روايات

رواية في قبضة الأقدار الفصل السادس والستون 66 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار الفصل السادس والستون 66 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار الجزء السادس والستون

رواية في قبضة الأقدار البارت السادس والستون

في قبضة الأقدار
في قبضة الأقدار

رواية في قبضة الأقدار الحلقة السادسة والستون

بسم الله الرحمن الرحيم
الأنشودة السادسة عشر 🎼💗
انا عالِق بكِ حد التورط الذي يجعلني اراكِ بكُل مكان حولي . تُحيطين بي بطريقة اجهلها بقدر ما يعشقها قلبي ، حتى أن الهواء المُحيط بي يحمِل رائحتك و لا أعرف ان كان شوقًا أو يأسًا ؟ أُناضِل بجسارة كي أتحرر من طيف الحنين الذي يُراود قلبي عن نفسه فتتكاثر ألسنة الشوق بصدري الذي أضناه الهجر و مزقته لوعة التَوق ،
فـ بالله عليكِ أخبريني كيف تكونين بكُل هذا الحضور حتى وأنتِ غائبه ؟
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
حين تتحدث العيون تصمت جميع الأفواه ، تسكُن زقزقات العصافير ، تخبو همهمات الألسُن و تندثر جميع الظواهر الكونية أمام ألسنة السحر التي تنبعث من ثمر الزيتون الشهي القابع بين حدقتيها أو ه‍كذا ظن !
فهو بحضرتها يخلع عباءة الكبرياء المُطرزة بـ العنفوان الذي يُعطيه هيبة بدائية تجعلها تقع بعشقه كُلما رأته و لكنها أنثى من نورًا و نار ، نورًا حين تعشق و نارًا حين تتألم تتجاوز عن ذلاتها عمدًا و تدُق على اوتار ثباته قاصدة إضفاء وقود عشقها على لهب شوقه لتحظى بغفران تشتهيه بقدر ما يصعُب على شفتيها إعلانه
_ الف مبروك يا سيادة النائب
الآن فقط تذوق معنى انتصاره في ملحمة الانتخابات التي بقدر ما كان يمقتها ولكنه مُمتن لكونها كانت تشغله عن شوقه الضاري لها والآن تضاعف الامتنان كونها جلبت ترياق الحياة لروحه
تجاهل ابتهاج روحه و لوعة قلبه بغيابها وقال بفظاظة
_ الله يبارك فيكِ .
تعلم أن الطريق شائك مُدجج بألغام الغضب الذي يُناطح الشوق بنظراته ولكنها لم تكُن يومًا أنثى عادية لذا قطعت منتصف الطريق حين قالت بلهجة على قدر رقتها على قدر عنفوانها
_ أنا أسفة .
تفشت علة الشوق بقلبه وهو يُناظر سكونها الذي يحمل إغواءًا قاتلًا يغزو ثباته بضراوة فتلك المرأة تنوي على إصابته بسكتة قلبيه بدايةً من طلبها له بأن تراه بأحد المقاهي لتبقى بعيدة عن يديه بالقدر الكافي الذي يقتله شوقًا و أيضًا ذلك الاعتذار الذي لا يعلم من أين أتت به ؟ فعينيها كانت صافيه لا يشوبها ذنب أو ندم بل تحدي لازال يأسره منذ أول لقاء بينهم ولكنه تجاهل ضجيج أفكاره و سايرها في لعبتها قائلًا بفظاظة
_ أسفة على ايه ؟
استمهلت نفسها قبل أن تقول بلهجة شابها الجمود
_ اني خرجت من بيتي روحت قابلت ناجي .
تخطو فوق ألغا،م غضبه بأقدامها العارية تتمايل فوق أوتار قلبه بذ،خيرة عشقه الضاري لها مُتسلحة بثوب الضعف الذي يُرهِق أعتى الر،جال خاصةً العاشقين وهو بفضلها توج ملكًا عليهم.
تجاهل غضبه قائلًا بجفاء
_ بس أنتِ قولتي أن ليكِ أسبابك
باغته هدوئها الذي لم يخلو من القوة حين أجابته
_ ايًا كانت أسبابي فهي تخصني انا اعتذرت في اللي يخصك .
تصاعدت أبخرة الغضب إلى رأسه فلو كان المكان مُختلف لكان أذاقها مما يخصهما وحدهمَ ولكنها اختارت المكان الصحيح لحر،ب الأعصاب التي تُمارسها بكُل احترافيه .
لم تخلو لهجته من السخرية المُطعمة بالغضب حين قال
_ يخصك و يخصني ! تمام وانا قبلت اعتذارك ، بس خلي بالك من هنا و رايح الغلط بحساب .
نجح في إيقاظ شُعلة الغضب في نفسها فاحتدت لهجتها قليلاً قبل أن تقول
_ بس محدش معصوم من الغلط . كل بني آدم خطاء . وربنا بيغفر
سالم بفظاظة
_ دا ربنا مش احنا .
اخر ما كان يتوقعه هو سخريتها حين قالت
_ العادي بتاعك طول عمرك مُس،تبد .
ما بها اليوم ؟ تتحدى غضبه بشتى الطُرق . تُفاجئه بجمودها و هدوئها لم يكُن يتوقع سُخريتها ولكنه أراد أن يُخرجها عن تلك الحالة التي تستدعي شيطا،ين جحيمه ببراعه
_ كويس انك عارفه. ضيفي على كدا أن التسامح مش من صفاتي. و قلبي اسود مبينساش
ضاقت ذرعًا من جفاءه ولكنها سلكت أقل الطُرق ضررًا لكبرياءها فواصلت ج،لد ما تبقى من صبره حين قالت ساخرة
_ اه مانا عرفت .
لم تكُن الوحيدة التي تتلظى غيظًا و حنقًا فقد كان قاب قوسين أو أدنى من أن يضرب بكل شيء عرض الحائط و يل،تهم ذلك الفم الشهي الذي يتفوه بتلك التُرهات فقط ليُضاعف غضبه فهو يرى بعينيها ألسنة التحدي تتراقص بإغواء و أيضًا يلمح ذلك العتاب الذي يتوارى خلف جمودها ولكنه لم يستطِع تجاوز ذلك الشعور المُريع الذي أصابه حين علم بتواجدها مع ذلك المُختل و لأول مرة بحياته يتجاهل تحذيرات عقله فزمجر بخشونة
_ اتعدلي أحسنلك .
التمع وهج الغضب بمقلتيها و طبع أثاره بتلك الفرولات الشهية التي لونت خديها فهتفت بتحدي
_ و لو متعدلتش ؟
تجاهل أوامر قلبه بإخضا،ع مهرته الجامحة بالطريقة التي تُرضي قلبه وشوقه معًا فعض على شفتيه قبل أن يقول بصوتًا أجش يتخلله الصرامة
_ هرجع متأخر النهاردة عايز ارجع الاقي مر،اتي مستنياني بالشكل اللي عارفه انه هيعجبني
نجحت في مسعاها و عاد الو،حش إلى الأسر مُجددًا بكُل طواعية غافلًا عن خُبث مُخططها في إخضاعه لذا شاب الغنج نبرتها حين قالت
_ انا ليه حاسة انك بتأمرني ؟
لازالت نظراته داكنه توحي بما يشتهي فعله بها الآن فلون المكر ملامحه ولهجته حين قال
_ عشان هو فعلا كدا .
بشق الأنفس استطاعت قمع ضحكه هوجاء كادت أن تُفلت من بين شفتيها لتخترق قناع الجمود الذي أتقنت ارتدائه حتى الآن و هتفت بتحدي
_ سالم يا وزان …
فاحت من نبرته رائحة الغرور حين قال
_ كرري الاسم دا كتير . عشان تعرفي تتعاملي ازاي بعد كدا .
دام الصمت لثوان قبل أن تقطعه هي حين نصبت عودها المغوي لتناظره بجمود شاب لهجتها حين قالت
_ مبروك مرة تانيه يا سيادة النائب
تناطح الشوق و الكبرياء بداخله في حر،ب هوجاء تبلور مداها في مُحيط عينيه ليسقُط الآخير صر،يعًا امام طوفان عشقها الضاري فباغتها حين مد ساعديه القويين ليأسرا خصرها بعناق من فرط شغفه كان قاسيًا حد تلاحم أضلعهما لتخرج من فمها شهقه تردد صداها في صدره الخافق بعنف فغابت لثوان في دوامة الشوق الجارف التي ابتلعتهم لتهمس وهي في حالة من اللا وعي
_ سالم . الناس حوالينا .
استفحل الشوق بقلبه و فاض به صدره فعكست عينيه صورة لر،جل الجليد الذي أذابه الشوق حتى كاد أن يُنهيه و ارتج قلبها حين سمعت نبرته المحروره وهو يقول أمام شفاهها
_ بحضنك قبل ما تمشي ، ولا هو حلال ليكِ وحرام عليا ؟
★★★★★★★★★
دلف إلى داخل القاعة بهدوء يُنافي تلك الهيبة التي تُحيط به فتجعل قلوب الفتيات تهيم ولهًا بذلك المُعيد اللبق الوسيم الذي كان الغضب يشع من نظراته يخص تلك الجنية التي لم تسلب عقله فقط بل أصبحت تلهو بدقاته برمشة عين من بحرها الزمُرُدي الفاتن فأخذ يتذكر ومضات من خلافهم البارحة
_ الحلو بتاعي وحشني . ما تسيبي البحث دا و تيجي اقولك على موضوع سر.
تملصت من يديه العابثتين وهي تتجاهل تأثيره القا،تل على قلبها قائلة بتوسل
_ ياسين سيبني خليني اخلص البحث دا هسلمه بكرة و مش فاضيه حقيقي .
غرق بشلال الشيكولاته الذائبة بين خصلاتها و أخذ يمرغ أنفه بهم لتتفشى نشوة العشق بقلبه و سائر جسده فواصل محاولاته لأقناعها حين قال هامسًا بجانب أذنيها
_ هديكِ امتياز في كل المواد بس سيبي اللي في ايدك و تعالي اقولك .
«حلا» باستنكار
_ ايوا اضحك عليا . قال هديكِ امتياز في كل المواد . دا انت سبت الامتحان بتاع الميد مع دكتور رؤوف عشان متجبش بيه البيت وانا موجودة برغم اني عمري ما كنت هشوف . كدا ولا ايه ؟ يا دكتور وقور !
قالت جملتها الأخيرة بسخرية تجاوزها و أنامله تقسو حول خصرها المُغوي بينما قال بلهجة عابثة
_ بلا تعليم بلا وجع دماغ الست ملهاش غير بيت جو،زها و جو،زها خلاص قرب يتجنن بسببها يبقى ليه وجع القلب دا ؟
هتفت بشموخ
_ اه عشان ابقى تابع لحضرتك . لا يا دكتور انا عايزة اعمل لنفسي كيان و كرير .
بدأت السنه الغضب بالاشتعال في صدره فغمغم بخشونة
_ ابقي اعملي الكرير دا بكرة يا حلا الدنيا مش هتطير .
عاندته إذ قالت بفلسفة أصابته بالجنون
_ لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد يا دكتور ، كل دقيقة بتعدي مستقبلي اولى بيها .
ضاق ذرعًا من عنادها و شوقه الضاري لها فهتف بحدة
_ مستقبل ايه يا ام مستقبل أنتِ دا أنتِ اداب فلسفة ، اومال لو في طب كنتِ عملتي ايه ؟!
برقت عينيها غيظًا من كلماته و هتفت بجفاء
_ مش عاجبة حضرتك أداب فلسفة اللي أنا فيها ؟ طب اتفضل بقى روح نام خفيف و سبني للفلسفة اللي مش عجباك .
تعاظم الحنق بداخله و تبلورت خيبة الأمل في لهجته حين قال
_ بقى كدا ! انام خفيف ؟ طب ابقي قابليني لو نجحتي السنة دي يا حلا يا بنت الوزان ؟
عاد إلى الواقع و عينيه تُرسلان سهام التو،عد الذي سال لهجته حين قال في الميكرفون
_ صباح الخير . دكتور ممدوح تعبان النهاردة وانا اللي هستلم منكوا البحث و همتحنكوا الشفوي
ضيق عينيه بمكر وهو يناظرها قائلًا بلهجة تحمل الو،عيد بين طياتها
_ واحد واحد ييجيلي عالمكتب و معاه البحث بتاعه عشان يمتحن .
هوى قلبها بين قدميها حين سمعت كلماته و رأت ذلك الوعيد و المكر الذي يتساقط من بين نظراته و لكنها ظلت تُهديء من روعها قائلة
_ اهدي يا حلا دا جوزك لا هيس،قطك ولاهيرازيكِ . هو بس بيلاعبك .
جاء دورها فتوجهت بخطٍ ثابته و داخلها ينوي الفوز بتلك المعر،كة التي حتمًا ستنشب بينهم في الداخل
سمعت صوته يسمح لها بالدخول فدلفت الي الغرفة قبل أن تُغلق الباب خلفها لتتوجه إلى مكتبه تتجاهل ألسنة المكر التي تتقاذف من عينيه لترسم على وجهها قناع ملائكي و صوتًا عذب حين قالت
_ اتفضل البحث بتاعي يا دكتور .
ضيق عينيه وهو يُلاحظ ذلك الصفاء الذي يلون أحجار الزمُرد في مُقلتيها و ذلك الهدوء المُرتسم على ملامحها فأيقن أنها تُحاول التصرف و كأن شيئًا لم يكُن فالتمع المكر بعينيه يتنافي مع قتامة معالمه وجمود نبرته حين قال
_ اتفضلي اشرحيلي هل الحرية الفردية أهم من النظام والتنظيم الاجتماعي؟
لم يحسب حساب لدهاء الأنثى بداخلها حين حاصرته بشهب عينيها الدافيء و تلك العذوبة في نبرتها حين قالت
_ طبعًا الحرية الفردية أهم من النظام و التنظيم الاجتماعي .
تجاهل ضجيج قلبه و ذلك الخيط الخفي الذي يجعل الفرار من بين برا،ثن سحرها أمرًا مستحيل و قال بخشونة
_ اشرحيلي وجهة نظرك .
لم تقطع التواصل البصري بينهم ولو برمشة عينه بسيطة بل أخذت تتعمق ببحر عينيه الذي يتماوج به العشق و الشغف معًا و هي تدور حول مكتبه تتوجه إلى مقعده تتغنج بخطاها بينما انسابت الحروف من بين شفتيها بعذوبه تتنافى مع تأثيرها الضاري على ثباته
_ يعني مثلًا حريتي الفردية تسمحلي اني اقرب منك للحد الغير مسموح بيه عشان وحشتني.
جاءت كلمتها الأخيرة وهي تنحني حتى تُصبح في مواجهه مُباشرة مع عينيه للحد الذي جعلت عطرها المُسكِر برائحة الفانيليا يتغلغل إلى رئتيه فأصابته لع،نة الإشتهاء التي زعزعت ثباته و خاصةً حين تابعت بهمس
_ على الرغم من أن النظام و التنظيم الاجتماعي بيرفضوا دا عشان أنا طالبة و انت المعيد بتاعي و لازم التزم بحدودي معاك .
قالت جملتها و هي تتراجع من أمامه فلم تحسب حساب لتلك النيران التي قذفتها في قلبه ليضخها إلى سائر جسده الموقد بلهيب عشقها الذي لا يُطفئه سوى شهدها المُسكِر بلمح البصر وجدت نفسها أسيرة لذراعيه القويين تطوق خصرها حتى كادت أن تخترقه من فرط قسو،تها التي تتنافى مع ذلك الشغف الذي يقطُر من بين كلماته حين قال
_ راحة فين ؟ مش اللي يحضر العفريت لازم يصرفه بردو ولا ايه ؟
انقلب السحر على الساحر و ليتذوق كلًا مما صنعت يداه كانت تظن أن بمقدورها الهرب من بين برا،ثنه ولكنها لم تحسب حساب ضراوة عشقه لها و شوقه المُضني الذي لم يكُن يحتاج لو،قود اغوائها حتى يثور قاذفًا حممه البُركانية فوق قسمات وجهها البهي الذي تناثرت ورود الخجل فوق وجنتيه و ضفتي التوت الشهي خاصتها فأصبحت لوحة حية للجمال الذي لم يستطِع مقاومته أكثر فبتر اعتراضها لتلتحم شفاهه بخاصتها في معر،كه حارة مُد،ججة بلهيب الصبوة الذي تضج به صدورهم و تنتشي به أرواحهم الهائمة بين عينات ورديه قطعها عليهم صوت طرق خافت على باب الغرفة كان كإنذار قوي اخترق عقلها لتنسلخ عنه و تتراجع بلهفة إلى الخلف مما جعل جمرات العشق تتحول الى غضب جحيمي من فعلتها فلو كان الزمان و المكان لا يسمحان بما حدث ولكن انسلاخها عنه أثار غضبه فهي زوجته التي باستطاعته تقبيلها أمام الجميع .
مرت ستون ثانية لم تكُن كافيه لإخماد ثوراتهم ولكنها وقت طويل على من ينتظر الإذن بالدخول و الذي حين جاء لم تتوانى تلك الفتاة عن الدلوف إلى الغرفة بأعين يلتمع بها الترقب و الشك وهي تفرق نظراتها بين الإثنان فتضاعف غضبه اكثر حتى شاب لهجته حين قال
_ نعم يا آنسة أروى ؟
انتفضت «أروى» من حدة لهجته و تلعثمت الحروف بين شفاهها حين قالت
_ أ. أنا . أنا . كنت . بخبط . لما لقيت . حلا اتأخرت جوا ..
قاطعها حين زمجر بشراسه لونه معالمه حين قال
_ يعني ايه اتأخرت جوا ؟ وبعدين أنتِ مالك ؟ اتفضلي اطلعي بره .
لم ترى منه هذا الغضب سابقًا لذا لم تُفكر مرتين قبل أن تُهرول للخارج بعد أن أغلقت الباب خلفها فصب جام غضبه على تلك التي كانت ترتجف من هول ما حدث
_ عجبك يا ست هانم ؟ بسبب لعبتك السخيفة . مش قادر اقعد مع مر،اتي في المكتب بتاعي عشر دقائق على بعض .
كان مُحقًا ولكن كان لها دوافعها التي كانت سبباً كافيًا لتلك اللعبة كما أسماها فهتفت بتذمر
_ انت عارف انا عملت كدا ليه يا ياسين ؟
قاطعها بحدة
_ انتِ لسه كمان هتتكلمي عن دوافعك ؟ دا أنتِ مُستفزة .
تبلور الحزن بعينيها و لون ملامحها و كذلك لهجتها حين قالت بخفوت
_ انا مقصدش ازعلك أو احطك و احط نفسي في موقف وحش . بس انا فعلًا كان نفسي اعمل أصحاب حقيقيين من غير ما حد يصاحبني عشان أنا مراتك . خصوصًا واني بعيد عن أهلي و ماليش حد هنا .
كان حزنها لأمرًا جلل لا يمكن تجاوزه أو الاستهانه به وعلى الرغم من غضبه إلا أنه اقترب يحتوي وجهها بكفوف حانيه ثم قال بخشونة
_ كل دا يهون قصاد أن محدش يبصلك بصة وحشة ، و صدقيني ربنا هيوقعك في اللي شبهك من غير ما تضطري تخبي جوازنا عن حد .
عاندته قائلة بخفوت
_ طب عشان خاطري نعدي التيرم دا و بعد كدا نبقى نتكلم ، و بعدين انا هتجنن و أشوف ماما و متقوليش بتكلميها كل يوم عشان دا ميغنيش ابدًا اني اشوفها قدام عيني .
كانت تشبه طفلة تتدلل على أبيها حتى تنال ما تُريد وهو لا يملِك من الحول ما يُمكنه من تجاهل رغباتها فقام بوضع قبلة رقيقة فوق ارنبة أنفها قبل أن يقول بحنو
_ من عينيا اللتنين . بعد ما نخلص امتحانات هوديكِ تشوفيها .
تفشت السعادة بأوردتها فاندفعت تعانقه بحبور تجلى في نبرتها حين قالت
_ ربنا يخليك ليا يا حبيبي .
احتواها بين جنبات صدره ناثرًا ورود عشقه فوق خصلات شعرها قبل أن يقول بعبث
_ متفكريش اني نسيت موضوع النظام و التنظيم الاجتما،عي . لما نروح البيت لازم نحل مشكلتك معاهم واحدة واحدة و على أقل من مهلنا .
تراجعت تناظره بتخابث تجلى في نبرتها حين قالت
_ لا والله هي بقت مشكلة ؟
«ياسين» بوقاحة وعيني تعانق كل إنش بجسدها
_ مشكلة جامدة كمان ، ولازملها مناقشات حا،مية عشان نوصل لحل ر،ادع يجيب من الآخر .
تجاهلت خجلها الذي لون معالمها وقالت بتذمر
_ شوف هو انا مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه ؟ بس انا حاسه قصدك غير شريف بالمرة .
«ياسين» بعبث
_ لا شريف ايه ؟ دا شريف هيبقى الله يرحمه بعد اللي هتشوفيه مني النهاردة . بقى انا ابقى زي المراهقين اللي خايفين يتقفشوا بسببك ؟
انفلتت ضحكة رائعه من بين شفاهها وهي تقول بعبث
_ أسفين يا دكتور وقور .
ثم تناولت حقيبتها وتتوجه إلى باب الغرفه قائلة بدلال
_ كدا انا ضمنت الامتياز في المادة عقبال الجايين سلام يا حبيبي .
برقت عينيه وهو يتذكر أن تلك الجنية خرجت دون أن يقوم بعمل الاختبار الشفوي معها فضيق عينيه قبل أن يقول بوعيد
_ ماشي يا حلا الكلب . بسببك هتضطر انجح الدفعة كلها في المادة . وحياة امى الغاليه لهوريكِ .
★★★★★★★★
_ يا ماما سهام أنتِ زودتيها جوي و الراچل اللي بره دا حبابه و هيطربجها فوج راسنا كلاتنا.
هكذا تحدثت« نجمة» إلى «سهام» التي كانت تمنع ضحكتها بصعوبه وهي تتذكر ما حدث منذ عدة أيام
عودة لوقت سابق
هرول «صفوت» للخارج إثر صراخ «نجمة» فتفاجيء ب«سهام» التي كانت تحمل حقيبة بها ملابسها تنوي المغادرة
_ أنتِ رايحه فين؟ و ايه الشنطة دي ؟
هكذا تحدث «صفوت» بغضب يُنافي لوعة قلبه أن فكرت بتركه و قد أكدت شكوكه حين قالت بحزن
_ همشي يا صفوت . خلاص مبقاش ينفع افضل هنا ..
تفشى الألم بصدره حين سمع حديثها و نيتها بالرحيل ولكن سرعان ما تحول الألم إلى غضب تجلى في نبرته حين صاح هادرًا
_ ايه الجنان دا ؟ أنتِ مين سمحلك تعملي كدا ؟
كظمت غيظها بصعوبة وهي تتوجه بنظراتها إلى الجهة الأخرى قبل أن تقول بجفاء
_ احنا خلاص انتهينا يا صفوت و المقاوحة ملهاش لازمة . انت طل،قتني و مبقاش ينفع اقعد هنا اكتر من كدا
كيف السبيل الى وصالك دُلني ؟
كان هذا هو السؤال الذي ينخر عقله بينما يتوارى خلف غضبًا واهيًا كل ما به يرتجي الوصال ولكن دون أن يخدش كبرياء قلبه الجريح
حسمت أمرها حين التفتت تعانق «نجمة» وهي تقول بنبرة مُهترئه من فرط الحزن
_ خلي بالك من نفسك . انا سبتلك عنوان بيت جدك عشان تيجي تزوريني . متتأخريش عليا .
لم يكُن في القلب مُتسع لفجيعه أخرى كرحيلها لذا توجه بخطٍ غاضبه لينتزعها من بين يدي «نجمة» التي برقت عينيها حين شاهدته يحمل «سهام» كعروس و سط صيحاتها التس تجاهلها و توجه للأعلى دون حديث إلى ان وصل إلى غرفتهم المُشتركة التي حُرِمت من بهاء طلتها لسنوات فقام بإدارة قفل الباب بعد أن وضعها في منتصف الغرفة ليلتفت ناظرًا إليها بغضب يشوبه شوقًا شديد لم يفلح في قمعه
_ ممكن اعرف ايه اللي بتعمله دا ؟
تبلور الجنون بنظراته وهو يتقدم منها بخطوات وئيدة بثت الرعب في داخلها خاصةً حين قال بخشونة
_ انا قضيت سبعة و عشرين سنه من حياتي مستنيكِ . استنيتك كتير لما تكبري عشان اتجوزك ، و استنيتك اكتر لما تقدري تتقبليني في حياتك و تعامليني على اني جوزك ، و استنيتك اكتر و اكتر على ما بنتك رجعت لحضنك .
صمت لثوان قبل أن يُضيف بنبرة موقدة بلهيب العشق
_ قضيت اكتر من نص عمري وانا بستناكِ وعمري ما مليت و لا اشتكيت . أظن أنك مديونالي بكتير يا سهام هانم .
لم يكُن إقرار صريح بعشقها كانت كلمات ظاهرها قاسيًا على عكس أطنان العشق التي تخفيها تلك القسوة فرق قلبها و اهتاجت دقاته تؤاذر ذلك العاشق الذي لم يعُد يُرهبها بقدر ما يُغريها الغوص في بحوره هيامه اللا مُتناهي بها
_ اعمل ايه عشان اسدد ديني يا صفوت ؟
لم تكد تُكمل جُملتها حتى باغتتها يديه التي احتوت خصرها بقوة لتغرسها بين ذراعيه حتى اصطدمت عظامهم ببعضها البعض حد الألم الذي تجلى في تلك الشهقة القويه التي شقت جوفها من فعلته و كلماته الحادة حين قال
_ عايز وريث . أخ لنجمة !
برقت عينيها للحظات من كلماته التي لم يستوعبها عقلها لوهلة فأردف بجفاء يُنافي نظراته العاشقة
_ انا أقدر اتجو،ز بدل الست عشرة . بس انا عايزه منك أنتِ زي ما طول عمري بحلم ، و أهو تبقي حققتيلي ولو حلم واحد من أحلامي .
كانت كلماته قاسية على قدر ذنبها في حقه لذا امتثلت لرغبته ولو كانت طريقته فظة مُهينة فأخفضت رأسها قائلة بألم
_ موافقه .
امتدت يديه ترفع رأسها لتصطدم بعينيه التي أطلقت الكثير من الاعتذارات التي أبت الشفاة إعلانها وهمس بخشونة
_ بتوطي راسك ليه ؟ انا رديتك يعني أنتِ مر،اتي و دا مفروض يحصل بينا .
شعرت بالألم يتشعب إلى أوردتها ولكنها اكتفت بجملة قاتله ألقت به بين غياهب الألم
_ يمكن لأني اتعودت من زمان اني اكون ف حضنك عشان هو اماني و بيتي مش عشان دا شيء مفروض يحصل .
اهتزت نظراته و زاغت للحظات و كأن قلبه يُعلِن تمرده على قوانينه الصارمة و يخبرها بأن هذا الهُراء ماهو إلا مُحاولة منه لإبقائها بجانبه دون المساس بكبرياؤه .
لم تُعطيه الفرصة بالانهيار أمامها لذا تراجعت خطوتين تناظره بأعين تعانق بهم الألم و الكبرياء معًا
_ انا هرجع أوضتي القديمة ولما تحب يحصل اللي انت عايزة ابقى ابعتلي . عن اذنك
عودة للوقت الحالي
_ سيبيه اما خليته يقول حقي برقابتي .
خطت تحدثت سهام بوعيد فأخذت «نجمة» تولول بتحسر
_ يا مُري يانا ياما يا مُري . كن الأيام الچايه هتبجى مرار طافح . طب انتِ وچوزك بتكايده في بعض اني و الغلبان الفجري (الفقري) ده زنبنا ايه ؟ دا كل ما ياچي يشوفني يجوله نايمه دانا لو بهيمة مش هنام كل ده ؟ الطم ولا اعمل ايه ؟
«سهام» بأسف
_ تصدقي صح بيطلع غضبه على عمار الغلبان . احنا لازم نفكر في حل ؟
«نجمة» بتحسر
_ على ما تفكري في حل هيكون عمار انچلط من عمايل چوزك فيه . اني عارفه أني حزينة البخت و الامل طول عمري .
صاحت «سهام» بتقريع
_ يا بنتي بطلي ندب . قولتلك هنشوف حل . طب بصي جتلي فكرة بمليون جنية . ايه رأيك نحط ابوكي قدام الأمر الواقع و نعزمه النهاردة عالغدا
لمعت عينيها بوميض السعادة فصاحت بانبهار
_ ايوا بجى هي دي الأفكار ولا بلاش . طب بجولك اي لو بابا اتضايج ولا جلعه ( طرده ) هنِعمل ايه؟
«سهام» بمكر
_ ميقدرش انا هقفله .يالا كلمي عمار اعزميه
أخذت «نجمة» هاتفها و توجهت للشرقة ودقاتها تدق تزامناً مع دقات الرنين إلى أن جاءها صوته العذب حين قال بعشق
_ يا أهلًا بست البنتة كلاتها .
«نجمة» بخجل
_ كيفك يا سيد الناس ؟
لوهله تذكر ما يحدُث معه من ذلك المتجبر فقال بتحسُر
_ سيد الناس جفاه ولع من الچري ورا ابوكي في عز نقحة الشمس .
«نجمة» بلهفه
_ سلامة جفاك يا غالي .
«عمار» بوله
_ الغالي يرخصلك يا نچمتي و جمري و شمسي .
تحمحمت «نجمة» بخجل و قالت بخفوت
_ بجولك ايه ماما سهام عزماك الليلة على العشاء بس سايجة عليك النبي ما تجول لبابا حاچة
«عمار» بمكر
_ عملهاله مفاچأة يعني . طب اني چاي و هخليها مفاچأة عنب على سيادة اللواء . بچولك اي انزلي عِند البوابة هتلاجيني سايبلك حاچة مع البواب
«نجمة» بريبة
_ معرفاش ليه جلبي مش مطمن لحديتك ده .
قهقه بصخب على حديثها قبل أن يقول بعبث
_ هتطمني لما تكوني في حضني و بين ضلوعي .
زحف الخجل الى وجنتيها فهمست بخفوت
_ وه ايه اللي بتجوله ده ؟
_ انزلي بس .
طاوعته و توجهت للأسفل وهي تبحث بعينيها عن ذلك الحارس المُكلف بأمر حراسة البوابه فتفاجئت بذلك الفارس الذي يقف أمامها بطلته الخاطفة للأنفاس وهو على ظهر فرسه يُناظرها بعينين يتبلور بهم العشق فكان
يشتهي عناقها في تلك اللحظة و لو كان مرهونًا بحياته فقام بالترجل من على ظهر الفرس وهو يتقدم من تلك التي تقف كالمسحورة تناظره فانسابت الحروف مُشتاقه من بين شفتيه
_ اتوحشتك جوي . اشتجت لحضنك اللي مدوجتوش ، و عارف اني هلاجي فيه الحنان اللي اتحرمت منيه عمري كله .
كلماته جعلتها تتجاهل صدمة وجوده و رق قلبها حين سمعت كلماته التي يتخللها الأسى فخرجت الكلماته حانيه من بين شفاهها مُحملة بوعود صادقة
_ هتلاجي معاي حب و حنية متخيلتهمش عمرك كله . بس انت اوعى تجسى عليا تاني.
«عمار» بلهفة
_ اجسى عليكِ كيف وأنتِ النچمة اللي نورت حياتي و بدلت العتمة اللي چواتي . الله في سماه لو جلبي في يوم يجسى عليكِ دانا أطلعه بيدي من بين صد،ري و احطه تحت رچليكِ .
صاحت بلهفة
_ بعد الشر عنِك متجولش أكده تاني .
«عمار» بشجن
_ اني طول عمري يتيم يا نچمة ، وحبك هو اللي حسسني بالألفة و الونس .
ضاعف العشق من حسنها الذي يأسره خاصةً حين اهدته تلك البسمة الصافية التي زلزلت كيانه فاقترب حتى أصبح لا يفصلهمَ سوى خطوتين فشهقت بذعر وهي تتراجع للخلف قائلة بلهفة
_ وه ابوي لو شافك هيهد الدنيا فوج روسنا.
«عمار» بسخط
_ ليه أن شاء الله ؟ هو اني بسرج ! أنتِ خطيبتي ، و من حجي اشوفك وجت ما أحب.
«نجمة» بتذمر
_ لاه مبنسرجش . بس دا ابوي ولازمن نحترم كلمته . حتى لو هيموتنا مشاليل ..
_ بعد الشر عنك يا جلبي .
«نجمة» بخجل
_ يباركلي فيك. متتأخرش النهاردة.
غازلتها عينيه بينما تحدث بخشونة
_ اتأخر ايه بس يا بت الناس ؟ دانا مستني الليل على أحر من الچمر .
★★★★★★★★★
كانت تُعِد شطيرة من الجبن وهي شاردة في تلك الأحداث التي قلبت حياتها رأسًا على عقب لتتحول لتجد نفسها في النهاية زوجة لأكثر شخص مقرب منها و أكثر شخص باتت تكرهه في هذه الحياة كونه كسر ثقتها التي لم تُعطها لمخلوقٍ سواه .
لا تُنكِر أفعاله الرائعة معها خلال الأيام المُنصرِمة ولا احترامه لخصوصيتها حتى عندما كان يضع لها تلك الدهانات فوق جروحها لم تجرحها عينيه ولو بنظرة استشعرت عشقه الضاري لها ولكن بعد فوات الأوان فقد تشوهت روحها فتحولت لثوب تهلهلت خيوطه بعد كل ما مرت به من أزمات .
_ يا بخت الفينو والله اللي بقالك عشر دقايق واقفه مبحلقة فيه .
انتفضت اثر صوته العابث الذي جاءها من الخلف فالتفت تناظره بحدة تجلت في نبرتها حين قالت
_في حد يدخل على حد و يخضه بالطريقة دي ؟
قهقه «عُدي» على حديثها قائلًا بمُزاح
_ ايه كمية الحد دي ؟ اوعي كدا وريني بتعملي ايه ؟
سندوتش جبنة ! فكرتك عملالي بطايه أو حلة محشي . يا بختك المايل يا عُدي .
دائمًا ما تفلح مُحاولاته في انتزاعها من دائرة الصمت التي تُحااول أن تقحم نفسها داخلها خوفًا من التأثر بإغواء حضوره لذا صاحت بغضب
_ حد قالك أن الجارية بتاعتك ولا حاجه ؟
غازلتها عينيه قبل أن يقول بعبث
_ تصدقي كدا انا ابتديت افهم . زمان السلاطين ل واحد كان عنده كبشة جواري ليه ؟ قوليلي ليه ؟
لم تُجيبه فتابع بوقاحة
_ طبعًا عشان كانت الجواري كلهم قمرات زيك كدا يا وحش .
كلماته حركت شيئًا كبيرًا بداخلها وتجلى ذلك في ذلك اللون الشهي الذي لون وجنتيها ولكنها عاندت تلك الأحاسيس اللذيذة و صاحت بغضب
_ تصدق دمك تقيل .
يعرف ما يدور بداخلها و كأنها كتاب مفتوح أمامه وقد تعهد بأنه لم يُخطيء في فهمه كما حدث في السابق لذا تجاهل غضبها و قال مازحًا
_ دمي تقيل ايه ؟ هو انا بقولك نكتة ! دا حول في المشاعر باين .
«ساندي» باستنكار
_ نعم . ايه حول في المشاعر دي ؟
اقترب منها حتى حاصرها بين الطاولة و بين جسده وهو يقول بهسيس دغدغ حواسها
_ يعني اكون بقول عليكِ قمر تقوليلي دمك تقيل ؟
شعرت بلهيب يبنعث من بين شفتيه ناهيك عن نظراته التي كانت تحاصرها فتجعلها على وشك الذوبان كقطعه من الشيكولاته فبللت حلقها بتوتر قطعه حين تراجع وهو يقول بلهجة عابثة تُنافي لهجتة الموقدة منذ ثوان
_ يالا ادخلي شغلي الفيلم اللي انا جبته هيعجبك اوي على ما احضر الفشار و العصير و اعملي حسابك هلاعبك دور دومنة النهاردة و هيبقى فيه احكام .
هبت باندفاع
_ احكام ايه دي أن شاء الله ؟
التفت يُناظرها بوقاحة تجلت في نبرته حين قال
_ اللي يخسر يقلع .
هبت صارخة
_ ايه ؟
صحح جملته قائلًا بلهفة
_ اللي هيخسر هيغسل المواعين .
تراجعت عنه إلى غرفتها تحاول عدم التأثر بإغواء تلك لحياة التي يُحاول جذبها إليها فحتمًا سيؤول مصيرها إلى الهلاك كما هي العادة لذا توجهت إلى مخدعها تنوي اللجوء إلي النوم ولكنها تفاجئت بذلك المجنون وهو يقتحم الغرفة و يقوم بحملها فوق أكتافه وهو يقول بوعيد
_ بقى انا رايح دافع دم قلبي في لب و سوداني و جايبلك فيلم fast furious 7 عشان نسمعه سوى و مضحي وانا جايبلك بايدي فيلم الواد الاقرع اللي بتحبيه تقومي
داخله تنامي دانا هصور قتيل النهاردة
انزلها برفق ليضعها على الأريكة وسط زهولها الذي لم يدُم طويلًا وهبت غاضبة
_ انت اكيد اتجننت . انا مش عايزة اقعد معاك ولا عايزة اتعامل معاك و قولتلك كدا من وقت ما جينا هنا ، و حطينا قواعد لحياتنا سوى صح ؟
لم يغضب أو تجاهل غضبه وقال بهدوء
_ في استثناء للقواعد دي و هي أن في يوم في الاسبوع هنسمع فيلم حلو سوى و ناكل لب و سوداني و نلعب دور دومنة بعدها و مفيش نقاش انا قولت اهو .
شعرت بالارهاق الذي جعلها تتنحى عن الجدال فهو يُريد إجبارها على تقبل وجوده بحياتها لذا ستمرر هذا الوقت بصمت حتى تصيبه بالإحباط لكي يرفع يده عنها
مر بعض الوقت وهو مندمج في الفيلم ظاهريًا بينما عيناه تتابع تلك التي بدأت تتفاعل مع المشاهد و أحيانًا تمتد يديها لتلتقط بعض من المقرمشات الموضوعة على الطاولة ولكنه لمحها هي تُحيط أكتافها بيديها فقام بجذب الشرشف الثقيل الذي يلتحف به و قام بالاقتراب منها لتتفاجيء به على بعد أنشأت قليلة منها فقامت باغلاق عينيها كرد فعل طبيعي منها كونها تخشى رؤيه ما سيحدُث و انحبست الأنفاس في صدرها ترقبًا لما هو قادم فتفاجئت حين شعرت بشيء ثقيل يُحيط كتفها و ذلك الدفء الذي انبعث من جسده حين حاوطها بذراعه وهو يقول بهمس ضد أذنها
_ فتحي عنيكِ و اتفرجي عالفيلم . انا قربت بس عشان متحسيش بالبرد .
انصاعت حواسها لكلماته فانفتحت جفونها لتجد نفسها مُدثرة بشرشف ثقيل وهو يحتضنها بذراعه يقيها سقيع البرد و الوحدة معًا فأخذت تطالع الي وجهه فقد كان ينظر الى الفيلم باستمتاع جعلها كالمخدرة لا تقو على مفارقة دفء وجوده فسكن جسدها و خبت تلك الرجفة التي كانت تتلاعب باوتارها و التفتت لتُكمِل الفيلم حاجبه كل تلك المخاوف التي تنخر عقلها حتى الموت .
★★★★★★★★★
_ وحشتيني على فكرة
تحدث بهمس بجانب أذنها فغمرها الخجل مما جعلها تخفض رأسها فاحتنقنت لهجته حين قال بتذمر
_ بتبصي في الأرض ليه يا سما ياختي ؟ هو انا بقولك كلام أبيح لا سمح الله !
«سما» بخجل
_ بطل قلة ادب ، وبعدين دا رد فعل طبيعي لما الواحدة تسمع كلام حلو من حبيبها .
«مروان» بلهفة
_ حبيبها ! يعني انا حبيبك يا سما ؟
لون الخجل معالمها و خبت لهجتها حين قالت
_ ايوا طبعًا حبيبي .
«مروان» باندفاع
_ طب ما تيجي نقتل امك ونتجوز .
رفعت رأسها تناظره بحدة تجلت في نبرتها حين قالت
_ مروان اتلم ، و اياك تجيب سيرة ماما . انا اتكلمت معاها وهي مش هتضايقك تاني يبقى انت كمان تبطل تتكلم عنها قدامي وحش .
«مروان» باندفاع
_ خلاص وعد مش هتكلم عنها وحش قدامك . هتكلم من وراكِ بس .
زفرت بيأس تجلى في نبرتها حين قالت
_ يا مروان افهم ماما . هي خايفة عليا من تجربتها و من خوفها مش عايزاني احبك أو تتعلق بيك زي ماهي عملت مع بابا و في الآخر اتجرحت
«مروان» بسخط
_ يا ستي هي ذوقها في الرجالة كان خرا انا مال امي ؟
ناظرته بحنق فتراجع عن كلماته قائلًا بجدية
_ خلاص يا حبيبي . انسي امك دلوقتي خلينا فيكِ . ايه القمر دا ؟ كل شويه تحلوي كدا ؟
عاد الخجل يغمرها مرة أخرى فقالت بخفوت
_ بجد شايفني حلوة يا مروان ؟
«مروان» بلهفة
_ حلوة ؟ دا أنتِ وتكة .
«سما» بامتعاض
_ ايه وتكة دي ؟
_ وتكة دي يعني مزة جامدة كدا يعني ؟
«سما» بامتعاض
_ دي ألفاظ؟ اعمل فيك ايه ؟
«مروان» بلهفة
_ اديني بوسه ، وانا هقطع لساني خالص .
_ يااااااه دا يوم المُنى .
كان هذا صوت «طارق» الساخر الآتي من الخارج صاح «مروان» بسخط
_ اهو عبدة موته وصل اهو.
«طارق» بتخابث
_ والله عيب . بقى حد يقول الكلام دا لبنت عمته!
التفت« مروان» ل«سما» قائلًا بامر
_ حطي ايدك على ودانك يا بت أنتِ مش عايز الحلوف دا يخدش حيائك .
فعلت ما امرها به فالتفت قائلًا بتصحيح
_ قصدك مراتي ياخويا ، وبعدين انت اي حاجه قبيحة بتيجي على ريحتها !
قهقه« طارق» بصخب قبل أن يقول بشماتة
_ وانت بتعرف تقول حاجه ابيحة ؟ عاملي فيها المحترم بزيادة اتنيل .
«مروان» بتقريع
_ هقول ايه ما هو انت واحد حاقد ، ولا طايل حتى كلام انما انا واحد كاتب كتابي يعني ممكن اخلف بعد بكرة عادي .
اغتاظ «طارق» من ذلك الوغد فصاح بفظاظة
_ على أساس إني هسكت دانا هقلبها حريقة لو مكتبتش كتابي على الأقل .
«مروان» بتقريع
_ عايز تكتب كتابك ليه يا صايع يا ضايع ؟ عشان تفضحنا !
انهى« مروان» كلماته تزامنًا مع دخول «شيرين» إلى غرفة الجلوس لتنضم إليهم فغمرتها نظرات «طارق» العاشقة قبل أن يقول بوقاحة
_ والله الفضيحة جايه جايه لو مجوزتونيش في اقرب وقت
زحف الخجل الى وجنتيها من كلماته الوقحة و خاصةً حين أضاف بأمر
_ تعالي اقعدي جنبي .
حين أوشكت على التقدم تجاهه حتى جاءتها صيحة «مروان» الذي هدر بصياح
_ تقعدي جنب مين ليه هي سايبة ؟ تعالي يا بت اقعدي جنبي . انا مكان عمتي هنا .
رغمًا عنها توجهت إليه ركضًا فأخذ «مروان» يحرك حاجبيه بحركه استعراضيه أصاب بها حنق «طارق» الذي صاح بغل
_ انا ممكن اقوم اكسر عضمك على فكرة .
احسنلك ملكش دعوة بيا .
أخذ «مروان» يشدو باستفزاز
_ شقطت منك حبيبتك يا عم . امسح رقمها و خلي فيه دم .
جن جنون« طارق» و كاد أن يندفع نحوه لولا صوت «همت» التي قالت بسخرية
_ لا دا انت سوقت فيها بقى . هو سكتناله دخل بحماره ؟ انت كمان بتغني !
تجاهل سخريتها وقال بصياح
_ تعالي يا عمتي شوفتي حبيبك مروان . محافظ عالموزتين اهو منقصوش صوباع .
كان يضع يديه على كتف كلا من «سما» و«شيرين» قبل أن يُشير بيديه الى« طارق» الذي يود لو يكسِر عنقه من شدة الغضب الذي تضاعف حين قال
_ الأولعوبان دا كان عايز يقعد البت جنبه بس مين انا مرضتش . محافظ عليهم زي عنيا .
صمت لثوان قبل أن يقول بهمس
_ هي بوسة كدا خدتها خطف .
صاحت «همت» باستفهام
_ بتقول ايه يا واد انت ؟
«مروان» بتصحيح
_ أبدا . ايه رأيك يا عمتي لو نبعتك تحجي بتاع ست سبع شهور كدا ؟
«همت» بسخرية
_ هو الحج بيقعد ست سبع شهور ياظريف
«مروان» بتهكم
_ معلش بردو ما أنتِ ذنوبك كتير هتاخدي وقت عيزالك تسعتاشر الف حجة عشان تكفري عنهم .
«همت» بوعيد
_ و هضيفلهم ذنب كمان لما اخلص عليك و اريح البشرية من شرك .
اخذ «مروان» يتبادل الكلمات مع «همت» و تحاول «سما» تهدئتهم كالعادة فلاحظت تلك الغمزة الخفية التي ألقاها بها وهو يشير للخارج لتستغل انشغالهم في الجدال و تتوجه إلى حيث أشار و ما هي إلا دقائق و وجدت يد قويه تجذبها من خصرها إلى الشرفة فشهقت بصدمة جراء فعلته وكلماته التي تقطر عشقًا حين قال
_ بقولك ايه اخر الاسبوع كتب كتابنا . مش هصبر اكتر من كدا .
_ طارق انت بتقول ايه ؟
«طارق» بجفاء
_ العيلة دي ملهاش امان و ممكن الدنيا تتقلب في لحظة وانا خلاص مش قادر متبقيش جنبي بعد كدا .
التمعت نجوم الحب بسماء عينيها وقالت بخفوت
_ بتحبني ؟
كان استفهامًا يحمل بين طياته الكثير فباغتها حين قال بوله
_ بعشق امك .
فجأة وهما بخضم شجارهم تفاجئ «مروان» من اختفاء كلا من« طارق» و «شيرين» فقال بتقريع
_ عامله زي خفير الدرج معايا أنا بس . الحقي الواد شقط البت وأنتِ قاعدة . دا مالوش امان ممكن يستفرد بيها . قومي شوفيها احسن تلاقيها خائفة من شيء ما .
اندفعت« همت» بذعر
_ نهارك اسود انت و أخوك بت يا شيرين
التفت إلى «سما» التي تهدلت أكتافها من كثرة محاولتها لثنيهم عن الشجار فجاء صوته العابث حين قال
_ استفرد بيكِ انا بقى ، شبطهم في بعض ، و على ما تتفض العاركة اكون انا بوست لما شبعت.
تراجعت للخلف بذعر
_ مروان اعقل حد يدخل علينا .
لم يكترث لتنبيهاتها وحين أوشك على أن يخطو خطوة واحدة تجمد بأرضه حين سمع صوت «سالم» الفظ آتيًا من الخلف
_ مروان . اومال الناس فين ؟
أطلق النيران من أنفه قبل أن يقول بسخط
_ ايه يا كبير انت مش كنت مقموص ايه اللي جابك دلوقتي ؟
«سالم» بجفاء
_ بتقول ايه يا زفت انت ؟
«مروان» بتملق
_ بقولك حمد لله عالسلامة عمتك و طارق بيقتلوا بعض بره و الباقي نايم .
تجاهل حديثه فقد كان الغضب و الشوق يتصارعان بداخله و خاصةً بعد لقائهم في الصباح فتوجه بأقدام متلهفة إلى الاعلى و قلبه يهفو إلى وصالها فقد اضناه الهجر و بات يمقُت تلك الأقنعة التي يرتديها أمامها وقرر وضع الأحرف فوق الكلمات بينهم فما أن وقعت عينيه على تلك النائمة بسلام فوق مخدعهم حتى خانته دقاته الهادرة التي تقاذفت بجنون كجنون أنفاسه التي تلاحقت بصدره حين التقمت عينيه ذلك الرداء الناعم الذي يعانق جسدها البض كاشفًا عن منحنياتها القاتلة بسخاء و خصلاتها المفرودة حولها كخيوط الشمس المتوهجة فجذبه مظهرها الرائع ليتوجه رأسًا إلى السرير ويضع إحدى ركبتيه على طرفه يميل بجسده بجانبها ويديه تقترب لتعانق خصرها فإذا به يشعر بكرة شعر كثيف أسفل يديه لم يُمهله الوقت لاستيعاب شيء فقد سمع صرخة قويه جعلته ينتفض واقفًا تلاها صرخة «فرح» التي استفاقت على ذلك الصوت المُريع لتقوم بإنارة المصباح بجانبها فإذا بها تتفاجيء ب«سالم» الذي كانت معالم الجنون باديه على وجهه وهو يمسك كرة الشعر بأطراف أصابعه وهو يزمجر بشراسة
_ ايه اللي جاب الكائن دا في سريري ؟
اندفعت تختطفها من يديه بلهفه تجلت في نبرتها حين قالت
_ حاسب عليها ..
«سالم» باستنكار
_ احاسب عليها ؟ هو دا اللي قولتلك تستنيني ؟
«فرح» بهدوء مُثير للأعصاب
_ مانا مستنياك اهوه ، و بعدين انا لقيتها واقعه في الجنينة و مجروحه قلبي مطاوعنيش اسيبها
«سالم» بسخط
_ قلبك مطاوعكيش تسبيها ، و عقلك قال استغلها فرصه و اضايقه !
عاندته كاذبة
_ محصلش .
تبلور الجنون بنظراته وهو يقترب منها قائلًا
_ أنتِ مبتتعلميش أبدًا ؟
«فرح» بتحدٍ أشعل حمية العشق بجوفه
_ ايه بالظبط اللي المفروض اتعلمه؟
كانت نظراته تحمل الوعيد الذي تجلى في نبرته حين قال
_ الأدب . مفروض تتعلمي الأدب .
تشدقت ساخرة
_ وماله . علمهولي .
كان يتقدم منها بخطٍ وئيدة وهي تحمل تلك القطة بيدها وكأنها تحتمي بذلك الكائن الضعيف الذي لم يحتمل لمسة واحدة منه
_ اعمل فيكِ ايه ؟
هكذا استفهم بهسيس خشن فحاولت الثبات قائلة
_ انت عايز ايه ؟
زمجر بخشونة
_ عايز اكسر دماغك .
سخرت بمرارة
_ عادي كدا اهون عليك ؟
لون العبث نبرته حين قال
_ مانا اللي هعالجك.
«فرح» بتهكم مرير
_ مش كل حاجه بتتعالج .
أجابها بثقة مُفرطة
_ ماهو مش اي حد بيعالج .
كانت غافلة عن نظراته التي كانت تلتهمها التهامًا فهتفت بحنق
_ واثق اوي من نفسك حضرتك ؟
_ عندك شك في كدا؟
كانت تود لو تلكمه في أنفه من فرط وسامته و تأثيره السيء على حواسها ولكنها آثرت السخرية قائلة
_ لا طبعًا و أنا أقدر دا انت سالم الوزان على سن و رمح .
عض على شفتيه وعينيه تشملها بنظرات جائعة و قال يُغازلها
_ قولتلك ارجع الاقيكِ مستنياني بالشكل اللي يعجبني بس متفقناش انك تبقي حلوة كدا
قال كلمته قبل أن تقع فريسة بين براثنه فتخدرت من قربه لثوان ، وحين أوشك على الوصول لمبتغاه مواء قوي جعله يرتد للخلف حين كاد أن يسحق جسد الهِرة إثر اقترابه من تلك التي كانت تُمسِك بها بين يديها فلم تحتمل ضغطه فوق جسدها الهزيل فأطلقت مواء حاد جعله يطلق عبارات الاستغفار قبل أن يلتفت قاصدًا الحمام وهو يأمرها بعنف
_ أخرج ملاقيش الكائن دا في أوضتي .
اخذت قرارًا بأن تُذيقه لوعة الهجر التي تذوقتها في غيابه فأما خطأها فقد اعتذرت وأما خطأه فلن يمُر مرور الكرام لذا توجهت وهي تُمسِك القطه الجميلة التي رق قلبها حين رأتها مجروحة في حديقة المطبخ وقامت برعايتها دون أن تعلم أن وجودها سيخدمها و يساعدها في ترويض ذلك الأسد الجسور
بعد دقائق خرج من المرحاض وهو يرتدي شورتًا قصيرًا و المياة تقطر من بين خصلات شعره البنية لتنحدر فوق عضلات صدره الذي أخذ يعلو و يهبط من فرط الانفعال حين لم يجدها في الغرفة و وجد نور غرفة الملابس مُضاء فأخذ يضغط بقوة على أسنانه حتى كادت أن تتهشم تحت وطأة غضبه و قد قرر أن يُعاقبها على كل تلك الأخطاء التي اقترفتها دفعة واحدة
طرق قوي على باب الغرفة جعلها تنتفض في مكانها ولكنها حاولت الثبات فمن الواضح ان إصراره اليوم لا يُضاهي فقد توقعت أن يمنعه كبرياءه من أن يدق بابها ولكن اي كبرياء ذلك الذي يصمد أمام كل هذا العشق ؟
فتحت باب الغرفة فهالها مظهره المُهلِك الذي ضرب ثباتها في مقتل و زعزع قناع الجمود الذي كانت ترتديه فاشتعلت مواجهة حاميه بين النظرات دامت لثوان قطعها صوته الفظ حين تجاهل تأثيرها عليه وقال
_ بتعملي ايه هنا ؟
«فرح» بجفاء
_ زي ما انت شايف . هنام.
ابتلع غضبه الحارق وقال بحدة
_ و هو دا مكان نومك ؟
_ ما انت مش عايز چيسي تنام جنبي . قولت مش عايزين نزعجك و خدتها وجيت هنا .
فاق الغضب حدود سيطرته فقام بالتوجه إلى تلك القطة اللعينة و قام يجذبها من فوق الفراش و توجه إلى باب الغرفة وقام بوضعها أمام الباب و إغلاقه بعنف قبل أن يعود أدراجه إلى تلك التي كانت تناظره بذهول هل رجل بحجم الجبل مثله يغتاظ من قطه بحجم كف اليد ؟
_ اتفضلي على سريرك عشان ننام .
صاحت بغضب اثر كلماته المستفزة
_ ممكن اعرف وديت قطتي فين ؟
_ في داهيه . انا بكره القطط
_ براحتك . انا بحبها
«سالم» بحنق
_ حبي حاجه مفيدة .
تشدقت ساخرة
_ زي ايه مثلا ؟
«سالم» بجفاء
_ اقصري الشر يا فرح احسنلك ، وتعالي
اغتاظت من جفاءه فصاحت دون إحتراز
_ مش جايه .
برقت عينيه بغضب من كلماتها فالتفت يناظرها بنظرات غامضة ارعبتها و صاح بانفعال
_ أنتِ عايزة ايه في الليلة السودا دي ؟
باغتته حين قالت بنبرة على قدر عنفوانها على قدر حزنها الذي تناثر من بين عينيها على هيئة انهار من العبرات
_ و هعوز من الباشا ايه و أنا اصلًا ملزمهوش !
التفتت تنوي الدلوف إلى الغرفة الأخرى حتى تخفي ضعفها وذلك الألم بصدرهاا فتفاجئت من تلك اليد التي أحاطت خصرها لتجذبها إلى صدره بعنف آلمها و كأن كلماتها كانت رصاصات توجهت إلى قلبه الذي اختار أن يحي بين ذراعيها من جديد حين قال بهمس خشن
_ انا ميلزمنيش من الدنيا غيرك .
حاولت الفِكاك من قبضته حين قالت باستنكار
_ واضح .
تفاجئت من كلماته المحشوه بالوجع حين قال بالقرب من أذنيها
_ موتيني من الخوف عليكِ يا فرح .
كانت أنفاسها توحي بمدى ارهاقه ولكن كان هناك ألمًا ينخر بيسارها لذا هتفت من بين عبراتها التي ألهبت وجنتيها
_ و انت موتني من الخوف منك . لما دخلت الأوضة دي و قولتلي متقربيش مني مش ضامن نفسي أنا كمان موت من الخوف يا سالم
زمجر بخشونة ولايزال يحتجزها بين ذراعيه
_ خوفتي مني عشان اتعصبت بالرغم انك عارفه اني عمري ما هأذيكِ لكن أنا كان هيجرالي حاجه من الخوف عليكِ و انتِ مع واحد مختل زي دا .
انا سبت المؤتمر و الصحافة و المسئولين و طلعت اجري زي المجنون.
أوشكت على الحديث يتابع بقسوة
_ كان محاوط المكان برجالته يعني ناوي عالغدر . سألتي نفسك لو طارق موصلش في التوقيت المناسب كان ممكن عمل فيكِ ايه ؟
وضعها وجهًا لوجه أمام خطأها فعاندت قائلة
_ مكنش هيقدر يعمل حاجه .
«سالم» بسخط وهو يُديرها لتواجهه
_ مكنش هيقدر ! دا مجنون تتوقعي منه كل شيء في الدنيا
أوشكت على الحديث فأردف بقسوة
_ انتِ بالنسباله الخنجر الوحيد اللي هيقدر يقضي بيه على سالم الوزان و من بعدها العيلة كلها هتقع
آلمتها كلماته و خاصةً حين أردف بعتاب لم تخطئه في نبرته
_ عرفتي زعلت منك ليه ؟ عرفتي وجعتك يومها ليه ؟
اخطأت و أقرت بذلك ولكن كانت فريسة للغضب و القلق و الخوف لذا اندفعت قائلة بتبرير
_ عرفت ، وانت كمان لازم تعرف ان كان ليا مُبرراتي ..
قاطعها قائلاً بحدة
_ انا عارف دوافعك و مبرراتك مش محتاج اسمعها . بس وأنتِ بتمارسي امومتك مع جنة ماتدوسيش عليا عشان مش هسمح باللي حصل يتكرر تاني
حين يصل الأمر إلى شقيقتها تتبدل جميع الأشياء بعينيها فصاحت بقوة
_ جنة اختي و ليها حق عليا
باغتها صراخه الذي دوى في أرجاء الغرفة حولهم
_ محدش له حق عليكِ غيري. انا بس اللي ليا كل الحق فيكِ فاهمه ؟
كلماته كانت تقطر عشقًا و تملك كان كالضماد فوق قلبها ولكن هناك حق شقيقتها عليها الذي يجذبها من عنقها فيجعلها تائهه حائرة لذا هتفت بألم
_ انا تعبت بقى
الى هنا ولم يعُد يحتمل ، فتبًا للعقل و الكبرياء و المنطق و كل شيء يقف حائلًا بينه و بينها فاقترب يطوق خصرها بأصفاد ذراعيه و عينيه تحاصرها بنظرات عاشقة غاضبة و شيء آخر لم تختبره معه مسبقًا ألا و هو التملك الذي كان يقطر من بين كلماته حين قال
_ يمكن اكون بضغط عليكِ ، و يمكن يكون حبي ليكِ متعب
همست بتعب
_ سالم ..
قاطعها قائلًا بفظاظة تتنافى مع روعة كلماته حين قال
_ انا عشت أربعين سنة من عمري مفيش واحدة هزت شعرة فيا لحد ما قابلتك ، فتقدري تعتبري حبي ليكِ دا عقابك عاللي عملتيه فيا
كان الأمر ابلغ من أن يوصف بالكلمات فقد كانت لهجته تقسو بينما عينيه تحنو يقطر العشق من بين شفتيه بلهجة قاسية رفقًا بكبرياؤه الذي يأبى عليه الخضوع لذا رقت لهجتها حين قالت
_ و طبعًا مفيش اوبشنات . يعني زي القبول أو الرفض . مفيش صح ؟
لامست رقتها زوايا قلبه الذي لان أمام عينيها التي كانت منبع ارتواءه و شقائه في آن واحد فقربها منه أكثر وهو يقول بعبث
_ حد قالك عليا قبل كدا اني ظالم؟ في اوبشنات طبعًا . يا تحبيني يا تحبيني . اختاري ؟
أزالت كلماته آخر ذرات الغبار فوق قلبها الذي خلى من كل شيء سوى عشقها له فحاوطت يديها عنقه وهي تقول بدلال راق له كثيرًا
_ طب ولو كان عندي اختيار تالت ؟
_ اللي هو ؟
همست ضد شفتيه بعذوبة
_ اني بعشقك يا سالم يا وزان .
أطلق زفرة قويه في الهواء قبل أن يقربها منه حد تلامس أنوفهم وهو يقول بتعب
_ جننتي سالم الوزان يا فرح . زلزلتي عرش الوزان اللي محدش قدر يقرب منه أبدًا
استمهل نفسه و كأنه يحاول منع تدفق الكلمات من بين شفتيه ولكنه غافلته لتنساب بعذوبه فوق ندبات قلبها الذي شفيت جراحه كاملةً بقرب هذا الرجل
_ خلتيني لأول مرة في حياتي تايه زي العيل الصغير . عايز اهد الأرض عشان اوصلك واخدك في حضني و اطمن انك في أمان .
بعد أن تبددت ظلمة الأجواء حولهم اقتربت تلثم ذلك التجويف الخفيف بذقنه وهي تقول بخفوت
_ انا عارفه اني خليت شكلك وحش قدامهم و ممكن انزل اعتذرلك قدام الكل …
رفع رأسه يطالعها بغضب تجلى في نبرته حين قال
_ بطلي عبط يا فرح اعتذار ايه وزفت ايه ؟
تعلم انه توجها على عرش النساء ملكة ولكن يهفو القلب للإطمئنان بين الفينة و الأخرى وحين اطمئنت أرادت اللهو قليلًا حين قالت بعبث
_ يعني عشان الهيبة و كدا
«سالم» بفظاظة و نبرة فاحت منها رائحة الغرور
_ هيبة سالم الوزان لا أنتِ ولا مليون واحد يقدر يهزها .
رمقته بحنق و قالت بسخرية
_ لا والله و بالنسبة لعرش الوزان اللي زلزلته من شويه ايه نظامه؟
داعب أنفها بأنفه وهو يقول بهسيس مُثير
_ دا سرنا الكبير . ضعفي قدامك دا سر بينا و مش هسمحلك تستغليه أبدًا ضدي .
عاتبته قائلة بخفوت
” انت تعرف اني ممكن اعمل كدا ؟
ضاق ذرعًا بالحديث فحان وقت الأفعال التي يتوق إليها لذا انهى النقاش حين قال بخشونة
_ أنا عارف حاجه واحدة بس انك عوض ربنا ليا عن صبر السنين اللي فاتت دي كلها ، ومش مسموح لك تبعدي عني ولا لحظة بعد كدا فاهمة ؟
لم يُعطها الوقت حتى لأجابته فقام بارتشاف اجابتها من فوق شفتيها المغويتين التان كانتَ سبب كافي لشقاءه تلك الأيام المنصرمة فأخذ يُعاقبهما بأقسى الطرق و أمتعها و ما كاد يتركها لينثر عشقه فوق قسمات وجهها حتى يعود إلى ثأره معهما مرة أخرى و ينهل شهدها بنهم أفقده صوابه خاصةً وهي تقابل نهمه بشغف قاتل جعله يطيح بتلك الطاولة تتوسط غرفتهما والتي كانت تعوق طريقة إلى مخدعهمَ فما أن وصل إلى مبتغاه حتى صار يُمزق تلك العوائق التي تمنعه عن جنته بين حنايا عشقها فتعالى انين العشق المنبعث من شفاهها و كأنها دعوة غير صريحة لجعله يعاقبهما بطريقته الأكثر من رائعة فكان يُغرقها و يغرق معها في بحور العسل الذي كان يقطفه من فوق شفاهها و سائر جسدها ولم يكتفي بذلك فقط بل قام بوشم كل ما تقع عينيه عليه بصك قبلاته الدامية حتى تشكلت أمامه لوحة فنية تُجسد عشقه الخالص لها والذي لا تفلح الكلمات في وصفه ولكنه لم يبخل عليها بها ايضًا
حين اقترب واضعًا قبلة عميقة فوق ذلك البروز الصغير الذي يتوسط بطنها قبل أن يرفع عينيه يناظرها بشغف كان وقودًا أضافيًا على نيران شوقها له
_ أنتِ حظي الحلو من الدنيا ، و فرحة قلبي اللي مفرحش غير على ايديكِ
★★★★★★★★★
أخذت تنثر عطرها بدلال وهي تناظر فتنتها الواضحة في المرآة بعد أن تحررت أخيرًا من هذا الثقل الذي كان يرسخ جذوره في منتصف قلبها فقد طمأنها «سالم» بأن أمر هذا الناجي انتهى و اخبارها لشقيقتها بما حدث مع «سالم» و لذهولها تشابهت كلمات شقيقتها مع كلماته حين قالت
_ متقلقيش انا و سالم بنعرف نتعامل مع بعض كويس ، و برغم من اني زعلت انك روحتي حكتيله بس الحمد لله انك عملتي كدا و الا مكناش هنعرف نطمن طول ما الحيوان دا بيهددنا .
أخيرًا استطاعت التنفس براحة و قد عزمت على التخلي عن قرارها بالرحيل حتى لو عارض ذلك أهل الأرض جميعًا
قاطع تفكيرها صوت اغلاق باب الغرفة فتسارعت دقات قلبها حين أطل بشمسة الدافئة على وحشة قلبها الذي ذاق الأمرين خلال الأيام المنصرمة
تجمدت الدماء في عروقه حين شاهد حوريته و مُعذبة قلبه بتلك الهيئة الخاطفة للأنفاس بذلك الرداء الأسود ذو الحمالتين عند الأكتاف التي ناقض بياضها سواده مُطلقة العنان لخصلاتها التي تُشبه الليل الحالك تتماوج خلف ظهرها بجنون يوازي جنون دقاته حين شاهدها وهي تتقدم منه بخطوات وئيده يغلب عليها الخجل الذي ينثر وروده فوق خديها الشهيين يؤازرهما ذلك النبيذ الذي لونت به شفتيها فبدت رائعة حد الهلاك لقلبه الذي اضناه العشق الذي جعل ذراعيه تمتد لتعانق خصرها بحنو و رقة أذابتها فقد كان يُريد.التأكد كونها بين ذراعيه فهمس بنبرة موقدة
_ انا في الجنة صح ؟
أجابته بنعومة أصابت ثباته في مقتل
_ الجنة هي اللي بين ايديك ، و بتترجاك متبعدش عنها تاني .
ابتلع ريقه بصعوبه فقد كانت أنفاسه وكأنها تتشاجر داخل صدره من فرط الإثارة و الشغف الذي لون نظراته التي كانت تلتهم حسنها بلا هوادة فصار يُقربها أكثر حد امتزاج أنفاسهم الموقدة بلهيب الصبوة كما لهجته حين قال
_ ابعد ! دانا زي اللي كان ماشي في صحرا ميت من العطش و لما شافك ارتوى .
رفعت كفوفها الحانية تحوي وجهه بين طيات عشقها الذي تجلى في نبرتها حين قالت
_ بعدك اصعب مصير ممكن أواجه في حياتي يا سليم . اني انام من غير ما يكون نفسك محاوطني دا عذاب لوحده .
قست يديه حولها عشقًا و كأنه أراد أن يعانقها بأضلعه خوفًا من أن يختبر مرارة هجرها مرة أخرى فأسند جبهته فوق خاصتها قائلًا بصوت أجش
_ اااه يا جنة أسأليني انا عن معنى العذاب . اللي شفته في بعدك مش عذاب و بس . دا جريمة في حق قلب مدقش يوم غير ليكِ .
شاطرته لوعته وقالت بلهجة تتضور عشقًا
_ وحياة كل العذاب اللي شفته في بعدي لهوريك حب و حنية متخلقوش غير عشان سليم الوزان وبس .
ارتشف سُكر كلماتها من بين شفاهها التي اقتنصها بوله و يديه تتمايل فوق مُنحنياتها بعبث قاتل أصاب أوتار قلبها فزعزع كل ذرة ثبات لديها فذابت كقطعه من الزُبدة إثر نيران عشقه الموقدة فلم تشعر بالفراش أسفلها فقد كانت ترتشف من نبيذ قربه تُغدق عليه شهدها حتى الثمالة و تتمزز برحيق جوفه بنهم اصابه بالجنون فأخذ يُعمق قربهما لتتوحد أجسادهم في عزف أنشودة عاشقة تردد صداها في الغرفة حولهم و كان كليهما يتبادلان الشغف دون إحتراز و كأن حياتهم متوقفه على تلك اللحظات المسروقة عنوة من الزمن فلأول مرة تتحول بين يديه لإمرأة عاشقة بدلًا من فتاة خجوله فعرفت كيف ترضي جموحه و تُطفيء لهب قلبه الذي كانت دقاته تصرخ باسمها الموشوم فوق صدره
قاطع ملحمتهم رنين الهاتف الذي أخذ يلِح بالرنين و كأن حياة أحدهم على المحك فقالت «جنة» بأنفاس مُتهدجة
_ سليم . التليفون .عمال . يرن. شوف لا يكون في حاجه .
لم يكُن في حالة تسمح له بتركها حتى لو كانت حياته على المحك فعاندها قائلاً بلهجة محرورة
_ مش مهم . حتى لو في حاجه . مش هتكون اهم من وجودك في حضني دلوقتي.
«جنة» بتوسل
_ طب عشان خاطري رد انا قلبي مش مطمن .
زفر باستسلام و بشق الأنفس استطاع الانسلاخ عنها ليلتقط الهاتف بينما يتمنى لو يُخرسه إلى الأبد فأجاب بغضب
_ مين ؟
انتفض مذعورًا حين سمع ذلك الصوت المُتألم يرجوه
_ الحقني يا سليم .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في قبضة الأقدار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى