفك.
خرجت ببكاء شديد وهي تضع كفها فوق فمها تكتم بكائها, لتصطدم على باب الشقة ب”حسن” الذي أتى للتو من الخارج يحمل كتبه يبدو انه كان بأحد دروسه فهو في الصف الثالث الثانوي..
نظرت له ببكائها الشديد قبل أن تتخطاه راكضه للأعلى.
**************
– في عريس متقدملك يا يارا.
اتسعت عيناها وهي تسمع حديث والدها, بعد أن طلب منها التحدث لها في أمر هام, ارتبكت وتوترت وهي تسأله:
– حد نعرفه يا بابا؟
نفى “طاهر” برأسه مجيبًا:- لا, بس حد كويس اوي, ابن صاحب ليا بيشتري من عندنا بضاعة, شاب كويس ومحترم عنده 26 سنه وبيشتغل في مكتب محاماة كبير, هتقعدوا مع بعض ولو ارتحتي يبقى على بركة الله.
فركت كفيها بتوتر تقول:
– بس, أصل لسه بدرس.
– وماله يا بنتي, أنتِ في تانية كلية, يعني مش صغيرة, هتتخطبوا السنتين دول لحد ما تخلصي دراسه وتتجوزوا.
– هو ينفع؟ قصدي السنتين خطوبة كتير.
– كتير ليه؟ مادام هو شخص كويس مش احسنا ما تضيعيه من ايدك! بعدين أنتِ مش في ثانوي عشان تقولي صغيرة, واهي رغد بنت عمك في سنك وهتتجوز ابن خالتها اللي في البلد على اخر الشهر.
اتسعت عيناها بدهشة تسأله:
– رغد هتتجوز؟ على طول كده؟
– مانتِ عارفه هي خدت الدبلوم وخلصت دراسة, مكانش ليها خلق للكليات زيك, هيستنوا ايه بقى؟
– طب والخطوبة؟
– هم صعايدة يا بنتي, ومعندهمش الحوارات دي.
وقد صدقت حديثه, وهذا ما سعى إليه, فلا يجب أن تعلم أن العريس الحقيقي هو شقيقها.
دلفت لغرفتها بعدها لتفتح هاتفها تحدثه, وبعد قليل كانت تقول له:
– مش شايف مانع تتقدم دلوقتي, بقولك بنت عمي اللي في سني هتتجوز, واحنا مجرد خطوبه بس.
– ايوه هي مخلصة دراسة.
– هو حرام نتخطب واحنا في الدراسة؟
– يا حبيبتي افهمي, انا كمان بدرس, اجي أقول لابوكي جوزني بنتك وانا باخد المصروف من ابويا! ابوكي هيوافق؟
صمتت فهو معه حق, والدها لن يقبل به وهو دون عمل, تنهدت بحيرة:
– اعمل ايه طيب؟
– ارفضي بس بعد ما تقعدي معاه, قولي مرتحتش, وعدي السنتين دول لحد ما اتقدملك.
– ماشي.
– وكلميني فيديو لما كلهم عندك يناموا.
تلعثمت تقول:
– هو.. هو لازم! اصل ببقى خايفة حد يصحى ويدخل عليا.
– اقفلي الباب, بابكوا ملوش مفتاح؟!
وكانت جملته الأخيرة ساخرة, لتقول بخضوع:
– له, ماشي, بس بلاش طلباتك اللي بتطلبها دي.
– طلبات ايه؟
– امبارح قولتلي على الجاكت وانا اضايقت انك …
قاطعها يقول بنزق:
– انا قولتلك اقلعيه لما لقيتك عرقانة من الحر, والجاكت بكم, ولما قولتي لا سكت مغصبتكيش يعني! وكنت بتكلم لمصلحتك.
معه حق, فلقد كانت أمس تتعرق بشدة, من الحرارة, وربما من حديثه الذي اتجه لمواضيع اخجلتها ولا تعلم للآن كيف تطرق للحديث في مواضيع كهذه, لكنها لم تقدر ان تطلب منه التوقف للحديث في أمور لتلك ,ربما لانها كانت ينتابها الفضول نحو ما تسمعه, فقد كان يحكي لها عن قصة صديق له مع صديقته وكيف تحولت علاقتهما من مجرد علاقة عادية لقرب…قرب مبالغ به, قرب غرضه امتاع زائف للطرفين!!!
*************
استغلت “رؤى” خروج “شاكر” لعمله, واسرعت لهاتفها تطلب رقم ما….
اتاها الرد بعد قليل, لتصرخ فوراً بالمجيب:
– اسمع انا مش هسكت لحد ما جوزي يروح يتجوزها, شكلهم بيرتبوا لكده شاكر من كام يوم قالي كلام غريب وكله تلميح انه هيتجوزها.
رد الطرف الاخر:
– انا مسمعتش حاجه زي دي.
– وأنتَ هتعرف منين؟ بطل غباء, أنا بقولك أتكلم معايا, على أساس ان الموقف مع واحد صاحبه, لاني طبعا معرفش حوار رغد وانها غلطت مع حد.
– وأنا اعمل ايه؟
صرخت غاضبة:
– تعمل ايه؟ لا ده انا اخرب بيتك قبل بيتي انا ما يتخرب, لو متصرفتش وصلحت غلطتك واتنيلت اعترفت باللي عملته لهم أنا اللي هتكلم, هي سكتت عشان خافت من الحريقة اللي هتقوم, انا لا… انا مش هسيب جوزي يتجوزها.. وشاكر لو عرف اني اعرف حاجه عن الموضوع ده هتحصلي مشكلة كبيرة عشان متكلمتش وقولت اللي اعرفه, وانا مش هستنى لما…
صمتت وهي تسمع لفتح باب الغرفة لتلتفت فوجدت “شاكر” واقفًا يحدق بها… حُبست أنفاسها وهي تتساءل هل سمع حديثها؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قاب قوسين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى