روايات

رواية في قبضة الأقدار الفصل الواحد والسبعون 71 بقلم نورهان آل عشري

موقع كتابك في سطور

رواية في قبضة الأقدار الفصل الواحد والسبعون 71 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار الجزء الواحد والسبعون

رواية في قبضة الأقدار البارت الواحد والسبعون

في قبضة الأقدار
في قبضة الأقدار

رواية في قبضة الأقدار الحلقة الحادية والسبعون

الأنشودة الواحدة و العشرون 🎼 💗

يد الله تعمل في الخفاء فلا تستعجلوها.
إن اعطينا مُطلق الثقِه لتلك المقوله فلن يُخيفنا شئ في هذه الحياة ابدًا . فـ كُل الإبتلاءات و الصعوبات التي تقف في طريق سعادتنا ليست جميعها تأتي لعرقله الحياة ، فـ بعضها يأتي لتنظيف الطريق ، و جميعها ترتيبات من القدر لتمهيد سبيل الإنسان في الوصول إلى مُبتغاه .

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

برقت عينيه من شدة الصدمة التى سُرعان ما تجاوزها قائلًا بجفاء
_ يعني ايه مش بنته ؟

زفر« سليم» بغضب يشوبه الاشمئزاز
_ يعني اكيد مفيش حد هيرافق بنته !

عاوده شعور الصدمة من جديد فأراح جسده فوق احد المقاعد وهو يفرك عينيه بغضب فهالها مظهره و هرولت تحاول التخفيف من حدة غضبه و تعبه البادٍ على ملامحه فوقفت خلف مقعده و امتدت أناملها الحانية تسكب الهدوء فوق أكتافه القوية عن طريق تدليكهم برفق كان به مفعول السحر على قلبه الذي سكن بقربها فأطلق نفسًا قويًا قبل أن يقطع كلمات «سليم» المُمتعضة عن سفرتهم التي ضاعت هباءً
_ بطل هري و اسمعني . ناجي أكيد مخبي حاجه مهمة في القصر دا . مش معقول هيعمل كل دا عشان يلعب بينا هو مش ساحر .

لم يكد «سليم» أن يُجيبه حتى تدخل «طارق» الذي أخذ الهاتف منه وهو يزمجر غاضبًا
_ بص يا سالم انا مش هرجع غير و رقبة ناجي في أيدي يا رقبته بجد يا الحاجه اللي هتجيب رقبته الأرض وانا واثق أن الحاجه دي موجودة في القصر دا.

«سالم» بتحفيز
_ تعجبني ، ومتقلقش كل حاجه متأمنة كويس . انت بس حاول تعرف اي حاجة عن البنت دي ..

«طارق» مقاطعًا بحنق
_ البنت دي متفرقلوش رجالتنا لما دخلت القصر عشان تعمل صيانه للغاز سمعوا صوته بيضربها و بيشتمها . دي مش اكتر من واحدة مرافقها .

«سالم» باندفاع
_ حلو . يبقى حل اللغز عندها . هي الوحيدة اللي تعرف ناجي مخبي ايه في القصر دا .

استنشق أكبر قدر من الهواء قبل أن يقول بصرامة
_ هعرف . لازم هعرف يا سالم ، و لو حكمت هخطفها زي ما كنا مقررين و نبقى نقررها بطريقتنا

«سالم» بفظاظة
_ دا أضعف الإيمان يا طارق ، و آخر حل هنلجأ له لو ضاقت بينا .

اختتم محادثته مع «طارق» فاقتربت تحتوي رأسه بين ذراعيها و قد وصلها ما يمر من ضغوطات و أزمات لا أحد منهم يعرف عنها شيء ، و لأول مرة تشعر بأنها تريد أن تخبأه بين طيات صدرها الخافق باسمه لكي تحميه من كل ما قد يُعكر صفو سماء عينيه .
تبدلت الأمور وأصبحت هي من تُريد أن تفرض حمايتها حوله فلا طاقة لها باحتمال ولو دقيقة واحدة بدونه
رغمًا عنها كانت تُشدد من احتواءه فشعر بخوفها الكبير عليه فأخذت يديه تخففان من ذُعرها بطبطبه حانية فوق ظهرها وكلمات رقيقة كان لها صدى كبير بداخلها

_ اوعي تخافي أبدًا . انا بعمل كل دا عشانكوا . عشان تعيشوا الدنيا اللي تستاهلوا تعيشوها .

كانت يديه تُمسدان ذلك البروز البسيط في بطنها و كأنه يُخاطب صغيره مثلما يُخاطبها فمدت يدها تحتوي كفه الخشن وهي تقول بلهجة تقطُر عشقًا
_ حضنك هو دنيتنا يا سالم . انك تبقى وسطنا دا بالدنيا بحالها.

جذبتها كفوفه الحانية لتستقر جالسه بين ذراعيه ناظرًا إلى غابتها الزيتونية التي وقع أسيرًا لها من الوهلة الأولى و قال بلهجة حانية تخصها وحدها
_ أكتر حاجه حبيتها فيكِ انك قوية ، شجاعة . حسيتك ضهر ممكن اتسند عليه . اميل مهما أميل هيشيلني.

صمت لثوان يرتوي من دفء عينيها التي تضج بلوعة العشق و تابع بينما أنامله تلهو بـ خصلاتها الحريرية
_ مش عايزك تميلي أبدًا واوعي اشوف في عنيكِ نظرة ضعف واحدة . أنتِ ميليقش بيكِ دا .

سحب أكبر قدر كافي من أكسجينها الدافيء قبل أن يُتابع بلهجة يغلب عليها الإعجاب الذي يُعانقه عشقًا كبير لم يُحاول إخفاءه

_ أنتِ اتخلقتي عشان تكوني ملكة . مفيش حاجه في الدنيا تهزها .

ارتج قلبها إثر حديثه العاشق الذي جعل عظامها تذوب من فرط التأثر فقامت باحتواء عنقه بذراعيها وعينيها تُرسِلان سهام العشق إلى قلبه الموشوم بعشقها
_ ملكة على عرش الوزان .

قالتها بدلال تعلم أنه يروق له كثيرًا فأجابها بلهجة موقدة
_ ملكه على عرش قلبي .

لثمت جبينه بقبلة دافئة تشبه دفء نبرتها حين قالت
_ متزعلش لو الدنيا ممشيتش زي ما انت مرتبلها لأنها بتكون مشيت حسب ترتيب ربنا و دا أحسن في كل الأحوال .

احتوت كلماتها نفسه المُبعثرة و اسكنت ضجيج أفكاره فأجابها بهدوء تجلى في سماء عينيه التي صفت كثيرًا
_ الحمد لله على كل حاجه . ربنا مش هـ يضيعنا أبدًا .

★★★★★★★★★

طرقات بسيطة على باب الغرفة اخترقت عزلتها و جعلتها تترك الكتاب بيدها لتتوجه إلى ملاقاته مع مُراعاة رسم الجمود على ملامحها حتى تصفعه بحقيقة عدم رغبتها في اي تواصل معه
فشلت مُخططاتها حين فتحت الباب لتتفاجيء بعدم وجوده انما صندوق كبير يقبع أمام باب غرفتها فخربش الفضول عقلها ليجعلها تنحني لتحمله و تضعه على الطاولة أمامها فلفت انتباهها تلك الورقة الصغيرة التي التقطتها لرؤيه ماذا بها
_ قدامك بالظبط عشرين دقيقة تلبسي الفستان و تخرجي و إلا هتلاقيني داخل البسهولك بنفسي وانا بصراحة هموت واعمل كدا .

اهتاجت مشاعرها و على وجيب قلبها الذي كان بداخله بُرعُم اخضر صغير بدأ ينبُت على استحياء ليُعيد وصالها مع الحياة من جديد
ارتسمت ابتسامة بسيطة فوق شفتيها سُرعان ما محتها حين شاهدت ذلك الرداء الرائع الذي كان لونه كلون السماء مُطرز بـ لؤلؤات صغيرة منثورة بعشوائية فوق تلك القماشة الصغيرة التي تُحيط بالكتفين لينسدل بضيق على الخصر وما أسفله إلى أن ينتهي بـ دوران كبير يتوسطه فتحه طويلة تُبرِز ساقيها من الفخذ .
أخذت تدور به أمام المرآه وهي لا تُصدِق شدة بهاءه و جمال قصته التي كان يشوهها تلك الندوب فوق جسدها الظاهر من الفستان فأخذت نبضاتها تتسارع و أنفاسها تتناحر بصدرها أخذت تتراجع إلى الخلف و كأنها تهرُب من المرآة التي تُظهِر بوضوح مدى السوء الذي بها وحين التفتت الى الجهة الأخرى وقعت أسيرة ليدين بقدر حنوهم بقدر شدة تمسكهم بها.
شهقة مكتومة خرجت من بين شفتيها حين وجدت نفسها وجهًا لوجه معه و نظراته العميقة كانت تُغازلها بطريقة دغدغت مشاعرها و انستها حزنها الذي عجز أمام كلماته العاشقة
_ لما شوفت الفستان دا عجبني ، بس لما شوفته عليكِ جنني . زي ما يكون منفصل عشان يليق بجمالك .

عند ذكره أمر جمالها المشوه تغلغل الألم إلى داخلها و تململت بين يديه وهي تقول بحزن
_ سيبني . انت بتضحك عليا .

شدد من احتوائها وهو يقول بلهجة موقدة
_ مقدرش اسيبك ولا اضحك عليكِ . ليه بتقولي كدا ؟

تعاظم الألم بقلبها إثر كلماته و ظنت بأنه يسخر منها فخرجت منها صرخه غاضبة وهي تقول بحرقة
_ بقول ايه ؟ بقول انك بتشوف و اكيد شايف القرف دا . جمال ايه اللي بتتكلم عنه ؟ كل التشويه دا و جاي تقولي جمال . بتتريق عليا .

قست عينيه و يديه التي لازالت تحتوي خصرها بالرغم من محاولتها الفكاك من بين قبضته فهتف بنبرة حادة بعض الشيء
_ بطلي فرك القطط دا عشان اخرته هتيجي على دماغك .

هدأت لثوان تحاول أن تفهم ما يرمي إليه فتابع بلهجة شغوفة أذابت أوصالها
_ تشويه ايه اللي بتتكلمي عليه ؟

امتدت أنامله تحتوي وجهها الذي اختفت منه معظم ندوبه وهو يقول بهسيس خشن
_ العنين اللي قادرة تسحر اي حد و تجيبه على جدور رقبته دي مشوهه ! الخدود اللي زي الورد دي مشوهه ! الشفايف اللي طارحة فراولة هموت و اقطفها دي مشوهه ؟

أخذت يديه تتجول على جسدها بحركات هادئه على نحو مُثير مما جعل عينيه تُظلمان برغبة عاتية فجاء صوته مبجوحًا حين أردف قائلًا
_ عود البطل اللي مجنن أمي و ملففني حوالين نفسي دا مشوه ! يخربيت كدا . دا انا مبنمش الليل بسببه ، و تقوليلي بتتريق !

تعاظمت دقاتها حتى أوشكت على تحطيم ضلوعها من فرط التأثر بكلماته التي أوقعتها في أسره فهربت الحروف من بين شفتيها ليُتابع هو بلهجة لا مُباليه
_ ايه يعني شويه الخدوش دي اللي مضيقاكِ ؟ اديني بس يومين وانا اضيعهملك .

كان العبث يلون نظراته ويقطر من بين كلماته و خاصةً حين قال جملته الأخيرة التي نبهتها انها على وشك الوقوع في فخ هواه فأخذت تتوسل إلى جسدها الانسلاخ عنه ولكنه أبى الانصياع لها فتجلت حيرتها في سماء عينيها الجميلتين فشدد من احتوائها يقربها منه وهي هادئة تمامًا بين يديه حتى شعرت بانفاسه الدافئة خلف أذنيها التي أطربتها كلماته حين قال
_ قدامك خمس دقايق تكملي لبس و تطلي و الا ممكن اكلك كلك على بعضك بالحاجات اللي مش عاجباك دي

زفرة قويه خرجت من بين شفاهها حين سمعت صوت باب الغرفة يُغلق فسقطت جالسة على مخدعها و العبرات تنهمر من عينيها بغزارة تؤازر دقات قلبها الجنونيه تأثرًا بوجوده الذي بقدر ما يروق لها بقدر ما يضاعف خوفها فأخذت تهزي من بين شهقاتها
_ يارب . انا خايفة . انا خايفه اوي يارب . يارب .

و كأنه شعر بمدى خوفها و تخبطها فجاءها صوته المازح من الخارج
_ ساندي انجزي جايبلك فيلم جامد لـ بروس ويلز و جهزت كل حاجه فاضل الفشار بس لو مخرجتيش في خلال خمس دقايق هخليكِ أنتِ اللي تعمليه و قد أعذر من أنذر .

ضحكه خافته خرجت من جوف الوجع الكامن بصدرها حين أخذتها كلماته المازحه إلى منحنى آخر بعيد كل البعد عن ذلك الخطر فشعرت بالهدوء الذي بدأ يتسلل إلى داخلها فهبت من مكانها تكفكف عبراتها تريد الخروج لمعرفة ما يقوم بإعداده و بالفعل قبل أن تنتهي مدة الخمس دقائق خرجت من الغرفة لتتجمد بمكانها حين رأت كل تلك الزينة الرائعة التي تملئ الصالة و صورها منذ أن كانت طفله التي تتعلق بخيط رفيع يجوب المكان من أوله لآخره و بين كل صورة عدد سنوات عمرها إلى أن وصل الى رقم أربعة و عشرون فلم يكُن هُناك صورة فتفاجئت به يقف خلفها و يديه تطوقان خصرها وهو يقول بمزاح
_ اضحك الصورة تطلع حلوة.

غافلتها ضحكة جذابة و لونت ثغرها ليستطِع التقاط صورة جميلة لها برفقته ليُضيفها إلى عيد ميلادها القادم
جاء صوته الجذاب خلف أذنها حين قال
_ كل سنة و أنتِ منورة حياتي بوجودك .

كان جمال ما يحدُث يفوق قدرتها على الاستيعاب فهمست بخفوت
_ انت بتعمل في نفسك ليه كدا ؟ بتعافر و بتفحت في صخر لا عمره هيتأثر ولا هيلين .

قست أنامله فوق خصرها وهو يقول بعبث
_ صخر ايه بس يا ملبن انت ؟
تجاهلت تأثير كلماته عليها وقالت تجادله
_ عُدي أرجوك اسمعني انت كدا بتظلم نفسك . انا عمري ما هقدر ارجع طبيعيه تاني .
اوقفتها عن الاسترسال في الحديث تلك القبضة التي قست على خصرها بقوة توازي قوة نبرته حين قال
_ أنتِ بتاعتي ، مراتي ، حبيبتي ، أنتِ اللي اختارت اكمل حياتي معاها . و دا أحسن قرار خدته في حياتي و مش ندمان ولا هندم عمري عليه.

_ عُدي ..

قاطعها بنبرة قاطعة
_ انا مش بطالبك بأي حاجه ، و بقولك هستناكِ لحد ما تيجي بنفسك تترمي في حضني وقتها مش هتخرجي منه ابدًا .

استهل نفسه لثوان قبل أن تنتقل كفوفه إلى وجهها تحتويه بحنان تجلى في نبرته حين قال
_ استسلمي . متعانديش قلبك وقلبي عشان مش هتقدري عليهم .أنا بدأت حياتي معاكِ و مش هينهيها غير الموت .

غلفت نظراته طبقة كريستاليه من العبرات و اهتزت نبرته حين أردف قائلًا
_ أنتِ الحاجه الحلوة الوحيدة اللي خدتها من الحياة . اوعي تحرميني منك . كفاية اني اكون موجود في نفس المكان اللي أنتِ فيه .

جذبها قلبها جرًا ليُلقي بها بين ذراعيه و لأول مرة تختار هي بدلًا أن يُجبرها فقد كانت فعلتها تلك إقرار منها بأنها باقيه معه و قد كان هذا أعظم انتصار حققه بحياته فأخذ يدور بها وهو يهتف بنبرة يخالطها البكاء
_ بحبك . بحبك . بحبككككك.

★★★★★★★★★

_ داخل الأوليمبيات حضرتك ولا حاجه ؟

هكذا تحدث «حازم» بتهكم وهو يرى «جرير» الذي كان يقول بعمل تمرينات رياضيه فادهشه الأمر لوهله أخذته لمقارنة غير عادلة بذلك الثلاثيني ذو الجسد المُعضل و القوة المُفرطة و هو الشاب العشريني الذي كان جسده واهنًا كمن انهكه المرض
_ وهو الإنسان لازمله سبب عشان يهتم بصحته !

هكذا تحدت «جرير» بتهكم اغضب «حازم» الذي شعر بالدونية في نظراته فهتف محاولا استفزازه
_ مش القصد بس سنك و شغلك مش لائق معاهم الجو دا بصراحه !

قهقه «جرير» بصخب قبل أن يقول بنبرة ذات مغزى
_ الشغل مش عيب . العيب أن الإنسان ميبقاش له شغلانه . يعني مثلا لما حد ييجي يسألني بتشتغل ايه واقوله راعي غنم احسن من لما حد يسألني شغال ايه معرفش ارد عليه ، و هرد اقول ايه عاطل و عاله على غيري .

انتفخت أوداجه غضبًا من كلمات «جرير» التي كان بها إهانة مُباشرة إليه فما كاد أن يُِجيبه حتى تابع الآخر و قال بإذدراء
_ أما بـ النسبه لسني فأنا تقريبا اكبر منك بعشر سنين لكن اللي يشوفني و يشوفك هيقولي بوسه و حطه جنب الحيط ..

أنهى كلماته بـ قهقهات صاخبة جعلت جسد «حازم» يرتجف غضبًا لم يستطِع التعبير عنه سوى بتلك الكلمات الهوجاء التي خرجت منفعلة حين قال
_ اخرس . انا افرمك بإيد واحدة . انا بس عشان قايم من عيا. لكن اتفرج عليا لما أشد حيلي هعمل فيك ايه ؟

تفاجيء حين قام «جرير» بإلقاء قفاز بلاستيكي كان يرتديه ليقع أمامه مُباشرةً فقطب «حازم» جبينه ليقترب «جرير» منه وهو يقول بكلمات متوعدة
_ بيقولك زمان لما كانوا الفرسان يحبوا يتبارزوا كان واحد بيرمي الخوزة قدام خصمه و دي دعوة فيها تحدي كبير ، وبما انك لسه بتقاوح و شايف نفسك راجل يبقى قاتلني .

و كأن أحدهم ضربه بصاعق كهربائي حين سمع كلمات «جرير» الذي تابع قائلًا بجفاء
_ قدامك شهرين من النهاردة . تشد حيلك و تستعيد صحتك عشان ميبقاش ليك حجة ، و كرم مني هسيبك تتمرن معايا و خلينا نشوف بقى مين هيفرم التاني ؟

ذلك الوغد الماكر وضعه بين شقي الرحى دفعه عن عمد إلى داخل هذا التحدي الغبي مستخدمًا كلماته الهوجاء التي ألقاها في لحظة غضب ليثأر لكبرياءه ، والآن لا مجال له للرفض
ضيق عينيه لثوان كان يحسم قراره الذي بالرغم من صعوبته ولكنه وجدها فرصه لإستعادة بعض من نفسه الضائعة
_ وانا موافق ، ولو هزمتك همشي من هنا .

هكذا تحدث «حازم» بصرامة قابلتها صرامة «جرير» حين قال
_ موافق ..

★★★★★★★★★★

_ وبعدهالك يا بت بطني ؟ هتفضلي قاعدة حاطه ايدك على خدك كدا كتير ؟

هكذا تحدثت «رضا» والدة «لبنى» بسخط من حالة ابنتها التي لا تُبارح غرفتها حدادًا على ما مرت به ولم تستطِع تجاوزه لذا قالت بخفوت
_ انا تعبانه و عايزة أنام . لو سمحتي اخرجي واقفلي الباب وراكِ

_ بقولك ايه يا بت انتِ اتعدلي . خلاص كل حاجه اتحلت و الراجل كتر خيره جابلك حقك من عين اخوه . اتظبطي بقى و عيشي حياتك .

ارتفعت انظارها المتألمة الى والدتها التي كان ما حدث بالنسبة إلى بساطة تفكيرها و جهلها أكثر من كل لشفاء تلك الجروح العالقة بقلبها والتي لم تجد شخصًا واحد ممن يُحيطون بها يُمكنها أن تشكوها إليه
_ ماما ارجوكِ انا تعبانه اوي و مش طايقه اتكلم مع حد ممكن تسبيني بقى ارتاح شويه ؟

لم تستطِع منع صرخاتها التي ملأت الغرفة
_ بقولك ايه احنا اتمرمطنا و شفنا الذُل بسببك . سيبنا بيتنا و حارتنا و اهلنا و جينا هنا عشان نحافظ على مشاعرك و عشان تنسي انما كدا أنتِ لا بتنسي و لا بتعيشي ولا مخليانا ننسى ولا نعيش . حرام عليكِ بقى .

الى هنا ولم تستطِع منع نفسها من الصُراخ قائلة
_ انا اللي حرام عليا ولا انتوا ؟ محدش فيكوا حاسس بيا . محدش عارف النار اللي جوايا و لا مقدر العذاب الي شوفته . مش قادرة انسى . مش قادرة و انتوا مبتساعدونيش اني انسى . ارحموني بقى . ارحموني .

ناظرتها «رضا» بألم حاولت إخفاءه قدر الإمكان قبل أن تقول بجفاء مُفتعل
_ يبقى تروحي تعيشي وسط الناس اللي بقيتي منهم ، و تسبينا عشان نعرف نعيش .

برقت عينيها من شدة الصدمة و فغرت فاهها جراء كلمات والدتها القاسية و التي اقتربت قائلة بنبرة مُهتزة
_ انا هكلم سالم بيه عشان ييجي ياخدك تعيشي هناك زي ماطلب منك قبل كدا.

همست بقهر
_ ماما !

«رضا» بقسوة زائفة
_ كفاية بقى أنتِ كدا هتموتي و تموتينا . اللي حصل حصل . لازم تعيشي حياتك زي باقي الناس .

هتفت باستنكار
_ أعيش في بيت اللي قتلني و دمر حياتي
_ مبقاش بيته وهو مش عايش فيه . دا بيتك أنتِ ، و دي حياتك أنتِ ، و لازم تعيشيها و تخرجي بقى من القرف دا .

انهت كلماتها و توجهت للخارج بخطوات ثابته سُرعان ما انهارت بأحضان زوجها ليحتويها و يُشاركها البُكاء لدقائق قبل أن يقول بمواساة
_ متعمليش في نفسك كدا . أنتِ عملتي كدا عشان تساعديها.

اومأت «رضا» بحزن
_ ياريت بس منندمش بعد كدا .

«محمد» بثقة
_ انا واثق في ربنا أنه بإذن الله عمره ما هيضيعنا . سالم الوزان دا راجل مُحترم و هيقدر يساعدها يالا كلميه و قوليله انك نفذتي اللي قالك عليه .

اطاعته حتى جاءها صوت «سالم» الهاديء حين قال بصدق
_ بنتك واحدة مننا و هتبقى وسط أهلها و عيلتها و بإذن الله في وقت قليل هتلاقي تطور كبير في حالتها أنا بنفسي هتأكد من دا .

_ ربنا يباركلك يا سالم بيه . مش عارفة من غيرك كنا هنعمل ايه ؟
«سالم» بصرامة
_ انا معملتش حاجه يا حاجه . دا حق بنتك و لازم تاخده و لازم تعرفي أن القصر مفتوح لكوا في أي وقت تيجوا لـ لبنى . هي ليها في البيت زينا كلنا . انا هاجي النهاردة بالليل اخدها انا و فرح مراتي .

_ ربنا يباركلك يا ابني . هنستناك أن شاء الله.

أغلقت الهاتف وهي تقول بنبرة مُتألمة
_ يارب . يارب احفظ لي بنتي و أعفي عنها و متضرنيش فيها أبدًا يارب.

★★★★★★★★★

_ في ايه يا مروان ؟ مين الناس دي ؟

هنا تحدثت« شيرين» باستفهام وهي ترى هؤلاء العمال يحملون أثاث جديد و يصعدون للأعلى فأجابها «مروان» بملل
_ في ضيف جديد جاي يعيش معانا في القصر . معرفتيش ولا ايه ؟

«شيرين» باستفهام
_ لا معرفتش ضيف مين ؟

«مروان» بتهكم
_ إحدى ضحايا الذئب البشري بتاعنا . لبنى البنت اللي …
قاطعته «شيرين» بتفهم
_ فهمت . طب مين اللي قرر كدا ؟

_ سالم هيكون مين يعني أمي ؟

«شيرين» بسخط
_ ما تبطل رخامة ياد انت. مالك في ايه ؟

«مروان» بتهكم
_ هيكون في ايه ؟ كل سنة نلاقي ضحية جديدة للمعلم ، ويروح الغلبان التاني يردم وراه و يجبها تعيش معانا هنا . انا خايف يطلع عنده عيال في الجامعة و احنا منعرفش .

ابتسامة سخرية لونت ملامح «شيرين» التي قالت بأسى
_ الله يكون في عون سالم يا مروان . حازم دا ابتلاء صعب . هيعيش عمره كله يصلح وراه. انا اكتر واحدة حاسة بيه .

«مروان» بتهكم
_ ليه يا أمينة يا رزق ؟ مالك ياختي ما أنتِ زي الضربة اهو و خدتي الواد الحليوة اللي فينا . وردة العيلة عايزة ايه تاني ؟ هتنهبي ؟

رغمًا عنها ابتسمت إثر كلماته فتابع بمُزاح
_ ايوا كدا اضحكي يا شيخه الدهان شقق من نكدك أنتِ و اختك. إلا صحيح هي فين ؟

_ قاعدة مع ريتال في الجنينة

صاح« مروان» بذُعر
_ قاعدة مع ريتال ! قلب امك يا ريتال . زمانها وقفت نموها من كتر الكآبة ؟ اما اروح الحق البت اللي حيلتنا .

تركها و توجه إلى الحديقه فوجد الفتاتين يجلسان على الأرجوحة و «ريتال» تُمسِك الهاتف تلعب أحد الألعاب و بجانبها« سما» تحاول تعلم اللعب لتقول «ريتال» بحنق
_ سما يا حبيبتي أنتِ اتعديتي من غباء عمو مروان ؟

وصل حديثهم الي «مروان» الذي تمتم بصدمة
_ اه يا بنت الكلب يا ريتال دي بتسيحلي قدام البت

اجابتها «سما» باعتراض
_ عيب على فكرة بقى عمو مروان غبي ؟

«ريتال» باستفهام
_ هو أنتِ بتسألي بجد ؟ دا منبع الغباء و كمان نصاب جدًا قعدت شهر أعلمه اللعبة دي و في الآخر معرفش ، و كل مرة يقولي هنلعب على عشرين جنيه و أغلبه و يرجع في كلامه يقولي حرام و المرة الوحيدة اللي سبته يكسب صمم ياخد مني العشرين جنيه

«سما» بصدمة
_ أنتِ بتتكلمي بجد يا ريتال ؟

«ريتال» بتأكيد
_ اه والله يا سما . عارفه كمان هددني لو قولت لجدو مش هيوديني الملاهي تاني .

شهقت« سما» بذهول
_ هو مروان بيروح معاكِ الملاهي ؟ ريتال بتأكيد
_ ايواا بيلعب اكتر مني ، و بيجيبلي الايس كريم و ياكله ، و الفشار و ياكله ، وانا بسكت عشان هو عمي بس .

تدخل« مروان» مصعوقًا
_ اه يا كلب البحر . بقى بتسيحيلي قدام البت بتاعتي ؟ دا أنتِ يومك اسود النهاردة.

هبت الفتاتين من فوق الأرجوحة إثر هجوم «مروان» المُباغِت الذي تابع بصياح
_ دانا كنت خايف عليكِ من بؤسها طلعتي حقنة وانا معرفش . دانا هوأدك . بقى انا باكل منك الايس كريم و الفشار !

«ريتال» بجرأة
_ ايوا بتاكله مني ، و بتستغلني و كل شويه تقولي تعالي اجبلك ايس كريم و اصدقك اتاريك بتروح عشان تعاكس البنت اللي واقفه في المحل .

تدخلت «سما» بحدة
_ الكلام دا صحيح يا مروان ؟

خبت لهجته قليلًا قبل أن يقول محاولًا تهدئة غضبها
_ سما يا حبيبتي في حكمة بتقولك احترس من كل من اقترب من الأرض و دي مش باينه من الأرض يبقى تصدقيها ؟

شهقت «ريتال» قائلة
_ انت كمان بتتنمر عليا ؟ كل الصفات السيئة دي في شخص واحد يا للهول !

«مروان» بحنق
_ يا الهول ايه يا بت أنتِ نسيتي أصلك دا ابوكي عبدة موته . يخربيتك هتتسببي في طلاقي . نهارك اسود .

التفتت «ريتال» إلى «سما» قائلة
_ ايوا يا سما طلقيه . دا طلع في حاجات كتير وحشة . أنتِ لسه عالبر .

«مروان» باندهاش
_ لسه عالبر ! نهارك مش فايت . أنتِ بتتفرجي على رضوى الشربيني يا بت ولا ايه ؟ وبعدين ايه طلقيه دي العصمة في أيدي يا ماما .
نظرت «ريتال» ل«سما» قائلة باستفهام
_ صحيح الكلام دا يا سما ؟

اومأت «سما» بصمت وسط ذهولها من هذا الثنائي
فتابعت «ريتال» بامتعاض
_ ازاي تعملي كدا ؟ ازاي تسيبيها في أيده ؟ دا ممكن يضيعها في أي مكان دا غير مسؤول ..
الى هنا و اندفع «مروان» خلفها وهو يقول بصياح
_ غير مسئول ! انا فعلا غير مسئول على اللي هعمله في أهلك النهاردة ، وربنا لهوريكِ .

حين كان على وشك القبض على ريتال الهاربة توقفت سيارة سالم أمام القصر فهرولت الفتاة إلى فرح وهي تقول بلهفة
_ انطي فرح . الحقيني

تلقفتها يد فرح التي حالت دون سقوطها فقالت بلهفة
_ في ايه يا ريتا مالك يا حبيبتي ؟

ريتال من بين انفاس لاهثة
_ عمو مروان بيجري ورايا .

طالعت مروان بسخط قائلة
_ مش عيب لما واحد طوله مترين زيك يجري ورا طفلة مش جايه ربع متر هتكبر امتى ؟

مروان بحنق موجهًا حديثه إلى سالم
_ عاجبك اللي بتقوله دا يا كبير ؟

اجابه سالم بفظاظة
_ اي حاجه فرح بتقولها بتعجبني .

امتقعت ملامح مروان الذي شاهد نظرات فرح المتشفية وهي تتابط ذراع سالم وبجانبها تلك القردة الصغيرة التي شيعته بنظرات مُتشفية فصاح بحنق
_ حسبي الله ونعم الوكيل في الستات .

★★★★★★★★★

_ صفوت حبيبي . سرحان في ايه ؟

هكذا تحدثت «سهام» بجانب «صفوت» الذي كان غارقًا في أفكاره ليجعله حديثها ينتبه إلى وجودها فامتدت يديه تحتوي خصرها بحنو تجلى في نبرته حين قال
_ واقفه هنا من بدري ؟
_ يعني من شويه .

_ و متكلمتيش ليه ؟

«سهام» بعشق ارتسم بعينيها و تخلل إلى نبرتها حين قالت
_ كنت بملي عيني من ملامحك . اصلك واحشني

قربها منه واضعًا قبلة دافئة بجانب عنقها قبل أن يرتفع برأسه يناظر عينيها التي لازالت تأسره بحسنها
_ تعرفي أن أنا كمان لسه قلبي مرتواش منك .

_ عارفة ، وحاسه بيك . بس اللي متعرفهوش اني لسه مش مصدقة نفسي اني جوا حضنك .

لثم شفاهها بقبلة دافئة قبل أن يقول بعشق
_ هتصدقي لما اخدك بعيد و نعيشلنا كام يوم كدا لوحدنا عشان نتأكد أننا خلاص بقينا مع بعض .

زفر بقوة قبل أن يكمل
_ اطمن بس عالولاد و نخلص من القرف دا و افوقلك يا حلو انت .

قال جملته الأخيرة بعبث جعل محصول التفاح الشهي ينبت فوق خديها و سرعان ما تذكرت امرًا فقالت بخفوت
_ لسه بردو مفيش جديد . جنة هتتجنن على سليم بالرغم من زعلها منه إلا أنها هتموت من القلق .

_ كلنا قلقانين يا سهام بس مقدمناش حاجه غير نصبر ، وعلى فكرة هو كمان هيتجنن عليها دا كل شويه يسأل عنها و يقولي متقولش لحد لما زهقني ، دي فرصة عشان يعرفوا قيمة بعض ، و يحترموا نفسهم .

«سهام» بتمني
_ ربنا يرجعهم سالمين يارب و ينصرهم .

امن على دعائها بقلب يتوسل خالقه
_ امين يارب العالمين

★★★★★★★★*

كان الأمر أشبه بالأفلام البوليسية فقد كان الرجال يحاوطون المكان من جميع الجهات في انتظار الأمر بالتسلل إلى الداخل للحصول على مُبتغاهم بينما كان رأفت ذلك الرجُل المُكلف بالدخول إلى البيت لمُساعدة «ادريانو» الرجل الذي يعتني بالحديقة والذي لحسن حظهم كان يبحث عن أحد يُساعده في الاعتناء بالحديقة خاصةً بعد إصابته إثر لدغة أفعى جعلته يتعب لفترة و قد كان كل شيء يسير حسب ما خُطط له فتسلل «رأفت» إلى الداخل بعدما وضع قطرات المُخدر في العصير وما أن سقط في نومته حتى تسلل الى الداخل فوجد تلك الفتاة التي من المُفترض أنها ابنة ذلك الوغد ترتدي ملابس مُثيرة تُبرِز أكثر مما تُخفي و تقترب من أحد الرجال الذي رآه من قبل في هذا القصر و لم يتعرف إلى هويته و لم يستطِع السؤال حتى لا يُثير الشكوك و قام بإرسال الإذن بالتسلل إلى الداخل بعد أن اطمأن بأن جميع الحرس في الجهة الخلفية نيام و انتظر إلى أن يأتيه الدعم فسمع بعض مقطتفات من حديثهم
_ يبدو عليك التعب . لما لا ترتاح قليلًا ؟

أجابها الشاب باحتقار
_ أن اغربي عن وجهي حتى استطِع أن أفعل .

لم يردعها احتقاره و واصلت التقدم نحوه قائلة بدلال
_ ماذا لو سمحت لي بأن انول هذا الشرف ؟

أجابها الرجل بتهكم لم يخلو من الاحتقار
_ لا احب تلك الخدمات التي تُقدم بتلك الطريقة المُبتذلة كما أنني لا أُضاجع العاهرات ..

انتفضت الفتاة صارخة بغضب
_ ايها الحقير ماذا تظُن نفسك ؟

لم تكد تُنهي جملتها حتى وجدت كفه الغليظ يقبض على عنقها بقوة كادت أن تنتزع منها روحها كما كانت لهجته تفعل حين قال
_ أن تجرأ لسانك القذر علي مرة أخرى ستكون الثمن هي حياتك ايتها الساقطة..

جاءهم صوت عابث من الخلف
_ ماذا تفعل يا ولد ؟ هل هكذا تُعامل النساء الجميلات ؟

تقدم« ناجي» إلى وسط الغرفة فترك رقبتها على مضض وهو يقول بتهكم
_ عاهرتك لا تكتفي بك وانا لا يروقني اللحم الرخيص لذا أبعدها عني حتى لا اشويه على الفحم و القي به لكلابي.

قهقه« ناجي» بصخب يتنافى مع قسوة نظراته وهو يوجهها إلى الفتاة التي امتقع لونها حين رأته ثم قال بنبرة صارمة
_ إلى الاعلى .

طاوعته الفتاة و هرولت إلى الأعلى فتوجه «ناجي» إلى غرفته الخاصة وهو يأمر هذا الرجل الغامض بفظاظة
_ هيا الى الداخل . أريد الحديث معك بأمرًا هام.

ها قد حانت الفرصة و قام «رأفت» بإرسال كلمة السر المُتفق عليها ليتسلل كُلًا من «طارق» و« سليم» إلى الداخل فقال الأخير بصوتًا خفيض
_ ايه الدنيا؟

«رأفت» بهمس
_ دخل هو والشاب اللى كنت قولتلك عليه شكله غريب كدا و قفلوا عليهم في أوضه المكتب و تقريبًا مفيش حد جوه غير البنت .
تدخل «طارق» بهسيس مُرعِب
_ انا هطلع اجيبها و انتوا غطوا ضهري و ماركوس زمانه على وصول اول ما نخرج من هنا هينزلنا مصر على طول .

«رافت» بقلق
_ مين ماركوس دا ؟

«طارق» بغموض
_ واحد صاحبي هنا ، شغال مع مافيا الشرق الأوسط و عارف هيعمل ايه متقلقش .

تدخل «سليم» قائلًا
_ طب يالا مفيش وقت . انا هطلع اراقبلك الدور اللي فوق و رأفت هيراقب من هنا و اي اشتباك الرجالة بره مستنيين الإشارة عشان يدخلوا.

توجه «طارق» إلى الأعلى و قام بفتح الباب بهدوء تام بعد ما أخبره «رافت» عن غرفة الفتاة فلم يجد أحد و لكنه استمع الى صوت المياة قادم من دورة المياة فتوجه ليأخذ مكانه و ما هي إلا دقائق حتى خرجت الفتاة تلف جسدها بالمنشفة لتتفاجيء بيد تكمم فاهها من الخلف فلم تستطيع حتى اخراج أنفاسها ليتخلل إلى أنفها رائحة المُخدر الذي جعلها تذهب إلى غفوة طويلة ليقوم «طارق» بحملها و التوجه إلى الأسفل يُقابله «سليم» الذي كان يُريد الاستماع الى ما يحدُث في غرفة المكتب ولكن خاب أمله فما أن رآى «طارق» يخرج بالفتاة حتى تلقاها منه و توجها إلى المطبخ ليغادرا المكان بأكمله ولكن جاء ذلك الصُراخ ليتجمد الجميع بمكانه
_ انتقامك هتاخده بالطريقة اللي تعجبني و اعرف ان مهما كانت همت الوزان شيطان مش هقتلها . مش هقتل امي مهما حصل ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في قبضة الأقدار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى